الأحد - 05 ربيع الأول 1446 هـ - 08 سبتمبر 2024 م

ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي

A A

‏‏للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي([1])

اسمه ونسبه:

هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور علي بن محمد بن ناصر آل حامض الفقيهي.

مولده:

كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدا بقرية المنجارة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، إحدى محافظات منطقة جيزان، عام 1354هـ.

نشأته العلمية:

نشأ الشيخ في مدينة جيزان في نفس القرية التي ولد فيها، وكان يتيما لم ير والده، وازدادت مصيبته حين توفّيت والدته وهو في العاشرة من عمره تقريبًا، ولكن حَظيَ بعمِّه الذي اعتنى به وبإلحاقه بالمحاضن العلمية والتربوية الموجودة هناك آنذاك، وهي حلقات (الفقيه) وكانت تُعرف في بعض المناطق بحلقة (المطوّع)، وكانت حلقات أشبه بالكتاتيب يَتعلم فيها الطفل القراءة والكتابة وشيئا من الآداب، ويحفظ شيئًا من القرآن. فتعلَّم الشيخ فيها القراءة والكتابة، وقرأ شيئًا من القرآن، كما حفظ شيئًا من قصار السور من جزء عم.

ومن لطف الله سبحانه وتعالى بالشيخ أن مجدّد الدعوة في جنوب المملكة الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي قد وطئ أرض جيزان وهو في الرابعة من عمره، فكان أن استفاد الشيخ من دعوته فائدة عظيمة؛ حيث إن الشيخ القرعاوي كما يقول الشيخ علي: “له الفضل بعد الله في نشر العلم والعقيدة الصحيحة ونبذ الخرافات وفتح المدارس في المنطقة وما جاورها، وكان قدومه عام 1358هـ”([2]).

والشيخ كان قد عمَّه هذا الخير الذي جاء به الشيخ القرعاوي؛ حيث نشأ نشأته العلمية الجادّة الأولى على تلاميذ الشيخ، ومنهم من أهل أحد المسارحة: الشيخ محمد علي شيبان، وكان قد عُيِّن إمامًا في جامع الأحد ومدرسًا بها، بالإضافة إلى عمله في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ويبدو أنه أول مشايخ الشيخ رحمهما الله في طلب العلم؛ فقد درس عليه القرآن الكريم والتجويد وبعض كتب العقيدة؛ كالأصول الثلاثة وكشف الشبهات وكتاب التوحيد وغيرها.

ولِمَا عُرف عند شيخه من تميّزه وإتقانه للعلم كان ينيبه عنه في مدرسته إن غاب، إلى أن عُيّن الشيخ مدرسًا في قريته.

وتتلألأ أنوار همّته رحمه الله في قصة نشأته العلمية؛ فقد امتاز بهمة عالية وشغف علمي منذ الصغر؛ فما إن افتتح المعهد العلمي في مدينة صامطة (إحدى مدن جيزان) بقسميه الثانوي والإعدادي حتى بادر بطلب الالتحاق به إلى الشيخ عبد الله القرعاوي؛ فكان ردّه أن المسؤول عن المعهد هو الشيخ حافظ الحكمي؛ حيث كان مدير المعهد، وهو لا يقبل أحدًا إلا بعد التأكّد من مناسبته للمعهد واجتياز امتحان القبول. يقول الشيخ علي: “فاستعدَّيت للاختبار، فذهب بي بنفسه إلى الشيخ حافظ، وتم الاختبار، وقُبلت في السنة الأولى الثانوي”([3]).

وقد واصل الشيخ دراسته بالمعهد حتى تخرج به من المرحلة الثانوية عام 1380هـ.

ولكن نهمه العلمي لم يتوقف عند ذلك، فبعد عام من تخرُّجه وتحديدًا عام 1381هـ عَلم الشيخ رحمه الله بافتتاح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ، فبادر وجمع متاعه وأعدَّ عدّته ورَحْله للالتحاق بالجامعة، وبارك الله فيه، فقد كان من طلاب الدفعة الأولى بها حتى تخرج بها نائلا درجة البكالوريوس عام 1385هـ، وكان ترتيبه الأول على الدفعة.

ويمكن القول بأن الشيخ عاش حياته بين التعلُّم والتعليم في مختلف مراحل عمره، حيث جمع فيها بين البذل والأخذ؛ فكما أنه دَرَس ثم درَّس في قريته نيابة عن شيخه، فإنه بمجرد انتهائه من مرحلة البكالوريوس عمل بالتدريس لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية.

وما إن سمع الشيخ بافتتاح الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة أم القرى (الملك عبد العزيز شطر مكة آنذاك) حتى التحق بها، وكان من أوائل الطلبة الذين نالوا بها درجة الماجستير حيث تخرج بها عام 1395هـ، وكانت رسالته بعنوان: (منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان).

وممن كان يشدُّ من أزْرِ الشَّيخ في هذه المرحلة وفي إتمام الرسالة وإجادتها على وجه الخصوص الشَّيخ حماد الأنصاري؛ حيث كان يعتني به عناية خاصَّة، ويبدو أنه ممن كان يتمتَّع معه بعلاقة وطيدة، ويعكف في مكتبته الساعات الطوال، وكان كثير من خواص الطلبة يعرضون على الشيخ حماد رسائلهم الجامعية، فكان الشيخ يفيدهم بتوجيهاته ويصوِّب لهم كتاباتهم، وكان الشيخ عليّ من أولئك الخواص الذين كان الشيخ حماد يعتني بهم وبكتاباتهم، ويُصوِّب لهم ويُوجِّههم إلى المنهج البحثي الصحيح وإتقان الكتابة وإجادة البحث، خاصة في رسالته للماجستير([4]).

ثم واصل الشَّيخ مرحلة الدكتوراه بجامعة أم القرى، وتخرّج بها الشَّيخ عام 1399هـ، وكانت رسالته تحقيق كتاب (الإيمان) لابن منده.

أبرز شيوخه:

من أبرز العلماء الذين أخذ عنهم الشيخ:

  • الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله.
  • الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله. 
  • الشيخ المحدث الألباني رحمه الله، وقد درس عليه ثلاث سنوات الحديث([5]).
  • الشيخ المحدث حماد بن محمد الأنصاري، وسبق أنه ممن كان يتمتع معه بعلاقة وطيدة، وكان يزوره في بيته ويفيد من توجيهاته ويصوب لهم كتاباتهم، خاصة في الرسائل الجامعية وفي مجال التأليف والمنهج البحثي الصحيح.
  • الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله، درس عليه مادة الفقه([6]).

جهوده:

سبق أن الشَّيخ رحمه الله قد بدأ حياة البذل والعطاء منذ أن وجد نفسه مهيَّئًا لذلك؛ وعاش نشأته العلمية بين التعلُّم والتعليم؛ ومن هنا نجده شُعلةً في باب تدريس العلم الشرعي، وشَامةً في جبين التَّاريخ التأليفي، وغرَّةً بين أهله وطلبته والمنافحين عن الحق والدفاع عنه، بل “نذر حياته للعلم والتعليم والتأليف والتحقيق ونشر عقيدة السلف الصالح؛ وله مؤلفات وتحقيقات نفيسة بديعة”([7]).

 وفيما يلي نستعرض شيئا من جهوده البارزة تفصيلا، ومنها:

أولا: التَّدرِيس:

عنِي الشَّيخ رحمه الله عناية كبيرة بالتَّدرِيس، وسبق القول بأنه بدأ حياته جامعًا بين الدراسة والتدريس، فهو قد بدأ فيه منذ صغره في قريته حيث درَّس نيابة عن شيخه.

ثم بمجرد انتهائه من مرحلة البكالوريوس عمل بالتدريس لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية بالمدينة النبوية.

ثم عيِّن ضمن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية، واستمر الشيخ فيها حتى تقاعد.

ثم إن الشَّيخ ممن اصطفاه الله سبحانه وشرّفه بالتدريس في المسجد النبوي الشريف، وكان يوليه عناية خاصة؛ حيث كان قد بدأ أول ما بدأ بالتدريس كمشارك ضمن برنامج التوعية العامة في موسم الحج، وكانت أولى الدروس المسجلة له في المسجد النبوي الشريف بتاريخ 1/ 12 / 1416هـ، واستمر يُدرِّس في المسجد قرابة ثلاثة عقود، ولم ينقطع عنه إلا لظرف قاهر يمنعه من الحضور للتدريس.

وكان يختار الكتب التي يدرسها في المسجد النبوي الشريف بعناية، وعامتها تدور حول كتب العقيدة ثم السيرة النبوية ثم كتب السنة النبوية، ومنها كتب الإمام ابن منده التي حققها ككتاب الإيمان.

ثانيا: التأليف:

من يتأمل في التراث العلمي الذي خلفه الشيخ يعلم علم اليقين أنه ممن كان يعتكف مع قلمه وكناشاته ويسهر الليالي مع الكتب والكتابة؛ فقد أَولى عناية خاصة بالكتابة، فهو ممن تميَّز يراعه وبرع في مجال الكتابة والتأليف، خاصة مجال تحقيق كتب العقيدة لكبار علماء السلف، وله السبق في إخراج بعض نوادر الكتب العقدية لأئمة السلف، ومن أبرزهم الإمام ابن منده، كما برز في الدفاع عن العقيدة الصحيحة والذب عنها والرد على المبتدعة، يقول تلميذه الأستاذ الدكتور عارف بن عوض الركابي: “وهو من الأعلام في تحقيق كتب العقيدة وفي التأليف فيها وفي حسن وجودة العرض في تدريسها”([8]). ومن هنا يمكننا تقسيم جهوده في التأليف إلى قسمين:

القسم الأول: جهوده في تحقيق كتب السلف:

  • كتاب الإيمان لابن منده، وقد طبع في مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية عام 1406هـ.
  • كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاته على الاتفاق والتفرد لابن منده، وقد طبع الطبعة الأولى منه في مكتبة العلوم والحكم عام 1423هـ-2002م.
  • الرد على الجهمية لابن منده، وقد طبع الطبعة الأولى منه عام 1402هـ-1982م.
  • الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن، المناظرة الكبرى بين أهل السنة والفرق الضالة، لعبد العزيز الكناني، وقد طبع الطبعة الأولى منه في مكتبة دار العلوم والحكم عام 1415هـ.
  • الصفات للإمام أبي الحسن الدارقطني، وقد طبع الطبعة الأولى منه عام 1403هـ بتقريظ العلامة حماد الأنصاري.
  • النزول للإمام أبي الحسن الدارقطني، وقد طبع الطبعة الأولى منه عام 1403هـ بتقريظ العلامة حماد الأنصاري.
  • رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري لأبي القاسم عبد المالك بن عيسى بن درباس، وقد طبع الطبعة الأولى منه عام 1404هـ.
  • الأربعين في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل الأنصاري الهروي، وقد طبع الطبعة الأولى منه عام 1404هـ.
  • الإمامة والرد على الرافضة للإمام أبي نعيم الأصبهاني، وقد طبع الطبعة الأولى منه في مكتبة العلوم والحكم عام 1407هـ.
  • الصواعق المنزلة على الطائفة الجهمية والمعطلة لابن القيم، وقد طبع الطبعة الأولى منه عام 1407هـ.
  • الصواعق المرسلة لابن القيم، الجزء الأول، وهو تحقيق مشترك مع الدكتور أحمد عطية الغامدي رحمه الله.

القسم الثاني: جهوده في التأليف الموضوعي والدفاع عن العقيدة:

  • الرد القويم البالغ على كتاب الخليلي المسمى بـ(الحق الدامغ)، وقد طبع الطبعة الأولى منه في دار المآثر، بتقديم: الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، وذلك عام 1422هـ.
  • منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان، وقد طبع الطبعة الأولى منه عام 1421هـ.
  • الفتح المبين في الرد على نقد عبد الله بن محمد الصديق الغماري لكتاب الأربعين في دلائل التوحيد، وقد طبع في مطابع الرشيد بالمدينة المنورة، وكانت طبعته الأولى سنة 1408هـ، وطبع في دار النوادر القيمة عام 1426هـ، واسم كتاب الشيخ الغماري هو: (فتح المعين بنقد كتاب الأربعين)، وهو نقد لكتاب الأربعين في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل الهروي (ت: 481هـ) الذي دافع فيه عن عقيدة السلف، وقد سبق أنه من الكتب التي حققها الشيخ الفقيهي وطبع سنة 1404هـ([9]).
  • البدعة ضوابطها وأثرها السيئ على الأمة، وقد طبع في الجامعة الإسلامية الطبعة الثانية عام 1414هـ.
  • الرقية الشرعية في الكتاب والسنة.
  • الوسطية ونبذ الغلو، وقد طبع الطبعة الأولى منه في مكتبة دار النصيحة ودار المدينة النبوية عام 1428هـ.
  • سلسلة الوصايا في الكتاب والسنة 1413هـ.
  • عرض ونقد دراسة نقدية وتوجيهية لكتاب دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين الخوارج والشيعة، وهو من منشورات مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السنة السادسة والعشرون – العدد (101، 102) 1414-1415هـ/ 1994- 1995م.
  • مسلك القرآن الكريم في إثبات البعث، وهو من منشورات مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السنة الثالثة عشر – العدد (50-51) ربيع الآخر – رمضان 1401هـ/ 1981م.

وقد عُرف الشيخ بغيرته واحتياطه وشدة تمسكه بما ورد عن السلف وما ورد في كتبهم، كما أنه كان وقافًا على الوارد غيورًا على الدين غيورًا على العقيدة، وهذا ظاهر في كتاباته ككتابه في نقد كتاب دراسة في تاريخ المسلمين وكتاب الرقية الشرعية وكتاب الرد القويم.

وكان له في سبيل ذلك سجالات ونقاشات وإفادات مع أهل العلم من مشايخه؛ فمثلا قال مرة للشيخ حماد الأنصاري: “إن الحافظ ابن منده قال: إن الصاحب من أسماء الله تعالى”. فرد عليه شيخه: هذا على سبيل اللغة، وأما من جهة العقيدة فليس كذلك؛ لأن الصاحب صفة وهو أقرب إلى الصفة منه إلى الاسم”([10]).

وكان الشيخ رحمه الله مع غيرته على العقيدة لا يرضى بالغلو والإفراط، بل كان يلتزم الوسطية حتى مع أئمة الإسلام الكبار، ومن قصصه في ذلك ما حصل مع تلميذه الدكتور أبو بكر الشهال حيث يقول: “شرفت بمناقشته لي بمرحلة الماجستير، وأفدت منه فوائد عالية وغالية، وأعطاني نسخته كي أصحح عليها ما يريده، فعرفت طريقة قراءته للرسائل العلمية، فإنه يقسم عدد أوراقها على الأيام.. وقد اتخذت هذه الطريقة في كثير من مناقشاتي أو إشرافي أو حتى مطالعاتي. وكان مما انتقد عليَّ في مناقشة الماجستير وصفِي ابنَ تيمية رحمه الله بعبارة السيد رشيد رضا رحمه الله: (مِدْرة السنة الأظهر وقامع البدعة الأقهر)، واعتبرها من الغلو، وقال: ننكر على غيرنا قول: الإمام الأعظم ثم نقع بمثل ما وقعوا به. وطالب بحذفها، ولكن عند تصحيح الرسالة لم أنتبه لها وتركتها، فلما أراد الكشف على الملاحظات كان أول ما وقع نظره على هذه الكلمة، وأراد الله سبحانه بذلك أمرًا، فغضب وقال: والله ما أُوقِّع لك حتى تحذفها، فوعدته بحذفها. وقد عرفت من ذلك درسًا مهمًّا في عدم الغلو في العلماء مهما علا قدرهم، وأنهم في ذلك سواء”([11]).

وعن جهوده يقول تلميذه عارف بن عوض الركابي: “وفّق الله فضيلة شيخنا، فجمع بين العلم الراسخ والخلق الكريم والحرص على نفع الناس والصبر في التدريس والدعوة والتميز في عرض العلم”([12]).

وكان قد تولى عدة مناصب في مسيرته الجامعية ومنها:

– عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

– أمين عام الجامعة الإسلامية.

– رئيس مجلس شؤون الدعوة.

– عضو هيئة التدريس بالدراسات العليا.

وأيضا عمل مستشارًا بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

وشارك في عدد من المؤتمرات في داخل المملكة وخارجها، منها:

– مؤتمر المُسكِرات والمخدرات الذي عقد في رحاب الجامعة الإسلامية.

– مؤتمر القرن الخامس عشر الهجري سنة 1400هـ الذي عقد في السودان.

وأيضا شارك في مناقشة العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات المملكة المختلفة.

وله دروس مفيدة بثت بإذاعة القرآن الكريم بعنوان: (الوصايا في الكتاب والسنة) طبعت في أجزاء.

بالإضافة إلى ذلك كان للشيخ مشاركاته في الأنشطة الطلابية التي كانت تقيمها الجامعة الإسلامية، وكان يشرف على بعض الرحلات والبرامج الطلابية، وربما كان هو المسؤول عن الرحلة كالرحلة الطلابية التي كانت إلى دمشق واستغرقت خمسة عشر يومًا([13]).

وفاته ورثاؤه:

توفي الشَّيخ رحمه الله يوم الثلاثاء في السادس عشر من شهر صفر عام ألف وأربعمائة وست وأربعين للهجرة النبوية (16/2/ 1446هـ)، وصلي عليه فجر الأربعاء بالمسجد النبوي، ودفن بالبقيع عن عمر يناهز 91 سنة، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) هذه الترجمة المختصرة مستفادة  من المراجع التالية:

  1. معلمو المسجد النبوي الشريف، لمجموعة مؤلفين وهم: د. عمر بن حسن فلاته، أ. عبد الوهاب بن محمد زمان، أ. د. عدنان درويش جلون (ص: 507 وما بعدها).
  2. ترجمة أعدها الدكتور إبراهيم عبد الله الحازمي صاحب موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر، وقد أفادني بها جزاه الله خيرا.
  3. ما وُجد في كتب التراجم من أخباره، ومن المراجع في ذلك: المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري لعبد الأول بن حماد الأنصاري، تتمة الأعلام لمحمد خير رمضان.
  4. ما كتبه عنه تلاميذه عقب وفاته رحمه الله، ومنها منشور لتلميذه الأستاذ الدكتور عارف بن عوض الركابي.
  5. التواصل مع ذويه والمقربين منه، ومنهم: ابنه د. عبد الحميد وتلميذه د. أبو بكر الشهال.

([2]) معلمو المسجد النبوي الشريف (ص: 508).

([3]) معلمو المسجد النبوي الشريف (ص: 508).

([4]) المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، عبد الأول بن حماد الأنصاري رحمه الله (1/ 63، 2/ 676).

([5]) معلمو المسجد النبوي الشريف (ص: 509).

([6]) معلمو المسجد النبوي الشريف (ص: 509).

([7]) أفاد بذلك الدكتور إبراهيم بن عبد الله الحازمي صاحب موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر في تواصل معه بتاريخ 20/ 2/ 1446هـ.

([8]) نشره الشيخ على صفحته في الفيس عقب وفاة الشيخ بتاريخ 16/ 2/ 1446هـ.

([9]) ينظر: تتمة الأعلام، محمد خير رمضان (2/ 24)، وللمؤلف نفسه: تكملة معجم المؤلفين (ص: 349).

([10]) المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، عبد الأول بن حماد الأنصاري رحمه الله (2/ 522).

([11]) نشره الشيخ على قناته في التلغرام عقب وفاة الشيخ.

([12]) نشره الشيخ على صفحته في الفيس عقب وفاة الشيخ بتاريخ 16/ 2/ 1446هـ.

([13]) المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، عبد الأول بن حماد الأنصاري رحمه الله (1/ 315).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي

‏‏للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي([1]) اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور علي بن محمد بن ناصر آل حامض الفقيهي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدا بقرية المنجارة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، إحدى محافظات منطقة جيزان، عام 1354هـ. نشأته العلمية: نشأ الشيخ في مدينة جيزان […]

مناقشة دعوَى أنّ مشركِي العرب جحدوا الربوبية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اعتَمَد بعضُ الأشاعرةِ في العصور الحديثةِ على مخالفة البدهيات الشرعية، وتوصَّلوا إلى نتائج لم يقل بها سلفُهم من علماء الأشعرية؛ وذلك لأنهم لما نظروا في أدلة ابن تيمية ومنطلقاته الفكرية وعرفوا قوتها وصلابتها، وأن طرد هذه الأصول والتزامَها تهدم ما لديهم من بدعٍ، لم يكن هناك بُدّ من […]

حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية في الإسلام

  إنَّ حريةَ الاعتقاد في الإسلام تميَّزت بتفاصيل كثيرة واضحة، وهي تعني أن كلَّ شخص حرّ في اختيار ما يؤمن به وما يدين به، ولا يجب على أحدٍ أن يُكرهَه على اعتقاده، كما تعني الاحترامَ لحرية الآخرين في اختياراتهم الدينية والمعتقدات الشخصية. موقفُ الإسلام من الحرية الدينية: الأصلُ عدمُ الإجبار على الإسلام، ولا يُكره أحد […]

دفع إشكال في مذهب الحنابلة في مسألة حَلِّ السِّحر بالسحر

  في هذا العصر -عصر التقدم المادي- تزداد ظاهرة السحر نفوذًا وانتشارًا، فأكثر شعوب العالم تقدّمًا مادّيًّا -كأمريكا وفرنسا وألمانيا- تجري فيها طقوس السحر على نطاق واسع وبطرق متنوعة، بل إن السحر قد واكب هذا التطور المادي، فأقيمت الجمعيات والمعاهد لتعليم السحر سواء عن طريق الانتظام أو الانتساب، كما نظمت المؤتمرات والندوات في هذا المجال. […]

الفكر الغنوصي في “إحياء علوم الدين” لأبي حامد الغزالي وموقف فقهاء ومتصوفة الغرب الإسلامي منه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم لا تخفى المكانة التي حظي بها كتاب إحياء علوم الدين عند المتصوفة في المغرب والأندلس، فكتب التراجم والمناقب المتصوفة المغربية المشهورة، شاهدة على حضور معرفي مؤثر ظاهر لهذا الكتاب في تشكيل العقل المتصوف وتوجيه ممارسته، وأول ما يثير الانتباه فيه، هو التأكيد على الأثر المشرقي […]

لماذا أحرق أبو بكر وعمر الأحاديث؟

تمهيد: يلتفُّ بعض فرق المبتدعة حول الحداثيين والعلمانيين، ويلتفُّ العلمانيون ومن نحى نحوهم حول هذه الفرق، ويتقاطع معهم منكرو السنَّة ليجتمعوا كلّهم ضدَّ منهج أهل السنة والجماعة في تثبيت حجية السنة والأخذ بها والعمل بها والذبِّ عنها. وبالرغم من أنّ دوافع هذه الفرق والطوائف قد تختلف، إلا أنها تأخذ من بعضها البعض حتى يطعنوا في […]

هل كان ابن فيروز وغيره أعلم من ابن عبد الوهاب بمنهج ابن تيمية؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يعتمد المخالفون على أن مناوئي الدعوة -من الحنابلة- كانوا معظِّمين لابن تيمية وابن القيم، بل وينتسبون إليهم أيضًا؛ كابن فيروز وابن داود وابن جرجيس، ويعتبرون ذلك دليلًا كافيًا على كونهم على مذهب ابن تيمية، وعلى كون الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعيدًا عن منهج الشيخين ابن تيمية وابن القيم. […]

ترجمة الشَّيخ د. عمر حسن فلاته (محدث الحرمين الشريفين وأول من نال شهادة الماجستير في المملكة العربية السعودية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. عمر حسن فلاته([1]) محدث الحرمين الشريفين وأول من نال شهادة الماجستير في المملكة العربية السعودية   اسمه ونسبه: هو محدث الحرمين الشريفين الشَّيخ الدكتور أبو ميْسُون عُمر بن حسن بن عثمان بن محمد الفُلَّاني المدني المالكي، المعروف بـ(عمر حسن فلاته)([2]). مولده: ولد الشَّيخ في المدينة المنورة […]

ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده.  وبعد: فهذه ترجمة للشيخ محمد بن عبد الوهاب أخذتها من كتاب زعماء الإصلاح للكاتب والأديب المصري الراحل أحمد أمين، وقد ضمنتها بعض التعاليق التي تبين الوجهة الصحيحة من الشيخ وما في زمانه من أحداث، وتتميز […]

أسانيد الأمة عن الأشاعرة ووجود فجوة بين ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب (دعوى ونقاش)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الدعاوى التي يروّجها كثيرٌ من الأشاعرة المعاصرين القولُ بأن أسانيد علوم الإسلام نُقلت من خلالهم، مثل علوم القرآن وعلوم الحديث وعلوم التفسير والأصول، فنقَلَةُ الدين في العصور المتأخرة من الأشاعرة، أو على الأقل من المتأثرين بهم، وحتى فقهاء الحنابلة لم يسلَموا من تقريرات الأشاعرة في كتبهم. ثم […]

فتوى الشيخ عبد الرحمن بن عبدِ الله السُّويدِي (1134- 1200هـ) في فَعاليَّات الدَّرْوَشة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله. هذه فتوى لأحدِ علماءِ العراق في القرن الثاني عشر الهجري -وهو الشيخ عبد الرحمن السويدي الشافعي ت 1200هـ- في الأعمال التي يقوم بها المتصوّفة من أكل الحيات ودخول النيران، وضرب الصدور بالحراب وغير ذلك. وقد اشتهرت هذه الأعمالُ عن أتباع الطريقة الرفاعية منذ دخول التتار إلى بغداد […]

إيضاح ما أَشكَل في قصة موسى عليه السلام وملك الموت

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: إن حديثَ لطم موسى عليه السلام لملك الموت من الأحاديث التي طعَن فيها المبتدعةُ منذ وقتٍ مبكِّرٍ، وتصدَّى العلماءُ للردِّ عليهم في شُبهاتهم. وقد صرّح الإمامُ أحمد رحمه الله لما سئل عن هذا الحديث بأنه: (لا يدَعُهُ إلا ‌مُبتَدِع أو ضعيف الرأي)([1])؛ ولذلك ذكر الأئمة الإيمان بهذا الحديث […]

التداخل العقدي بين الطوائف المنحرفة – الشيعة والصوفية أنموذجًا –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أولًا: المد الشيعي في بلاد أهل السنة: من أخطر الفتن التي ابتُليت بها هذه الأمة: فتنةُ الشيعة الرافضة، الذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر، الذين يشهد التاريخ قديمًا وحديثًا بفسادهم وزيغهم وضلالهم، الذين ما سنحت لهم فرصة إلا وكانت أسلحتهم موجَّهة إلى أجساد أهل السنة، يستحلّون […]

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

  الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية. فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو […]

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

ما الديوان الصوفي؟ يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017