قواعدُ في التعاملِ مع المتغيرات “رؤيةٌ منهجيّة”
المعلومات الفنية للكتاب:
عنوان الكتاب: قواعد في التعامل مع المتغيرات (رؤية منهجية).
اسم المؤلف: أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغير.
دار الطباعة: دارُ ابن الأثير للنَّشرِ والتوزيع – الرياض.
رقم الطبعة: الطَّبعة الأولى عام 1435هـ – 2014 م.
حجم الكتاب: غلاف في (188 ص).
التعريف بالكتاب:
افتتح المؤلِّف مؤلَّفه بذكر مميزات الدين الإسلامي عن غيره من الملل والشرائع والقوانين، وأنه صالح لكل زمان ومكان، ثم أشار إلى القضايا المستجدة في واقع الناس من جميع النواحي، مما يحتم على أهل العلم الشرعي إيجاد منهجية علمية رصينة للتعامل مع هذا الواقع، ترتكز على ثلاثة عناصر: أهل العلم الشرعي، وأهل التخصص في العلوم المختلفة، والمسلمون حسب أحوالهم وظروفهم، كل هذا جعله توطئة ليبرز أهمية البحث ودواعيه؛ حيث حددها في ثمانية أسباب:
- أن المسلم المعاصر يعيش حياة مليئة بالمتغيرات والمستجدات، ينبغي التعامل معها بحرص من الناحية الشرعية.
- التكاثر البشري، وسهولة التواصل بين الشعوب والأعراق والبلدان، مما يؤدي إلى تبادل الثقافات والأفكار، تحتم على أهل العلم إيجاد قواعد شرعية مناسبة للتعامل معها.
- تعدد المواقف من المتغيرات ومناهج التعامل معها، ودخول عامة الناس في الكتابة عنها.
- كثير من المستجدات والمتغيرات تعد من التحديات المستمرة للمسلم في عقيدته وعبادته، وفي ثقافته واقتصاده.
- المستجدات الدعوية التي ينادي بها كثير من أهل الدعوة: كفكرة تجديد الخطاب حيث خاض فيه البعض خوضًا سلبيًا.
- جدية أعداء الإسلام نحو تجديد وسائل القدح في دين الله تعالى، مما يتطلب كثيرًا من الجهود كما بذل أسلافنا الأوائل.
- ما يرى وما يسمع من الجرأة على الأحكام وبخاصة من كثير من الكتاب، مما يؤثر سلبا على القراء والمستمعين.
- تباين كثير من المهتمّين في منهجية الموقف مع المتغيرات والمستجدات تباينا يدرك المتابع من خلاله فقدان أو ضعف المنهجية.
وكان الهدف الأكبر الذي أراد المؤلف تحقيقه هو: محاولة الوصول إلى منهجية شرعية منضبطة في التعامل مع المتغيرات الاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية والدعوية تكون ضابطة للمنطلقات مهما كانت المتغيرات، زمانًا ومكانًا وحالًا.
ثم انتقل المؤلف إلى تمهيد حوى أربعة أمور:
أولًا: الثوابت والمتغيرات في التشريع الإسلامي؛ حيث أشار إلى أن الإسلام عقيدة وشريعة، فأما العقيدة فمن الثوابت، وأما الشريعة فعلى ثلاثة أنواع. ثم ذكر العلاقة بين الأحكام الشرعية والمتغيرات في خمس نقاط.
ثانيًا: أمثلة متغيرات وقعت في عهد النبوة، والخلفاء الراشدين؛ كتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع رأس النفاق عبدالله بن أبي بن سلول، والإذن في زيارة القبور بعد النهي، جمع القرآن الكريم في مصحف واحد.
ثالثًا: لمحة موجزة عن موقف المهتمين مع المتغيرات والمستجدات في هذا الوقت؛ حيث قسم المواقف إجمالًا إلى ثلاثة: موقف الرفض مطلقًا؛ وموقف القبول مطلقًا؛ ومنهج وسط بين الطرفين أشار إلى أنه المنهج الحق.
رابعًا: أمثلة للمستجدات والمتغيرات المعاصرة؛ مثل فيه بغزو العراق للكويت، وحادثة الحادي عشر من سبتمبر (شتنبر)، والثورات العربية، والتعامل مع الكفار، وأساليب الدعوة ووسائلها المعاصرة…
ثم انتقل إلى ذكر القواعد المنهجية في التعامل مع المتغيرات -وهو القسم المهم من هذا الكتاب- حيث ضمنه أربعة عشر قاعدة، جاءت كالآتي:
القاعدة الأولى: الهدف والمنطلق. وعنى بالمنطلق الإخلاص لله تعالى، وعنى بالهدف غاية المؤمن المتجلية في عبادة الله وحده والسعي في كسب رضاه.
القاعدة الثانية: الإيمان بكمال الدين ونسخه لما قبله، وشموليته لجميع جوانب الحياة، وواقعيته.
القاعدة الثالثة: مصدرية السنة النبوية، حيث نقل إجماع الأئمة على ذلك، مع بيان بعض الأسس التي وضعها العلماء لحفظ السنة النبوية من الشوائب.
القاعدة الرابعة: الإلمام بعلوم الشريعة؛ بدءًا بالعلم بكتاب الله تعالى، والسنة النبوية، والقواعد الأصولية، وأقوال العلماء، والعلم بقواعد العربية ودلالات الكلام.
القاعدة الخامسة: العلم بمقاصد الشريعة، وفي طليعتها المقاصد الكلية الخمسة.
القاعدة السادسة: إعمال العقل، وعدم الاستسلام لأي دعوى إلا من خلال البينة.
القاعدة السابعة: النظر في المهمات، والبدء بالأهم فالمهم.
القاعدة الثامنة: فقه المصالح والمفاسد؛ الشريعة مبناها على تحصيل المصالح واستكمالها، وتعطيل المفاسد وتقليلها.
القاعدة التاسعة: التيسير، ورفع الحرج.
القاعدة العاشرة: معرفة الحال والواقع.
القاعدة الحادية عشرة: التعامل مع الخلاف
القاعدة الثانية عشرة: الحاجة إلى المختص في كل فن وعلم وحال.
القاعدة الثالثة عشرة: النظر إلى المآلات، والتمعن في النتائج والآثار المتوقعة.
القاعدة الرابعة عشرة: الاعتصام بالجماعة، ونبذ الفرقة.
ثم ختم المؤلف بحثه بخلاصة لهذه القواعد ومدى ترابطها فيما بينها.
ما يتميز به الكتاب:
هذا البحث رغم صغر حجمه فهو جم الفوائد والقواعد التي تعالج وقائع الناس المتعلقة بالنوازل والمستجدات، فهي رؤية منهجية بحق يمكن أن تساهم في النهوض بالأمة وترفع عنها العديد من المشاكل التي نتجت عن البعد عن المنهج الرباني القويم.