الأربعاء - 26 جمادى الآخر 1447 هـ - 17 ديسمبر 2025 م

الحركة الإصلاحية النجدية ودعوى شراء ذمم المثقفين

A A

حققت حركة الإصلاح السلفي النجدي منذ انطلاقتها نجاحات وإنجازات كبيرة على المستوى الديني والسياسي ، ومن الطبيعي أن يكون لهذه النجاحات صدى سيئًا لدى الخصوم، وهذا ما دفع طائفة منهم إلى اتهامها بمختلف التهم ومواجهة إنجازاتها بحرب تشويه ودعاية كاذبة من بينها الزعم بأن القائمين على الدعوة الوهابية قاموا بشراء ذمم المثقفين مقابل الثناء على آرائهم والترويج لمشروعهم الديني والسياسي.

لم تصدر هذه الفرية من سفهاء مغمورين بل من أعلام مفكرين لهم وزنهم في قومهم وطائفتهم ، فقديمًا اتهم المفكر اللبناني أنطوان سعادة الملك عبد العزيز آل سعود باستمالة الصحفيين والمدرسين والسياسيين في لبنان والشام وفلسطين ( فيقوم هؤلاء بالإذاعة له باسم الوحدة)

ويصرح أنطوان سعادة بمخاوفه من تمدد الدعوة النجدية نحو بلاد الشام فيقول : (وكما وجدت القبائل العربية لعهد النبي أغراضها المادية في الاتحاد في الإسلام كذلك تجد القبائل العربية اليوم أغراضها المادية في العصبية الدينية الوهّابية فترمي إلى فتح جديد والاستيلاء على الأمصار المجاورة باسم الرسالة الوهّابية المعادية للسنّة والشيعة والتمدّن المسيحي الإسلاميّ العام)[1]

وفي زماننا اتهم أحد رموز الأشعرية المعاصرة الدعوة الوهابية بشراء المثقفين من أجل تغيير آرائهم السياسية او الدينية ، ومن بين هؤلاء  الشيخ محمد رشيد رضا والذي تعهد الوهابيون بدعم مجلته على حد زعم الشيخ الأشعري[2].

ويتردد هذا الإدعاء في أوساط المعارضين للدعوة النجدية ، فهو سلاحهم لمواجهة الإعجاب والثناء الذي حظيت به الدعوة من قبل المفكرين والمؤرخين وأعلام النهضة العربية والإسلامية قديمًا وحديثًا.

و سنقف عدة وقفات مع هذا الإدعاء :

أولاً: أنّ العقل يشهد بصحة مبادئ الإصلاح السلفي وبحُسنها وضرورتها كمقدمة لأي نهضة دينية أو دنيوية ، فمحاربة التصوف المنحرف ومظاهر الشرك والخرافة كالاستنجاد بالأموات والاعتقاد بقدرتهم على التصرف والتأثير في عالم الأحياء ، كل ذلك مما يتفق العقلاء على ضرورته ، و لا  يترددون في الثناء عليه ، فكل من عرف الدعوة النجدية وطبيعتها الإصلاحية أثنى عليها إلا من كانت له خصومة دينية أو سياسية مع مبادئ الإصلاح أو القائمين عليها.

فلم تأت الدعوة السلفية النجدية بأفكار منكرة ومستقحبة حتى تكون بحاجة الى من يزينها ويحسنها في أعين الناس ، ويخفي عنهم عيوبها ، بل جاءت بما ينطق الشرع والعقل بحسنه ويحض عليه ويرفض ما يناقضه .

ثانيًا: أن الدعوة فرضت على الآخرين احترامها وتقدير إنجازاتها وذلك بما حققته من إصلاحات على الصعيدين الديني والسياسي والتي أنطقت خصومها بالاعتراف بفضلها في توحيد البلاد و إنهاء الاقتتال الداخلي و بسط الأمن وإقامة شعائر الدين وإلزام الناس بأحكامه بعد تعليمهم ، ومن أشهر الخصوم الذي أقروا بفضل الدعوة :  المرجع الشيعي جعفر كاشف الغطاء[3] ، وأحمد زيني دحلان المكي ، وأمين حسن الحلواني المدني[4]

ثالثاً: أن الذين أثنوا على منجزات الدعوة النجدية من الكثرة التي يصعب معها الحكم بأنهم اتفقوا على ذلك مصانعة للقائمين على أمر الدعوة طلباً للمال أو طمعاً في مكسب مادي أو غاية سياسية.

كما أنهم على كثرتهم من مشارب مختلفة دينيًا و فكريًا وسياسيًا، وفي أزمنة مختلفة ، فمن المُحال تواطؤهم على موقف إيجابي من الدعوة وأهلها.

رابعًا: أن الثناء على الدعوة متقدم على ظهور الدولة السعودية الثالثة والتي يُتهم ملوكها وخاصة زعيمها المؤسس رحمه الله بأنه أغرى المثقفين العرب واستمالهم لجانبه .

فقد تتابع الأعلام من العرب والأجانب على الشهادة بفضل الدعوة النجدية والإعجاب بمنجزاتها ، ولو جمعنا تلك الشهادات التي سبقت قيام الدولة وقبل اكتشاف النفط في المنطقة الشرقية = فإن ذلك وحده كافٍ لإبطال هذه الفرية.

ولو اكتفينا بما كتبه الأجانب من الرحالة والدبلوماسيين والمستشرقين – على ما فيه من تشويه ومجافاة للحقائق – فإن ذلك يُغني عن التوسع في رد هذه التهمة

خامسًا :لم يثبت أن أحدًا من المثقفين أثنى على الوهابية لأغراض مادية أو سياسية ، لكن الذي ثبت هو العكس فقد أقر جميل الزهاوي الشاعر والفيلسوف البغدادي بأنه ألف كتابه (الفجر الصادق) لأسباب سياسية ، وذلك تزلفاً للدولة التركية ومسايرة لموقفها الديني والسياسي من حركة الإصلاح السلفي ، ومعلوم أنه انتصر في كتابه هذا للخرافة وهاجم الوهابية[5].

سادساً :لم يكن من السهل على المثقفين في مطلع القرن العشرين التصريح بتأييد الدعوة الوهابية أو الثناء عليها لأنها كانت تهمة في نظر الدولة  ، وكان أنصارها يتعرضون للأذى والتضييق من قبل السلطات الرسمية والنخب الدينية ورجال التصوف ،  فمن جهر منهم بموقفه الإيجابي وأبدى إعجابه بالدعوة = لم ينطق إلا عن قناعة وإيمان وجرأة على نبذ التقليد ، والوقوف في الاتجاه المعاكس للتيار السائد والمهيمن في زمانهم .

سابعًا : أن الجرأة على مثل هذه الادعاءات لا يقدح في الدعوة النجدية بقدر ما يقدح في عشرات النخب العلمية والفكرية التي أبدت موقفاً إيجابياً منها كالأمير شكيب أرسلان ومالك بن نبي وعبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي وعبد المتعال الصعيدي وعلال عبد الواحد الفاسي الفهري وغيرهم الكثير من مختلف الأقطار العربية.

ثامنًا : القول بأن الوهابيين قاموا بشراء محمد رشيد رضا مقابل تغيير آرائه الدينية هراء مردود من عدة وجوه :

أولاً : أن محمد رشيد رضا كان من دعاة الإصلاح الديني و النهضة الشاملة ، ومعلوم أن الثقافة السلفية المناهضة للقبورية كانت شائعة بين النهضويين العرب كما أشرنا لذلك في غير هذا الموضع[6]، فالسلفية لم تكن مذهبًا خاصًا برشيد رضا حتى يمكن اتهامه بمصانعة النجديين ، بل كانت ثقافة النُخب العربية الدينية والقومية.

 ثانيًا: أن القاسم المشترك الأهم بين رشيد رضا والدعوة النجدية هو محاربة المظاهر الشركية والبدع والاعتقادات الخرافية في حياة الأمة ، ومعلوم أن رشيد رضا كان تلميذاً لمحمد عبده قبل أن يعرف النجديين ، ومحمد عبده كان شيخاً عقلانياً محارباً للشرك وخرافات الطرقية ، فالنزعة الإصلاحية عند رشيد رضا مستمدة من شيخه محمد عبده ، ولم تكن بتأثير من الوهابية أو بإغراء واستمالة منهم.

ثالثًا :كانت لدى رشيد رضا نزعة عقلانية مغالية أثرت على تصوراته لجملة من المسائل الدينية كالمعجزات وبعض القضايا الغيبية مخالفا بذلك السلفيين الذين انتقدوه بسبب آرائه ، وغلاة العقلانية – كما هو معلوم – أبعد الناس عن التصوف المنحرف وأشدهم حربا لخرافاته وجهالاته ؛ بل هم في هذ الباب سلفيون قبل أن يطالعوا كتب ابن تيمية أو رسائل الدعوة النجدية.

رابعًا : صدر العدد الأول من مجلة المنار عام (1315هــ / 1898م) ، حينها لم يكن للوهابية سلطة ولا دولة ولا قدرة مالية لدعم دعوتهم ونشاطهم الديني في العالم الإسلامي ، واستمرت المجلة في الصدور لسنوات طويلة قبل نهوض الدعوة السلفية في الجزيرة العربية بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله .

خامساً : من يقف على الإنتاج الفكري لمحمد رشيد رضا فإنه سيقطع بسُخف هذا القول ، وذلك لعدة لأمور :

أ -ضخامة هذا الإنتاج من الناحية الكمية والنوعية ، فما كتبه محمد رشيد رضا يمكن جمعه في عشرات المجلدات التي حوت فكراً نيراً ووعياً متقدماً على أهل زمانه ، ودعوة للإصلاح الشامل وحربا على الجمود والخرافة والبدع ، وقد تناول في كتاباته مباحث دينية وسياسية واجتماعية دلت على عبقرية صاحبها وغيرته على الدين وحميته على أهل ملته ، فكانت بحق مناراً للإصلاح الديني على مستوى العالم الإسلامي .

فأي عاقل يصدق بعد ذلك أن هذا الجهد الفكري الهائل كان مجرد تملق من صاحب المنار للوهابية طمعاً في شيء من الدعم ، أو أن صاحب هذا الفكر يمكنه التورط بأمر خسيس كتغيير آرائه رغبة في المال ودعم نشاطه الصحفي.

ب -مخالفة شيوخه و علماء زمانه : حينما انطلق رشيد رضا في دعوته الإصلاحية عبر مجلته كان مخالفاً لتوجهات مشايخه التقليديين وعلى رأسهم حسين بن محمد الجسر[7] ، ومشايخ الأزهر في مصر وسائر الطبقة العلمائية في ذلك الزمان ، ولا يُقدم على هذه الخطوة إلا من كان مؤمناً مناضلاً من أجل فكره ودعوته.

ج-مخالفة التوجه الرسمي للدولة : المضمون الإصلاحي لدعوة رشيد رضا كان مخالفاً لسياسات الدولة التركية الحاكمة آنذاك ، وقد تعرضت مجلة المنار في مسيرتها للتضييق والمحاربة من قبل الجهات الرسمية ، فنقد الواقع والرؤى الإصلاحية الدينية لم يكن ملائمًا لسياسة الدولة.

والجرأة على تقديم طرح يخالف توجهات العلماء والسلطان على حد سواء لا يكون إلا من صاحب مبدأ وعقيدة يناضل من أجل ما يعتقده، ولا يُقدم عليه من باع ضميره ومبادئه طمعاً بالدرهم والدينار.

د-لم يكن محمد رشيد رضا يسلّم بكل ما كتبه النجديون في مسائل العقيدة ، بل كان ينشر مؤلفاتهم ويضع عليها بعض التعقليات والتعقبات في المواطن التي يخالفهم فيها ، وكانوا بدورهم يردون على انتقاداته[8].

فمحمد رشيد رضا لم يناصر النجديين إلا إيماناً بقضيتهم ومبادئهم، ولم يخالفهم فيما خالفهم فيه إلا عن قناعة وإيمان ، فهو من أشد الناس رفضًا للتبعية والتقليد فضلًا عن المداهنة والمصانعة ، بل إن استقلاليته وتحرره في الفكر والنظر دفعته للأخذ بآراء عقلانية مخالفة لما اتفق عليه المسلمون ، وجعلت السلفيين يصوبون سهام النقد نحوه بالرغم من موقفه الحميد من دعوة الإصلاح السلفي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

[1] جريدة النهضة الصادرة عن الحزب السوري القومي الاجتماعي ، العدد (2) بتاريخ (15 تشرين الأول 1937) ،وأنطوان سعادة داعية القومية السورية ومؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي

[2] مقطع على اليوتيوب لسعيد عبد اللطيف فودة بعنوان (مدرسة الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا أثرها وخطرها على الأزهر الشريف ) (https://www.youtube.com/watch?v=PGTnI4WwjE8&t=458s  )

[3] وذلك في رسالته الى الامير عبد العزيز بن محمد بن سعود الموسومة ب( منهج الرشاد لمن أراد السداد) ( ص 94 -95 ) منشورات دار الثقلين (بيروت – الطبعة الاولى 1414هـ/1994)

[4] تاريخ السلفية في العراق (ص 225-226)

[5] تاريخ السلفية في العراق (ص 195-197)

[6] انظر الورقة العلمية رقم (163) المنشورة في المركز بعنوان (الدعوة النجدية وتهمة البداوة –الجزء الثالث : الوهابية والموقف من المدنية والحضارة )  https://salafcenter.org/4970/

[7] مجلة المنار ( 1 /949 )

[8] وقد جمع الباحث الفاضل سليمان الخراشي تعقبات العالم النجدي سليمان بن سحمان على بعض تعليقات رشيد رضا على كتب أئمة الدعوة ، ونشرها في دار الصميعي عام 1430 هــ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

قواعد عامة للتعامل مع تاريخ الوهابية والشبهات عنها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يفتقِر كثيرٌ من المخالفين لمنهجية الحكم على المناهج والأشخاص بسبب انطلاقهم من تصوراتٍ مجتزأة، لا سيما المسائل التاريخية التي يكثر فيها الأقاويل وصعوبة تمييز القول الصحيح من بين ركام الباطل، ولما كانت الشبهات حول تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب كثيرة ومُتشعبة رأيت أن أضع قواعد عامة […]

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017