الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

الحركة الإصلاحية النجدية ودعوى شراء ذمم المثقفين

A A

حققت حركة الإصلاح السلفي النجدي منذ انطلاقتها نجاحات وإنجازات كبيرة على المستوى الديني والسياسي ، ومن الطبيعي أن يكون لهذه النجاحات صدى سيئًا لدى الخصوم، وهذا ما دفع طائفة منهم إلى اتهامها بمختلف التهم ومواجهة إنجازاتها بحرب تشويه ودعاية كاذبة من بينها الزعم بأن القائمين على الدعوة الوهابية قاموا بشراء ذمم المثقفين مقابل الثناء على آرائهم والترويج لمشروعهم الديني والسياسي.

لم تصدر هذه الفرية من سفهاء مغمورين بل من أعلام مفكرين لهم وزنهم في قومهم وطائفتهم ، فقديمًا اتهم المفكر اللبناني أنطوان سعادة الملك عبد العزيز آل سعود باستمالة الصحفيين والمدرسين والسياسيين في لبنان والشام وفلسطين ( فيقوم هؤلاء بالإذاعة له باسم الوحدة)

ويصرح أنطوان سعادة بمخاوفه من تمدد الدعوة النجدية نحو بلاد الشام فيقول : (وكما وجدت القبائل العربية لعهد النبي أغراضها المادية في الاتحاد في الإسلام كذلك تجد القبائل العربية اليوم أغراضها المادية في العصبية الدينية الوهّابية فترمي إلى فتح جديد والاستيلاء على الأمصار المجاورة باسم الرسالة الوهّابية المعادية للسنّة والشيعة والتمدّن المسيحي الإسلاميّ العام)[1]

وفي زماننا اتهم أحد رموز الأشعرية المعاصرة الدعوة الوهابية بشراء المثقفين من أجل تغيير آرائهم السياسية او الدينية ، ومن بين هؤلاء  الشيخ محمد رشيد رضا والذي تعهد الوهابيون بدعم مجلته على حد زعم الشيخ الأشعري[2].

ويتردد هذا الإدعاء في أوساط المعارضين للدعوة النجدية ، فهو سلاحهم لمواجهة الإعجاب والثناء الذي حظيت به الدعوة من قبل المفكرين والمؤرخين وأعلام النهضة العربية والإسلامية قديمًا وحديثًا.

و سنقف عدة وقفات مع هذا الإدعاء :

أولاً: أنّ العقل يشهد بصحة مبادئ الإصلاح السلفي وبحُسنها وضرورتها كمقدمة لأي نهضة دينية أو دنيوية ، فمحاربة التصوف المنحرف ومظاهر الشرك والخرافة كالاستنجاد بالأموات والاعتقاد بقدرتهم على التصرف والتأثير في عالم الأحياء ، كل ذلك مما يتفق العقلاء على ضرورته ، و لا  يترددون في الثناء عليه ، فكل من عرف الدعوة النجدية وطبيعتها الإصلاحية أثنى عليها إلا من كانت له خصومة دينية أو سياسية مع مبادئ الإصلاح أو القائمين عليها.

فلم تأت الدعوة السلفية النجدية بأفكار منكرة ومستقحبة حتى تكون بحاجة الى من يزينها ويحسنها في أعين الناس ، ويخفي عنهم عيوبها ، بل جاءت بما ينطق الشرع والعقل بحسنه ويحض عليه ويرفض ما يناقضه .

ثانيًا: أن الدعوة فرضت على الآخرين احترامها وتقدير إنجازاتها وذلك بما حققته من إصلاحات على الصعيدين الديني والسياسي والتي أنطقت خصومها بالاعتراف بفضلها في توحيد البلاد و إنهاء الاقتتال الداخلي و بسط الأمن وإقامة شعائر الدين وإلزام الناس بأحكامه بعد تعليمهم ، ومن أشهر الخصوم الذي أقروا بفضل الدعوة :  المرجع الشيعي جعفر كاشف الغطاء[3] ، وأحمد زيني دحلان المكي ، وأمين حسن الحلواني المدني[4]

ثالثاً: أن الذين أثنوا على منجزات الدعوة النجدية من الكثرة التي يصعب معها الحكم بأنهم اتفقوا على ذلك مصانعة للقائمين على أمر الدعوة طلباً للمال أو طمعاً في مكسب مادي أو غاية سياسية.

كما أنهم على كثرتهم من مشارب مختلفة دينيًا و فكريًا وسياسيًا، وفي أزمنة مختلفة ، فمن المُحال تواطؤهم على موقف إيجابي من الدعوة وأهلها.

رابعًا: أن الثناء على الدعوة متقدم على ظهور الدولة السعودية الثالثة والتي يُتهم ملوكها وخاصة زعيمها المؤسس رحمه الله بأنه أغرى المثقفين العرب واستمالهم لجانبه .

فقد تتابع الأعلام من العرب والأجانب على الشهادة بفضل الدعوة النجدية والإعجاب بمنجزاتها ، ولو جمعنا تلك الشهادات التي سبقت قيام الدولة وقبل اكتشاف النفط في المنطقة الشرقية = فإن ذلك وحده كافٍ لإبطال هذه الفرية.

ولو اكتفينا بما كتبه الأجانب من الرحالة والدبلوماسيين والمستشرقين – على ما فيه من تشويه ومجافاة للحقائق – فإن ذلك يُغني عن التوسع في رد هذه التهمة

خامسًا :لم يثبت أن أحدًا من المثقفين أثنى على الوهابية لأغراض مادية أو سياسية ، لكن الذي ثبت هو العكس فقد أقر جميل الزهاوي الشاعر والفيلسوف البغدادي بأنه ألف كتابه (الفجر الصادق) لأسباب سياسية ، وذلك تزلفاً للدولة التركية ومسايرة لموقفها الديني والسياسي من حركة الإصلاح السلفي ، ومعلوم أنه انتصر في كتابه هذا للخرافة وهاجم الوهابية[5].

سادساً :لم يكن من السهل على المثقفين في مطلع القرن العشرين التصريح بتأييد الدعوة الوهابية أو الثناء عليها لأنها كانت تهمة في نظر الدولة  ، وكان أنصارها يتعرضون للأذى والتضييق من قبل السلطات الرسمية والنخب الدينية ورجال التصوف ،  فمن جهر منهم بموقفه الإيجابي وأبدى إعجابه بالدعوة = لم ينطق إلا عن قناعة وإيمان وجرأة على نبذ التقليد ، والوقوف في الاتجاه المعاكس للتيار السائد والمهيمن في زمانهم .

سابعًا : أن الجرأة على مثل هذه الادعاءات لا يقدح في الدعوة النجدية بقدر ما يقدح في عشرات النخب العلمية والفكرية التي أبدت موقفاً إيجابياً منها كالأمير شكيب أرسلان ومالك بن نبي وعبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي وعبد المتعال الصعيدي وعلال عبد الواحد الفاسي الفهري وغيرهم الكثير من مختلف الأقطار العربية.

ثامنًا : القول بأن الوهابيين قاموا بشراء محمد رشيد رضا مقابل تغيير آرائه الدينية هراء مردود من عدة وجوه :

أولاً : أن محمد رشيد رضا كان من دعاة الإصلاح الديني و النهضة الشاملة ، ومعلوم أن الثقافة السلفية المناهضة للقبورية كانت شائعة بين النهضويين العرب كما أشرنا لذلك في غير هذا الموضع[6]، فالسلفية لم تكن مذهبًا خاصًا برشيد رضا حتى يمكن اتهامه بمصانعة النجديين ، بل كانت ثقافة النُخب العربية الدينية والقومية.

 ثانيًا: أن القاسم المشترك الأهم بين رشيد رضا والدعوة النجدية هو محاربة المظاهر الشركية والبدع والاعتقادات الخرافية في حياة الأمة ، ومعلوم أن رشيد رضا كان تلميذاً لمحمد عبده قبل أن يعرف النجديين ، ومحمد عبده كان شيخاً عقلانياً محارباً للشرك وخرافات الطرقية ، فالنزعة الإصلاحية عند رشيد رضا مستمدة من شيخه محمد عبده ، ولم تكن بتأثير من الوهابية أو بإغراء واستمالة منهم.

ثالثًا :كانت لدى رشيد رضا نزعة عقلانية مغالية أثرت على تصوراته لجملة من المسائل الدينية كالمعجزات وبعض القضايا الغيبية مخالفا بذلك السلفيين الذين انتقدوه بسبب آرائه ، وغلاة العقلانية – كما هو معلوم – أبعد الناس عن التصوف المنحرف وأشدهم حربا لخرافاته وجهالاته ؛ بل هم في هذ الباب سلفيون قبل أن يطالعوا كتب ابن تيمية أو رسائل الدعوة النجدية.

رابعًا : صدر العدد الأول من مجلة المنار عام (1315هــ / 1898م) ، حينها لم يكن للوهابية سلطة ولا دولة ولا قدرة مالية لدعم دعوتهم ونشاطهم الديني في العالم الإسلامي ، واستمرت المجلة في الصدور لسنوات طويلة قبل نهوض الدعوة السلفية في الجزيرة العربية بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله .

خامساً : من يقف على الإنتاج الفكري لمحمد رشيد رضا فإنه سيقطع بسُخف هذا القول ، وذلك لعدة لأمور :

أ -ضخامة هذا الإنتاج من الناحية الكمية والنوعية ، فما كتبه محمد رشيد رضا يمكن جمعه في عشرات المجلدات التي حوت فكراً نيراً ووعياً متقدماً على أهل زمانه ، ودعوة للإصلاح الشامل وحربا على الجمود والخرافة والبدع ، وقد تناول في كتاباته مباحث دينية وسياسية واجتماعية دلت على عبقرية صاحبها وغيرته على الدين وحميته على أهل ملته ، فكانت بحق مناراً للإصلاح الديني على مستوى العالم الإسلامي .

فأي عاقل يصدق بعد ذلك أن هذا الجهد الفكري الهائل كان مجرد تملق من صاحب المنار للوهابية طمعاً في شيء من الدعم ، أو أن صاحب هذا الفكر يمكنه التورط بأمر خسيس كتغيير آرائه رغبة في المال ودعم نشاطه الصحفي.

ب -مخالفة شيوخه و علماء زمانه : حينما انطلق رشيد رضا في دعوته الإصلاحية عبر مجلته كان مخالفاً لتوجهات مشايخه التقليديين وعلى رأسهم حسين بن محمد الجسر[7] ، ومشايخ الأزهر في مصر وسائر الطبقة العلمائية في ذلك الزمان ، ولا يُقدم على هذه الخطوة إلا من كان مؤمناً مناضلاً من أجل فكره ودعوته.

ج-مخالفة التوجه الرسمي للدولة : المضمون الإصلاحي لدعوة رشيد رضا كان مخالفاً لسياسات الدولة التركية الحاكمة آنذاك ، وقد تعرضت مجلة المنار في مسيرتها للتضييق والمحاربة من قبل الجهات الرسمية ، فنقد الواقع والرؤى الإصلاحية الدينية لم يكن ملائمًا لسياسة الدولة.

والجرأة على تقديم طرح يخالف توجهات العلماء والسلطان على حد سواء لا يكون إلا من صاحب مبدأ وعقيدة يناضل من أجل ما يعتقده، ولا يُقدم عليه من باع ضميره ومبادئه طمعاً بالدرهم والدينار.

د-لم يكن محمد رشيد رضا يسلّم بكل ما كتبه النجديون في مسائل العقيدة ، بل كان ينشر مؤلفاتهم ويضع عليها بعض التعقليات والتعقبات في المواطن التي يخالفهم فيها ، وكانوا بدورهم يردون على انتقاداته[8].

فمحمد رشيد رضا لم يناصر النجديين إلا إيماناً بقضيتهم ومبادئهم، ولم يخالفهم فيما خالفهم فيه إلا عن قناعة وإيمان ، فهو من أشد الناس رفضًا للتبعية والتقليد فضلًا عن المداهنة والمصانعة ، بل إن استقلاليته وتحرره في الفكر والنظر دفعته للأخذ بآراء عقلانية مخالفة لما اتفق عليه المسلمون ، وجعلت السلفيين يصوبون سهام النقد نحوه بالرغم من موقفه الحميد من دعوة الإصلاح السلفي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

[1] جريدة النهضة الصادرة عن الحزب السوري القومي الاجتماعي ، العدد (2) بتاريخ (15 تشرين الأول 1937) ،وأنطوان سعادة داعية القومية السورية ومؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي

[2] مقطع على اليوتيوب لسعيد عبد اللطيف فودة بعنوان (مدرسة الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا أثرها وخطرها على الأزهر الشريف ) (https://www.youtube.com/watch?v=PGTnI4WwjE8&t=458s  )

[3] وذلك في رسالته الى الامير عبد العزيز بن محمد بن سعود الموسومة ب( منهج الرشاد لمن أراد السداد) ( ص 94 -95 ) منشورات دار الثقلين (بيروت – الطبعة الاولى 1414هـ/1994)

[4] تاريخ السلفية في العراق (ص 225-226)

[5] تاريخ السلفية في العراق (ص 195-197)

[6] انظر الورقة العلمية رقم (163) المنشورة في المركز بعنوان (الدعوة النجدية وتهمة البداوة –الجزء الثالث : الوهابية والموقف من المدنية والحضارة )  https://salafcenter.org/4970/

[7] مجلة المنار ( 1 /949 )

[8] وقد جمع الباحث الفاضل سليمان الخراشي تعقبات العالم النجدي سليمان بن سحمان على بعض تعليقات رشيد رضا على كتب أئمة الدعوة ، ونشرها في دار الصميعي عام 1430 هــ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017