الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

عرض وتعريف بكتاب (الاتجاه السلفي عند الشافعية حتى القرن السادس الهجري)

A A

تمهيد:

في خضم الصراع السلفي الأشعري يستطيل الأشاعرة دائمًا بأنهم عَلم على المذهب الشافعي ومرادف له، في استغلالٍ واضحٍ لارتباط المدرسة الشافعية بالمدرسة الأشعرية عبر التاريخ الفكري للمذهبين.

هذا الارتباط بين الشافعية والأشعرية صار من العوائد التي تتكرر كثيرًا، دون الانشغال بحقيقتها، فضلًا عن التدليل عليها، أو ما هو أبعد من ذلك: البحث في مدى مصداقية هذه المقولة الشائعة ووضعها على مائدة البحث والتحقيق.

تأتي هذه الدراسة التي بين أيدينا لتضع هذه المقولة الذائعة في التأريخ الفكري للمذهبين على مائدة البحث العلمي، في محاولة جادة لتفكيك هذه المقولة، وتحليل أصولها المعرفية وأطوارها التاريخية، ومحاولة فهم الأصول العلمية والتاريخية للارتباط الحاصل بين المذهبين.

بل ترمي هذه الدراسة إلى ما هو أبعد من ذلك، فترصد -في خلال المدة الزمنية المحددة لها- مقدار تواجد التيار السلفي داخل المدرسة الشافعية ومدى تأثيره.

هذه الأهداف وأهداف أخرى كانت هي الغاية التي يرنو إليها معدّ هذه الدراسة التي نود التعريف بها في الأسطر القادمة بإذن الله تعالى.

بيانات الكتاب الفنية:

عنوان الكتاب: الاتجاه السلفي عند الشافعية حتى القرن السادس الهجري.

المؤلف: د. طه محمد نجا.

الناشر: مركز نماء للبحوث والدراسات، وهو الإصدار رقم (41) من سلسلة دراسات شرعية.

سنة النشر: الطبعة الأولى: 2020م.

الحجم: مجلد كبير من القطع المتوسط، عدد صفحاته (792) صفحة.

التعريف بالمؤلف:

المؤلف هو الدكتور طه محمد نجا رمضان، مصري الجنسية، يقيم بمحافظة الدقهلية، حصل على الماجستير والدكتوراه في قسم الفلسفة الإسلامية، كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وكلاهما كان بإشراف الأستاذ الدكتور: مصطفى حلمي، والأستاذ الدكتور: عبد الحميد مدكور، كانت دراسته للماجستير بعنوان: أصول الدين عند الإمام الطبري، ورسالته للدكتوراه هي التي نعرف بها، ومنح درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية مع مرتبة الشرف الأولى يوم الثلاثاء الموافق: 27/ 1/ 2009م، ولم أجد تعريفًا به بعد طول بحث غير هذا.

أهمية الكتاب:

الدراسات البينية هي الدراسات التي تجمع بين أكثر من علم في دراسة واحدة، ولا يقوى على إتمام هذه الدراسات على النحو الأمثل إلا متبحر في هذه العلوم التي تتعلق بها الدراسة، ولذا فهي قليلة بالنسبة إلى غيرها من الدراسات، إلا أنها أكثر نفعًا وأعظم فائدة، وتظهر ترابط العلوم الشرعية ببعضها، وتقدم صورة متكاملة للقضية محل الدراسة لتناولها من جميع جوانبها، وهو ما ظهر في هذا الكتاب، فستجد في هذا الكتاب المسائل العقدية والأصولية والحديثية جنبًا إلى جنب، وهي تنبئ عن جهد متميز، وتكسب الكتاب قدرًا من الأهمية، لكن مع ذلك يمكننا القول بأن الأهمية الحقيقية لهذا الكتاب نابعة من أمرين رئيسين:

الأمر الأول: أهمية الموضوع الذي يتناوله:

فقضية ارتباط المذهب الشافعي بالمذهب الأشعري صارت من المسلمات الفكرية، الأمر الذي (استهدف) أو (أنتج) مدى أبعد من الثنائي بين (الشافعية) و(السلفية) يغذيه تاريخ من المفاصلة والتزايل بين (الحنبلية/ السلفية) و(الشافعيةالأشعرية) ([1]).

الأمر الثاني: النتائج التي توصل إليها الكتاب:

فقد أثبت الكتاب بما لا يدع مجالًا للشك أن وجود التيار السلفي في المذهب الشافعي كان كبيرًا وقويًّا بصورة يتعذّر معها الادعاء بأن هناك ارتباطًا بين الشافعية والأشعرية، فالأمر كما يقول المؤلف: “إن غاية ما يمكن أن نقوله في خاتمة المطاف لنفسر ذلك الاقتران (العادي) بين المذهبين أن نستعير فكرة الأشعرية في (السببية) ونقول: لقد رأينا أشعرية الفقيه، (مع) شافعيته؛ لا (عنها) ولا (بها)!”([2]).

الفكرة الرئيسة للكتاب:

يتناول الكتاب ثلاثة قضايا رئيسة:

الأولى: رصد تاريخي لقضية الارتباط بين الأشاعرة والشافعية، وبحث عن الواقع الفعلي لهذه الفكرة، والبحث في أسباب ذيوع القول بالربط بين المذهبين.

الثانية: توضيح مدى تغلغل التيار السلفي بقوة داخل المدرسة الشافعية.

الثالثة: دراسة لقضايا الخلاف بين الأشاعرة والسلفيين داخل المدرسة الشافعية.

مميزات الكتاب:

= الدراسة الجادة العميقة:

الجهد المبذول في الكتاب لا يخفى، فقد بذل المؤلف جهدًا كبيرًا في التنقيب والبحث عن النصوص التي تتعلق بموضوعه، هذا بالإضافة إلى حسن التحليل والدراسة لتلك النصوص، والتشبث بمعايير البحث العلمي بصورة جيدة.

= الأسلوب الأدبي الرصين:

يتمتع المؤلف بأسلوب أدبي جميل، قل مثله في الدراسات العلمية، وهو أسلوب لغوي رصين غير متكلف، يزيد المعنى وضوحًا، ولا يجاوزه إلى ما اعتادت عليه الكتابات الأدبية من تهويل أو تهوين أو مبالغة أو تكلف، لكنه قد كان له أثر في طول الكتاب نوعًا ما.

= كثرة النقول والاستشهادات:

المؤلف يتناول قضية شبَّ عليها الصغير وشاب عليها الكبير، فنقدُها وهدمُها ليس باليسير الهين؛ ولذا كان من المناسب كثرة الاستشهادات والنقولات على غير المطلوب والمعهود في الدراسات الأكاديمية، وهو ما أحسن المؤلف القيام به.

= اتباع خطوات البحث العلمي الدقيق:

تميزت هذه الدراسة بوضوح خطوات اتباع المنهج العلمي فيها، فالمؤلف يأخذ القارئ في رحلة معرفية: من بداية التعريف بالإشكالية، مرورًا بما يعترضها من مشكلات، دون القفز المباشر إلى النتائج، مع التدقيق في جميع الاحتمالات إلى أن يصل بالقارئ إلى نتيجة البحث.

= المدى الزمني للدراسة:

تناولت الدراسة المذهب الشافعي منذ نشأته حتى القرن السادس الهجري، فهي تتناول الفترة العمْرية المبكرة من نشأة المذهب وتطوره وتبلوره، وهي أهم مراحل المذهب، وأكثرها دلالة على أصوله وقضاياه المؤثرة.

= طريقة تنضيد الكتاب:

الكتاب -على طوله- لا تكاد تجد فيه خطأ مطبعيًّا أو لغويًّا، بل ستجد فيه دقةً واضحة، مع استعمال علامات الترقيم بطريقةٍ جيدة، ويتضح من طريقة الكتابة الجهد المبذول فيها، فقد تم تسويد الكلمات المهمة لتأخذ شكلًا مميزًا عن غيرها مما هو معها في نفس السياق، وهو أمر متكرر في صفحة تقريبًا، ولا يخفى فائدة مثل هذا في الدلالة على المعنى.

عرض إجمالي لمباحث الكتاب:

يتكون الكتاب من تمهيد وبابين.

تعرض في التمهيد للتعريف بإشكالية الدراسة.

ثم الباب الأول بعنوان: فصول في المنهج والتاريخ، ويقع في خمسة فصول، والباب الثاني بعنوان: البحث العقدي عند الشافعية، ويقع في ستة فصول.

وفيما يلي عرض سريع لأهم ما تضمنته هذه الفصول:

الباب الأول: فصول في المنهج والتاريخ:

كان الفصل الأول بعنوان: الشافعية بين الفقه والكلام، ليتناول أولًا العلاقة بين علم الفقه وعلم الكلام، فيبين مجال كل منهما، ومدى الفجوة التي بين الفقهاء والمتكلمين ليطبق ذلك على الحالة الشافعية، وينتهى إلى أن العلاقة لم تكن علاقة وئام بل علاقة تنافٍ وتدابر، ثم يتناول الاتجاهات الكلامية عند الشافعية؛ ليدلل على أن كل المدارس الكلامية وجدت داخل المدرسة الشافعية، وليست الأشعرية فقط، وبذلك ينتهي الفصل الأول.

ثم يأتي الفصل الثاني بعنوان: العلاقة بين الشافعية والأشعرية، فيتناول في المبحث الأول علاقة الأشاعرة بالشافعية من منظور تاريخي، فيذكر تلك الثنائية، ويدلل عليها، ويدلل بأكثر من نقل على انتقاد تلك الثنائية منذ بداية ظهورها، ثم بعد ذلك يتناول هذه العلاقة من منظور موضوعي وذلك في المبحث الثاني؛ ليقرر أن ثمة فروقًا منهجية بين المذهبين لم تفلح الرؤية التوفيقية في إذابتها، ويضرب المثال بعشرة أمثلة من المسائل الأصولية توضح الازدواجية بين أصول المذهبين، ثم ينطلق بعد ذلك ليضع المقاربات التفسيرية للاقتران الأشعري الشافعي على مائدة النقد، فيبدأ أولًا بالزعم بأن سبب الارتباط هو أن الأشعري تفقه للشافعي، ولأجل ذلك تبعه الشافعية وصاروا في الكلام على مذهبه، ثم المقاربة التي تجعل المذهب الشافعي وسطًا بين المذاهب الفقهية، والمذهب الأشعري وسطًا بين المذاهب العقدية، ليقرر في النهاية أن هذا الاقتران عادي وأن “غاية ما يمكن أن نقوله في خاتمة المطاف لنفسر ذلك الاقتران (العادي) بين المذهبين أن نستعير فكرة الأشعرية في (السببية) ونقول: لقد رأينا أشعرية الفقيه، (مع) شافعيته؛ لا (عنها) ولا (بها)!”.

أما الفصل الثالث فقد كان بعنوان: السلفيون وتراثهم العقدي، ومراده السلفيون الشافعية، فيذكر لنا (29) إمامًا شافعيًّا كان سلفيّ العقيدة، ويبين ما نقل عن كل واحد منهم وما أنتجه من آثار تدل على سلفيته، في مبحث ممتع وصل حجمه إلى (106) صفحة.

وبعدما ذكر المؤلف ما يدلل على الوجود القوي تاريخيًّا للمنهج السلفي داخل المدرسة الشافعية بدأ في ذكر أصولهم السلفية؛ ولذا كان الفصل الرابع عن موقف الشافعية من الدليل السمعي، والخامس عن موقفهم من الدليل العقلي.

أما الفصل الرابع الخاص بالدليل السمعي، فتناول الكتاب في مبحث، والسنة في مبحث، وخبر الواحد في مبحث، والإجماع في مبحث.

فبين أن الأصل الفقهي والعقدي من الكتاب والسنة واحد، وقد دلل على ذلك، ويتطرق لمشكلة التأويل، وأثرها في البعد عن الدليل السمعي وموقف الشافعية السلفيين منه، وبين أن الالتزام بالتأصيل الشافعي لم يتحقق في الاعتقاد إلا على طريقة السلفيين.

وفي مبحث خبر الواحد تناول المبحث من جهة الصنعة الحديثية عند طائفة من علماء الشافعية، بعيدًا عن الجدل الكلامي، فتناول أدلة وجوب قبوله وشروط ذلك دون التفريق بين العقائد والأحكام.

وفي مبحث الإجماع تناول وجه دلالته في باب العقيدة عند الشافعية السلفيين وغيرهم، وتوقف مع نص مخالف للسمعاني ليبين وجهه وسببه.

أما الفصل الخامس فقد جعل المبحث الأول منه لمنزلة الدليل العقلي في البحث العقدي، وبين طريقة المنهج السلفي في ذلك وما وجّهوه للدليل العقلي من نقد، ودلل عليه، ثم بين اعتبار المنهج الأشعري للدليل النقلي، وبين انتقالهم عن طريقتهم لطريقة المعتزلة.

وبعد ذلك تناول موقف الشافعية من دليل الجوهر والعرض في المبحث الثاني، وبين رفض المنهج السلفي لهذا الدليل، وذكر انتقادات الشافعية السلفيين لهذا الدليل المعتبر عند الأشاعرة.

وبذلك ينتهي الباب الأول من هذه الدراسة، ويليه الباب الثاني.

الباب الثاني: البحث العقدي عند الشافعية:

هذا الباب هو في حقيقته دراسة لأهم مسائل الخلاف بين السلفيين والأشاعرة، فقد تناول ستًّا من المسائل الكبرى في الخلاف، وجعل لكل مسألة فصلًا، وهو في كل فصل يذكر مذهب السلف، ويدلل عليه من أقوال السلفيين الشافعية، ويذكر مذهب الأشاعرة ويبين ما فيه من مخالفة وإشكالات؛ ولذا فقد جاء هذا الباب في ستة فصول.

الفصل الأول: بحوث عامة في أحكام الصفات الإلهية، تناول فيه: إثبات الصفات بين التوحيد والتشبيه، ومسألة القول في الصفات كالقول في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في بعض، ومسألة تفويض الكيف وتفويض المعنى، ومعنى قولهم: أمروها كما جاءت.

الفصل الثاني: الصفات الخبرية، وقد تناول فيه موقف السلفيين والأشاعرة، وأتبعه بالكلام على صفة اليدين كنموذج تطبيقي، ومسألة الصفات الاختيارية، ومسألة علاقة الإرادة بالمحبة والرض وبابهما.

الفصل الثالث: تناول فيه مسألة علو الله تعالى على عرشه، وقد تناول أثناء ذلك صفة الاستواء على العرش وصفة النزول.

الفصل الرابع: تناول فيه صفة الكلام وما يتعلق بها من مباحث؛ كتعلقها بمشيئة الباري تعالى.

الفصل الخامس: تناول فيه مسألة رؤية الله تعالى في الدار الآخرة، وبين وجه الخلاف بين مذهب السلف ومذهب الأشاعرة، وتناول مسألة لذة النظر إلى وجهه الكريم.

الفصل السادس: خصصه لمسائل الإيمان، تناول فيه الكلام على مسألة الإيمان قول وعمل، وزيادة الإيمان ونقصانه.

وبذلك ينتهي الباب الثاني، ليتبعه خاتمة الدراسة التي ذكر فيها المؤلف بعض النتائج والتوصيات.

ما يؤخذ على الكتاب:

لا يخلو عمل عن مؤاخذات، لكن هناك أعمال تأخذ بلب القارئ فتصرفه عن المؤاخذات اليسيرة التي لا يخلو عمل منها، ومن تلك الأعمال هذا الكتاب الذي بين أيدينا، ومع ذلك فربما تتوجه سهام النقد إلى الكتاب لبعض الأمور نذكر منها:

= الفصل الأول والثاني من الباب الأول كانا من الصعوبة بمكان، ولم تفلح عبارات المؤلف الأدبية في كسر هذه الصعوبة على الوجه المنشود؛ مما يجعلها صعبة على المبتدئ رغم ما فيها من علم كثير ومباحث رائعة، ربما كان من الممكن تبسيط هذه المباحث على نحو أوضح مما استخدمه المؤلف.

= سبق بيان أن الدراسة تهدف إلى أمور ثلاثة: رصد تاريخي لقضية الارتباط بين الأشاعرة والشافعية، وتوضيح مدى تغلغل التيار السلفي بقوة داخل المدرسة الشافعية، ودراسة لقضايا الخلاف بين الأشاعرة والسلفيين داخل المدرسة الشافعية: الأمر الذي أدى إلى طول الكتاب جدًّا، ولو أن المؤلف اكتفى بالأمرين الأولين لكان ذلك كافيًا لتحقيق الهدف الذي عنون به الدراسة، مع نشر الأمر الثالث مستقلا.

لكن قد يعتذر للمؤلف بأن قيمة الدراسة المتعلقة بالأمر الثالث لن تظهر ما لم تكن بجانب الأمرين الأولين.

وعلى أية حال فقد بذل المؤلف جهدًا مشكورًا في دراسته، نسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناته.

والحمد لله رب العالمين.

 

ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مما كتبه المؤلف على الصفحة الخلفية لغلاف الكتاب.

([2]) الاتجاه السلفي عند الشافعية (ص: 146).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017