رموز الإصلاح السلفي المعاصر (8)
العناصر الفنية للكتاب:
عنوان الكتاب: رموز الإصلاح السلفي المعاصر
المؤلف: أسامة شحادة
الطبعة: الأولى
سنة: 1435هـ/ 2014م
عدد الصفحات: مجلد في 528ص
تمهيد:
فمما يلاحظ في الآونة الأخيرة أن المتحدث عن القدوة كثيرًا ما يهرع إلى التاريخ! مما يشعر بشيء من العجز والإفلاس في الواقع، ومما يتطلع إليه المسلم أن يكون هناك بحث عن القدوة الواقعية بجانب القدوة التاريخية، وليس من الضروري أن تكون هذه القدوة مثالية كاملة من كل ناحية.
ومن هذا المنطلق جاءت فكرة التعريف بأعلام الأمة وعلمائها؛ ليتخذ السالك في درب الإصلاح منهم قدوة يحتذي بها، ويكمل المسير في درب الإصلاح المنظم والمقنن بأحكام الشريعة، بعيدا عن العشوائية والفوضى، وبعيدا أيضا عن التنظيمات التي لا تتناسب مع ديننا الحنيف.
وممن سلك التأليف في هذا المجال: الشيخ أسامة شحادة في كتابه “رموز الإصلاح السلفي المعاصر”، وأصل هذا الكتاب مقالات شهرية لموقع مجلة الراصد الإلكترونية، دفعه لكتابتها ما سطره في المقدمة قائلًا: “كنتُ من سنوات طويلة دائم الاهتمام بجمع تراجم العلماء والدعاة والتجارب الدعوية والجماعات والجمعيات السلفية، فتكشفت لي حقيقة الجهل الكبير والخطير بتاريخ الدعوة السلفية المعاصرة من جهة، ومقدار التقصير والعقوق بحق رموزنا وعلمائنا وكبرائنا، فإننا لم ندون تراجمهم ولم نحفظ تجاربهم وخبراتهم، وكانت غالب تصوراتنا عن علمائنا محصورة في المحور العلمي والبحت تأليفاً وشرحاً غالباً، أما بقية الجوانب في حياته وشخصيته ودوره، فهذه لا نلقي لها بالًا مع الأسف”.
ولم يكن غرض المؤلف استقصاء وحصر لكل الرموز السلفية لكثرتها، وإنما اقتصر على البعض ممن عاش خلال المائة سنة الأخيرة للاستفادة من دراسة تجربتهم وسيرهم، وقد بيَّن المؤلف أن في تراث علمائنا ورموزنا نظرية دعوية حركية سياسية شبه كاملة، لكنها تحتاج إلى من يعمل على بلورتها وجمع شتاتها وإعادة عرضها بشكل متكامل وجذاب؛ مارسوا التعليم الديني والدنيوي، وحاربوا الأمية وحثوا على تعليم حتى الفتيات، وأسسوا المكتبات العامة، وفتحوا المدارس، وأرسلوا البعثات للدراسات العليا، فضلًا عن حركة التأليف والتحقيق الضخمة التي تأسست عليها النهضة العلمية المعاصرة، ولعلمائنا تأصيل راق وتفصيل دقيق لدور العلم ومركزيته في تقدم الأمة.
كما بيَّن أن لهم جهودًا ضخمة في محاربة الخرافة والبدعة والشرك، ونشر السنة والتوحيد والحق، بَيْن كافة طبقات المجتمع ومع مختلف المذاهب والأفكار، مع تقرير لمناهج الدعوة والتبليغ والإقناع بأفضل الطرق وأسلمها في فتح العقول والقلوب للحق.
وقد حرص المؤلف على تقديم دراسة تجريبية ونقاط الاستفادة والعبر المستنبطة منها، محاولًا معالجة بعض جوانب القصور التي تعيشها الدعوة السلفية في الواقع اليوم من خلال تقديم البديل من حياة هؤلاء الأعلام والرموز، وقد اتبع في ذلك المزج بين المنهج التاريخي والمنهج التحليلي، بأسلوب أقرب للقصة ليكون سهل القراءة للشباب خاصة لتعمّ به الفائدة، ووضع في نهاية كل شخصية أبرز المراجع التي اعتمدت عليها، ولم يتقيد بالعزو للمصدر عند كل جزئية.
وجملة الأعلام الذين ذكرهم المؤلف في هذا الكتاب وصدرهم بأوصافهم: اثنان وعشرون عَلمًا في أمصار مختلفة مع تفاوتهم في الفنون التي برَّزوا فيها، حيث بدأ بأعلام الإصلاح في المغرب العربي، ثم بلاد الشام ثم الجزيرة العربية ثم العراق ثم مصر، وسنسرد أسماءهم كما رتبهم المؤلف:
- الشيخ أبو شعيب الدكالي.
- شيخ الإسلام محمد العربي.
- العلامة المجاهد علال الفاسي.
- العلامة المربي عبدالحميد بن باديس.
- العلامة البشير الإبراهيمي.
- العلامة الطيب العقبي.
- العلامة المصلح طاهر الجزائري.
- العلامة جمال الدين القاسمي.
- العلامة محمد بهجة البيطار.
- العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني.
- الشيخ المجاهد عز الدين القسام.
- الشيخ المجاهد عمر الأشقر.
- الشيخ الداعية عبدالله القرعاوي.
- علامة القصيم الشيخ عبدالرحمن السعدي.
- رجل الأمة العلامة عبدالعزيز ابن باز.
- العلامة الفقيه محمد الصالح ابن عثيمين.
- علامة العراق محمود شكري الألوسي.
- الإمام المجاهد رشيد رضا.
- العلامة المحقق محب الدين الخطيب.
- العلامة الشيخ محمد حامد الفقي.
- علامة الحديث الشيخ أحمد شاكر.
ثم ختم المؤلف كتابه بملحق ذكر فيه نبذة من سيرة شيخه محمود عبدالرؤوف القاسم -رحمه الله- وأثره عليه في مسيرته العلمية والدعوية.
وكانت توصية المؤلف ترتكز على:
– ضرورة إيلاء حقبة مطلع القرن العشرين وما قبله بمزيد من الدراسات الشاملة وليست الجزئية، إذ نحتاج لفحص شبكة العلاقات الوثيقة التي قامت بين المصلحين والعلماء في ذلك العصر، والقضايا الكبرى التي شغلتهم، وكيف عالجوها، وما هي الخلاصات والنتائج التي يجب أن نستفيد منها حتى نواصل المسيرة ونراكم على تجربتهم، ونترك البداية من الصفر -كما يفعل الكثير منا اليوم- في كل تجربة، ولذلك لا نقطع شوطًا حقيقيًّا في مسارنا.
– الحاجة لدراسات حول الوطنية والقومية، وكيف تم تحويل مسارهما إلى العلمنة الليبرالية أو اليسارية، بعد أن كانت جزءًا من التيار الإسلامي.
– الكتابة عن جملة من الأعلام والرموز الإصلاحية السلفية من بلاد شتى، والترجمة لهم، وحث طلبة الدراسات العليا على خوض هذا الباب.
وفي ختام هذا التعريف بهذا الكتاب الذي طرق جوانب من حياة ثلة من علماء الأمة وأعلامها المعاصرين نأمل أن تسلط الأضواء على حياة أمثال هؤلاء؛ ليعرف الشباب الصاعد أن لنا قدوات سجل التاريخ صفحات مشرقة من حياتهم، وأننا بحق أمة لها تاريخ عريق، بإمكاننا أن نسود العالم إلى السعادة الدنيوية والأخروية إن امتثلنا تعاليم ديننا الحنيف كما كان أسلافنا رحمهم الله.