عرض وتعريف بكتاب (الأشاعرة والماتريدية في ميزان أهل السنة والجماعة) الصادر عن مؤسسة الدرر السنية
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
تمهيد:
وقع الخلاف في الأيام الماضية عن الأشاعرة والماتريدية وكان على أشدِّه، ونال مستوياتٍ كثيرةً بين الأفراد والمراكز والهيئات، بل وتطرَّق إلى الدول وتكتَّل بعضها عبر مؤتمرات تصنيفيّة، وكذلك خلاف كبير وقع بين المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة في الحديث عن بعض من نُسب إلى الأشعرية أو تقلَّد بعض مقالاتهم أو تأثّر بها، وطال كثيرين من أهل السنة، وحصل خلطٌ بين أساطين الكلام ومن كان من أهل السنة الخلَّص ووقع له خطَأ في مسألةٍ، وكذلك هل كان الخلاف لفظيًّا بين أهل السنة والأشاعرة والماتريدية، وهو القول الذي يروِّجه البعض في زيِّ الوسطية وزيِّ جمع الكلمة بين المسلمين.
فهذه أمور تدفَع لضرورة تحرير المراد بالأشاعرة والماتريدية، والتعريف بهما تعريفًا دقيقًا يكشف عن حالهم، وحقيقة ما هم عليه، والتعريف كذلك بعلم الكلام، ونشأته، ونشأة المذهب الأشعريّ والماتريديّ، والأسباب التي دفعت لانتشاره، وأبرز أعلامه، وأبرز أنشطتهم المعاصرة وكتبهم وهيئاتهم. والكتاب الذي نتناول التعريف به يتعرَّض بشكل دقيق لهذه الأمور.
بيانات الكتاب:
عنوان الكتاب: (الأشاعرة والماتريدية في ميزان أهل السنة والجماعة).
مؤلف الكتاب: القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية، بإشراف الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف.
رقم طبعته: الأولى.
سنة الطبع: 1445هـ-2023م.
حجمه: 800 صفحة.
أبرز مميزات الكتاب:
يمتاز هذا الكتابُ باشتماله على التعريف بالأشاعرة والماتريدية وما يتعلّق بهما، ويمتاز بدقة النقل من كتبهم المعتمَدة، وتحري النقل عن أهل السنة والجماعة فيما كان قبل عصر ابن تيمية، وهذه نقطةٌ فائقةٌ محوريةٌ في دفع أوهامهم بتخندُق علماء أهل السنة وطلاب العلم حول شيخ الإسلام، مع زعمهم أنه أوّل من خطَّأهم وبيّن انحرافَهم في بعض مسائل العقيدة، هو وتلامذته وأتباعه.
ومن ميزات الكتاب أيضًا: الكشفُ عن العلاقة بين الأشاعرة والتصوّف والصوفية عبر التاريخ، وكذلك الفرق الشاسع بين الأشاعرة المتكلّمين كابن فورك والقشيري والجويني والغزالي والرازي والآمدي وأضرابهم عُمُدِ المذهب الأشعري، والعلماء المنسوبين إلى الأشعرية كالنووي والشاطبي وابن حجر وأضرابهم.
التعريف التفصيليّ بالكتاب:
ناقش الكتاب في المقدّمة أبرزَ الأسباب التي دفعت لنشر هذه الدراسة المهمّة، وذكر منها ازدياد نشاطهم في الآونة الأخيرة. ثم تناول في التمهيد التعريفَ بعلم الكلام، ونشأته، وأقوال العلماء فيه.
ثم انقسَمت الدراسة إلى ثلاثة أبواب رئيسيّة، وتحت كلّ باب منها فصول:
الباب الأول: الأشاعرة، وشمل تسعة فصولٍ:
الفصل الأول: التعريف بالأشاعرة ومؤسسها.
الفصل الثاني: نشأة المذهب الأشعري، وتطوره.
الفصل الثالث: أسباب انتشار المذهب الأشعري، وأبرز أعلامه، وتفاوت تأثرهم بالجهمية، وأشهر كتبهم.
الفصل الرابع: أسس وقواعد تقرير العقيدة عند الأشاعرة.
الفصل الخامس: منشأ ضلال الأشاعرة في باب الصفات.
الفصل السادس: اضطراب المنهج الأشعري وتناقضه في توحيد الأسماء والصفات.
الفصل السابع: عقيدة الأشاعرة.
الفصل الثامن: أقوال العلماء في مخالفة الأشاعرة للسلف، وبيان مخالفتهم لأئمتهم، وذم فقهاء المذاهب لهم.
الفصل التاسع: تفاوت الأشاعرة في الوقوع في البدعة والبعد عن السنة.
الباب الثاني: الماتريدية، وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: التعريف بالماتريدية ومؤسسها.
الفصل الثاني: نشأة الماتريدية، وأسباب انتشارها، وأبرز أعلامها.
الفصل الثالث: أسس وقواعد تقرير العقيدة عند الماتريدية.
الفصل الرابع: عقيدة الماتريدية.
الفصل الخامس: مخالفة الماتريدية إمامهم أبا حنيفة النعمان رحمه الله.
الباب الثالث: موازنةٌ بين الأشاعرة والماتريدية وطعنهم وتكفيرهم لمخالفيهم، وواقعهم المعاصر، وتحته ثلاثة فصول:
الفصل الأول: الموازنة بين الأشاعرة والماتريدية.
الفصل الثاني: طعن الأشاعرة والماتريدية على علماء أهل السنة والجماعة ونبزهم وتكفيرهم.
الفصل الثالث: واقع الأشاعرة والماتريدية المعاصر.
وهذا الفصل قد تناول فيه المؤلفُ أبرز المؤسّسات والمراكز العلمية والدعوية الأشعرية والماتريدية في العالم، والنشاط الأشعري والماتريدي في الفضائيات، والإنترنت، ودور النشر المهتمّة بطباعة كتبهم، وسرد بعض إصداراتهم في السنوات الأخيرة.
ثم ختم الكتاب بخاتمة كاشفة عن فوائد جمة وتحريرات وزبد الكتاب، وأمام كل فائدة موضعها من الكتاب.
ومما ينبه عليه بخصوص هذا الكتاب هو طوله، فقد جاء في (800) صفحة، وهذا قد لا يناسب الجمهور الذي يهدف إليه هذا الكتاب؛ لذا عمدت مؤسسة الدرر السنية إلى اختصاره في نحو (300) صفحة، حذفت منه بعض الاستطرادات، وتم الحفاظ على هيكله العام.
نفع الله بالكتاب، والباحثين، والمشرف عليه، وقارئيه، ووضع له القبول.
والحمد لله ربّ العالمين.