قراءة تحليليّة لنقد الزمخشريّ للصوفية -الجزء الأول-
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
هذه قراءة تحليليّة لما أورده أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت: 538هـ) في كتابه «الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل» من ذمّ للصوفية، وذلك بالنظر في كلامه، والنظر في ما أثاره حولَه الواقفون عليه من تأييدٍ أو اعتراض.
وقد شنّ الزمخشري الغارة على الصوفية في موضعين من كتابه هذا: الموضع الأول: عند تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31]، والموضع الثاني: عند تفسير قوله تعالى: {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54].
وسنتناول في هذا الجزء الموضعَ الأول، ونتناول مسالك الواقفين على كلامه وهي ثلاثة مسالك: الأول: التأييد الإجمالي لكلامه، والثاني: توجيه كلامه، والثالث: رفض كلامه.
أولا: كلام أبي القاسم الزمخشري عن الصوفية في الموضع الأول من كتابه:
يقول أبو القاسم الزمخشري في تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31]: (وإذا رأيتَ من يذكر محبة اللَّه ويصفّق بيديه مع ذكرها، ويطرب، وينعر، ويصعق؛ فلا تشكّ في أنه لا يعرف ما اللَّه، ولا يدري ما محبة اللَّه. وما تصفيقُه وطربُه ونعرتُه وصعقتُه إلا أنه تصوّر في نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشَّقة، فسمَّاها اللَّه بجهله ودعارته، ثم صفق، وطرب، ونعر، وصعق على تصوّرها، وربما رأيت المَنيَّ قد ملأ إزار ذلك المحبّ عند صعقته، وحمقى العامّة على حواليه قد ملؤوا أدرانهم بالدموع لما رقّقهم من حاله)([1]).
ويمكن إرجاع المواقف من كلام الزمخشري إلى ثلاثة مواقف، كما ذكرنا آنفًا:
- التأييد الإجمالي لكلام الزمخشري:
مِن أعلام مَن وجدناه يحتجّ بكلام الزمخشري: أهلُ مذهبِه الحنفيّ، وعلى رأسهم البزازي (ت: 827هـ)، فقد جاء ذكر كلام الزمخشري في إحدى الفتاوى المتعلّقة بالتكفير في كتاب السّير في الجامع الوجيز الذي جمعه البزّازي في فتاوى الحنفية، إذ من عادة الحنفية أن يذكروا الردّة وأحكامها في كتاب السّير.
قال: (ومن ذهب إلى الغزو ففاتته صلاة فقد ارتكب سبع مئة كبيرة، كذا عن الشيخ الرازي، فما ظنّك فيمن فاتته صلاة لمثل هذا الحضور؟! -يعني به حضور عيد من أعياد المشركين- أو لصحبة شيطان يسمّى بابن فلان، أو أخي فلان، وغرضه استماع الدف والمزمار واللعب بالرقص الذي أحدثه أوَّلًا السامريّ حين أخرج لهم عجلًا جسدًا له خوار.
وقد نقل صاحب الهداية فيها أن المغني للناس إنما لا تقبل شهادته لأنّه يجمعهم على كبيرة.
والقرطبي: على أن هذا الغناء وضرب القضيب والرقص حرام بالإجماع عند مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد. ذكر هذا القرطبي في مواضع من كتابه([2]).
وسيّد الطائفة شيخ سيدي أحمد يَسَوي([3]) صَرَّحَ بحُرْمَته.
ورأيتُ فتوى شيخ الإسلام سيّدي جلال الملة والدين الكيلاني رضي الله عنه: أن مستحِلَّ الرقص كافر.
ولما علم حرمته بالإجماع([4])؛ لزم أن يكفر مستحلُّه.
وللشيخ الزمخشري في كَشَّافِه كلمات فيهم يقوِّم بها عليهم الطامة الكبرى!
ولصاحب النهاية، والإمام المحبوبي أيضًا أشدّ من ذلك)([5]).
فأنت ترى أن ذكره لكلام الزمخشري جاء ضمن نقولات عديدة في مسألة تحريم الرقص، بل وتكفير مستحلّه، ولذلك أخذ هذه المسألة ابن وهبان (ت: 768هـ) في منظومته التي ذكر فيها غرائب فتاوى الحنفية، ونظمها بقوله:
ومن يستحلّ الرقص قالوا بكفره * ولا سيّما بالدفّ يلهو ويزمرُ
ونقل ابن الشحنة (ت: 921هـ) في شرحه لهذه المنظومة كلامَ البزازي الذي فيه إشارة لكلام الزمخشري، وكذا نقله إبراهيم بن محمد الحلبي([6]) (ت: 956هـ) -صاحب (ملتقى الأبحر)-، والبركوي([7]) (ت: 981هـ).
وقال ابن الشحنة: (وقد اكتفيت بهذا عن نقل كلام من أشار إليهم، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب)([8])، فاكتفى بإشارة البزازي، ولم يعين موضع كلام الزمخشري من الكشّاف، وقد ذكر الخادمي (ت: 1156هـ) -شارح الطريقة المحمدية- أن الكلمات المقصودة في قول البزازي: (وللشيخ الزمخشري في كشافه كلماتٌ فيهم يقوِّم بها عليهم الطامة الكبرى) هي الكلمات التي ذكرها في هذا الموضع الذي نحن بصدده، أعني كلامَه في تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي}([9]).
وقال البركوي بعد نقله: (من له إنصاف وديانة واستقامةُ طبعٍ إذا رأى رقص صوفية زماننا في المساجد والدعوات بألحان ونغمات مختلطًا بهم المُرْد وأهل الأهواء والقرى من جهال العوام والمبتدعة الطغام، لا يعرفون الطهارة والقرآن والحلال والحرام، بل لا يعرفون الإيمان والإسلام، لهم زعيق وزئير ونهيق يشبه نهيق الحمير، يبدّلون كلام الله تعالى ويغيّرون ذكر الله تعالى ثم يتلفّظون بألفاظ مهملة وهذيانات كريهة مثل: (هاي وهو وهي وهيا) يقول: لا محال هؤلاء اتَّخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، وإن لم يكن له ممارسة بالفقه وعلم تفصيليّ بحالهم، فالويل للقضاة والحُكّام حيث يعرفون هذا ويشاهدون ولا ينكرون ولا يغيّرون مع قدرتهم عليهم، بل يخافون منهم ويلتمسون الدعاء)([10]).
فأنتَ تجد هؤلاء العلماء من الحنفية تتابعوا على ذكر كلام الزمخشري واعتماده، فإن الزمخشري من الحنفية -كما لا يخفى-، أي: أننا هنا أمام الزمخشري الفقيه الحنفيّ، لا المتكلّم المعتزلي، يقول ابن عابدين: (الزمخشري من مشايخ المذهب، وهو حجة في النقل)([11]).
الإعراض عما في كلمات الزمخشريّ من فُحش:
وقد نقل الخادميّ كلامه الذي نقلناه دون أن يورد قوله: (وربما رأيت المني…) إلخ، ولعل فُحشَ كلام الزمخشري هو الذي جعلهم يُعرضون عن نقل ألفاظه، وإن كانوا مؤيّدين لمضمونه إجمالًا، ولهذا أعرض أبو حيان الأندلسي (ت: 745هـ) عن نقل كلامه بلفظه، فقال: (ثم ذكر -يعني الزمخشري- من يذكر محبّة الله، ويصفّق بيديه مع ذكرها، ويطرب وينعر ويصفق، وقَبَّحَ مِن فعلِه هذا، وزرى على فاعل ذلك بما يُوقَفُ عليه في كتابه)([12]).
قال الشيخ عبد الرحمن البراك -حفظه الله- مُعَلِّقًا على كلام الزمخشري: (تشنيع الزمخشري على الصوفية بسبب ما ذكر عنهم: هم في الحقيقة مستحقّون له؛ لأنهم مفرّطون في دعوى المحبّة، ومسرفون في الأعمال التي يزعمون أنها -أي: المحبة- هي الباعث عليها من السماع والرقص وذكر العشق، خلا أنّ الزمخشريَّ أفحش في بعض كلماته)([13]).
وقد رأى الشيخ صالح بن مهدي المقبلي (ت: 1108هـ) الزمخشري قد وقع في جُهّال المتصوّفة في هذا الموطن، فنَالَ هو منهم أيضًا، فقال في حواشيه على الكشّاف في تفسير الآية: (فيها أوضح دليل أن الخير مقصور على اتّباعه صلى الله عليه وسلم، فيا خسارةَ جهلة المتصوّفة الذين زعموا بافتراء شياطينهم الذين قلّدوهم أن اتِّبَاعهم لهم ينجيهم من دون اقتصاص واقتصار على الآثار النبوية، ولا حاجة بنا إلى تفصيل جهالاتهم، فإنه إذا اتّحد الحق كان ما عداه باطلًا، وقد يلبّسون ويقولون: إن ذلك موافق للأنبياء، أعني من بقي فيه مزعة حياء، فيقال له: فكيف جعلت حقيقة وشريعة وصنعتم في الجمع بينهما؟! وهل ينقسم الشيء المتّحد إلى نفسه وغير نفسه، ويجمع بينه وبين نفسه؟! ولكنهم بين مستضعف وشيطان يشتركون في الوبال، كما قصَّ الله لنا من جدل المستضعفين والمتبعين: {إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ ٱلْأَسْبَابُ} [البقرة: 166])([14]).
- توجيه كلام الزمخشري:
هذا الموقف وقَفه عبد الغني النابلسي (ت: 1108هـ) في شرحه لكتاب (الطريقة المحمدية) للبركوي، فإنّ النابلسي من أشهر المدافعين عن التصوّف في زمن الدولة العثمانية، وهو مع تصوّفه حنفيّ المذهب في الفروع، وله اشتغال فقهيّ، فلم يكن له أن يعارضَ رأسًا كلام الزمخشري وكلام غيره من الفقهاء الذين نقل البزازي كلامَهم، ونقله عنه البركوي -كما تقدّم-، وإنَّمَا سعى لتوجيه كلامِهِم بما لا يعارض مشربه الصوفي.
يقول النابلسي بعد كلام طويل في فشوّ الكذب في نقل أخبار الصوفية والضابط في قبول ذلك وردّه: (واحذر أن تخوض مع الخائضين، خصوصًا في حقّ فقراء الصوفية أهل الزوايا وغيرهم، ولو وجدت الناس يتكلمون فيهم بأنواع الكلام، فإن ذلك كله حسد، وبغض، وحقد، وظنون سيئة، وأوهام شيطانية استولت على قلوب غالب الناس من شدّة الغفلة، واستيلاء الجهل والغرور، وكثرة الافتراء، واستسهال الفجور والبهتان في حق بعضهم من بعض.
واعلم أن هذا الذي سبق ذكرُه في المتن من عبارات الفقهاء جميعُه في حق من ذكرناهم من طائفةٍ متصوّفة، والله أعلم بأعيانهم، فلا تنزله أنت في حقّ كل من وجدتهم على شبهٍ منهم، وقياسٍ منك لهم عليهم، فإن الشيطان للإنسان عدوٌّ مبين، وإلا فإنّ طريق الوجد والتواجد الذي تعمله الفقراء الصادقون في هذا الزمان وبَعده كما كانوا يعملونه من قبل في الزمان الماضي نورٌ وهداية، وأثرُ توفيق من الله وعناية)([15]).
ثم شرع يسرد الأخبار عن أئمة الصوفية في الرقص والتواجد تخالف ما نقله البركوي من كلام الزمخشري وغيره.
فتأمّل كيف منع من تنزيل كلام هؤلاء الفقهاء -ومنهم الزمخشري- لمعارضتها لما نقله عن أئمة التصّوف، فحقيقة موقف النابلسي هو ردُّ كلامهم، لكن بأسلوب ناعمٍ!
والطائفة من الصوفية التي يقصدها، والتي تستحقّ الذمّ -في نظره- هم من (ينسبون أنفسهم إلى مذهب التصوّف، وهم مصرّون على أنواع الفسق والفجور، ويأكلون الحشيش، ويشربون الخمور في زماننا، من غير تخصيص أحد بعينه هذا وصفُه)، وهم (يلتهون بالرقص عن حضور الجمع والجماعات، وربما يفعلونه وهم سكارى بأكل الحشيش والخمر وأنواع المسكرات، ويحضر مجالسهم المردان الحسان، ما بين الفسقة اللوطيين، فيحصل منهم المس بشهوةٍ والتقبيل وغير ذلك من أنواع الآثام، وتلك الصوفية عارفون بذلك، مصرّون عليه، ويجمعون الناس له)([16]).
والحقُّ أن ما قاله النابلسي محضُ تحكُّمٍ في فهم كلام البركوي، وكلامِ من نقل عنه من العلماء ذم بدع الصوفية كابن عقيل والطرطوشي والزمخشري وغيرهم، فإن كلماتهم جعلت مناط الذمّ في ما يفعله الصوفية: الرقصَ نفسَه، ولو لم ينضمّ إليه كل ما ذكره من الموبقات أو بعضُه.
- رفض كلام الزمخشري:
وأما المعارضون للزمخشري في كلامه على الصوفية في هذا الموضع: فعلى رأسهم الفخر الرازي (ت: 606هـ)، وتبعه في ذلك السعد التفتازاني (ت: 793هـ).
إن الفخر والسعد مشتهران بالكلام والفلسفة، لا بالتصوف، فإن المناوي (ت: 1031هـ) لم يذكرهما في طبقات الصوفية، وللسعد التفتازني خاصّة ردّ على الاتحادية، كما يقول المناوي في ترجمة الفاجر التِّلِمْساني: (نعم، هم قائلون بأن واجب الوجود هو الوجود المطلق، ومبنى طريقهم على ذلك، وقد تكلم معهم في ذلك المحقّق التفتازاني والسيد الجرجاني..)([17]).
ولم يسلم السّعد من انتقادٍ ممن يغلو في التصوّف ويرفض انتقاد (الأولياء)! حيث يقول أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الفاسي (ت: 1096هـ): (ثم الخَوَاصُّ برآءُ مما ينسبه إليهم من لم يعقل مذهبهم، ولم يذُقْ حالهم، وقد عاب على ابن حجر إنكارَ مذهبهم بعض معاصريه، ونسبه للجمود، وقد وقع في شرح المقاصد للتفتازاني كلام يضاهي إنكار ابن حجر، ومن جهل شيئًا عاداه، والمزكوم ينكر الروائح الطيبة)([18]). وأنت لا تدري -في مثل هذه المواطن- من هو المزكوم حقيقة!
ومع ذلك، فإن الفخر والسعد قد انحازا إلى الصوفية، ورفضا انتقاد صاحب «الكشاف» في هذا الموضع حيث يقول الرازي في تفسيره عند هذه الآية: (خاض صاحب «الكشاف» في هذا المقام في الطعن في أولياء الله تعالى، وكتب ها هُنَا ما لا يلِيقُ بالعاقل أن يكتُبَ مثله في كتب الفُحش، فهب أنه اجترأ على الطعن في أولياء الله تعالى، فكيف اجترأ على كَتْبِه مثل ذلك الكلام الفاحش في تفسير كلام الله تعالى؟! نسأل الله العصمة والهداية)([19]).
وتابعه السعد التفتازاني في حواشيه على «الكشاف»، فقال: (وما ذكره المصنف في محبة الله تعالى ذلك مبلغه من محبة الله تعالى، وأَنَّى ينكَشِفُ ذلك لمن كانت عقيدته في أولياء الله تعالى وأحبائه ما ينبئ عنه وقيعته فيهم، وَنِعْمَ ما قال الإمام في هذا المقام: هب أنه اجترأ على الطعن في أولياء الله تعالى، فكيف اجترأ على كتبه مثل ذلك الكلام الفاحش في تفسير كلام الله؟!)([20]).
وأنت ترى الفخر والسعد يستندان بشكلٍ أساسيّ في رفضهما لكلام الزمخشري على ما ورد فيه من فحش، وقد تقدّم أن ما فيه من فحش مردود.
وأما ترك إنكار البدَع بدعوى أنّ ذلك طعنٌ في أولياء الله تعالى فهي الشبهة التي بها هُدِمت الشريعة، وعُطِّلت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيقولون: لا تنكروا على أولياء الله، ومن لم يتغلغل في طريق القوم ربما خفِي عليه كثير من أحوالهم، وغير ذلك من العبارات التي لا يخفى فسادها، والتي وُجِّهَت للسعد نفسه لما أنكر على الاتحادية -كما تقدّم-.
وممن اعترض على الزمخشري في كلامه في هذا الموطن أيضًا: أبو العباس البسيلي التونسي (ت: 830هـ) حيث رفض كلامه جملةً وتفصيلًا بقوله: (كلام الزمخشري هنا لا يحل كَتْبُه)([21]).
وأما ابن المُنَيِّر في كتابه (الإنصاف في ما تضمنه الكشاف من الاعتزال) فإنه لم يتعقب الزمخشري في هذا الموطن بشيء، وإن كان قد أطنب في تعقبه في الموطن الثاني. وهذا ما سيكون الحديث عنه في الجزء الثاني بإذن الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([2]) ذكر عبد الغني النابلسي في الحديقة الندية (2/ 519) أن القرطبي المذكور هنا هو أبو العباس القرطبي، وذكر احتمالًا أن كتابه المقصود هو (المفهم في شرح صحيح مسلم)، والأظهر أنه يعني كتابه (كشف القناع عن حكم الوجد والسماع)، فإنه أفرده لهذه المسألة.
([3]) الطريقة المحمدية -ط. دار القلم- (ص: 486).
([4]) انظر: الرهص والوقص لمستحل الرقص للحلبي (ص: 7)، حيث قيد الإجماع بما اقترن به الرقص بشيء من اللهو كالتمايل أو الدف أو الشبابة.
([5]) قال في بريقة محمودية (4/ 135): (يقال: هو داغستاني، معروف بالولاية، ومشهور بالكرامات، معاصر لحضرة الخواجة عبد الخالق الفجدواني، حكوا ملاطفة غريبة بينهما).
([6]) الرَّهْصُ والوَقْص لمستحل الرَّقْص (ص: 5-6).
([7]) الطريقة المحمدية (ص: 486).
([8]) تفصيل عقد الفرائد بتكميل قيد الشرائد (1/ 214).
([9]) بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية (4/ 135).
([10]) الطريقة المحمدية (ص: 486).
([11]) حاشية ابن عابدين (3/ 31).
([13]) نقله عنه الشيخ د. عبد المحسن العسكر في مسامرة الكشاف: بين مراقي تحليله ومهاوي تأويله (ص: 80-81).
([14]) الإتحاف لطلبة الكشاف، محقَّق في رسالة جامعية منشورة في الإنترنت، غير مرقمة الصفحات.
([15]) الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية (2/ 523-524).
([16]) الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية (4/ 518).
([17]) طبقات الصوفية (2/ 422)، وانظر: شرح المقاصد (4/ 59-60).
([18]) نقله المسناوي في تنزيه ذوي الولاية والعرفان (ص: 245) عن تقييدات للفاسي على فتح الباري.