الثلاثاء - 13 محرّم 1447 هـ - 08 يوليو 2025 م

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

A A

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى.

أمَّا بَعدُ،

فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ أصبح لِزامًا على أهلِ العِلم الشرْعي توضيحُ هذا المُصطلحِ وهذا اللَّقبِ، وتَبيينُ مَعالِمِه، وإظهارُ سِماتِ الحَقيقِينَ بالاتِّصافِ به، وفي هذِه الكلماتِ تَوضيحٌ لبعضِ خَصائِصِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة وسِماتِهم، وفيها المعيارُ الذي يُعينُ المُسلِمَ على مَعرفةِ مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ فيَسلُكُ مَسلَكهم ويَسيرُ على طَريقتِهم؛ ويتمسَّكُ بمنهَجِهم، ليَدخُلَ في زُمرتِهم، وليس الغرضُ من هذه الكلماتِ حَصْرَ مُعتقَدِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ فهذا مظانُّه كتُبُ العقائِد، بل القصدُ معرفةُ الفوارقِ بين أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة والفِرقِ الأخرى، وما يُميِّزهم عن غيرِهم.
 

فالسُّنَّة المُرادَةُ هنا: هي ما كان عليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن العِلمِ والعَمل والاعْتقاد، والهَدْي والسُّلوك، وهي كلُّ ما جاء به عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
 

والجَماعَة المُقْترنة بالسُّنَّة: هُم أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ومَن تَبِعهم بإحسانٍ، وسارَ على مَنهجِهم وطَريقتِهم.
 

فأهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة أَحْرَصُ النَّاسِ على اتِّباع النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومَعرِفَة أَحوالِه، وأَكثَرُهم مُوافَقَةً لِمَنْهَج أَصحابِه رَضِيَ الله عنهم، وليس مَعْنى هذا: أنَّ كلَّ مَن ادَّعى أنَّه على مَنهجِ أهلِ السُّنَّة والجَماعةِ، أو سَمَّى حِزبَه بالسَّلفيِّ أو جماعتَه بأهلِ الحَديثِ أو الأثَرِ؛ أنَّه كذلك؛ فالعبرةُ بالمنهجِ واتِّباعِه والتَّمسُّك به، لا بالمُسمَّياتِ وشُهرتِها.

فهذه دَعْوى يَدَّعيها الجميعُ، لكن لا تَصِحُّ تِلك الدَّعوى ولا تَصدُقُ تِلك النِّسبةُ على أحدٍ إلَّا بتَحقيقِ السِّماتِ والخَصائصِ الآتيةِ؛ فهي فارقٌ بين مَن يتَحقَّقُ فيه هذا اللَّقبُ وبين مَن يَدَّعيه مُجرَّدَ ادِّعاءٍ وهو عارٍ عنه، وقد جعلتُها على شَكلِ فقرات؛ ليَسهُلَ فَهمُها واستيعابُها وتَطبيقُها- إنْ شاء اللهُ تعالى:
 

(1) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة مَصدرُ عَقيدتِهم كتابُ اللهِ تعالى، وسُنَّةُ رسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وما كان عليه السَّلفُ الصَّالِحُ وما فَهِموه مِن نُصوصِ الوَحيَينِ؛ فلا يُقدِّمون العقلَ ولا الكَشفَ ولا الذَّوقَ ولا المناماتِ على النَّقلِ، ولا يُقدِّمون كلامَ شَيخٍ أو وليٍّ على كلامِ اللهِ سُبحانَه وكلامِ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم. 
 

(2) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة لا يَنتسِبون في العَقائدِ إلى شَخصٍ بعَينِه، ولا إلى فِرقةٍ بعَينِها، بل نِسبتُهم إلى السُّنَّةِ والسَّلفِ؛ فلا يَنتسِبون إلى الأشعريِّ، ولا إلى الماتريديِّ، ولا إلى الجَهم، ولا إلى الجَعد، ولا إلى زَيْد، ولا إلى عُبَيد، ولا يَنتسِبون إلى المعتزلةِ ولا إلى المرجِئة ولا إلى القَدَريَّة….، وإنَّما يَنتسبون إلى السُّنَّة والصَّحابة: (ما أنا عَليهِ وأصْحابي).
 

(3) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة لا يَنتسِبون في السُّلوكِ وتزكِية النَّفْس إلى شَخصٍ ولا إلى طريِقة؛ فلا يَنتسِبون إلى الجِيلانيِّ، ولا إلى الرِّفاعيِّ، ولا إلى القادريِّ، ولا إلى التِّيجاني، ولا إلى الطريقَة النَّقشبنديَّة ولا العَلويَّة ولا الشاذليَّة، ولا إلى غيرِها، بل سلوكُهم وتزكيتُهم وأخلاقُهم مصدرُها القائِل: (إنَّما بُعِثتُ لأتمِّمَ صالحَ الأخلاقِ)، ولِمَن (كان خُلقُه القُرآن) صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فكما أنَّهم لا يَتميَّزون على الأمَّةِ في أُصولِ الدِّينِ باسمٍ سِوى السُّنَّةِ والجَماعة، فهُم كذلك لا يَتميَّزون في السُّلوكِ وتزكية النَّفْس باسمٍ سِوى السُّنَّةِ والجَماعَة.
 

(4) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة يَعبُدون اللهَ كما أمَرَ بخُشوعٍ وتَذلُّل، لا يَبتدِعون عباداتٍ مِن عِندِ أنفُسِهم بحَسَبِ أهوائِهم ولا مِن عِندِ غيرِهم، ولا يَعبُدونه باللَّطمِ ولا بالطَّبل ولا الرَّقص والتَّمايُل!
 

(5) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة لا يَصرِفون شَيئًا مِن العِبادةِ لغَيرِ الله سبحانَه، كالدُّعاءِ والاستغاثةِ والذَّبحِ والنَّذرِ وغيرِها من العِباداتِ، كما هو الحالُ في بَعضِ الفِرَقِ والطوائِفِ المخالِفةِ لطَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة.
 

(6) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة يَحثُّون على زِيارةِ القُبورِ؛ لأنَّها تُذكِّر بالآخرة، وللسَّلامِ على أهلِها، والدُّعاءِ لهم، لا بَقصدِ التبرُّكِ بها ولا لدُعاءِ صاحِبِ القَبرِ مِن دُونِ اللهِ تعالى، أو الاستغاثةِ به، أو التمسُّحِ بالقبرِ أو الطوافِ حولَه، أو الذَّبْحِ عِندَه، ونحوِ ذلك.
 

(7) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة يُثبِتون للهِ عزَّ وجلَّ جَميعَ الصِّفاتِ التي أثبَتَها لنَفْسِه أو أثبَتَها له رسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم مِن غيْرِ تَعطيلٍ ولا تأويلٍ، وأمَّا غيرهم فيَنفُون عنه صِفاتِه، أو يُثبتونَ بعضَها ويُؤوِّلون بعضَها الآخَرَ.
 

(8) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة يَعتقِدون أنَّ الإيمانَ قولٌ وعَملٌ، يَزيدُ ويَنقُص، ولا يُخرِجون عَملَ الجوارحِ مِن الإيمانِ كالمُرجِئة، ولا يُكفِّرونَ أهْل القِبْلة بمُطلَقِ المعاصِي والكبَائر كالخَوارجِ.
 

(9) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة لا يُكفِّرون مَن خالَفَهم من الفِرقِ الأُخرى لمجرَّد مخالفتِهم لهُم، ما عدا الفِرقَ التي اجتَمعَتْ على أُصولٍ كُفريَّةٍ، كالإسماعيليَّةِ والنُّصيريَّةِ.
 

(10) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة يَتبرَّؤون من الكُفَّارِ والمُلحِدين والمشرِكين والمرتدِّين، ويُعادُونهم ويُبغضونَهم، ويُحبُّونَ المُؤمنِين ويُوالونَهم ويَنصرونَهم بحَسَبِ ما عِندَهم مِن الإيمانِ والعَملِ الصَّالِحِ.
 

(11) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة يُحبُّون أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، ويَرَوْن أنَّهم كلَّهم عُدولٌ، ويَتقرَّبون إلى اللهِ بحُبِّهم وحُبِّ آلِ بيته وزوجاته أمهات المؤمنين، ويَتبرَّؤون مِمَّن يَسبُّهم ويُعادِيهم، ويَتبرَّؤون كذلك ممَّن يُغالِي فيهم ويَرفعُهم فوقَ مَنزِلةِ البَشرِ أو يَقولُ بعِصمتِهم.
 

(12) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة يَأخُذون في الفِقهِ بالإِجْماع وما دَلَّ عليه الكِتابُ والسُّنَّةُ الصَّحِيحَة، ويَعْتَبِرون بِأَقوال الصَّحابَةِ والتَّابِعين وتابِعيهِم، ويَتَّبِعون أَكابِرَ عُلَماءِ المسلمين، مثل: أَبي حَنيفةَ ومالكٍ والشَّافِعيِّ وأَحمدَ، ومَن بَعْدَهم مِن العُلماءِ والفُقهاءِ والأئمَّةِ المَتبُوعين المتَّبِعينَ للسُّنَّة والمشهورِينَ بالخَيرِ في الأُمَّةِ.
 

(13) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ المُسلِمونَ عِندَهم سواءٌ من حيثُ التَّكليفاتُ الشَّرعيَّة، وليس عِندَهم عامَّةٌ وخاصَّةٌ، ولا خاصَّةُ الخاصَّة، ولا عِندَهم شَريعةٌ وحَقيقةٌ، بل هو دِينٌ واحدٌ، وتشريعٌ واحدٌ، من ربٍّ واحدٍ، نَزَل على نبيٍّ واحدٍ، للنَّاسِ كافَّةً.
 

(14) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة هم أهلُ التوسُّطِ والاعتدالِ في كلِّ شَيءٍ؛ فهم وَسَطٌ بين الغُلوِّ والجَفاءِ، والإفراطِ والتَّفريطِ، والتَّيسيرِ والتَّشديدِ.
 

(15) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة مِن أحرصِ النَّاس على جَمْعِ الكَلِمةِ ووَحْدةِ الصَّفِّ، ومِن عَقيدتِهم: إقامةُ الجِهاد والجُمَعِ والجَماعات خلْفَ كلِّ بَرٍّ وفاجِر، ويَرَون صِحَّةَ الصَّلاةِ خَلفَ أصحابِ البِدَعِ والمعاصي؛ فَهُم أكثرُ الناسِ حبًّا للاتِّفاقِ، وأكثرُهم بُغضًا للافتِراق، وقد يَقَعُ الخَطأُ مِمَّن يَنْتَسِبُ إليهم ولم يُحْسِن فَهْمَ مَنْهَجَهُم والأَخْذ به، فليس كُلُّ مَن انْتَسَب إليهم يكون قد تَأَدَّب بِأَدَبِهم، وسار على طريقتِهم، فالطَّمَعُ في شَرَفِ اللَّقَبِ أَدْخَلَ فيهم مَن ليس منهم .
 

(16) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة فيهم العالِمُ والفقيهُ، والخَطيبُ والدَّاعيةُ، والآمِرُ بالمعروفِ والنَّاهي عن المُنكَر، والطبيبُ والمُهندِس، والتاجِرُ والعامِل، والغنيُّ والفقيرُ، والأسودُ والأبيضُ؛ والعَرَبيُّ والأعْجَميُّ، فمَنهجُهم ليس قاصرًا على فِئةٍ مِن الناسِ، ولا يُمَيِّزون بين طَبَقات المُجْتَمع، أو يَجْعَلون العِلْمَ والدِّينَ والنَّسَبَ والسِّيادَةَ حِكْرًا على قَوْمٍ دُونَ مَن سِواهُم، ويَعتقِدون قولَ اللهِ تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
 

(17) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة فيهم العابِدُ الزَّاهد، وفيهم العاصِي، وفيهم مُرتَكِبُ الكبيرةِ؛ فهم ليسوا مَعصومِينَ عن الخطأِ والمعاصِي، ولا تُخرجُهم هذه الأخطاءُ والمعاصي عن كونِهم من أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، بل قدْ يقعون في جُزئيَّاتِ البِدعِ، لكن ما أسرعَ أوبتَهم إلى الحقِّ إذا عُرِّفوا به؛ فلا يُخرِجهم هذا عن كونِهم من أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة.
 

(18) أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة يَتَّبعون الحقَّ ويَرحَمون الخَلْق؛ فيَكرهون المعاصِي ويَرفُقون بأَصحابِها، ويُبغِضون البِدعَ ويُشفِقون على أهلِها.
 

فهؤلاء هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة، وهذِه بعضُ سِماتِهم وخَصائِصهم،

أسألُ اللهَ بمَنِّه وكَرمِه أن نكونَ منهم، وأنْ يَجمَعَ الأُمَّةَ على ما اجتَمَعوا عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

المنهج العلموي في العلوم التجريبية… تقويم ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: شهد التاريخ الإسلامي ازدهارًا غير مسبوق في مجال العلوم التجريبية خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية، حيث لم يكن العلم مفصولًا عن الدين، بل كان الاستكشاف العقلي للظواهر الطبيعية يُعدّ جزءًا من عبادة الله والتأمل في خلقه. فقد أسّس الحسن بن الهيثم منهجًا تجريبيًّا في دراسة الضوء والرؤية، […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017