الجمعة - 16 محرّم 1447 هـ - 11 يوليو 2025 م

التساهل في التكفير وموقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب

A A

ما أسهلَ أن يجريَ على اللسان رميُ الناس بالباطل! وما أشدَّ وعيدَ الله تعالى على ذلك! قال عز وجل: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]، وقال صلى الله عليه وسلم: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله رَدْغَة الخَبَال، حتى يخرج مما قال»([1])، قال ابن الأثير: “رَدْغَة الخبال: عصارة أهل النار”([2]).

وقد استصغَر أعداءُ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- ذلك، وجاؤوا قضَّهم بقضِيضهم ساعِين في فضِّ الناس عن دَعوته، واختلقوا لذلك الأراجيفَ والأساطير؛ حتى وصل الأمر ببعض الطوائف المبتدعة -كالأحباش وبعض الروافض ومتعصبة الأشاعرة- إلى أن زعموا زورًا وبهتانًا أنَّ المرادَ بقرن الشيطان المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان»([3]) هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب([4])، ودعوته المباركة للتوحيد ونبذ البدع والخرافات والشركيات([5]).

وفي هذه المقالة بيانٌ صُراح لبراءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تهمةِ التساهل في التكفير، وخيرُ ما تُحاكم إليه اعتقادات الشَّخص وآراؤه أقوالُه التي ظلَّ يردِّدها، ويجيب بها عن الادِّعاءات والتساؤلات التي تطرح عليه وتَرد إليه، ثم أقوال تلامذته من أبنائه وعلماء الدعوة السلفيَّة بنجد.

أولًا: منهج الشيخ في التكفير بالعموم:

يفرق أهلُ السنة والجماعة بين التكفير العامّ والحكم على المعيَّن بالكفر؛ ومن أصولهم الراسخة في هذا الجانب: “أن التكفير العام كالوعيد العامّ، يجب القول بإطلاقه وعمومه، وأما الحكم على المعيَّن بأنه كافر أو مشهود له بالنار، فهذا يقف على الدليل المعين؛ فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه”([6]).

هذا الأصل هو الذي يُرَدُّ إليه عند التنازع في نسبة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى التكفير العام، ولندَع له المجال يفصِّل لنا قوله فيما يكفر الرجل به؛ حيث يقول جوابًا للسائل: “وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما، لأجل جهلهم وعدم من ينبِّههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل؟! سُبحانَكَ هَذا بُهتَانٌ عَظِيم”([7]).

وفي جواب الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأهل القصيم في بيان عقيدته إجمالًا، وجوابه عن افتراءات سليمان بن سحيم؛ يقول الشيخ: “فمنها قوله:… وإني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء… وإني أكفر من توسل بالصالحين، وإني أكفر البوصيري؛ لقوله: يا أكرم الخلق… وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم… وإني أكفر من حلف بغير الله، وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي…

جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، وقبله من بهت محمدًا صلى الله عليه وسلم أنه يسبّ عيسى ابن مريم، ويسبّ الصالحين، فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب، وقول الزور؛ قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل: 105]، بهتوه صلى الله عليه وسلم بأنه يقول: إن الملائكة وعيسى وعزيرًا في النار؛ فأنزل الله في ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: 101]، وأما المسائل الأخر -وهي: أني أقول: لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله، وأني أعرف من يأتيني بمعناها، وأني أكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغير الله، وأخذ النذر لأجل ذلك، وأن الذبح لغير الله كفر، والذبيحة حرام- فهذه المسائل حق، وأنا قائل بها، ولي عليها دلائل من كلام الله وكلام رسوله، ومن أقوال العلماء المتبعين، كالأئمة الأربعة”([8]).

وجميع هذه النصوص قطعية الدلالة على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب موافق لمنهج أهل السنة والجماعة، وأنه لا يرى التكفير بالعموم.

ثانيًا: مسلك الشيخ في اشتراط قيام الحجة لتكفير المعين:

بناء على ما تقدم من أن التكفير هو من الوعيد؛ فقد يكون القول تكذيبًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، لكن قائله حديث عهد بالإسلام، أو نشأ في مكان بعيد بحيث لا يدري ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة الرسالية؛ لقوله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]، وقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجَب تأويلها، وإن كان مخطئًا.

ومن الأدلة على ذلك: الرجل الذي قال لبنيه: «إذا أنا متّ فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر عليَّ ربي ليعذبنّي عذابًا ما عذَّبه أحدًا، فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه، ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك، فغفر له»([9]).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “فهذا رجل شكَّ في قدرة الله، وفي إعادته إذا ذُري، بل اعتقد أنه لا يُعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلًا لا يعلم ذلك، وكان مؤمنًا يخاف الله أن يعاقبه، فغفر له بذلك، والمتأوِّل من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا”([10]).

ويقرر الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب هذا المعنى ويزيده بيانًا في جوابه عن سؤال السائل عن حال من صدر منه كفر من غير قصد منه، بل هو جاهل، هل يعذر، سواء كان قولًا أو فعلًا أو توسلًا؟

فأجاب بقوله: “إذا فعل الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله ما يكون فعله كفرًا، أو اعتقاده كفرًا، جهلًا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يكون عندنا كافرًا، ولا نحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، التي يكفر من خالفها، فإذا قامت عليه الحجة، وبُيِّن له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصرَّ على فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه، فهذا هو الذي يكفر”([11]).

وإذا تبين هذا: فإن القول بعدم التساهل في التكفير لا يعني بحال أن علماءَ أهل السنة والجماعة يتوقَّفون عن تكفير المعيَّن إذا استوفى شروط التكفير وانتفَت عنه موانعه؛ لذا فقد يصرِّحون بتكفير المعيَّن، ولا يقال: إنهم قد تساهلوا في إطلاق التكفير على المعيَّن، ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة:

  • يقول الإمام المروذي: قلت لأبي عبد الله [يعني: الإمام أحمد بن حنبل]: إن الكرابيسي قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وقال أيضًا: أقول: إن القرآن كلام الله غير مخلوق من كل الجهات، إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق، ومن لم يقل: إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر. فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتله الله، وأي شيء قالت الجهمية إلا هذا؟! قالوا: كلام الله، ثم قالوا: مخلوق. وما ينفعه وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأول حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق”([12]).
  • ويقول الربيع بن سليمان: أخبرني من أثق به -وكنت حاضرًا في المسجد- فقال حفص الفرد: القرآن مخلوق، فقال الشافعي: كفرت بالله العظيم([13]).
  • ويقول الحافظ ابن حجر: “وقد كنت سألت شيخنا الإمام سراج الدين البلقيني عن ابن العربي [يعني: الحاتمي الطائي صاحب فصوص الحكم]، فبادر الجواب بأنه كافر”([14]).

وبهذا يظهر أن ما نُقل عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو من هذا القبيل؛ وليس راجعًا إلى التساهل في إطلاق لفظ الكفر على المخالف، وقد صرَّح الشيخ بهذا فقال: “وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعدما عرفه سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفِّر، وأكثر الأمة -ولله الحمد- ليسوا كذلك”([15]).

كما أوضح الشيخ معالم منهجه في هذا الباب بقوله: “بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان، وأي مكان، وإنما نكفّر من أشرك بالله في إلهيته، بعدما نبين له الحجة على بطلان الشرك، وكذلك نكفر من حسَّنه للناس، أو أقام الشبه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه دون هذه المشاهد التي يشرك بالله عندها، وقاتل من أنكرها وسعى في إزالتها”([16]).

فهذه نصوص الشيخ شاهدة على متابعته لمنهج السلف، بعيدًا عن افتراءات أعدائه ومناوئيه، وقد شهد له المنصفون من العلماء والأدباء بتمسكه بالكتاب والسنة ودعوته إلى التمسك بهما؛ ودونك بعض أقوالهم:

  • يقول الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي: “ثم ما إن أطلّ القرن الثامن عشر، حتى انطلقت صيحة واعية مؤمنة من قلب الجزيرة العربية، تهيب بالمسلمين أن يتحرَّروا من الشوائب التي اعترت عقائدهم، والخرافات والأباطيل التي شوّهت دينهم، وأن يعودوا في جميع شؤون حياتهم إلى ما كان عليه حال السابقين الأولين من أسلافهم.

وكان مرسل هذه الصيحة الداعي إلى الله على بصيرة القائد الفذّ محمد بن عبد الوهاب، وإليه تنسب “الحركة السلفية” التي دعت إلى إصلاح النفوس، واستعادة مجد الإسلام، فظهرت بظهورها تباشير صبح جديد، فيه كل معاني الصباح، من نور وضياء، وإشراق لألاء، فأيقظ المسلمين من سباتهم العميق الذي رزخوا تحت وطأته حقبًا طويلة من الزمن”([17]).

  • ويقول طه حسين: “ولولا أن الترك والمصريين اجتمعوا على حرب هذا المذهب، وحاربوه في داره بقوى وأسلحة لا عهد لأهل البادية بها؛ لكان من المرجو أن يوحِّد هذا المذهب كلمة العرب في القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري، كما وحَّد ظهور الإسلام كلمتهم في القرن الأول”.
  • وقال أيضًا: “إذا كان الوهابيون لم يستطيعوا تكرار الفتح الإسلامي، فقد استطاعوا أن يبرهنوا على إمكانية تحقيقه، أو على الأقل استطاعوا أن يدعموا حجة الرافضين للحل التغريبي”([18]).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه أحمد (6/ 283)، وأبو داود (3597)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وصححه الألباني في إرواء الغليل (7/ 349).

([2]) جامع الأصول (3/ 600).

([3]) أخرجه البخاري (3279)، ومسلم (2905)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

([4]) ينظر: الدرر السنية في الرد على الوهابية لزيني دحلان (ص: 9-10). وهو كلام يروِّجه أعداء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على صفحات المواقع الإلكترونية، ودونك رابط بعض كلامهم:

https://www.youtube.com/watch?v=nBQy7TZhYbQ

([5]) وقد ناقشت تلك الفرية، وبينتُ بطلانها في ورقة علمية بعنوان: “حديث «الفتنة حيث يطلع قرن الشيطان».. إيضاح ومناقشة لما أثير حوله من الإشكالات”. ودونك رابطها في مركز سلف للبحوث والدراسات:

https://salafcenter.org/3156/#_ftn5

([6]) مجموع الفتاوى (12/ 498).

([7]) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (1/ 104).

([8]) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (1/ 34-35).

([9]) أخرجه البخاري (3481)، ومسلم (2756)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، واللفظ للبخاري.

([10]) مجموع الفتاوى (3/ 231).

([11]) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (10/ 239).

([12]) ينظر: تاريخ الإسلام للذهبي (5/ 1026).

([13]) ينظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (2/ 278).

([14]) لسان الميزان (6/ 125).

([15]) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (1/ 73).

([16]) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (10/ 128).

([17]) من كتابه: الدعوة والدعاة في الإسلام.

([18]) الحياة الأدبية في جزيرة العرب (ص: 13-14).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

مشاهد وقباب آل البيت في بلاد الشام .. بين الحقيقة والخرافة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر في تاريخ بناء المشاهد والقباب في العالم الإسلامي يدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الذي ساعد على نشر هذه البدعة السياسيون من أتباع المذاهب الباطنية التي تزعم الانتساب للتشيع لآل البيت، فالقرامطة والبويهيون والحمدانيون أول من بدأ ببناء الأضرحة كمزارات مقدّسة كالضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب؛ […]

المنهج العلموي في العلوم التجريبية… تقويم ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: شهد التاريخ الإسلامي ازدهارًا غير مسبوق في مجال العلوم التجريبية خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية، حيث لم يكن العلم مفصولًا عن الدين، بل كان الاستكشاف العقلي للظواهر الطبيعية يُعدّ جزءًا من عبادة الله والتأمل في خلقه. فقد أسّس الحسن بن الهيثم منهجًا تجريبيًّا في دراسة الضوء والرؤية، […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017