الاثنين - 12 جمادى الأول 1447 هـ - 03 نوفمبر 2025 م

التحقيق والإنصاف لعكرمة مولى ابن عباس

A A

يمكننا القول: إن القاسم المشترك لجميع الشبهات التي تُلقى على مسامع الناس في وسائل الإعلام المختلفة: هو أنها لا ميزان يحكمها من عقل ولا نقل، فلا نجدها توافق العقل السليم، كما أنها ليس لها قواعد تضبطها، بل هي تابعة لأهواء قائليها؛ لذا نجد أن صاحب الشبهة أو من ينشرها قد يأتي في ثنايا كلامه في مواضع أخر ويحتج بذات الشبهة التي انتقدها من قبل، وما ذاك إلا لأنه ضعيف التحقق بالعلم، أو متبع لهواه لا يلوي على القواعد ولا يرفع بها رأسا.

وفي هذا المقال نعرض للرد على شبهة أخذ بعضهم يروِّج لها، وهي إذاعة التهم الموجهةِ إلى التابعي الجليل عكرمة مولى ابن عباس، واتخاذ ذلك ذريعة لتضعيف الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في “صحيحه” عن عكرمة في عقوبة المرتد، حيث روى بسنده عن عكرمة أن عليًّا رضي الله عنه حرَّق قومًا، فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعذبوا بعذاب الله»، ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه»([1]). فحاولوا تضعيف الحديث من جهة تتبع التهم التي قيلت في هذا التابعي الجليل، وتجدر الإشارة إلى أن السبب الرئيس وراء تلك الطعون جملة هو قصر نظر الطاعنين، مع عدم معرفتهم بمخارج الكلام.

من هو عكرمة مولى ابن عباس؟

هو عكرمة أبو عبد الله القرشي الهاشمي مولاهم، المدني، أصله من البربر من أهل المغرب، كان لحصين بن أبي الحر العنبري، فوهبه لعبد الله بن عباس حين جاء واليًا على البصرة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد احتج به البخاري في صحيحه، وأصحاب السنن، أما مسلم فلم يخرج له سوى حديث واحد في الحج مقرونًا بسعيد بن جبير([2])، وسيأتي بيان علة ترك مسلم الإخراج له في الأصول.

طلب عكرمة العلم وهو صغير في السن، حتى نبغ واشتهرت فضائله وعدالته؛ يقول عبد الرحمن بن حسان: “سمعت عكرمة يقول: طلبت العلم أربعين سنة، وكنت أفتي بالباب وابن عباس في الدار”([3]).

وقد وجهِّت إليه بعض التهم من بعض معاصريه: كسعيد بن المسيب، وابن سيرين، ومالك بن أنس، وهي في جملتها ترجع إلى ثلاث([4]):

  • رميه بالكذب.
  • الطعن فيه بأنه كان يرى رأي الخوارج.
  • القدح فيه بأنه كان يقبل جوائز الأمراء.

وقبل النظر في هذه الطعون وبيان وجه الصواب فيها، أستهل كلامي بالرد الإجمالي عنها جميعًا من وجهين:

الأول: أن جماعة من الأئمة تعقبوا ما قيل في عكرمة من الطعون، وصنفوا في الذَّب عنه؛ ومن أشهرهم: أبو جعفر بن جرير الطبري، ومحمد بن نصر المروزي، وأبو عبد الله بن منده، وأبو حاتم بن حبان، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهم([5]).

وقد نقل الحافظ ابن حجر بعض كلامهم في معرض الدفاع عن التابعي الجليل عكرمة مولى ابن عباس في مقدمته لفتح الباري، كما تعقَّب الذهبي من اتهموه بقوله: “ما تركوا عكرمة – مع علمه – وشيعوا كثيرًا إلا عن بلية كبيرة في نفوسهم له رضي الله عنه”([6]).

الثاني: أقوال أساطين علم الجرح والتعديل في عكرمة وتوثيقهم إياه، واحتجاج كبار المحدثين بالرواية عنه؛ وإليك بعض أقوالهم في ذلك([7]) :

قال المروذي: قلت لأحمد: تحدِّث بأحاديث عكرمة؟ فقال: نعم، يحتج به.

وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: فعكرمة أحب إليك عن ابن عباس أو عبيد الله؟ فقال: كلاهما، ولم يخيِّر. قلت: فعكرمة أو سعيد بن جبير؟ قال: ثقة وثقة، ولم يخيِّر.

وقال جعفر الطيالسي عن ابن معين: إذا رأيت إنسانًا يقع في عكرمة وفي حماد بن سلمة، فاتهمه على الإسلام.

وقال يعقوب بن أبي شيبة عن ابن المديني: لم يكن في موالي ابن عباس أغزر من عكرمة، كان عكرمة من أهل العلم.

وقال البخاري: ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة.

ولو ذهبنا نستقصي كلامهم في توثيقه والشهادة له بالعدالة لطال بنا المقام، ولو صحَّ ما اتهم به لما وثَّقه علماء الجرح والتعديل، ولما خفي عليهم هذا القدح المسقط للعدالة، والموجب لرد روايته.

شبهة اتهامه بالكذب:

قام بعضهم بتشويه صورة التابعي عكرمة مولى ابن عباس، واتهامه بالكذب، معتمدين في ذلك على بعض ما نُقل في ترجمته، ومن أشدِّها: ما رُوي عن ابن عمر أنه قال لنافع: لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على ابن عباس([8]). ومثله ما رواه إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب: أنه كان يقول لغلام له يقال له بُرد: يا بُرد، لا تكذب عليَّ كما يكذب عكرمة على ابن عباس([9]).

الرد على هذه الشبهة من وجوه:

  • أنه من عادة أهل الحجاز في مخاطبتهم استعمال كلمة الكذب بمعنى الخطأ، وليس الكذب بمعنى تعمد تحريف الكلام ونقله على غير صفته، قال ابن حبان – في ترجمة برد مولى سعيد بن المسيب -: كان يخطئ، وأهل الحجاز يسمون الخطأ كذبًا([10]). وبهذا القول يندفع ما غمزوا به عكرمة مولى ابن عباس أيضًا، قال الحافظ ابن حجر: “وذكر ابن عبد البر لذلك أمثلة كثيرة…، ويقوي صحة ما حكاه ابن حبان أنهم يطلقون الكذب في موضع الخطأ، ما سيأتي عن هؤلاء من الثناء عليه، والتعظيم له؛ فإنه دال على أن طعنهم عليه إنما هو في هذه المواضع المخصوصة”([11]).
  • أن هذه الروايات لا تثبت، خاصة رواية ابن عمر رضي الله عنهما؛ لأنها من رواية أبي خلف الخراز عن يحيى البكاء أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول ذلك.

ويحيى بن مسلم ويقال: ابن سليم، المعروف بالبكاء: قال عنه النسائي: “متروك الحديث”. وقال أبو زرعة: “ليس بالقوي”. وقال ابن حبان: “ومن المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح” ([12]).

  • أن اتهامه بالكذب كان يقال في غيبته ولا يقال وهو حاضر؛ ولذلك نقل سليمان بن حرب عن حماد بن زيد: قال أيوب: “قال عكرمة: أرأيت هؤلاء الذين يُكذِّبوني من خلفي، أفلا يُكذِّبوني في وجهي”. قال الحافظ ابن حجر: “يعني: أنهم إذا واجهوه بذلك أمكنه الجواب عنه، والمخرج منه. وقال سليمان بن حرب: وجه هذا: أنهم إذا رموه بالكذب لم يجدوا عليه حجة” ([13]) .
  • على أنه قد روى بعض من عاصروه شهادة عبد الله بن عباس لعكرمة بأنه لم يكذب عليه؛ روى محمد بن فضيل عن عثمان بن حكيم قال: كنت جالسًا مع أبي أمامة بن سهل بن حنيف، إذ جاء عكرمة، فقال: “يا أبا أمامة، أذكرك الله هل سمعت ابن عباس يقول: ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه؛ فإنه لم يكذب عليَّ؟ فقال أبو أمامة: نعم”. قال الحافظ ابن حجر: “وهذا إسناد صحيح” ([14]) .
  • إن ثبت هذا عن ابن عمر فهو محتمل لأوجه كثيرة، لا يتعين معها القدح في شخص عكرمة مولى ابن عباس، ولا يلزم من ذلك رد جميع مروياته، ومن هذه الاحتمالات:
  • أن يكون ابن عمر أنكر عليه مسألة واحدة من المسائل التي نقلها عن ابن عباس، وكذبه فيها؛ يقول الحافظ ابن حجر: “وهو احتمال صحيح؛ لأنه روي عن ابن عمر أنه أنكر عليه الرواية عن ابن عباس في الصرف” ([15]). ومما استدل به ابن جرير الطبري على أن هذا الأمر لا يوجب قدحًا فيه: ما رواه الثقات عن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال – إذ قيل له إن نافعًا مولى ابن عمر حدَّث عن ابن عمر في مسألة الإتيان في المحل المكروه -: “كذب العبد على أبي”. قال ابن جرير: “ولم يرَوا ذلك من قول سالم في نافع جرحًا، فينبغي أن لا يَرَوا ذلك من ابن عمر في عكرمة جرحًا”([16]). ومما يؤكده ما ذكره ابن حبان في كتابه الثقات في ترجمة “مسعود بن زيد بن سبيع أبو محمد النجاري” وهو الذي كان يقول: الوتر حق. فقال عبادة: كذب أبو محمد. يريد بذلك: أخطأ([17]). قال الحافظ ابن حجر: “فإن أبا محمد لم يقله رواية، وإنما قاله اجتهادًا، والمجتهد لا يقال: إنه كذب، وإنما يقال: إنه أخطأ”([18]).

اتهامه بأنه كان يرى رأي الخوارج:

يردد بعضهم ما ذكر في بعض كتب التراجم من القول بأن عكرمة كان يرى رأي الخوارج، ومما نقلوه عنه في ذلك، ما قاله ابن لهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن – يتيم عروة -: “كان عكرمة وفد على نجدة الحروري، فأقام عنده تسعة أشهر، ثم رجع إلى ابن عباس فسلم عليه، فقال: قد جاء الخبيث. قال أبو الأسود: فكان يحدث برأي نجدة، وكان نجدة أول من أحدث رأي الصفرية”. وقال الجوزجاني: “قلت لأحمد بن حنبل: أكان عكرمة إباضيًّا؟ فقال: يقال إنه كان صفريًّا”.

الرد على الشبهة من وجوه:

أولها: أن هذه التهمة لم تثبت من وجه قاطع، ولعله كان يوافقهم في بعض مسائلهم، فنسبه البعض إليهم؛ لذا رأينا كثيرًا من أهل العلم يرد هذه التهمة عن عكرمة، ومنهم:

  • الحافظ أحمد بن عبد الله العجلي، حيث قال في كتابه الثقات: “عكرمة مولى بن عباس مكي تابعي ثقة وهو بريء مما يرميه الناس به من الحرورية”([19]) .
  • وقال ابن جرير -في معرض الدفاع عن عكرمة -: “لو كان كل من ادُّعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادُّعي به، وسقطت عدالته، وبطلت شهادته بذلك؛ للزم ترك أكثر محدثي الأمصار؛ لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه”([20]).

ثانيها: ما ثبت عن عكرمة من أقوال يخالف فيها رأي الخوارج، ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، بقوله: “هل جزاء من قال: لا إله إلا الله إلا الجنة”([21]). والخوارج لا يقولون هذا.

ثالثها: على فرض التسليم بصحة هذه التهمة؛ فإنها تكون حينئذ داخلة في مسألة الرواية عن أهل البدع من الخوراج وغيرهم، وأعدل الأقوال وأولاها بالقبول وهو الذي عليه أكثر المحدثين: التفصيل بين من كان داعية إلى بدعته ومن لم يكن داعية إليها، فتقبل رواية من لم يكن داعية إلى بدعته دون الآخر، وحكي هذا عن نص الشافعي، وأغرب ابن حبان فادعى الاتفاق على ذلك، وكتب علماء الحديث طافحة بالرواية عن المبتدعة غير الدعاة([22]).

اتهامه بأنه يقبل جوائز السلطان:

مما نقموه على عكرمة مولى ابن عباس أنه كان يقبل هدايا الحكام؛ قال أبو طالب: قلت لأحمد: ما كان شأن عكرمة؟ قال: كان ابن سيرين لا يرضاه، قال: كان يرى رأي الخوارج، وكان يأتي الأمراء يطلب جوائزهم، ولم يترك موضعًا إلا خرج إليه.

الرد على هذه الشبهة:

لا يُعدُّ قبوله لجوائز الحكام والأمراء قادحًا فيه، بحيث ترد روايته، وقد كان من هو أكبر من عكرمة وأجلُّ قدرًا يقبل جوائز الأمراء، ولم يترك أحد الرواية عنه بسبب قبوله لهدايا الأمراء، ومن هؤلاء الأعلام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله.

ومن أجمل ما يرد به على تلك الشبهة الجائرة لهذا التابعي الجليل ما قاله الحافظ ابن منده في صحيحه: “أما حال عكرمة في نفسه؛ فقد عدَّله أمة من نبلاء التابعين فمن بعدهم، وحدثوا عنه، واحتجوا بمفاريده في الصفات والسنن والأحكام.

روى عنه زهاء ثلاثمائة رجل من البلدان، منهم زيادة على سبعين رجلًا من خيار التابعين ورفعائهم، وهذه منزلة لا تكاد توجد لكثير من التابعين.

على أن من جرَّحه من الأئمة لم يمسك من الرواية عنه، ولم يستغنوا عن حديثه، وكان يُتلقى حديثه بالقبول، ويُحتجُّ به قرنًا بعد قرن، وإمامًا بعد إمام، إلى وقت الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح، وميزوا ثابتة من سقيمه، وخطأه من صوابه، وأخرجوا روايته: وهم البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، فأجمعوا على إخراج حديثه، واحتجوا به، على أن مسلمًا كان أسوأهم رأيًا فيه، وقد أخرج عنه مقرونًا، وعدَّله بعد ما جرَّحه”([23]) .

فمن العجب أن يُردّ حديث من هذا حاله، ويُتًّهم بمثل هذه الاتهامات الباطلة، ولا يسلم أحد من الخطأ، ولكن الإنصاف عزيز، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإنصاف في الأقوال والأعمال، وعلى المؤمن أن يمتثل قول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].

 


 

 ([1]) رواه البخاري (3017).

([2]) ينظر: تهذيب الكمال (20/ 264)، وسير أعلام النبلاء (5/ 12)، وفتح الباري (1/ 425).

([3]) تهذيب الكمال (20/ 269).

([4]) ينظر: المنتخب من ذيل المذيل (ص: 121- 123)، ومقدمة فتح الباري (1/ 425).

([5]) ينظر: مقدمة فتح الباري (1/ 425).

([6]) سير أعلام النبلاء (5/ 34).

([7]) ينظر: سير أعلام النبلاء (5/ 31).

([8]) ينظر: تهذيب الكمال (20/ 279).

([9]) رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 5).

([10]) الثقات (6/ 114).

([11]) ينظر: غريب الحديث للخطابي (2/ 302)، ومقدمة فتح الباري (1/ 427).

([12]) ينظر: تهذيب الكمال (31/ 535)، وسير أعلام النبلاء (5/ 22)، ومقدمة فتح الباري (1/ 427).

([13]) ينظر: مقدمة فتح الباري (1/ 428).

([14]) مقدمة فتح الباري (1/ 428).

([15]) مقدمة فتح الباري (1/ 427).

([16])  نقله عنه الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري (1/ 427).

([17]) ينظر: الثقات لابن حبان (3/ 396- 397).

([18]) مقدمة فتح الباري (1/ 427).

([19]) الثقات للعجلي (2/ 145).

([20]) نقله عنه الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري (1/ 428).

([21]) رواه الطبراني في الدعاء (1547).

([22]) ينظر: شرح اختصار علوم الحديث (ص: 260- 261)، ونزهة النظر (ص: 128).

([23]) ينظر: تهذيب التهذيب (7/ 272).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: {وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ} [يوسف: 110] ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017