الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

هل شروط (لا إله إلا الله) من اختراع الوهابية؟

A A

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

من الشبهات التي يثيرها المخالفون لاعتقاد السلف ممن هم على اعتقاد الجهمية والمرجئة في الإيمان: أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد.

والجواب عن هذه الشبهة يحصل ببيان معنى هذه الشروط، ومأخذ العلماء فيها، وأصل الخلاف في هذه المسألة.

فإن أصل الخلاف في هذه المسألة الخلاف في حقيقة الإيمانن فقد أجمع سلف الأمة على أن الإيمان قول وعمل، وخالفهم في ذلك الجهمية والمرجئة والكرامية.

 والقول عند أهل السنة هو قول اللسان بالنطق بالشهادتين، وقول القلب بالتصديق بهما، والعمل هو عمل القلب وعمل الجوارح، فهذه أربعة أركان. 

ولسنا هنا بصدد بيان معاني كل ركن من هذه الأركان، والأدلة على ركنيتها في الإيمان، فقد بين ذلك العلماء في مصنفاتهم الاعتقادية، لكن المقصود أن يُعلم أنه بين كل ركن من هذه الأركان الأربعة وسائر الأركان تعلق ظاهر، ينبغي التفطن إليه وفهمه، إذ بذلك يعلم مأخذ العلماء في تعدادهم شروط (لا إله إلا الله)، وبه أيضًا تزُول كثيرٌ من شبهات المرجئة وغيرهم.

فقول القلب بينه وبين عمل القلب علاقة، وعمل القلب له بعمل الجوارح علاقة (وهي مسألة تلازم الظاهر والباطن)، وكذلك فإن قول اللسان له تعلق ظاهر بسائر الأركان.

ومن أوضح ما يدل على علاقة القلب بسائر الأركان: الشروط التي ذكرها العلماء لكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).

وقبل الخوض في ذلك، لا بد أن تعلم أن هذه الكلمة دلت على أمرين اثنين:

فدلت بمنطوقها على نفي الألوهية عما سوى الله تعالى.

ودلت أيضا على إثبات الألوهية لله تعالى.

واختُلف: هل دلت على ذلك بمنطوقها أو مفهومها؟

وهذان المدلولان من العلماء من يسميهما: ركنا (لا إله إلا الله).

والقصد هنا: أن تعلم أن ” شروط لا إله إلا الله ” شروط للنفي والإثبات، وليست للإثبات.

ومعنى: ” شروط لا إله إلا الله “: الشروط التي ينبغي تحقيقها لينجو من قال لا إله إلا الله بلسانه في الآخرة.

قال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك([1]).

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته المسماة: الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة: (شروط لا إله إلا الله:

الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا.

الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها، المنافي للشك والريب.

الثالث: الإخلاص المنافي للكذب.

الرابع: الصدق المنافي للكذب.

الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك.

السادس: الانقياد لحقوقها، وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصا لله، وطلبا لمرضاته.

السابع: القبول المنافي للرد).

وعلى هذا النحو ذكرها حفيده وتلميذه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في (فتح المجيد)([2])، وعنه أخذها تلميذُه الشيخ سليمان بن سحمان ونظمَهَا – مع نواقض الإسلام وزيادات أخرى – في نظم سماه: (أشعة الأنوار في ما تضمنته لا إله إلا الله من بعض الأسرار)، وكذلك نظمها الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في منظومته السيّارة (سلم الوصول). 

وبالنظر في هذه الشروط، تجد أن الشرط الأول والثاني وهما العلم واليقين، هما قول القلب، إذ المراد بالتصديق الذي هو قول القلب التصديق الجازم، وهو اليقين، وهو لا يتم إلا بفهم معنى المصدق به، وهذا هو العلم.

أما سائر الشروط فهي داخلة في ضمن أعمال القلب.

فيظهر من هذا الصلة التي بين قول اللسان وبين قول القلب وعمله.

وإذا تبين لك ذلك، علمت وهاء احتجاج غلاة المرجئة بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار)([3])، على نجاة من أتي بقول اللسان دون عمل القلب والجوارح، إذ أن هذا النص مطلق، وقد جاءت نصوص أخرى تقيده بالشروط المذكورة آنفًا.

1 – فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط العلم في حديث عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)([4]).

والعلم لا بدّ أن يتبعه عمل القلب محبةً وانقيادًا وخشيةً وإنابةً

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بقوله في شرح الأصبهانية ص230: (تصديق القلب يتبعه عمل القلب، فالقلب إذا صدق بما يستحقه الله تعالى من الألوهية وما يستحق الرسول من الرسالة تبع ذلك لا محالة محبة الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام وتعظيم الله عز وجل ورسوله والطاعة لله ورسوله ؛ أمر لازم لهذا التصديق، لا يفارقه إلا لعارض من كبر أو حسد أو نحو ذلك من الأمور التي توجب الاستكبار عن عبادة الله تعالى، والبغض لرسوله عليه الصلاة والسلام ونحو ذلك من الأمور التي توجب الكفر، ككفر إبليس وفرعون وقومه واليهود وكفار مكة وغير هؤلاء من المعاندين الجاحدين.

ثم هؤلاء إذا لم يُتبِعُوا التصديق بموجبه من عمل القلب واللسان وغير ذلك فإنه قد يطبع على قلوبهم حتى يزول عنها التصديق)([5]).

وقال: (الاعتقادات الإيمانية تزكي النفوس وتصلحها، فمتى لم توجب زكاة النفس ولا صلاحها فما ذاك إلا لأنها لم ترسخ في القلب، ولم تصر صفة ونعتا للنفس ولا صلاحا، وإذا لم يكن علم الإيمان المفروض صفة لقلب الإنسان لازمة له لم ينفعه، فإنه يكون بمنزلة حديث النفس وخواطر القلب، والنجاة لا تحصل إلا بيقين في القلب، ولو أنه مثقال ذرة)([6]).

2 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط اليقين بقوله (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)، وفي رواية: (فيحجب عن الجنة)([7]).

3 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط الصدق في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار)([8]). وفي رواية: (موقًنا من قلبه).

4 – وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة من قال (لا إله إلا الله) مقيدة بشرط الإخلاص في حديث عتبان بن مالك وفيه  قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغى بذلك وجه الله) متفق عليه.

قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه: (وفي هذه الزيادة رد على غلاة المرجئة القائلين بأنه يكفي في الإيمان النطق من غير اعتقاد فإنهم تعلقوا بمثل هذا الحديث، وهذه الزيادة تدمغهم)([9]).

وقد أشار الحسن البصري رحمه الله تعالى إلى شرط الانقياد حين سُئِل: إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة ؟ فقال: من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كلمة الإخلاص بعد أن ذكر شيئًا من هذه الروايات: (وهذا كله إشارة إلى عمل القلب، وتحققه بمعنى الشهادتين، فتحققه بقول: لا إله إلا الله ألا يأله القلب غير الله حُبًّا ورجاءً، وخوفًا، وتوكلًا واستعانة، وخضوعًا وإنابة، وطلبًا. وتحققه بأن محمدًا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد.

وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالًا، ومحبة، وخوفا، ورجاء، وتوكلا عليه، وسؤالًا منه، ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله ونقصًا في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك)([10]).

وأعمال القلوب كثيرة، لا تنحصر في الإخلاص والمحبة، ولا تنحصر شروط لا إله إلا الله بأعمال القلوب التي ذكرت ضمن الشروط السبعة، بل التوكل والاستعانة والخشية وغير ذلك من أعمال القلوب؛ كُلُّها من الشروط أيضًا.

وعليه فإن الشروط التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن تبعه؛ فإنه لا يفهم حصرها بهذه السبعة إلا من جهة مفهوم العدد، ولا حجة به في مثل هذه المضايق.

ومما يدل على ذلك أن الشيخ حافظًا الحكمي – وهو من أشهر من ذكر هذه الشروط كما تقدم – أشار إلى شرط آخر غير هذه الشروط السبعة، مع تصريحه بأنها سبعة، حيث قال:

من قالها معتقدًا معناها = وكان عاملًا بمقتضاها

في القول والفعل ومات مؤمنا = يبعث يوم الحشر ناج آمنًا

قال في الشرح: (ومات مؤمنًا: أي: على ذلك، وهذا شرط لا بد منه فإنما الأعمال بالخواتيم)([11]).

فهذا تصريح بشرط آخر غير السبعة، مع نصه على أنها سبعة، وهذا يدل أنه لم يقصد مفهوم العدد.

وقد زاد بعض أهل العلم شرط الكفر بالطاغوت:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع = محبة وانقياد والقبول لها

وزيد ثامنها الكفران منك بما = سوى الإله من الأشياء قد ألها([12])

والتحقيق في هذا أن يقال: إن الكفر بالطاغوت هو معنى النفي الذي دلت عليه كلمة: ” لا إله إلا الله ” بمنطوقها، وهو نفي الألوهية عما سوى الله تعالى، كما تقدّم، فهو شطر كلمة التوحيد وليس شرطًا خارجًا عنها. والله أعلم.

وبعد بيان معنى شروط لا إله إلا الله، ومأخذها، وصلة ذلك بقول أهل السنة في حقيقة الإيمان، وأنه قول وعمل، يقال لمن يدعي أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد:

إما أن يكون الاكتفاء بقول اللسان لديك منجيًا عند الله تعالى، دون قول القلب ولا عمله ولا عمل الجوارح، فيلزمك حينئذٍ أن الحكم بنجاة المنافقين، وهو ما ألزم به أهل السنة الكرّامية.

وإما أن يكون ثمَّة قدرٌ زائد يشترط لديك، ومهما نازعت في شرط من الشروط التي ذكرها أهل العلم احتجّ عليك بالأدلة التي احتجّ بها أهل السنة على المرجئة والجهمية.

 فأصل النزاع مع المخالف – إذًا – في هذه المسألة إنما هو النزاع في حقيقة الإيمان، فيستدل عليه بالأدلة التي ذكرها أهل السنة في الرد على الجهمية والمرجئة والكرامية، فإذا أقر بها انتُقِل إلى الكلام معه في شروط لا إله إلا الله.

فالبحث في شروط لا إله إلا الله فرعٌ عن البحث في حقيقة الإيمان، ولا يعتَرِضُ على أئمة الدعوة النجدية في ما ذكروه في شروط لا إله إلا الله إلا مرجِىء جهمي، والله أعلم. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) رواه البخاري معلقًا.

([2]) (ص64).

([3]) أخرجه مسلم (29).

([4]) أخرجه مسلم (26).

([5]) (شرح الأصبهانية) (ص230).

([6]) (الصارم المسلول) (ص376).

([7]) أخرجه مسلم (27).

([8]) أخرجه أحمد (22353) وعبد بن حميد (117) والنسائي في «الكبرى» (10907)

([9]) (شرح النووي على مسلم) (1/244).

([10]) (مجموع رسائل ابن رجب) (3/52-53).

([11]) (2/415).

([12]) ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى هذين البيتين في أكثر من موضع، والبيت الأول ذكره الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله تعالى في حاشيته على كتاب التوحيد دون الثاني. وقال الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان في شرح فتح المجيد عند الموضع الذي ذكر فيه المؤلف الشروط السبعة: (ويضاف شرط ثامن لا بد منه، وهو الكفر بكل ما يعبد من دون الله، فلا بد أن يكفر بكل ما يخالفها، ولذلك يقول الله جل وعلا: ” فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ” [البقرة:256]، فيبدأ بالكفر بالطاغوت أولًا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017