الخميس - 30 رجب 1446 هـ - 30 يناير 2025 م

هل شروط (لا إله إلا الله) من اختراع الوهابية؟

A A

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

من الشبهات التي يثيرها المخالفون لاعتقاد السلف ممن هم على اعتقاد الجهمية والمرجئة في الإيمان: أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد.

والجواب عن هذه الشبهة يحصل ببيان معنى هذه الشروط، ومأخذ العلماء فيها، وأصل الخلاف في هذه المسألة.

فإن أصل الخلاف في هذه المسألة الخلاف في حقيقة الإيمانن فقد أجمع سلف الأمة على أن الإيمان قول وعمل، وخالفهم في ذلك الجهمية والمرجئة والكرامية.

 والقول عند أهل السنة هو قول اللسان بالنطق بالشهادتين، وقول القلب بالتصديق بهما، والعمل هو عمل القلب وعمل الجوارح، فهذه أربعة أركان. 

ولسنا هنا بصدد بيان معاني كل ركن من هذه الأركان، والأدلة على ركنيتها في الإيمان، فقد بين ذلك العلماء في مصنفاتهم الاعتقادية، لكن المقصود أن يُعلم أنه بين كل ركن من هذه الأركان الأربعة وسائر الأركان تعلق ظاهر، ينبغي التفطن إليه وفهمه، إذ بذلك يعلم مأخذ العلماء في تعدادهم شروط (لا إله إلا الله)، وبه أيضًا تزُول كثيرٌ من شبهات المرجئة وغيرهم.

فقول القلب بينه وبين عمل القلب علاقة، وعمل القلب له بعمل الجوارح علاقة (وهي مسألة تلازم الظاهر والباطن)، وكذلك فإن قول اللسان له تعلق ظاهر بسائر الأركان.

ومن أوضح ما يدل على علاقة القلب بسائر الأركان: الشروط التي ذكرها العلماء لكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).

وقبل الخوض في ذلك، لا بد أن تعلم أن هذه الكلمة دلت على أمرين اثنين:

فدلت بمنطوقها على نفي الألوهية عما سوى الله تعالى.

ودلت أيضا على إثبات الألوهية لله تعالى.

واختُلف: هل دلت على ذلك بمنطوقها أو مفهومها؟

وهذان المدلولان من العلماء من يسميهما: ركنا (لا إله إلا الله).

والقصد هنا: أن تعلم أن ” شروط لا إله إلا الله ” شروط للنفي والإثبات، وليست للإثبات.

ومعنى: ” شروط لا إله إلا الله “: الشروط التي ينبغي تحقيقها لينجو من قال لا إله إلا الله بلسانه في الآخرة.

قال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك([1]).

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته المسماة: الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة: (شروط لا إله إلا الله:

الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا.

الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها، المنافي للشك والريب.

الثالث: الإخلاص المنافي للكذب.

الرابع: الصدق المنافي للكذب.

الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك.

السادس: الانقياد لحقوقها، وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصا لله، وطلبا لمرضاته.

السابع: القبول المنافي للرد).

وعلى هذا النحو ذكرها حفيده وتلميذه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في (فتح المجيد)([2])، وعنه أخذها تلميذُه الشيخ سليمان بن سحمان ونظمَهَا – مع نواقض الإسلام وزيادات أخرى – في نظم سماه: (أشعة الأنوار في ما تضمنته لا إله إلا الله من بعض الأسرار)، وكذلك نظمها الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في منظومته السيّارة (سلم الوصول). 

وبالنظر في هذه الشروط، تجد أن الشرط الأول والثاني وهما العلم واليقين، هما قول القلب، إذ المراد بالتصديق الذي هو قول القلب التصديق الجازم، وهو اليقين، وهو لا يتم إلا بفهم معنى المصدق به، وهذا هو العلم.

أما سائر الشروط فهي داخلة في ضمن أعمال القلب.

فيظهر من هذا الصلة التي بين قول اللسان وبين قول القلب وعمله.

وإذا تبين لك ذلك، علمت وهاء احتجاج غلاة المرجئة بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار)([3])، على نجاة من أتي بقول اللسان دون عمل القلب والجوارح، إذ أن هذا النص مطلق، وقد جاءت نصوص أخرى تقيده بالشروط المذكورة آنفًا.

1 – فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط العلم في حديث عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)([4]).

والعلم لا بدّ أن يتبعه عمل القلب محبةً وانقيادًا وخشيةً وإنابةً

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بقوله في شرح الأصبهانية ص230: (تصديق القلب يتبعه عمل القلب، فالقلب إذا صدق بما يستحقه الله تعالى من الألوهية وما يستحق الرسول من الرسالة تبع ذلك لا محالة محبة الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام وتعظيم الله عز وجل ورسوله والطاعة لله ورسوله ؛ أمر لازم لهذا التصديق، لا يفارقه إلا لعارض من كبر أو حسد أو نحو ذلك من الأمور التي توجب الاستكبار عن عبادة الله تعالى، والبغض لرسوله عليه الصلاة والسلام ونحو ذلك من الأمور التي توجب الكفر، ككفر إبليس وفرعون وقومه واليهود وكفار مكة وغير هؤلاء من المعاندين الجاحدين.

ثم هؤلاء إذا لم يُتبِعُوا التصديق بموجبه من عمل القلب واللسان وغير ذلك فإنه قد يطبع على قلوبهم حتى يزول عنها التصديق)([5]).

وقال: (الاعتقادات الإيمانية تزكي النفوس وتصلحها، فمتى لم توجب زكاة النفس ولا صلاحها فما ذاك إلا لأنها لم ترسخ في القلب، ولم تصر صفة ونعتا للنفس ولا صلاحا، وإذا لم يكن علم الإيمان المفروض صفة لقلب الإنسان لازمة له لم ينفعه، فإنه يكون بمنزلة حديث النفس وخواطر القلب، والنجاة لا تحصل إلا بيقين في القلب، ولو أنه مثقال ذرة)([6]).

2 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط اليقين بقوله (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)، وفي رواية: (فيحجب عن الجنة)([7]).

3 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط الصدق في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار)([8]). وفي رواية: (موقًنا من قلبه).

4 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط الإخلاص في حديث عتبان بن مالك وفيه  قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغى بذلك وجه الله) متفق عليه.

قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه: (وفي هذه الزيادة رد على غلاة المرجئة القائلين بأنه يكفي في الإيمان النطق من غير اعتقاد فإنهم تعلقوا بمثل هذا الحديث، وهذه الزيادة تدمغهم)([9]).

وقد أشار الحسن البصري رحمه الله تعالى إلى شرط الانقياد حين سُئِل: إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة ؟ فقال: من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كلمة الإخلاص بعد أن ذكر شيئًا من هذه الروايات: (وهذا كله إشارة إلى عمل القلب، وتحققه بمعنى الشهادتين، فتحققه بقول: لا إله إلا الله ألا يأله القلب غير الله حُبًّا ورجاءً، وخوفًا، وتوكلًا واستعانة، وخضوعًا وإنابة، وطلبًا. وتحققه بأن محمدًا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد.

وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالًا، ومحبة، وخوفا، ورجاء، وتوكلا عليه، وسؤالًا منه، ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله ونقصًا في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك)([10]).

وأعمال القلوب كثيرة، لا تنحصر في الإخلاص والمحبة، ولا تنحصر شروط لا إله إلا الله بأعمال القلوب التي ذكرت ضمن الشروط السبعة، بل التوكل والاستعانة والخشية وغير ذلك من أعمال القلوب؛ كُلُّها من الشروط أيضًا.

وعليه فإن الشروط التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن تبعه؛ فإنه لا يفهم حصرها بهذه السبعة إلا من جهة مفهوم العدد، ولا حجة به في مثل هذه المضايق.

ومما يدل على ذلك أن الشيخ حافظًا الحكمي – وهو من أشهر من ذكر هذه الشروط كما تقدم – أشار إلى شرط آخر غير هذه الشروط السبعة، مع تصريحه بأنها سبعة، حيث قال:

من قالها معتقدًا معناها = وكان عاملًا بمقتضاها

في القول والفعل ومات مؤمنا = يبعث يوم الحشر ناج آمنًا

قال في الشرح: (ومات مؤمنًا: أي: على ذلك، وهذا شرط لا بد منه فإنما الأعمال بالخواتيم)([11]).

فهذا تصريح بشرط آخر غير السبعة، مع نصه على أنها سبعة، وهذا يدل أنه لم يقصد مفهوم العدد.

وقد زاد بعض أهل العلم شرط الكفر بالطاغوت:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع = محبة وانقياد والقبول لها

وزيد ثامنها الكفران منك بما = سوى الإله من الأشياء قد ألها([12])

والتحقيق في هذا أن يقال: إن الكفر بالطاغوت هو معنى النفي الذي دلت عليه كلمة: ” لا إله إلا الله ” بمنطوقها، وهو نفي الألوهية عما سوى الله تعالى، كما تقدّم، فهو شطر كلمة التوحيد وليس شرطًا خارجًا عنها. والله أعلم.

وبعد بيان معنى شروط لا إله إلا الله، ومأخذها، وصلة ذلك بقول أهل السنة في حقيقة الإيمان، وأنه قول وعمل، يقال لمن يدعي أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد:

إما أن يكون الاكتفاء بقول اللسان لديك منجيًا عند الله تعالى، دون قول القلب ولا عمله ولا عمل الجوارح، فيلزمك حينئذٍ أن الحكم بنجاة المنافقين، وهو ما ألزم به أهل السنة الكرّامية.

وإما أن يكون ثمَّة قدرٌ زائد يشترط لديك، ومهما نازعت في شرط من الشروط التي ذكرها أهل العلم احتجّ عليك بالأدلة التي احتجّ بها أهل السنة على المرجئة والجهمية.

 فأصل النزاع مع المخالف – إذًا – في هذه المسألة إنما هو النزاع في حقيقة الإيمان، فيستدل عليه بالأدلة التي ذكرها أهل السنة في الرد على الجهمية والمرجئة والكرامية، فإذا أقر بها انتُقِل إلى الكلام معه في شروط لا إله إلا الله.

فالبحث في شروط لا إله إلا الله فرعٌ عن البحث في حقيقة الإيمان، ولا يعتَرِضُ على أئمة الدعوة النجدية في ما ذكروه في شروط لا إله إلا الله إلا مرجِىء جهمي، والله أعلم. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) رواه البخاري معلقًا.

([2]) (ص64).

([3]) أخرجه مسلم (29).

([4]) أخرجه مسلم (26).

([5]) (شرح الأصبهانية) (ص230).

([6]) (الصارم المسلول) (ص376).

([7]) أخرجه مسلم (27).

([8]) أخرجه أحمد (22353) وعبد بن حميد (117) والنسائي في «الكبرى» (10907)

([9]) (شرح النووي على مسلم) (1/244).

([10]) (مجموع رسائل ابن رجب) (3/52-53).

([11]) (2/415).

([12]) ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى هذين البيتين في أكثر من موضع، والبيت الأول ذكره الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله تعالى في حاشيته على كتاب التوحيد دون الثاني. وقال الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان في شرح فتح المجيد عند الموضع الذي ذكر فيه المؤلف الشروط السبعة: (ويضاف شرط ثامن لا بد منه، وهو الكفر بكل ما يعبد من دون الله، فلا بد أن يكفر بكل ما يخالفها، ولذلك يقول الله جل وعلا: ” فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ” [البقرة:256]، فيبدأ بالكفر بالطاغوت أولًا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017