حديث: “الفتنة حيث يطلع قرن الشيطان” إيضاح ومناقشة لما أثير حوله من الإشكالات
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
الحمد لله الذي يدافع عن الذين آمنوا وينصرهم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الله تعالى أمر عباده المؤمنين بالإنصاف وحثهم على التحلي به، ونهاهم عن مجاوزة الحدود في الخصام؛ فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].
والمعنى كما قال الإمام الطبري: “ليكن من أخلاقكم وصفاتكم القيام لله شهداء بالعدل في أوليائكم وأعدائكم، ولا تجوروا في أحكامكم وأفعالكم، فتجاوزوا ما حددت لكم في أعدائكم؛ لعدواتهم لكم، ولا تقصِّروا فيما حددت لكم من أحكامي وحدودي في أوليائكم؛ لولايتهم لكم، ولكن انتهوا في جميعهم إلى حدّي، واعملوا فيه بأمري”([1]).
وفي هذه الورقة العلمية مناقشة جادة لقضية عدم الإنصاف؛ متمثلة فيما يدعيه أصحاب البدع من معارضة أهل السنة، واتهامهم بالباطل، ومحاولاتهم تسويق ذلك من خلال تفسيرهم لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها على وفق بدعهم وضلالاتهم.
ومن أشهر الأمثلة على ذلك: حديث: «الفتنة حيث يطلع قرن الشيطان»، وقيامهم بليِّ عنق النص وتحويره؛ ليوافق مآربهم في الصدِّ عن أهل السنة والجماعة، وإظهارهم في ثوب من حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منهم، وتخويف الناس من متابعة دعوات أهل الحق في التمسك بتوحيد الله تعالى، ونبذ مظاهر الشرك وضلالات البدع.
نص الحديث:
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي نَجْدِنَا؟ فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ»([2]).
وجه الشبهة:
تناول هذا الحديثَ طائفتان مبتدعان في دين الله تعالى، كل منهما تحاول استغلال الحديث لتقوية بدعتها، ورمي خصومها -من أهل الحق- بالباطل من القول:
الطائفة الأولى: قامت تلك الطائفة بتفسير الحديث على ما يوافق هواها، فوجدت فيه فرصة سانحة للطعن في الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- ومن تبعهم بإحسان من العلماء الصالحين، ولنضرب لهذه الطائفة مثالين يدلان على ما وراءهما:
المثال الأول: ادعاء بعض الشيعة أن الفتنة المذكورة في الحديث هي السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها([3])، ومعلوم قطعًا كذب هذا الادعاء ووهاؤه؛ {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: 5]، وقد توسَّع الشيخ الألباني في رد هذه الشبهة؛ ثم ختم كلامه بقوله: “فإذا أمعن المنصف المتجرد عن الهوى في هذا المجموع قطع ببطلان ما رمى إليه الشيعي من الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها”([4]).
المثال الثاني: ادعت طائفة مبتدعة تسمَّى بالأحباش وبعض الشيعة ومتعصبة الأشاعرة: أن المراد بقرن الشيطان في الحديث: هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ودعوته المباركة للتوحيد ونبذ الشرك والبدع([5]).
وهو -رحمه الله- بريء من تلك المزاعم والأباطيل، ويكفي في ردها شهادات أهل الإنصاف ممن لا ينتسب إلى دعوته.
يقول العلامة محمود شاكر: “فهبَّ من جوف الغفوة الغامرة أشتات من رجال أيقظتهم هدّة هذا التقوض، فانبعثوا يحاولون إيقاظ الجماهير المستغرقة في غفوتها، رجال عظام أحسوا بالخطر المبهم المحدق بأمتهم، فهبوا بلا تواطؤ بينهم، أرادوا أن يدخلوا الأمة في عصر النهضة، نهضة دار الإسلام من الوسن والنوم والجهالة والغفلة عن إرث أسلافهم العظام، من هؤلاء محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي في جزيرة العرب… هبَّ يكافح البدع والعقائد التي تخالف ما عليه سلف الأمة من صفاء عقيدة التوحيد، وهي ركن الإسلام الأكبر، ولم يقنع بتأليف الكتب، بل نزل إلى عامة الناس في بلاد جزيرة العرب، وأحدث رجة هائلة في دار الإسلام”([6]).
الطائفة الثانية: في مقابلة تلك الطائفة المبتدعة ظهرت طائفة أخرى تنكر صحة هذا الحديث، بل وتحكم عليه بالوضع؛ تحت ذريعة مخالفة العقل تارة([7])، أو بدعوى العصبية تارة أخرى؛ لما فيه من ذم العراق([8]).
الجواب عن تلك الشبهات من وجوه:
أولًا: أن الحديث في أعلى درجات الصحة:
لا يشك من له أدنى إلمام بعلوم الحديث والسنة أن هذا الحديث صحيح، وهو في أعلى درجات الصحة؛ فقد رواه إماما أهل الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما، اللذين هما أصح كتب السنة بعد كتاب الله تعالى.
كما أنه لا يخالف العقل، بل فيه علَم من أعلام نبوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان أهل المشرق يومئذٍ أهل كفر، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الفتنة تكون من تلك الناحية، وكذلك كانت الفتنة الكبرى -التي كانت مفتاح فساد ذات البين- وهي مقتل عثمان -رضي الله عنه- وكانت سبب وقعة الجمل وصِفِّين، ثم ظهور الخوارج في أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرق، ومعلوم أن البدع إنما ابتدأت من المشرق… وكان رسول الله يحذر من ذلك ويعلمه قبل وقوعه، وذلك دليل على نبوّته([9]).
وأما رد الحديث لما فيه من ذم العراق فهو كلام مردود وفهم مغلوط؛ إذ الحديث لا يفيد ذم أهل العراق كافة في كل زمان، بل المذكور في الحديث هو وقوع الفتن والشرور من جهة نجد -العراق-، ولا يعني ذلك ذم ساكنيها مطلقًا بحال، وسيأتي لهذا المعنى مزيد بيان.
ثانيًا: شرح الحديث:
في الحديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الشام واليمن، وفي هذا معلم من معالم نبوته صلى الله عليه وسلم؛ فإن الشام لم تكن يومئذٍ دار إسلام، ودعاؤه صلى الله عليه وسلم مجاب لا محالة؛ يقول أبو عمر ابن عبد البر: “دعاؤه صلى الله عليه وسلم للشام يعني: لأهلها، كتوقيته لأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، علمًا منه بأن الشام سينتقل إليها الإسلام، وكذلك وقت لأهل نجد قرنًا يعني: علمًا منه بأن العراق ستكون كذلك، وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم”([10]).
وفي إمساكه صلى الله عليه وسلم عن الدعاء لأهل المشرق إشارة إلى منعهم وحبسهم عن الشر الموضوع في جهتهم، وفي هذا المعنى يقول المهلب: “إنما ترك صلى الله عليه وسلم الدعاء لأهل المشرق ليضعفوا عن الشر الذي هو موضوع في جهتهم لاستيلاء الشيطان بالفتن”([11])، وقال غيره من العلماء: “أمسك صلى الله عليه وسلم عن الدعاء للمشرق لأنه علم العاقبة، وأن القدر سبق بوقوع الفتنة فيها، والزلازل ونحوها من العقوبات”([12]).
والمراد بالفتنة في الحديث: الكفر، يؤيد ذلك ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأس الكفر نحو المشرق»([13]).
قوله: «قرن الشمس»: قد جاء في رواية أخرى: «قرنا الشيطان»، وللعلماء في بيان معنى «بها يطلع قرن الشيطان» أربعة أقوال، أجملها ابن العربي بقوله: “وفيه للعلماء أقوال أربعة:
القول الأول: قال الداودي: إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان. فذهب إلى أن له قرنين على الحقيقة تطلع مع الشمس؛ لأنه قد روي أنها تطلع مع قرني الشيطان.
القول الثاني: قيل: إنه لا يمتنع أن يخلق الله تعالى شيطانًا تطلع الشمس مع قرنيه وتغرب.
القول الثالث: قيل: يحتمل أن يريد بقوله: «قرن الشيطان» أي: قرنه الذي يضل به الناس، ويستعين به على الناس؛ ولذلك يسجد حينئذٍ الكفار.
القول الرابع: قيل: يحتمل أن يريد قبائل من الناس يستعين بهم الشيطان على كفره”([14]).
زاد الخطابي قولًا خامسًا فقال: “ضرب المثل به، وذلك أن القرن في الحيوان إنما هو شيء يحدث لها ويطلع بعد أن لم يكن، وما أكثر ما يضرب المثل فيما لا يحمد من الأمور! كقوله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الفتن وطلوعها من ناحية المشرق فقال: «ومنه يطلع قرن الشيطان»“([15]).
وأعدل الأقوال وأقربها إلى الصواب: هما القولان الثالث والرابع؛ لذا يقول الإمام النووي: “وأما قرنا الشيطان فجانبا رأسه، وقيل: هما جمعاه اللذان يغريهما بإضلال الناس، وقيل: شيعتاه من الكفار”([16]).
وقريب منه قول الحافظ ابن حجر: “ويحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان، وما يستعين به على الإضلال”، ثم أتبعه الحافظ بقوله: “وهذا أوجه“([17]).
قوله: «نجدنا»: قد يكون المراد بنجد هنا جهة المشرق مطلقًا، أو مكانًا معينًا، والذي ذهب إليه جماهير شراح الحديث أن المراد بها ناحية الشرق بالنسبة للمدينة؛ ولهذا يقول الخطابي: “نجْد: ناحية المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهلها. وأصل النجد: ما ارتفع من الأرض، والغَوْر: ما انخفض منها، وتهامة كلها من الغَوْر، ومنها مكة، والفتنة تبدو من المشرق، ومن ناحيتها يخرج يأجوج ومأجوج والدجال في أكثر ما يروى من الأخبار”([18]).
خلاصة المعنى: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن جهة المشرق بالنسبة للمدينة تختص بكثرة الفتن والزلازل، وفي هذا المعنى يقول النووي: “والمراد بذلك اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان ومن الكفر، كما قال في الحديث الآخر: «رأس الكفر نحو المشرق»([19])، وكان ذلك في عهده صلى الله عليه وسلم حين قال ذلك، ويكون حين يخرج الدجال من المشرق، وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة، ومثار الكفرة التُّرْك الغاشمة العاتية الشديدة البأس”([20]).
وقد تركزت شبهات القوم على تفسير كلمة “نجد” في الحديث، وتشدَّدوا في حمل الحديث على أهل نجد الحجاز، وللوقوف على المعنى المراد منها ينبغي الوقوف على معناها عند علماء اللغة العربية، وتحديد موقعها على الخريطة، واستيفاء مواضعها في السنة المطهرة، وفيما يأتي تفصيل تلك الأمور في نقاط:
الأولى: معنى “نجد” في اللغة:
اتفقت كلمة علماء اللغة على أن معنى نجد هو: ما ارتفع من الأرض([21])، وفي هذا بيان لعدم اختصاص نجد بمكان معيَّن؛ ولهذا يقول ابن الأثير: “والنجد: ما ارتفع من الأرض، وهو اسم خاصّ لما دون الحجاز مما يلي العراق”([22]).
الثانية: تحديد نجد جغرافيًّا:
قام علماء الجغرافيا الإسلامية -ومنهم ياقوت الحموي- بتحديد نجد بحدودها على الخريطة، فقال: “حد نجد: ذات عرق من ناحية الحجاز، كما تدور الجبال معها إلى جبال المدينة، وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة فهو حجاز كله، فإذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلى البحر فهو الغور، والغور وتهامة واحد، ويقال: إن نجدًا كلها من عمل اليمامة”([23]).
الثالثة: جمع طرق الحديث لمعرفة المعنى المراد بكلمة “نجد”:
مما يعين على التفسير الصحيح لكلمة “نجد” في هذا الحديث جمع طرق الحديث المختلفة، ومقارنتها بالأحاديث الأخرى التي ذكرت فيها كلمة “نجد”، ويمكن إجمال ذلك فيما يلي:
جاء التصريح بالعراق في بعض الروايات:
جاءت عدة روايات للحديث فيها التصريح بأن المراد بنجد في الحديث هو العراق، ومن أصحها:
- ما رواه الإمام مسلم عن سالم بن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- يقول: يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الفتنة تجيء من هاهنا –وأومأ بيده نحو المشرق- من حيث يطلع قرنا الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ، فقال الله عز وجل له: {وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]»([24]).
- وما رواه الإمام أحمد عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق: «ها إن الفتنة هاهنا، ها إن الفتنة هاهنا -ثلاث مرات- من حيث يطلع قرن الشيطان»([25]).
- وما رواه أبو نعيم وغيره عن سالم، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مكتنا، وبارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، وبارك لنا في صاعنا ومدنا»، فقال رجل: يا رسول الله، وفي عراقنا؟ فأعرض عنه، فقال: «فيها الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان»([26]).
- وما رواه البزار والطبراني عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا في شامنا»، قالوا: يا رسول الله، وفي يمننا؟ قال: «اللهم بارك لنا في شامنا»، قالوا: يا رسول الله، وفي عراقنا؟ قال: «هنالك الزلازل والفتن وبها»، أو قال: «منها يطلع قرن الشيطان»([27]).
لذلك ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بنجد في هذا الحديث هو العراق. ومنهم: الحافظ ابن عبد البر، والشيخ محمود شكري الآلوسي، والشيخ محمد أشرف سندهو، والشيخ الألباني([28]).
يقول الشيخ الألباني: “وطرق الحديث متضافرة على أن الجهة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي المشرق، وهي على التحديد العراق، كما رأيت في بعض الروايات الصريحة”([29]).
وروت أحاديث صحيحة وفيها التصريح بمضر وربيعة:
وقد جاءت أحاديث أخرى فيها التصريح بأن طلوع قرني الشيطان في ربيعة ومضر.
وربيعة مضر قبيلتان يرجع إليهما نسب أكثر العرب، ولا خلاف في نسبتهم إلى إسماعيل عليه السلام([30])، يقول الحافظ ابن حجر: “والذي يظهر أنها من جهة ذكر ربيعة ومضر؛ لأن معظم العرب يرجع نسبه إلى هذين الأصلين، وهم كانوا أجل أهل المشرق، وقريش الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم أحد فروع مضر”([31]).
فقد روى الإمام مسلم عن أبي مسعود -رضي الله عنه- قال: أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن، فقال: «ألا إن الإيمان هاهنا، وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين([32])، عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر»([33]).
وأرجع بعضهم معنى هذا الحديث إلى أن المراد به هو العراق؛ يقول ابن الملقن: “أي: القسوة في ربيعة ومضر الفدادين، يعني: من بالعراق منهما، فمن مضر: العراق وبنو تميم وربيعة، وهم أهل بدو بنواحي البصرة. قال الأحنف لعمر أول ما قدم عليه وفد العراق: إنَّا نزلنا سبخة هشاشة، طرف لنا بالفلاة، وطرف لنا بالماء الأجاج، فيأتينا ما يأتي في مريء النعامة، وإن من إخواننا من أهل الأمصار نزلوا في مثل حدقة البعير من المياه العذب، فتأتيهم فواكههم لم تخضد، فإن أنت لم ترفع خسيسنا وتجبر وكيسنا بعطاء تفضلنا به على سائر الأمصار نهلك([34])“([35]).
الترجيح:
الراجح أن المراد بنجد في الحديث -والله أعلم-: جهة الشرق عمومًا.
فقد ذهب جمع من أهل العلم إلى الجمع بين تلك الروايات جميعها، وخرجوا بنتيجة وهي: أن المراد في الحديث هو جهة الشرق عمومًا، وليس فيه تخصيص جهة بعينها؛ وهذا هو اللائق بحال النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم، فقد أشار إلى جهة الشرق، وميز تلك الناحية في بعض الروايات بنجد، وفي بعضها بالعراق، وفي بعضها بربيعة ومضر، كما ميزها كذلك بأنها حيث يطلع قرن الشيطان، وكل هذا يتعاضد ولا يتناقض، فإن ناحية الشرق هي جهة نجد والعراق وربيعة ومضر، وهي حيث يطلع قرن الشيطان، وهذا هو أعدل الأقوال وأصوبها، ودونك بعض أقوالهم:
- يقول القاضي عياض المالكي: “قول من قال: إنه مشرق الأرض وبلاد فارس وكسرى وما وراءها؛ بدليل قوله: «من حيث تطلع الشمس»، وبدليل معاني الحديث من طلوع الفتن والبدع منها، الذي يدل عليه قوله: «قرن الشيطان» وقد فسرناه. وقيل: أراد بلاد نجد، وربيعة ومضر؛ بدليل أنه قد جاء ذلك مبينًا في حديث آخر. فالوجهان صحيحان، ونجد وبلاد مضر وربيعة وفارس وما وراءها كله مشرق من المدينة، والشرق والمشرق سواء”([36]).
- ويقول الحافظ ابن حجر عقب نقله لكلام الخطابي: “وعرف بهذا وهاء ما قاله الداودي: إن نجدًا من ناحية العراق، فإنه توهم أن نجدًا موضع مخصوص، وليس كذلك، بل كل شيء ارتفع بالنسبة إلى ما يليه يسمَّى المرتفع نجدًا، والمنخفض غورًا”([37]).
- وقد قرر علماء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- هذا المعنى فقالوا: “والظاهر أن الحديث يعم جميع المشرق الأدنى والأقصى والأوسط، ومن ذلك فتنة مسيلمة، وفتنة المرتدين من ربيعة ومضر، وغيرهما في الجزيرة العربية”([38]).
ومما يدل على هذا المعنى: ما رواه الإمام مسلم عن سعد أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»([39])، قال علي بن المديني: “المراد بأهل الغرب: العرب، والمراد بالغرب الدلو الكبير؛ لاختصاصهم بها غالبًا”([40])، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “قال الإمام أحمد: أهل المغرب هم أهل الشام، وهو كما قال؛ فإن هذه لغة أهل المدينة النبوية في ذاك الزمان، كانوا يسمون أهل نجد والعراق أهل المشرق، ويسمون أهل الشام أهل المغرب؛ لأن التغريب والتشريق من الأمور النسبية، فكل مكان له غرب وشرق؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم تكلم بذلك في المدينة النبوية، فما تغرب عنها فهو غربه، وما تشرق عنها فهو شرقه”([41]).
بطلان ما ادعاه المبطلون على أم المؤمنين عائشة وعلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
يتضح لنا مما سبق بطلان ما ادعاه المبطلون على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وبطلان ما زعموه من حمل الحديث على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى دعوته المباركة، دعوة التوحيد ونبذ الشرك والبدع.
وعلى التسليم والتنزل بأن المراد بالحديث نجد الحجاز:
يقال لهؤلاء: سلمنا جدلًا -وهو غير صحيح- أن المراد بنجد في الحديث: نجد الحجاز؛ فبأي دليل استدللتم على قصر ذلك الذم على شخص بعينه كالشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته إلى التوحيد؟! فلن يجدوا لهذا السؤال جوابًا، اللهم إلا أنه يخالفهم في بعض معتقداتهم الفاسدة، على أن كلامهم -على فرض هذا التنزل- باطل من وجوه:
الوجه الأول: ليس في الحديث تصريح بذم أهل نجد:
نص الحديث لا يفهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم يذم أهل نجد بإطلاق، وإنما الظاهر من قوله صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم يخبر بما سيقع في تلك الجهة من الفتن والزلازل، وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم -كما تقدمت الإشارة إليه-، يقول ابن عبد البر: “وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي ذلك لعلمه بوقوعه ويحزن له”([42]).
وإخباره صلى الله عليه وسلم بوقوع الفتن في مكان أو بلد لا يلزم منه ذم ساكنيه؛ ألا ترى إلى ما رواه أسامة رضي الله عنه قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة، فقال صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الفِتَنِ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ القَطْرِ»([43]).
يقول الإمام النووي: “والتشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم، أي: إنها كثيرة، وتعم الناس، لا تختص بها طائفة، وهذا إشارة إلى الحروب الجارية بينهم؛ كوقعة الجمل، وصفين، والحرة، ومقتل عثمان، ومقتل الحسين -رضي الله عنهما-، وغير ذلك، وفيه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم”([44]).
فهل يمكن لأحد أن يفهم من هذا ذم أهل المدينة؟! بالطبع هذا لا يقول به أحد ينتسب إلى الإسلام والسنة؛ يقول الشيخ السهسواني في بيان المراد بتلك الأحاديث: “وهذه الأحاديث وغيرها مما ورد في هذا الباب دالة على وقوع الفتن في المدينة النبوية، فلو كان وقوع الفتن في موضع مستلزمًا لذم ساكنيه لزم ذم سكان المدينة كلهم أجمعين، وهذا لا يقول به أحد، على أن مكة والمدينة كانتا في زمنٍ موضع الشرك والكفر، وأي فتنة أكبر منهما؟! بل وما من بلد أو قرية إلا وقد كانت في زمن أو ستصير في زمان موضع الفتنة، فكيف يجترئ مؤمن على ذم جميع مسلمي الدنيا؟! وإنما مناط ذم شخص معين كونه مصدرًا للفتن من الكفر والشرك والبدع”([45]).
الوجه الثاني: أن الذم في الشرع يقع على حال الشخص لا على مكانه وقبيلته:
لو صح أن المراد بهذا الحديث أهل نجد الحجاز، فإنه لا يلزم منه ذم جميع أهل نجد الحجاز؛ فإن القاعدة الشرعية أن المدح والذم إنما يكون بالتقوى والعمل، لا بالمقام في مكان معين، ولا بالأنساب والأحساب؛ يقول تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، وقال سبحانه: {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ، وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ»([46])، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضًا: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، سَلِينِي بِمَا شِئْتِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا»([47])، ولما كتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي -رضي الله عنهما-: أن هلم إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: “إن الأرض لا تقدِّس أحدًا، وإنما يقدس الإنسان عمله”([48]).
وقد أقر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا المعنى فقال: “وهو كما قال سلمان الفارسي؛ فإن مكة -حرسها الله تعالى- أشرف البقاع، وقد كانت في غربة الإسلام دار كفر وحرب يحرم المقام بها، وحرم بعد الهجرة أن يرجع إليها المهاجرون، فيقيموا بها.
وقد كانت الشام في زمن موسى -عليه السلام- قبل خروجه ببني إسرائيل دار الصابئة المشركين الجبابرة الفاسقين، وفيها قال تعالى لبني إسرائيل: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} [الأعراف: 145]، فإن كون الأرض دار كفر أو دار إسلام أو إيمان أو دار سلم أو حرب أو دار طاعة أو معصية أو دار المؤمنين أو الفاسقين أوصاف عارضة، لا لازمة، فقد تنتقل من وصف إلى وصف، كما ينتقل الرجل بنفسه من الكفر إلى الإيمان والعلم، وكذلك بالعكس.
وأما الفضيلة الدائمة في كل وقت ومكان ففي الإيمان والعمل الصالح، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} الآية [البقرة: 62]، وقال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} الآية [البقرة: 111، 112]، وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]، وإسلام الوجه لله تعالى: هو إخلاص القصد والعمل له، والتوكل عليه، كما قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وقال: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود: 123]، وقال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود: 123]”([49]).
ثم يقال لهم: مجرد إقامة الشخص في مكان مذموم لا يلزم منه أنه يكون مذمومًا؛ إذ قد يكون صالحًا في نفسه؛ يقول الشيخ الألباني: “وجهلوا أيضًا أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضًا؛ إذا كان صالحًا في نفسه، والعكس بالعكس، فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر، وفي العراق من عالم وصالح”([50]).
الوجه الثالث: لماذا خصص الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته بهذا؟!
يقال لأصحاب تلك المزاعم الباطلة: لماذا خصص الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنه المراد من الحديث مع أن أوائل معارضي دعوته كانوا من نجد أيضا؟! ولن يجدوا لهذا السؤال جوابًا صالحًا.
الوجه الرابع: النسبة الأقرب إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنه تميمي:
يقال لهم: لماذا نسبتم الشيخ إلى أنه نجدي مع أن له نسبة هي أقرب من ذلك؟! إذ يتصل نسبه إلى مالك بن زيد بن مناة بن تميم([51])، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم مدحه لبني تميم؛ فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم، سمعته يقول: «هم أشد أمتي على الدجال»، قال: وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذه صدقات قومنا»، وكانت سبية منهم عند عائشة فقال: «أعتقيها؛ فإنها من ولد إسماعيل»([52]).
خلاصة ما سبق:
- أن هذا الحديث الشريف ليس فيه تحديد جهة معينة، وإنما أشار على وقوع الفتن والزلازل من جهة الشرق، والظاهر أنه يعم جميع المشرق الأدنى والأقصى والأوسط، وهو الذي أفاده تعدد الروايات، ففي بعضها: نجد، وفي بعضها: العراق، وفي بعضها: ربيعة ومضر، والكل يرجع إلى جهة الشرق وناحيتها.
- أن مراده بقرن الشيطان ليس شخصًا بعينه ولا جماعة بعينها، وإنما هو تفسير وبيان لناحية المشرق من المدينة.
- ليس في الحديث تعريض بأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، ولا بالشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في بلاد الحجاز؛ فإن الحديث مساق للتحذير من الفتن والعقوبات التي تكثر من جهة المشرق.
والحمد لله أولًا وآخرًا، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([2]) أخرجه البخاري (7094)، ومسلم (2905).
([3]) كما فعل عبد الحسين الشيعي المتعصب في كتابه: المراجعات (ص: 237).
([4]) سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5/ 657).
([5]) ينظر: الدرر السنية في الرد على الوهابية لزيني دحلان (ص: 9-10)، كما أن هناك كلامًا يروجونه على صفحات المواقع الإلكترونية، ودونك رابط بعض كلامهم:
([6]) الطريق إلى ثقافتنا (ص: ٨١).
([7]) كما فعل جمال البنا في تجريد البخاري ومسلم من الأحاديث التي لا تلزم، تحت عنوان: أحاديث متونها مشكلة (ص: 339).
([8]) كما فعل الأستاذ صلاح الدين المنجد في مقدمته على كتاب: فضائل الشام ودمشق.
([9]) ينظر: الاستذكار لابن عبد البر (8/ 221، 519)، شرح صحيح البخاري لابن بطال (10/ 44)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (32/ 357).
([10]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (1/ 279).
([11]) ينظر: فتح الباري لابن حجر (13/ 46).
([12]) ينظر: مصابيح الجامع للدماميني (3/ 70)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني (2/ 257).
([13]) أخرجه البخاري (3301)، ومسلم (52)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([14]) المسالك في شرح موطأ مالك (1/ 464).
([16]) شرح النووي على صحيح مسلم (2/ 34).
([18]) أعلام الحديث (4/ 2330).
([20]) شرح النووي على صحيح مسلم (2/ 34).
([21]) ينظر: غريب الحديث لابن قتيبة (3/ 698)، التقفية في اللغة للبندنيجي (ص: 298)، الزاهر في معاني كلمات الناس لأبي بكر الأنباري (2/ 153).
([22]) النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 19).
([25]) مسند أحمد (10/ 390-391).
([26]) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 133)، والمخلِّص في المخلصيات (2/ 195-196).
([27]) أخرج البزار (12/ 202)، والطبراني في الكبير (12/ 384).
([28]) ينظر: التمهيد لابن عبد البر (1/ 279)، غاية الأماني للآلوسي (2/ 148)، أكمل البيان في شرح حديث: “نجد قرن الشيطان” للشيخ محمد أشرف سندهو، والسلسلة الصحيحة (5/ 653 وما بعدها).
([29]) سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/ 655-656).
([30]) ينظر: فتح الباري لابن حجر (6/ 542)، عمدة القاري للعيني (16/ 81).
([32]) الفدادون بالتشديد: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، واحدهم: فداد. يقال: فد الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته، وقيل: هم المكثرون من الإبل، وقيل: هم الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 419).
([34]) ينظر كلام الأحنف في تاريخ الطبري (2/ 495).
([35]) التوضيح لشرح الجامع الصحيح (19/ 242).
([36]) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 250). ونحوه في القبس في شرح موطأ مالك بن أنس لابن العربي (ص: 1150).
([38]) فتاوى اللجنة الدائمة – 1 (3/ 134).
([40]) ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم (13/ 68).
([41]) مجموع الفتاوى (27/ 41-42).
([43]) أخرجه البخاري (1878)، ومسلم (2885).
([44]) شرح النووي على صحيح مسلم (18/ 8).
([45]) صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان (ص: 500).
([46]) أخرجه مسلم (2564)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([47]) أخرجه البخاري (2753)، ومسلم (206)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([48]) أخرجه مالك في الموطأ، ت. عبد الباقي (2/ 769).
([49]) مجموع الفتاوى (27/ 45-46).
([50]) سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/ 305).
([51]) ينظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية (16/ 315) في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.