الأحد - 03 شعبان 1446 هـ - 02 فبراير 2025 م

حكم التكفير بالانتساب للمذاهب الكفرية

A A

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد :

فمن المعلوم لدى أهل العلم خطر قضية تكفيرالأعيان ؛ لما يترتب عليه من لوازم خطيرة  يجب الاحتياط جدًا قبل ولوجها ؛ ولذا اعتنى أهل العلم بضوابط تكفير الأعيان؛ فإن الخطأ في نفي الكفر عن معين لوجود الشبهة ؛ أهون من الخطأ في تكفيره .

ومن الخطأ الذي وقع فيه بعض الغلاة ؛ الحكم بالكفر بمجرد الانتساب  للفرق التي حكم أهل العلم على مقالاتهم بالكفر ، والأسوء قيام بعضهم بترتيب أحكام الردة العملية ، كاستباحة الدماء والأموال ، والتفجير في تجمعاتهم وأسواقهم .

والكلام في هذه المقالة : حول إبطال الحكم بتكفير الأعيان  بمجرد الانتساب لهذه الفرق ، دون التحقق من قيام مناط التكفير في الشخص المحكوم عليه .

وليس الكلام في :

-الكفار الأصليين الذين لا ينتسبون للإسلام ، ولا يقرون بالشهادتين أصلاً ، كاليهود والنصارى والمجوس ونحوهم ؛ فإن هؤلاء لم يدخلوا أصلا في الإسلام حتى نخشى إخراجهم منه ، بخلاف من نطق الشهادتين ، وأقر بالإسلام ، فهؤلاء معهم – على الأقل – إيمان مجمل لا يُنقض إلا بيقين .

قال ابن حزم رحمه الله تعالى : “والمجتهد المخطئ أفضل عند الله تعالى من المقلد المصيب. هذا في أهل الإسلام خاصة، وأما غير أهل الإسلام فلا عذر للمجتهد المستدل ولا للمقلد، وكلاهما هالك ” .[ المحلى 1/88] وهذا من المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام ، وليس كل الكفار الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا عارفين معاندين ، بل الأكثر جهلة مقلدة أطاعوا سادتهم وكبرائهم ، ومع ذلك لم يعذرهم القرآن ، مع كونهم كانوا جهالا لا يعلمون . [ انظر: روضة الناظر ( 2/351]

-وليس الكلام أيضا ، في الفرق أو أهل البدع الذين لا تصل مقالاتهم للكفر ؛ لكونها لا تتضمن تكذيبًا صريحا للوحي المنزل  . وذلك مثل أصحاب مقالة التفويض، أو تأويل بعض الصفات ، أو تفضيل علي على الشيخين . أو إرجاء الفقهاء ، أو بدع بعض المتصوفة غير الغالية . قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ” وأما السلف والأئمة فلم يتنازعوا في عدم تكفير ” المرجئة ” و ” الشيعة ” المفضلة ونحو ذلك . ولم تختلف نصوص أحمد في أنه لا يكفر هؤلاء وإن كان من أصحابه من حكى في تكفير جميع أهل البدع – من هؤلاء وغيرهم – خلافاً  عنه أو في مذهبه ، حتى أطلق بعضهم تخليد هؤلاء وغيرهم ، وهذا غلط على مذهبه وعلى الشريعة “.[ مجموع الفتاوى 3/352]

– ومما ينبغي التنبه له في الكلام على هذه الفرق ،  وفي الحكم على الطوائف عموما : أن الحكم عليهم إنما يكون بحسب الأصل الذي اجتمعوا عليه ، وقد يكون في بعض أفرادهم غلوًا يصل بصاحبه للكفر ، ولكن لا يعمم الحكم على الطائفة ، ما لم يَصِر ذلك أصلا يجتمعون عليه . فمثلا الحكم بعدم تكفير الزيدية المفضلة هو بالنظر إلى بدعة تفضيل علي على أبي بكر وعمر ، ومن المعلوم أن الاعتزال  قد انتشر بينهم ؛ بسبب تتلمذ رأس الطائفة زيد بن علي على واصل بن عطاء ، كما ذكره الشهرستاني في الملل [1/155]  وكذلك انتشر عندهم الرفض ،  فمن قال منهم بمقالة المعتزلة أو الرافضة حُوكم بمقتضى قوله ؛ ولذلك حكم الحافظُ ابنُ حجر على زيادِ بنِ المنذر رأسِ الجارودية بأنه رافضي [ التقريب ، ص:221] .

– والكلام في هذا المقام ليس متعلقًا بالحكم بالإيمان عند الله ، وإنما في إجراء أحكام الظاهر ، وقد يكون في بعض هؤلاء من هو منافق عارف للحق معرض عنه لهوى او غير ذلك ، ولكن لاحتمال الشبهة لم نُجْر أحكام التكفير في الدنيا مع كونه كافرًا عند الله ، وهذا هو المنافق الذي يكون في الدرك الأسفل من النار . قال شيخ الإسلام رحمه الله : ”  وكذلك سائر الثنتين والسبعين فرقة من كان منهم منافقا فهو كافر في الباطن ومن لم يكن منافقا بل كان مؤمنا بالله ورسوله في الباطن لم يكن كافرا في الباطن وإن أخطأ في التأويل كائنا ما كان خطؤه ” .[ مجموع الفتاوى 7/218]

فانحصر الكلام في مناقشة توصيف ” انتساب المرء لفرقة من الفرق التي أطلق عليها العلماء  وصف الكفر، أو حكموا على مقالاتهم بالكفر ” وذلك كالجهمية والمعتزلة والرافضة والخوارج ، وكذا الفرق التي جزم العلماء بتكفير من قال بقولهم بعينه كالنصيرية والعلويين  والدروز والإسماعيلية وغيرهم من الفرق الباطنية .

والكلام ينسحب كذلك على الانتساب لبعض المذاهب الفلسفية  المعاصرة كالشيوعية والعلمانية ونحوها مما يحكم على بعض مقالاتها بالكفر .

والكلام ليس منصبًا على توصيف أفعال وأقوال هذه الفرق ، فليس هذا مجاله ، بل إننا ننطلق من مسلمة أن السلف أطلقوا عليهم وصف الكفر ، وإنما الكلام على توصيف الانتساب لهم : هل يصير هذا الانتساب بمجرده كفرًا ، سواء اعتُبِر فيه بعد ذلك  موانع التكفير كالجهل والتأويل ، أم لم يعتبر؟

نحتاج إلى تأصيل بعض نقاط ، منها نستخلص الجواب :

1-أنه لا يجوز تكفير مسلم ثبت إسلامه بيقين الشهادتين أو الولادة لأبوين مسلمين أو غيرهما مما يثبت به الإسلام ظاهرًا إلا بيقين ، وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات فالتكفير من باب أولى .

2- بناء على النقطة الأولى ؛ فإن لازم الكفر ليس بكفر، فلو كان الانتساب لهذه الفرق يلزم منه الاقرار بصحة عقائدها ؛ فإنه لا يصح التكفير باللازم حتى يُلْزَم صاحبه به فَيَلْتزِمه . فإن التزم ما هم عليه من الكفر كفر ، وإلا كان متناقضًا ولم يكن كافرًا . قال ابن حزم رحمه الله : “وأما من كفر الناس بما تؤول إليه أقوالهم فخطأ لأنه كذب على الخصم وتقويل له ما لم يقل به وإن لزمه فلم يحصل على غير التناقض فقط والتناقض ليس كفرا بل قد أحسن إذ فر من الكفر” .[ الفصل ، 3/139] وأقوال أهل العلم في نفي التكفير باللازم الذي لم يلتزمه صاحبه كثيرة مشهورة . ومن هذا الباب العبارة المنسوبة للشافعي أو أحمد في مناظرة المعتزلة القدرية : ” ناظروهم بالعلم ، فإن أقروا به خصموا وإلا كفروا ” أي إن لازم قولكم نفي العلم القديم ، وهذا كفر قطعا ، ولكن لا يكفرون إلا إذا التزموه ، وإلا تناقضوا وحوججوا .

3- هذا على فرض اللزوم ، فكيف وهذا المُدَّعَى ليس بلازم أصلاً ؛ فإن الواقع يؤكد أن كثيرًا من المنتسبين لهذه الفرق لا يعرفون حقيقة عقائدهم وما في كتبهم من الكفريات . فيكون التكفير بالانتساب تكفيرًا بلازم لا يصح لزومه .

4- يجب التفريق بين الخلاف السائغ الذي يحكيه العلماء في تكفير أعيان المعتزلة والروافض والخوارج ، وبين مسألتنا . فالبعض قد يحتج على مخالفه بأن الخلاف في المسألة سائغ ومحكي .

والحقيقة أن الخلاف في من تلبس بقولهم ، وقام به المناط المكفر ، كمن عُلِم عنه سب الصحابة ، أو نفي الصفات ، وإنكار الرؤية ، وإنكار خلق الله لأفعال العباد . فبعد ثبوت الوصف المكفر ، ينظر في استيفاء شروط التكفير وانتفاء موانعه ، وهذا مما حكى فيه غير واحد الخلاف ، وإن كان جمهور أهل العلم لا يكفرون أعيان هؤلاء وإن أطلقوا على مقالاتهم أنها كفر . [ انظر :الرد على البكري ، ص: 253، وانظرأيضا: مجموع الفتاوى 23/ 348،349] وأما أن يطلق تكفير شخص بعينه لمجرد انتسابه لطائفة، دون أن يعلم عنه مكفر  ، مع استصحابنا لحكم الإسلام الأصلى ؛ فهذا ما لا قائل معتبر به .

5-  الفرق الغالية التي لها مقالات تخالف القطعي المعلوم من الدين بالضرورة ،  كفرق النصيرية والبهرة وأمثالهم ، ممن حكى العلماء الإجماع على كفرهم بأعيانهم ، ينبغي النظر في أحوالهم بحسب الواقع ، فإن كانوا يجاهرون بالبراءة من الإسلام ، أو إنكار الفرائض ، او استباحة المحرمات المعلومة بالاضطرار ، وتكون هذه الأقوال فيهم ظاهرة بحيث لا يتصور أن ينتسب إليهم من يجهل ذلك ؛ حكم علي منتسبيهم بالكفر؛ لأنهم يكونون كاليهود والنصارى وليسوا من أهل القبلة أساسا . وفي مثل هؤلاء أطلق شيخ الإسلام فتواه الشهيرة في النصيرية [ انظر :مجموع الفتاوى، 35/145]

وأما إن كان الواقع غير ذلك ، وأنهم ينتسبون للقبلة ويقرون بالشهادتين ، ولا يجاهرون بالبراءة من الإسلام ؛ فهنا لا يمكن التكفير بمجرد الانتساب حتى يتبين تحققهم بعقيدة القوم ، فإن أقروا بها ؛ حكم عليهم بأعيانهم بالكفر ، ولا يتصور جهل أو تأويل معتبر .

ومن هنا يتبين الفرق بين الفرق الغالية وغيرها ؛ فإن المنتسب للرافضة أو المعتزلة والقدرية وأمثالهم ، يؤتى به ويعرف حقيقة قوله ، فإن أقر بها ؛ لم يمكن تكفيره إلا بعد إقامة الحجة ، بخلاف الفرق الغالية ، فإنه متى أقر بعقائد القوم الغالية كألوهية علي أو أحد الأئمة ونحو ذلك ؛ كفر بعينه من فوره . وهذا مقصد كلام العلماء بأن أصحاب هذه الفرق كفار بأعيانهم ، أي:  القائلين بأقوالهم .

فظهر بهذا أن الانتساب للفرق أو المذاهب ذات المقالات الكفرية  التي ينتسب أصحابها لأهل القبلة ؛ ليس مما يصح ان يجعل مناطًا للتكفير . والله أعلم

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017