الأربعاء - 12 رمضان 1446 هـ - 12 مارس 2025 م

حديث: «رأيت ربي في أحسن صورة».. بيان ودفع شبهة

A A

أخذُ الأحكام من روايةٍ واحدة للحديث بمعزلٍ عن باقي الروايات الأخرى مزلَّةُ أقدام، وهو مسلك بعيدٌ عن منهج أهل العدل والإنصاف؛ إذ من أصول منهج أهل السنة أن البابَ إذا لم تجمع طرقُه لم تتبيَّن عللُه، ولا يمكن فهمه على وجهه الصحيح، ومن هذه البابة ما يفعله أهل الأهواء والبدع مع بعض الروايات التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في أحسن صورة.

نعم، قد جاءت عدَّة أحاديث في هذا المعنى، وبعض تلك الأحاديث صحيح ثابت، وبعضها مردود ضعيف أو موضوع؛ فتشعَّبت الطرق والمسالك على أهل البدع تبعًا لاختلاف أهوائهم؛ فبعضهم وقع في التكذيب لها جملة دون تثبُّت أو رويَّة، وبعضهم حمَّلها ما لا تحتمل، وبعضهم أوَّلها على خلاف ما تدلُّ عليه بضروب من التمويهات، وأهل السنة والجماعة هم أسعد الناس؛ فردوا الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وقبلوا الصحيحة الثابتة مع جمع طرقها والاجتهاد في استخراج فوائدها وأحكامها. وجملة ذلك وبيانه فيما يلي:

مَخرَج الحديث:

روى جمع من الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في أحسن صورة، منهم: معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عائش الحضرمي، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وابن عباس، وثوبان، وأم الطفيل، وبعضهم حديثه مختصر، وبعضهم مطوَّل، كما اختلفت ألفاظهم؛ فبعضها مطلق، وبعضها مقيد بكونها كانت رؤية في المنام. وهذه الروايات على كثرتها ترجع إلى أربعة منها، وقد بينها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: “وهذه الأحاديث كلها ترجع إلى هذه الأحاديث الأربعة: حديث أم الطفيل، وحديث ابن عائش عن معاذ، وحديث ثوبان، وحديث ابن عباس، وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله أن أصلها حديث واحد، وإن كان لم يذكر حديث ثوبان: إما أنه لم يبلغه، أو بلغه، وذلك حديث قائم بنفسه”([1]).

أمثل الأحاديث في هذا المعنى:

أمثل الأحاديث التي جاء فيها أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه في أحسن صورة: ما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعًا فثوَّب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوَّز في صلاته، فلما سلَّم دعا بصوته فقال لنا: «على مصافِّكم كما أنتم»، ثم انفتل إلينا فقال: «أما إني سأحدِّثكم ما حبسني عنكم الغداة: إنّي قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدِّر لي، فنعست في صلاتي فاستثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمّد، قلت: لبيك ربِّ، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب» قالها ثلاثًا، قال: «فرأيته وضع كفه بين كتفيَّ حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلَّى لي كلُّ شيء وعرفت، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، قال: ثم فيم؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام، قال: سل، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحبَّ من يحبك، وحبَّ عمل يقرب إلى حبك»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها حقٌّ، فادرسوها ثم تعلَّموها»([2]).

درجة الحديث:

المنهج القويم هو البحث عن صحة الحديث قبل الاستفاضة في بيان معناه وما يستفاد منه؛ فإن الرواية مقدمة على الدراية؛ إذ المدار على صحة المبنى، ثم يتفرع عليه صحة المعنى، وقديمًا قالوا: “ثبِّت العرش ثم انقش”.

وبالنظر إلى درجة الحديث نجد أنه قد صحَّحه أو حسَّنه جمهرة من أكابر أهل العلم، منهم:

الإمام أحمد: فقد نقل ابن عدي عن الإمام أحمد تصحيحه لحديث معاذ بن جبل فقال: “واختلفوا في أسانيدها، فرأيت أحمد بن حنبل صحَّح هذه الرواية التي رواها موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل؛ قال: هذا أصحها”([3]).

وصححه كذلك الإمام البخاري: فقد سأله الإمام الترمذي عن هذا الحديث، فأجابه البخاري بقوله: “هذا حديث حسن صحيح”([4])، وأجابه مرة بقوله: “والحديث الصحيح ما رواه جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل هذا”([5])، ونقل الحافظ ابن عبد البر عن الترمذي قوله: “سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال: حديث معاذ بن جبل فيه أصح”([6]).

ووافقهما الترمذي: فقال بعد تخريجه له في سننه: “هذا حديث حسن صحيح”([7]).

وحسنه ابن الجوزي فقال: “وقد رواه أحمد في مسنده بإسناد حسن”([8]).

ما يستفاد من الحديث:

لم يستشكل أهل السنة والجماعة هذا الحديث بعد ثبوت صحته؛ حيث حملوا المطلق من ألفاظه على المقيَّد، واعتمدوا ما جاء مفسَّرًا في كثير من طرقِه، وأنها كانت رؤيا مناميَّة؛ ورؤيا الأنبياء وحي([9])؛ وقد ذهب الإمام أحمد إلى أن الأحاديث كلها فيها ما يُبَيِّن أن رؤيتَه صلى الله عليه وسلم لربه كانت في المنام، وأنه كان بالمدينة، إلا حديث عكرمة عن ابن عباس، وقد جعل الإمام أحمد أصلها واحدًا، وكذلك قال العلماء([10]).

وقد نقل بعض العلماء الاتفاق على أن رؤيته صلى الله عليه وسلم لربه في هذا الحديث كانت في المنام؛ قال الطوفي: “ثم لو صح لكان محمولًا على رؤية المنام؛ كحديث: «رأيت ربي في أحسن صورة»، فإنه كان منامًا باتفاق علماء المسلمين؛ صرح الترمذي وغيره بأنه كان منامًا”([11]). وحتى يتمَّ فهم القضية على وجهها الصحيح لا بد من التفريق بين مسألتين:

المسألة الأولى: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ببصره في رحلة الإسراء والمعراج، وهذه الرؤية قد وقع فيها خلاف بين أهل السنة والجماعة على عدَّة أقوال، أشهرها أربعة:

– القول الأول: إثبات الرؤية مطلقةً؛ وممن أطلق الرؤية أبو هريرة وابن عباس رضي الله عنهم، وهو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل.

– القول الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل ببصره؛ وهو منقول عن جماعة من أهل العلم؛ منهم الشيخ أبو الحسن الأشعري، وهو اختيار الإمام النووي، ونسبه الحافظ ابن كثير إلى الإمام أبي بكر بن خزيمة.

– القول الثالث: نفي الرؤية البصرية؛ وقد أنكرتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقالت: “من زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية”([12])، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل رأيت ربك؟ قال: «نور، أنى أراه؟!»([13])، وإليه مال جماعة من الأئمة قديمًا وحديثًا.

– القول الرابع: أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بفؤاده، وهو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو رواية عن الإمام أحمد؛ وذهب إلى ترجيح هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن أبي العز الحنفي وغيرهم؛ وضعفوا القول بأنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه ببصره بأنه لا يصح في إثبات ذلك شيء؛ لا مرفوعًا ولا موقوفًا([14]).

المسألة الثانية: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه في الدنيا ببصره عيانًا في غير رحلة الإسراء والمعراج، وهذه الرؤية قد اتفق أهل السنة والجماعة على أنها لم تقع؛ ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “وكل حديث فيه أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه في الأرض فهو كذب باتفاق المسلمين وعلمائهم، هذا شيء لم يقله أحد من علماء المسلمين، ولا رواه أحد منهم”([15]).

وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على نفي رؤية الله سبحانه عيانًا في الدنيا؛ فقال الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، وروى ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت»([16])، وحكى بعض أهل العلم الإجماع عليه؛ فيقول الإمام عثمان بن سعيد الدارمي: “وأجمع المسلمون على ذلك مع قول الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} يعنون أبصار أهل الدنيا”([17])، وقال ابن أبي العز الحنفي: “واتفقت الأمة على أنه لا يراه أحد في الدنيا بعينه”([18]).

فإذا كان يوم القيامة رآه المؤمنون كما يرون القمر ليلة البدر، والأحاديث في ذلك متواترة، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة -يعني: البدر- فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته»([19]).

وبما تقدم تدحض شبهات من رد الحديث أو حمله ما لا يحتمل، وبيانه كالآتي:

دحض شبهة من نفى رؤية الله تعالى مطلقًا:

إذا تبين ما سبق فإنه تدحض شبهة من ذهب إلى نفي رؤية الله تعالى مطلقًا في الدنيا والآخرة، عيانًا أو منامًا، وهم الجهمية والشيعة وطائفة من المعتزلة، ولفرط سلبهم لصفات الله تعالى نفوا أن تكون رؤيته تعالى في المنام رؤية صحيحة، كسائر ما يرى في المنام، وجعلوها من أضغاث الأحلام، وكذَّبوا بالآيات والأحاديث جملة، وهم بهذا يخالفون النقل المتواتر عمن رأى ربه في المنام([20]).

وقد رد شيخ الإسلام عليهم بقوله: “وهو باطل مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها؛ بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم”([21]).

نقض شبهة من ظن أنه يرى الله تعالى عيانًا في الدنيا:

وبهذا البيان المتقدِّم أيضًا يُردّ على بعض النُّسَّاك والعباد وكثير من أهل الحال الذين يظنون أنهم يرون الله في الدنيا بأعينهم، وسبب ذلك أنه يحصل لأحدهم في قلبه بسبب ذكر الله تعالى وعبادته من الأنوار ما يغيب به عن حسِّه الظاهر، حتى يظنّ أنّ ذلك شيء يراه بعينه الظاهرة، وإنما هو موجود في قلبه، فهذه الأمور تقع كثيرًا في زماننا وقبله، ويقع الغلط منهم حيث يظنون أن ذلك موجود في الخارج([22]).

وقد نقض شبهتهم الإمام ابن القيم بقوله: “ومن ظنَّ من القوم أن كشف العين ظهور الذات المقدسة لعيانه حقيقة فقد غلط أقبحَ الغلط، وأحسن أحواله أن يكون صادقًا ملبوسًا عليه، فإن هذا لم يقع في الدنيا لبشر قطّ، وقد منع منه كليم الرحمن صلى الله عليه وسلم”([23]).

دفع التأويلات الفاسدة:

تأوَّل بعضهم قوله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ربي في أحسن صورة» بأنّ الجارَّ والمجرور راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي: رأيته وأنا في أحسن صورة، وبعضهم تأولَّه بأن الله حسَّن صورته ونقله إلى هيئة يمكنه معها رؤيته؛ إذ كان البشر لا يمكنهم رؤيته تعالى على صورتهم التي عليها حتى ينقلوا إلى صور أخر غير صورهم([24]).

ولا حاجة بنا لمثل هذه التأويلات؛ فإنه ليس في رؤية الله في المنام نقصٌ ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى، وإنما ذلك بحسب حال الرائي، وصحَّة إيمانه وفساده، واستقامة حاله وانحرافه، وقول من يقول: ما خطر بالبال أو دار في الخيال فالله بخلافه، ونحو ذلك، إذا حمل على مثل هذا كان محملًا صحيحًا، فلا نعتقد أن ما تخيله الإنسان في منامه أو يقظته من الصور أن الله في نفسه مثل ذلك، فإنه ليس هو في نفسه مثل ذلك([25]).

والحمد لله على توفيقه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (7/ 228-229).

([2]) أخرجه الترمذي (3235)، وأحمد (22109)، وابن خزيمة في التوحيد (2/ 540).

([3]) الكامل في ضعفاء الرجال (8/ 61).

([4]) سنن الترمذي (5/ 369).

([5]) العلل الكبير = ترتيب علل الترمذي الكبير (ص: 357).

([6]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (24/ 324).

([7]) سنن الترمذي (5/ 369).

([8]) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/ 21).

([9]) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/ 387-388).

([10]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (7/ 229).

([11]) الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية (1/ 446).

([12]) أخرجه مسلم (177).

([13]) أخرجه مسلم (178).

([14]) ينظر: مجموع الفتاوى (6/ 509-510)، والتبيان في أقسام القرآن لابن القيم (ص: 258-261)، والفصول في السيرة لابن كثير (ص: 267-268)، والبداية والنهاية لابن كثير (4/ 278-279)، وشرح الطحاوية لابن أبي العز (ص: 226).

([15]) مجموع الفتاوى (3/ 386).

([16]) أخرجه مسلم [(2931)- 169].

([17]) نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (2/ 738).

([18]) شرح العقيدة الطحاوية (ص: 196).

([19]) أخرجه البخاري (554)، ومسلم (633).

([20]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (1/ 327)، ورأي الشيعة ضمن هذا المقطع:

https://www.youtube.com/watch?v=A-f7PzF2hgE

([21]) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (1/ 327).

([22]) ينظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (2/ 624-625) بتصرف واختصار.

([23]) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (3/ 216).

([24]) ينظر: أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات لابن الجوزي (ص: 166).

([25]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (1/ 327).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017