الاثنين - 10 جمادى الآخر 1447 هـ - 01 ديسمبر 2025 م

  تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (4)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

آثار الطُّرُق السَّيِّئة في المسلمين

خُذ ما تراهُ ودَع شيئًا سمعتَ به([1])

لِيعذُرنا الشاعرُ الميِّت أو أَنصاره مِنَ الأحياء إذا استَعمَلنا مصراعَ بيتِه في ضدِّ قَصدِه، فهو يريد أنَّ المشهودَ أكملُ منَ المفقودَ، ونحن نريدُ العكسَ.

فإِن أبَوا أن يعذرونا احتَججنا بأنَّ الشاعرَ المرحومَ هو الذي جنَى على مِصراعِه، فقد أَرسَله مثلًا وهو يعلَم أنَّ الأمثالَ كـ”الكُومِينال”([2])؛ إِرث مشاع، وقِصاع بين جِياع، تُتنَاهَب وتُتَواهب.

ولِمَ كلُّ هذا الصِّراع على مصراع وأمثال قومِي في البلاد كثير؟!

ومعَ ذلك فلم يحضُرني منها الآنَ إلا كلُّ قبيحِ اللفظِ، فأنا متمسِّك بحجَّتي في المصراع، برغم أنف الشاعِر، ورغم أنوف أنصاره:

خُذ ما تراه ودَع شيئًا سمعتَ به

والمقصودُ واضحٌ؛ فإنَّ قارئَ هذا العنوانِ ربما تحلَّب ريقُه طَمعًا في أن ننقُل له الغابِر من الأخبار والمدوَّنَ في الأسفار من هذه الآثار، فتقاضَانا الكسَل من جهةٍ والحرصُ على تعجيل النَّفع له من أخرى أن نحيلَه على ما يَراه مع مَطلع كلِّ شمس من هذه الآثار السيِّئة التي شتَّتت شملَ المسلمين، وفرَّقت كلمتهم، وفكَّكت روابطَهم، وتركَتهم أضحوكةَ الأمم وسخريَّة الأجيال، بعد أن أفسدَت فِطرَتهم، وأَقفرت([3]) نفوسُهم من معاني الخير والرجولة.

فإذا تأمَّل مليًّا وجَد في المشهودِ ما يُغنيه عن التطلُّع للماضي المسموعِ، واستفاد في آنٍ واحدٍ عبرةَ الحاضر وعِظَة المستقبل، وكفانا مؤونةَ الإفاضة والاستقصاءِ؛ لأنه يعلَم من الدراسة اليسيرة لهذا الحاضِر المشهود أنَّ كلَّ ما يراه في المسلِمين من جمودٍ وغفلة وتناكُر وقعودٍ عن الصالحات ومسارعَة في المهلكاتِ فمردُّه إلى الطرقِ، ومَأتاه مباشرةً أو بواسطةٍ منها، فلا كانَت هذه الطرُقُ، ولا كان مَن طرَّقها للنَّاس.

ومِن مَكرها الكُبَّار أن تَعمد إلى العلماءِ وهم ألسِنةُ الإسلامِ المنافحةُ عنه، فترميها بالشَّلَل والخرَس، وتصرفُها في غير ما خلِقَت له. فقدِ ابتلَت هذه الطرقُ علماءَ الأمَّة في القديم بوساوِسها وأوهامِها حتى سكتوا لها عَن باطِلِها، ثم لم تكتَفِ منهم بالسكوتِ، بل تقاضَتهم الإقرارَ لها والتنويهَ والتمجيدَ، وابتلَتهم في الحديثِ بدريهمَاتها ولقمِها حتى زادوا على السكوت والإقرارِ الاتباعَ والانتسابَ والوقوفَ بالأعتابِ؛ حتى أصبحنا نَرى العالِم المؤلِّفَ يعرِّف نفسَه للناس في صدرِ تأليفه بمثل قوله: “فلان المالكي مذهبًا الأشعريّ عقيدةً التيجاني طريقةً”.

وفي وقتِنا هذا بلَغ الحالُ بالطُّرق أنها أذلَّت العلماءَ إذلالًا، واستعبَدتهم استعبادًا، ولم ترض منهم بما رضيَه سلفُها مِن سلَفِهم مِن حفظِ الرَّسم واللَّقب وإبقاء السِّمة والمكانة بين العامَّة، بل أغرت العامَّة بتَحقيرهم وإِذلالهم.

* * *

وإذا كانَ الناظرُ في أحوال المسلمين ممَّن رُزق ملكةَ التعليل وأرادَ إرجاعَ كلِّ شيءٍ إلى أصله الأصيل ومنبَتِه الأول، فإنَّه لا يعسُر عليه أن يرجعَ أمَّهات علل المسلمين الدينيَّة والاجتماعية إلى هذهِ الطُّرُقية الكاذبة الخاطئةِ، التي أصبحَت من قرونٍ فكرةً تسود العالم الإسلاميَّ وتتحكَّم في دينه ودنياه، وتتدخَّل في حياته وسياستِه ثم تستحكم في طباعِه، فإذا هو في غَمرةٍ من الذهول مُطبِقة أضاع معها آخرتَه ودنياه.

إنَّ أعظمَ مصيبةٍ أصابت المسلمين -وهي جفاؤهم للقرآن وحرمانُهم من هديه وآدابه- منشَؤها من الطُّرُق، فهي التي غشَّت المسلمين لأوَّل ما طافَ بهم طائِفها، وغشِيَتهم بهذه الروحِ الخبيثةِ روحِ التزهيد في القرآن. وكيف لا يزهَد المسلمون في القرآن وكلُّ ما فيه من فوائدَ وخيراتٍ وبركات قد انتَزعتها منه الطُّرق، وجرَّدته منها، ووضعَته في أورادها المبتدَعَة ورسومها المختَرَعة، ونحلته شيوخها ومقدَّميها وصعاليكها؟!

ولماذا يُعنِّي الناسُ أنفسَهم في فهم القرآن وتدبُّره، وحمل النفس على التخلُّق بأخلاقه والوقوفِ عند حدوده، إذا كان كلُّ ما يناله منه -مع هذا التَّعَب- يجده في الطريق عَفوًا بلا تعَب وبلا سبَب أو بأيسَر سببٍ؟!

فإذا كان هذا القرآنُ يفيد معرفة الله -وهي أعلى مطلَب- فالقومُ عارفونَ بالله وإن لم يدخُلوا كُتَّابًا ولم يقرؤُوا كِتابًا، وكلُّ من ينتسِب إليهم فهو عارفٌ بالله بمجرَّد الانتساب أو بمجرَّد اللَّحظة من شيخِه. وقد كان قدماؤُهم يتَّخذون من مراحلِ التربية مدارجَ للوصول إلى معرفةِ الله فيما يزعُمون، وفي ذلك تطويلٌ للمسافة وإشعارٌ بأنَّ المطلوب شاقٌّ، حتى جاء الدَّجَّال ابنُ عْلِيوَهْ وأتباعُه بالخاطِئَة، فأدخَلوا تنقيحاتٍ على الطريقِ ورُسومًا أملاها عليهمُ الشيطان، وكان من تنقيحاتهم المضحِكة تحديدُ مراحل التربية (الخلوية) لمعرفة الله بثلاثة أيَّام (فقط لا غير)، تتبعها أشهرٌ أو أعوام في الانقطاع لخدمة الشَّيخ مِن سَقي الشَّجر، ورعيِ البقر، وحصادِ الزرع، وبناء الدّور، مع الاعتراف باسم الفقير، والاقتصار على أكلِ الشَّعير، ولئن سألتهم: لِمَ نزَّلتم مدَّةَ الخلوة إلى ثلاثةِ أيام؟ ليقولُنَّ: فعلنا ذلك مراعاةً لروح العصر الذي يتطلَّب السرعةَ في كلِّ شيءٍ، فقل لهم: قاتَلكم الله، ولِمَ نَقَصتم مدَّة الخلوةِ ولم تنقصُوا مدَّة الخِدمَة أيها الدجاجِلَة؟!

وقد قرأنا كثيرًا مِن رسائلهمُ التي يتراسلون بها، فإذا هم ملتزِمون لصفَة واحدةٍ يصف بها بعضُهم بعضًا، وهي صفة (العارف بالله)، وأكثرُ الطرقيِّين سخاءً في إعطاء هذا اللَّقب هم العلِيوِيَّة. ونحن.. فقد عرفنا كثيرًا من هؤلاء (العارفين بالله)، فلم نعرفهم إلّا حُمُرًا ناهِقَة.

فكيف تبقى للقرآن قيمةٌ في نفوسِ الناس مِن هذه الناحية بعد هذا التضليل؟! وكيف لا يستحكِم الجفاءُ بين الأمة وقرآنها مع هذا التَّدجيل والصدِّ عن سواء السبيل؟!

* * *

وإذا كان هذا القرآنُ متعبَّدًا بتلاوتِه اللَّفظيةِ وهو ستُّون حزبًا، فإنَّ تلاوة إنجيل التِّيجانيِّ القصير وهو (صلاة الفاتح) مرة واحدةً تعدل ستَّة آلاف ختمَة من القرآن! وإذا كان القرآنُ قد شرع الغزوَ وهو من أَحمَزِ الأعمال([4]) وأشقِّها، فإن تلاوة هذا الإنجيل التيجاني مرةً واحدة تعدِل آلافَ الغزوات! وهي لا تقوم إلا على حركةِ اللسان، مِن غير اقتحامٍ للميدان، ولا تعرُّضٍ للرمح والسِّنان. وإذا كان القرآن يفرض الحجَّ وفيه ما فيه من مصاعبَ ومتاعبَ، فإنَّ إنجيل التيجانيِّ تعدل تلاوتُه آلافَ المرات من الحجِّ ومئاتَ الآلاف من الصلاة، كما هو منصوصٌ في كتب التيجانيِّ وكتب أصحابه.

فأيُّ تعطيلٍ للقرآن أعظمُ من هذا؟! وأيُّ تهوين لشعائر الإسلام ونقضٍ لحكمها أكبر من هذا؟! وأي تزيينٍ للتَّفلُّت من تلك الشعائرِ يبلُغ ما يبلغُه هذا الكلام من مثل هذا الدجال؟!

اللهم إننا نعلَم بما علَّمتنا أنَّ دين التيجانيِّ غير دين محمَّد بن عبد الله، وأنت تعلَم أيَّ دين هو، فضَعه حيث تعلَم، وعامِله بما يستحقُّ.

أما والله، ما بلَغ الوضاعون للحديث، ولا بلغَت الجمعيات السِّرِّية ولا العَلَنية الكائدة للإسلامِ مِن هذا الدِّين عُشر مِعشار ما بلغَته منه هذه الطُّرقُ المشؤومة.

فإذا خرجتَ من هذا البابِ -باب التزهيدِ في القرآن- مقتنعًا بما بيَّنَّا لك منَ الأمثلة فقد خرجتَ بنتيجةٍ، وهي أنَّ هذه الهُوَّة العميقةَ التي أصبحت حاجزةً بين الأمة وقرآنها هي من صُنع أيدي الطُّرقيِّين.

* * *

وانظرِ الآنَ إلى الطرقِ وإلى أهل الطرقِ بعد أن باعَدوا بين الأمَّة الإسلاميَّة وبين قرآنها، وخلا لهم وجهُها، وخلَت جنَبات النفوسِ مِن الحارس اليقِظ، ومكَّنوا فيها خُلُق الخوفِ منهم والرَّجاء فيهِم والطاعَة والخضوع لهم، وأصبَحت مقاليدُ العامَّة والدهماء -وهم معظَم الأمَّة المحمدية- في أيديهم، انظر في أي سبيلٍ صرفوها.

إنَّهم بعد أن أفسَدوا فِطرتها، وأماتوا ما غرسَه الإسلام فيها من فضيلةٍ، وفكَّكوا كلَّ ما أحكم بينها من روابط أخوَّةٍ، وراضوها على الذُّلِّ والمهانة والخضوع، وسدُّوا عليها منافذَ النور، فاستقامَت لهم على ذلك؛ فرَّقوها فِرقًا، وقسَّموها إلى مناطقِ نفوذٍ يتزاحمون على استغلالها واستعمارها، وأغروا بينَها العداوةَ والتَّضريب([5]) والبغضاء، وإنَّك لتسمَعهم يقولون: الأخوة والإخوان، فاعلم أنهم لا يريدونَ أخوَّة الإسلام العامَّة، ولا يرعَون من حقوقها حقًّا، وإنما يريدون أخوَّة الشيخ وأخوَّة الطريق. وكلُّ ما يجب عليكَ مِن حقٍّ فهو لأخيك في الطريق -أعاذك الله منها-. وإن هذه الأخوةَ القاطعةَ تفرض عليهم أن يُبغضوا كلَّ من لم يتَّصل معَهم بحبل الشَّيخ، ويُنابذوه، ولا يجتمِعوا معه ولو في العبادات الشرعيَّة كالصلاة وقراءة القرآن، أو البدعيَّة كحِلَقِهم الخصوصيَّة، بل يبلغ الغلوُّ ببعضهم (كالتيجانية) أن لا يصلُّوا خلفه ولا يصاهِروه. وتسمعهم يقولون: الإحسان، وهم لا يريدون الإحسان الذي دعَا إليه القرآنُ. وعندهم أنَّ حقَّ الشيخ قبل حقِّ الزوجة والأولاد والآباء والأجداد، وحقّ الشيخ في المال قبل حقِّ الفقير والمسكين، بل إنهم يصرفون لهم الزكاةَ كاملةً، وينقلونها لأجلِهم من بلدٍ إلى بلد. فأين حكمة الله في الزكاة؟! وأين مصارفها التي بيَّنها القرآن؟!

لعمرك إنَّ الطرقيةَ في صميم حقيقتِها احتكارٌ لاستغلال المواهبِ والقِوى، واستعمارٌ بمعناه العصريِّ الواسع، واستعبادٌ بأفظعِ صوره ومظاهره.

* * *

يجري كلُّ هذا والأشياخُ أشياخٌ يقدَّس ميِّتهم، وتشادُ عليه القباب، وتساق إليه النذور، ويُتمرَّغ بأعتابه، ويُكتَحَل بترابه، وتُلتمس منه الحاجاتُ، وتفيض عند قبره التوسُّلات والتضرُّعات، ويكون قبره فتنةً بعد الممات، كما كان شخصُه فتنة في الحياة. ثم تتوالدُ الفتن، فيكون اسمه فِتنةً، وأولادُه فتنة، ودارُه فتنة، وإذا هو مجموع فُتون، تربو عدًّا على ما في مجموع المتون.

وما ضرَّ هؤلاء الأشياخَ -وقد دانت لهم الأمَّةُ وألقت إليهم يدَ الطاعة ومكَّنتهم من أعراضها وأموالها- أن يأخذوا أموالها سارقين، ثم يورثونها أولادًا لهم فاسقِين، يبدِّدونها في الخمور والفُجور، والسيارات والملابس والقصور. ما ضرَّهم أن تهزلَ الأمَّةُ إذا سمِنوا، ما ضرَّهم إذا فسدت أخلاقُها ما دامَ خُلُق البَذل والطاعة لهم صحيحًا، ما ضرَّهم أن تتفرَّق كلمةُ الأمة ما دامت مجمِعةً على تعظيمِهم واحترامهم، ومغضِيَةً على شرِّهم وإجرامهم؟

ولكن الذي يضيرهم ويقضُّ مضاجعَهم هو أن ترتفع كلمةُ حقٍّ بكشف مخازيهم وحيَلهم الشيطانية، وتنفير الناس منهم، وتحذيرهم من إفكهم وباطِلهم؛ فهنالك تقوم قيامتهم، وينادون بالويل والثبور، ويقاوِمون بما لا يخرج عن طريقتهم في التضليل ودسِّ الدَّسائس، ويبلغ بهم الحال أن يتناسَوُا الفوارقَ الطرقيَّة بينهم والمنافسات الاستعماريَّة والأحقاد القديمة، ويتصافحوا على (الزردة)([6]) ويتقاسموا، ولكن لا بأسماء أشياخِهم، خشيةَ أن تثور الثوائر الكامِنة، فيحبط ما صنَعوا؛ لأنَّ هذه النقطةَ ليست محلَّ تسليم. فهلا اجتمَعتم بالأمس أيها الكاذبون؟! وهلا خيرًا من هذا وذاك وهو الرجوع إلى الحق؟!

* * *

ـــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) صدر بيت للمتنبي من قصيدة يمدح بها سيف الدولة ويعتذر إليه، وعجُزه: في طلعةِ الشمس ما يُغنيك عن  زحل.

([2]) كلمة فرنسية (communal) ومعناها: بلدي، نسبة إلى البلدية.

([3]) أي: خلَت.

([4]) أحمز الأعمال: أشدُّها وأمتنها.

([5]) التضريب بين القوم هو: إغراء بعضهم ببعض.

([6]) الزَّردة هي: الحفل والاجتماع الذي يقيمه الطرقيُّون، ويحصل فيه الرقص والجذب والأكل. وأصل اشتقاقها من الزَّرد، وهو: بلع اللقمة بسرعةٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017