السبت - 23 شعبان 1446 هـ - 22 فبراير 2025 م

عرض وتعريف بكتاب (الاتجاه السلفي عند الشافعية حتى القرن السادس الهجري)

A A

تمهيد:

في خضم الصراع السلفي الأشعري يستطيل الأشاعرة دائمًا بأنهم عَلم على المذهب الشافعي ومرادف له، في استغلالٍ واضحٍ لارتباط المدرسة الشافعية بالمدرسة الأشعرية عبر التاريخ الفكري للمذهبين.

هذا الارتباط بين الشافعية والأشعرية صار من العوائد التي تتكرر كثيرًا، دون الانشغال بحقيقتها، فضلًا عن التدليل عليها، أو ما هو أبعد من ذلك: البحث في مدى مصداقية هذه المقولة الشائعة ووضعها على مائدة البحث والتحقيق.

تأتي هذه الدراسة التي بين أيدينا لتضع هذه المقولة الذائعة في التأريخ الفكري للمذهبين على مائدة البحث العلمي، في محاولة جادة لتفكيك هذه المقولة، وتحليل أصولها المعرفية وأطوارها التاريخية، ومحاولة فهم الأصول العلمية والتاريخية للارتباط الحاصل بين المذهبين.

بل ترمي هذه الدراسة إلى ما هو أبعد من ذلك، فترصد -في خلال المدة الزمنية المحددة لها- مقدار تواجد التيار السلفي داخل المدرسة الشافعية ومدى تأثيره.

هذه الأهداف وأهداف أخرى كانت هي الغاية التي يرنو إليها معدّ هذه الدراسة التي نود التعريف بها في الأسطر القادمة بإذن الله تعالى.

بيانات الكتاب الفنية:

عنوان الكتاب: الاتجاه السلفي عند الشافعية حتى القرن السادس الهجري.

المؤلف: د. طه محمد نجا.

الناشر: مركز نماء للبحوث والدراسات، وهو الإصدار رقم (41) من سلسلة دراسات شرعية.

سنة النشر: الطبعة الأولى: 2020م.

الحجم: مجلد كبير من القطع المتوسط، عدد صفحاته (792) صفحة.

التعريف بالمؤلف:

المؤلف هو الدكتور طه محمد نجا رمضان، مصري الجنسية، يقيم بمحافظة الدقهلية، حصل على الماجستير والدكتوراه في قسم الفلسفة الإسلامية، كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وكلاهما كان بإشراف الأستاذ الدكتور: مصطفى حلمي، والأستاذ الدكتور: عبد الحميد مدكور، كانت دراسته للماجستير بعنوان: أصول الدين عند الإمام الطبري، ورسالته للدكتوراه هي التي نعرف بها، ومنح درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية مع مرتبة الشرف الأولى يوم الثلاثاء الموافق: 27/ 1/ 2009م، ولم أجد تعريفًا به بعد طول بحث غير هذا.

أهمية الكتاب:

الدراسات البينية هي الدراسات التي تجمع بين أكثر من علم في دراسة واحدة، ولا يقوى على إتمام هذه الدراسات على النحو الأمثل إلا متبحر في هذه العلوم التي تتعلق بها الدراسة، ولذا فهي قليلة بالنسبة إلى غيرها من الدراسات، إلا أنها أكثر نفعًا وأعظم فائدة، وتظهر ترابط العلوم الشرعية ببعضها، وتقدم صورة متكاملة للقضية محل الدراسة لتناولها من جميع جوانبها، وهو ما ظهر في هذا الكتاب، فستجد في هذا الكتاب المسائل العقدية والأصولية والحديثية جنبًا إلى جنب، وهي تنبئ عن جهد متميز، وتكسب الكتاب قدرًا من الأهمية، لكن مع ذلك يمكننا القول بأن الأهمية الحقيقية لهذا الكتاب نابعة من أمرين رئيسين:

الأمر الأول: أهمية الموضوع الذي يتناوله:

فقضية ارتباط المذهب الشافعي بالمذهب الأشعري صارت من المسلمات الفكرية، الأمر الذي (استهدف) أو (أنتج) مدى أبعد من الثنائي بين (الشافعية) و(السلفية) يغذيه تاريخ من المفاصلة والتزايل بين (الحنبلية/ السلفية) و(الشافعيةالأشعرية) ([1]).

الأمر الثاني: النتائج التي توصل إليها الكتاب:

فقد أثبت الكتاب بما لا يدع مجالًا للشك أن وجود التيار السلفي في المذهب الشافعي كان كبيرًا وقويًّا بصورة يتعذّر معها الادعاء بأن هناك ارتباطًا بين الشافعية والأشعرية، فالأمر كما يقول المؤلف: “إن غاية ما يمكن أن نقوله في خاتمة المطاف لنفسر ذلك الاقتران (العادي) بين المذهبين أن نستعير فكرة الأشعرية في (السببية) ونقول: لقد رأينا أشعرية الفقيه، (مع) شافعيته؛ لا (عنها) ولا (بها)!”([2]).

الفكرة الرئيسة للكتاب:

يتناول الكتاب ثلاثة قضايا رئيسة:

الأولى: رصد تاريخي لقضية الارتباط بين الأشاعرة والشافعية، وبحث عن الواقع الفعلي لهذه الفكرة، والبحث في أسباب ذيوع القول بالربط بين المذهبين.

الثانية: توضيح مدى تغلغل التيار السلفي بقوة داخل المدرسة الشافعية.

الثالثة: دراسة لقضايا الخلاف بين الأشاعرة والسلفيين داخل المدرسة الشافعية.

مميزات الكتاب:

= الدراسة الجادة العميقة:

الجهد المبذول في الكتاب لا يخفى، فقد بذل المؤلف جهدًا كبيرًا في التنقيب والبحث عن النصوص التي تتعلق بموضوعه، هذا بالإضافة إلى حسن التحليل والدراسة لتلك النصوص، والتشبث بمعايير البحث العلمي بصورة جيدة.

= الأسلوب الأدبي الرصين:

يتمتع المؤلف بأسلوب أدبي جميل، قل مثله في الدراسات العلمية، وهو أسلوب لغوي رصين غير متكلف، يزيد المعنى وضوحًا، ولا يجاوزه إلى ما اعتادت عليه الكتابات الأدبية من تهويل أو تهوين أو مبالغة أو تكلف، لكنه قد كان له أثر في طول الكتاب نوعًا ما.

= كثرة النقول والاستشهادات:

المؤلف يتناول قضية شبَّ عليها الصغير وشاب عليها الكبير، فنقدُها وهدمُها ليس باليسير الهين؛ ولذا كان من المناسب كثرة الاستشهادات والنقولات على غير المطلوب والمعهود في الدراسات الأكاديمية، وهو ما أحسن المؤلف القيام به.

= اتباع خطوات البحث العلمي الدقيق:

تميزت هذه الدراسة بوضوح خطوات اتباع المنهج العلمي فيها، فالمؤلف يأخذ القارئ في رحلة معرفية: من بداية التعريف بالإشكالية، مرورًا بما يعترضها من مشكلات، دون القفز المباشر إلى النتائج، مع التدقيق في جميع الاحتمالات إلى أن يصل بالقارئ إلى نتيجة البحث.

= المدى الزمني للدراسة:

تناولت الدراسة المذهب الشافعي منذ نشأته حتى القرن السادس الهجري، فهي تتناول الفترة العمْرية المبكرة من نشأة المذهب وتطوره وتبلوره، وهي أهم مراحل المذهب، وأكثرها دلالة على أصوله وقضاياه المؤثرة.

= طريقة تنضيد الكتاب:

الكتاب -على طوله- لا تكاد تجد فيه خطأ مطبعيًّا أو لغويًّا، بل ستجد فيه دقةً واضحة، مع استعمال علامات الترقيم بطريقةٍ جيدة، ويتضح من طريقة الكتابة الجهد المبذول فيها، فقد تم تسويد الكلمات المهمة لتأخذ شكلًا مميزًا عن غيرها مما هو معها في نفس السياق، وهو أمر متكرر في صفحة تقريبًا، ولا يخفى فائدة مثل هذا في الدلالة على المعنى.

عرض إجمالي لمباحث الكتاب:

يتكون الكتاب من تمهيد وبابين.

تعرض في التمهيد للتعريف بإشكالية الدراسة.

ثم الباب الأول بعنوان: فصول في المنهج والتاريخ، ويقع في خمسة فصول، والباب الثاني بعنوان: البحث العقدي عند الشافعية، ويقع في ستة فصول.

وفيما يلي عرض سريع لأهم ما تضمنته هذه الفصول:

الباب الأول: فصول في المنهج والتاريخ:

كان الفصل الأول بعنوان: الشافعية بين الفقه والكلام، ليتناول أولًا العلاقة بين علم الفقه وعلم الكلام، فيبين مجال كل منهما، ومدى الفجوة التي بين الفقهاء والمتكلمين ليطبق ذلك على الحالة الشافعية، وينتهى إلى أن العلاقة لم تكن علاقة وئام بل علاقة تنافٍ وتدابر، ثم يتناول الاتجاهات الكلامية عند الشافعية؛ ليدلل على أن كل المدارس الكلامية وجدت داخل المدرسة الشافعية، وليست الأشعرية فقط، وبذلك ينتهي الفصل الأول.

ثم يأتي الفصل الثاني بعنوان: العلاقة بين الشافعية والأشعرية، فيتناول في المبحث الأول علاقة الأشاعرة بالشافعية من منظور تاريخي، فيذكر تلك الثنائية، ويدلل عليها، ويدلل بأكثر من نقل على انتقاد تلك الثنائية منذ بداية ظهورها، ثم بعد ذلك يتناول هذه العلاقة من منظور موضوعي وذلك في المبحث الثاني؛ ليقرر أن ثمة فروقًا منهجية بين المذهبين لم تفلح الرؤية التوفيقية في إذابتها، ويضرب المثال بعشرة أمثلة من المسائل الأصولية توضح الازدواجية بين أصول المذهبين، ثم ينطلق بعد ذلك ليضع المقاربات التفسيرية للاقتران الأشعري الشافعي على مائدة النقد، فيبدأ أولًا بالزعم بأن سبب الارتباط هو أن الأشعري تفقه للشافعي، ولأجل ذلك تبعه الشافعية وصاروا في الكلام على مذهبه، ثم المقاربة التي تجعل المذهب الشافعي وسطًا بين المذاهب الفقهية، والمذهب الأشعري وسطًا بين المذاهب العقدية، ليقرر في النهاية أن هذا الاقتران عادي وأن “غاية ما يمكن أن نقوله في خاتمة المطاف لنفسر ذلك الاقتران (العادي) بين المذهبين أن نستعير فكرة الأشعرية في (السببية) ونقول: لقد رأينا أشعرية الفقيه، (مع) شافعيته؛ لا (عنها) ولا (بها)!”.

أما الفصل الثالث فقد كان بعنوان: السلفيون وتراثهم العقدي، ومراده السلفيون الشافعية، فيذكر لنا (29) إمامًا شافعيًّا كان سلفيّ العقيدة، ويبين ما نقل عن كل واحد منهم وما أنتجه من آثار تدل على سلفيته، في مبحث ممتع وصل حجمه إلى (106) صفحة.

وبعدما ذكر المؤلف ما يدلل على الوجود القوي تاريخيًّا للمنهج السلفي داخل المدرسة الشافعية بدأ في ذكر أصولهم السلفية؛ ولذا كان الفصل الرابع عن موقف الشافعية من الدليل السمعي، والخامس عن موقفهم من الدليل العقلي.

أما الفصل الرابع الخاص بالدليل السمعي، فتناول الكتاب في مبحث، والسنة في مبحث، وخبر الواحد في مبحث، والإجماع في مبحث.

فبين أن الأصل الفقهي والعقدي من الكتاب والسنة واحد، وقد دلل على ذلك، ويتطرق لمشكلة التأويل، وأثرها في البعد عن الدليل السمعي وموقف الشافعية السلفيين منه، وبين أن الالتزام بالتأصيل الشافعي لم يتحقق في الاعتقاد إلا على طريقة السلفيين.

وفي مبحث خبر الواحد تناول المبحث من جهة الصنعة الحديثية عند طائفة من علماء الشافعية، بعيدًا عن الجدل الكلامي، فتناول أدلة وجوب قبوله وشروط ذلك دون التفريق بين العقائد والأحكام.

وفي مبحث الإجماع تناول وجه دلالته في باب العقيدة عند الشافعية السلفيين وغيرهم، وتوقف مع نص مخالف للسمعاني ليبين وجهه وسببه.

أما الفصل الخامس فقد جعل المبحث الأول منه لمنزلة الدليل العقلي في البحث العقدي، وبين طريقة المنهج السلفي في ذلك وما وجّهوه للدليل العقلي من نقد، ودلل عليه، ثم بين اعتبار المنهج الأشعري للدليل النقلي، وبين انتقالهم عن طريقتهم لطريقة المعتزلة.

وبعد ذلك تناول موقف الشافعية من دليل الجوهر والعرض في المبحث الثاني، وبين رفض المنهج السلفي لهذا الدليل، وذكر انتقادات الشافعية السلفيين لهذا الدليل المعتبر عند الأشاعرة.

وبذلك ينتهي الباب الأول من هذه الدراسة، ويليه الباب الثاني.

الباب الثاني: البحث العقدي عند الشافعية:

هذا الباب هو في حقيقته دراسة لأهم مسائل الخلاف بين السلفيين والأشاعرة، فقد تناول ستًّا من المسائل الكبرى في الخلاف، وجعل لكل مسألة فصلًا، وهو في كل فصل يذكر مذهب السلف، ويدلل عليه من أقوال السلفيين الشافعية، ويذكر مذهب الأشاعرة ويبين ما فيه من مخالفة وإشكالات؛ ولذا فقد جاء هذا الباب في ستة فصول.

الفصل الأول: بحوث عامة في أحكام الصفات الإلهية، تناول فيه: إثبات الصفات بين التوحيد والتشبيه، ومسألة القول في الصفات كالقول في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في بعض، ومسألة تفويض الكيف وتفويض المعنى، ومعنى قولهم: أمروها كما جاءت.

الفصل الثاني: الصفات الخبرية، وقد تناول فيه موقف السلفيين والأشاعرة، وأتبعه بالكلام على صفة اليدين كنموذج تطبيقي، ومسألة الصفات الاختيارية، ومسألة علاقة الإرادة بالمحبة والرض وبابهما.

الفصل الثالث: تناول فيه مسألة علو الله تعالى على عرشه، وقد تناول أثناء ذلك صفة الاستواء على العرش وصفة النزول.

الفصل الرابع: تناول فيه صفة الكلام وما يتعلق بها من مباحث؛ كتعلقها بمشيئة الباري تعالى.

الفصل الخامس: تناول فيه مسألة رؤية الله تعالى في الدار الآخرة، وبين وجه الخلاف بين مذهب السلف ومذهب الأشاعرة، وتناول مسألة لذة النظر إلى وجهه الكريم.

الفصل السادس: خصصه لمسائل الإيمان، تناول فيه الكلام على مسألة الإيمان قول وعمل، وزيادة الإيمان ونقصانه.

وبذلك ينتهي الباب الثاني، ليتبعه خاتمة الدراسة التي ذكر فيها المؤلف بعض النتائج والتوصيات.

ما يؤخذ على الكتاب:

لا يخلو عمل عن مؤاخذات، لكن هناك أعمال تأخذ بلب القارئ فتصرفه عن المؤاخذات اليسيرة التي لا يخلو عمل منها، ومن تلك الأعمال هذا الكتاب الذي بين أيدينا، ومع ذلك فربما تتوجه سهام النقد إلى الكتاب لبعض الأمور نذكر منها:

= الفصل الأول والثاني من الباب الأول كانا من الصعوبة بمكان، ولم تفلح عبارات المؤلف الأدبية في كسر هذه الصعوبة على الوجه المنشود؛ مما يجعلها صعبة على المبتدئ رغم ما فيها من علم كثير ومباحث رائعة، ربما كان من الممكن تبسيط هذه المباحث على نحو أوضح مما استخدمه المؤلف.

= سبق بيان أن الدراسة تهدف إلى أمور ثلاثة: رصد تاريخي لقضية الارتباط بين الأشاعرة والشافعية، وتوضيح مدى تغلغل التيار السلفي بقوة داخل المدرسة الشافعية، ودراسة لقضايا الخلاف بين الأشاعرة والسلفيين داخل المدرسة الشافعية: الأمر الذي أدى إلى طول الكتاب جدًّا، ولو أن المؤلف اكتفى بالأمرين الأولين لكان ذلك كافيًا لتحقيق الهدف الذي عنون به الدراسة، مع نشر الأمر الثالث مستقلا.

لكن قد يعتذر للمؤلف بأن قيمة الدراسة المتعلقة بالأمر الثالث لن تظهر ما لم تكن بجانب الأمرين الأولين.

وعلى أية حال فقد بذل المؤلف جهدًا مشكورًا في دراسته، نسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناته.

والحمد لله رب العالمين.

 

ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مما كتبه المؤلف على الصفحة الخلفية لغلاف الكتاب.

([2]) الاتجاه السلفي عند الشافعية (ص: 146).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017