هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
(تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف).
هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا في دراسة التوراة والإنجيل وحتى القرآن؛ يقوم على تقريب الكلمات وحذف حروفها وضمّ أخرى إليها حتى تكون قريبة من مناطق أخرى معروفة في جزيرة العرب، ولو كانت الكلمات والأسماء الأولى معروفة بأسمائها حتى اليوم في غير جزيرة العرب، وما يريدون أن يصلوا إليه هو أن جميع أنبياء بني إسرائيل عاشوا في غرب جزيرة العرب وجنوبها، فرحيل إبراهيم عليه السلام بزوجته سارة إنما كان قربَ خميس مشيط غرب المملكة العربية السعودية، وانتقال يوسف عليه السلام من مدينة إلى أخرى هو غرب الجزيرة أيضا، وموسى عليه السلام إنما عبر واديًا في جنوب غرب الجزيرة وتبعه فرعون، إلى غير ذلك من “القصص والحكايات” التي تقال في عدد من الكتب، ويحكيها عدد من الباحثين.
وقد سبق لمركز سلف للبحوث والدراسات أن كتب عدةَ أوراق علمية حول موطن بني إسرائيل حسب القرآن الكريم([1])، والكتاب المقدس([2])، وحسب علماء المسلمين وأقوالهم([3])، أما هذه الورقة فتناقش في المقام الأول دعوى من قال: إن ابن تيمية وابن القيم من علماء المسلمين المعتبرين قد اعترفوا بأن بني إسرائيل إنما عاشوا وبادَ ملوكهم وأنبياؤهم في جنوب غرب جزيرة العرب؛ فهؤلاء الكُتاب يرون أن جميع أحداث بني إسرائيل وقصصهم وخروجهم وغير ذلك إنما وقعت غرب جنوب جزيرة العرب، ولما لم يجدوا نصًّا من القرآن والسنة ذهبوا يستدلون بأقوال أهل العلم، فانتقوا من كلام ابن تيمية وابن القيم وقالوا: خذوا هذين العالمين الجليلين، فقد اعترفا بما توصَّلنا له من اكتشافات غابت عن المسلمين واليهود والنصارى مجتمعين!
فما مصر في القرآن الكريم؟
وما مصر وقصة موسى عليه السلام عند ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله؟
هذا ما ستناقشه هذه الورقة في المحاور الآتية:
أولا: مصر في القرآن الكريم:
ورد ذكر مصر في القرآن الكريم في عدة آيات، أول ما يمكننا أن نفعله في هذا الموضوع هو أن نرى بيان الله سبحانه وتعالى لمصر ومكانها في القرآن الكريم، ولست أريد الإطالة بذكر كل آية ونقل أقوال المفسرين فيها، فقد سبق عرض ذلك في ورقة بعنوان: الشواهد القرآنية على موطن بني إسرائيل([4])، لكننا سنلخص الكلام في الآتي:
1/ لم يرد أيُّ ذكر في الكتاب أو السنة أن مصر أو المسجد الأقصى أو طور سيناء في جنوب غرب الجزيرة العربية، وأمر مُهمّ كهذا ومسرح مهمّ من مسارح نزول الكتب من الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن لا يرد عليه أيّ شيء في الكتاب والسنة. وقد ورد ذكر مصر في القرآن خمس مرات بصيغة صريحة، وورد بصيغة غير صريحة أكثر من ذلك، فكيف لم يبين القرآن الكريم أو السنة النبوية ولا مرة واحدة أن مصر المذكورة في القرآن والسنة لا يراد بها مصر المعروفة في زمن نزول القرآن، وإنما المراد مصر جزيرة العرب؟! فعدم ورود أي دليل أو بيان يبين أن أرض مصر في جزيرة العرب يعطي دلالة قاطعة على أن المراد بمصر هي مصر المعروفة في زمن نزول القرآن ووجود النبي صلى الله علي وسلم، وبناء على هذا تعامل الصحابة الكرام والتابعون.
2/ حينما نتأمل الآيات التي وردت فيها كلمة مصر نجد من الشواهد ومن أقوال العلماء والمفسرين ما يقطع بأن المراد بمصر مصر المعروفة، ولئن حاول البعض الاستدلال بعلماء المسلمين كابن تيمية وابن القيم -وسيأتي كلامهما- فإن علماء المسلمين كلهم قد ذكروا أن مصر هي مصر المعروفة، فلِمَ يتم تجاهل هذا الكلام؟! فلا يسعف هذا القول لا دليل من القرآن ولا من السنة، ولا حتى من كتب معاجم البلدان، ولا من أقوال الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين!
فمن الآيات التي تكلمت عن مصر قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 87]، وأحداث قصة موسى عليه السلام إنما وقعت في مصر المعروفة في القرآن الكريم، ولذلك نجد أن معظم المفسرين لا يقفون عند كلمة “مصر” لأنها معروفة، إذ لو كانت غير معروفة أو كانت بجزيرة العرب لبينوها، أما هذه الآية فقد نص عدد من المفسرين على أنها مصر المعروفة، يقول القرطبي رحمه الله: “{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا}… ومصر في هذه الآية هي الإسكندرية، في قول مجاهد. وقال الضَّحاك: إنه البلد المسمى: مصر، ومصر ما بين البحر إلى أسوان، والإسكندرية من أرض مصر“([5])، وقد ذكره الطبري أيضا عن مجاهد([6]).
ومن الآيات التي هم يستدلون بها قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} [البقرة: 61]، فيقولون: إن كثيرا من المفسرين ذكروا أن المراد بمصر في هذه الآية ليست مصر المعروفة اليوم، وإنما مصر من الأمصار، وبغضِّ النظر عن الخلاف الواقع في تفسير الكلمة فإنه في الحالتين لا تدل على مرادهم، وذلك للآتي:
- إذا كانت هذه الآية لا تدلُّ على مصر المعروفة اليوم فهناك آيات أخرى دلت عليها، وأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتعامل الصحابة مع تلك النصوص، فلم التغاضي عن كل ذلك؟!
- عدم دلالة هذه الآية على مصر المعروفة لا يعني دلالتها على مصر غرب الجزيرة العربية، فهذا لا وجود لذكره في أي نص شرعي.
- حتى من رجح من المفسرين أن المراد من الآية: “مصر من الأمصار” ذكروا أن مسرح تلك الأحداث بين مصر والشام، يقول الطبري (ت: 310هـ): “ومن حجة من قال: إن الله -جل ثناؤه- إنما عنى بقوله: {اهبِطُوا مِصْرًا} مصرا من الأمصار دون مصر فرعون بعينها: أن الله جعل أرض الشام لبني إسرائيل مساكن بعد أن أخرجهم من مصر، وإنما ابتلاهم بالتيه بامتناعهم على موسى في حرب الجبابرة، إذ قال لهم: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 21-23]، فحرم الله جل وعز على قائلي ذلك -فيما ذكر لنا- دخولها حتى هلكوا في التيه. وابتلاهم بالتيهان في الأرض أربعين سنة، ثم أهبط ذريتهم الشام، فأسكنهم الأرض المقدسة، وجعل هلاك الجبابرة على أيديهم مع يوشع بن نون بعد وفاة موسى بن عمران”([7]).
فمسرح الأحداث وبلاد التيه بين مصر المعروفة والشام حتى عند من قال: إن المراد مصرٌ من الأمصار، يقول الزمخشري (ت: 535هـ): “{اهْبِطُوا مِصْرًا}: وقرئ: (اهبُطُوا) بالضم، أي: انحدروا إليه من التيه. يقال: هبط الوادي إذا نزل به، وهبط منه إذا خرج. وبلاد التيه: ما بين بيت المقدس إلى قِنَّسرين، وهي اثنا عشر فرسخا في ثمانية فراسخ”([8]).
ومن الآيات التي تدل على مصر الموجودة اليوم، قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الزخرف: 51]. وهذه الآية وإن حاولوا صرفها عن ظاهرها وبيان أن النهر المراد هنا هو واد في غرب الجزيرة العربية، إلا أن المفسرين تواردوا على ذكر نهر النيل، ولا يعرف نهر بهذا الاسم إلا المعروف بمصر المعروفة، يقول البغوي رحمه الله (ت: 516هـ): “{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ}: أنهار النيل {تَجْرِي مِنْ تَحْتِي}: من تحت قصوري، وقال قتادة: يجري بين يديّ في جناني وبساتيني، وقال الحسن: بأمري”([9])، ويقول الزمخشري (ت: 535هـ): “فقال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ} يعني أنهار النيل“([10]).
وبين ابن عطية (ت: 542هـ) البلد التي فيها النيل وحدودها فقال: “نداء فرعون يحتمل أن يكون بلسانه في ناديه، ويحتمل أن يكون بأن أمر من ينادي في الناس، ومعنى هذه الحجة التي نادى بها أنَّه أراد أن يبيّن فضله على موسى؛ إذ هو ملك مصر، وصاحب الأنهار والنعم، وموسى خامل متقلّل لا دنيا له، قال: فلو أنَّ إله موسى يكون حقّا كما يزعم لما ترك الأمر هكذا. ومِصْر من بحر الإسكندرية إلى أسوان بطول النيل، والْأَنْهارُ التي أشار إليها هي الخلجان الكبار الخارجة من النيل، وعُظمُها نهر الإسكندرية وتنيس ودمياط ونهر طولون”([11]).
ثانيا: مصر في تراث ابن تيمية وابن القيم:
سبق بنا الحديث عن بعض أقوال أهل العلم من المسلمين عن موطن بني إسرائيل، وقد أعدَّ مركز سلف بحثًا في هذا الموضوع في ورقة كاملة بعنوان: (بيانُ عُلماءِ الإسلامِ لـموطِنِ بني إسرائيل)([12])، ومن يذهب إلى هذا الرأي لم يجد نصًّا لا من كتاب ولا من سنة، بل ولا من أقوال أهل العلم المعتبرين، ومع ذلك تمسَّك بعضهم بقولٍ لابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، ظنوا أن فيه ما يدل على أن موطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية.
يقول ابن تيمية رحمه الله (ت: 728هـ): “بخلاف قوله: {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} فإنه لم يذكر هناك ما أهبطوا فيه، وقال هنا: {اهْبِطُوا} لأن الهبوط يكون من علوّ إلى سفل وعند أرض السراة حيث كان بنو إسرائيل حيال السراة المشرفة على المصر الذي يهبطون إليه، ومن هبط من جبل إلى واد قيل له: هبط. وأيضا فإن بني إسرائيل كانوا يسيرون ويرحلون، والذي يسير ويرحل إذا جاء بلدة يقال: نزل فيها؛ لأن في عادته أنه يركب في سيره، فإذا وصل نزل عن دوابه. يقال: نزل العسكر بأرض كذا ونزل القفل بأرض كذا؛ لنزولهم عن الدواب. ولفظ النزول كلفظ الهبوط فلا يستعمل هبط إلا إذا كان من علو إلى سفل”([13]).
وهو ما أيده ابن القيم (ت: 751هـ) فقال: “قَالُوا: وَهَذَا بِخِلَاف قَوْله: {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ}، فَإِنَّهُ لم يذكر هُنَا مَا أهبطوا مِنْهُ، وَإِنَّمَا ذكر مَا أهبطوا إليه، بِخِلَاف إهباط إبليس، فَإِنَّهُ ذكر مبدأ هُبُوطه وَهُوَ الْجنَّة، والهبوط يكون من علو إلى سفل، وَبَنُو إسرائيل كَانُوا بجبال السراة المشرفة على مصر الَّذِي يهبطون إليه، وَمن هَبَط من جبل إلى وَاد قيل لَهُ: اهبط”([14]).
هذا هو النصّ الذي استدلّوا به من كلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، وهو نصّ وارد في سياق يتعلّق بالنزول والفرق بينه وبين الهبوط، وعلى كل حال فقد نصَّ ابن تيمية وابن القيم على أن بني إسرائيل كانوا في جبل السراة! وهو عين ما يقول به هؤلاء، فهل فعلا هذا رأي ابن تيمية وابن القيم؟
والجواب: أن ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله لا يخالفون علماء المسلمين إطلاقًا، بل يرون أن بني إسرائيل موطنهم الأصليّ بمصر المعروفة، وأن قصة إبراهيم عليه السلام ويوسف وموسى وأنبياء بني إسرائيل وقعت هناك، ويدل عليه:
أنهم نصّوا في مواطن كثيرة على ما يدل أنهم موافقون لعلماء المسلمين في تحديد موطن بني إسرائيل، فلا يكفي أن نأخذ نصًّا واحدًا ونبني عليه أنهم يذهبون إلى أن بني إسرائيل بجبال السراة، خاصة إذا عرفنا مقصودهم بجبال السراة -كما سيتبيّن-، أما في غير هذا الموطن فينصون على موطن بني إسرائيل، مع التنبيه إلى أنهم لا يخصون الموضوع بالذكر، أعني: موضوع أن موطن بني إسرائيل مصر المعروفة وليست مصرا بجنوب جزيرة العرب؛ لأن هذا كان معروفا لديهم، وهو أيضا صنيع المفسرين، ومع هذا يشيرون إلى مصر المعروفة، يقول ابن تيمية وهو يبين أماكن نزول الكتب السماوية: “وذلك مثل قوله في التوراة ما قد ترجم بالعربية: (جاء الله من طور سينا)، وبعضهم يقول: (تجلى الله من طور سينا، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران).
قال كثير من العلماء -واللفظ لأبي محمد ابن قتيبة-: ليس بهذا خفاء على من تدبره ولا غموض؛ لأن مجيء الله من طور سينا إنزاله التوراة على موسى من طور سينا، كالذي هو عند أهل الكتاب وعندنا، وكذلك يجب أن يكون إشراقه من ساعير إنزاله الإنجيل على المسيح، وكان المسيح من ساعير -أرض الخليل بقرية تدعى: ناصرة- وباسمها يسمى من اتبعه نصارى”([15]).
والمراد هنا أنه يتكلم عن “الناصرة”، ولا شك أنه لا يريد ناصرة في جنوب الجزيرة بحيث يكون اللفظ قريبا من هذا الاسم كما يفعله صليبي وأتباعه، وإنما الناصرة المعروفة، ولو أراد غيرها لبين أنه لا يريد البلدة المعروفة وإنما يريد غيرها؛ ولذلك يربطون دائما بين مصر والشام في أحداث بني إسرائيل، يقول ابن تيمية مستكملا للكلام السابق: “وقال ابن ظفر: ساعير: جبل بالشام، منه ظهرت نبوة المسيح.
قلت: وبجانب بيت لحم -القرية التي ولد فيها المسيح- قرية تسمى إلى اليوم: ساعير، ولها جبل يسمى: ساعير. وفي التوراة: أن نسل العيص كانوا سكانا بساعير، وأمر الله موسى أن لا يؤذيهم”([16]).
وهذا نصٌّ واضح يبين موطن بني إسرائيل عند ابن تيمية رحمه الله، وقال في نصٍّ آخر يبين فيه موقع طور سيناء: “وجبل الفتح وجبل طور سيناء الذي ببيت المقدس ونحو هذه البقاع، فهذا ما يعلم كل من كان عالما بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه من بعده أنهم لم يكونوا يقصدون شيئا من هذه الأمكنة”([17])، وهو ما يؤكد أن الأحداث إنما وقعت في الشمال لا في الجنوب.
وينص ابن القيم على ذلك أيضا، فيبين أن ساعير في بيت المقدس، وهو موطن بني إسرائيل، ولم يذكر نصًّا واحدا يفسر المسجد الأقصى أو مصر على أنها ليست المعروفة وأنها في جنوب جزيرة العرب، يقول ابن القيم (ت: 751هـ): “قال في التوراة في السفر الخامس: (أقبل الله من سيناء، وتجلى من ساعير، وظهر من جبال فاران، ومعه ربوات الأطهار عن يمينه)، وهذه متضمنة للنبوات الثلاثة: نبوة موسى، ونبوة عيسى، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فمجيئه من سيناء وهو الجبل الذي كلم الله موسى ونبّأه عليه إخبار عن نبوته. وتجلّيه من ساعير هو مظهر عيسى المسيح من بيت المقدس، وساعير: قرية معروفة هناك إلى اليوم، وهذه بشارة بنبوة المسيح”([18]).
فموقفهم هو موقف علماء المسلمين، لكن لِمَ قالوا: إن بني إسرائيل هبطوا من جبال السراة؟ ألا يعارض هذا أقوالهم الأخرى بأنهم بين الشام ومصر؟!
قبل الجواب أنبه إلى أن ابن تيمية رحمه الله قد ذكر في منهاج السنة منطقة أخرى في الشام، وهي: (الشراة)([19])، أما في النص محل الدراسة فقد ذكر (السراة)، وهي هكذا في طبعة مجمع الملك فهد لمجموع الفتاوى، فإن كان هذا تصحيفا وكان المراد (الشراة) فهي في الشام، قال عنها ياقوت الحموي (ت: 626هـ): “صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم”([20])، وهي سلسلة جبال في الأردن حاليا، وذكرت المصادر القديمة أنها في الشام([21])، وعلى هذا لن يبق في النصِّ أي مستندٍ لمن يقول إن ابن تيمية يرى أن بني إسرائيل جنوب الجزيرة العربية.
أما إذا كانت (السراة) ورجعنا إلى السؤال: لِمَ قالوا: إن بني إسرائيل هبطوا من جبال السراة؟
حين نرجع إلى كتب معاجم البلدان نجد جواب ذلك، يقول ابن الحائك (ت: 334هـ): “أما جبل السراة الذي يصل ما بين أقصى اليمن والشام فإنه ليس بجبل واحد، وإنما هي جبال متّصلة على نسق واحد من أقصى اليمين إلى الشام في عرض أربعة أيام في جميع طول السراة، يزيد كسر يوم في بعض هذه المواضع، وقد ينقص مثله في بعضها، فمبتدأ هذه السراة من أرض اليمن”([22])، فجبال السراة ممتدة من اليمن إلى الشام، فقول ابن تيمية وغيره: جبال السراة لا يعني به جنوب الجزيرة وهو ما تدل عليه نصوصه الأخرى، ومبتدأ السراة من اليمن وهو ما جعل البعض يأخذ أرض التوراة من غرب المملكة إلى غرب اليمن، فادَّعوا أن مسرح بني إسرائيل وأحداثهم إنما وقعت في اليمن([23])، وذلك أن جبل السراة من اليمن إلى الشام، وهذا تمسك بنص عام وترك للنصوص والعلامات والشواهد الأخرى الكثيرة جدًّا، وقد توارد أصحاب كتب المعاجم على هذا القول، يقول الحموي (ت: 626هـ): “وذلك أن جبل السراة -وهو أعظم جبال العرب وأذكرها- أقبل من قعرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام، فسمّته العرب حجازا لأنه حجز بين الغور -وهو تهامة، وهو هابط- وبين نجد وهو ظاهر”([24])، وقال أيضا: “وقال الحسن بن عليّ بن أحمد بن يعقوب اليمني الهمداني: أمّا جبل السراة الذي يصل ما بين أقصى اليمن والشام فإنّه ليس بجبل واحد، وإنّما هي جبال متصلة على شقّ واحد من أقصى اليمن إلى الشام في عرض أربعة أيّام في جميع طول السراة، يزيد كسر يوم في بعض المواضع وقد ينقص مثله في بعضها، فمبدأ هذه السراة من أرض اليمن أرض المعافر فحيق بني مجيد ثغر عدن، وهو جبيل يحيط البحر به، وهي تجمع مخلاف ديحان والجوّة وجبأ وصبر وذخر ويزداد وغير ذلك حتى بلغ الشام، فقطعته الأودية حتى بلغ إلى النخلة، فكان منها حيض ويسوم، وهما جبلان بنخلة ويسميان: يسومين، ثمّ طلعت منه الجبال بعد فكان منها الأبيض جبل العرج وقدس وآرة”([25]).
وقال الحميري (ت: 900هـ): “فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة على خمسة أقسام: تهامة والغور والحجاز والعروض واليمن، لأن جبل السراة وهو أعظم جبال العرب أقبل من أرض اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام، فسمته العرب حجازًا، لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر، فصار ما خلف ذلك الجبل في غربيه إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين”([26]).
وقال صفي الدين البغدادي (ت: 739هـ): “وذلك أن جبل السراة -وهو أعظم جبال العرب- أقبل من قعر اليمن حتى بلغ أطراف الشام، فسمّته العرب حجازا”([27]).
فتواردت أقوالهم على بيان أن جبال السراة ممتدة من اليمن إلى الشام، وهو المقصود من كلام ابن تيمية وابن القيم.
ثالثا: مصر في الكتاب المقدس:
مصر المعروفة اليوم بأهراماتها ونهرها وأوديتها لها حضور مكثَّف في الكتاب المقدس، في العهد القديم والجديد، ففي كنف هذه الدولة تشكَّل بنو إسرائيل وعاشوا، وفيها حدثت الأحداث العظيمة المذكورة في قصص أنبياء بني إسرائيل، وليس الغرض هنا الخوض في تفاصيل إثباتات الكتاب المقدس لموطن بني إسرائيل، وإنما الإشارة إلى بعض النصوص فقط.
وقبل أن أورد بعض الإشارات والنصوص أودّ أن أنبه إلى أن اقتباسنا من التوراة لا يعني القول بأنها غير محرفة، إلا أنَّه يمكننا الاستئناس بما ورد فيها بجعله كتابًا تاريخيًّا يتحدث عن موطن بني إسرائيل كُتب قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة قرون على الأقل([28])، ونقول: إنَّنا نستأنس بذلك لأنَّ الشواهد القرآنية والنبوية قد دلَّتنا على موطن بني إسرائيل، ولا يمكن التسليم بالتوراة على أنَّه كتاب تاريخي واقعي في كل تفاصيله، لكنه حفظ ما كان محفوظًا عند الشعوب ومتداولًا بينهم، فهي وثيقة قديمة من القرن السادس قبل الميلاد تقريبًا، وهي وإن لم تكن معصومة ومحفوظة إلا أنَّها نقلت ما كان مقرَّرًا في تلك الحقبة، ومجموع ما ذكر فيها يفيد في باب الأخبار ما لم يعارض نصًّا آخر صريحًا، أو يعارض علم الآثار والتنقيب الحديث.
وسنكتفي بذكر شواهد من الكتاب المقدس تدل على أن الأحداث إنما وقعت في مصر المعروفة لا غرب الجزيرة العربية، منها:
1/ التوراة تتكلم عن نهر النيل باسمه، وأن مصر هي التي فيها النيل، ومهما حاول من يذهب إلى هذه النظرية تقريب اسم النيل إلى أي وادٍ في جنوب غرب جزيرة العرب، إلا أن مجرد تقارب الكلمات لا يكفي، فالأصل في نهر النيل أنه النهر المعروف بمصر المعروفة، ففي سفر إرميا: “7 من هذا الصاعد كالنيل، كأنهار تتلاطم أمواهها؟ 8 تصعد مصر كالنيل، وكأنهار تتلاطم المياه. فيقول: أصعد وأغطي الأرض. أهلك المدينة والساكنين فيها”([29]).
ومن أعظم الشواهد على أن مصر هي التي نعرفها قصة بلعام بن بعور، فإن شعب بني إسرائيل حين خرجوا خافوا ملوك “مديان” -وهي مدين التي ذهب إليها موسى عليه السلام-، فأتوا إلى بلعام وطلبوا منه أن يلقي عليهم اللعنة حتى لا يأتوا، فقد جاء في التوراة: “1 وارتحل بنو إسرائيل ونزلوا في عربات موآب من عبر أردن أريحا، 2 ولما رأى بالاق بن صفور جميع ما فعل إسرائيل بالأموريين، 3 فزع موآب من الشعب جدا لأنه كثير، وضجر موآب من قبل بني إسرائيل. 4 فقال موآب لشيوخ مديان: (الآن يلحس الجمهور كل ما حولنا كما يلحس الثور خضرة الحقل). وكان بالاق بن صفور ملكا لموآب في ذلك الزمان. 5 فأرسل رسلا إلى بلعام بن بعور إلى فتور التي على النهر في أرض بني شعبه ليدعوه قائلا: هوذا شعب قد خرج من مصر. هوذا قد غشى وجه الأرض، وهو مقيم مقابلي. 6 فالآن تعال والعن لي هذا الشعب، لأنه أعظم مني، لعله يمكننا أن نكسره فأطرده من الأرض، لأني عرفت أن الذي تباركه مبارك والذي تلعنه ملعون”([30]).
وأهمية هذه القصة تكمن في أنها أحد أهم الشواهد الأركيولوجية التي تدل على أن صاحب هذه القصة -وهو بلعام- كان في الشام، أو على الأقل شمال الجزيرة العربية وليس جنوبها، فقد كشفت التنقيبات هناك عن نصوص آرامية في غاية الأهمية بينها نصٌّ عنوانه: “هذه طور بلعام بن بعور”. وهذه بينة أركيولوجية وكتابية دامغة تظهر إلى أي مدى يمكن لمنهج مقابلة أسماء المواقع أن يؤدي إلى نتائج بعيدة عن الواقع([31]).
وإذا كان هذا حال مصر فكذلك حال سيناء -جزء من مصر-، فقد أسهب الكتاب المقدس في ذكره، ففي سير بني إسرائيل في برية سيناء يذكرهم الله بالأرض التي هم ذاهبون إليها فيقول: “31 وأجعل تخومك من بحر سوف إلى بحر فلسطين، ومن البرية إلى النهر”([32])، فكان هناك مقصدهم بعيدا عن جنوب غرب جزيرة العرب، وهناك أيضا حدثت القصة التي ذكرها الله في كتابه حين قال: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 20-26]. وقد ذكرت التوراة وفصَّلت هذا الامتناع وهذا الذنب من بني إسرائيل، فجاء فيها: “17 فأرسلهم موسى ليتجسسوا أرض كنعان، وقال لهم: اصعدوا من هنا إلى الجنوب واطلعوا إلى الجبل، 18 وانظروا الأرض، ما هي؟ والشعب الساكن فيها، أقوي هو أم ضعيف؟ قليل أم كثير؟… 21 فصعدوا وتجسسوا الأرض من برية صين إلى رحوب في مدخل حماة. 22 صعدوا إلى الجنوب وأتوا إلى حبرون… وأيضا قد رأينا بني عناق هناك. 29 العمالقة ساكنون في أرض الجنوب، والحثيون واليبوسيون والأموريون ساكنون في الجبل، والكنعانيون ساكنون عند البحر وعلى جانب الأردن“([33]).
فمقصدهم ليس المسجد الأقصى قرب مكة كما يدعون، بل هناك في الشام كما تقول نصوص أخرى كثيرة، فقد جاء في التوراة: “1 وكلم الرب موسى قائلا: 2 أوص بني إسرائيل وقل لهم: إنكم داخلون إلى أرض كنعان. هذه هي الأرض التي تقع لكم نصيبًا. أرض كنعان بتخومها، 3 تكون لكم ناحية الجنوب من برية صين على جانب أدوم، ويكون لكم تخم الجنوب من طرف بحر الملح إلى الشرق، 4 ويدور لكم التخم من جنوب عقبة عقربيم، ويعبر إلى صين، وتكون مخارجه من جنوب قادش برنيع، ويخرج إلى حصر أدار، ويعبر إلى عصمون. 5 ثم يدور التخم من عصمون إلى وادي مصر، وتكون مخارجه عند البحر. 6 وأما تخم الغرب فيكون البحر الكبير لكم تخما. هذا يكون لكم تخم الغرب. 7 وهذا يكون لكم تخم الشمال. من البحر الكبير ترسمون لكم إلى جبل هور. 8 ومن جبل هور ترسمون إلى مدخل حماة، وتكون مخارج التخم إلى صدد. 9 ثم يخرج التخم إلى زفرون، وتكون مخارجه عند حصر عينان. هذا يكون لكم تخم الشمال. 10 وترسمون لكم تخما إلى الشرق من حصر عينان إلى شفام. 11 وينحدر التخم من شفام إلى ربلة شرقي عين. ثم ينحدر التخم ويمس جانب بحر كنارة إلى الشرق. 12 ثم ينحدر التخم إلى الأردن، وتكون مخارجه عند بحر الملح. هذه تكون لكم الأرض بتخومها حواليها“([34])، وقد مات موسى عليه السلام قبل أن يدخل الأرض التي خرجوا إليها، ففي التوراة: “48 وكلم الرب موسى في نفس ذلك اليوم قائلا: 49 اصعد إلى جبل عباريم هذا، جبل نبو الذي في أرض موآب الذي قبالة أريحا، وانظر أرض كنعان التي أنا أعطيها لبني إسرائيل ملكا، 50 ومت في الجبل الذي تصعد إليه، وانضم إلى قومك، كما مات هارون أخوك في جبل هور وضم إلى قومه”([35]).
فهذه شواهد تدل على أن مصر هي مصر المعروفة، وأن أحداث بني إسرائيل وقصص أنبيائهم إنما كانت بشمال الجزيرة بين الشام ومصر المعروفة، ولا زالت نظرية صليبي ومن معه تفتقر إلى الدليل الشرعيّ وحتى الأركيولوجي، ومجرد جر بعض الكلمات لتكون قريبة من بعض الكلمات الموجودة في جنوب غرب الجزيرة لا يعدُّ دليلًا علميًّا على موضوع كبير وخطير كهذا، وهو موضوع اجتمع عليه القرآن الكريم والسنة النبوية وتعامل الصحابة والتابعين بما ورد فيهما، وتوارد علماء الإسلام عليه، فضلا عن الآثار والشواهد التاريخية حتى هذه اللحظة، فهل يعقل أن نأتي إلى مجرد تشابه لنقضي به على كل هذه المحكمات؟!
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([1]) ينظر: https://salafcenter.org/4725/
([2]) ينظر: https://salafcenter.org/4786/
([3]) ينظر: https://salafcenter.org/4738/
([4]) هذا رابطها: https://salafcenter.org/4725/
([6]) تفسير الطبري، تحقيق شاكر (15/ 175).
([7]) تفسير الطبري، طبعة هجر- (2/ 24).
([8]) تفسير الزمخشري (1/ 145).
([10]) تفسير الزمخشري (4/ 257).
([11]) تفسير ابن عطية (5/ 59).
([12]) ينظر الرابط: https://salafcenter.org/4738/
([13]) مجموع الفتاوى (4/ 348).
([14]) مفتاح دار السعادة – ط عالم الفوائد- (1/ 79-80).
([15]) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (5/ 199-200).
([16]) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (5/ 201-202).
([17]) اقتضاء الصراط المستقيم (ص: 424).
([18]) هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى (1/ 319).
([19]) منهاج السنة النبوية (٣/٤٧٧).
([21]) ينظر: خطط الشام (1/ 14)، ومراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (2/ 788)، الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه (ص: 536).
([22]) صفة جزيرة العرب (ص: 67).
([23]) ينظر مثلا: التوراة العربية وأورشليم اليمنية، فرج الله صالح ديب.
([26]) الروض المعطار في خبر الأقطار (ص: 164).
([27]) مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (1/ 380).
([28]) انظر: الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم (ص: 6).
([29]) سفر إرميا، الإصحاح السادس والأربعون (7-8).
([30]) سفر العدد، الإصحاح الثاني والعشرون (1-6).
([31]) انظر: الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم (ص: 246).
([32]) سفر الخروج، الإصحاح الثالث والعشرون (31).
([33]) سفر العدد، الإصحاح الرابع عشر (17-29).