السبت - 23 شعبان 1446 هـ - 22 فبراير 2025 م

المَوارِدُ العِلمِيَّةُ لِشَيْخِ الاسْلَامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ فِي تَقرِيرِ عَقِيدَةِ أَهلِ السُّنَّةِ (12)

A A

سم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدي بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد.. فهذا تعريف موجز لكتاب ” (الموارد العلمية لشيخ الاسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة أهل السنة والرد على المخالفين) مسائل أصول الإيمان – عرض ودراسة” للدكتورة هيا بنت صالح الخميس أستاذة العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود.

·  فكرة الكتاب وهدفه

بذَّ ابن تيمية في الأمة الاسلامية بتحريره السنة وصقله مذهب السلف عن مذاهب المخالفين، والذي يميِّزه عن غيره أنه تفرَّد رحمه الله بإحاطته بنحل أولئك المخالفين وآرائهم وأفكارهم وكتبهم وشيوخهم ومصادرهم، فكان أن نقد الأفكار والنحل وحلَّلها أبلغ تحليل، ونَخَل الموافق منها والمخالف كالصيرفي ينقد الذهب ويخرج الحديد والنحاس، وهذا ما جعله فردًا لامعًا في منهجه عرضًا أو تحليلًا أو نقدًا وفي نصره للسنة وقوته في التعامل مع الكتب خاصة أولئك الذين تأثَّروا بشيء من الباطل وخلطوا به الحق، وهذا ما حدا بيراعة المؤلفة إلى خط سطور هذا البحث، فجلَّت لنا منهج ابن تيمية الفريد في التعامل مع الكتب والمصادر والمراجع نقلا ونقدا وتعزيزا وتقويما، الذي انتهج قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 9]، واتخذ من العدل مبدأً مع المخالف قبل الموافق.

إضافةً إلى ذلك فقد أُلزِقت به التُّهم في عصره وفي عصرنا، وكثيرا ما لُطِّخ قميصه بدم الذِّئب الذِي أكلَ يوسف عليه السلام، فكان هذا البحث ردَّا على كثير من تلك الدعاوى؛ كالاتهام بابتداع ما لم يُسبق إليه أو عدم الموضوعية أو عدم اعترافه بتراث السلف.

·  منهج الكتاب

انتهجت المؤلفة في بحثها منهج الاستقراء، حيث استقرأت مصنفات ابن تيمية المطبوعة التي قرر فيها عقيدة أهل السنة والجماعة ورد على المخالفين في مسائل أصول الإيمان؛ كالدرء والإيمان الكبير والتسعينية والفرقان والمنهاج والنبوات والاقتضاء والاستقامة والتدمرية والحموية والفتاوى وغيرها.

وكما بذَّ ابن تيمية رحمه الله بمنهجه المذكور آنفا، فقد بَرعت المؤلفة في استقرائها وفرزها وترتيبها موارد ابن تيمية العلمية، حيث قسمت موارده على النحو التالي:

1- القرآن الكريم وتفاسيره: وفيه أسفرت عن تميز ابن تيمية رحمه الله في تعويله على كتاب الله، وعرضت التفاسير التي استفاد منها مميزة تفاسير أهل السنة عن مخالفيهم.

2- كتب السنة وشروحها، وقد بدأت بالكتب التي أفردت بابا في مسائل أصول الإيمان، ثم كتب السنة الجامعة، ثم شروح الحديث، ثم علوم الحديث.

3- الكتب التي صرح بها، وقد بدأت بكتب العقيدة فالفقه وأصوله، فالأخلاق، فاللغة، فالتاريخ والتراجم، ورتبت الكتب داخل الأقسام حسب الوفيات.

4- يمكن تقسيم الكتب التي نقل منها ابن تيمية رحمه الله وصرح به إلى قسمين:

أ- ما صرح باسمه ومؤلفه، فعزت المؤلفة ما وجدته وتركت ما لم تجد بعد البحث.

ب- ما صرح باسم مؤلفه دون ذكر الكتاب، فإن وجدته المؤلفة في كتب ذلك المذكور عزت إليه وإلا قالت: “لم يصرح باسم الكتاب”.

5- ما استفاد منه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من غير الكتب؛ كالروايات الشفهية، والتجارب الشخصية والمناظرات.

6- التقريرات التي لم يصرح بموارده فيها، فقد بينت المؤلفة منهج شيخ الإسلام في ذلك، وأوردت أمثلة كافية لذلك.

ثم بعد الجمع الاستقرائي للموارد والتصنيف لها، نَسَجت صفحات الكتاب بعناوين ومصطلحات متميِّزة، حيث أَسْمت فصول بحثها ومباحثه بنفس الموضوعات الرئيسية التي أورد ابن تيمية رحمه الله المورد أو المرجع فيها.

ثم عرفت كل كتاب من تلك الموارد، معقِّبة ذلك بذكر منهج شيخ الإسلام رحمه الله فيه نقلا ونقدا.

وكما حلَّت المؤلفة ديباجة البحث بذكر أهدافها ومناهجها وطريقة ترتيبها، فقد جمَّلت خاتمته بوضع فهارس لتلك الموارد التي تعامل معها ابن تيمية رحمه الله، وأحسنت أيضًا في وسطه بالعزو والتخريج وشرح الغريب وترجمة الغرباء والتعريف بالأقوال وقائليها والبلدان وأماكنها.

·  الدراسات السابقة

وَقفت المؤلفة على الدراسات السابقة في الموضوع بيد أنها ترى أن تلك الدراسات لم تُوفِّه حقه من البحث، ومن تلك الدراسات:

1- (تراث المسلمين العلمي في نظر شيخ الإسلام ابن تيمية) للدكتور عبد الرحمن الفريوائي.

ومما لاحظَتْه على هذا البحث، عدم تعرُّضه لجميع كتب العقيدة، وعدم عرضه النقد العلمي للمسائل.

2- (موارد شيخ الإسلام ابن تيمية العقدية في مؤلفاته)، للدكتور عبد الله صالح البراك، وقد عقَّبته بذكر ملاحظاتها على البحث؛ كعدم تعرُّضه لموارد الشيخ من الكتاب والسنة وكتب اللغة والسير، والموارد التي لم يصرح بها، إضافة إلى ترتيبه للكتاب على وفيات الأعلام لا على المسائل مما يوعِّر طريق الاستفادة منه.

وهذا ما حدا بالمؤلفة أن تنظُم خطتها على المسائِل العقدية كما سنرى.

·  خطة البحث

ظهرت الخطة في مجملها، في مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة وفهارس.

ففي المقدمة أفصحت عن أهمية الموضوع وغاية كتابها وأسباب تأليفه، ثم أردفت بمنهج الكتاب وخطته.

ثم افتتحت التمهيد بِسيرة شيخ الإسلام وثنَّت بقواعد منهجية في التعامل مع الكتب.

إثر ذلك وَلَجت إلى لبِّ الكتاب، وضمَّت فيه خمسة فصول:

افتتحتها بديباجة مميَّزة، حيث بيَّنت في الفصل الأول: منهج ابن تيمية في التعامل مع الكتب، وسَبَكت مَبَاني الفصل من خمسة مباحث:

أولها: منهج ابن تيمية في التعامل مع القرآن الكريم وتفاسيره.

ثانيها: منهج ابن تيمية في التعامل مع كتب السنة وشروحها.

ثالثها: منهج ابن تيمية في التعامل مع كتب أهل السنة.

رابعها: منهج ابن تيمية في التعامل مع كتب المخالفين.

خامسها: منهج ابن تيمية في تقريراته التي لم يصرح بها.

ولما انتهت من الفصل الأول أماطت اللثام عن جهدها التطبيقي في البحث، وذلك في الفصول الأربعة المتبقية.

فقد ذكرت في الفصل الثاني: موارد ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف في مسائل الإيمان بالله، والرد على المخالفين فيه، وجاءت لبنات هذا الفصل في ثلاثة مباحث:

أولها: موارد ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف في توحيد الربوبية، والرد على المخالفين.

ثانيها: موارد ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف في توحيد الألوهية، والرد على المخالفين.

ثالثها: موارد ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف في توحيد الأسماء والصفات، والرد على المخالفين.

وفي كل مبحث رتبت الموارد حسب الترتيب المذكور آنفًا في المنهج، وذلك في أربعة مطالب:

المطلب الأول: موارد ابن تيمية من القرآن الكريم وتفاسيره.

المطلب الثاني: موارد ابن تيمية من كتب السنة وشروحها.

المطلب الثالث: موارد ابن تيمية من كتب أهل السنة.

المطلب الرابع: موارد ابن تيمية من كتب المخالفين.

المطلب الخامس: موارد ابن تيمية الأخرى.

وهذا في كل مبحث من مباحث الفصل الثاني كما أسلفت.

ثم ذكرت في الفصل الثالث: موارد ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف في مسائل النبوة والرسالة، والرد على المخالفين.

ورتبته بنفس الترتيب المذكور آنفًا في المنهج، وذلك في خمسة مباحث:

المبحث الأول: موارد ابن تيمية من القرآن الكريم وتفاسيره.

المبحث الثاني: موارد ابن تيمية من كتب السنة وشروحها.

المبحث الثالث: موارد ابن تيمية من كتب أهل السنة.

المبحث الرابع: موارد ابن تيمية من كتب المخالفين.

المبحث الخامس: موارد ابن تيمية الأخرى.

وبينت في الفصل الرابع: موارد ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف في مسائل اليوم الآخر، والرد على المخالفين.

ونسجته كذلك بالترتيب السابق في خمسة مباحث:

المبحث الأول: موارد ابن تيمية من القرآن الكريم وتفاسيره.

المبحث الثاني: موارد ابن تيمية من كتب السنة وشروحها.

المبحث الثالث: موارد ابن تيمية من كتب أهل السنة.

المبحث الرابع: موارد ابن تيمية من كتب المخالفين.

المبحث الخامس: موارد ابن تيمية الأخرى.

ووضَّحت في الفصل الخامس: موارد ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف في مسائل القدر، والرد على المخالفين.

ونسجته أيضًا في خمسة مباحث:

المبحث الأول: موارد ابن تيمية من القرآن الكريم وتفاسيره.

المبحث الثاني: موارد ابن تيمية من كتب السنة وشروحها.

المبحث الثالث: موارد ابن تيمية من كتب أهل السنة.

المبحث الرابع: موارد ابن تيمية من كتب المخالفين.

المبحث الخامس: موارد ابن تيمية الأخرى.

ثم ختمت الكتاب بأهم النتائج والتوصيات، مزيِّنة خاتمة كتابها بالفهارس العلمية مما ييسر الاستفادة من بحثها.

·  أهم النتائج والتوصيات

ذكرت المؤلفة نتائج بحثها في خاتمها ونستعرض هنا أهم تلك النتائج:

  • سعة اطلاع الشيخ رحمه الله؛ لكثرة وغزارة الموارد التي رجع إليها، وهذا يدلُّ على تهافت قول من قال بتفرُّده في آرائه وقرارته، وقد توصَّلت المؤلفة إلى أن ابن تيمية لا يقول قولًا إلا وله فيه سلف، رحمه الله ورحم الله السلف ومن تبعهم.
  • قوة عناية الشيخ رحمه الله بالأصلين الكتاب والسنة، فكثيرًا ما يستدل بالقرآن ويفسر ويستنبط ويقرر، وما أكثرَ حديثه عن السنن تصحيحا واستشهادًا واستدلالًا، وهذا من أعظم الشواهد على صدق ما يقوله بأن القرآن والسنة هما مصدرا التلقِّي.
  • عناية الشيخ رحمه الله بأقوال الصحابة والسلف وكتبهم، وتضلعه في ذلك.
  • برزت منهجيَّتُه الفذة في التعامل مع المبتدعة، والرد عليهم بقوة الحجة مستصحبًا العدل متقبِّلًا ما لديهم من الحق.
  • مما بَرز من حِذقه رحمه الله استفادته من ردود المبتدعة بعضهم على بعض، وإبراز تناقضاتهم واضطراباتهم.
  • اطلاعه الواسع رحمه الله على أقوال السلف أورثه معرفة مناهجهم في تقرير العقيدة والتصنيف فيها، مع تفاوت المصنفات في التقرير والرد النظري والعملي، وفي هذا فائدة في التنويع وطريقة العرض تتناسب مع أصناف القراء.
  • أن المصنفين كلما كانوا أقرب للنصوص الشرعية كانوا أقرب إلى السنة، وكذلك كلما كانوا أقرب من زمن النبوة كلما قلَّ تأثُّرهم بلَوثات البدع.

كما أوصت المؤلفة بالعناية بتلك الموارد تحقيقًا ودراسة سواءً المخطوط منها أو المفقود، وإنشاء موقعٍ يُعنى بشيخ الإسلام ابن تيمية وموارده ويعرِّف بها، ويردُّ على الشبه المثارة حوله رحمه الله.

·  مزايا الدراسة
  • حذِقَت المؤلفة في استقرائها؛ إذ أبرزت لنا سعة اطلاع الشيخ رحمه الله فقد بلغ ما صرَّح بذكره قريبًا من (خمسمائة وخمس وثمانين)، وما عدا ذلك فأكثر بكثير، وحتى هذه التي صرَّح بها منها المفقود ومنها الموجود ومنها المخطوط ممَّا استقرأَته المؤلفة.
  • ومن مزايا الدراسة أنها أبرزت لنا كثيرًا من الكتب المفقودة، وهذه نبذٌ منها:

1- تفسير الوالبي.

2- الوصول إلى معرفة الأصول لأبي عمر الطلمنكي.

3- الإبانة لأبي نصر السجزي.

4- الذكر لابن أبي الدنيا.

5- العقل لداود بن المحبر

6- شعار الدين لأبي سليمان الخطابي

7- البلاغ الأكبر والنمو الأعظم لعبد العزيز بن محمد بن النعمان.

  • ومن مزاياه أيضًا كونه جلَّى إنصاف شيخ الإسلام رحمه الله تعالى مع الموافقين، وهنا نماذج من ذلك:

1- أنه نقل كثيرًا عن إمام مذهبه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، ولكنه لم يتعصَّب لما ورد فيه، بل بيَّن أن الإمام أحمد يروي في المسند ما رواه أهل العلم ولا يعني ذلك أن يكون حجةً عنده، وشرطه في المسند عدم الرواية عن الكذابين، وقد يوجد فيه ما هو ضعيف.
2- بيَّن رحمه الله محاسن ابن حزم ومحامده بدءًا بموافقته للسنة في كثير من المسائل؛ كالقدر والإرجاء والصفات دون ما انفرد به مما ذمَّه الناس عليه، وبيَّن ما له من الإيمان والتعظيم لدعائم الإسلام، وسعة اطلاعه على الأقوال، والتمييز بين الصحيح والضعيف.

إلا أن ابن تيمية رحمه الله تعالى نقل كلامه في خلاف الناس في هل يكون من اعتقد الإسلام دون استدلال؟ وبين ابن تيمية أن القول بوجوب الاستدلال مأخوذ عمن قاله من القدرية الذين يرون المنع من الثواب على ما يخلق فيهم من العلوم الضرورية، وأن كلامه الذي نقله عن الأشاعرة في الشك مأخوذ من قول المعتزلة.

  • ومن مزايا البحث أيضًا أنه يجلِّي لنا إنصاف شيخ الإسلام رحمه الله تعالى مع المخالفين، وهنا نماذج من ذلك:

1- نقل المؤلف رحمه الله عن أبي الحسن الأشعري من كتابه رسالة إلى أهل الثغر القول بأن إثبات حدوث العالم لا يتوقف على طريقة حدوث الأجسام، وأن هذه الطريقة محرمة وليست طريقة الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم، ولكنه لا يبطلها، بل سلك طريقة أخرى وهي أن إثبات حدوث الإنسان مستلزم للحوادث وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، ووافقهم على أن المعلوم حدوثه هو الأعراض وأن ما يخلق من الحيوان والإنسان والجماد إنما تحدث أعراضه لا جواهره، وقد وافقه ابن تيمية رحمه الله على كلامه الأول في ذم طريقة حدوث الأجسام التي اعتمدها أهل الكلام، وأيَّد قول أبي الحسن رحمه الله وذكر مخالفة تلك الطريقة للشرع والعقل وكونها بدعة في الدين.

2- نقل رحمه الله عن تفسير أبي إسحاق الثعلبي المتوفى في (427) من كتابه (الكشف والبيان) تفسير قوله تعالى: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] أنه لا “تبديل لدين الله على النهي”، وأبرز شيخ الإسلام رحمه الله تديَّن الرجل وصلاحه وعدله، بيد أنه انتقده في جمعه في تفسيره كل ما ورد دون تمييز كحاطب ليل، وذكر أنه لا يُعتمد على نقوله إلا بعد التثبت منها.

3- نقل عن أبي القاسم الزمخشري المعتزلي المتوفى (538) من تفسيره الكشاف تفسير قوله تعالى: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]: “بالنهي أي لا تبدلوا دين الله” وامتدح الزمخشري في بيانه وفصاحته وبراعته في العربية، ولكنه انتقده في كونه يدسُّ البدع في فصاحته وكلامه؛ كإنكار الصفات والقول بخلق القرآن، وأنه لا خبرة له بالصحيح والضعيف، وأن تفسير الآية بأنها خبرٌ أصح من كونها نهيًا، وهذا هو المتوافق مع الحديث الصحيح.

4- نقل عن (التوراة والإنجيل المحرفتين)، وبيَّن رحمه الله أنهما مما اعتراه التحريف والتبديل مع بقاء بعض ما فيها مما لم يحرَّف.

والكتاب قيمٌ لا يستغني عنه المعنيُّ بتراث شيخ الإسلام رحمه الله، ولا يليق بالمتخصص في العقائد التواني عنه.

 

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017