السبت - 21 محرّم 1446 هـ - 27 يوليو 2024 م

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

A A

 

الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية.

فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو أخلاقيًّا للأمة إلا بترك الحجاب.

معظم المهاترات التي تحصل حول الحجاب ورفضه من هذا القبيل، فهم يدعون إلى الحرية ويمنعوها عند أول قماش للحجاب، ويدعون إلى عدم تدخل الرجال في أمور النساء ليقرروا هم الرجال حتى هذه القاعدة!

في هذا المقال لن نتكلم عن الحجاب وحكمه وصفته وشروطه، فقد كُتب عن ذلك الكثير، لكنني سأمر على بعض الشبهات العلمانية التي يتحججون بها لمحاربة فضيلة الحجاب، ولهذا لن أخوض في احتجاجهم ببعض الأحاديث، أو حتى فهمهم لآيات الحجاب.

أولا: دعواهم أن الحجاب يخفي الشخصية:

يقولون هذا غالبًا عند تبرير قمع أي نظام سياسيّ للحجاب، ومنعه في البلاد مع السماح لكل أنواع اللبس الأخرى، ويمكن مناقشة هذا في الآتي:

1- المتحجِّب لإخفاء شخصيته إما أنه يخفي شخصيته لارتكاب جريمة، أو لإخفاء فسق أو فحش أو غير ذلك، وكثيرا ما يقولون -حقيقة أو تهكّما- إن كثيرا من النساء الساقطات يرتدين الحجاب لإخفاء فعلهنّ عن المجتمع حتى تصل إلى مبتغاها، فيقال: من المعلوم أن كثيرا من الدول تعاقب على الحجاب، أو تجعل المحجبة بعيدة عن الوظائف والتعليم والمناصب، وتتعرض المحجبة لمضايقات شتى، ومع ذلك تتمسك المسلمة المؤمنة بحجابها، فهل تفعل الفاجرة ذلك وتتقبل كل هذا السوء لأجل وصولها إلى الفجور؟!

ثم إن كثيرًا من هذه الدول أو معظمها تقنِّن التبرج والسفور والفسوق أساسًا، فما الداعي إلى أن تتحجَّب المرأة حتى تصل إلى مبتغاها السيئ؟!

فإن قيل: فيتحجب من يريد ارتكاب جريمة، يقال:

2- إذا انتحل أحد شخصية أمير أو وزير أو لبس زيًّا خاصًّا -كأن يكون قد لبس زيًّا عسكريا مثلا بنية ارتكاب جريمة- هل يلغى الزيُّ أم يعاقب الفاعل؟

لماذا يختلف الأمر حين يتعلَّق بالحجاب؛ خاصة وأن من يريد إخفاء شخصيته يمكنه أن يفعل ذلك بوجود الحجاب أو بدونه، ووسائل التنكّر كثيرة.

3- كم نسبة الجرائم التي ارتكبت من خلال تخفّي المجرم بالحجاب؟ الإجابة عن هذا السؤال كفيل بالرد على هذه الشبهة، فطوال هذه القرون كلها لم تصبح هذه ظاهرةً، ولا حتى ذكر تكرار هذا الفعل، فهو في حكم النادر والشاذ إن وجد، بل يرى بعض الراصدين والباحثين أن هذا لم يثبت حتى الآن، وإن وجد فسيكون رقما لا يُذكر، كأن تكون حالة من بين مليون حالة مثلا!

4- إذا كانت الحجة هي: إخفاء الشخصية وتخفّي المجرم، فمن المنطقي أن تمنع الكمامات، وربما مساحيق التجميل، وكل ما من شأنه تغيير شيء في وجه الإنسان أو تغطيته كليا أو جزئيا، لكن العويل كله يقف عند الحجاب!

5- الإسلام لم يمنع التأكد من المرأة إذا اشتبه بها، وذلك بكشف وجهها عند الحاجة والضرورة حتى يتمّ التأكد منها، فالأصل باقٍ، والخوف منتفٍ من أن تقوم بأمر ما يمس أمن المجتمع.

ثانيا: دعوى أن الحجاب ضد حرية المجتمع:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بأن الحجاب ضدّ حرية المجتمع، وأن رعاية الحريات واجبة، وينبغي هنا أن نقف وقفات:

1- الحرية الوحيدة التي تنتهك هي حرية المسلمة التي أرادت لبس الحجاب بموجب الحرية التي يراعيها العلمانيون، فالاضطهاد في الدين والفكر واللبس إنما يمارس على المسلمين فحسب.

2- يقولون: إن قوانين المجتمع تنصّ على منع أي لبس يكون شعارا لفكرة أو دين، وبهذا تمنع المسلمة أيضا من ارتداء الحجاب، ولكن الإحصائيات والواقع يشهد بضدّ هذا، ففي الوقت الذي تمنع فيه دولٌ المسلمة من ارتداء الحجاب لا تُذكر حادثة واحدة لطرد يهودي أو مسيحي أو حتى سيخي من المدرسة لإظهار شعار ديني، فالطرد دائما من نصيب المسلمين والمسلمات، وفضيحة التناقض الغريب في القوانين العلمانية تكشف عنها تلميذة فرنسية كاثوليكية اسمها (كاثرين) في تعليق لها على طرد زميلتها ليلى المسلمة وأختها من المدرسة بسبب الحجاب حيث تقول: “إنني أتعجب لماذا طردت ليلى وأختها من المدرسة بينما هناك فتيات أخريات يحضرن إلى المدرسة بملابس تشبه أزياء (الساحرات) ويحملن حُلِيا مخيفة على شكل ثعابين أو وحوش أو عفاريت، لكن أحدا لم يعترض على حريتهن في لبس ما يحلو لهن. هناك زميلة لنا تأتي إلى المدرسة مرتدية (تي شيرت) مكتوب عليه: (اقترعوا لصالح الشيطان)، أليس هذا الشعار دعوة صريحة وواضحة إلى معتقدها في عبادة الشيطان؟! لكن أحدا لم يطلب منها خلع هذا اللباس”([1]).

والواقع يشهد على كل حال ويؤكد يوما بعد يوم أن القوانين تطبَّق على من يريدون فقط، وأن رفع الشعارات أو لبس اللباس الديني يصبح نقضًا للحرية متى أرادوا ذلك، ويصبح حرية شخصية متى أرادوا أيضا، فالتعامل هنا ليس بالقوانين وإنما بأمور أخرى.

ثالثا: دعوى أن الحجاب ليس شرطا للعفة:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بوجود نساء غير أخلاقيات وهنّ محجبات، ووجود أخريات على قدر من الأخلاق وهن غير محجبات، فلماذا الحجاب؟! والجواب:

1- من يقول هذا يبتعد كثيرا عن البحث عن حكمة الحجاب، فحكمة الحجاب ليست التربية النفسية والخلقية للمرأة فقط، وسيأتي الكلام على ذلك، لكنه أيضا: حفاظ على المرأة من الأذى، ومن تطاول ضعاف النفوس عليها، وحماية للمجتمع من أن يفتتن الرجال بالنساء، والقول بأن عدم الحجاب لا يسبب فتنة مجرد مكابرة، والأرقام والإحصائيات عن التحرش والاغتصاب في الدول التي تقنن التعري وتمنع الحجاب تشهد بذلك، فهي أرقام عالية جدًّا في مجتمع ينفتح فيه الرجال على النساء.

2- لم يدَّع أحد أن مجرد وجود الحجاب يعدُّ رمزا للأخلاق العالية، لكن كونه ليس رمزا لا يعني أنه ليس داعيا إلى الفضيلة، فالاحتشام نفسه يدعو إلى كثير من الأخلاق الفاضلة كالحياء والعفة وغض البصر.

3- الأعمال الظاهرة لا شك أنها مرتبطة بالباطن، فهي ليست مجرد طقوس شكلية يقوم بها الإنسان المسلم، بل لا توجد شعيرة ظاهرة إلا وتؤثر في باطن الإنسان، يقول ابن تيمية (ت: 728هـ): “وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورا ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال، يوجب للقلب شعورا وأحوالا”([2]).

ويقول أيضا: “كل ما أوجبه الله على العباد لا بد أن يجب على القلب فإنه الأصل وإن وجب على غيره تبعا، فالعبد المأمور المنهي إنما يعلم بالأمر والنهي قلبه، وإنما يقصد بالطاعة والامتثال القلب، والعلم بالمأمور والامتثال يكون قبل وجود الفعل المأمور به كالصلاة والزكاة والصيام، وإذا كان العبد قد أعرض عن معرفة الأمر وقصد الامتثال كان أول المعصية منه؛ بل كان هو العاصي وغيره تبع له في ذلك؛ ولهذا قال في حق الشقي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} الآيات، وقال في حق السعداء: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} في غير موضع”([3]).

4- أن العبادات التي شرعها الله لا تترك عبادة لأجل أخرى حال كونهما واجبتين، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فمن صلى ومع ذلك ارتكب الفحشاء والمنكر لا نأمره بترك الصلاة فيجمع بين السوأتين، وإنما يعالج نفسه، وكذلك الحال مع الحجاب والتبرج.

رابعا: دعوى أن الحجاب عائق عن التقدُّم:

كثيرا ما تشير أصابع العلمانيين إلى نساء ناجحات ماديا في مجال السياسة أو الاقتصاد أو أي مجال كان، مدعين أن هذا النجاح سببه ترك الحجاب، وأن سبب تخلفنا هو الحجاب الذي تلبسه النساء المسلمات.

1- بداية: هل ينكر العلماني كل المنجزات التي قدمها نساء المسلمين، ولا ترى عينه إلا ما يراه نجاحا لغير المتحجبات؟ يقول الغزلي (ت: 505هـ): “لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات”([4])، فمع هذا لا يخفى نجاح المسلمات في شتى المجالات في القديم والحديث، ولم يكن الحجاب عائقا لهن عن هذا التقدم.

2- من المعلوم أن الدليل الشرعي هو الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فمتى أضيف إليها الواقع؟! ولو احتججنا بالواقع لغيرنا كثيرا من الأحكام الإسلامية.

3- هذا الفعل مجرد انتقاء، فقد عمد هؤلاء إلى كتب التاريخ أو الواقع وانتقوا شخصيات غير محجبة، وقد علموا أن بجانب كل واحدة منهن سواد عظيم من المحجبات الناجحات اللاتي لم يشر إليهن، فلماذا لا يقلب الدليل ويجعل الحجاب هو الحافز على التقدم والنجاح، ويستدل بفتيات ونساء غير محجبات في أحط مراحل الفجور والسوء الأخلاقي والفشل الاجتماعي على أن ترك الحجاب يؤدي إلى هذا؟!

خامسا: دعوى أن الحجاب كبت وتزمت يؤدي إلى التطرف، والتبرج لا يلفت النظر:

يدَّعي هؤلاء أن التبرج ليس فيه مفاسد، وأن المفاسد إنما هي في مخيلة الإسلاميين الذين يرون وجوب الحجاب، وأن الحجاب نفسه يؤدّي إلى الكبت، فهل هذا صحيح؟ الجواب:

1- لو كان هذا الكلام صحيحا لكانت الدول الغربية أقل الدول من حيث الاغتصاب والتحرش والجرائم الأخلاقية؛ ذلك أن هذه الدول أعطت هذا الجانب اهتماما كبيرا، فضيَّقت على الحجاب، وقنَّنت التبرج والسفور وحثَّت عليه، فهل أدى ذلك إلى قلة حالات الاغتصاب أو التحرش الجنسي؟! الأرقام والإحصائيات تشير إلى عكس ذلك تماما، فكندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وأمريكا في أعلى قائمة الدول التي يتعرض فيها النساء للاغتصاب، فمُمارسو جرائم الاغتصاب بأمريكا من الرجال يبلغ نسبتهم 99%، أما بالنسبة للضحايا فنسبة 91% من الضحايا من النساء و9% من الرجال([5])، وأظهرت بيانات أخرى أن أمريكا تشهد جريمة اعتداء جنسي كل 107 ثانية([6]).

ومثل هذه الإحصائيات الرسمية غفلت عنها عين العلماني، بينما يدَّعي ادعاء أن الحجاب يحرّض المجتمع على الاغتصاب والتحرش.

2- القول بأن التبرج والسفور والتعري لا يغير شيئا مكابرةٌ، فالغريزة موجودة في الرجال والنساء، وهي سر أودعه الله في خلقه لاستمرار النسل وغير ذلك من الحكم، ولا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذه الغريزة، فمع وجودها القول بأن مناظر التعري والتبرج لا تغير شيئا منافٍ للحقيقة، ومكابرة للواقع، والإحصائيات السابقة تؤكد ذلك.

وأخيرا: الحجاب أمر شرعي، شرعه الإسلام، وفهمه الصحابة الكرام، فكان نساؤهم على الحجاب الكامل كما أراد الله، ولم يكن هذا الحجاب يوما عائقا عن التقدم أو تحقيق النجاحات، كما أن الحجاب حافظ للمرأة والمجتمع في آن واحد، والإحصائيات تشهد كيف أن التبرج والسفور يؤدي بالمجتمع إلى جرف هار، والمتضرر الأكبر هو المرأة التي يدعون نصرتها بمنع الحجاب!

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر الرابط:

https://www.aletihad.ae/wejhatarticle/2147/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8

([2]) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 92).

([3]) مجموع الفتاوى (14/ 114).

([4]) إحياء علوم الدين (2/ 47).

([5]) ينظر الرابط:

https://medevel.com/ar/kthr-ldwl-f-maadlt-lgtsb-f-laalm/

([6]) ينظر الرابط:

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/4-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%B6%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-11-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1/1402976

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التداخل العقدي بين الطوائف المنحرفة – الشيعة والصوفية أنموذجًا –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أولًا: المد الشيعي في بلاد أهل السنة: من أخطر الفتن التي ابتُليت بها هذه الأمة: فتنةُ الشيعة الرافضة، الذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر، الذين يشهد التاريخ قديمًا وحديثًا بفسادهم وزيغهم وضلالهم، الذين ما سنحت لهم فرصة إلا وكانت أسلحتهم موجَّهة إلى أجساد أهل السنة، يستحلّون […]

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

  الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية. فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو […]

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

ما الديوان الصوفي؟ يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر […]

المنهج النبوي في معالجة المواقف الانفعالية عند الأزمات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إنَّ الأزمات والفتن النازلة بالمسلمين تدفع بعض الغيورين إلى اتخاذ مواقف انفعالية وردود أفعال غير منضبطة بالشرع، ومن ذلك إصدار الأحكام والاتهامات تحت وطأة الغضب والحمية الدينية. ومعلوم أن لهذه المواقف آثارا سلبية منها: أنها تؤثر على تماسك المجتمع المسلم ووحدته، لا سيما في أوقات الشدة والفتنة واختلاف الآراء […]

المحرم وعاشوراء.. شبهات ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: هذا الدين العظيم يجعل الإنسان دائمًا مرتبطًا بالله سبحانه وتعالى، فلا يخرج الإنسان من عبادة إلَّا ويتعلَّق بعبادة أخرى؛ لتكون حياته كلُّها كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163]، فلا يكاد […]

فتاوى الدكتور علي جمعة المثيرة للجدل – في ميزان الشرع-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في الآونة الأخيرة اشتهرت بعض الفتاوى للدكتور علي جمعة، التي يظهر مخالفتُها للكتاب والسنة ولعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين، كما أنها مخالفة لما أجمع عليه علماء الأمة في كل عصر. ولا يخفى ما للدكتور من مكانة رسمية، وما قد ينجرّ عنها من تأثير في كثير من المسلمين، […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017