السبت - 18 شوّال 1445 هـ - 27 ابريل 2024 م

من مقاصد النهي عن إحياء ذكرى المولد النبوي

A A

ربما يعتبر البعض أن الخلاف حول شرعية الاحتفال بالمولد النبوي قضية ثانوية لا تستوجب هذا الاهتمام من الطرفين، وأنه لا ينبغي تجدد الجدل في كل عام حول أمر طال الحديث عنه وعُرفت آراء الناس بشأنه.

 لذا من المهم التنويه إلى بعض المقاصد الدينية العليا المرتبطة بالتأكيد على بدعية الاحتفال بالمولد، والنهي عن إحياء هذه المناسبة.

أولاً: منع العبث بمبدأ تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم واتّباعه:

يمكن القول أننا أمام مفهومين أو منهجين لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره واتّباعه:

 الأول: وهو تعظيم أمره واتباع سنته، وهذا المفهوم كان شائعاً في القرون الاولى المشهود بخيريَّتها وفضلها ونموذجيتها في الاقتداء والاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام.

أما المفهوم الآخر: فهو تحويل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مادة للاحتفال وإنشاد الاشعار والتجاوز في ذلك إلى الغلو في مدحه ووصفه، وقد انتشر هذا المفهوم في القرون الوسطى من تاريخ الاسلام بعد تغير كثير من ملامح الدين الأول الذي عرفه الصحابة وأتباعهم .

وكلما ضعف التديُّن وقلّ ارتباط الناس بتعاليم الإسلام وشرائعه أو ضعفت معرفتهم بسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم وسيرته= ترسخ المفهوم الثاني، وانحسر المفهوم الأول.

وحقيقة الخلاف بين المنهجين تكمن في طريقة تعامل المسلمين مع نبيهم عليه الصلاة والسلام وشدة ارتباطهم بسنته، فحينما يتخذون سيرته وسنته نهجاً وشعاراً ودستورا يصبح من العبث الاهتمام بالشكليات وإحياء ذكرى ولادته بالمدائح والأشعار وصنع الحلوى، إذ لا معنى لذلك والرسول صلى الله عليه وسلم حاضر في كل تفاصيل حياتهم، موجّه لأفعالهم وأفكارهم، ولا شيء عندهم مُقدم على العناية بحديثه جمعا وحفظاً وتدويناً وفقهاً لأحكامه ومعانيه.

في المقابل: فإنه عند ضعف التدين وتخلي الناس عن الالتزام بكثير من الواجبات والسنن المستحبَّة وظهور البدع الفكرية والسلوكية في حياة المسلمين= عندئذ يكون الاحتفاء والاحتفال بالرسول صلى الله عليه وسلم على طريقة الأشعار والأناشيد في ذكرى مولده الشريف.

فالفارق بين المنهجين هو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في حياة أتباعه وأمته.

ويكفي للدلالة على ذلك المقارنة بين نهج الأولين من السلف مع نهج المتأخرين من الخلف بالنسبة لثلاثة أمور:

– شعر المدائح النبوية.

-ومستوى الغلو في تعابير الشعراء.

 -ومؤلفات العلماء حول مولده الشريف صلى الله عليه وسلم.

والنتيجة المقطوع بها بعد المقارنة: أن شعراء المتأخرين أكثر اهتماما بالمدائح النبوية بطريقة لا تقارن مع اهتمام الاولين بها([1])، وكذلك الشأن في درجة الغلو فأشعار المتقدمين تكاد تخلو من الشطح والغلو المذموم في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف شعر المديح في القرون الوسطى كما هو الحال في بردة البوصيري.

لا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للمؤلفات في مولد النبي صلى الله عليه وسلم فمعظها – وربما – كلها كُتبت بعد انقضاء المائة السادسة من تاريخ الإسلام([2])

لا يقتصر الامر على ما سبق فشواهد التاريخ والحاضر يؤكدان على حقيقة الارتباط بين مستوى التدين والتمسك بالسنة لدى المسلمين في زمان ما وبين اهتمامهم بإحياء ذكرى المولد.

وعليه فتخصيص ذكرى ولادته صلى الله عليه وسلم بإظهار الفرح وانشاد المدائح له دلالة على النهج الذي تعتمده الأمة في التعامل مع نبيها ومنزلته في حياتهم، والنهي عن إحياء هذه المناسبة أمر ضروريّ لترسيخ مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته موجّهاً وقائداً وقدوة، ومنع تحويله الى مجرّد رجل عظيم يُستدعى كل عام لاستذكار مآثره والتغنّي بجميل صفاته، كما تفعل سائر الأمم مع عظمائها ورموزها الروحية والسياسية.

ثانيا: محدثات الساسة وأفعال العوام ليست من الدين

يقر الموافق والمخالف بأن إحياء المولد النبوي كان من عمل بعض الأنظمة الحاكمة التي تسلطت على بلاد الاسلام، وأن هذه العادة ارتبطت بالرعاية والدعم السياسي لها، وأنها قبل ذلك لم تكن مألوفة في المجتمعات المسلمة في القرون الثلاثة الأولى([3]).

وبعد أن شرعت السياسة إحياء المولد وتتابع العوام على فعله، التمس بعض العلماء الأدلة على فضله ومشروعيته واستحسان العمل به.

فالنهي عن هذه العادة يأتي في سياق محاربة الدخيل من الافكار والسلوكيات سواء تلك الوافدة من الأديان والأمم الأخرى، أو تلك التي استحسنها الملوك والولاة وشرعوها لشعوبهم.

وتنقية الدين من هذه العوائد من أهم أعمال المصلحين المجددين، ولا يحْسن بالعالم أن يكون متابعاً وموافقا لما أحدثته السياسة وجرى عليه عمل العوام .

والتأكيد على بدعية المولد يصل حاضر الأمة بماضيها الأول وطريقة الأسلاف في التعبُّد والتديّن، ويمنع من الاعتراف بشرعية ما لحق بالدين من طقوس وأفكار ليس لها أي سند صحيح أو وجه مقبول في الدين.

ثالثاً: سدّ منفذ من منافذ الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم

من أعظم مقاصد النهي عن إحياء المولد: سدّ منفذ من منافذ الغلو في شخصه صلى الله عليه وسلم، وهو الأمر الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم مبكرًا.

ويقترن الغلو المذموم ببدعة المولد من عدة وجوه نقتصر على اثنين منها:

1-الخروج عن الحد المشروع في وصفه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم: وقد فتح البوصيري للشعراء الباب أن يطلقوا ألسنتهم بما شاءوا من عبارات المدح! وقد توسع الشعراء والصوفية في ذلك توسّعًا كبيرًا، فنسبوا للنبي صلى الله عليه وسلم خصائص الألوهية فقصدوه بالدعاء مستغيثين به كما يسأل العباد ربهم ويستنجدونه، وزعموا أنه سبب وجود الأكوان والعوالم ولولاه لم يخلق الله الافلاك وأجرام السماء والعرش والكرسي، وأن الكون خُلق من نور محمد صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك من والمبالغات والغلو الممقوت شرعا وعقلاً ولا صلة له بمحبة النبي وتوقيره صلى الله عليه وسلم.

2-القيام عند ذكر ولادته: ومن وجوه الغلو التي ابتدعها المتأخرون في ذكرى المولد القيام عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم، والحكم بكفر من يرفض القيام أو الزعم بأن ترك ذلك من علامات الابتداع([4]).

رابعاً: إحياء المولد مخالف لمبدأ الاحتفال الديني في الاسلام

لو قصدنا الحديث عن الأعياد والاحتفالات الدينية في الإسلام سنجد أنها مميزة بأمرين:

الأول: تخصيص الشارع لها دون غيرها من الأيام والمناسبات كيوم الفطر (عيد الفطر) ويوم النحر (عيد الاضحى).

الآخر: أن مظاهر الاحتفال في الأيام الفاضلة التي ميزها الشارع وخصها دون غيرها تقتصر على العبادة دون أي طقوس أخرى

– ففي يوم عاشوراء: شُرع الصيام.

– وأيام التشريق وصفها الشارع بأنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل .

– وفي يوم الجمعة الذي ورد النص أنه يوم عيد جعله الله للمسلمين: شُرع الاغتسال والتبكير الى صلاة الجمعة والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتفرغ للدعاء في آخر ساعة من نهارها رجاء لإدراك الإجابة.

– وفي الاثنين اليوم الذي ولد وبُعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم استُحب الصيام، وذلك عامٌّ في سائر السنَة دون تحديد شهر أو يوم بعينه.

وليس فيه تخصيص لذكر المولد بل هو مقرون ببعثته و نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم، وذكر ولادته يوم الاثنين من باب الخبر، ونظيره: خبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس فيه خُلق آدم، فالجمعة خير من الاثنين مع أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الانبياء وسيدهم.

بل حتى صيام يوم الاثنين استحب لأسباب أخرى ورد في الخبر من ذلك أن أعمال العباد تُعرض أو تُرفع الى الله يومي الاثنين والخميس، وفي هذا تأكيد لأن علمنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين كعلمنا بأن آدم عليه السلام خُلق يوم الجمعة، فهي معرفة لا يتبعها أي عمل سوى الصيام، وذلك طيلة أسابيع السنة طلباً لارتفاع الأعمال والعبد صائم.

فسائر الأيام والمناسبات التي خصها الشارع بالذِّكر وميّزها دون غيرها من الأيام لم يُشرع غير العبادة دون أي مظهر آخر من مظاهر الاحتفال .

ولذلك لم يعرف المسلمون الأوائل الاحتفال بذكرى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أو ولادته أو هجرته، أو ذكرى الإسراء والمعراج فضلا عن ذكرى الفتوح والمعارك الكبرى التي شهدها النبي صلى الله عليه وسلم وانتصر فيها على الكفار كيوم بدر الذي وصفه الله بأنه يوم الفرقان، ويوم الخندق وفتح خيبر وفتح مكة.

خامساً: عدم الاغترار بآراء فقهية صدرت في زمن سيادة التصوف

سبق أن ذكرنا أن الحديث عن شرعية المولد واستحبابه جاء متأخراً عن العمل به، فقد ابتدع حكام مصر من الشيعة الباطنية هذا الاحتفال واعتاد الناس عليه، ثم ظهرت الفتاوى في عصر المماليك تأييداً لهذا العمل .

وفي مسائل التعبد والاعتقاد ينبغي الحذر من فتاوى صدرت في القرون الوسطى من تاريخ الإسلام حينما هيمن التصوف على الحياة الدينية وألقى بظلاله على آراء العلماء في مسائل عديدة تابعوا فيه ما اختاره الصوفية وشرّعوه للعوام، أو لما اعتاده العوام جيلا بعد جيل دون نكير أو تحذير من علماء زمانهم.

ورد هذا النوع من الفتاوى يكون بمناقشتها ونقض أدلة المجيزين من جهة، ومعارضتها بفتاوى معارضة لمبدأ المولد من جهة ثانية .

وينبغي التأكيد على أن الحكم ببدعية المولد ليس رأياً للسلفيين المعاصرين بل هو رأي جمع من علماء المالكية كالشاطبي والفاكهاني وآخرون ذكرهم الونشريسي في المعيار المعرب، فضلا عن الشوكاني، إلى محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي ومحمد رشيد رضا ومحمد البشير الإبراهيمي والخضر حسين من المتأخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر كتاب زكي مبارك ( المدائح النبوية في الأدب العربي).

([2]) تطور كتابة السيرة النبوية (ص 296).

([3]) تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي (ص 62 ).

([4]) الإعلام بفتاوى أئمة الإسلام حول مولده عليه الصلاة والسلام” (ص 176-177) والإشارة الى تكفير التارك للقيام عند ذكر المولد مستفادة من مقال كتبه الاخ محمد براء ياسين حول هذه البدعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017