تغريدات منتقاة من ورقة علمية بعنوان:”أسباب انحسار البدع في القرن الرابع عشر “
1.كان الأتراك يحبُّون التصوُّف، ويميلون إلى تقديس أهله والإيمان بصِدق ولايَتِهم.
2. بالتأمل في التاريخ نجد أن الصوفية أخذت تنتشر في المجتمع العباسيِّ، ولكنها كانت ركنًا منعزلًا عن المجتمع، أمَّا في ظلِّ الدولة العثمانية وفي تركيا بالذاتِ فقد صارت هي المجتمع، وصارت هي الدين.
3. يذكر محمد بن علي السنوسي أن السلطان عبد الحميد كان قد قرَّب إليه ثلاثة من كبار المتصوِّفة في ذلك العصر وهم: الشيخ محمد ظافر المدني الشاذلي (ت 1321هـ)، والشيخ أحمد أسعد المدني (ت 1314هـ)، والشيخ أبو الهدى الصيادي (ت 1328هـ)، ويقول: “ولهؤلاء الثلاثة مقامٌ سامٍ في السلطنة العثمانية يومئذ، مع نفوذٍ في جميع الدوائر”.
4. وباختصار فإن غياب العلماء الربانيِّين عن الساحة الإسلامية والحرب على السلفية جعلت الجماهير المسلمة تتدفق إلى رحاب الصوفية، وتنزلق في دركاتها؛ لأنه لم يكن في الساحة غيرها.
5. ذكر القاياتي (ت 1320هـ) عددًا من الأضرحة والمزارات المنسوبة إلى الأنبياء في بلاد الشام في بداية القرن الرابع عشر الهجري، فبلغت أكثر من أربعين ضريحًا.
6. في مصر يذكر البتنوني أن بعض العوام هناك لديهم اعتقاد سائد أنه: “يجيء يوم ينقطع فيه طريق الحج إلى مكّة، وعندها يحجّ النّاس إلى مقام السيد البدوي في طنطا”.
7. ذكر الشيخ رشيد رضا أنه كان مرّة في قبَّة الإمام، وكان ثم جماعة من أكابر علماء الأزهر وأشهرهم، فأذَّن المؤذن العصر مستدبرًا القبلة، فقلت لهم: لِمَ لمْ يستقبل هذا المؤذن القبلة كما هو السنة؟! فقال أحدهم: إنه يستقبل ضريح الإمام! وذكر أيضًا أنهم لا ينكرون على من يستقبل قبر الإمام في صلاته.
8. لم يكنِ الملكُ عبد العزيز متفرِّدًا بهدم هذه البنايات على القبور، بل هو فعلُ الولاةِ منذ أيام السلف، وفعل أجداده -أمراء آل سعود- من قبل.
9. قال الشافعي: “وقد رأيتُ من الولاة بمكة يهدم ما بُنيَ منها -أي: ما بُنيَ على القبور- فلم أرَ الفقهاءَ يعيبون ذلك”.
10. لم يكن في العصور المفضَّلَةِ مشاهدُ على القبورِ، وإنما ظَهَرَ ذلكَ وكثرَ في دولةِ بني بُوَيْه، لَمَّا ظَهَرَت القرامطةُ بأرضِ المشرقِ والمغربِ كان بها زنادقةٌ كفَّارٌ، مقصودُهم تبديلُ دينِ الإسلامِ، وكانَ في بني بُوَيْه من الموافقةِ لهم على بعضِ ذلكَ.
11. واستمَرَّ بناء القباب في الحرمين الشريفين حتى عهد الدولة السعودية الأولى، فقد بادرت بعد ضمِّها مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى هدم جميع القباب والمشاهد، ما عدا ما كان على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه.
12. عندما دخلت جيوش محمد علي المدينة (عام 1226هـ) ثم سلَّمتها للعثمانيّين عادت القباب وتضاعفت حتى غطَّت معظمَ منطقة البقيع، كما تبيِّن الصور التي التُقِطت في أواخر العهد العثمانيّ، ولما استسلمت المدينة لرجال الملك عبد العزيز بن سعود عام 1344هـ أزال الإخوان تلك القباب، وسوَّوا القبور بالأرض.
13. كان لعلماءِ نجد في القرن الثالثَ عشرَ أثر كبيرٌ في نشر السنَّة والعقيدة الصحيحة في الخليج تعلّمًا وتعليمًا ودعوةً وإرشادًا، وكان لهم دَور بارز مع غيرهم من أهلِ الدعوة في منطقة الخليج عمومًا، والكويت وقطر والبحرين والإمارات خصوصًا.
14. المدرسة الأثرية في قطر، وكان لهذه المدرسة دورٌ رائد في نشر العلم الشرعي، قال الدكتور محمد منير موسى عنها: “وقدِ استمرت هذه المدرسة الدينية المشهورة طيلةَ رُبع قرن من الزمان، واستطاعت خلالها أن تعلِّم جيلًا من المثقَّفين”.
15. قام عدد من علماء نجد بمهمة الوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن أمثلة ذلك: أن القاضي عبد الله بن سعد -وهو من الذين لم يترجم لهم أحد ممن كتب عن نجد- كان يعظ الناس ويرشدهم في أحد مساجد أمارة عجمان بالإمارات.
16. ذكر محمد بن فيروز أن أحد أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان يقرأ مسائل العقيدة في أحد مساجد الأحساء، في جمع يصل إلى ألف شخص.
17. جماعة أنصار السنة المحمدية تعتبر امتدادًا لمدرسة الإمام ابن تيمية وابن القيم والإمام محمد بن عبد الوهاب، كما انفردت دون غيرها بإخراج كتب المدرسة السلفية وتحقيقها.
18. والشيخ حامد اشتهر بالنشر والتحقيق أكثر من اشتهاره بالتأليف، وأحسب أن ذلك يرجع إلى شغفه بكتب السلف عامة وبكتب ابن تيمية وابن القيم خاصة، فكان أن جعل همَّه الأكبر في إخراج هذه الكنوز ونشرها في الأمة الإسلامية.
19. جماعة أنصار السنة كانت تتلقى الدعم المادي من الملك عبد العزيز رحمه الله كما ذكر الفقي ذلك في كتابه “أزهار من رياض سيرة الملك العادل”، وهو صاحب المشاركات الفاعلة في بناء دار أنصار السنة في القاهرة، ذكره د. أحمد محمد طاهر في كتابه “جماعة أنصار السنة النشأة والأهداف”.
20. الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب لم تكن انتشرت في ربوع الحجاز جميعها؛ لأن الذين ناصروه هم آل سعود رحمهم الله، وكانت الحجاز آنذاك لم تدخل في نطاق ولايتهم.
21. الشيخ المحدث محمد بن عبد الله الغزنوي (ت 1296هـ)، وكان له دور هام في نشر علوم الحديث والعقيدة السلفية في أبناء الهند، وله مؤلفات.
22. لم يكن انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية شاملًا لبلاد إندونيسيا كلها، ولكن ذلك اقتصر على أكبر جزرها وهي جزيرة سومطرة -جنوب الملايو-، ولعل لوجود المعوّقات الطبيعية في الجزر الإندونيسية الباقية دورها الكبير في ذلك.