الجمعة - 25 جمادى الآخر 1446 هـ - 27 ديسمبر 2024 م

برامج الاستشفاء بالطاقة.. رؤية عقديَّة

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

المقدّمة:

توفي النبي صلى الله عليه وسلم وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك؛ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»([1]).

وحذرنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اتباع سَنَنَ من كان قبلنا فقَالَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟  قَالَ: «فَمَنْ؟!»([2]).

لكن وقع ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعت الأمة سَنَنَ من كان قبلها من اليهود والنصارى والفلاسفة وغيرهم، فكان مما وقعت فيه برامج الاستشفاء بالطاقة؛ لذا كان لا بد من تحذير الأمة وتنبيه الأئمة وطلاب العلم لهذه الأفكار الوافدة وبيان حكمها وتجلية خطورتها على بلاد المسلمين، فنقول وبالله التوفيق:

أولًا: نشأة هذه الفكرة في بلاد المسلمين:

في منتصف القرن الثاني للهجرة في عهد الخليفة العباسي المنصور ازدهرت حركة الترجمة، ثم توسعت بشكل كبير في عهد المأمون، وتناولت أعمال الترجمة كثيرًا من كتب الفلسفة التي تضمنت علوم المنطق والطبيعيات وما يُعرف بالمقادير.

إلا أن أخطر تلك العلوم على الإطلاق كان ما يتعلق بالإلهيات والعلوم الميتافيزيقية، ومما زاد الطين بلة والداء علة أن تلك الأعمال لم تُسند إلى أمناء المسلمين، وإنما إلى النصارى من أهل الذمة، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلًا يردّون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مستكرَها. ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل، وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامي جاهل. والسعيد من تمسك بما كان عليه السلف، واجتنب ما أحدثه الخلف، وإن لم يكن له منه بُدّ فليكتف منه بقدر الحاجة، ويجعل الأول المقصود بالإحالة، والله الموفق”([3]).

فإذا انتقلنا إلى العصر الحديث سنجد مقدمات وإرهاصات لزحف فلسفي من نوع جديد، يتمثل في إحدى أشهر الفلسفات القديمة على الإطلاق، وهي الفلسفة الشرقية النابعة من الصين والهند، ومن الهندوسية والبوذية والطاوية تحديدًا.

ورغم أنه لا يمكن اعتبار تأثير تلك الفلسفة في الفرق المنتسبة إلى الإسلام جديدًا بالكلية، حيث كان لها نصيب يسير من الترجمة في العهد العباسي جعلها من أبرز مصادر الفكر الصوفي المغالي الذي يعتمد في كثير من عقائده على الفيدانتا الهندوسية، إلا أن دخولها عبر تطبيقات معاصرة إلى من نشؤوا على التوحيد ومنهاج السلف أمر جديد بلا شك.

فبعد أن انحسر تأثير الفلسفة الشرقية واقتصر على أتباعها في الأعم الأغلب لعدة قرون، ولم يظهر لها أثر يذكر في تشكيل الفكر أو نشأة المذاهب؛ بدأت تُبعث من جديد حينما تُرجمت النصوص الشرقية للغة الإنجليزية، وظهر اهتمام شعبي غير مسبوق بمحتواها من قبل من هم خارج الدوائر العلمية والبحثية الأكاديمية في الغرب.

ومع توالي هجرة كهّان الديانات الشرقية للدول الغربية ومشاركتهم في المناسبات الثقافية، إضافة إلى عدد من العوامل الأخرى الاجتماعية والجغرافية؛ تزايد الاهتمام بروحانيات الشرق لدى الغرب المادي.

ونظرًا للطبيعة العلمانية السائدة في العالم الغربي تمّ تحوير بعض المفاهيم الفلسفية وإلباسها لبوس الفكر المشترك والعلم التجريبي؛ ليتم نشرها بين الناس بشكل أيسر وبأقل مقاومة ممكنة، فظهر أثرها جليًّا في الفكر الثيوصوفي و”الفكر الجديد”، وأخيرًا في حركة العصر الجديد التي أحدثت نقلة نوعية في أساليب نشر الفكر الباطني الشرقي.

ومصداقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ» انتقل الاهتمام بالفلسفات الشرقية إلى العالم الإسلامي، وبالأساليب ذاتها التي تستخدمها حركة العصر الجديد، فباتت تروج عبر ثلاثة منابر رئيسة:

1- الاستشفاء والطب البديل.

2- تطوير الذات والتنمية البشرية.

3- وفي الفترة الأخيرة عبر الأطروحات الروحانية الصوفية.

وترتكز الفلسفة الشرقية على خمسة مبادئ رئيسة:

– عقيدة وحدة الوجود، ومنها تتفرع بقية المبادئ.

– الاعتقاد بالشرارة الإلهية، وهي “الحقيقة” الدفينة في الذات البشرية.

– الإشراق والاستنارة، وهي إدراك “الحقيقة” ووحدة الوجود.

– وحدة الأديان.

– نسبية الحقائق والقيم.

وهما متقاربتان، ونتيجتان حتميتان للقول بوحدة الوجود.

كما أن للفلسفة الشرقية اصطلاحات خاصة يعبّر بها عن بعض العقائد الشائعة عند القوم؛ كالطاو، والبراهمان، والين يانغ، والشاكرا، والكارما، والنيرفانا، واليوغا وغيرها.

ولعل أبرز النماذج على هذا الخلط المعرفي يظهر في مصطلح “الطاقة” الذي شاع استخدامه في السنوات الأخيرة في سياق غير متخصص، كالطب البديل وتنمية الذات.

وهو مصطلح فضفاض حمّال أوجه، استُخدم في النسخ المحدثة من الفلسفة الشرقية للتعبير عن الوجود الكلي ومادة الكون، ومُرر على كثير من الناس بصورة العلم الزائف الذي يستر الفلسفة الباطنية الملحدة.

فـ”الطاقة” المعنية لا تثبت بالشرع ولا بالمنهج العلمي. لكن نظرًا لإشكالية هذا المصطلح يحصل الجدل في نسبته إلى جذوره العقدية.

فـ”الطاقة” لها معنى مخصوص في الفيزياء والعلوم التطبيقية، كالطاقة الحرارية أو النووية أو الكهربائية، ونحوها، وهي طاقات محسوسة قابلة للاختبار والقياس.

وهناك “الطاقة” بمعناها اللغوي التي تُفسر بالقدرة والوسع، كما في قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286].

وهناك “طاقة” تُستخدم على سبيل المجاز في سياقات متعددة، كطاقة الحب وطاقة العبادة، لا تخلو في كثير من الأحيان من إشكالات علمية أو شرعية.

غير أن “الطاقة” المشار إليها في تطبيقات الفلسفة الشرقية ليست شيئًا مما سبق، وإن كانت تُخلط بها وتُمزج في كثير من الأحيان، وإنما هي طاقة روحانية ميتافيزيقية غير قابلة للاختبار والقياس، تُدرك بالتجربة الذاتية والتأملات الباطنية.

فهي الوجود المطلق الذي يتجلّى في الموجودات المحسوسة، والذي يُعبر عنه أحيانًا بالوعي، وأحيانًا بـ”الإله”.

ولا “إله” في الفلسفات الباطنية إلا هو، إذ الإله المباين للمخلوقات المتصف بصفات الكمال والجلال عقيدة “بدائية” يترفع عنها فلاسفة الشرق!

وأما الإنسان فهو “إله” في الحقيقة، أو هو الوجود الكلي عند من لا يفضل استخدام اصطلاح “الألوهية”، يعتريه النقص وتعترضه الأسقام لابتعاده عن طبيعته الأصلية، وهو ما يعبر عنه باختلال “الطاقة”. ولأجل التغلب على ذلك لا بد من أن يعود إلى تلك الطبيعة بوسائل مختلفة.

فنجد تطبيقات الاستشفاء القائمة على فلسفة “الطاقة الكونية” والمستقاة من الديانات والفلسفات الشرقية، تعمل على “موازنة الطاقة” واستقطابها من الكون عبر طقوس لا علاقة لها بالعلوم التجريبية، وإنما هي أشبه ما تكون بالرياضات والأوراد الصوفية التي تهدف إلى تحقيق الإشراق والفناء.

بل يُصرح كثير من الممارسين في الشرق والغرب بأن الهدف من تلك التطبيقات ليس مجرد تحسين الصحة والتخلص من أعراض المرض، وإنما تحقيق السمو الروحي والاتحاد بالمطلق.

فهذا مبتكر نظام الماكروبيوتك جورج أوساوا مثلًا يقول في كتابه (دعوة إلى الصحة والسعادة): “إن هدفي في إصدار هذا الكتيب أن أدلك على طريقة اغتذاء واختيار أطعمة ستقودك في آخر الأمر إلى الحقيقة والسعادة الأبدية”! ويقول: إن الماكروبيوتيك هو “إحدى الطرائق الثماني للوصول إلى… النيرفانا “! وإنه “المبدأ الأساسي لأهم الأديان الشرقية”.

ومن التطبيقات المعاصرة للفلسفة الشرقية المتعلقة بالتداوي والاستشفاء: البرانيك هيلنغ (العلاج بالبرانا)، والريكي، والأيورفيدا، والتداوي بطاقة الأحجار والألوان والأهرام، والفونغ شوي (طاقة المكان)، والتشي كونغ وغيرها([4]).

ثانيًا: الأساس الذي يقوم عليه العلاج بالطاقة:

يقوم العلاج بالطاقة في الأساس على الفلسفة الروحية الإلحادية.

فهي فلسفية لكونها تعتمد فلسفة شاملة للكون والحياة، ملخصها: أن الأصل في الكون كان “كلّ” واحد لا مرئي ولا شكل له، وليس له بداية ولا نهاية.

ثم تكونت من هذا الكل ثنائيات متناقضة ومتوازنة؛ ليستمر الكل واحد “وحدة الوجود”، ويسمونها: “الين واليانغ”.

وهي إلحادية لأنها لا تؤمن بالإله حسب مفهوم الإله الحق، أي: عقيدة الإلوهية.

وإن كانت تؤمن بطواغيت كثيرة أبرزها “الكلي الواحد” الذي يُفسر بالإله، وأحيانًا بـ”الله”، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

أما معنى كونها روحية أي: أنها تهتم بالروحانيات “spirtituality”.

فقد سعت إلى دعم الدعوات الروحية الحديثة التي ظهرت كرد فعل لطغيان الفكر المادي، وتفسيره للحياة والتاريخ، ورفضه لكل ما وراء المادة والطبيعة.

كما سعت إلى إحياء روحانيات الوثنيات القديمة، سواء من ديانات الشرق أو من ديانات الهنود الحمر وأهل جزر هواي في الغرب والشامان في سيبيريا وأستراليا وغيرها([5]).

ثالثًا: أسباب انتشار ظاهرة العلاج بالطاقة:

من أسباب انتشار هذه الظاهرة في بلاد المسلمين أنها دخلت لبلاد الإسلام على شكل استطبابات ودورات مهارات الحياة تحت شعارات برّاقة أبرزها: (الصحة، والسعادة، والنجاح، والإيجابية، والقدرات الخلاقة) التي تمثل صفات الحضارة المادية ومتطلبات الحياة العصرية في وقت أنهكت فيه الأمة المسلمة بالهزائم ووصمت بالتخلف والسلبية.

ومن هنا فلم تكن مظلتها فلسفية بحتة حتى لا تكون خاصة بمجالس العلماء ومناظراتهم أو طبقة المثقفين، كما لم تُظهر طابعها العقائدي؛ لئلا يتصدى لها حماة الدين من الدعاة وطلبة العلم الشرعي.

بل لقد أخفت علاقتها بالدين تمامًا، لا سيما وأنها حملت شعارات تفعيل الطاقات، وتنمية القدرة على التواصل التي يحتاجها كثيرًا العاملون في مجال الدعوة.

ومن هنا فقد تدرب عليها نخبة من أبناء الأمة ممن ظاهرهم الصلاح على حين غفلة منهم، ثم أصبحوا هم الذين يساهمون في نشر تطبيقاتها ودوراتها بعد أن (أسلموها) ودللوا على بعض ما يكون فيها من حقّ بآيات وأحاديث، فاشتدّ التلبيس أكثر على من بعدهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وساعد في انتشارها كذلك أنها اتخذت لها مظلة من الدعوات التي ينادي بها العالم المتحضر مثل: (الاستشفاء البديل، والطب البديل، والطب التكاملي، والتناغم مع الطبيعة، واكتشاف الطاقة والقدرات، والرياضات الروحية، والتأمل، والتنويم، والاسترخاء)، وتطبيقات الطب والرياضة الصينية واليابانية مثل “الريكي”، “التشي كونغ”، “اليوجا”، “التاي شي شوان”، “الماكروبيوتيك”، وغيرها.

رابعًا: ماهية الطاقة وحقيقتها:

 تعتمد برامج “العلاج بالطاقة” على الاعتقاد بـما يسمى “الطاقة”، وهي مبدأ وفلسفة ليس له علاقة بعلم الفيزياء، ولا باسم الطاقة المعروف فيه؛ لذا يطلق عليها علماء الفيزياء اسم “علم زائف” Pseudoscience.

فالطاقة المقصودة في برامج العلاج بالطاقة هي مبدأ يعتقد أصحاب الديانات الشرقية أنه سبب وجود كل شيء، وجوهر كل شيء، وأنه انقسم في القديم إلى قسمين، انساب أحدهما في الكون بشكل حرّ يمكن للإنسان التدرب على كيفية استمداده والاتحاد معه، من أجل تحصيل السعادة والحكمة والصحة.

ويسمى هذا القسم باللغة السنسكريتية: “برانا” Prana، وفي اللغة اليابانية: “كي” ki، ويسمى: “تشي” Chi-Qi في اللغة الصينية.

وإنما أطلق عليها اسم “الطاقة” عندما تبنتها الفلسفة الغربية الروحية، وأضافت حركة “العصر الجديد” لأسمائها الشرقية السابقة أسماء ذات صبغة علمية أو دعائية، منها:

“الطاقة الروحية” و”قوة الحياة” باعتبارها مصدر الحياة ومنبعها.

و”قوة الشفاء” باعتبار ما ينسب لها من قدرات شفائية.

و”الطاقة الكونية” لكونها أصل الكون وهي مبثوثة فيه.

و”الطاقة البشرية” باعتبار أنها قابلة للاستمداد عند البشر، ومن ثم إيصالهم من خلالها إلى ما يؤملون بحسب الفلسفة الشرقية.

وفي الفلسفة الباطنية الحديثة التي تروجها الحركات الروحية الغربية تمثل “الطاقة” أول مبدأ ينبغي أن يؤمن به المستشفِي، ويعتقد أهميته وقوته، ويمارس كيفية الشعور به واستمداده، والاتحاد به.

ويُدّعى أن فهم حقيقة “الطاقة” والتناغم معها كان سرًّا مهمًّا وصل إليه الباطنيون الأوائل والحكماء والمتنورون والأنبياء على امتداد الزمان برياضات روحية خاصة، وتجارب ذوقية وجدية لم تكن تُفشى لعامة الناس، وأن حركة “العصر الجديد” تولت إفشاء هذا السر، ونشره لعامة الناس، وجعل تطبيقه في متناولهم جميعًا، دون تمايز طبقي أو ديني في عصر الاتصال والانفتاح المعاصر، وأصبح شرح هذه الفلسفة يمثل الإطار النظري لجميع برامجها الرامية إلى إحداث التغيير الشامل على المستوى الفردي بمضاعفة القدرات البشرية، وعلى المستوى العالمي بإلغاء الفوارق الدينية وتحقيق السلام الشامل، وهكذا انتشرت هذه الفلسفة على أوسع نطاق متداخلة مع جوانب حياة الناس اليومية عبر تطبيقاتها، ومنها برامج “العلاج بالطاقة”([6]).

خامسًا: نظرة في دورات “العلاج بالطاقة ” من الداخل:

تشتمل جميع البرامج المقدمة باسم “الطاقة” على نسب متفاوتة من أصل هذه الفلسفة الباطنية Esoteric “فلسفة الطاقة الكونية”، ويتم فيها شرحها على أنها حقائق علمية عن أصل الكون ونشأته، وأصل الإنسان، والمؤثرات الماورائية فيه. وفي الأجواء التدريبية والعلاجية باسم “الطاقة” يمارس المتدربون التمارين المتنوعة دون الانتباه لكون كثير منها طقوسًا خاصة بديانات وفلسفات شرقية وثنية. فكونها تُقدّم باسم “الطاقة” الذي يشتبه بالمصطلح العلمي المعروف في العلوم الطبيعية يجعل المتدربين يعتقدون أنها علم موضوعي، بل يرمون من يوضح حقيقتها الزائفة برفض العلوم الحديثة!

 كما أن تقديمها بأسمائها الأصلية في اللغات الشرقية كـ “الريكي” و”التشي كونغ” و”الفينغ شوي” و”التاي تشي” و”اليوغا” و”البرانا هلينغ” وغيرها يجذب كثيرين ممن يرون للشرق -الهند والصين- تقدمًا في الصحة وتفوقًا في أنواع الطب البديل([7]).

سادسًا: كيف يتم الترويج لهذه الدورات؟

1- تقديم هذه الدورات على أنها من الطب البديل كالعلاج بالأعشاب:

فقد يظن من يستمع لمروجي هذه التطبيقات أو يشاهدهم للمرة الأولى أن هذه التطبيقات الاستشفائية ما هي إلا دعوة للعودة إلى الطب البديل المتمثل في طب الأعشاب الطبيعية، كردة فعل للأعراض الجانبية المصاحبة في كثير من الأحيان للأدوية والعقاقير الطبية الحديثة وخاصة الكيميائية.

أو قد يظن أنها عودة لتمارين رياضية تساعد عضلات البدن على اكتساب القوة والمرونة والإطالة التي فقدها بسبب وسائل الراحة والدعة التي تعوّد الإنسان عليها عندما استبدل الجهد البدني في أموره الحياتية، واستعاض عنها بالأجهزة والتكنولوجيا الحديثة التي أنتجتها المدنية المعاصرة.

 أو أنها دعوة للعودة للهدوء والتأمل وصفاء الذهن كردة فعل للحياة المدنية الصاخبة بإيقاعاتها السريعة المقلقة.

وكما هو معلوم ومشاهد أن مروجي فلسفة الطاقة دومًا يدندنون حول هذه الجوانب السلبية التي خلفتها المدنية المعاصرة؛ لينطبع في حس المستمع أو المشاهد أنها دعوة للعودة إلى خيرية الحياة القديمة البسيطة الخالية من الأمراض والأوجاع، حيث كان كل شيء على خيريته الأوىي التي خلقها الله تعالى، دون أن تناله يد البشر بالعبث والتلويث، فيدَّعون أنها العودة إلى الفطرة السوية! حتى قال أحد مقدمي البرامج العربية الفضائية الشهيرة عند استضافته لأحد أساطينهم: “الإنسان الذي يعتبر أهم المخلوقات، والذي سخر الله سبحانه وتعالى له الكون بما فيه ليعمره بعدما يعمر نفسه أولًا، لكن الناس غفلوا عن أنفسهم وأهملوا أجسامهم، وابتعدوا عن حياة الفطرة وانفصلوا عن العلاقة بالكون وما فيه من إبداع، وعزلوا أنفسهم في صناديق الحياة الحديثة المغلقة، فاختل كل شيء فيهم، وأصبحت الأوجاع والأمراض تناوشهم من كل جانب، فضاع لديهم الشعور بالأمن والاستقرار والسعادة وقيمة الحياة وبهجتها…وفي هذه الحلقة نأمل أن يسعنا الوقت وأن نقدم لكم أسلوب الحياة الفطري الأمثل الذي يقوم على أن يعيش الإنسان حياته بسعادة وصحة وعافية وسلام وأمن وطمأنينة من خلال أدائه لحق نفسه وبدنه، وذلك عبر وسائل العلاج بالطاقة”([8]).

2- تقديم هذه الدورات على أنها من التنمية البشرية:

فإن نشر هذه المعتقدات الباطنية الإشراقية في المجتمعات الإسلامية وما ينضوي تحت مظلتها من ممارسات علاج بالطاقة بأشكالها مثل قانون جذب وما ينبني على فلسفة الطاقة الكونية لا يمكن أن يتم بصراحة وبجلاء، وإنما يتسلل عن طريق ممارسات عملية وتطبيقات حياتية مستترة؛ إما تحت شعار (ثَبَتَ علميًّا) الذي يهدف لبسط الغطاء العلمي على فوائد الممارسات الهندوسية والبوذية والطاوية ليمارسها المسلمون كسبب كوني ثبت نفعه علميًّا، أو تحت شعار ما يسمى بدورات التنمية البشرية، والتي تَسارع إليها الكثير من الشباب المسلم بحجة التحضر والتمدُّن.

3- استغلال جهل الناس وحاجتهم:

ومن الأمور التي يتم بها الترويج لهذه الدورات استغلال جهل الناس، لا سيما بأمور الدين ومسائل الاعتقاد. فمعظم هذه الدورات تحتوي على أمور تخالف العقيدة، فضلًا عن مخالفتها للفطرة السليمة، ورغم ذلك تروج على الكثير من الناس؛ وما ذلك إلا لعدم معرفة الناس للعقيدة الصحيحة، وبُعدهم عن هدي الكتاب والسنة، وجهلهم للكثير من مسائل الشرك.

قال شيخ الإسلام: “وكل من كان أعرف بفساد الباطل كان أعرف بصحة الحق. ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (إِنَّمَا تُنقض عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً إِذَا نَشَأَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ لَا يَعْرِفُ الْجَاهِلِيَّةَ)”([9]).

4- الترويج لها عبر وسائل الإعلام:

من الأمور التي ساعدت على انتشار هذه الدورات في بلاد المسلمين: الترويج لها عبر وسائل الإعلام، ويزداد الأمر خطورة إذا كانت هذه الفضائيات قنوات دينية، أو قنوات إخبارية مشهورة.

فمثلًا في برنامج “بلا حدود” المذاع في قناة الجزيرة قدَّم أحمد منصور الإعلامي بالقناة حلقتين بتاريخ 11/ 4/ 2001م بعنوان: “العلاج بالطاقة والشفاء بدون أدوية”.

دارت هذه الحلقة عن نمط الحياة الخاطئ ودوره في اختيار الإنسان لأمراضه، وما أفضل الوسائل للتعرف على نفسك، والحفاظ على بدنك، ومقاومة الأمراض وعلاجها، وكيف تخلص من ضغوط الحياة عبر طاقة الجسم الداخلية بدون أدوية أو أطباء؟([10]).

ومثل هذه الحلقات لا شك تحدث تغيرًا كبيرًا في عقول الشباب، والملاحظ أن مثل هذه الدورات تخاطب الكثير من الشباب الملتزم، والهدف واضح هو هدم العقيدة الإسلامية وثوابت الإسلام في قلوبهم لا محالة.

وكعادة بعض وسائل الإعلام في عدم التمييز بين حق وباطل فيما تعرضه على المسلمين، تقدم تلك الفلسفات والرياضات على أنها رياضات نافعة للبدن والعقل، متجاهلة أن تلك الرياضات الفلسفية مبنية على تصورات وعقائد باطلة، وأن تلك التمارين البدنية والعقلية والتأملات تمثل جزءًا من طقوس تلك الفلسفات والديانات وعباداتها، ومن يقوم بها فهو يقوم بعبادات تلك الديانات الباطلة.

ففي قناة فضائية مشهورة عرض برنامج شامل عن رياضة اليوجا فيما يشبه الترويج لها، وبعض القنوات تتبنى نشر فلسفة الماكروبيوتيك، وتفتح المجال لدعاته والمروجين له. كما كثرت الدعوة إليها في بعض مواقع الإنترنت العربية، ويتناقلها بعض أعضاء المنتديات جهلًا بخطورتها.

وتجد مثل هذه العبارات: هل تشعر بالقلق؟ اليوجا هي الحل، اليوجا ملاذ الرجال الذين يعانون من ظروف عمل صعبة، اليوجا دواء لكل داء.

مع أن نقل مثل هذه الأشياء قد يتسبب في تضليل بعض الناس وفتنتهم عن دينهم([11]).

5- أسلمة هذه الدورات:

من طرق نشر هذه الأفكار في بلاد المسلمين عرضها في صورة إسلامية، عن طريق أسلمة هذه الدورات.

وهذه الأسلمة هي أشد خطرًا من الفكر المستورد في صورته الأصلية؛ لأن محاولة الأسلمة هذه تُكسب الأفكار المنحرفة قوةً وحصانة، وهذه الحصانة هي الخدعة الكبرى التي عن طريقها ينجذب الكثيرون ويضلّون عن الطريق، ويزدادون تعلقًا بالأفكار الدخيلة لاعتقادهم أنها من صلب الإسلام.

وهذه الخدعة هي التي يستخدمها اليوم مدربو دورات الماكروبيوتيك والطاقة ودورات تربية الذات، ومنها البرمجة اللغوية العصبية التي اتسع انتشارها وعظم قبول العوام لها. وقد يأتي المترجم بجملة “إن شاء الله أو بإذن الله” بعد أفكار وأقوال تنسب المشيئة للكون أو للفرد نفسه!

ولتقوية بعض الأفكار الهدامة يتمّ تدعيمها بالآيات والأحاديث النبوية الشريفة، أو أقوال الحكماء من المسلمين، أو الإتيان ببعض الآداب الإسلامية، أو الاستشهاد بما يشتبه بها من سيرة الصالحين من المسلمين.

كذلك نلحظ استغلال بعض المصطلحات الإسلامية التي تتلاقى ألفاظها مع بعض المصطلحات الموجودة في هذه الدورات، مع أن معناها عند أهل هذه الدورات بعيد كل البعد عن الفكر الإسلامي، مثل مصطلح: “التأمل والتنفس والبركة”([12]).

وهكذا تنتشر مثل هذه الأفكار بين شباب المسلمين، والحجة أنها لا تخالف الإسلام، وأن من يقدّمها أُناس ملتزمون ويستخدمون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة.

سابعًا: خطورة  هذه التطبيقات على عقائد المسلمين:

1- الترويج لعقيدة وحدة الوجود:

إن تطبيقات الاستشفاء والعلاج بالطاقة تعد تمهيدًا لعقيدة وحدة الوجود؛ إذ إن الكون كله ليس إلا طاقه (تشي – كي – برانا) وهي التي تولدت من (الطاو) أو (البراهمان)؛ لذلك فنظرية العلاج بالطاقة أو فكرة استمداد الطاقة الكونية من الكون هي صورة من صور الاتحاد مع الكون، (حيث) يمكن باكتساب كميات كبيرة من الطاقة الكونية الاتصال بالذات الإلهية.

حيث يعتقد بعضهم بأن الطاقة هي الـ(أنا العليا)، ومن ثم يمكن الارتقاء بالوعي الإنساني حتى تتواصل خلاياه بالطاقة الكونية، فتصبح خلايا كونية غير منعزلة وغير محدودة، فيدرك عندها الإنسان أن كل ما في الوجود هي مظاهر لشيء واحد.

فعلى سبيل المثال: عند التدريب على التأمل على القلبين التوأمين Twin Heart Meditation  وهو أسلوب تأملي مشهور جدًّا عند مروّجي العلاج بالـ(البرانا)، يقول (تشاوي كوك سوي) المعلم الأكبر في مقدمة هذا التأمل: لنطلب البركة الإلهية إلى رب العالمين إلى معلمي الروحي، إلى جميع المعلمين الروحيين، إلى الأنبياء والصالحين والملائكة المقدسة، وإلى المساعدين الروحيين، إلى جميع العظماء نطلب بتواضع الإرشاد الإلهي؛ المحبة الإلهية الاستنارة؛ الاتحاد الإلهي؛ النشوة الإلهية؛ المساعدة الإلهية والحماية الإلهية. نشكركم بإيمان فائق”.

 بل وأقبح من ذلك قوله: “سوف نبارك الأرض بالحنان الواهب؛ سوف نستعمل صلاة القديس فرانسيس الأسيسي”([13]).

وهذا ما صرحت به مها هاشم في شرحها لطقوسها الشركية للتأمل على القلبين التوأمين([14]).

2- الترويج للمذاهب الباطنية الثيوصوفيا:

فمن مخاطر دورات العلاج بالطاقة أنها تروج للمذاهب الباطنية الثيوصوفيا.

وخلاصة العقيدة التي تروج لها الثيوصوفيا تؤكد على وحدة كلِّ الأديان في الجوهر والغاية، ونظرت إليها جميعًا بوصفها نتفًا مختلفة الأشكال والألوان من نور الحقيقة الإلهية الواحدة.

كما تلتقي مع فلسفة الطاقة الكونية إذ تدندن الثيوصوفيا حول كشف ما وراء العالم الجسماني، والنظر إلى الكون على أنه أبدي أزلي له وعيه وذكاؤه، حيث جاء ضمن مبادئ الثيوصوفيا: “كلُّ ما في الكون واعٍ؛ أي: أن وعيًا يسري في كلِّ مكوَّن من مكوّناته يتناسب ومستواه من التفتح أو درجة إفصاحه عن المبدأ الأصلي”.

لاحظ تشابه هذا القول جدًّا مع من يروج لفلسفة الطاقة الكونية في بلادنا الإسلامية، وأنها تنتشر وتحل في كل موجودات الكون، كما قال الماستر موفق أراكيلي عند حديثة عن طاقة الريكي وأنها ذات وعي وذكاء، أو كلام الدكتورة مها نمور عن الوعي الكوني.

وكذلك كلام الماستر مها هاشم حول تأثر الجمادات من كراسي أو أخشاب أو أحجار بمشاعرنا وأحاسيسنا، وذلك طبعًا بعد إضافة النكهة الإسلامية([15]).

إن المصطلحات التي يروج لها سواء في دورات التنمية البشرية أو ما يسمى العلاج بالطاقة تكاد تكون هي ذات المصطلحات الباطنية في عقيدة بلافاتسكي، حيث تقول تعليقًا على بعض ما جاء في كتابها العقيدة السرية: “إن قاعدة الباطنية برمتها تقوم على ما يبدو على وجود قدرة كامنة في كلِّ إنسان بوسعها أن تمنحه المعرفة الحق. هي قدرة على إدراك الحقيقة تمكِّنه من التعامل مباشرة مع الكلِّيات”.

تأمل هذا وقارنه مع الشعارات المقدمة في الدورات المقامة في أوطاننا الإسلامية بعنوان: (أيقظ العملاق بداخلك وطور وعيك – أسرار الطاقة البشرية الكامنة – وعيك الداخلي مفتاح نجاحك – أطلق العنان لقدراتك الداخلية – نجاحك يكمن في وعيك الداخلي)!([16]).

3- الترويج للمذاهب الباطنية: الإيزوتيريك Esoteric:

ومن مخاطر الاستشفاء بالطاقة أنه ترويج للمذاهب الباطنية “الإيزوتيريك”. ولا يختلف الإيزوتيريك من حيث التعريف في مضمونه كثيرًا عن الثيوصوفيا؛ إذ كلاهما يهدفان للمعرفة الباطنية ومحاولة إيجاد تفسيرات لعالم الغيب الذي لا سبيل شرعي لمعرفته إلا من خلال نصوص الوحي المعصوم.

 وأقول: سبيل شرعي؛ لأن هناك سبلًا كونية “غير شرعية” قد يتعرف بها على الغيب النسبي؛ كالكهانة والتعامل مع الشياطين والجن، قال ابن القيم: “الكهنة رسل الشيطان؛ لأن المشركين يهرعون إليهم، ويفزعون إليهم فى أمورهم العظام، ويصدقونهم، ويتحاكمون إليهم ويرضون بحكمهم، كما يفعل أتباع الرسل بالرسل، فإنهم يعتقدون أنهم يعلمون الغيب، ويخبرون عن المغيبات التي لا يعرفها غيرهم، فهم عند المشركين بهم بمنزلة الرسل. فالكهنة رسل الشيطان حقيقة، أرسلهم إلى حزبه من المشركين وشبّههم بالرسل الصادقين، حتى استجاب لهم حزبه، ومثل رسل الله بهم لينفر عنهم، ويجعل رسله هم الصادقين العالمين بالغيب. ولما كان بين النوعين أعظم التضاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»([17]).

لذلك تجد معتقدي الإيزوتيريك يروجون له على أنه هو الحقيقة الصافية التي لا شوائب فيها، وهو علم الحياة الذي به ينكشف الغموض ويزال النقاب عن الأسرار التي حيرت المفكرين أبد الدهر!

ذلك حيث إنهم يزعمون أن هذا العلم هو وسيلة لمعرفة باطن الإنسان الغيبي، وتفعيل القوى الخارقة الخفية بداخله انطلاقًا من قولهم: “إن الإنسان سيد نفسه ومصيره”.

إنه منهج بديل عن الدين الحق، يعطي تفسيرات للغيب بكل صوره، ويعطي صفة الألوهية للإنسان.

إن علوم الإيزوتيريك ما هي إلا صورة أخرى لفلسفات الشرق الأقصى الوثنية التي تعتقد بوحدة الوجود وتناسخ الأرواح، فتلتقي في هذه الأفكار والمعتقدات.

وإنه لمن الملاحظ أن كل من يتحدّث في مثل هذه الأمور الضالة وينادي بمثل هذه الأفكار والمعتقدات المنحرفة قد بدأ طريقه بتطبيقات الطاقة الاستشفائية المختلفة؛ كالريكي والبرانا وما على شاكلتها؛ ثم تدرج به الأمر مع الوقت إلى هذه الأفكار، وكأنها خطوات تسلم بعضها إلى بعض… وصدق ربي إذ يقول محذرًا عباده المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور: 21]([18]).

ثامنًا: أهم الشبه التي يستدل بها مروجو الاستشفاء بالطاقة:

1- قولهم: هي أمور دنيوية حياتية، فالأخذ بها من باب: أنتم أعلم بأمور دنياكم:

نقول: نصوص الشريعة لا يجوز فهما بالهوى، فأمور دنيانا هي أمور صناعتنا وزراعتنا وسائر الأمور المتعلقة بالأمور الدنيوية البحتة من إدارة، وتخطيط، وتكنولوجيا، ومواصلات، واتصالات، وتقنيات، ونحوها.

أما أمور تربية ذواتنا وتزكية أنفسنا، وتهذيب أخلاقنا، وسمو أرواحنا، فهي من الأمور الدينية التي بعث الله بها محمدًا صلى الله عليه وسلم بمنهج كامل شامل نافع، والقول بغير هذا ينبع من غفلة عن كنوز الوحيين أو حصر لمفهوم الدين في الشعائر التعبدية.

قال شيخ الإسلام: “وَقَدْ يَكُونُ عُلِمَ مِنْ غَيْرِ الرَّسُولِ؛ لَكِنْ فِي أُمُورٍ دُنْيَوِيَّةٍ مِثْلِ الطِّبِّ وَالْحِسَابِ وَالْفِلَاحَةِ وَالتِّجَارَةِ. وَأَمَّا الْأُمُورُ الْإِلَهِيَّةُ وَالْمَعَارِفُ الدِّينِيَّةُ فَهَذِهِ الْعِلْمُ فِيهَا مَأْخَذُهُ عَنْ الرَّسُولِ، فَالرَّسُولُ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِهَا، وَأَرْغَبُهُمْ فِي تَعْرِيفِ الْخَلْقِ بِهَا، وَأَقْدَرُهُمْ عَلَى بَيَانِهَا وَتَعْرِيفِهَا، فَهُوَ فَوْقَ كُلِّ أَحَدٍ فِي الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالْإِرَادَةِ”([19]).

2- قولهم: الأخذ بالأسباب عبادة:

وهذه من الشبهة التي يحتج بها هؤلاء، وهي كلمة حق أريد بها باطل، فإن الأسباب المشروعة هي ما دلّ الشرع على صحتها، وكل سبب دل الشرع على بطلانه لا يجوز العمل به ولو ظهر له نفع معين.

فإن الشرع جاء بجلب المصالح ودرء المفاسد، والله عز وجل لا يحرم أمرًا إلا لما فيه من ضرر، أو عدم مصلحة للعبد.

وأهل الإيمان لا يثبتون سببًا إلا إذا ثبت بنقل صحيح أو دل عليه عقل صريح، وهم يقدّمون ما ثبت من الأسباب المشروعة على غيرها لإيمانهم وتمام توكلهم على ربهم سبحانه وتعالى.

يقول شيخ الإسلام واصفًا أهل السنة: “ويؤمنون بأن الله يردّ بما أمرهم به من الأعمال الصالحة والدعوات المشروعة ما جعله في قوى الأجسام والأنفس، ولا يلتفتون إلى الأوهام التي دلت الأدلة العقلية أو الشرعية على فسادها، ولا يعملون بما حرمته الشريعة، وإن ظن أن له تأثيرًا”([20]).

وقال أيضًا: “وجميع الأمور التي يظن أن لها تأثيرا في العالم وهي محرمة في الشرع، كالتمريجات الفلكية [تخرصات الفلكيين]، والتوجهات النفسانية كالعين، والدعاء المحرم، والرقى المحرمة، أو التمريجات الطبيعية، ونحو ذلك، فإن مضرتها أكثر من منفعتها حتى في نفس ذلك المطلوب، فإن هذه الأمور لا يطلب بها غالبا إلا أمور دنيوية، فقلّ أن يحصل لأحد بسببها أمر دنيوي إلا كانت عاقبته فيه في الدنيا عاقبة خبيثة، دع الآخرة. والمخفق من أهل هذه الأسباب أضعاف أضعاف المنجح، ثم إن فيها من النكد والضرر ما الله به عليم”([21]).

3- قولهم: ثبت نفع هذه التطبيقات بالتجربة:

نقول: العبرة عندنا ليست في ثبوت النفع أو الضرر، وإنما العبرة عندنا بثبوت كون هذا الفعل حلالًا؛ فإنه قد روى أبو داود وأحمد عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ»،  قَالَتْ: قُلْتُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ وَاللَّهِ، لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ، كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»([22]).

ثم أنه لا بد لإثبات النفع من منهجية علمية، وفهم دقيق لقانون السببية، فليس الاقتران الذي يحدث بين حصول نفع وتطبيق أمر ما كافيًا في القول بأنه سببه؛ قال ابن تيمية: “إن الشيطان زين لهم نسبة الأثر إلى ما لا يؤثر نوعًا ولا وصفًا؛ فنسبته إلى وصف قد ثبت تأثير نوعه أولى أن يزين لهم([23]).

 ثم إن مقياس النفع عند المسلم لا يطلق على النفع الدنيوي المجرد، بل يخضع لتصورات المسلم الممتدة للحياة في الدنيا والآخرة، فالنفع الدنيوي البحت لا يمكن اعتباره نفعًا إلا إذا لم يكن له ضرر ديني.

وثمة أمر آخر وهو أنه ليس كل ما فيه نفع يكون الأخذ به مباحًا، فالنفع ليس ميزان القبول والرد، وإنما شرع الله هو الميزان.

فمن المعلوم أن السحر الذي قد يؤدّي قطعًا لحصول نتائج مطلوبة ومنافع دنيوية متيقنة عند أصحابه محرم في الشريعة، وكذا في الخمر والميسر، وعماد ذلك التفريق بين القدَر الكوني والقدر الشرعي، قال ابن تيمية: “أمور قدرها الله قدرًا كونيًّا وهو لا يحبها ولا يرضاها، وتكون فتنة لبعض خلقه، ومن ذلك الأسباب المحرمة المحصلة لنفع ما، فإن الأخذ بها موجب لعقابه وسخطه، بينما الأمور التي قدرها الله قدرًا شرعيًّا فهو يحبها ويرضاها كالدعاء المشروع والصلاة والصيام ونحوه”([24]).

4- استدلالهم بالقول المشهور: اطلبوا العلم ولو في الصين:

وهذا القول من الحكم المتداولة، ومعناه صحيح، فالعلم يؤخذ من أي مكان، والرحلة في طلب العلم رحلة مباركة، ولكن لا بد من وضع ضابط يضبط “العلم”.

فليس كل علم يدرس ويؤخذ، بل لا بد أن يكون علمًا نافعًا صحيحًا، وألا يكون علمًا محرمًا في ذاته مثل الماورائيات والميتافيزيقيا “الغيب، والخصائص والطبائع المدعاة للأحجار والأشكال ونحوها، أو السحر، والكهانة والعرافة وغير ذلك، أو محرمًا لما يجر إليه من مفاسد أو صدّ عن ذكر الله عز وجل.

قال بعض أهل العلم: “علم لا يقربك إلى الله لن ينجيك غدًا من جهنم”.

وواقع كثير من هذه العلوم الوافدة لا يخرج عما ذُكر إلا قليلا؛ فما يسمى بالطاقة وتطبيقاتها وتفريعاتها ما هو على الحقيقة إلا جهل وتخرص وضلالات.

 وإن احتوى على شيء من الحق كما ثبت بتقصّي أصوله وفروعه وتطبيقاته فغالبه مخالف لصحيح النقل ولصريح العقل، فهل بعدَ هذا يسمّى علمًا ويطلب من أصقاع المعمورة؟!([25]).

تاسعًا: أهم التطبيقات العملية للاستشفاء بالطاقة:

تعرض هذه الفلسفات في المجتمع المسلم على أنها مجرد تدريبات وتطبيقات للصحة والرياضة والسعادة، وأنها منهج عصري عملي للتغيير وتفعيل الطاقة الكامنة، وطريق لتحقيق التواصل والتسامح والتفاعل بين الناس.

ولا تعرض كمذاهب فلسفية فكرية عقائدية، ويتبنون في عرض فكرتها منهج بعض أهل دول الشرق من المسلمين الذين مزجوا بينها كمنهج حياة نشؤوا عليه وبين الإسلام الذي اعتنقوه، فيطوعون فلسفة “الطاقة الكونية” لتتوافق ظاهريًّا مع المعتقد الإسلامي.

فيقولون: إن الله قد جعل في الكون طاقة كونية عليا هي ما يسمى على اختلاف الثقافات بـ”العقل الكلي، النور الأعلى، الكي، التشي، الكا، البرانا، مانا”، واسمها الإسلامي: “البركة”، فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة، وتضاعف القوة والطاقة!

وبعضهم شطح فقال: الله هو الطاقة، استدلالا بقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35]. والإنسان بحاجة دائمة إلى الطاقة الحيوية المنبثقة عنه، وهي قوته وقدرته([26]).

وأهم صور الاستشفاء بالطاقة:

1- اليوجا:

وهو مذهب فلسفي هندوسي، يهدف إلى السيطرة التامة على الجسد، وضبط القوى الحيوية، وبلوغ الكمال، ومن ثم الاتحاد بالروح، وذلك بالتصوف والتنسك، كالجلوس طويلًا من دون حركة إطلاقًا.

وجاء في (معجم ديانات وأساطير العالم) أن “يوجا” (Yoga) كلمة سنسكريتية تعني: “النير” أو “الاتحاد”، وهي مدرسة هامة في الفلسفة الهندوسية، أثّرت بقوة في الفكر الهندي، نصوصها الأساسية هي “سوترا اليوجا”، والجانب العملي في هذه الفلسفة أهم من النظري: ضبط النفس، والجلوس في وضع معين، الامتناع عن ممارسة الجنس.

وبإطلالة سريعة على أصول تلك الرياضات يتبين أنها ليست تمارين عقلية وبدنية مجردة، بل هي في الأصل طقوس وعبادات وثنية لديانات وفلسفات صوفية وكهنوتية، لها تصوراتها الباطلة عن الخالق والإنسان والكون.

غير أنها تختلط ببعض ما يكتسبه البشر من خبرات علاجية وصحية، من تمارين وحركات رياضية، قد تفيد أو لا تفيد من الناحية العقلية أو البدنية. وهذا الجانب هو الذي ترتكز عليه الدعاية لتلك الفلسفات الباطلة، فيغتر بعض الجهلة ظنًّا أنها مجرد أنشطة بدنية وعقلية بحتة، لا علاقة لها بالعقيدة، فيطمع في أن تساعده على التركيز وصفاء النفس واستجماع الطاقة الذهنية والبدنية، ثم يجد نفسه بعد ذلك منخرطًا في عقائد تلك الرياضة الفلسفية وما تفرضه من طقوس وعبادات وتصورات، لا يمكنه فصلها عن ممارسة تلك التمارين.

2- “التاي شي شوان”:

 رياضة طاوية كهنوتية صينية، تتكون من سلسلة من الحركات الدائرية، وتشبه الرقص، ويفضلون أن تمارس في الهواء الطلق.

وهي طقوس رياضية لكهنة الطاويين، ترجع جذورها إلى القرن الحادي عشر، وتنسب إلى المفكر الطاوي “شانج سان”، حيث يقال: إنه خرج يبحث عن طريقة لتطوير الروح بعيدًا عن خوض المعاناة والقسوة، فشاهد أفعى تروغ من غراب مكوّنة شكلًا دائريًّا، فصارت هذه الحركة أساسًا لرياضة القبضة التي تسعى إلى امتلاك الإنسان نفسه والسيطرة عليها.

ثم تطورت تلك الرياضة، وصارت طقوسًا يمارسها رهبان الديانة الطاوية في معابدهم، لكنها انتشرت بعد ذلك خارج المعابد بزعم أن لها فوائد صحية وعلاجية.

وتقوم فلسفة هذه الرياضة، كما يقول “لي جوان” -أحد الأساتذة الصينيين المتخصصين فيها- على الصبر والتدبير والقدرة على التأقلم والتغير، وإعادة التوازن لطاقة الحياة المعروفة “تشي”؛ بهدف سيطرة الإنسان على حالته الذهنية والوجدانية.

3- الماكروبيوتيك:

مصطلح مكون من ألفاظ يونانية قديمة، يعني: فن الصحة.

ويعد الفيلسوف الياباني “أوشاوا” هو أول من استعمل هذا المصطلح في العصور الحديثة، وتهدف فلسفته عمومًا إلى تحقيق الصحة والصفاء وإطالة الحياة بفلسفة خاصة مقتبسة من بعض الديانات الوثنية والفلسفات الهندوسية والطاوية والبوذية وغيرها.

وتعتمد على فكرة وحدة الوجود، والعمل على إيجاد توازن بين الجانب السلبي والجانب الإيجابي في الحياة، للحصول على حياة صافية نقية بعيدة عن الآلام والأمراض، والتحكم في الطاقة الكامنة في الإنسان.

ولكي يتم نشر هذا الفكر وما وراءه من معتقدات يُظهرون تلك الفلسفة على أنها تهتم بالوصول إلى النقاء وصحة البدن باختيار الأطعمة الطبيعية المناسبة وتنظيم تناولها.

وهذه في الظاهر دعاية يغتر بها من لا يعرف حقيقة تلك الفلسفة الباطلة، لأن الحقيقة هي أنها تنتهي بمتبعيها إلى الخروج من دين الإسلام، لأن هذه الفلسفة تضع لهم نظمًا تحكم حياتهم وأفكارهم تخالف الإسلام، كتحريم تناول اللحوم والأجبان والعسل، وتلزمهم بطرق مبتدعة في مضغ لقمة الطعام تصل إلى 40-60 مرة قبل بلعها، وللمريض 200 مرة.

ثم تتعدى نطاق الغذاء الذين يدعون إليه علنًا، لتصل في محاضراتهم وتعليماتهم التي يلقنونها أتباعهم ويدربونهم عليها إلى اعتقاد أن القرآن محرف من التوراة، وكره النبي صلى الله عليه وسلم، وعبادة الله تعالى بالطريقة التي يراها كل إنسان، والانطلاق في كل شيء من القناعة. ومن ثم يترك الشاب الذي يتبعهم كثيرًا من دينه، وتتخلى المسلمة عن حجابها، لأنها ولدت لديهم عدم قناعة بتلك التعاليم والعقائد الإسلامية.

ويشبه الماكروبيوتيك إلى حد كبير فلسفة المهاريشي التي هي مزيج من اليوجا وغيرها من الفلسفات الهندوسية والبوذية، إضافة إلى الفلسفة الإشراقية لأفلوطين، وفلسفة فرويد في التحليل النفسي.

يتضح من خلال النظر في تلك الرياضات الفلسفية على اختلاف أنواعها وأسمائها أن بينها عقائد وطقوسًا مشتركة؛ لأنها تعود في الغالب إلى الفلسفات والديانات الهندوسية والبوذية، منها: وجود طاقة أو قوة كامنة في الإنسان منبثقة من قوة الخالق، وهو ما يعرف بعقيدة وحدة الوجود.

وتلك الطقوس كلها تسعى بأشكال مختلفة إلى إخراج تلك الطاقة بالتوحّد مع الذات العالية، وإيجاد التناغم بين الجانبين السلبي والإيجابي اللذين يتكوّن منهما الوجود، والاستفادة من ذلك في التركيز والصحة وعلاج الأمراض، من خلال تصفية النفس، والصمت والاسترخاء والتأمل، لكنها تختلف فيما بينها في باقي العقائد والطقوس.

وينبغي هنا التحذير من مزلق خطير قد يقع فيه بعض المخدوعين بتلك الرياضات، حتى يسوّغ لنفسه اتباعها والعمل بتعاليمها، وهو سعي بعض المتبعين لتلك الرياضات إلى تأصيلها بأدلة شرعية، ومحاولة تشبيه بعض الأفكار فيها والنصائح الطبية وغيرها بما ورد في الكتاب والسنة.

وهذا مسلك غير صحيح؛ لأن التسميات إن كانت واحدة فإن مضمونها يختلف تمامًا، فمعنى كلمة إله ومدلولها لدى المسلم مثلًا ليس هو المعنى والمدلول نفسه لكلمة إله لدى الهندوسي، مع أن الكلمة واحدة، وهكذا.

وأما ما يوجد لديهم من تصورات أو أفكار قد يكون فيها بعض الصحة من بعض الجوانب، فهذا لا يعني أنها دليل على صحة فلسفتهم كلها، وإلا لصحت جميع عقائد غير المسلمين كلها لوجود اتفاق في بعض مفرداتها مع ما يفهم من القرآن الكريم، وهذا لا يقول به عاقل([27]).

4- العلاج بالريكي:

ومن أهم برامج العلاج بالطاقة العلاج بالريكي Reiki.

وكلمة ريكي مكونة من شقين: ري Rei بمعنى الروح، وكي Ki بمعنى الكونية.

والريكي اسم لمجموعة برامج تدريبية وتطبيقات استشفائية تعتمد على الاعتقاد بالطاقة الكونية، وتقدم لتطوير النفس والقدرات، ولإكساب المتدربين قوة الشفاء الذاتية، وقوة العلاج للآخرين بمجرد اللمس.

كما يدرب في مستوياته العليا على كيفية تدفيق الطاقة الكونية في الجسم للوصول إلى حالة الإشراق أو النيرفانا.

يقول مدرب الريكي المسلم: “تدرب.. تدرب فيما الكي تتدفق في داخلك حتى تتصل بالعقل الفعال”.

ويقول آخر واصفًا مشاعر ممارسي الريكي عند الوصول إلى حالة نيرفانا: “ندرك في هذه اللحظات كم نحن ضئيلون ولا نعرف إلا القليل عن جوهر الريكي، تمامًا كحبة المطر بالنسبة للمحيط، لهما نفس الطبيعة، وفي النهاية يمتزجان معًا ويصبحان شيئًا واحدًا”.

ورغم وضوح عقائد الضلال في برامج الريكي إلا أنه ينتشر في أوساط المسلمين لكون المدربين المسلمين أضفوا عليه مسحة إسلامية، وزعموا أنه صورة من صور “الرقية الشرعية” ومشتق من اسمها بلكنة أعجمية!

ومنهم من يردد بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان أستاذًا عظيمًا في تدريبات تنمية الطاقة! وحاشاه.

5- العلاج بطاقة الألوان والأحجار:

أما العلاج بطاقة الأحجار الكريمة والكريستال فيقوم على اعتقاد خصائص روحانية لها، حيث تعتبر الأحجار الكريمة والبلورات الكرستالية في الفلسفة الشرقية والمعتقدات الوثنية أحد تجليات الطاقة وصورها. ويمكن استخدامها لإعادة توازن الطاقة في الجسم أو تنشيط سريانها فيه بحيث يحدد حجرًا معينًا لمعالجة كل نوع من الأمراض.

ويتم تحديد الحجر أو الأحجار المناسبة لكل شخص وفقًا لبرجه وتاريخ مولده ولون هالة الطاقة حوله، ثم يعلقها المريض أو يتختّم بها أو يشرب ماء نقيعها أو يبتلع مسحوقها، أو يُدلّك بها من أجل التأثير على الجسم الطاقي ليحصل المريض على الصحة بل التوفيق والنجاح.

كما تفيد الأحجار بحسب المعتقدات والفلسفات الوثنية بحفظ الإنسان من الأخطار ومن العين ولدغ الثعابين. والأهم أنها تساعد الراغبين في تحقيق الهدف الفلسفي الأعلى “الاتصال بالكلي”. وإذا وضعت في حالة تأمل أو استرخاء على العين الثالثة “الجبين” فتفتح للمستشفي قدرات تنبئية بأحداث ماضية ومستقبلية.

ويحاول بعض المؤمنين بالأحجار تفسير ما يعتقدونه من خصائص شفائية ونفعية للأحجار بمعطيات ونظريات العلم الحديث، فيزعمون أن لها قوى مغناطيسية وإشعاعات وترددات ذبذبية تؤثر على جسم الإنسان مما يدلس الحقيقة ويضلل فئام الناس.

6- العلاج بالأهرام:

ومن أنواع العلاج بالطاقة «العلاج بالأهرام» Pyramid energy.

وهو أحد أنواع العلاج بالطاقة، وبحسب فلسفة الطاقة يعتبر الشكل الهرمي شكلًا هندسيًّا له خصائص فائقة في استجلاب الطاقة الكونية، كما يمتص قوى وطاقات أرضية، مما يعطي مجالًا قويًا من الطاقة في داخل الهرم تستخدم للعلاج والصحة.

ولها فوائد كبيرة على الطاقة الحيوية للإنسان تتعدى المادة إلى الروح والعقل!

فالهرم الأحمر يساعد في اكتساب النشاط واكتساب المال، والهرم الأزرق الفاتح للسمو والإلهام والتنبؤ وتكامل الشخصية والسلامة من الأمراض النفسية والعصبية، بينما الهرم الأخضر إضافة إلى علاج الأمراض المختلفة يؤثر بشكل كبير على العلاقات العاطفية، ويختص الهرم الأصفر بالعقل والتفكير وقوة التركيز.

وينصح كثير من خبراء العلاج بالطاقة مراجعيهم بوضع أهرام في غرفة النوم لتنقية الغرفة من الأشعة الضارة السلبية الناتجة من حديد التسليح في المباني الحديثة، والأشعة الضارة المنبعثة من الوصلات الكهربائية والمساعدة على نوم عميق وأحلام واضحة ومفسرة.

كما نُشرت مجسمات متنوعة أخرى كثيرة للمعالجة بالطاقة منها: الضفدع ذو الأرجل الثلاث لعلاج الفقر وجلب الثروة، وزوج البط الخشبي لجلب الحظ والحب، وسوار الطاقة وقلادة الطاقة، وقرص الطاقة الحيوي، وقلم الطاقة والبندول والدراوزينج وغيرها للعلاج المتنوع.

وبعض هذه المجسمات يظنه الناس منتجات علمية تمّت صناعتها وفق أحدث التقنيات المكتشفة في الفيزياء والنانو لتساعدهم على تحقيق مطلبهم في الصحة والنجاح!

ومن المهم تأكيد أن البرامج المعرّفة سابقًا والتطبيقات العلاجية ليست إلا أشهر ما يروج تحت اسم “العلاج بالطاقة”، وإلا فهي كثيرة جدًّا ومتلونة.

ومن المدربين المسلمين من يقدم هذه البرامج بالأسماء السابقة المعروفة بها عالميًّا والواردة في هذه الدراسة، ومنهم من يصمم برامج خاصة به بأسماء مقبولة أكثر في الثقافة العربية والإسلامية، ويضمنها أساسيات هذه الفلسفة؛ لضمان اعتماد شهادات المتدربين عنده من الاتحادات العالمية التي أنشأها عرّابو هذه الفلسفات ومسوقوها.

كما أن بعض المدربين المسلمين الذين تشربوا مبادئ هذه البرامج وبعض فلسفاتها راحوا يمزجون مبادئها ومفاهيمها الفلسفية الباطلة بما يقدمونه من برامج تدريبية مهارية صحيحة في أصلها؛ كدورة “فنون الإلقاء والتأثير” التي يُضاف إلى مادتها العلمية لوثات هذه الفلسفة، فيُدرب على تنشيط ما يسمى بمنطقة “هارا” تحت السرة.

وادّعاء أن ذلك كفيل بتحقيق مستويات عليا من الثقة بالنفس والقدرة على الثبات والتأثير في الآخرين! ومنهم من اخترع علاجًا جديدًا للطاقة بـاستخدام «طاقة الأسماء الحسنى»!([28]).

عاشرًا: أهم الدورات التي يروج من خلالها للاستشفاء بالطاقة:

1- دورات الطاقة البشرية:

 وهي دورات شاملة لأكثر مفاهيم هذه الفلسفات، وتعتمد ما يسمونه بعلم الباطن “الذات الحكيمة”، ويشمل ذلك فلسفة الجسم الأثيري والشكرات.

وتدرب كما يزعم مدربوها على اكتشاف القوة اللامحدودة للإنسان، التي تجعله قادرًا على فهم أسرار طاقة “تشي” واستخدامها في حياته اليومية والصحية.

كما تجعله قادرًا على استخدام قدرات ذاته الحكيمة في العلاج بقوة الرائعة الروحانية، وستكون يداه في حالة طاقية حسية عالية تمكنه من علاج الأمراض المختلفة.

2- دورات التدريب على الريكي:

وهي فرع من فروع الطاقة تشمل تمارين وتدريبات يزعم المدربون فيها أنهم يفتحون منافذ الاتصال بالطاقة الكونية “كي”، ويساعدون الناس على طريقة تدفيقها في أجسامهم، مما يزيد قوة الجسم وحيويته، ويعطي الجسم قوة إبراء ومعالجة ذاتية كما تعطي صاحبها بعد ذلك القدرة على اللمسة العلاجية بزعمهم.

3- دورات التدريب على التشي كونغ:

وهي فرع من فروع الطاقة، تشمل تمارين وتدريبات لتدفيق طاقة “التشي” في الجسم، والمحافظة عليها قوية ومتوازنة وسلسة في مساراتها ما يزيد مناعة الجسم ومقاومته للأمراض بزعمهم.

4- دورات التنفس العميق والتنفس التحولي:

وهي تمارين في التنفس العميق الذي يضمن دخول طاقة “البرانا” إلى داخل الجسم “البطن”، ويساعد على الدخول في مرحلة الاسترخاء الكامل.

وهو مهارة لازمة لتمارين الفروع الأخرى من الرياضات والشعور بالتناغم مع الكون والوحدة مع الكُلّي.

5- دورات التأمل الارتقائي، التأمل التجاوزي:

وهي تمارين رياضية روحية تأملية، هدفها الترقي والسمو والوصول للاسترخاء ومن ثم النرفانا، تعتمد على إتقان التنفس العميق، مع تركيز النظر في بعض الأشكال الهندسية، والرموز، والنجوم “رموز الشكرات”، وتخيّل الاتحاد بها، وقد يصاحبها ترديد ترانيم (مانترا: كلمة واحدة مكررة بهدوء ورتابة، وغالبًا هي أسماء الطواغيت الموكلة بالشكرات مثل: أوم..أوم..أوم. دام…دام…دام)، تُسمع من أشرطة بتركيز واسترخاء، وفي كلمات هذه الترانيم المسموعة عند المدربين من غير المسلمين استعانة بطواغيت عدة فمنها: (فاذر أوف ذا إيرث وي أول ثنك يو فور أول ثنج يو جيف أس).

وبرنامج التنفس التحولي والعميق Transformational Breathing وبرنامج التأمل الارتقائي التجاوزي Trancsendental Meditation، وهما برنامجان يدربان على استجلاب طاقة «البرانا» الكونية!

 ويتضمن برنامج التنفس تدريبات متنوعة على كيفية استشعار تدفق هذه الطاقة «البرانا» في الجسم، من خلال الدخول في حالة من الاسترخاء العميق الموصلة إلى مرحلة «النشوة»، حيث يتم التخلّص مما يسمونه: «الطاقات السلبية» وتحصيل السكينة والشفاء من كثير من الأمراض.

 ويُعد التنفس العميق برنامجَ تعليم روحي يُقدّم للعلاج والصحة ضمن برامج المعالجة الفلسفية “معالجة الروح والعقل والنفس معًا”.

 كذلك يُقدَّم «التنفس» كتمرين مهم في أكثر برامج «الطاقة» الأخرى؛ لأنه طريقة من طرق الدخول في حالات الوعي المغيّرة، التي تعتمد عليها أكثر هذه البرامج؛ بهدف إطلاق القدرات الكامنة عند مرحلة «اللاوعي»، التي يعتقدون أنها المرحلة التي يعيش فيها الإنسان تجربة روحية فريدة تجعله يكتشف قواه الكامنة، ويشعر بنشوة وفرح، وتقوى لديه الذاكرة والاستبصار.

لذا يتم التدريب على التنفس وممارسته في دورات طاقة، خاصة في العالم الإسلامي من أجل تحصيل خشوع دائم! ومن أجل التلذذ بالصلاة والعبادة! وفي دورات «أفكار إبداعية لحفظ القرآن الكريم» لتنشيط القدرات الخارقة للحفظ!

وأما التأمل التجاوزي فهو نوع من الطقوس المعروفة في الديانة «المهاريشية» Maharishi أخذًا من الأصول البوذية والهندوسية؛ بهدف الترقّي والسمو، وتجاوز القدرات المحدودة في الجسد البشري بالوصول للاسترخاء الكامل، والدخول في حالة من اللاوعي، ومن ثم الوصول إلى مرحلة النشوة «النيرفانا» التي يتمكن فيها الإنسان بحسب معتقدهم من استعادة القوة والصفاء لملكاته وقواه فوق البشرية، والحصول على الطمأنينة والحكمة والقدرة على شفاء نفسه من الأمراض والآفات.

ويُعرّف في صورته المروّجة ضمن برامج العلاج بالطاقة المعاصرة بأنه تقنية عقلية تتيح للعقل تجربة مراحل عليا من الفكر، تتجاوز المستوى البشري، وتصل إلى مصدر (الوعي الكامل) عند الاتحاد بالمطلق.

وتشمل تدريبات برنامج «التأمل الارتقائي» تمارين للتنفس العميق والتنفس التحولي، مع الهدوء التام والتركيز في بعض الأشكال الهندسية والرموز والنجوم، وتخيّل الاتحاد بها.

وترديد رتيب لترانيم هندوسية مقدسة أقواها بحسب أدبياتهم: (aum) «أوم… أوم…» وهو رمز الثالوث المقدس في الديانات الشرقية: الخالق والهادم والحافظ. ويعتقد الهندوس أنه الصوت الذي خلق الكون بواسطته.

6- دورات الاسترخاء:

وهي تدريبات تعتمد التنفس والتأمل مع الإيحاء الذاتي لعلاج الأرق والاكتئاب وغيره، أو للسعادة والوصول للنشوة والنرفانا “التناغم مع الطاقة الكونية”، ومن ثم النشاط والإيجابية، أو للتعامل مع العقل اللاواعي وتغيير القناعات ونحوه؛ بغرض العلاج من المشكلات النفسية.

7- دورات البرمجة اللغوية العصبية:

 مزيج من تقنيات متنوعة لتنمية مهارات الاتصال والقدرة على المحاكاة للتميز وتفعيل الطاقات، وتعتمد التدريب على الاسترخاء والقدرة على التعامل مع العقل اللاواعي.

وفي بعض المستويات المتقدمة عند بعض مدراس البرمجة تُعتمد فلسفة الطاقة وجهازها الأثيري المزعوم، ويُدرب فيها على تمارين التنفس والتأمل لتفعيل النفع به.

 وتكمن خطورة هذه الدورات في كونها البوابة للدخول في الدورات التي تعتمد فلسفة استمداد الطاقة الكونية، فبعد تمام تفعيل الطاقات الكامنة يندب إلى التدرب على تمارين استمداد الطاقة الكونية.

ومن بعدها يكون الشخص مؤهلا لدورات التدريب على استخدام الطاقات والقوى السفلية من خلال تعلم الهونا والشامانية والتارو وغيرها.

8- دورات الماكروبيوتيك:

دورات للتثقيف والتدريب الصحي، تقدّم نظامًا حياتيًّا كاملًا يعتمد على فلسفة التناغم مع الطاقة الكونية من خلال التوازن بين قوتي “الين واليانج” والوصول للسمو الروحي بزعمهم.

 وتشمل تثقيفًا صحيًّا عن الغذاء والحمية يعتمد خصائص ميتافيزيقية للأطعمة مبناها فكرة الين واليانج ووجوب التناغم بينهما، ويدعو لتجنب المنتجات الحيوانية قدر الإمكان من اللحوم والألبان والعسل، ويركز على الحبوب والشعير، ويعتني فيها عناية خاصة بالميزو الشعير المخمر.

وتعرض فلسفة الوجود وقوى الكون كأساس علمي لفهم مصطلحات الماكروبيوتيك وتطبيق نظامه في الحياة.

9- دورات التاي شي:

 تشمل تثقيفًا وتدريبًا يقدم العلم الأشمل لرياضات الطاقة: الريكي والتشي كونغ وغيرها، وتبنى على فلسفة طاقة قوة الحياة وطرق استمدادها للوصول لوحدة العقل والنفس والذهن.

10- دورات المشي على النار أو المشي على الجمر:

وهي دورات لاكتشاف القدرات الكامنة في النفس، تقدم فيها تمارين لتقوية الإرادة وتفعيل الطاقات، وتستخدم الإيحاء بالقوة الذاتية التي تمكن صاحبها من تجاوز جميع المخاطر.  فبعد تمام الإيحاء للحاضرين بالقوة والقدرة يطلب من الجميع المشي على جمر متقد بمواصفات خاصة.

وهناك دورات أخرى تم طبعها بطابع الدين الإسلامي مثل:

دورات العلاج بطاقة الأسماء الحسنى، ودورات العلاج

بأشعة: لا إله إلا الله، علاج الأمراض بالسجود عن طريق تفريغ الطاقة السلبية المتكونة في الجسم من الشهوات ومن الأشعة الكهرومغناطيسية التي أحاطت الناس بحكم استخدامهم للأجهزة الإلكترونية في الأرض عبر منافذ التفريغ في الأعضاء السبعة التي أمرنا بالسجود عليها!

وهكذا تدور فكرتها الأساسية في فلك هذه الفلسفات أيضًا، وتخدم فكرة وجود جسم أثيري ومنافذ لاستمداد الطاقة وأخرى للتفريغ… ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وربما تغيرت الأسماء والشعارات من يوم ليوم، فكل دورة لها توابع ومستويات متنوعة تعتمد جميعها فلسفات وتعاليم الديانات الصينية والهندية والديانات الوثنية التي تنادي بضرورة توازن القوى الثنائية “الين واليانج” للسمو والنرفانا، وأن طريق ذلك الاسترخاء والتنفس العميق، كما تنادي بالتأمل التجاوزي والتركيز سواء فيما هو وافد من هناك من عبارات وأشكال ورموز وترانيم شركية، أو باستبدال ذلك بتسبيحات وقرآن وذكر ورسوم وأعداد وخطوط للأسماء الحسنى؛ حتى يتم تدفق الطاقة الكونية في الجسم البشري، ومن ثم يحصل الإنسان على السعادة والصحة والنضارة والسمو الروحي بزعمهم، أو تعتمد الإيحاء والتنويم في طريق يوصل آخره للتعامل مع الأرواح والقوى السفلية والسحر([29]).

حادي عشر: أقوال أهل العلم في حكم الاستشفاء بالطاقة:

-أكد معالي الشيخ صالح الحصين والشيخ صالح الفوزان والشيخ أحمد القاضي  والشيخ أحمد الحمدان وكوكبة من المتخصصين والمتخصصات في العقيدة والمذاهب المعاصرة على خطورتها وضرورة تحذير الناس من مخاطر الأفكار الوافدة كالبرمجة وأخواتها([30]).

– وقال الشيخ عبد العزيز النغميشي: “أكثر المتخصصين في علم النفس والطب النفسي وعلماء الشرع لم يدخلوا فيها، ولم ينساقوا إليها، برغم كثرة ما قيل عن منافعها، فانسياق النخبة أمر مهم جدًّا، ونلاحظ أن معظم من انساق وراء البرمجة هم العوام”.

– وقال الشيخ خالد الشايع: “هذا الذي يسمى علم البرمجة اللغوية العصبية مما يجب تحذير أهل الإسلام من الاغترار بما فيه من الإيجابيات المغمورة بكثير من السلبيات”.

الخاتمة:

وبعد: فبيان حقيقة دورات “العلاج بالطاقة” كاف في بيان خطورتها وفسادها؛ لأن مروّجيها يموّهون باطلها، ويخلطونه ببعض الحق تلبيسًا على الناس.

فهي برامج تُخفي وراء ظاهر التدريب والتطبيب حقيقةً فلسفية وطقوسًا دينية ومعتقدات شركية، وتراثًا باطنيًّا متوارثًا في أديان الشرق.

وأي دارس للأديان الشرقية أو قارئ في المذاهب الفلسفية وعلوم الروحانيات والكواكب، بل المتصفح لبعض الكتب العامة المصنّفة في هذه الأبواب؛ يرى بوضوح التطابق الظاهر والعلاقة الوثيقة بين هذه البرامج وتلك الفلسفات والديانات.

وقد انتهت دراسات تتبّعية عقدية موسّعة في هذا المجال إلى بيان حقيقة العلاج بالطاقة بتطبيقاته المختلفة، وبينت أنه مبني على أسس فلسفية مستمدّة من الديانات الشرقية، ووثنيات الشامان، وفلسفات ملحدة شتى، أعادت «حركة العصر الجديد» في الغرب صياغتَها، وتصميمها في قوالب معاصرة، وسوقتها ونشرتها بين جميع الناس، ومنهم أصحاب الأديان السماوية، عن طريق المنهج الباطني الذي يعتمد على المزاحمة لا المواجهة، فيُرغّب الناس في إضافة تطبيقات هذه البرامج إلى حياتهم اليومية لتحقيق السعادة والصحة والسلام! دون أن يتعرضوا لاعتقاداتهم الدينية السابقة بشيء من النقد أو المخالفة.

وقد أدى انتشارها في العالم الإسلامي إلى ظهور نوع من الإلحاد روحاني الطابع، يفسر الدين والنصوص الشريفة وفق معطيات الفلسفة الشرقية الباطنية.

وقد تأثر بالفكر الباطني الذي تتضمنه هذه العلاجات والدورات فئام من المسلمين، تولوا الترويج لها ونشرها عبر مؤسّسات جديدة تدعم الفكر الباطني وتروّج لتطبيقاته.

ومن أشهرها: مجموعات سلام، ومراكز العلاج بالحكمة، والأكاديمية الدولية للتنمية الذاتية التي تقدّم لطلابها الدورات وتنظم الأمسيات التنويرية، وتقوم على ترجمة التراث الباطني وصبغه بالصبغة الإسلامية، وهو ما يحتم على المختصين والدعاة بيان حقيقة هذه العقائد الباطنية المتخفّية في لباس دورات التطوير والعلاج، والله المستعان وعليه التكلان([31]).

والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) رواه ابن ماجه (43)، وأحمد (17142)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (937).

([2]) رواه البخاري (7320).

([3]) فتح الباري (13/ 253).

([4]) http://albayan.co.uk/MGZArticle2.aspx?ID=3951

([5]) المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية فوز بنت عبد اللطيف كردي (ص: 8).

([6])http://www.albayan.co.uk/MGZArticle2.aspx?ID=3953#sthash.GCi8ar4I.dpuf

([7]) http://www.albayan.co.uk/MGZArticle2.aspx?ID=3953#sthash.GCi8ar4I.dpuf

([8])http://www.sabeily.org/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB-%D9%86%D9%82%D8%B6-%D8%A3%D8%B3%D8%B3-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA/ %D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA/ %D8%AA%D9%85%D9%87%D9%8A%D8%AF

([9]) درء تعارض العقل والنقل (5/ 258).

([10]) http://www.aljazeera.net/programs/withoutbounds/2004/6/ 3/ %D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%A9

([11]) http://www.alfowz.com/topic.php?action=topic&id=61

([12])http://www.sabeily.org/ %D8%AE%D8%AF%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9

([13]) http://www.sabeily.org/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB-%D9%86%D9%82%D8%B6-%D8%A3%D8%B3%D8%B3-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA/ %D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86/ %D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AC-%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF

([14]) https://www.youtube.com/watch?v=zmksJ7kl1Qg

([15]) https://www.youtube.com/ watch?v=qQcu4O7PaTY#t=30

([16]) http://www.sabeily.org/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB-%D9%86%D9%82%D8%B6-%D8%A3%D8%B3%D8%B3-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA/ %D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86/ %D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AC-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B0%D8%A7%D9%87%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A7

([17]) إغاثة اللهفان (1/ 253).

([18]) http://sabeily.org/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AC-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B0%D8%A7%D9%87%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B2%D9%88%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D9%83/ article/ 141

([19]) مجموع الفتاوى (13/ 136).

([20]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 238).

([21]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 211).

([22]) رواه أبو داود (3883)، وأحمد (3615)، وصححه الألباني في السنن (3883).

([23]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 233).

([24]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 223).

([25]) http://sabeily.org/%D8%B4%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D9%88-%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%AF/ %D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%85-%D8%A8%D9%85%D9%82%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D8%B7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%88%D9%84%D9%88-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86

([26]) المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية (ص: 22).

([27]) http://www.alfowz.com/topic.php?action=topic&id=61

([28]) http://www.albayan.co.uk/MGZArticle2.aspx?ID=3953

([29]) المذاهب الفلسفية الروحية الإلحادية (ص: 22).

([30]) http://sabeily.com/15-%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AA%D8%AE%D8%B5%D8%B5%D8%A9/170-%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A3%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85

([31]) http://www.albayan.co.uk/MGZArticle2.aspx?ID=3953#sthash.GCi8ar4I.dpuf

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017