الأحد - 16 صفر 1447 هـ - 10 أغسطس 2025 م

هل شروط (لا إله إلا الله) من اختراع الوهابية؟

A A

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

من الشبهات التي يثيرها المخالفون لاعتقاد السلف ممن هم على اعتقاد الجهمية والمرجئة في الإيمان: أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد.

والجواب عن هذه الشبهة يحصل ببيان معنى هذه الشروط، ومأخذ العلماء فيها، وأصل الخلاف في هذه المسألة.

فإن أصل الخلاف في هذه المسألة الخلاف في حقيقة الإيمانن فقد أجمع سلف الأمة على أن الإيمان قول وعمل، وخالفهم في ذلك الجهمية والمرجئة والكرامية.

 والقول عند أهل السنة هو قول اللسان بالنطق بالشهادتين، وقول القلب بالتصديق بهما، والعمل هو عمل القلب وعمل الجوارح، فهذه أربعة أركان. 

ولسنا هنا بصدد بيان معاني كل ركن من هذه الأركان، والأدلة على ركنيتها في الإيمان، فقد بين ذلك العلماء في مصنفاتهم الاعتقادية، لكن المقصود أن يُعلم أنه بين كل ركن من هذه الأركان الأربعة وسائر الأركان تعلق ظاهر، ينبغي التفطن إليه وفهمه، إذ بذلك يعلم مأخذ العلماء في تعدادهم شروط (لا إله إلا الله)، وبه أيضًا تزُول كثيرٌ من شبهات المرجئة وغيرهم.

فقول القلب بينه وبين عمل القلب علاقة، وعمل القلب له بعمل الجوارح علاقة (وهي مسألة تلازم الظاهر والباطن)، وكذلك فإن قول اللسان له تعلق ظاهر بسائر الأركان.

ومن أوضح ما يدل على علاقة القلب بسائر الأركان: الشروط التي ذكرها العلماء لكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).

وقبل الخوض في ذلك، لا بد أن تعلم أن هذه الكلمة دلت على أمرين اثنين:

فدلت بمنطوقها على نفي الألوهية عما سوى الله تعالى.

ودلت أيضا على إثبات الألوهية لله تعالى.

واختُلف: هل دلت على ذلك بمنطوقها أو مفهومها؟

وهذان المدلولان من العلماء من يسميهما: ركنا (لا إله إلا الله).

والقصد هنا: أن تعلم أن ” شروط لا إله إلا الله ” شروط للنفي والإثبات، وليست للإثبات.

ومعنى: ” شروط لا إله إلا الله “: الشروط التي ينبغي تحقيقها لينجو من قال لا إله إلا الله بلسانه في الآخرة.

قال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك([1]).

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته المسماة: الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة: (شروط لا إله إلا الله:

الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا.

الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها، المنافي للشك والريب.

الثالث: الإخلاص المنافي للكذب.

الرابع: الصدق المنافي للكذب.

الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك.

السادس: الانقياد لحقوقها، وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصا لله، وطلبا لمرضاته.

السابع: القبول المنافي للرد).

وعلى هذا النحو ذكرها حفيده وتلميذه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في (فتح المجيد)([2])، وعنه أخذها تلميذُه الشيخ سليمان بن سحمان ونظمَهَا – مع نواقض الإسلام وزيادات أخرى – في نظم سماه: (أشعة الأنوار في ما تضمنته لا إله إلا الله من بعض الأسرار)، وكذلك نظمها الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في منظومته السيّارة (سلم الوصول). 

وبالنظر في هذه الشروط، تجد أن الشرط الأول والثاني وهما العلم واليقين، هما قول القلب، إذ المراد بالتصديق الذي هو قول القلب التصديق الجازم، وهو اليقين، وهو لا يتم إلا بفهم معنى المصدق به، وهذا هو العلم.

أما سائر الشروط فهي داخلة في ضمن أعمال القلب.

فيظهر من هذا الصلة التي بين قول اللسان وبين قول القلب وعمله.

وإذا تبين لك ذلك، علمت وهاء احتجاج غلاة المرجئة بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار)([3])، على نجاة من أتي بقول اللسان دون عمل القلب والجوارح، إذ أن هذا النص مطلق، وقد جاءت نصوص أخرى تقيده بالشروط المذكورة آنفًا.

1 – فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط العلم في حديث عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)([4]).

والعلم لا بدّ أن يتبعه عمل القلب محبةً وانقيادًا وخشيةً وإنابةً

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بقوله في شرح الأصبهانية ص230: (تصديق القلب يتبعه عمل القلب، فالقلب إذا صدق بما يستحقه الله تعالى من الألوهية وما يستحق الرسول من الرسالة تبع ذلك لا محالة محبة الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام وتعظيم الله عز وجل ورسوله والطاعة لله ورسوله ؛ أمر لازم لهذا التصديق، لا يفارقه إلا لعارض من كبر أو حسد أو نحو ذلك من الأمور التي توجب الاستكبار عن عبادة الله تعالى، والبغض لرسوله عليه الصلاة والسلام ونحو ذلك من الأمور التي توجب الكفر، ككفر إبليس وفرعون وقومه واليهود وكفار مكة وغير هؤلاء من المعاندين الجاحدين.

ثم هؤلاء إذا لم يُتبِعُوا التصديق بموجبه من عمل القلب واللسان وغير ذلك فإنه قد يطبع على قلوبهم حتى يزول عنها التصديق)([5]).

وقال: (الاعتقادات الإيمانية تزكي النفوس وتصلحها، فمتى لم توجب زكاة النفس ولا صلاحها فما ذاك إلا لأنها لم ترسخ في القلب، ولم تصر صفة ونعتا للنفس ولا صلاحا، وإذا لم يكن علم الإيمان المفروض صفة لقلب الإنسان لازمة له لم ينفعه، فإنه يكون بمنزلة حديث النفس وخواطر القلب، والنجاة لا تحصل إلا بيقين في القلب، ولو أنه مثقال ذرة)([6]).

2 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط اليقين بقوله (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)، وفي رواية: (فيحجب عن الجنة)([7]).

3 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط الصدق في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار)([8]). وفي رواية: (موقًنا من قلبه).

4 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط الإخلاص في حديث عتبان بن مالك وفيه  قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغى بذلك وجه الله) متفق عليه.

قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه: (وفي هذه الزيادة رد على غلاة المرجئة القائلين بأنه يكفي في الإيمان النطق من غير اعتقاد فإنهم تعلقوا بمثل هذا الحديث، وهذه الزيادة تدمغهم)([9]).

وقد أشار الحسن البصري رحمه الله تعالى إلى شرط الانقياد حين سُئِل: إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة ؟ فقال: من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كلمة الإخلاص بعد أن ذكر شيئًا من هذه الروايات: (وهذا كله إشارة إلى عمل القلب، وتحققه بمعنى الشهادتين، فتحققه بقول: لا إله إلا الله ألا يأله القلب غير الله حُبًّا ورجاءً، وخوفًا، وتوكلًا واستعانة، وخضوعًا وإنابة، وطلبًا. وتحققه بأن محمدًا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد.

وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالًا، ومحبة، وخوفا، ورجاء، وتوكلا عليه، وسؤالًا منه، ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله ونقصًا في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك)([10]).

وأعمال القلوب كثيرة، لا تنحصر في الإخلاص والمحبة، ولا تنحصر شروط لا إله إلا الله بأعمال القلوب التي ذكرت ضمن الشروط السبعة، بل التوكل والاستعانة والخشية وغير ذلك من أعمال القلوب؛ كُلُّها من الشروط أيضًا.

وعليه فإن الشروط التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن تبعه؛ فإنه لا يفهم حصرها بهذه السبعة إلا من جهة مفهوم العدد، ولا حجة به في مثل هذه المضايق.

ومما يدل على ذلك أن الشيخ حافظًا الحكمي – وهو من أشهر من ذكر هذه الشروط كما تقدم – أشار إلى شرط آخر غير هذه الشروط السبعة، مع تصريحه بأنها سبعة، حيث قال:

من قالها معتقدًا معناها = وكان عاملًا بمقتضاها

في القول والفعل ومات مؤمنا = يبعث يوم الحشر ناج آمنًا

قال في الشرح: (ومات مؤمنًا: أي: على ذلك، وهذا شرط لا بد منه فإنما الأعمال بالخواتيم)([11]).

فهذا تصريح بشرط آخر غير السبعة، مع نصه على أنها سبعة، وهذا يدل أنه لم يقصد مفهوم العدد.

وقد زاد بعض أهل العلم شرط الكفر بالطاغوت:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع = محبة وانقياد والقبول لها

وزيد ثامنها الكفران منك بما = سوى الإله من الأشياء قد ألها([12])

والتحقيق في هذا أن يقال: إن الكفر بالطاغوت هو معنى النفي الذي دلت عليه كلمة: ” لا إله إلا الله ” بمنطوقها، وهو نفي الألوهية عما سوى الله تعالى، كما تقدّم، فهو شطر كلمة التوحيد وليس شرطًا خارجًا عنها. والله أعلم.

وبعد بيان معنى شروط لا إله إلا الله، ومأخذها، وصلة ذلك بقول أهل السنة في حقيقة الإيمان، وأنه قول وعمل، يقال لمن يدعي أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد:

إما أن يكون الاكتفاء بقول اللسان لديك منجيًا عند الله تعالى، دون قول القلب ولا عمله ولا عمل الجوارح، فيلزمك حينئذٍ أن الحكم بنجاة المنافقين، وهو ما ألزم به أهل السنة الكرّامية.

وإما أن يكون ثمَّة قدرٌ زائد يشترط لديك، ومهما نازعت في شرط من الشروط التي ذكرها أهل العلم احتجّ عليك بالأدلة التي احتجّ بها أهل السنة على المرجئة والجهمية.

 فأصل النزاع مع المخالف – إذًا – في هذه المسألة إنما هو النزاع في حقيقة الإيمان، فيستدل عليه بالأدلة التي ذكرها أهل السنة في الرد على الجهمية والمرجئة والكرامية، فإذا أقر بها انتُقِل إلى الكلام معه في شروط لا إله إلا الله.

فالبحث في شروط لا إله إلا الله فرعٌ عن البحث في حقيقة الإيمان، ولا يعتَرِضُ على أئمة الدعوة النجدية في ما ذكروه في شروط لا إله إلا الله إلا مرجِىء جهمي، والله أعلم. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) رواه البخاري معلقًا.

([2]) (ص64).

([3]) أخرجه مسلم (29).

([4]) أخرجه مسلم (26).

([5]) (شرح الأصبهانية) (ص230).

([6]) (الصارم المسلول) (ص376).

([7]) أخرجه مسلم (27).

([8]) أخرجه أحمد (22353) وعبد بن حميد (117) والنسائي في «الكبرى» (10907)

([9]) (شرح النووي على مسلم) (1/244).

([10]) (مجموع رسائل ابن رجب) (3/52-53).

([11]) (2/415).

([12]) ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى هذين البيتين في أكثر من موضع، والبيت الأول ذكره الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله تعالى في حاشيته على كتاب التوحيد دون الثاني. وقال الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان في شرح فتح المجيد عند الموضع الذي ذكر فيه المؤلف الشروط السبعة: (ويضاف شرط ثامن لا بد منه، وهو الكفر بكل ما يعبد من دون الله، فلا بد أن يكفر بكل ما يخالفها، ولذلك يقول الله جل وعلا: ” فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ” [البقرة:256]، فيبدأ بالكفر بالطاغوت أولًا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

جواب الاعتراضات على القدر المشترك (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: كنا كتبنا ورقةً علمية بمركز سلف للبحوث والدراسات حول مفهوم القدر المشترك، ووضّحناه وقربناه للعامة، وبقِيَت اعتراضات يوردها بعضهم عليه، وقد تُلبس على العامة دينَهم، وهذه الاعتراضات مثاراتُ الغلط فيها أكثرُ من أن تحصى، وأوسعُ من أن تحصَر، وبعضها ناتج عن عُجمة في اللسان، وبعضها أنشأه أصحابه على […]

ترجمة الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس (1349-1447هـ / 1931-2025م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها *** متى يمت عالمٌ منها يمُت طرَف كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلّ بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلَف قال العلامةُ ابن القيم رحمه الله: “إن الإحـاطـة بـتراجم أعـيـان الأمـة مطلوبـة، ولـذوي الـمعـارف مـحبوبـة، فـفـي مـدارسـة أخـبـارهم شـفـاء للعليل، وفي مطالعة […]

‏‏ترجمة الشَّيخ محمد بن سليمان العُلَيِّط (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ أبو عمر محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن حمد العُلَيِّط. ويبدو أن اشتقاق اسم الأسرة (العُلَيِّط) من أعلاط الإبل، وهي من أعرق الأسر القصيمية الثريَّة وتحديدا في مدينة بريدة، والتي خرج من رَحِمها الشيخ العابد الزاهد الوَرِع التقيّ محمد العُلَيِّط([2]). مولده: كان مسقط رأسه […]

الأوراد الصوفية المشتهرة في الميزان

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الذكرَ من أعظم العبادات القلبية واللفظية التي شرعها الله لعباده، ورتَّب عليها الأجور العظيمة، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، وقال سبحانه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على الأذكار الشرعية، وعلَّمها أصحابَه، وكان يرشِدهم إلى أذكار الصباح […]

مناقشة دعوى الرازي: “عدم هداية القرآن إلى العلم بالله وأنبيائه”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا جرم أن الله أنزل علينا قرآنا بدأه بوصفه: {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} من إنس وجان، وتولَّى بنفسه حفظه لفظًا ومعنًى، وبَيَّنَه أتم بيان، وجعله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وحرَّر وفنَّد الشبهات التي ترِد على الفؤاد قبل أن ينطق بها لسان، فجلُّ ما استطاعه من […]

أصول الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عن معاوية رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ»([1]). العلم هو أفضل ما رغب فيه […]

أشهر من امتُحنوا في مسألة خلق القرآن

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة إن فتنة القول بخلق القرآن من أعظم الفتن التي مرت بالأمة الإسلامية، وأشد المحن التي امتحن الله بها كثيرًا من العلماء والصالحين، حيث تعرض لها أئمة أعلام وفقهاء كبار، فثبتوا على الحق، ورفضوا الخضوع للبدع وأصحابها، وأفنوا أعمارهم في الذب عن عقيدة أهل السنة والجماعة، مؤكدين أن القرآن […]

بيانُ مركزِ سلف في الردِّ على فتوى دار الإفتاء المصريَّة بجواز طَلَب المدَدِ من الأموات

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومنِ اهتدَى بهداه. أما بعد: فقد أصدَرت دارُ الإفتاء المصريّة فتوى تجيزُ فيها طلَبَ المدَدِ منَ الأموات، وهو ما يُعدُّ من المسائل العظيمةِ التي تمُسُّ أصلَ الدين وتوحيدَ ربِّ […]

ردّ ما نُسِب إلى الإمام مالك رحمه الله من (جواز قتل ثُلُث الأُمَّة لاستصلاح الثلثين)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إن حفظ النفس من المقاصد الضرورية الخمس التي اتفقت في شأنها الشرائع، وبمراعاتها يستقر صلاح الدنيا والآخرة، وجاءت الشريعة الإسلامية بمراعاتها من جهتي الوجود والعدم. وبذل فقهاء المسلمين جهودهم في بيان تلك التشريعات والأحكام المتعلقة بحفظ النفس، إذ بها تنتظم حياة الناس وشؤونهم. ومما نُسِب إلى الإمام مالك […]

مشاهد وقباب آل البيت في بلاد الشام .. بين الحقيقة والخرافة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر في تاريخ بناء المشاهد والقباب في العالم الإسلامي يدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الذي ساعد على نشر هذه البدعة السياسيون من أتباع المذاهب الباطنية التي تزعم الانتساب للتشيع لآل البيت، فالقرامطة والبويهيون والحمدانيون أول من بدأ ببناء الأضرحة كمزارات مقدّسة كالضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب؛ […]

المنهج العلموي في العلوم التجريبية… تقويم ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: شهد التاريخ الإسلامي ازدهارًا غير مسبوق في مجال العلوم التجريبية خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية، حيث لم يكن العلم مفصولًا عن الدين، بل كان الاستكشاف العقلي للظواهر الطبيعية يُعدّ جزءًا من عبادة الله والتأمل في خلقه. فقد أسّس الحسن بن الهيثم منهجًا تجريبيًّا في دراسة الضوء والرؤية، […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017