الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

قوله تعالى: {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} ودفع شبهة اتخاذ القبور مساجد

A A

الحقُّ أَبلَج والباطل لَجلَج؛ ودلائل الحقِّ في الآفاق لائحة، وفي الأذهان سانحة، أمَّا الباطل فلا دليلَ له، بل هو شبهاتٌ وخيالات؛ فما مِن دليل يُستدلّ به على باطل إلا ويتصدَّى أهل العلم لبيان وجه الصوابِ فيه، وكيفية إعماله على وجهه الصحيح.

وبالمثال يتَّضح المقال؛ فقد ثبتَ نهيُ النبي صلى الله عليه وسلم البيِّن الواضح الصريح عن اتِّخاذ المساجد على القبور في جملة من الأحاديث الصحيحة؛ ومنها ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: «لعن الله اليهود والنصارى؛ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ»، قالت: فلولا ذاك أُبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا([1]). ومعنى قولها رضي الله عنها: (أبرز قبره) أي: لكشف قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يُتَّخذ عليه الحائل، والمراد: الدفن خارج بيته([2]).

وفيه التصريح بعلة النهي عن اتخاذ القبور مساجد؛ وهي سدُّ ذرائع الشرك؛ يقول العلماء: “إنما نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجدًا خوفًا من المبالغة في تعظيمه والافتتان به، فربما أدَّى ذلك إلى الكفر، كما جرى لكثير من الأمم الخالية”([3])، وكأنه صلى الله عليه وسلم علم أنه مرتحلٌ من ذلك المرض، فخاف أن يُعظَّم قبره كما فعل من مضى، فلعن اليهود والنصارى؛ إشارة إلى ذم من يفعل فعلهم([4]).

ومع وضوح هذا المعنى وضوحَ الشمس في رابعة النهار، فقد استدل بقوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21] كثيرٌ من الروافض والبريلوية والكوثرية والديوبندية وغيرهم على جواز بناء المساجد والقبَب على قبور الأولياء والتبرك بآثارهم بالصلاة في تلك المساجد([5])، وفي وقتنا المعاصر استدل بها بعضهم على استحباب الصلاة في المساجد التي يوجد بها أضرحة الأولياءِ والصالحين([6])، وفيما يلي مناقشة استدلالهم بالآية الكريمة.

كيف فهم السلف الآية الكريمة؟

قال تعالى: {إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} والمعنى: تنازع المعاصرون لأصحاب الكهف في شأنهم؛ فبعضهم يقول: {ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} أي: سُدُّوا عليهم باب الكهف؛ لئلا يخرجوا منه، أو لئلا يصل إليهم ما يؤذيهم، وقال الغالبون على أمرهم: {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} أي: مَعبدًا يكون مباركًا لمجاورته هؤلاء الصالحين، وهذا كان شائعًا فيمن كان قبلنا([7])، ولهذا يقول سعيد بن جبير: بنى عليهم الملك بيعة([8]).

ولكي يتضح الأمر على وجهه الصحيح لا بد من الإجابة على سؤالين يتبادران إلى الذهن:

الأول: مَن هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم؟!

والثاني: هل فعلهم هذا ممدوح أو مذموم؟!

الجواب على السؤال الأول:

لم يُبيِّن الله تعالى لنا هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم، وهل هم كفار أو مسلمون؟ وقد حكى ابن جرير الطبري القولين في الآية([9])، والظاهر من سياق الآية الكريمة دال على أن الذين غلبوا على أمرهم هم أصحاب النفوذ والغلبة؛ ويؤيِّده قول قتادة بن دعامة: “إنهم الولاة”([10])، وكذا قال ابن قتيبة: “يعني: المطاعين والرؤساء”([11])، يقول الحافظ ابن كثير: “الظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ”([12]).

والجواب على السؤال الثاني:

رجَّح القرطبي والقاسمي والأمين الشنقيطي([13]) وغيرهم: أن هؤلاء الذين اتخذوا عليهم مسجدًا مذمومون على ذلك، يقول القرطبي في تفسير الآية: “وتنشأ هنا مسائل ممنوعة وجائزة، فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهي عنه ممنوع لا يجوز”([14])، ويقول الشيخ رشيد رضا: “ويظهر لي أن الذين غلبوا على أمرهم هم أهل الشرك؛ لأن أهل التوحيد لا يتخذون المساجد عند قبور الأنبياء والصالحين؛ لأن الله حرم ذلك، ولعن فاعله على لسان نبيه”([15]).

ويؤكد ذلك: بيان السنة النبوية:

الأصل أنه لا تعارض البتة بين القرآن والسنة؛ فكلاهما وحي من عند الله تعالى؛ لذلك فإن العلماء فهموا من الآية الكريمة: أن اتخاذ القبور مساجد هو من فعل أهل الغلبة والقهر واتباع الهوى؛ يقول الحافظ ابن رجب: “وقد دلَّ القرآن على مثل ما دل عليه هذا الحديث([16])، وهو قول الله عز وجل في قصة أصحاب الكهف: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}، فجعل اتخاذَ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، وذلك يشعر بأن مستنَده القهر والغلبة واتباع الهوى، وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما أنزل الله على رسله من الهدى”([17]).

موافقة جملة الأحاديث الواردة في هذا المعنى للآية الكريمة:

جاءت جملة من الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم بناء المساجد على القبور، ومنها:

  • عن عائشة أم المؤمنين، أن أم حبيبة وأم سلمة -رضي الله عنهن- ذكرتا كنيسة رأينَها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة»([18]).

وقد ترجَم القاضي عياض لهذا الحديث: “باب النهى عن بناء المساجد على القبور”([19])، وفيه ردّ صريح على من زعم أن معنى اتخاذ القبور مساجد: السجود لها على وجه تعظيمها وعبادتها([20]).

  • وعن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصةً له على وجهه، فإذا اغتمَّ بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، يحذِّر ما صنعوا([21]).

يقول ابن عبد البر: “وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذِّر أصحابه وسائرَ أمته من سوء صنيع الأمم قبله، الذين صلُّوا إلى قبور أنبيائهم واتَّخذوها قبلة ومسجدًا، كما صنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها، وذلك الشرك الأكبر، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه، وأنه مما لا يرضاه؛ خشية عليهم امتثال طرقهم”([22]).

  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قاتل الله اليهود؛ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»([23])، والمعنى: لعنهم، وقيل: قتلهم وأهلكهم([24]).

ماذا لو كان عملهم كان محمودًا؟

وعلى التنزل والتسليم جدلًا بأن عمل الذين غلبوا على أمرهم كان محمودًا؛ فإنه يكون من قبيل شرع من قبلنا، وقد تنوَّعت أنظار الأصوليين في كونه شرعًا لنا أو لا؟ وأشهرها قولان:

الأول: أنه يكون شرعًا لنا ما لم يرد شرعُنا بنسخه.

الثاني: أنه لا يكون شرعًا لنا إلا بدليل([25]).

وعلى كلا القولين فليس فعلُهم مما يبنى عليه حكم شرعي، ولهذا يقول ابن كثير: “وهذا كان شائعًا فيمن كان قبلنا، فأما في شرعنا فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لعن الله اليهود والنصارى؛ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذِّر ما فعلوا”([26]). فاتخاذ القبور مساجدَ ليس هو من شريعة الإسلام، بل من عمل اليهود، وقد لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك([27]).

فاللهم ارزقنا فهم كتابك والعمل به، وجنبنا الزلل واتباع الهوى، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه البخاري (1330)، ومسلم (529).

([2]) ينظر: فتح الباري لابن حجر (3/ 200).

([3]) شرح النووي على صحيح مسلم (5/ 13).

([4]) ينظر: فتح الباري لابن حجر (1/ 532).

([5]) ينظر: جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية لمحمد أشرف الأفغاني (3/ 1650).

([6]) ممن أفتى بهذا د. علي جمعة مستدلًا بالآية الكريمة، ضمن موسوعة الفتاوى الإسلامية الصادرة عن دار الإفتاء المصرية (28/ 232، 33/ 221).

([7]) ينظر: البداية والنهاية لابن كثير (2/ 138).

([8]) ينظر: زاد المسير في علم التفسير (3/ 74).

([9]) تفسير الطبري (17/ 640).

([10]) ينظر: تفسير ابن عطية (3/ 507).

([11]) غريب القرآن (ص: 226).

([12]) تفسير ابن كثير (5/ 147).

([13]) تفسير القرطبي (10/ 379)، ومحاسن التأويل للقاسمي (7/ 16)، وأضواء البيان (3/ 251).

([14]) تفسير القرطبي (10/ 379).

([15]) مجلة المنار (28/ 439).

([16]) يعني الحديثَ الذي أوردناه في أول المقالة.

([17]) فتح الباري (3/ 193).

([18]) أخرجه البخاري (427)، ومسلم (528).

([19]) إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 450).

([20]) بعض كلام د. علي جمعة في فتواه، وقد سبق ذكر المرجع.

([21]) أخرجه البخاري (435)، ومسلم (531).

([22]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (5/ 45).

([23]) أخرجه البخاري (437)، ومسلم (530).

([24]) ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 452).

([25]) ينظر: روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (1/ 457)، والمسودة في أصول الفقه لآل تيمية (ص: 193).

([26]) البداية والنهاية (2/ 138).

([27]) ينظر: فتح الباري لابن رجب (3/ 193).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017