الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} بيان وتعليل

A A

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فقد كثُر الكلام قديمًا وتجدَّد حديثًا عن قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42]، وسأحاول في هذه المقالة -بحول الله تعالى- ترتيب الكلام حول هذه الآية الكريمة في ثلاثة محاور:

المحور الأول: هل في الآية الكريمة دلالة على إثبات صفة الساق لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه، أم لا؟!

المحور الثاني: مناقشة بعض الأشاعرة الذين حاولوا استغلال الخلاف بين سلف الأمة في تفسير الآية؛ لتقوية مذهبهم في تأويل صفات الله تعالى، وحملها على خلاف ظاهرها المراد.

المحور الثالث: تفنيد شبهة أن ظاهر الآية يدل على أن لله تعالى ساقًا واحدة.

وهذا أوان الشروع في المحور الأول:

بداية ينبغي أن يعلم أنه ليس في ظاهر قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} أنه صفة لله تعالى؛ لذا وقع الخلاف بين سلف الأمة في تفسيرها؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “والصحابة قد تنازعوا في تفسير الآية: هل المراد به الكشف عن الشدة، أو المراد به أنه يكشف الرب عن ساقه؟! ولم يتنازع الصحابة والتابعون فيما يذكر من آيات الصفات إلا في هذه الآية… وذلك أنه ليس في ظاهر القرآن أن ذلك صفة لله تعالى“([1]) .

إذن السبب في وقوع الخلاف بين السلف في تفسير هذه الآية الكريمة هو عدم دلالة ظاهرها على إثبات صفة الساق لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه؛ فإن كلمة “ساق” جاءت منكرة، وليست مضافة، ولفظ “ساق” بمجرده لا يدل على أنه صفة لله تعالى؛ بخلاف ما لو أضاف اللفظ إلى الله تعالى، كأن قال: “ساق الله” ونحوه.

تحرير محل النزاع بين السلف:

الخلاف المنقول إلينا عن السلف إنما هو في تفسير الآية الكريمة: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}، ولم ينقل إلينا خلاف بينهم في إثبات صفة الساق لله تعالى؛ فقد ثبتت هذه الصفة لله تعالى بالحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا»([2]).

اختلاف السلف في تفسير الآية:

اختلف سلف الأمة من الصحابة والتابعين في تفسير هذه الآية على قولين:

القول الأول: أن المراد بالساق الشدة، وبه قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وسعيد بن جبير، والضحاك، وإبراهيم النخعي، وغيرهم([3]).

ودليلهم: أنه سبحانه قال: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} ولم يقل: عن ساق الله، ولا قال: يكشف الرب عن ساقه، وإنما ذكر ساقًا منكَّرة غير معرَّفة، ولا مضافة، وهذا اللفظ بمجرده لا يدل على أنها ساق الله تعالى([4]).

القول الثاني: المراد بالساق هنا ساق الرحمن سبحانه، وبه قال ابن مسعود، وغيره([5]).

أدلتهم([6]):

  • أنه مؤيد بالحديث الصحيح المفسر للقرآن، وهو حديث أبي سعيد الخدري المخرج في الصحيحين، الذي قال فيه: «فيكشف الرب عن ساقه»([7]).
  • وقد يقال: إن ظاهر القرآن يدل على ذلك من جهة أنه أخبر أنه سبحانه يكشف عن ساقٍ، ويدعون إلى السجود، والسجود لا يصلح إلا لله تعالى، فعلم أنه هو الكاشف عن ساقه سبحانه.
  • وأيضًا فحَمْلُ ذلك على الشدة لا يصحُّ؛ لأن المستعمل في الشدة أن يقال: “كشف الله الشدة” أي: أزالها، وقد تكرر هذا في القرآن الكريم: كما في قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ} [الزخرف: 50]، وقوله عز وجل: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ} [الأعراف: 135]، وقوله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [المؤمنون: 75]، وإذا كان المعروف من ذلك في اللغة أنه يقال: كشف الشدة أي: أزالها، فلفظ الآية: {يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}، وهذا يراد به الإظهار والإبانة، كما قال تعالى: {كَشَفْنَا عَنْهُمُ}.
  • وأيضًا فهناك -أي: في يوم القيامة- تحدث الشدة ولا يزيلها، فلا يكشف الشدة يوم القيامة، لكن هذا الظاهر ليس ظاهرًا من مجرد لفظ “ساق”، بل بالتركيب والسياق وتدبُّر المعنى المقصود.

الترجيح بين القولين:

ولقائل أن يقول: إذا كان السلف قد اختلفوا في تفسير الآية الكريمة، فأي القولين أرجح؟

ويجيب فضيلة الشيخ ابن عثيمين عن هذا فيقول: “فهل نأخذ بظاهر اللفظ، أو نقول: إن السنة تبين الظاهر وتحدد المعنى؟ هل نأخذ بظاهر اللفظ، ونقول: المراد بالساق هنا الشدة، أو أن ساق الله ثبتت في الحديث، والحديث تثبت به الصفات كما تثبت بالقرآن، أو نقول: إن الآية تفسر بما يطابق الحديث؟

نقول: لولا الحديث الذي فيه أن الله يكشف عن ساقه -جل وعلا- لحرُم أن نفسر الساق بأنها ساق الله، لماذا؟ لأن الله لم يضفها إلى نفسه، وكل شيء لا يضيفه إلى نفسه لا يجوز أن تضيفه أنت إلى الله، لكن ما دامت السنة جاءت بالسياق المطابق للآية، وأن الساق هو ساق الرب -عز وجل- فإننا نرجِّح أن المراد بالساق هنا ساق الله تبارك وتعالى، ولكن يجب أن نعلم أنه لا يماثل سوق المخلوقين؛ لأن عندنا آية في كتاب الله محكمة واضحة فيها: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] هذا خبر، {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} [النحل: 74] هذا نهي”([8]).

المحور الثاني: مناقشة الأشاعرة في تطويع الخلاف بين الصحابة لترويج مذهبهم.

حاول بعض الأشاعرة استغلال الخلاف بين سلف الأمة في تفسير الآية الكريمة؛ لتقوية مذهبهم في تأويل صفات الله تعالى، وحملها على خلاف ظاهرها المراد([9]).

ويجاب عن هذه الشبهة:

إن الخلاف بين سلف الأمة ليس من قبيل التأويل بالمعنى الذي يذهب إليه الأشاعرة، وهو صرف اللفظ عن ظاهره، وإنما هو من قبيل تفسير الظاهر من اللفظ كما تقدم؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “لا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات؛ فإنه قال: {يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} نكرة في الإثبات، لم يضفها إلى الله، ولم يقل: عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف؛ ولكن كثير من هؤلاء يجعلون اللفظ على ما ليس مدلولًا له، ثم يريدون صرفه عنه، ويجعلون هذا تأويلًا، وهذا خطأ…”([10]).

المحور الثالث: تفنيد شبهة أن ظاهر الآية يدل على أن لله تعالى ساقًا واحدة([11]).

والجواب عن تلك الشبهة:

أن يقال لهؤلاء: من أين في ظاهر القرآن أنه ليس لله تعالى إلا ساق واحدة؟! وهو ادعاء باطل من وجوه:

  • أنه سبحانه يقول: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}، وعلى تقدير أنه من صفات الله تعالى، فليس في القرآن ما يُوجِب أن لا يكون لله سبحانه إلا ساق واحدة.
  • كما أنه لو دلَّ على إثبات ساق واحدة، وسكت عن نفي الزيادة، لم يكن ذلك دليلًا على النفي إلا عند القائلين بمفهوم الاسم واللقب؛ لأنه متى كان للتخصيص بالذكر سبب غير الاختصاص بالحكم لم يكن المفهوم مرادًا بلا نزاع.
  • ولقائل أن يقول: لم يكن المقصود بالخطاب في الآية إثبات الصفة حتى يكون المقصود تخصيص أحد الأمرين بالذكر، بل قد يكون المقصود حكمًا آخر: مثل بيان سجود العباد إذا كُشِف عن ساقٍ، وهذا الحكم قد يختص بالمذكور دون غيره.
  • وقد يقال: هب أنه سبحانه أخبر أنه يكشف عن ساق واحدة، فمن أين في الكلام أنه ليس له إلا ساق واحدة؟!
  • ألا ترى أن القائل إذا قال: “كشفتُ عن يدي، أو عن عيني، أو عن ساقي، أو قدمي” لم يكن ظاهر هذا أنه ليس له إلا واحد من ذلك، بل قد يقال: إنه لم يكشف إلا عن واحدة. فلو قال واحد من الناس هذا الكلام لم يكن ظاهر كلامه ذلك، فكيف يكون ظاهر أفصح الكلام وأبينه ذلك؟!

وبهذه الوجوه يتبين -بما لا يدع مجالًا للشك- بطلان تلك الدعوى في ظاهر القرآن([12]).

وقد أجمل الشيخ ابن باز -رحمه الله- القول في الآية الكريمة بقوله: “الرسول ﷺ فسرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة، ويكشف لعباده المؤمنين عن ساقه، وهي العلامة التي بينه وبينهم سبحانه وتعالى، فإذا كشف عن ساقه عرفوه وتبعوه، وإن كانت الحرب يقال لها: كشفت عن ساق، إذا اشتدت. وهذا معنى معروف لغويًّا قاله أئمة اللغة، ولكن في الآية الكريمة يجب أن يفسر بما جاء في الحديث الشريف، وهو كشف الرب عن ساقه سبحانه وتعالى، وهذه من الصفات التي تليق بجلال الله وعظمته، لا يشابهه فيها أحد جل وعلا، وهكذا سائر الصفات: كالوجه واليدين والقدم والعين، وغير ذلك من الصفات الثابتة بالنصوص، ومن ذلك الغضب والمحبة والكراهة وسائر ما وصف به نفسه سبحانه في الكتاب العزيز، وفيما أخبر به عنه النبي ﷺ، كلها صفات حق، وكلها تليق بالله جل وعلا، لا يشابهه فيها أحد سبحانه وبحمده، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص]، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي ﷺ، ومن تبعهم بإحسان من أئمة العلم والهدى”([13]).

نسأل الله تعالى أن يهدينا إلى صراطه المستقيم، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (5/ 472- 473).

([2]) أخرجه البخاري (4919)، ومسلم (183).

([3]) ينظر: تفسير عبد الرزاق (3/ 334)، وتفسير الطبري (23/ 554- 555)، وتفسير القرآن لابن أبي زمنين (5/ 22)، وفتح الباري لابن حجر (8/ 664).

([4]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية (5/ 473).

([5]) ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (5/ 210)، وتفسير السمعاني (6/ 28)، وتفسير ابن عطية (5/ 353).

([6]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية (5/ 473- 474)، والصواعق المرسلة لابن القيم (1/ 244- 246).

([7]) تقدم تخريجه.

([8]) دروس الحرم المدني للشيخ ابن عثيمين (1/ 14).

([9]) ينظر: القول التمام في إثبات التفويض لسيف العصري (ص: 395)، وأهل السنة الأشاعرة جمع وإعداد: حمد السنان وفوزي العنجري (ص: 234).

([10]) مجموع الفتاوى (6/ 394- 395).

([11]) هذه الشبهة أثارها الرازي في تأسيس التقديس، ورد عليها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه تلبيس الجهمية (5/ 461).

([12]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (5/ 464- 465)، والصواعق المرسلة لابن القيم (1/ 244- 246) كلاهما باختصار وبعض التصرف.

([13]) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (4/ 129).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017