السبت - 23 شعبان 1446 هـ - 22 فبراير 2025 م

حديث سِحر النبي صلى الله عليه وسلم | وشبهات معارضيه

A A

من العجائب – والعجائب جمّة – أن تُرَدَّ أحاديث ثابتة بل في أعلى درجات الصحة بسبب فهم مغلوط لبعضهم أو توهّم غير صحيح، أو معارضة متمحّلة، أو بسبب إثارة شبهات تصاغ بأوجه مختلفة.

ومن هذه الأحاديث الصحيحة التي كثر الشغب عليها: حديث سحر اليهودي لبيد بن الأعصم للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي، لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِي رَجُلاَنِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ([1])، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ([2])، وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ». فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، أَوْ كَأَنَّ رُؤوسَ نَخْلِهَا رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلاَ اسْتَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: «قَدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا» فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَت([3]).

والمراد بالحديث: أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيّل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن فعل ذلك، وهذا كثيرًا ما يقع تَخيُّله للإنسان في المنام، فلا يبعد أن يُخيَّل إليه في اليقظة([4])، ويشهد لهذا المعنى ما ورد عند البخاري بلفظ: «حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ»([5]). وعند الحميدي بلفظ: «يُخَيَّلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلَا يَأْتِيهِمْ»([6]).

وقد أنكر بعض المبتدعة قديما هذا الحديث([7])، واعتاص على كثير من أهل الكلام وغيرهم، وأنكروه أشد الإنكار وقابلوه بالتكذيب، وصنف بعضهم فيه مصنفًا مفردًا([8])، وتبعهم على ذلك طوائف من العقلانيين المعاصرين، ومن انطلى عليه بعض ما ذكروه من الشبهات حوله، ولو ردُّوها إلى أهل العلم لانجلت عنهم الغمة، ولَعلِموا حقيقة أمرها، ولو أنهم رجعوا إلى شروح الحديث لزال عنهم اللَّبس، قال تعالى: ]وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ[ [النساء: 83]

وجملة ما تعلقوا به في إنكارهم ثلاثة أمور:

الأول: رد الحديث؛ لأنه من رواية هشام بن عروة، وكان في العراق يرسل عن أبيه عروة بن الزبير ما سمعه من غيره.

والجواب عن هذا: أن كلامهم هذا “مردود عند أهل العلم؛ فإن هشامًا من أوثق الناس وأعلمهم، ولم يقدح فيه أحد من الأئمة بما يوجب ردَّ حديثه، فما للمتكلمين وما لهذا الشأن؟ وقد رواه غير هشام عن عائشة رضي الله عنها، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عن أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه من المتكلمين”([9]).

الثاني من دعاويهم: أنه تنكره حجة العقل والنظر([10])، وذلك أن هذا الحديث -بزعمهم- يحط من منصب النبوة ويشكك فيها، وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل، وزعموا أن تجويز هذا يزعزع الثقة بما شرعه من الشرائع، فلعله يُخيَّل إليه جبريل – عليه السلام – وليس ثمَّ ما يراه، أو أنه أوحى إليه وما أُوحي إليه.

والجواب عن هذا من وجوه:

  • أنه باطل؛ وذلك أن الدليل قد قام على صدقه صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله سبحانه، وعلى عصمته فيه، والمعجزة شاهدة بصدقه، وتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل([11]).
  • أن ما أصابه عليه الصلاة والسلام من السحر لم يترتب عليه شيء مما يُخِلُّ بالرسالة ويقدح بالنبوة، والله -جل وعلا- عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها، وعصمه من القتل، كما جاء في تفسير الآية: ]وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[ [المائدة: 67]([12]).

أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يُعصم منه عليه الصلاة والسلام، فقد ثبت أنه جُرح يوم أحد، وكُسرت رباعيته، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات الـمِغفر، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك، وقد ضيَّقوا عليه في مكة تضييقًا شديدًا، وأصابه عليه الصلاة والسلام شيء مما أصاب الرسل قبله، ومما كتبه الله عليه، ورفع الله به درجاته، وأعلى به مقامه، وضاعف به حسناته، ولكن الله عصمه منهم، فلم يستطيعوا قتله ولا مَنْعَه من تبليغ الرسالة، ولم يَحُولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ، فقد بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم حتى قبضه الله تعالى إليه([13]). وكذلك ما أصابه عليه الصلاة والسلام لم يُنْزِل من مكانته وقدره شيئًا، كما لم يؤثِّر على شيء من الوحي.

  • والحقيقة التي لا مرية فيها: أن ما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم من السحر إنما هو عرض من الأعراض التي تجوز في حق الأنبياء، قال القاضي عياض: “وإنما السحر مرض من الأمراض وعارض من العلل يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا يُنكر ولا يقدح في نبوته، وأما ما ورد أنه كان يُخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولا يفعله، فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من تبليغه أو شريعته أو يقدح في صدقه؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا، وإنما هذا فيما يجوز طُرُوُّهُ عليه في أمر دنياه التي لم يبعث بسببها، ولا فُضِّلَ من أجلها، وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أن يُخيَّل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان”([14]).

الثالث مما اعترضوا به على الحديث: أنه مؤيِّد لاتهام الكفار والمشركين للنبي صلى الله عليه وسلم، كما أخبر الله عنهم بقوله تعالى: ]وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا[ [الفرقان: 8]. فزعموا أنهم لو قالوا بصحة الحديث لوافقوا المشركين في هذه الدعوى.

والجواب عن هذا: أنه كلام مردود؛ لأن الكافرين أرادوا بقولهم هذا أن رسول الله عليه الصلاة والسلام إنما يَصدُر عن خبال وجنون في كل ما يقول ويفعل، وفيما يأتي وما يذَر؛ لأنه مسحور أو مطبوب، قد خبله السحر فاختلط عقله والتبس عليه أمره، وأنه ليس رسولًا، ولم يُوحَ إليه شيء، وأن القرآن ليس من عند الله، وإنما هو خيالُ مسحور، وانفعال مجنون، وبناء عليه ليس علينا تصديقه ولا اتباعه. وهم يقولون ذلك لتنفير الناس عنه.

ودعوى المشركين هذه خلاف ما دل عليه الحديث من أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِر أيامًا، فليس هذا تصديقًا للمشركين، ولا موافقة لهم فيما أرادوا وقصدوا؛ لأن الذي ورد في الحديث وتناوله شُرّاحه غير الذي أراده هؤلاء الظالمون. قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: “…وإذا علمت أن أقوال العلماء في قوله ]مَسْحُورًا[ راجعة إلى دعواهم اختلال عقله بالسحر أو الخديعة، أو كونه بشرًا علمت أنه لا دليل في الآية على منع بعض التأثيرات العرَضية التي لا تعلُّق لها بالتبليغ والتشريع كما ترى، والعلم عند الله تعالى”([15]).

والخلاصة: أن الحديث صحيح تلقاه الأئمة بالقبول، وأنه لا يتعارض مع مقام النبوة، وأن الله جل وعلا يحفظ نبيه ويعصمه من أن يؤثّر السحر أو غيره من الأعراض في تبليغ رسالة ربه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

([1]) مطبوب: أي مسحور. فتح الباري (1/145).

([2]) المشاطة: الشعر الذي يسقط من الرأس واللحية عند تسريحه بالمشط. الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج (5/207).

([3]) رواه البخاري (3268)، ومسلم (2189).

([4]) فتح الباري (10/227).

([5]) صحيح البخاري (5765).

([6]) مسند الحميدي (1/287).

([7]) ينظر: المعلم (3/ 159)، وممن رد الحديث الشيخ محمد عبده في تفسير جزء عم.

([8]) ينظر: التفسير القيم (ص: 630).

([9]) التفسير القيم (ص: 630).

([10]) ينظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (ص: 177).

([11]) ينظر: المعلم بفوائد مسلم (3/ 159).

([12]) ينظر “معالم التنزيل” للبغوي (3/79)، و”اللباب في علوم الكتاب” لابن عادل الحنبلي (7/1837).

([13]) ينظر “مجموع فتاوى ومقالات متنوعة” للشيخ ابن باز (8/150).

([14]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/181). وانظر زاد المعاد (4/113).

([15]) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (4/61).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017