السبت - 21 جمادى الأول 1446 هـ - 23 نوفمبر 2024 م

قراءة لكتاب: (تمييز المحظوظين عن المحرومين في تجريد الدين وتوحيد المرسلين)

A A

المعلومات الفنية للكتاب:

اسم الكتاب: تمييز المحظوظين عن المحرومين في تجريد الدين وتوحيد المرسلين.

اسم المؤلف: الشيخ محمد سلطان المعصومي الخُجَنْدي المكّي (١٢٩٧-١٣٨١هـ).

طبعات الكتاب: طبع الكتاب طبعتين:

الأولى: طبعة مصطفى الحلبي بمصر عام (١٣٦٨هـ).

والثانية: بتحقيق الشيخ علي الحلبي، في دار ابن الجوزي بالدمام عام (١٤١٢هـ)، وطبعة بعدها عام (١٤٢١هـ)، وهي التي نقدم لها.

عدد صفحات الكتاب: يقع الكتاب في (٣٨٩) صفحة.

التعريف العام بالكتاب:

أورد المصنف -رحمه الله تعالى- في كتابه جميع الآيات التي خاطب الله تعالى بها عموم البشر بصيغة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} أو: {يَا بني آدَمَ} ونحوها مما يفهم منه الخطاب العام، فبلغت أربعين آية، وقد قال -رحمه الله- (ص: ٨٩) بعد إيرادها جميعا: “فاعلم أن هذه الأربعين آية كل واحدة منها موجَّهَةٌ من الله رب العالمين إلى كل فرد من أفراد بني آدم، لا يخرج من هذه الخطابات الصريحة أحد منهم، سواءٌ كانوا عربًا أو عجمًا أو من أي جنس كان… فكلهم مخاطَبون بهذه الخطابات، ومأمورون بهذه الأوامر، وهم أهل لذلك، ولو لم يكونوا أهلًا لما خاطبهم الله تعالى، وحيث إنه تعالى خاطبهم وناداهم وأمرهم ونهاهم؛ فقد ثبت أنهم أهل لفهم ذلك والعمل به”.

ثم أورد الآيات التي فيها مخاطبة المؤمنين بلفظ: {يَا أَيُّهَا الذِين آمَنُوا}، فبلغت مائة آية، ثم قال بعد إيرادها جميعًا (ص: ٣١٨): “فهذه مائة آيةٍ… قد خاطب الله تعالى بها عباده المؤمنين كلَّهم، وناداهم، وأمرهم، ونهاهم، وبشرهم، وأنذرهم، وزجرهم، وخوفهم، فقال: {يَا أَيُّهَا الذِين آمَنُوا}، ولم يقل: يا أيها العلماء، أو: يا أيها العرب، أو: يا أيها السادات والأشراف، ولكن قد خاطب كل المؤمنين بـ: (أنتم)، و(كم)، و(كنتم)، فإذًا كل المؤمنين سواءٌ في التكليف، وكلهم مخاطَبون بهذه الخطابات الإلهية، كما أن كل البشر مخاطَبون بخطابات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} و{يَا بَنِي آدَمَ}، فبهذا قد توجه الخطاب إليهم، وكل واحد منهم أهل لفهم ذلك ما دام عاقلًا بالغًا…”.

فهذه هي الخطة العامة للكتاب.

ولكن المصنف -رحمه الله- لم يجر في هذا الكتاب على ما اعتاده المفسرون في كتبهم، حيث يضمِّنون تفاسيرهم أنواعًا من العلوم اللغوية والبيانية، والقصص، والاستطرادات الفقهية ونحو ذلك، وإنما اهتم المصنف بتوضيح هداية الآيات، وتقرير أصول التوحيد، ونفي الشرك والبدع والضلالات، رابطًا ذلك بالواقع الذي تعيشه الأمة، من ضعف المسلمين، وتسلط الكفار والمنافقين عليهم.

وقد بدا تأثر المصنف -رحمه الله- جدًا بالواقع الذي تعيشه الأمة، وما تعرض له شخصيًّا، فالمصنف نشأ في بلدة (خوجندة) وهي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر (تقع حاليا في دولة طاجكستان)، وقد تسلط الروس البلاشفة على هذه البلاد في مطلع القرن الفائت، واغتر بهم كثيرٌ من المسلمين، وأسسوا مجالس شورى للمسلمين، وانتُخِب المصنف -رحمه الله- رئيسًا لمجلس شورى المسلمين، وسافر إلى موسكو عدة مرات، ثم انقلب الروس على المسلمين، وأظهروا وجهتهم الإلحادية المعادية للدين، وللإسلام خصوصًا، ونكلوا بالمسلمين نكايةً عظيمةً، وقتلوا العلماء، وسجنوهم، ونفوهم إلى القطب المتجمّد، وحاولوا قتل المصنّف، وحكموا عليه بالإعدام، ولكن أنجاه الله تبارك وتعالى، وفرّ هاربًا إلى بلاد الحرمين التي كانت تحت حكم الدولة السعودية وملكها المؤسس رحمه الله، وهنا تعرف المصنف على دعوة التوحيد، وأعجب بها، وصار من أعظم مناصريها، ورجع إلى بلاده بعد فترة داعيًا إلى التوحيد ومنهج السلف([1]).

هذا هو الواقع السياسي الذي عاصره المصنف، وتأثر به جدًّا، كنفس تأثره بالواقع الثقافي والعلمي الذي كان منتشرًا في هذه البلاد، حيث كانت الحالة الدينية تقوم على ثلاثة ركائز: الماتريدية في العقيدة، والتعصب للمذهب الحنفي، والطرقية الصوفية الخرافية، ويصور المصنف -رحمه الله- في ترجمته التي كتبها بنفسه الحالة السائدة في هذه البلاد حينها، فيقول: “كنا نعتقد أن المسلم هو الذي تمذهب بمذهب الحنفية، وأما أهل سائر المذاهب فمخطئون خارجون عن الحق… كنا نظن أن غير الحنفي ليس بمسلم، ولا يجوز العمل بغير مذهب أبي حنيفة”([2]).

وواقعة أخرى تكشف عن بلوغ التعصب المذهبي السائد ذروته، حيث أسلم مجموعة من رجال اليابان، وكان عندهم طائفة من شافعية إندونيسيا، فألزموهم بضرورة التمذهب بالمذهب الشافعي، وطائفة أخرى ألزمتهم بضرورة التمذهب بالمذهب الحنفي، وهو ما مثل فتنة لهؤلاء المسلمين الجدد، فكتب بعض الحاضرين إلى المصنف يسأله في ذلك؛ فكتب رسالته: (هدية السلطان إلى مسلمي بلاد اليابان)، والتي بين فيها عدم لزوم التّمذهب بمذهب معين.

هكذا كانت الحالة الدينية في بلاد ما وراء النهر؛ هجر تام للكتاب والسنة، مع انتشار كتب الفلسفة والمنطق، ورواج للخرافة وعبادة القبور، والتعلق بأرواح الأموات، وعبادتها من دون الله.

وقد ربط المصنف في كتابه بين هذا الواقع الديني العلمي والواقع السياسي؛ فاعتبر أن الثاني هو ثمرة الأول، وأن علاج هذا الواقع المؤلم يكون عبر الإصلاح الديني، الذي يقوم على تأسيس مرجعية الكتاب والسنة في الاعتقاد والعمل والسلوك، وهو ما يستلزم تعلم الكتاب والسنة، وتعلم اللغة العربية.

والمصنف -رحمه الله- يبين كثيرًا أن هذا العلم المبني على الكتاب والسنة أيسر بكثير من علوم الفلسفة والمنطق والدواوين الشعرية والألغاز الفقهية التي يشتغل بها الكثير، وينصرفون بسببها عن الكتاب والسنة؛ بحجة أن هذا خاص بالمجتهدين الذين انقرضوا من القرن الرابع الهجري.

سبب تأليف الكتاب وقضيته الرئيسة:

يقول المصنف -رحمه الله- (ص: ١٩): “إني حينما كنت في الطائف متصيّفًا عام ١٣٦٥هـ كنت أتلو كتاب الله القرآن متدبرًا معانيه، إذ تبين لي قصور بني آدم بسبب جهلهم بمعاني كلام ربهم، فلهذا ضلّوا وأضلوا كثيرًا. ولا شك أن سبب الضلال عدم فهم كلام رب العالمين الذي أنزله الله تعالى لهداية جميع العالمين، والحال أنهم مخاطبون ومكلفون بفهمه وتدبره والعمل والاتعاظ به…

فيجب على كل إنسان عاقل بالغ تعلُّمُ القرآن وفهم معناه والعمل بمقتضاه، ولا يعذر أحد في ترك ذلك، سواءٌ كان عربيًّا أو عجميًّا… لأنه يلزم حينئذ إهمال خطاب الله رب العالمين وأمره، أو نسبة الجهل إلى الله الرب الحكيم؛ حيث خاطب ونادى وأمر من لا يستأهل الخطاب ولا يفهم، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

وعلى هذا أوجب الشرع طلب العلم على كل مكلف كما هو مقرر في عامة الكتب الإسلامية الدينية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”.

ثم يتحدث (ص: ٢١) عن العوائق التي وضعت وحالت بين الناس والكتاب والسنة، كدعوى أن فهم القرآن والعمل به مختصّ بأهل الاجتهاد الذين انقرضوا منذ عهد بعيد، وأن الواجب على المسلم في زمننا لزوم مذهب بعينه لا يخرج عن أقواله بحال!

هذه هي قضية الكتاب الرئيسة، التي يدندن حولها في عامة الآيات، فالمحظوظون هم الذين فهموا معاني القرآن، وتدبّروا معانيه، وانتفعوا به، والمحرومون هم الذين أعرضوا عن فهم كلام ربهم، فحرموا من كلام ربهم وأحاديث نبيهم؛ بحجة أنهم ليسوا أهلًا للنظر في كتاب الله تعالى؛ فوقعوا في الشرك والبدع والضلالات.

قضايا الكتاب التفصيلية:

تضمّن الكتاب تفسيرًا لمئة وأربعين آيةً، متضمّنة لأنواع من العلوم الشرعية والأحكام الفقهية والتنبيهات الوعظية، ولكن هناك جملة من القضايا الرئيسة التي يدور حولها الكتاب، ومنها:

١- قضية التوحيد، والتحذير من الشرك وعبادة الأموات والقبور، فيقول في النداء الأول {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم} (ص: ٢٩): ” فيا أيها الناس، لا تجعلوا لله أندادًا تحبونهم كحب الله، أو تعتقدون أنهم ينفعونكم أو يضرونكم، فتنذرون لهم ولمشاهدهم ومراقدهم، وتستغيثون بهم”. وفي مواطن كثيرة جدًّا ينبه على مثل هذا الشرك.

٢- قضية الاتباع، ونبذ التقليد المذموم والتعصب المذهبي، وهو يربط بين التقليد المذموم وانتشار الشرك وعبادة القبور والخرافات (ص: ٦٦، ٧٢)، ويراه سببًا في تفرق كلمة المسلمين ومنع الوحدة الإسلامية (ص: ١٠٤).

وفي (ص: ١٣٩) يربط بين التقليد المذموم والجمود على الكتب التي ألفها المقلدون في القرون الوسطى وما بعدها، وما ترتب على ذلك من جمود في تطور الأمة؛ حتى صار الناس ينسبون ضعف الأمة ووهنها وفقرها إلى الإسلام، وسرى هذا الاعتقاد إلى الذين يتعلمون علوم أوروبا وقوانينها، فمنهم من مرق من الإسلام وفضل تلك القوانين على الشريعة، ويضرب مثالًا لذلك بالأتراك الكماليين والتتار الروسيين. وهو بهذا يبين أثر انحراف الفهم الديني، أو غياب المنهج السلفي في انتشار الإلحاد والعلمانية في العالم الإسلامي.

٣- الدعوة لقضية الولاء والبراء، والتحذير من موالاة الكافرين والاستنصار بهم على المسلمين، ويضرب مثالا على ذلك بما فعله شريف مكة من الاستنصار بالإنجليز على حكومة الترك الإسلامية (ص: ١٥٠)، وأن اعتماد المسلمين على الدول غير الإسلامية هو سبب اضمحلال دولتهم وسلطانهم، وأن هذا هو سبب خراب الدولة التركية الإسلامية، “فإن كثيرًا من وزرائها منذ قرن أو قرنين في سياسته ما بين روسي وإنكليزي وألماني وأمريكاني، حتى تغلغل نفوذ هذه الدول في أحشاء هذه الدولة” (ص: ١٦٨).

ويؤكد على الرابطة الدينية، ونبذ العصبية القومية الجاهلية التي تسربت إلى المسلمين تقليدًا لأوروبا، كما فعل الكماليون الأتراك (ص: ١٢٠).

٤- التحذير من تحكيم القوانين الوضعية المخالفة للشريعة (ص: ٢٦٧).

٥- التحذير من البدع والخرافات والعقائد الباطلة التي شوهت معالم الدين، وكانت سببًا في تخلفهم وضعفهم، وتسببت في تركهم الواجبات الكفائية والصنائع الدنيوية التي هي من عوامل نهضة الأمم وتقدمهم (ص: ١٤١).

٦- الاهتمام بواقع المسلمين، من حيث بيان سبب ما هم فيه، والسبيل لخلاصهم من ذلك، والمتمثل في فهم الكتاب والسنة، والاهتداء بهديهما في العقيدة والعمل والسلوك، والاستغناء بهما عن كل ما عداهما، من غير غلو ولا تعصب ولا تكلف، والتفرغ بعد ذلك للقيام بفروض الكفايات، والعمل على دفع الظلم والأذى والاستعباد عن أهله، وإعزاز الأمة بالقوة والثروة بالطرق المشروعة المبنية على الفنون الصحيحة والنظام، فهذا أفضل من إهدار الأوقات في الأذكار المبتدعة والعلوم غير النافعة([3]).

وأبدى المؤلف في مواضع اعتزازه بالدولة السعودية، باعتبارها أنموذجًا لأثر الإصلاح الديني في الإصلاح الدنيوي (ص: ٢٢٢).

٧- الحث على تعلم اللغة العربية؛ لأنها السبيل إلى فهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم (ص: ٨٤).

وفي الكتاب تنبيهات كثيرة، وفوائد متنوعة، ومواعظ مؤثرة، وإنما أشرنا لجمل من قضاياه الرئيسة التي يدور حولها، ويكثر من التنبيه عليها.

مآخذ على الكتاب:

قد يؤخذ على الكتاب أن فيه بعض الإطلاقات التي قد يساء فهمها، كنفي العذر بالجهل دون تفصيل كما في (ص: ٩٠)، وتكرار كلمة “المسلمين الجغرافيين” كما في (ص: ٢٢٩)، وعدم التفصيل في طاعة الكفار بين ما هو مباح ومحرم وكفر (ص: ١١٨)، وكذلك القول في من يقلد من يظنه إمامًا أو يعتقده عالِمًا من غير معرفة دليله؛ بأنه اتخذه ربًّا من دون الله، كما هو شأن كثير من مقلدة المذاهب وأصحاب الطرق (ص: ٣٣٦).

فهذه الإطلاقات كانت تحتاج لتفصيل يبعد الشبهة وسوء الفهم والوقوع في التكفير بالعموم، والذي نجزم -ويجزم كل من طالع جميع مصنفاته- أنه لا يقصده.

ويُعْتَذَرُ عن المصنِف -رحمه الله- بأنه ليس في مقام التفصيل العلمي الدقيق لهذه القضايا بقدر ما هو مهتم بالتحذير من الانحرافات الكبرى التي ألمت بقطاعات واسعة من عموم المسلمين، خاصة في السياق السياسي والديني الذي أشرنا إليه في مقدمة الكلام.

ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر: مختصر ترجمة حال محمد سلطان (ص: ٦٤-٧٣).

([2]) انظر: ترجمة حال محمد سلطان (ص: ٤٩).

([3]) هذه الرؤية الإصلاحية مبثوثة في أثناء كتابه، وقد لخصناها بحروفها من رسالته إلى مسلمي اليابان، (ص: ٣٥) طبعة جمعية إحياء التراث الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017