الأربعاء - 08 ذو الحجة 1446 هـ - 04 يونيو 2025 م

لماذا لم تفرض الشريعةُ الحجابَ على الرجالِ منعًا من افتتان النِّسَاء؟

A A

 

إن الشريعة الإسلامية نادت بالعِفَّة، وحرّمت الزنا ومقدِّماته، وشرعت من الأحكام بين الجنسين ما روعي فيه طبيعة كل منهما، ومن جملة تلك الأحكام: فرض الحجاب على المرأة.

وقد أثار دعاة السفور والتهتّك والانحلال شبهاتٍ حول حجاب المرأة، ومن تلك الشبهات قولهم: ما دام الأمرُ بالحجاب من أجْل الفِتنة، وأخَذنا مسألةَ الفِتنة مأخَذًا جادًّا، فلماذا لا يكون من حقِّ النساء أنْ يُطالِبْن بحَجْب الرجال؛ لأنَّهم يَفتِنونهنَّ، ولأنَّ الرجُل الجميل يُثير في المرأة ما تُثيره المرأة الجميلة في الرجُل، فلا بد من أمر الرجل بالحجاب كما تؤمر المرأة بذلك.

ولا يخفى أن الأمر بالحجاب أمرٌ منَ الله تعالى، وليس قولًا قال به الفقهاءُ من باب المَصلَحة والسياسة حتى يُعتَرض عليهم بقُصور نظَرِهم، وعدمِ قِيامهم بسياسةٍ عادلة وقياس صحيح، وإنَّما هو تشريع نصَّ عليه القرآنُ، وبعبارة بعض أهل العِلم نقول: الحجابُ منَ الشرع المُنزَّل، لا منَ الشرعِ المؤَوَّل، والشرع المُنزَّل مُلزِم لكافَّة الخلائق، في جميع الأعصار والأمصار، فالاعتراض على فرض الحجاب على المرأة اعتراض على العليم الخبير جلّ وعلا.

يقول ابن القطان الفاسي: (لا خلاف في جواز إبداء الرجال شعورهم وأذرعهم وسوقهم، سواء بحضرة الرجال أو بحضرة النساء، وشعر المرأة وساقها لا يحلّ للأجنبي أن ينظر إليهما إجماعًا)([1]).

والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:

الوجه الأول: أن الشريعة لم تهمل افتتان النساء بجمال الرجال: فإن القول بعدم وجوب الحجاب للرجال لا يلزم منه إباحة التعري للرجال، بل إن الشريعة أمرت المرأة بغض البصر عن الرجال، يقول تعالى: {وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ ‌يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31]. ولا نزاع بين الفقهاء أن المرأة إن قصدت اللذة وخافت الفتنة بنظرها إلى الرجل حرم نظرها إليه([2]).

كما أن الشريعة أتت بتحريم الاختلاط بين الجنسين، الذي هو من أعظم أسباب افتتان النساء بالرجال ووقوعهن في المحظور، لا سيما مع طول المكث.

وأهل الفِقه يَذكُرون منَ الفروع الفقهيَّة ما يُفيد في سدِّ ذَريعة الفساد في باب فِتنة النِّساء بالرجال، ولا يَقصُرون الحديثَ على فِتنة الرجال بالنساء، فمِن ذلك أنَّ بعض الفقهاء نصُّوا في مَسائل الحِسْبة على أنَّه: (مهما كان الواعظُ شابًّا مُتزَينًا للنساء في ثِيابه وهَيئته، كثيرَ الأشعار، والإشارات والحركات، وقد حضَر مَجلسَه النساءُ؛ فهذا مُنكَر يجِب المنعُ منه؛ فإنَّ الفساد فيه أكثرُ منَ الصلاح، ويُتَبيَّن ذلك منه بقرائنِ أحواله، بل لا ي الورَعُ، وهيئتُه السكينةُ والوقارُ، وزيُّه زيُّ الصالحين، وإلا فلا يَزداد الناسُ به إلا تماديًا في الضَّلال)([3]).

ومن طريف ما يذكر في هذا ما جاء في ترجمة أبي الحسن الواعظ المعروف بـ(المصري): (أنه كان له مجلس يتكلم فيه ويعظ، وكان يحضر مجلس وعظه رجال ونساء، فكان يجعل على وجهه بُرقُعًا تخوّفًا أن يفتتن به النساء من حسن وجهه)([4]).

ولا ندّعي أن ما فعله هذا الواعظ هو المأمور به شرعًا، لكن القصد أننا لا ننكر أصل افتتان النساء بجمال الرجال، وأن الشريعة أتت بكل ما يسُدُّ ذريعَةَ الفتنة.

الوجه الثاني: أن ما يجذب المرأة في الرجل ليس هو ما يجب الرجل في المرأة:

يقول الشيخ رشيد رضا في بيان الفرق بين ما يجذب المرأة في الرجل وما يجذب الرجل في المرأة: (يحسب أكثرُ الرجال أن للحُسْن والجمال سُلطانًا على قلوب النساء لا يدع فيه لغيره أمرًا ولا نهيًا، وأن شَغَف النساء بالحُسن يعلو شغفَ الرجال به، فلو أُطلِقت لهُنَّ الحرية في تخيُّر الأزواج لما اختَرْنَ إلا ذا الوجهِ الجميلِ والطرفِ الكحيل، وإن كان خسيسَ الأبوين صِفْرَ اليدين عادمَ الفضيلتين: فضيلةَ العلم والأدب، هذا هو الوجه في الحجر عليهنَّ أن يتخيَّرنَ لأنفسهن، فإنَّهُنَّ يتَّبِعن الهوى دون المصلحة، فيُصبحن على ما فعلنَ نادماتٍ بعد أن يُقاسِين من استبدادِ سُلطان الجمال ما لا طاقةَ لهُنَّ به ولا احتمال.

وهذا الحسبان خطأ، سبَبُه قياسُ أحدِ الصنفين على الآخر، وهو السببُ في تصدِّي حِسَان الوجوه من الشُّبان لتصبِّي النساء وإغوائهِن، وقد يُعدُّ نجاحهم في التَّصبِّي دليلًا على صحة القياس، وما هو بدليلٍ إلا عند من يجهل التعليل.

إن الفتنة بالجمال أولَعُ بالرجال منها بالنساء، فيقلُّ في النساء من فُتَنت بجمال الرجال، كامرأة عزيز مصر وصواحِبِها، ولا يتناول الإحصاءُ عددَ الرجال الذين فُتِنوا بجمال النساء كبني عُذْرةَ، وأمثال بني عُذْرةَ من جميع القبائل والشعوب، هذا هو السببُ عندي في شكوى الرجال من قِلَّةِ الوفاءِ في النساء.

إنما يَفتِن المرأة من الرجال تحبُّبُه إليها، فهي مجنونة في حُبِّ الحُبِّ، أي: حبِّ أن يُحبَّها الرجل، كما قالت علية بنت المهدي حكاية عن نَحيزَةِ صنفها([5]):

تحبَّبْ فإن الحُبَّ داعيةُ الحب

فهُنَّ يُفتنَّ بالرجال على قدر تصبِّيهم لهُنَّ، وتحبُّبِهم إليهنَّ، إذا هُنَّ صدَّقنَ، وأمِنَّ الخِلابَة والحيلة، وما أسرع تصديقَ الفتاة الغرِّ لوحي العيون، وانخداعَها بقول الزور، واستسلامَها للوُدِّ الممذوق والحُبِّ المصنوع، بل هي فتنةٌ لا تكادُ تسلمُ منها العوان([6]) التي مارست الرجال وعرفت الزمان.

قرأتُ قصةً (روايةً) في امرأة كانت تُدعى (فاتنةَ باريس)، وكانت تهوي إليها أفئدةُ الرجال، وتُمطرُها سحائبُ الأموال، فتفوز لديها آمالٌ وتخيبُ آمال، حتى إذا ما عرض لها مرضٌ حال له لونُها، وحال بين طلاب التمتُّع وبينها، انفضَّ مِن حولها الناس، إلا رجلًا واحدًا كان الحبُّ قد أخذه عن نفسه، ورانَ على عقله وحسِّه، ثم اختطفه من طبيعةِ الرجال، وطار به في فضاء الخيال، ولم تلبَثِ المرأة أن أفاقت من غشيةِ المرض، فلم ترَ من تلك الجُمُوع إلا ذلك الرجل، فاعتقدت أنه محبٌّ لها مُخلصٌ في حُبِّه، فاصطنعته لنفسها، وثابَتْ على يديه إلى رُشدِها، وهجرَتْ الرجال وهاجرَتْ معه من باريس إلى أريافها، وهُناك تزوَّجَت به ومَكَّنته من جميع ما تملك.

هذا الذي ذكرتُه من افتتان النساء بالتحبُّبِ والتصبي هو العلَّةُ الأولى فيما هو معروفٌ بين الناس من ميل نساء المدن إلى المُتَوَرِّنينَ والمُتطرِّسِين([7])، وزهدهنَّ في أهل العلم والدين، فهُنَّ يعتقدْنَ أنَّ هؤلاء في شُغُلٍ عنهُنَّ، وأنَّ أولئك لم يُبالِغُوا في التطيُّب والتزيُّن إلا لأجلِهِنَّ، ثم صار ذلك عادةً موروثةً فيهنَّ، وقد فشَتْ هذه العادةُ السوءُ في بيوتِ المُترفين من أهل مصر وغيرها، حتى إن العذارى ليقْتَرِحن أنْ يُغيِّر الخاطبُ لهن زِيَّهُ العلميَّ إن كان عالمًا، وقد يكون هذا التغيير وبالًا عليهِنَّ بعدَ الزواج، لأنَّه يُسهِّل على صاحبِه الدُّخول في بُيوتِ الفِسْق التي تَخرِب بيتهما وتُوقِع بينهما.

أما أهل البادية ومَن في حكمهم فإنَّ نِساءَهم لا يمِلْن إلا لمن اشتَهر بالشجاعةِ والشهامةِ والرُّجُوليَّةِ والكرمِ، وبهذه الصفات يتقرَّبُ الرجال إلى النساء عندهم، ولو وُجِد في المُدن شُبَّانٌ يُعرَفُون بهذه الصفات لما فضَّل النساء عليهم أحدًا، فإنَّ من صفات الفِطْرة أن تُحبَّ المرأة من الرَّجُل ما هو من شأنِ الرُّجُوليَّةِ، والعكسُ بالعكسِ، وهذا الذي يُحكى عن نساء الأمصار من وَلَعِهنَّ بالمُخنَّثِين ومن يقرُب منهم هو من فسادِ الفِطْرة.

وقد كان من حُسن تربية النساء في بلاد الإنكليز أنَّهُن قَرُبنَ من الفطرة السليمة، فقد اقتُرح عليهنَّ في بعض الجرائد أن يذكرنَ أحبَّ صفات الرجال إليهنَّ، فكان الجواب -مِن أكثرِ من أجبن- ناطقًا بحُبِّ صفاتِ الرُّجُوليَّةِ من الشجاعة والاستقلال والسُّلطَة عليهنَّ)([8]).

والقصد أن جمال المرأة الجسدي يحرك في الرجل ما لا يحركه جمال الرجل الجسدي في المرأة، والفرق بين المرأة والرجل في ذلك أمرٌ بدهي، لو تأمله دعاة التعري والسفور لأقروا به.

والدليل على إدراكهم لهذا الفرق تسليعهم لجسد المرأة، بحيث صارت وسيلة يستعملها رجال الأعمال لجذب الزبائن وترويج المنتجات في المكاتب والمطاعم والمؤسسات ووسائل الإعلام وغير ذلك.

كما أنَّنا لا نَجِد ظاهرةَ التحرُّش بالرجال مثلَ ظاهرة التحرُّش بالنساء في المجتمعات؛ ممَّا يعني أنَّ التسويةَ بين الرجُل والمرأة في وجوب الحجاب حتى لا يُفتَتَن كلٌّ منَ الصِّنفَين بالآخَر ضربٌ من إنكار الواقع والحِس.

وقد يعترض بعض الملاحدة هنا بأنه قد يقع التحرّش بالأطفال، والجواب عن ذلك أن لظاهرة التحرش أسبابًا متعددة لا تنحصر في السفور، منها الإثارة الجنسية المستمرة، والصناعة الإباحية، وتسليع المرأة، والاعتداء الجنسي على المتحرّش في الطفولة، والتقارب المجتمعي بين الرجال والنساء، والبطالة، وغير ذلك من الأسباب.

ونحن لم ندّعِ أن التبرج والسفور هو السبب الوحيد للتحرش، لكننا نستدل بشيوع التحرش من الرجال بالنساء على أن افتتان الرجال بأجساد النساء أشد من افتتان النساء بأجساد الرجال.

الوجه الثالث: المرأة تحتاج من الحفظ والصيانة ما لا يحتاج إليه الرجل: فإن المرأة سريعةُ التصوُّر، سريعةُ التأثُّر، سريعةُ الحكم، سريعةُ الانخداع، فهي لهذا قليلةُ الرَّويَّةِ، كثيرةُ الخطأ، لا سيما إذا كانت عذراء، خاضعةً لسلطان الحياء، تخدَعُها النظرةُ، وتتجاذبها الغرة([9]).

ولهذا فإن من تتبع الأحكام المتعلقة بالمرأة في أبواب العبادات والمعاملات يجد أن من أهم مقاصدها: المحافظة على المرأة وصيانتها.

يقول الإمام الشافعي: (وإنّما يُبايعُ النِّساءُ على الإسْلامِ، فأمّا على الطّاعَةِ فهُنَّ ‌لا ‌جِهادَ ‌عليهنّ)([10]).

ويقول شيخ الإسلام: (فهذه مريم احتاجت إلى من يكفلها ويحضنها، حتى اقترعوا على كفالتها، فكيف بمن سواها من النساء؟ وهذا أمر يعرف بالتجربة: أن المرأة تحتاج من الحفظ والصيانة إلى ما لا يحتاج إليه الصبي، وكل ما كان أستر لها وأصون كان أصلح لها.

ولهذا كان لباسها المشروع لباسًا لما يسترها، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم من يلبس منهن لباس الرجال، وقال لأم سلمة في عصابتها: «لية لا ليتين» رواه أبو داود وغيره.

وقال في الحديث الصحيح: «صنفان من أهل النار من أمتي لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، على رؤوسهن مثل أسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجال معهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها عباد الله».

وأيضًا: فأُمِرَت المرأة في الصلاة أن تتجمع ولا تجافي بين أعضائها، وفي الإحرام أن لا ترفع صوتها إلا بقدر ما تسمع رفيقتها، وأن لا ترقى فوق الصفا والمروة، كل ذلك لتحقيق سترها وصيانتها.

ونُهِيَت أن تسافر إلا مع زوج أو ذي محرم، لحاجتها في حفظها إلى الرجال مع كبرها ومعرفتها)([11]).

وبهذا الأصل رُجِّح قول الجمهور بأن البنت تكون عند أحد الأبوين في فترة الحضانة، وأنها لا تخيَّر كما يخير الصبي؛ لأن ذلك أحفظ لها.

يقول شيخ الإسلام بعد كلامه آنف الذكر: (فكيف إذا كانت صغيرة مميزة، وقد بلغت سن ثوران الشهوة فيها، وهي قابلة للانخداع؟! وفي الحديث: «النساء لحم على وضم إلا ما ذبَّ عنه».

فهذا مما يبين أن مثل هذه الصبية المميزة من أحوج النساء إلى حفظها وصونها، وترددها بين الأبوين مما يخل بذلك، من جهة أنها هي لا يجتمع قلبها على مكان معين، ولا يجتمع قلب أحد الأبوين على حفظها، ومن جهة أن تمكينها من اختيار هذا تارة وهذا تارة يخل بكمال حفظها، وهو ذريعة إلى ظهورها ومرورها، فكان الأصلح لها أن تجعل عند أحد الأبوين مُطلقًا، ولا تمكن من التخيير، كما قال ذلك جمهور علماء المسلمين مالك وأبو حنيفة وأحمد وغيرهم. وليس في تخييرها نص صريح ولا قياس صحيح)([12]).

وخلاصة القول:

أن المرأة كما يعلم بالتجربة تحتاج منذ طفولتها من العناية والصيانة والحفظ والرعاية ما لا يحتاج إليه الرجل، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بتشريعات تراعي ذلك، وتبعدها عن أسباب الغش والخداع. ومِن المعلوم اضطِرارًا أنَّ عَواقب تَعرِّي المرأة لا تُقارَن بعواقب تَعرِّي الرجُل، ويدُل على ذلك أنَّ أعداء الإسلامِ إنَّما تُدَرُّ عليهمُ الأرباحُ، ويَجْنون الأموالَ بسبب تِجارتهم بأجساد النِّساء، ولا يوجَد مثلُ ذلك بالنسبةِ للرجال.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

 

([1]) «إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر» (ص: 431) لابن القطان الفاسي.

([2]) «إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر» (ص: 432).

([3]) «إحياء علوم الدين» للغزالي (2/ 337)، ونقله الأردبيلي في «الأنوار لأعمال الأبرار».

([4]) «تاريخ بغداد» (١٢/ ٧٥-٧٦).

([5]) النَّحيزَة: هي الطريقة.

([6]) العوان: المرأة الثيب، ومن شأنها أن تكون ذات تجربة ودراية.

([7]) المُتورِّنين والمتطرسين: أي المُنعمين والمتأنقين.

([8]) «مجلة المنار»، المجلد الثامن.

([9]) «مجلة المنار»، المجلد الثامن.

([10]) «مختصر المزني» (2/ 436).

([11]) «جامع المسائل» (3/ 418) لابن تيمية.

([12]) «جامع المسائل» (3/ 418-419).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017