الخميس - 06 صفر 1447 هـ - 31 يوليو 2025 م

هل السنة وحي؟

A A

“السنة النبوية ليست وحيًا من الله تعالى! ولو كانت وحيًا وأهملها الصحابة والمسلمون لكان هذا لا يليق بالوحي! وما ورد في سورة النجم في قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3] إنما المراد به القرآن!”

هذه إحدى الشبهات مما بدأ يطفح على السطح من انحرافات فكرية لدى مثقفين عرب بدأ أثرهم اليوم يظهر في بعض مثقفي بلادنا، وليست إلا إعادة صياغة لِمَا سبق وقاله مستشرقون في ثنايا حملتهم على السنة النبوية أوائل القرن الماضي، وَرَدَّ عليهم علماء بكتب ومقالات، كان من أجمعها كتاب حجية السنة للشيخ عبدالغني عبد الخالق رحمه الله [ت١٤٠٣]، وكتاب السنة قبل التدوين لمحمد عجاج الخطيب حفظه الله، وقد اجتمع في هذين الكتابين الكثير من العلم، وكذلك فيما سواهما من كتب الانتصار للسنة، والمستشرقون هم أيضا لا يعدو ما قاموا به إحياءً لشبهات الباطنية والفلاسفة والمعتزلة التي اندثر تداولها بعد القرن الرابع الهجري وظلت محصورة في النطاق الضيق لأصحابها؛ وأكثر من يعيدون أقوالهم اليوم ويدًّعون التعالم لا يقرأون تلك الردود العلمية التي لا يسع المنصف سوى التسليم لها.

أقول هذا لأؤكد أن وصف السنة بكونها وحيًا هو مما اتفق عليه جميع المنتسبين للسنة وقبلهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان.

وكلهم في ذلك تبع لكتاب الله تعالى ولِمَا صحَّ عن رسوله، حيث أثبت الكتاب والسنة أن السنة وحي من الله تعالى ورسول الله مبلغ فيها عن ربه أو مُؤيَّد بإقراره تعالى لنبيه، فكلا الأمرين وحي من الله، وأما ما لم يُقِرُّه الله تعالى عليه، فهذا قليل محصور، بَيَّنَه الله لنا في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

فمن الأدلة من كتاب الله تعالى: ﴿وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيكَ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُ وَكانَ فَضلُ اللَّهِ عَلَيكَ عَظيمًا﴾ [النساء: ١١٣]، فالحكمة في الآية: القضاء بالوحي كما يقول القرطبي والبغوي([1])، ويقول ابن كثير هي السُّنَّة؛ وتعليمه سبحانه مالم يكن يعلم، هي الشرائع والأحكام([2])، وقال ابن عاشور: هي ما زاد على الكتاب من الوحي([3])؛ إذن فهذه الآية قاطعة في أن السنة وحي، وإنما قد ينازع منازع في كون السنة هي الحكمة وهو محجوج بأقوال المفسرين، كما أنه محجوج بالآيات التي فَسَّرت الحكمة كقوله تعالى: ﴿رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ [البقرة: ١٢٩]، وذكر الطبري أن للعلماء في تفسير الحكمة ثلاثة أقوال: السنة والفقه في الدين والعقل في الدين([4])؛ وكل هذه المعاني راجعة إلى السنة؛ لأنها هي الفقه في الدين وهي العقل فيه، ومما يؤيد هذا المعنى قوله تعالى: ﴿وَاذكُرنَ ما يُتلى في بُيوتِكُنَّ مِن آياتِ اللَّهِ وَالحِكمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطيفًا خَبيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٤] فلم يكن يُتلى في بيوت أزواج رسول الله غير القرآن سوى سنته، ولم يختلف المفسرون في ذلك، ويمكن النظر في تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير.

وكذلك قوله ﴿وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾ [النحل: ٤٤] فالذكر هنا القرآن عند الطبري والوحي عند البغوي، ولا اختلاف بين القولين، فالقرآن ذِكر الله الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، والسُّنَّة ذكر الله الذي هو بيان القرآن، ولا معنى لأن نقول: إن القرآن وحي وأن بيانه الذي هو جمهور الرسالة النبوية ليس وحيًا إلا اتهامنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتشريع بهواه وليس بأمر الله، وليس من المُدْرَك عقلًا أن يكون المُبَيَّن من الله تعالى والبيان الذي هو معظم الرسالة من غيره، وإلَّا لم يكن ثَمَّ معنى لوصفه رسولًا؛ ولذلك أخبر عز وجل في آية أخرى: أن هذا البيان وإن كان على لسان رسوله إلَّا أنه من الله: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَينا بَيانَهُ﴾ [القيامة: ١٩] قال ابن عباس رضي الله عنه كما رواه الطبري: “{علينا بيانه}، أي: تبيانه بلسانك”([5]).

ومن أدلة القرآن: الآيات التي أمرت المؤمنين بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والوقوف عند حكمه، وقَرنت طاعته وحكمه بطاعة الله وحكمه، كقوله تعالى: ﴿مَن يُطِعِ الرَّسولَ فَقَد أَطاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلّى فَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم حَفيظًا﴾ [النساء: ٨٠] ولا معنى لهذه الآية تتيحه اللغة على الحقيقة إلا أن تكون السنة وحيًا من الله تعالى.

وأما من فهم غير ذلك وتذرع بدلالة المجاز، فعلى التسليم بمجازيته جدلًا، فأقل أحوال المجاز الدلالة على أن السنة حجة بإقرار الله تعالى رسولِه صلى الله عليه وسلم، وإذا ثبتت حجية السُّنة فلا معنى للتفريق بين ما هو وحي وما ليس كذلك؛ وإن زعموا المجاز في هذه الآية فمن لهم بالمجاز في مثل قوله تعالى: ﴿ وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾ [النور: ٥٤]، فقد نصَّت الآية على أن الهدى ثمرةَ الطاعة، وأن ما يُطَاعُ فيه صلى الله عليه وسلم لم يكن فيه إلا مبلِّغًا، ولا معنى للوحي إلا ذلك.

هذا قليل من كثير من الأدلة التي ذكرها أهل العلم للدلالة على كون السنة وحيًا، وقد ذكروا أدلة من السنة نفسها التي إن لم تبلغ حد التواتر فهي ولا شك تبلغ حد المستفيض الذي يفيد العلم بتعدد القرائن، كما استدلوا على ذلك بالإجماع وبأدلة عقلية تبين لك كثرتُها وتضافرها سبب الإجماع التام على كون السنة وحيا وعلى الاحتجاج بها.

ثم تأتي مسألتان:

الأولى: قد ذكر أهل الأصول: أن السنة ظنية الثبوت، فكيف يُتَعَبَّد الله تعالى بالظني، وكيف يكون الثابت لنا بطريق ظنية موحى به من الله تعالى؟

وخلاصة جواب هذا الإشكال: أن نُبَيِّن أولًا أن معنى الظن في مصطلح الأصوليين مقابل الوهم، أي: أن عدم ثبوته وهم، والوهم هو: الاحتمال المرجوح الذي لا سند ولا دليل معتبرين له، وإنما يوصف بالظنية كوصف منطقي وحسب.

ثم نُبين أن وصف خبر الواحد بإفادة الظن إنما هو في الترتيب المنطقي لخبر الواحد العدل جملة، أي: سواء أكان من السنة أو أيام العرب أو ما يُخبر به الناس عن بعضهم، فكل أخبار العدول ظنية الثبوت، وأما بخصوص السنة النبوية، فإن أخبار الآحاد إذا اتفق المحدثون على صحتها فهي تفيد العلم، أي: القطع، وهذا ما يُعَبِّر عنه الأصوليون بقولهم: (خبر الواحد إذا احتفت به القرائن يفيد العلم)، فأخبار الآحاد التي اتفق العلماء على صحتها قد احتفت بها القرائن التي تجعلها قطعية الثبوت، كتعدد رواتها مع اتفاق معانيها وتقارب ألفاظها على حال يمتنع فيها تواطؤهم على الكذب كما ذكر ابن حزم أنه يستحيل أن يتواطأ اثنان في قطرين مختلفين على انتحال بيت من الشعر فكيف يمكن تواطؤهما في انتحال حديث عن رسول الله لاسيما وهما من أهل العدالة، وغير ذلك من القرائن التي تحتف بالحديث الواحد ويضيق المقال عن استقصائها([6]).

المسألة الثانية: لماذا تأخر تدوين السُّنَّة إلى نهاية القرن الأول؟ ولو كانت السُّنَّة وحيًا لما أخَّر الصحابة جمعها وكتابتها!

وهنا نبدأ أولًا ببيان خطأ الكثيرين في فهمهم أن المراد بالتدوين في عهد عمر بن عبد العزيز مطلق كتابة الأحاديث؛ لأن كثيرًا من الأحاديث كانت مكتوبة، وإن كان المُعَوَّل على الرواية، ثم كتب من يحسن الكتابة من التابعين ما يرويه عن الصحابة، أما التدوين الذي أمر به عمر بن عبد العزيز فهو جَمْعُ ما كان في مدينة رسول الله من الحديث المكتوب والمحفوظ.

ثُمَّ إن هذا الاعتراض قد يكون صحيحًا لو أن الذي تأخر حتى نهاية القرن الأول هو الرواية وليس التدوين، وذلك أن الصحابة الذين رووا الحديث وكذلك تابعيهم لم يكن يكتب منهم إلا القليل، وهذا القليل أكثرهم لا يتقنون؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنا أمة أُمِّيَة لا نكتب ولا نحسب”([7])، فكانت الأمة أمة رواية، وكانت السنة منتشرة انتشارًا عظيمًا قبل أن تُدَوَّن، وكثر علماء الحديث في المدينة ومكة والكوفة والبصرة ودمشق والفسطاط وصنعاء قبل أن تُدون السنة، ولم تكن الأحاديث طويلة حتى يعسر حفظها على أمة كانت الرواية موهبتهَا الأولى،؛ ولهذا كان من علامات ضعف الحديث عند العلماء طولُه، إذ لا يكاد يسلم من الضعف في الأحاديث الطوال إلَّا القليل.

والتدوين لم تكن فائدته الكبرى حفظ الحديث إذ كان الحديث متداولًا في الأمة بشكل كبير وكانت الركبان تذهب به وتأتي، وإنما كان أعظمَ فوائد التدوين حفظُ الأسانيد، إذ نشطت بعده حركة تنقية السنة من روايات الضعفاء وضم الأسانيد بعضها إلى بعض حتى جاءت المدونات الكبرى من مصنفات ومسانيد وصِحَاح وغيرها.

وبهذا تنقطع شبهة أن السنة لو كانت وحيًا لما تأخر تدوينها([8]).

 

والحاصل أن الحملة اليوم على السنة ليس المراد بها ما يزعمون من التجديد والتنقية، بل يراد بها إسقاط الأمة وتقزيمها تحت خرافات التنوير والعقلانية والتجديد والإصلاح.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: تفسير البغوي (2/ 286)، تفسير القرطبي (5/ 382).

([2]) تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 464).

([3]) التحرير والتنوير (2/ 425).

([4]) ينظر: جامع البيان ت شاكر (3/ 86).

([5]) جامع البيان ت شاكر (24/ 70).

([6]) ينظر: الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (1/ 121).

([7]) متفق عليه، أخرجه البخاري (1913)، ومسلم (1080).

([8]) وقد أفردت جملة من المؤلفات في هذا الموضوع منها: كتاب تدوين السنة ومنزلتها، عبد المنعم السيد نجم، وكتاب السنة قبل التدوين، محمد عجاج الخطيب، وكتاب تدوين السنة النبوية في القرنين الثاني والثالث للهجرة، محمد بن صادق بنكيران، هذا إضافة إلى الكتب التي عنيت بالرد على شبهات السنة.

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

‏‏ترجمة الشَّيخ محمد بن سليمان العُلَيِّط (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ أبو عمر محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن حمد العُلَيِّط. ويبدو أن اشتقاق اسم الأسرة (العُلَيِّط) من أعلاط الإبل، وهي من أعرق الأسر القصيمية الثريَّة وتحديدا في مدينة بريدة، والتي خرج من رَحِمها الشيخ العابد الزاهد الوَرِع التقيّ محمد العُلَيِّط([2]). مولده: كان مسقط رأسه […]

الأوراد الصوفية المشتهرة في الميزان

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الذكرَ من أعظم العبادات القلبية واللفظية التي شرعها الله لعباده، ورتَّب عليها الأجور العظيمة، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، وقال سبحانه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على الأذكار الشرعية، وعلَّمها أصحابَه، وكان يرشِدهم إلى أذكار الصباح […]

مناقشة دعوى الرازي: “عدم هداية القرآن إلى العلم بالله وأنبيائه”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا جرم أن الله أنزل علينا قرآنا بدأه بوصفه: {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} من إنس وجان، وتولَّى بنفسه حفظه لفظًا ومعنًى، وبَيَّنَه أتم بيان، وجعله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وحرَّر وفنَّد الشبهات التي ترِد على الفؤاد قبل أن ينطق بها لسان، فجلُّ ما استطاعه من […]

أصول الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عن معاوية رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ»([1]). العلم هو أفضل ما رغب فيه […]

أشهر من امتُحنوا في مسألة خلق القرآن

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة إن فتنة القول بخلق القرآن من أعظم الفتن التي مرت بالأمة الإسلامية، وأشد المحن التي امتحن الله بها كثيرًا من العلماء والصالحين، حيث تعرض لها أئمة أعلام وفقهاء كبار، فثبتوا على الحق، ورفضوا الخضوع للبدع وأصحابها، وأفنوا أعمارهم في الذب عن عقيدة أهل السنة والجماعة، مؤكدين أن القرآن […]

بيانُ مركزِ سلف في الردِّ على فتوى دار الإفتاء المصريَّة بجواز طَلَب المدَدِ من الأموات

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومنِ اهتدَى بهداه. أما بعد: فقد أصدَرت دارُ الإفتاء المصريّة فتوى تجيزُ فيها طلَبَ المدَدِ منَ الأموات، وهو ما يُعدُّ من المسائل العظيمةِ التي تمُسُّ أصلَ الدين وتوحيدَ ربِّ […]

ردّ ما نُسِب إلى الإمام مالك رحمه الله من (جواز قتل ثُلُث الأُمَّة لاستصلاح الثلثين)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إن حفظ النفس من المقاصد الضرورية الخمس التي اتفقت في شأنها الشرائع، وبمراعاتها يستقر صلاح الدنيا والآخرة، وجاءت الشريعة الإسلامية بمراعاتها من جهتي الوجود والعدم. وبذل فقهاء المسلمين جهودهم في بيان تلك التشريعات والأحكام المتعلقة بحفظ النفس، إذ بها تنتظم حياة الناس وشؤونهم. ومما نُسِب إلى الإمام مالك […]

مشاهد وقباب آل البيت في بلاد الشام .. بين الحقيقة والخرافة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر في تاريخ بناء المشاهد والقباب في العالم الإسلامي يدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الذي ساعد على نشر هذه البدعة السياسيون من أتباع المذاهب الباطنية التي تزعم الانتساب للتشيع لآل البيت، فالقرامطة والبويهيون والحمدانيون أول من بدأ ببناء الأضرحة كمزارات مقدّسة كالضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب؛ […]

المنهج العلموي في العلوم التجريبية… تقويم ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: شهد التاريخ الإسلامي ازدهارًا غير مسبوق في مجال العلوم التجريبية خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية، حيث لم يكن العلم مفصولًا عن الدين، بل كان الاستكشاف العقلي للظواهر الطبيعية يُعدّ جزءًا من عبادة الله والتأمل في خلقه. فقد أسّس الحسن بن الهيثم منهجًا تجريبيًّا في دراسة الضوء والرؤية، […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017