الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

قراءة لكتاب: (تمييز المحظوظين عن المحرومين في تجريد الدين وتوحيد المرسلين)

A A

المعلومات الفنية للكتاب:

اسم الكتاب: تمييز المحظوظين عن المحرومين في تجريد الدين وتوحيد المرسلين.

اسم المؤلف: الشيخ محمد سلطان المعصومي الخُجَنْدي المكّي (١٢٩٧-١٣٨١هـ).

طبعات الكتاب: طبع الكتاب طبعتين:

الأولى: طبعة مصطفى الحلبي بمصر عام (١٣٦٨هـ).

والثانية: بتحقيق الشيخ علي الحلبي، في دار ابن الجوزي بالدمام عام (١٤١٢هـ)، وطبعة بعدها عام (١٤٢١هـ)، وهي التي نقدم لها.

عدد صفحات الكتاب: يقع الكتاب في (٣٨٩) صفحة.

التعريف العام بالكتاب:

أورد المصنف -رحمه الله تعالى- في كتابه جميع الآيات التي خاطب الله تعالى بها عموم البشر بصيغة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} أو: {يَا بني آدَمَ} ونحوها مما يفهم منه الخطاب العام، فبلغت أربعين آية، وقد قال -رحمه الله- (ص: ٨٩) بعد إيرادها جميعا: “فاعلم أن هذه الأربعين آية كل واحدة منها موجَّهَةٌ من الله رب العالمين إلى كل فرد من أفراد بني آدم، لا يخرج من هذه الخطابات الصريحة أحد منهم، سواءٌ كانوا عربًا أو عجمًا أو من أي جنس كان… فكلهم مخاطَبون بهذه الخطابات، ومأمورون بهذه الأوامر، وهم أهل لذلك، ولو لم يكونوا أهلًا لما خاطبهم الله تعالى، وحيث إنه تعالى خاطبهم وناداهم وأمرهم ونهاهم؛ فقد ثبت أنهم أهل لفهم ذلك والعمل به”.

ثم أورد الآيات التي فيها مخاطبة المؤمنين بلفظ: {يَا أَيُّهَا الذِين آمَنُوا}، فبلغت مائة آية، ثم قال بعد إيرادها جميعًا (ص: ٣١٨): “فهذه مائة آيةٍ… قد خاطب الله تعالى بها عباده المؤمنين كلَّهم، وناداهم، وأمرهم، ونهاهم، وبشرهم، وأنذرهم، وزجرهم، وخوفهم، فقال: {يَا أَيُّهَا الذِين آمَنُوا}، ولم يقل: يا أيها العلماء، أو: يا أيها العرب، أو: يا أيها السادات والأشراف، ولكن قد خاطب كل المؤمنين بـ: (أنتم)، و(كم)، و(كنتم)، فإذًا كل المؤمنين سواءٌ في التكليف، وكلهم مخاطَبون بهذه الخطابات الإلهية، كما أن كل البشر مخاطَبون بخطابات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} و{يَا بَنِي آدَمَ}، فبهذا قد توجه الخطاب إليهم، وكل واحد منهم أهل لفهم ذلك ما دام عاقلًا بالغًا…”.

فهذه هي الخطة العامة للكتاب.

ولكن المصنف -رحمه الله- لم يجر في هذا الكتاب على ما اعتاده المفسرون في كتبهم، حيث يضمِّنون تفاسيرهم أنواعًا من العلوم اللغوية والبيانية، والقصص، والاستطرادات الفقهية ونحو ذلك، وإنما اهتم المصنف بتوضيح هداية الآيات، وتقرير أصول التوحيد، ونفي الشرك والبدع والضلالات، رابطًا ذلك بالواقع الذي تعيشه الأمة، من ضعف المسلمين، وتسلط الكفار والمنافقين عليهم.

وقد بدا تأثر المصنف -رحمه الله- جدًا بالواقع الذي تعيشه الأمة، وما تعرض له شخصيًّا، فالمصنف نشأ في بلدة (خوجندة) وهي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر (تقع حاليا في دولة طاجكستان)، وقد تسلط الروس البلاشفة على هذه البلاد في مطلع القرن الفائت، واغتر بهم كثيرٌ من المسلمين، وأسسوا مجالس شورى للمسلمين، وانتُخِب المصنف -رحمه الله- رئيسًا لمجلس شورى المسلمين، وسافر إلى موسكو عدة مرات، ثم انقلب الروس على المسلمين، وأظهروا وجهتهم الإلحادية المعادية للدين، وللإسلام خصوصًا، ونكلوا بالمسلمين نكايةً عظيمةً، وقتلوا العلماء، وسجنوهم، ونفوهم إلى القطب المتجمّد، وحاولوا قتل المصنّف، وحكموا عليه بالإعدام، ولكن أنجاه الله تبارك وتعالى، وفرّ هاربًا إلى بلاد الحرمين التي كانت تحت حكم الدولة السعودية وملكها المؤسس رحمه الله، وهنا تعرف المصنف على دعوة التوحيد، وأعجب بها، وصار من أعظم مناصريها، ورجع إلى بلاده بعد فترة داعيًا إلى التوحيد ومنهج السلف([1]).

هذا هو الواقع السياسي الذي عاصره المصنف، وتأثر به جدًّا، كنفس تأثره بالواقع الثقافي والعلمي الذي كان منتشرًا في هذه البلاد، حيث كانت الحالة الدينية تقوم على ثلاثة ركائز: الماتريدية في العقيدة، والتعصب للمذهب الحنفي، والطرقية الصوفية الخرافية، ويصور المصنف -رحمه الله- في ترجمته التي كتبها بنفسه الحالة السائدة في هذه البلاد حينها، فيقول: “كنا نعتقد أن المسلم هو الذي تمذهب بمذهب الحنفية، وأما أهل سائر المذاهب فمخطئون خارجون عن الحق… كنا نظن أن غير الحنفي ليس بمسلم، ولا يجوز العمل بغير مذهب أبي حنيفة”([2]).

وواقعة أخرى تكشف عن بلوغ التعصب المذهبي السائد ذروته، حيث أسلم مجموعة من رجال اليابان، وكان عندهم طائفة من شافعية إندونيسيا، فألزموهم بضرورة التمذهب بالمذهب الشافعي، وطائفة أخرى ألزمتهم بضرورة التمذهب بالمذهب الحنفي، وهو ما مثل فتنة لهؤلاء المسلمين الجدد، فكتب بعض الحاضرين إلى المصنف يسأله في ذلك؛ فكتب رسالته: (هدية السلطان إلى مسلمي بلاد اليابان)، والتي بين فيها عدم لزوم التّمذهب بمذهب معين.

هكذا كانت الحالة الدينية في بلاد ما وراء النهر؛ هجر تام للكتاب والسنة، مع انتشار كتب الفلسفة والمنطق، ورواج للخرافة وعبادة القبور، والتعلق بأرواح الأموات، وعبادتها من دون الله.

وقد ربط المصنف في كتابه بين هذا الواقع الديني العلمي والواقع السياسي؛ فاعتبر أن الثاني هو ثمرة الأول، وأن علاج هذا الواقع المؤلم يكون عبر الإصلاح الديني، الذي يقوم على تأسيس مرجعية الكتاب والسنة في الاعتقاد والعمل والسلوك، وهو ما يستلزم تعلم الكتاب والسنة، وتعلم اللغة العربية.

والمصنف -رحمه الله- يبين كثيرًا أن هذا العلم المبني على الكتاب والسنة أيسر بكثير من علوم الفلسفة والمنطق والدواوين الشعرية والألغاز الفقهية التي يشتغل بها الكثير، وينصرفون بسببها عن الكتاب والسنة؛ بحجة أن هذا خاص بالمجتهدين الذين انقرضوا من القرن الرابع الهجري.

سبب تأليف الكتاب وقضيته الرئيسة:

يقول المصنف -رحمه الله- (ص: ١٩): “إني حينما كنت في الطائف متصيّفًا عام ١٣٦٥هـ كنت أتلو كتاب الله القرآن متدبرًا معانيه، إذ تبين لي قصور بني آدم بسبب جهلهم بمعاني كلام ربهم، فلهذا ضلّوا وأضلوا كثيرًا. ولا شك أن سبب الضلال عدم فهم كلام رب العالمين الذي أنزله الله تعالى لهداية جميع العالمين، والحال أنهم مخاطبون ومكلفون بفهمه وتدبره والعمل والاتعاظ به…

فيجب على كل إنسان عاقل بالغ تعلُّمُ القرآن وفهم معناه والعمل بمقتضاه، ولا يعذر أحد في ترك ذلك، سواءٌ كان عربيًّا أو عجميًّا… لأنه يلزم حينئذ إهمال خطاب الله رب العالمين وأمره، أو نسبة الجهل إلى الله الرب الحكيم؛ حيث خاطب ونادى وأمر من لا يستأهل الخطاب ولا يفهم، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

وعلى هذا أوجب الشرع طلب العلم على كل مكلف كما هو مقرر في عامة الكتب الإسلامية الدينية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”.

ثم يتحدث (ص: ٢١) عن العوائق التي وضعت وحالت بين الناس والكتاب والسنة، كدعوى أن فهم القرآن والعمل به مختصّ بأهل الاجتهاد الذين انقرضوا منذ عهد بعيد، وأن الواجب على المسلم في زمننا لزوم مذهب بعينه لا يخرج عن أقواله بحال!

هذه هي قضية الكتاب الرئيسة، التي يدندن حولها في عامة الآيات، فالمحظوظون هم الذين فهموا معاني القرآن، وتدبّروا معانيه، وانتفعوا به، والمحرومون هم الذين أعرضوا عن فهم كلام ربهم، فحرموا من كلام ربهم وأحاديث نبيهم؛ بحجة أنهم ليسوا أهلًا للنظر في كتاب الله تعالى؛ فوقعوا في الشرك والبدع والضلالات.

قضايا الكتاب التفصيلية:

تضمّن الكتاب تفسيرًا لمئة وأربعين آيةً، متضمّنة لأنواع من العلوم الشرعية والأحكام الفقهية والتنبيهات الوعظية، ولكن هناك جملة من القضايا الرئيسة التي يدور حولها الكتاب، ومنها:

١- قضية التوحيد، والتحذير من الشرك وعبادة الأموات والقبور، فيقول في النداء الأول {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم} (ص: ٢٩): ” فيا أيها الناس، لا تجعلوا لله أندادًا تحبونهم كحب الله، أو تعتقدون أنهم ينفعونكم أو يضرونكم، فتنذرون لهم ولمشاهدهم ومراقدهم، وتستغيثون بهم”. وفي مواطن كثيرة جدًّا ينبه على مثل هذا الشرك.

٢- قضية الاتباع، ونبذ التقليد المذموم والتعصب المذهبي، وهو يربط بين التقليد المذموم وانتشار الشرك وعبادة القبور والخرافات (ص: ٦٦، ٧٢)، ويراه سببًا في تفرق كلمة المسلمين ومنع الوحدة الإسلامية (ص: ١٠٤).

وفي (ص: ١٣٩) يربط بين التقليد المذموم والجمود على الكتب التي ألفها المقلدون في القرون الوسطى وما بعدها، وما ترتب على ذلك من جمود في تطور الأمة؛ حتى صار الناس ينسبون ضعف الأمة ووهنها وفقرها إلى الإسلام، وسرى هذا الاعتقاد إلى الذين يتعلمون علوم أوروبا وقوانينها، فمنهم من مرق من الإسلام وفضل تلك القوانين على الشريعة، ويضرب مثالًا لذلك بالأتراك الكماليين والتتار الروسيين. وهو بهذا يبين أثر انحراف الفهم الديني، أو غياب المنهج السلفي في انتشار الإلحاد والعلمانية في العالم الإسلامي.

٣- الدعوة لقضية الولاء والبراء، والتحذير من موالاة الكافرين والاستنصار بهم على المسلمين، ويضرب مثالا على ذلك بما فعله شريف مكة من الاستنصار بالإنجليز على حكومة الترك الإسلامية (ص: ١٥٠)، وأن اعتماد المسلمين على الدول غير الإسلامية هو سبب اضمحلال دولتهم وسلطانهم، وأن هذا هو سبب خراب الدولة التركية الإسلامية، “فإن كثيرًا من وزرائها منذ قرن أو قرنين في سياسته ما بين روسي وإنكليزي وألماني وأمريكاني، حتى تغلغل نفوذ هذه الدول في أحشاء هذه الدولة” (ص: ١٦٨).

ويؤكد على الرابطة الدينية، ونبذ العصبية القومية الجاهلية التي تسربت إلى المسلمين تقليدًا لأوروبا، كما فعل الكماليون الأتراك (ص: ١٢٠).

٤- التحذير من تحكيم القوانين الوضعية المخالفة للشريعة (ص: ٢٦٧).

٥- التحذير من البدع والخرافات والعقائد الباطلة التي شوهت معالم الدين، وكانت سببًا في تخلفهم وضعفهم، وتسببت في تركهم الواجبات الكفائية والصنائع الدنيوية التي هي من عوامل نهضة الأمم وتقدمهم (ص: ١٤١).

٦- الاهتمام بواقع المسلمين، من حيث بيان سبب ما هم فيه، والسبيل لخلاصهم من ذلك، والمتمثل في فهم الكتاب والسنة، والاهتداء بهديهما في العقيدة والعمل والسلوك، والاستغناء بهما عن كل ما عداهما، من غير غلو ولا تعصب ولا تكلف، والتفرغ بعد ذلك للقيام بفروض الكفايات، والعمل على دفع الظلم والأذى والاستعباد عن أهله، وإعزاز الأمة بالقوة والثروة بالطرق المشروعة المبنية على الفنون الصحيحة والنظام، فهذا أفضل من إهدار الأوقات في الأذكار المبتدعة والعلوم غير النافعة([3]).

وأبدى المؤلف في مواضع اعتزازه بالدولة السعودية، باعتبارها أنموذجًا لأثر الإصلاح الديني في الإصلاح الدنيوي (ص: ٢٢٢).

٧- الحث على تعلم اللغة العربية؛ لأنها السبيل إلى فهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم (ص: ٨٤).

وفي الكتاب تنبيهات كثيرة، وفوائد متنوعة، ومواعظ مؤثرة، وإنما أشرنا لجمل من قضاياه الرئيسة التي يدور حولها، ويكثر من التنبيه عليها.

مآخذ على الكتاب:

قد يؤخذ على الكتاب أن فيه بعض الإطلاقات التي قد يساء فهمها، كنفي العذر بالجهل دون تفصيل كما في (ص: ٩٠)، وتكرار كلمة “المسلمين الجغرافيين” كما في (ص: ٢٢٩)، وعدم التفصيل في طاعة الكفار بين ما هو مباح ومحرم وكفر (ص: ١١٨)، وكذلك القول في من يقلد من يظنه إمامًا أو يعتقده عالِمًا من غير معرفة دليله؛ بأنه اتخذه ربًّا من دون الله، كما هو شأن كثير من مقلدة المذاهب وأصحاب الطرق (ص: ٣٣٦).

فهذه الإطلاقات كانت تحتاج لتفصيل يبعد الشبهة وسوء الفهم والوقوع في التكفير بالعموم، والذي نجزم -ويجزم كل من طالع جميع مصنفاته- أنه لا يقصده.

ويُعْتَذَرُ عن المصنِف -رحمه الله- بأنه ليس في مقام التفصيل العلمي الدقيق لهذه القضايا بقدر ما هو مهتم بالتحذير من الانحرافات الكبرى التي ألمت بقطاعات واسعة من عموم المسلمين، خاصة في السياق السياسي والديني الذي أشرنا إليه في مقدمة الكلام.

ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر: مختصر ترجمة حال محمد سلطان (ص: ٦٤-٧٣).

([2]) انظر: ترجمة حال محمد سلطان (ص: ٤٩).

([3]) هذه الرؤية الإصلاحية مبثوثة في أثناء كتابه، وقد لخصناها بحروفها من رسالته إلى مسلمي اليابان، (ص: ٣٥) طبعة جمعية إحياء التراث الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017