الثلاثاء - 03 شوّال 1446 هـ - 01 ابريل 2025 م

مُبَادَرَات الصَّحَابَةِ وَأثَرُهَا فِي عَصرِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين

A A

المعلومات الفنية للكتاب:

عنوان الكتاب: مُبَادَرَات الصَّحَابَةِ وَأثَرُهَا فِي عَصرِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين.

اسم المؤلف: د. صَالِح بنِ عَبدِ اللَّه الزَّهرَانِي.

دار الطباعة: أَطوَار للطِّباعَةِ وَالنَّشر.

رقم الطبعة: الطَّبعةُ الأُولَى عام 1438ه – 2017م.

حجم الكتاب: غلاف في (342 ص).

أصل الكتاب رسالة علمية قدمها الباحث لنيل درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي بقسم التاريخ والحضارة بجامعة أم القرى وقد نالها بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

 

قيمة الكتاب وغايته:

تَبرُز أهمية هذا الكتاب في زمننا الذي كثرت فيه الأكاذيب والأطروحات المزهِّدة من شأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لتأتي هذه الأطروحة وتفتح لنا نافذة تطلُّ بنا على جوانب مشرقةٍ من حياة الصحابة، وأمورٍ يمكن أن نتأسَّى بهم فيها، ألا وهي المبادرات.

حيثُ ركَّز المؤلف جهده في هذا الكتاب –كما صرَّح بذلك- على تتبُّع وجمع المبادرات التي قدَّمها الصحابة رضوان الله عليهم في العصر الراشدي، وإبراز أثرها على المواقف التاريخية التي حصلت في عهدهم؛ ذلك أن هذا الجيل له الفضل في العديد من الإنجازات الحضارية، والازدهار البشري، ففي كل صقع لهم أثر، وفي كل بلد منهم بقايا، جالوا الأرض وسعوا فيها بإرادة قوية، واندفاع وتضحية في سبيل عزة الإسلام، فغدا جيلًا فردًا متميِّزًا عن كل الأجيال.

وكان غرض المؤلف من إبراز تلك المبادرات إيقاظ أفئدة الطامحين، وتنبيه أذهان الأشبال النابهين، علَّها تعتبر وتستيقظَ من سباتها لتتبوّأ منزلتها الخيِّرة التي تراخت عنه.

وبيَّن أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يقتصروا في المبادرة على مجال واحد؛ كالمجال العلمي أو المجال التعبُّدي فقط، بل اتسمت مبادراتهم بالشمولية لجميع جوانب الحياة، ما بين مبادرات علمية واجتماعية واقتصادية وشرعية وعسكرية ومالية وسياسية؛ ذلك أن الدين الإسلامي الذي يعتنقونه يتسم بالتكامل والشمول.

ومع أن المؤلف لم يصرِّح في بحثه بمنهج البحث، إلا أننا يمكن أن نقول أنه سار على منهج الاستقراء والتتبُّع للحوادث ليستخرج منها المبادرات، ثم يحلِّل تلك الحوادث ويربط بينها وبين المواقف التاريخية التي وقعت معها.

 

خطة البحث

نسَّق المؤلف أجزاء بحثه، فظهرت متناسقةً في أربعة فصول، لكل عصر راشديٍّ فصلًا، افتتحها بمقدمةٌ وتمهيد، وألحقها بخاتمة ذكر فيها أهم النتائج.

فأما المقدمة فبيَّن فيه أفضلية الصحابة وعدالتهم عن بكرة أبيهم، وجلَّى عن حالهم ومبادراتهم التي كان لها الأثر الكبير على مسيرة التاريخ البشري، واستطاعوا في أقل من ربع قرنٍ تغيير معالم الأرض وخارطتها، وبناء دولة قويةٍ مترابطةٍ مترامية الأطراف، متماسكةٍ في الفكر والسلوك، وصرَّح فيه بغاية بحثه كما أسلفنا.

ثم ثنى المؤلف بتمهيد، وقد ضم أطرافه في ثلاثة مواضيع هي:

1- تعريف المبادرة وأنواعها والأدلة من القرآن والسنة على أهميتها، وعرَّف المبادرة بأنها: “انطلاقة المؤمن ومسارعته إلى عمل صالح بحافز ذاتي من نفسه، بعد أن يتوافر في نفسه الميزان الأمين ليحدد العمل الصالح من سواه…”، ثم ذكر أنواع المبادرة وأهميتها ودوافعها، والفرق بينها وبين الاجتهاد، ثم ذكر النصوص الدالة على أهمية المبادرة.

2- تعريف الصحابي.

3- مبادرات الصحابة في العهد النبوي، وافتتحه بذكر مبادرة الصديق بالتصديق، وعمر بإظهار الدين، ومبادرة الأنصار بالنُّصرة، ومبادرة عثمان بتجهيز جيش العسرة، وتضحية علي بالنوم في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، ومبادرات النساء في غزوة أحد، وغيرها من المبادرات.

وبعد الانتهاء من التمهيد شرع في فصول الكتاب الأربعة، حيث جعل لكل عصرٍ راشدي فصلًا، وقسَّم كل فصل على أنواع المبادرات بدءًا بالمبادرات السياسية والعسكرية والاقتصادية والعلمية والدعوية والإدارية والاجتماعية وغيرها كما يأتي.

ففي الفصل الأول أَسفَر عن: عصر الخليفة الراشدي أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وتفرَّع الحديث فيه إلى خمسة مباحث:

فـالمبحث الأول: كان عن المبادرات السياسية والعسكرية، وذكر منها: ثبات الصديق عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك قتاله المرتدين وإنفاذه جيش أسامة، ودور الأنصار يوم السقيفة؛ كبشير بن سعد وزيد بن ثابت وأسيد بن حضير، ومبادرة عدي بن حاتم باستعادة قومه إلى الإسلام في حروب الرد، ومبادرة البراء بن مالك في قتال مسيلمة، ومبادرات الصحابة يوم اليمامة كأبي عقيل وثابت بن قيس وأبي حذيفة ومولاه سالم وابن الوليد وزيد بن الخطاب ونسيبة بنت كعب المازنية وغيرهم، واقتحام العلاء بن الحضرمي للبحر، ومبادرات ابن الوليد في قتال المرتدين وفتح البلدان، ودور النساء في اليرموك رضوان الله عليهم أجمعين.

وأما المبحث الثاني: فكان عن المبادرات الاقتصادية، ومن ذلك: إنشاء بيت المال، وتسليم كثير من الصحابة الصدقات إلى بيت المال؛ كعدي بن حاتم والزبرقان وصفوان بن صفوان التميمي رضوان الله عليهم أجمعين.

وفي المبحث الثالث: تحدَّث عن المبادرات العلمية والدعوية، وذلك كجمع القرآن وصلاة خالد بن الوليد صلاة الفتح.

وأما المبحث الرابع: فكان عن المبادرات الإدارية، ومنها: تفرُّغ أبي بكر للخلافة، وفرض مرتب للخليفة، وتقسيم مواقع المرتدين.

وآخر المباحث هو المبحث الخامس: وهو عن المبادرات الاجتماعية، وذكر فيه تَفقُّد الرَّاعي للرَّعية، ورغبة بلال في الجهاد والانتقال إلى الشام، ومعرفة أبي بكر سوابق الخير للرعية.

وبهذا انتهى الفصل الأول، ثم انتقل المؤلف إلى عصر الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبه ابتدأ الفصل الثاني.

وقسَّم هذا الفصل كسابقه إلى خمسة مباحث هي:

فـالمبحث الأول: كان عن المبادرات السياسية والعسكرية، كابن الوليد الذي فتح بلاد الشام ودمشق، واحتبس أدراعه في سبيل الله، وامتثل أمر الخليفة حين عزله، ورباطة جأش عبد الله بن حذافة مع ملك الروم، ودخول الفاروق بيت المقدس، واستشارته للناس في الخروج إلى العراق، ومراسلات ابن أبي وقاص ورستم، وقصة سلمى زوجة سعد بن أبي وقاص مع أبي محجن، والخنساء وجهاد أبنائها، وغزوة تستر وبلاء مجزأة السدوسي، وحرص عمر على إرساء أمور الخلافة من بعده.

ثم في المبحث الثاني: شرع في الحديث عن المبادرات الاقتصادية، ومنها: تدوين الدواوين، ومسح السواد، واجتهاد عمر بدرء حد السرقة للمجاعة، وحرصه على حفظ المال العام، ومحاسبته للعمال والولاة.

وأما المبحث الثالث: فكان عن المبادرات العلمية والدعوية، وذكر فيه حضُّ عمر على تعلم الكتابة والقراءة، وصلاة التراويح وفرض رزقٍ للأئمة والقضاة، ودعوته للاتباع ونهيه عن الابتداع.

وفي المبحث الرابع: تكلم عن المبادرات الإدارية، ومنها: كتابته التاريخ الهجري، ووضع نظام العسس، وتمصير الأمصار وتجنيد الأجناد، وتنظيم القضاء، واهتمام عمر بسواحل الشام، وتوسعة الحرمين، وغيرها.

وأما في المبحث الخامس: فجعله في المبادرات الاجتماعية، ومنها: كاتخاذ عمر مكانًا للضيافة، ومنعه فطام الأطفال دون السنتين، ومنعه أعلام المهاجرين من الخروج، وعطاء أمهات المؤمنين، وإيقاف الأوقاف، ومبادرة الأمراء بالإغاثة عام الرمادة، ونهي عمر للرجال الطواف مع النساء، واحتساب بعض النساء في الأسواق.

ثم شرع المؤلف في الحديث عن: عصر الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه في الفصل الثالث.

وكعادة فصول الكتاب قُسِّم إلى خمسة مباحث:

فـالمبحث الأول: كان عن المبادرات السياسية والعسكرية، وذكر منها: المحافظة على الممتلكات العامة، ومبادرة ابن الزبير بفتوحات إفريقية، وإنشاء البحرية الإسلامية، وأدوار الصحابة وأمراء الأمصار وأمهات المؤمنين في مواجهة الفتنة، وغيرها.

وأما المبحث الثاني: فكان عن المبادرات الاقتصادية، كجهود عبدالله بن عامر وإصلاحاته الاقتصادية.

وفي المبحث الثالث: تحدث عن المبادرات العلمية والدعوية، ومن ذلك: كتابة القرآن في مصحف واحد، والأذان الثاني يوم الجمعة، والإنفاق على المؤذنين من بيت المال، وتدريس أبي الدرداء القرآن في الشام.

وأما المبحث الرابع: فكان عن المبادرات الإدارية، ومنها: كتابه إلى عماله وقادته وعمال الخراج، واهتمامه بالحرمين واتخاذ الأروقة، وتحويل الساحل من الشعيبة إلى جدة.

وآخر المباحث هو المبحث الخامس: وهو عن المبادرات الاجتماعية، وذكر فيه بناء دار الضيافة، وحرصه على تطبيق مبدأ العدالة، ووضع الطعام في المسجد للفقراء وأبناء السبيل، ولزوم أبي ذر الغفاري للسمع والطاعة لولي الأمر، وقتل جندب الأزدي الساحرَ.

والفصل الرابع من الكتاب كان عن عصر آخر الخلفاء الراشدين وهو: عصر الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتفرَّع الحديث فيه أيضًا إلى خمسة مباحث هي:

المبحث الأول: وكان عن المبادرات السياسية والعسكرية، ومنها: المبادرة بتنصيب الخليفة بعد عثمان، وخروج عائشة وبعض الصحابة للإصلاح، وجهود علي لتسكين الفتنة، واعتزال الأحنف للقتال في الفتنة، ومبادرة علي بإكرام أم المؤمنين بعد وقعة الجمل، ودعاء علي معاوية إلى الطاعة، وجهود القراء للإصلاح بين الطرفين، ودور ابن عباس عند ظهور الخوارج، والمهادنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين، ومبادرة علي بكبت غلو الشيعة.

وأما المبحث الثاني: فكان عن المبادرات الاقتصادية، ومن ذلك: حفظ علي للمال العام ومبادرته بتوزيعه.

وفي المبحث الثالث: تحدث عن المبادرات العلمية والدعوية، وذلك كأحكام قتال البغاة، وعلم علي وثقته بنفسه، وتميزه بالكتابة وتوجيهاته في هذا الشأن.

وأما المبحث الرابع: فكان عن المبادرات الإدارية، ومنها: اختيار علي الكوفة مقرًّا له، وحرصه على اختيار الأفضل للولاية.

وفي المبحث الخامس: تحدث عن المبادرات الاجتماعية، وذكر فيه قيام علي بالحسبة في الأسواق، وحرصه على العدل وعدم التعدي، وزهده في الدنيا، ومعاملته للمساجين معاملة حسنة، وغيرها.

ثم في الخاتمة أكَّد المؤلف رحمه الله على أفضلية الصحابة ومكانتهم، وأن أطروحته ليست سوى محاولة لإزاحة الغبار عن أيامهم المشرقة، ودروسهم الجميلة التي تركوها لنا في فنون الصبر والعدل وسلامة الصدر ونقاء السريرة.

إثر ذلك شرع في الحديث عن نتائج بحثه، ومن أهمها:

  • أن مبادرات الصحابة في العهد النبوي لا تخلو من أن تكون تشريعًا من الوحي، فإما أن يقرها الوحي فتكون سنةً تقريرية، أو يصوِّبها الوحي فتكون تشريعًا قوليًّا.
  • تميُّز جيل الصحابة بالمبادرات خاصة في باب الفتوحات ونشر الإسلام، وكان للجانب العسكرية النصيب الأوفر من المبادرات.
  • نال الخلفاء الراشدين شرفَ كثير من تلك المبادرات وهذا ما يُبرِز أفضليَّتهم فعليًّا وتميَّزهم في وسط أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • الفتن لها أثرٌ كبير في توقِّف المبادرات وانحسارها كما لوحظ ذلك في عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
  • الامتثال لأوامر الخليفة كان من أعظم المبادرات من قِبَل الصحابة.
  • معرفة مبادَرات الصحابة في سبيل نشر الإسلام من أعظم ما يحرك ضمير الأمة والناشئة خاصَّةً إلى تقديم المبادرات على مر العصور.

والكتاب ماتعٌ مفيد ذو أسلوب تحفيزيٍّ مشجِّعٍ على مزيدٍ من البذل والعطاء في سبيل الدِّين، كما أنه في ذات الوقت يثري قارئه بالقصص الحقيقية لأعظم جيل وأفضل قدوة، خاصَّة في زمننا الذي أشغل فيه النشء بالقصص الخيالية، وضاعت القيم، وماتت الهمم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

رد واحد على “مُبَادَرَات الصَّحَابَةِ وَأثَرُهَا فِي عَصرِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين”

  1. يقول الصالح باخالي:

    ماشاء الله بارك الله فيكم وفيه يارب
    هل بإمكانكم إعطائي الرابط لتحمله ؟وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017