الجمعة - 14 رمضان 1446 هـ - 14 مارس 2025 م

هل شروط (لا إله إلا الله) من اختراع الوهابية؟

A A

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

من الشبهات التي يثيرها المخالفون لاعتقاد السلف ممن هم على اعتقاد الجهمية والمرجئة في الإيمان: أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد.

والجواب عن هذه الشبهة يحصل ببيان معنى هذه الشروط، ومأخذ العلماء فيها، وأصل الخلاف في هذه المسألة.

فإن أصل الخلاف في هذه المسألة الخلاف في حقيقة الإيمانن فقد أجمع سلف الأمة على أن الإيمان قول وعمل، وخالفهم في ذلك الجهمية والمرجئة والكرامية.

 والقول عند أهل السنة هو قول اللسان بالنطق بالشهادتين، وقول القلب بالتصديق بهما، والعمل هو عمل القلب وعمل الجوارح، فهذه أربعة أركان. 

ولسنا هنا بصدد بيان معاني كل ركن من هذه الأركان، والأدلة على ركنيتها في الإيمان، فقد بين ذلك العلماء في مصنفاتهم الاعتقادية، لكن المقصود أن يُعلم أنه بين كل ركن من هذه الأركان الأربعة وسائر الأركان تعلق ظاهر، ينبغي التفطن إليه وفهمه، إذ بذلك يعلم مأخذ العلماء في تعدادهم شروط (لا إله إلا الله)، وبه أيضًا تزُول كثيرٌ من شبهات المرجئة وغيرهم.

فقول القلب بينه وبين عمل القلب علاقة، وعمل القلب له بعمل الجوارح علاقة (وهي مسألة تلازم الظاهر والباطن)، وكذلك فإن قول اللسان له تعلق ظاهر بسائر الأركان.

ومن أوضح ما يدل على علاقة القلب بسائر الأركان: الشروط التي ذكرها العلماء لكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).

وقبل الخوض في ذلك، لا بد أن تعلم أن هذه الكلمة دلت على أمرين اثنين:

فدلت بمنطوقها على نفي الألوهية عما سوى الله تعالى.

ودلت أيضا على إثبات الألوهية لله تعالى.

واختُلف: هل دلت على ذلك بمنطوقها أو مفهومها؟

وهذان المدلولان من العلماء من يسميهما: ركنا (لا إله إلا الله).

والقصد هنا: أن تعلم أن ” شروط لا إله إلا الله ” شروط للنفي والإثبات، وليست للإثبات.

ومعنى: ” شروط لا إله إلا الله “: الشروط التي ينبغي تحقيقها لينجو من قال لا إله إلا الله بلسانه في الآخرة.

قال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك([1]).

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته المسماة: الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة: (شروط لا إله إلا الله:

الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا.

الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها، المنافي للشك والريب.

الثالث: الإخلاص المنافي للكذب.

الرابع: الصدق المنافي للكذب.

الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك.

السادس: الانقياد لحقوقها، وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصا لله، وطلبا لمرضاته.

السابع: القبول المنافي للرد).

وعلى هذا النحو ذكرها حفيده وتلميذه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في (فتح المجيد)([2])، وعنه أخذها تلميذُه الشيخ سليمان بن سحمان ونظمَهَا – مع نواقض الإسلام وزيادات أخرى – في نظم سماه: (أشعة الأنوار في ما تضمنته لا إله إلا الله من بعض الأسرار)، وكذلك نظمها الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في منظومته السيّارة (سلم الوصول). 

وبالنظر في هذه الشروط، تجد أن الشرط الأول والثاني وهما العلم واليقين، هما قول القلب، إذ المراد بالتصديق الذي هو قول القلب التصديق الجازم، وهو اليقين، وهو لا يتم إلا بفهم معنى المصدق به، وهذا هو العلم.

أما سائر الشروط فهي داخلة في ضمن أعمال القلب.

فيظهر من هذا الصلة التي بين قول اللسان وبين قول القلب وعمله.

وإذا تبين لك ذلك، علمت وهاء احتجاج غلاة المرجئة بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار)([3])، على نجاة من أتي بقول اللسان دون عمل القلب والجوارح، إذ أن هذا النص مطلق، وقد جاءت نصوص أخرى تقيده بالشروط المذكورة آنفًا.

1 – فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط العلم في حديث عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)([4]).

والعلم لا بدّ أن يتبعه عمل القلب محبةً وانقيادًا وخشيةً وإنابةً

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بقوله في شرح الأصبهانية ص230: (تصديق القلب يتبعه عمل القلب، فالقلب إذا صدق بما يستحقه الله تعالى من الألوهية وما يستحق الرسول من الرسالة تبع ذلك لا محالة محبة الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام وتعظيم الله عز وجل ورسوله والطاعة لله ورسوله ؛ أمر لازم لهذا التصديق، لا يفارقه إلا لعارض من كبر أو حسد أو نحو ذلك من الأمور التي توجب الاستكبار عن عبادة الله تعالى، والبغض لرسوله عليه الصلاة والسلام ونحو ذلك من الأمور التي توجب الكفر، ككفر إبليس وفرعون وقومه واليهود وكفار مكة وغير هؤلاء من المعاندين الجاحدين.

ثم هؤلاء إذا لم يُتبِعُوا التصديق بموجبه من عمل القلب واللسان وغير ذلك فإنه قد يطبع على قلوبهم حتى يزول عنها التصديق)([5]).

وقال: (الاعتقادات الإيمانية تزكي النفوس وتصلحها، فمتى لم توجب زكاة النفس ولا صلاحها فما ذاك إلا لأنها لم ترسخ في القلب، ولم تصر صفة ونعتا للنفس ولا صلاحا، وإذا لم يكن علم الإيمان المفروض صفة لقلب الإنسان لازمة له لم ينفعه، فإنه يكون بمنزلة حديث النفس وخواطر القلب، والنجاة لا تحصل إلا بيقين في القلب، ولو أنه مثقال ذرة)([6]).

2 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط اليقين بقوله (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)، وفي رواية: (فيحجب عن الجنة)([7]).

3 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط الصدق في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار)([8]). وفي رواية: (موقًنا من قلبه).

4 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط الإخلاص في حديث عتبان بن مالك وفيه  قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغى بذلك وجه الله) متفق عليه.

قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه: (وفي هذه الزيادة رد على غلاة المرجئة القائلين بأنه يكفي في الإيمان النطق من غير اعتقاد فإنهم تعلقوا بمثل هذا الحديث، وهذه الزيادة تدمغهم)([9]).

وقد أشار الحسن البصري رحمه الله تعالى إلى شرط الانقياد حين سُئِل: إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة ؟ فقال: من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كلمة الإخلاص بعد أن ذكر شيئًا من هذه الروايات: (وهذا كله إشارة إلى عمل القلب، وتحققه بمعنى الشهادتين، فتحققه بقول: لا إله إلا الله ألا يأله القلب غير الله حُبًّا ورجاءً، وخوفًا، وتوكلًا واستعانة، وخضوعًا وإنابة، وطلبًا. وتحققه بأن محمدًا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد.

وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالًا، ومحبة، وخوفا، ورجاء، وتوكلا عليه، وسؤالًا منه، ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله ونقصًا في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك)([10]).

وأعمال القلوب كثيرة، لا تنحصر في الإخلاص والمحبة، ولا تنحصر شروط لا إله إلا الله بأعمال القلوب التي ذكرت ضمن الشروط السبعة، بل التوكل والاستعانة والخشية وغير ذلك من أعمال القلوب؛ كُلُّها من الشروط أيضًا.

وعليه فإن الشروط التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن تبعه؛ فإنه لا يفهم حصرها بهذه السبعة إلا من جهة مفهوم العدد، ولا حجة به في مثل هذه المضايق.

ومما يدل على ذلك أن الشيخ حافظًا الحكمي – وهو من أشهر من ذكر هذه الشروط كما تقدم – أشار إلى شرط آخر غير هذه الشروط السبعة، مع تصريحه بأنها سبعة، حيث قال:

من قالها معتقدًا معناها = وكان عاملًا بمقتضاها

في القول والفعل ومات مؤمنا = يبعث يوم الحشر ناج آمنًا

قال في الشرح: (ومات مؤمنًا: أي: على ذلك، وهذا شرط لا بد منه فإنما الأعمال بالخواتيم)([11]).

فهذا تصريح بشرط آخر غير السبعة، مع نصه على أنها سبعة، وهذا يدل أنه لم يقصد مفهوم العدد.

وقد زاد بعض أهل العلم شرط الكفر بالطاغوت:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع = محبة وانقياد والقبول لها

وزيد ثامنها الكفران منك بما = سوى الإله من الأشياء قد ألها([12])

والتحقيق في هذا أن يقال: إن الكفر بالطاغوت هو معنى النفي الذي دلت عليه كلمة: ” لا إله إلا الله ” بمنطوقها، وهو نفي الألوهية عما سوى الله تعالى، كما تقدّم، فهو شطر كلمة التوحيد وليس شرطًا خارجًا عنها. والله أعلم.

وبعد بيان معنى شروط لا إله إلا الله، ومأخذها، وصلة ذلك بقول أهل السنة في حقيقة الإيمان، وأنه قول وعمل، يقال لمن يدعي أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد:

إما أن يكون الاكتفاء بقول اللسان لديك منجيًا عند الله تعالى، دون قول القلب ولا عمله ولا عمل الجوارح، فيلزمك حينئذٍ أن الحكم بنجاة المنافقين، وهو ما ألزم به أهل السنة الكرّامية.

وإما أن يكون ثمَّة قدرٌ زائد يشترط لديك، ومهما نازعت في شرط من الشروط التي ذكرها أهل العلم احتجّ عليك بالأدلة التي احتجّ بها أهل السنة على المرجئة والجهمية.

 فأصل النزاع مع المخالف – إذًا – في هذه المسألة إنما هو النزاع في حقيقة الإيمان، فيستدل عليه بالأدلة التي ذكرها أهل السنة في الرد على الجهمية والمرجئة والكرامية، فإذا أقر بها انتُقِل إلى الكلام معه في شروط لا إله إلا الله.

فالبحث في شروط لا إله إلا الله فرعٌ عن البحث في حقيقة الإيمان، ولا يعتَرِضُ على أئمة الدعوة النجدية في ما ذكروه في شروط لا إله إلا الله إلا مرجِىء جهمي، والله أعلم. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) رواه البخاري معلقًا.

([2]) (ص64).

([3]) أخرجه مسلم (29).

([4]) أخرجه مسلم (26).

([5]) (شرح الأصبهانية) (ص230).

([6]) (الصارم المسلول) (ص376).

([7]) أخرجه مسلم (27).

([8]) أخرجه أحمد (22353) وعبد بن حميد (117) والنسائي في «الكبرى» (10907)

([9]) (شرح النووي على مسلم) (1/244).

([10]) (مجموع رسائل ابن رجب) (3/52-53).

([11]) (2/415).

([12]) ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى هذين البيتين في أكثر من موضع، والبيت الأول ذكره الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله تعالى في حاشيته على كتاب التوحيد دون الثاني. وقال الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان في شرح فتح المجيد عند الموضع الذي ذكر فيه المؤلف الشروط السبعة: (ويضاف شرط ثامن لا بد منه، وهو الكفر بكل ما يعبد من دون الله، فلا بد أن يكفر بكل ما يخالفها، ولذلك يقول الله جل وعلا: ” فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ” [البقرة:256]، فيبدأ بالكفر بالطاغوت أولًا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017