الأحد - 20 جمادى الآخر 1446 هـ - 22 ديسمبر 2024 م

الوجه الحقيقي للإلحاد

A A

اتّهام الأديان بالإرهاب:

يقرِّر ريتشارد دوكينز: أنَّ أكثر الحروب في العالم كانت نتيجةَ الأديان([1])، وهي جملة لطالما ردَّدها الملاحدة عند نقدهم للأديان، فيرون أنَّه لا مخلَص للبشريَّة من الحروب والقتال إلا بنبذ الأديان كلّها والصيرورة إلى الإلحاد؛ لأن الإلحاد -في نظرهم- هو جنة الأرض، وهو السَّلام الذي سيعمُّ الكون لو صار الجميع إليه، متخلِّين عن أديانهم، نابذين أحلاقهم، بينما الأديان كلها أسباب حروب لا تنتهيَ، وهذا النَّقد للأديان موجَّه لها عامّة، وموجَّه للإسلام بالخصوص، من الملاحدة الجدُد الذين صار همُّهم نقد الإسلام لا الأديان، لا سيما الملاحدة العرب الذين لم يستطيعوا التخلُّص من فطرتهم فضلًا عن أن يتصوَّروا الإلحاد بشكلٍ كامل، ويعتنقوه عن قناعة تامّة بأدلته؛ فلذلك هم أكثر من يرمي الإسلام بأنه دين دمويٌّ ما جاء إلا لقتال الناس وقتلهم.

وبغضِّ النظر عن موقف الأديان من الحروب والقتال وما يتعلَّق بهما من قضايا، فإننا نريد أن نبحث في هذا المقال، هذه الدعوى؛ إلا أننا نتساءل: هل حقًّا كان الإلحاد في تاريخه القصير، ملاذًا للناس من الحروب، وهل كان هو الأمل المنشود لإحلال السلام في العالم؟ فإنه -كما هو معلوم- قدِ انتشرت موجَة الإلحاد، وابتلعت دولًا بأكملها، ورغم أن تاريخه ليس طويلاً، حتى نقارنه بالأديان فيما يتعلّق بالحروب والقتال التي كانت دوافعها أيديولوجية دينية أو إلحادية= إلا أنا مع ذلك نتنزل وننظر للأمر بمنظور علميّ محايد حتى نعرف: هل بالفعل كانت الأديان سببَ حروب العالم وقتل الناس، وهل الإلحاد كان بعيداً عن صراعات الأديان؟

توحش الإلحاد:

لم يكن الإلحاد بمنأى عن الصراعات ذات الخلفيات الأيديولوجية، خاصَّة وأنَّ الإلحاد قائم على الغطرسة البشرية البعيدة عن أي عاصم ربانيّ خارج عن الطبيعة البشرية، فالبشرية وحدَها من تقوِّم الأمور، فالنظرة الإلحادية هي نظرة مادية بحتَة؛ ولذلك من ينظر إلى التاريخ ويقرأ عن الحروب؛ يجد بونًا شاسعًا بين الحروب التي تصنّف أنها دينية، وبين ما خلّفه الإلحاد من دَمار، ويزداد الإلحاد توحّشًا حين نعلم: أن عمرَ الإلحاد قصير مقارنة بالأديان، فإن الإلحاد كظاهرة لم ينشأ ويتوسّع إلا في القرن الثامن عشر وما بعده، وإن كانت البوادر ظهرت قبل، ومع هذا، فإنَّ من يتتبّع الحروب ذات الخلفيات غير الدينية -بل ذات الأيديولوجيات المعادية للدين-؛ يجد أنها صادمة، حتى إن قلنا: إنَّ نسبة الضحايا في حروب الإلحاد كانت ربع ضحايا الحروب الدينية لكان كثيرًا؛ نظرًا لحداثة الفكر الإلحاديّ، ومع هذا: فإن الأرقام التي توصَّل لها الباحثون أضخم من هذه النسبة؛ لأن الإلحاد يتسم بالوحشيَّة، في سبيل فرض عقيدته وأفكاره!

عالَم بلا أخلاق:

لا أريد الخوضَ هنا في نسبية الأخلاق عند الملاحدة، وفقدان المرجعية الأخلاقية والذي يؤدّي بهم إلى هاوية الضلال الخلقيّ بل إلى مرحلة أدنى من الحيوانية إن صحَّت العبارة؛ إذ أن الملاحدة يعدّون الإنسان على كل حال حيوانًا من الحيوانات لا يمتاز عنها في شيء، وهذا يعني: أن لا مرجعية لديهم للأخلاق، فمهما كان الملحد أخلاقيّا في نفسه، إلا أنه لا يمكنه أن ينكر على غيره ممن لا أخلاق له في ممارسة القتل والتعذيب والاغتصاب وغيرها من الجرائم؛ ولذا نجدهم قد انحدروا إلى مهاوٍ سحيقة مما تشمئز منه النفوس، وتنفر الأفئدة، من فوضى أخلاقية فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية بين الأقارب والحيوانات، ولهم تصريحات عديدة في ذلك -ليس هنا محلّ ذكرها-، لكني أؤكّد: أن المرجعية الأخلاقية مفقودة عندهم، فعليه، لا يحقّ لهم الإنكار على أهل الأديان في حروبهم، إن قلنا: إنها كلّها وقع فيها ظلم وتعدّ؛ ذلك أنه لا خير ولا شرّ مطلق، فالخير الذي ينشده الملاحدة، شرٌّ بالنسبة لأهل الأديان، والعكس صحيح، فكيف نثبت أن الحروب التي قام بها أهل الأديان كانت سيئة بمعيار الإلحاد؟! هذا لا يمكن؛ لأن كلامهم عن توحّش الأديان، غير منضبط مع معاييرهم.

ثمَّ إنَّ فقدان المرجعيَّة الأخلاقيَّة، جعلهم يمارسون التوحّش، فلا يرونه توحشاً، فما المانع –عندهم- من قتل مئات البشر لتوسيع النفوذ؟! وما المانع من إبادة الشعوب وتجويعهم  -كما حصل من الملحد “ماو تسي تونج” في الصين-  ما دام أن الإلحاد لا يمنع من ذلك؟! وفي الأخير -كما يقول دوستويفسكي: “إذا كان الإله ميتًا فإن كلّ شيء مسموح”([2]).- فالملاحدة إذن؛ لا يمكنهم الإنكار على الأديان؛ لعدم وجود ما يميز الخير من الشر عندهم، فلا يعلمون بالضرورة إن كانت الحروب خيرًا أو لا، ثم إن عدم التمييز هذا، جعلت الملاحدة يبيدون المجتمعات بدم بارد؛ لأنه لا معيار، ولا جنة ولا نار، ولا إله يحاسِب، فكل شيء مباح من القوي تجاه الضعيف.

الداروينية الاجتماعية:

الإنسان متميِّز في معظم الثقافات، لكن جاءت الداروينية، فأسقطته عن مكانته، فهو لا شيء، بل جعلوه كالحيوان، ونشأت الداروينية الاجتماعية.. على أنَّ صراع القوة والخضوع للطبيعة ذات الناب، هو الطريق للتقدّم، فالإنسان جزء من الطبيعة، والطبيعة وقوانينها، هي الانتخاب الطبيعي، أي: بقاء الأقوى والأصلح، وعليه، فإن قتل الناس وإبادتهم من قبَلِ الأقوياء، لا شيء فيه، بل هو جريان لقانون الطبيعة في انتخاب الأقوى وإبقائه وفناء الأضعف، يقول الفيلسوف هربرت سبنسر -أشهر أعلام الداروينية-: “مساعدة السيئين في أن يتكاثروا هي عمليًّا أمر يضمن وجود أعداء كثر لحفدتنا، لا شكّ أن الإيثار الفردي كان جديًّا جدًّا، لكن الصدقة المنظمة كانت لا تحتمل”. وقد أكّد: أنَّ الذي يصيب أفرادا من الشعب عملية إيجابية ليتطهر المجتمع بصورة آلية من أرجاسه([3]).

وبغضّ النظر عن القتل الذي حصل بسبب هذا القانون المبرّر للقتل.. فلو جمع أحدهم القرآن الكريم مع الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة؛ لما وجد هذا المبرّر الرقيع الذي يبرر للقوي ظلم الضعيف، بل إن دين الإسلام -والأديان عموما- يقف مع الضعيف، إلا إذا كان الحق مع الأقوى.

أمَّا الداروينية الاجتماعية: فإنها تبرر للقاتل قتله وللظالم ظلمه، وقد نشر داروين كتابه “أصل الأنواع” سنة 1859م، وانتشر وتُرجم إلى عدد من اللغات، وكان ذلك العصر مهيَّأً لقبول أي فكر ينتقد الأديان وينتصر للإلحاد، فأخذوا بالفرضية بشقيها: البيولوجي، والأخلاقي؛ لذلك لم يقتل هتلر كلّ هؤلاء البشر باسم الدين، وإنما باسم أيديولوجية متنكرة للأديان، فقد كان الحكم فاشيا ديكتاتوريا، أدّت أفعاله إلى الحرب العالمية الثانية، وبغض النظر عن عقيدته، إلا أنَّ الداروينية الاجتماعية، تعطيه الضوء الأخضر لكل الدماء التي أسالها، يقول المؤرخ هيكمان عن هتلر: “كان شديد الإيمان بالتطور وداعيا إليه … أشار كتابه (كفاحي) بوضوح إلى عدد من الأفكار التطورية، خاصة تلك التي تؤكد على الصراع وبقاء الأصلح وإبادة الضعاف لصناعة مجتمع أفضل”([4]).

فإذا وجد المبرر الأخلاقي، حيث لا وجود للخير والشر، ووجد المبرر الذي يعطي القوي أفضلية للحياة على الضعيف، فما الذي تنتظره القوى الكبرى إلا أن تسحق الضعيف وتبيده؟! وهذا ما حصل في حربين عالميتين؛ ولذلك حين خرج الغرب من ظلم الكنيسة وتسلطها لم يعش أياما وردية كما يصور الملاحدة: الحياة بدون دين، بل عاشوا حربين عالميتين وعشرات الحروب والثورات التي فتكت بالجسد الغربي دون تدخل الدين فيها، فهل ساهم الإلحاد في التقليل من هذه الحروب، أم ساهم فيه بمثل هذه التبريرات؟!

ثاني أكبر سبب للقتل:

لم يعش الغرب أياما وردية بعد الثورة الفرنسية والخروج من العصور الوسطى -كما يصور الملاحدة الحياة بدون دين-، بل عاشوا سنوات من الحروب والدماء تحت حكم الإلحاد، وقد رصد بعض الباحثين عدد القتلى في الحروب التي تقودها أفكار دينية أو غير دينية من بداية الميلاد حتى 2008م، وذلك برصد الحروب التي تجاوز عدد قتلاها 10 ملايين قتيل، فحصر قرابة 276 حدثًا عنيفًا، وتوصل إلى أنَّ الإلحاد والحروب التي قادتها بلاد إلحادية يأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الضحايا بعد المسيحية مباشرة بعدد يتجاوز 125 مليون قتيل!([5]).

وقد مثلت الدولة الشيوعية المنكِرة لوجود الله والجاحِدة له، أقسى الأمثلة المبيّنة لما قد تفعله معاداة الأديان، فقد ارتكبت الدول الشيوعية في سبيل نشر عقيدتها بالنار والحديد أبشع الجرائم على البشر في روسيا والصين وكمبوديا وغيرها([6])، وقد كان تعداد ضحايا نشر الشيوعية بالملايين، وكانت الأرقام هذه، في سبيل القضاء على الأديان وترسيخ المادية وسيادة الإنسان وحده.

ولا يخفى ما فعله ستالين في حق الشعوب، وكذا الملحد الصيني ماو تسي تونج حين أجاع شعبه في سبيل نقل الشعب من الزراعة إلى الصناعة، ولا عجب من فكرة تجعل الإنسان مجرد ترس آلة يمكن استبداله أي وقت شاء الحاكم أو صاحب السلطة، فالإنسان مجرد رقم لا يعبأ صاحب الفكرة المادية بسحقه أو رميه أو إبادته؛ ولذلك حينما ثار الفلاحون في فرنسا سنة 1793م بعد الثورة وانتصار العلمانية واللادينية بقليل، كيف كانت ردة الفعل من الحكومة؟ كان الجواب لنداءات الفلاحين هو قتلهم جميعًا، بل وحرق بيوتهم وممتلكاتهم، واستخدمت في تلك المذبحة أفران الغاز وإغراق المراكب بعد أن يحشر فيها الرجال والنساء والأطفال، وكل هذه الأفعال وجدت مبررا في الفكر الإلحادي([7]).

وأخيرًا: إن الإلحاد حين يحكم.. فإنَّه حكم الغاب، وتوحشه فظيع مستطير؛ لا يقارن بكثير مما ينسب إلى الأديان؛ ولذلك فإن دوكينز نفسه -الذي نسب الحروب إلى الأديان- اعترف في مقابلة له: بأن حروب القرن العشرين، أفظع بكثير من كل الحروب السابقة، وهي حروب ليست دينية([8]).

ومع هذا، يمكن أن يقال: إن بعض هذه الحروب لها أسبابها السياسية، فلمَ ننسبها إلى الإلحاد؟

فالجواب من ثلاثة أوجه:

1- لا مانع في الإلحاد من القيام بمثل هذه الإبادات الجماعية، أما في الحروب الدينية فثمة مواثيق لا يجوز تجاوزها، وثمة أخلاقيات يقف الناس عندها، بينما في الفكر الإلحادي -حيث لا مرجعية للأخلاق- تفقد الحروب كل المعاني، فحتى لو لم تكن بعض الحروب بسبب الإلحاد، لكنها تجد في الإلحاد مبررا له.

2- يدّعي الملاحدة: أن الإلحاد جنّة الأرض، والمخلّص للناس من شقاء الأديان وحروبها، ويزعمون أن كل الحروب السابقة لما قبل الإلحاد حروب دينية، ولا منجى إلا بالإلحاد؛ إذن، أين هذا النعيم الموهوم، من بعد الثورة الفرنسية إلى يومنا هذا؟! لأنه تخللها إبادات جماعية، وحروب عالمية وقتلى بالملايين؟! فما الدور الذي قام به الإلحاد تجاه هذه الحروب، غير أنها كانت مغذية لفكرة الإبادة؟!

3- الحروب الشيوعية حروب قادها منكرو الأديان، وقد استخدموا الحديد والنار في بث هذه الأفكار، وقتلوا مئات الآلاف من الناس في سبيل نشر أفكارهم.

ولست في هذا المقال، أدرس الحروب الدينية، ولا أبرر لما وقع في بعضها من أخطاء، وإنما لأبين أن الإلحاد أكثر توحشًا مما يظنه من يسمع عنه، وأن الإلحاد يحمل في داخله جينات القضاء على البشرية خلقيا واجتماعيا، بل ويهدد وجودها حين تتحول الأنظمة اللادينية إلى أنظمة فارضة لقوتها، ساحقة للضعيف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: وهم الإله (ص: 127-128).

([2]) عن نفسية الإلحاد، للدكتور بول سيفيتنز، ترجمة: مركز دلائل (ص: 176).

([3]) ينظر: الإلحاد في مواجهة نفسه لسامي عامري (ص: 49).

([4]) المرجع السابق (ص: 50).

([5]) ينظر: تعداد الضحايا (استعراض كمي للعنف السياسي عبر الحضارات العالمية)، نافيد س. شيخ، المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية (ص: 29).

([6]) وهي موثقة في: الكتاب الأسود للشيوعية: الجرائم، الإرهاب، القمع.

The Black Book of Communism: Crimes, Terror, Repression Hardcover – October 15, 1999.

([7]) ينظر مقال على الشبكة بعنوان: هولوكوست الأنوار: الإرهاب التنويري الذي أخفته الإيديولوجيا.

([8]) ينظر الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=NbRHgRXE4w8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017