الأربعاء - 11 رجب 1447 هـ - 31 ديسمبر 2025 م

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

A A

 

الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية.

فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو أخلاقيًّا للأمة إلا بترك الحجاب.

معظم المهاترات التي تحصل حول الحجاب ورفضه من هذا القبيل، فهم يدعون إلى الحرية ويمنعوها عند أول قماش للحجاب، ويدعون إلى عدم تدخل الرجال في أمور النساء ليقرروا هم الرجال حتى هذه القاعدة!

في هذا المقال لن نتكلم عن الحجاب وحكمه وصفته وشروطه، فقد كُتب عن ذلك الكثير، لكنني سأمر على بعض الشبهات العلمانية التي يتحججون بها لمحاربة فضيلة الحجاب، ولهذا لن أخوض في احتجاجهم ببعض الأحاديث، أو حتى فهمهم لآيات الحجاب.

أولا: دعواهم أن الحجاب يخفي الشخصية:

يقولون هذا غالبًا عند تبرير قمع أي نظام سياسيّ للحجاب، ومنعه في البلاد مع السماح لكل أنواع اللبس الأخرى، ويمكن مناقشة هذا في الآتي:

1- المتحجِّب لإخفاء شخصيته إما أنه يخفي شخصيته لارتكاب جريمة، أو لإخفاء فسق أو فحش أو غير ذلك، وكثيرا ما يقولون -حقيقة أو تهكّما- إن كثيرا من النساء الساقطات يرتدين الحجاب لإخفاء فعلهنّ عن المجتمع حتى تصل إلى مبتغاها، فيقال: من المعلوم أن كثيرا من الدول تعاقب على الحجاب، أو تجعل المحجبة بعيدة عن الوظائف والتعليم والمناصب، وتتعرض المحجبة لمضايقات شتى، ومع ذلك تتمسك المسلمة المؤمنة بحجابها، فهل تفعل الفاجرة ذلك وتتقبل كل هذا السوء لأجل وصولها إلى الفجور؟!

ثم إن كثيرًا من هذه الدول أو معظمها تقنِّن التبرج والسفور والفسوق أساسًا، فما الداعي إلى أن تتحجَّب المرأة حتى تصل إلى مبتغاها السيئ؟!

فإن قيل: فيتحجب من يريد ارتكاب جريمة، يقال:

2- إذا انتحل أحد شخصية أمير أو وزير أو لبس زيًّا خاصًّا -كأن يكون قد لبس زيًّا عسكريا مثلا بنية ارتكاب جريمة- هل يلغى الزيُّ أم يعاقب الفاعل؟

لماذا يختلف الأمر حين يتعلَّق بالحجاب؛ خاصة وأن من يريد إخفاء شخصيته يمكنه أن يفعل ذلك بوجود الحجاب أو بدونه، ووسائل التنكّر كثيرة.

3- كم نسبة الجرائم التي ارتكبت من خلال تخفّي المجرم بالحجاب؟ الإجابة عن هذا السؤال كفيل بالرد على هذه الشبهة، فطوال هذه القرون كلها لم تصبح هذه ظاهرةً، ولا حتى ذكر تكرار هذا الفعل، فهو في حكم النادر والشاذ إن وجد، بل يرى بعض الراصدين والباحثين أن هذا لم يثبت حتى الآن، وإن وجد فسيكون رقما لا يُذكر، كأن تكون حالة من بين مليون حالة مثلا!

4- إذا كانت الحجة هي: إخفاء الشخصية وتخفّي المجرم، فمن المنطقي أن تمنع الكمامات، وربما مساحيق التجميل، وكل ما من شأنه تغيير شيء في وجه الإنسان أو تغطيته كليا أو جزئيا، لكن العويل كله يقف عند الحجاب!

5- الإسلام لم يمنع التأكد من المرأة إذا اشتبه بها، وذلك بكشف وجهها عند الحاجة والضرورة حتى يتمّ التأكد منها، فالأصل باقٍ، والخوف منتفٍ من أن تقوم بأمر ما يمس أمن المجتمع.

ثانيا: دعوى أن الحجاب ضد حرية المجتمع:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بأن الحجاب ضدّ حرية المجتمع، وأن رعاية الحريات واجبة، وينبغي هنا أن نقف وقفات:

1- الحرية الوحيدة التي تنتهك هي حرية المسلمة التي أرادت لبس الحجاب بموجب الحرية التي يراعيها العلمانيون، فالاضطهاد في الدين والفكر واللبس إنما يمارس على المسلمين فحسب.

2- يقولون: إن قوانين المجتمع تنصّ على منع أي لبس يكون شعارا لفكرة أو دين، وبهذا تمنع المسلمة أيضا من ارتداء الحجاب، ولكن الإحصائيات والواقع يشهد بضدّ هذا، ففي الوقت الذي تمنع فيه دولٌ المسلمة من ارتداء الحجاب لا تُذكر حادثة واحدة لطرد يهودي أو مسيحي أو حتى سيخي من المدرسة لإظهار شعار ديني، فالطرد دائما من نصيب المسلمين والمسلمات، وفضيحة التناقض الغريب في القوانين العلمانية تكشف عنها تلميذة فرنسية كاثوليكية اسمها (كاثرين) في تعليق لها على طرد زميلتها ليلى المسلمة وأختها من المدرسة بسبب الحجاب حيث تقول: “إنني أتعجب لماذا طردت ليلى وأختها من المدرسة بينما هناك فتيات أخريات يحضرن إلى المدرسة بملابس تشبه أزياء (الساحرات) ويحملن حُلِيا مخيفة على شكل ثعابين أو وحوش أو عفاريت، لكن أحدا لم يعترض على حريتهن في لبس ما يحلو لهن. هناك زميلة لنا تأتي إلى المدرسة مرتدية (تي شيرت) مكتوب عليه: (اقترعوا لصالح الشيطان)، أليس هذا الشعار دعوة صريحة وواضحة إلى معتقدها في عبادة الشيطان؟! لكن أحدا لم يطلب منها خلع هذا اللباس”([1]).

والواقع يشهد على كل حال ويؤكد يوما بعد يوم أن القوانين تطبَّق على من يريدون فقط، وأن رفع الشعارات أو لبس اللباس الديني يصبح نقضًا للحرية متى أرادوا ذلك، ويصبح حرية شخصية متى أرادوا أيضا، فالتعامل هنا ليس بالقوانين وإنما بأمور أخرى.

ثالثا: دعوى أن الحجاب ليس شرطا للعفة:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بوجود نساء غير أخلاقيات وهنّ محجبات، ووجود أخريات على قدر من الأخلاق وهن غير محجبات، فلماذا الحجاب؟! والجواب:

1- من يقول هذا يبتعد كثيرا عن البحث عن حكمة الحجاب، فحكمة الحجاب ليست التربية النفسية والخلقية للمرأة فقط، وسيأتي الكلام على ذلك، لكنه أيضا: حفاظ على المرأة من الأذى، ومن تطاول ضعاف النفوس عليها، وحماية للمجتمع من أن يفتتن الرجال بالنساء، والقول بأن عدم الحجاب لا يسبب فتنة مجرد مكابرة، والأرقام والإحصائيات عن التحرش والاغتصاب في الدول التي تقنن التعري وتمنع الحجاب تشهد بذلك، فهي أرقام عالية جدًّا في مجتمع ينفتح فيه الرجال على النساء.

2- لم يدَّع أحد أن مجرد وجود الحجاب يعدُّ رمزا للأخلاق العالية، لكن كونه ليس رمزا لا يعني أنه ليس داعيا إلى الفضيلة، فالاحتشام نفسه يدعو إلى كثير من الأخلاق الفاضلة كالحياء والعفة وغض البصر.

3- الأعمال الظاهرة لا شك أنها مرتبطة بالباطن، فهي ليست مجرد طقوس شكلية يقوم بها الإنسان المسلم، بل لا توجد شعيرة ظاهرة إلا وتؤثر في باطن الإنسان، يقول ابن تيمية (ت: 728هـ): “وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورا ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال، يوجب للقلب شعورا وأحوالا”([2]).

ويقول أيضا: “كل ما أوجبه الله على العباد لا بد أن يجب على القلب فإنه الأصل وإن وجب على غيره تبعا، فالعبد المأمور المنهي إنما يعلم بالأمر والنهي قلبه، وإنما يقصد بالطاعة والامتثال القلب، والعلم بالمأمور والامتثال يكون قبل وجود الفعل المأمور به كالصلاة والزكاة والصيام، وإذا كان العبد قد أعرض عن معرفة الأمر وقصد الامتثال كان أول المعصية منه؛ بل كان هو العاصي وغيره تبع له في ذلك؛ ولهذا قال في حق الشقي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} الآيات، وقال في حق السعداء: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} في غير موضع”([3]).

4- أن العبادات التي شرعها الله لا تترك عبادة لأجل أخرى حال كونهما واجبتين، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فمن صلى ومع ذلك ارتكب الفحشاء والمنكر لا نأمره بترك الصلاة فيجمع بين السوأتين، وإنما يعالج نفسه، وكذلك الحال مع الحجاب والتبرج.

رابعا: دعوى أن الحجاب عائق عن التقدُّم:

كثيرا ما تشير أصابع العلمانيين إلى نساء ناجحات ماديا في مجال السياسة أو الاقتصاد أو أي مجال كان، مدعين أن هذا النجاح سببه ترك الحجاب، وأن سبب تخلفنا هو الحجاب الذي تلبسه النساء المسلمات.

1- بداية: هل ينكر العلماني كل المنجزات التي قدمها نساء المسلمين، ولا ترى عينه إلا ما يراه نجاحا لغير المتحجبات؟ يقول الغزلي (ت: 505هـ): “لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات”([4])، فمع هذا لا يخفى نجاح المسلمات في شتى المجالات في القديم والحديث، ولم يكن الحجاب عائقا لهن عن هذا التقدم.

2- من المعلوم أن الدليل الشرعي هو الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فمتى أضيف إليها الواقع؟! ولو احتججنا بالواقع لغيرنا كثيرا من الأحكام الإسلامية.

3- هذا الفعل مجرد انتقاء، فقد عمد هؤلاء إلى كتب التاريخ أو الواقع وانتقوا شخصيات غير محجبة، وقد علموا أن بجانب كل واحدة منهن سواد عظيم من المحجبات الناجحات اللاتي لم يشر إليهن، فلماذا لا يقلب الدليل ويجعل الحجاب هو الحافز على التقدم والنجاح، ويستدل بفتيات ونساء غير محجبات في أحط مراحل الفجور والسوء الأخلاقي والفشل الاجتماعي على أن ترك الحجاب يؤدي إلى هذا؟!

خامسا: دعوى أن الحجاب كبت وتزمت يؤدي إلى التطرف، والتبرج لا يلفت النظر:

يدَّعي هؤلاء أن التبرج ليس فيه مفاسد، وأن المفاسد إنما هي في مخيلة الإسلاميين الذين يرون وجوب الحجاب، وأن الحجاب نفسه يؤدّي إلى الكبت، فهل هذا صحيح؟ الجواب:

1- لو كان هذا الكلام صحيحا لكانت الدول الغربية أقل الدول من حيث الاغتصاب والتحرش والجرائم الأخلاقية؛ ذلك أن هذه الدول أعطت هذا الجانب اهتماما كبيرا، فضيَّقت على الحجاب، وقنَّنت التبرج والسفور وحثَّت عليه، فهل أدى ذلك إلى قلة حالات الاغتصاب أو التحرش الجنسي؟! الأرقام والإحصائيات تشير إلى عكس ذلك تماما، فكندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وأمريكا في أعلى قائمة الدول التي يتعرض فيها النساء للاغتصاب، فمُمارسو جرائم الاغتصاب بأمريكا من الرجال يبلغ نسبتهم 99%، أما بالنسبة للضحايا فنسبة 91% من الضحايا من النساء و9% من الرجال([5])، وأظهرت بيانات أخرى أن أمريكا تشهد جريمة اعتداء جنسي كل 107 ثانية([6]).

ومثل هذه الإحصائيات الرسمية غفلت عنها عين العلماني، بينما يدَّعي ادعاء أن الحجاب يحرّض المجتمع على الاغتصاب والتحرش.

2- القول بأن التبرج والسفور والتعري لا يغير شيئا مكابرةٌ، فالغريزة موجودة في الرجال والنساء، وهي سر أودعه الله في خلقه لاستمرار النسل وغير ذلك من الحكم، ولا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذه الغريزة، فمع وجودها القول بأن مناظر التعري والتبرج لا تغير شيئا منافٍ للحقيقة، ومكابرة للواقع، والإحصائيات السابقة تؤكد ذلك.

وأخيرا: الحجاب أمر شرعي، شرعه الإسلام، وفهمه الصحابة الكرام، فكان نساؤهم على الحجاب الكامل كما أراد الله، ولم يكن هذا الحجاب يوما عائقا عن التقدم أو تحقيق النجاحات، كما أن الحجاب حافظ للمرأة والمجتمع في آن واحد، والإحصائيات تشهد كيف أن التبرج والسفور يؤدي بالمجتمع إلى جرف هار، والمتضرر الأكبر هو المرأة التي يدعون نصرتها بمنع الحجاب!

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر الرابط:

https://www.aletihad.ae/wejhatarticle/2147/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8

([2]) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 92).

([3]) مجموع الفتاوى (14/ 114).

([4]) إحياء علوم الدين (2/ 47).

([5]) ينظر الرابط:

https://medevel.com/ar/kthr-ldwl-f-maadlt-lgtsb-f-laalm/

([6]) ينظر الرابط:

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/4-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%B6%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-11-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1/1402976

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

دعوى أن ابن تيمية شخصية جدلية دراسة ونقاش (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   يُعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من كبار علماء الإسلام في عصره والعصور المتأخِّرة، وكان مجاهدًا بقلمه ولسانه وسنانه، والعصر الذي عاش فيه استطال فيه التتار من جهة، واستطالت فيه الزنادقة وأصحاب الحلول والاتحاد والفرق الملحِدة من جهةٍ أخرى، فشمَّر عن ساعديه، وردّ عليهم بالأصول العقلية والنقلية، […]

قواعد عامة للتعامل مع تاريخ الوهابية والشبهات عنها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يفتقِر كثيرٌ من المخالفين لمنهجية الحكم على المناهج والأشخاص بسبب انطلاقهم من تصوراتٍ مجتزأة، لا سيما المسائل التاريخية التي يكثر فيها الأقاويل وصعوبة تمييز القول الصحيح من بين ركام الباطل، ولما كانت الشبهات حول تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب كثيرة ومُتشعبة رأيت أن أضع قواعد عامة […]

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017