الأربعاء - 06 شعبان 1446 هـ - 05 فبراير 2025 م

عقيدة الأشاعرة دراسة نقدية لمنظومة جوهرة التوحيد لبرهان الدين اللقاني على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة

A A

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.

وبعد، فإن الحاجة الماسة إلى بيان معتقد أهل السنة والجماعة تزداد كلما كثر المدّعون بالباطل لهذه العقيدة، فعلى الرغم من أن الثلاثين عامًا الماضية قد شهدت انحسارًا واضحا للمنهج الأشعري أمام المنهج السلفي إلا أن القائمين عليه قد أعادوا هجومهم اليوم من جديد بصورة ضخمة، وذلك من خلال الدراسات والأبحاث التي تهاجم المنهج السلفي، والأخرى التي تزعم أن المنهج السلفي هو منهج الخوارج، والثالثة التي تزعم أن معتقد أهل السنة والجماعة والسلف الصالحين إنما هو معتقد الأشاعرة.

إذن فالدفاع عن المنهج السلفي لا يكون بمجرد بيان العقيدة الحق فقط، بل لا بد من بيان زيف ادّعاءات المخالف وتفنيد شبهاتهم، ولذا فإنه لمن الأهمية بمكان مقارنة عقائد الأشاعرة من خلال مصادرهم المعتمدة لديهم بعقائد السلف الصالحين حتى يتضح البون والفرق الذي بينهما، وهذا هو ما قامت به هذه الدراسة التي بين أيدينا، والتي نتعرض لها بالتعريف في هذه الورقة العلمية بإذن الله تعالى.

 

 البيانات الفنية للكتاب

عنوان الكتاب هو: عقيدة الأشاعرة: دراسة نقدية لمنظومة جوهرة التوحيد لبرهان الدين اللقاني على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة وهو عبارة عن رسالة جامعية نشرت دار التوحيد للنشر نشرته الأولى في 1434ه -2013م، وهو الكتاب الخامس عشر في سلسلة الرسائل الجامعية للدار.

والكتاب يقع في مجلد واحد تبلغ عدد صفحاته 686 صفحة.

ومؤلف الكتاب هو: حسان بن إبراهيم بن عبدالرحمن الرديعان.

 

 الهدف من الكتاب

الهدف من الكتاب هو بيان عقيدة الأشاعرة من خلال كتاب معتمد لدى المتأخرين منهم، ثم محاكمة هذه العقيدة إلى عقيدة السلف الصالح حتى تظهر نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف.

وقد اختار المؤلف منظومة الجوهرة لمؤلفها برهان الدين اللقاني، وذلك لشهرتها وأهميتها عند المتأخرين من الأشاعرة فهي عمدة مذهبهم، ولما عليها من الشروح والحواشي الكثيرة.

وتقع المنظومة في (144) بيتًا، ذكر المؤلف الأبيات كلها مقسمة على حسب ما تناولت من مواضيع، ثم يتبعها بالشرح ثم بالنقد.

 

  أهمية الكتاب :

– شهرة هذه المنظومة في كثير من البلاد الإسلامية على أنها منظومة في عقيدة أهل السنة والجماعة، ولذا فلا بد من تناولها بالنقد حتى تتضح مقدار المخالفة.

– أن منظومة الجوهرة معتمدة للتدريس في العديد من المناهج العلمية في البلاد الإسلامية، ومن ثم فإن الحاجة ماسة إلى هذا الكتاب، وذلك لإيصال الفرق بين مذهب الأشاعرة ومذهب السلف بصورة ميسرة تناسب هؤلاء الدارسين.

– أن منظومة الجوهرة على الرغم من شهرتها واعتمادها للتدريس كما ذكرنا، فإنه لا توجد -في حدود اطلاعي- دراسات نقدية كاملة لها بحيث تتناول جميع مباحثها، وهو ما قام به مؤلف هذا الكتاب جزاه الله خيرًا.

 مميزات الكتاب:

تميز هذا الكتاب بعدة مميزات من أهمها:

– أنه اعتمد في نقده على مصدر معتمد عند المخالفين، وهو أمر مهم في الدراسات النقدية، حتى لا يُتَّهم المؤلف بالتقول عليهم.

– أنه اعتمد على مصدر متأخر، وذلك مفيد في ضمان استقرار المذهب، حيث إن تأليف منظومة جوهرة التوحيد كان في بداية القرن الحادي عشر الهجري.

– أنه شامل لمعظم أبواب العقيدة، وذلك بسبب تناوله النظم كاملاً وعدم اقتصاره على بعض المواضع دون بعضها.

– تظهر لقارئ الكتاب ميزة الإنصاف، كما أنه لا يتعرض لمواضع الخطأ فقط، بل يتناول مواضع الخطأ ومواضع الصواب، وحيث كان معتقدهم موافقًا لمعتقد أهل السنة يصرح بذلك.

– أسلوب المؤلف في الاستدلال سهل ميسر مختصر، وهو يستدل على ما يدل عليه الكتاب والسنة ولا يطيل في الاستدلال.

 

 عرض إجمالي لتقسيم المؤلف للكتاب:

قسم المؤلف كتابه إلى: مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة.

تناول في المقدمة أهداف الموضوع وأسباب اختياره وخطة ومنهج دراسته.

وتناول في التمهيد ترجمة اللقاني مؤلف الجوهرة والتعريف بكتاب الجوهرة والتعريف بأهل السنة وبيان منهجهم إجمالا وكذلك التعريف بالأشاعرة وبيان منهجهم إجمالا.

أما الفصول الأربعة فكانت لمباحث متن الجوهرة.

فتناول في الفصل الأول: مقدمة الجوهرة، ويقع في ستة مباحث.

وفي الفصل الثاني: الإلهيات، ويقع في ثلاثة مباحث.

وفي الفصل الثالث: المسائل المتعلقة بالأنبياء والملائكة والصحابة ومن تبعهم. ويقع في أحد عشر مبحثًا.

وفي الفصل الرابع: السمعيات، ويقع في ثلاثة وثلاثين مبحثًا.

ثم الخاتمة عرض فيها ملخص الدراسة وأهم النتائج، وتأتي بعد ذلك الفهارس.

 

 عرض إجمالي لما تضمنه الكتاب من قضايا:

حتى لا نطيل في عرض تفاصيل القضايا التي تناولها فسوف نذكر المسائل التي تعرض لها المؤلف في كل فصل من الفصول ونبين هل وافق المصنف أم خالفه تاركين تفاصيل ذلك لمن يريد أن يطلع على الكتاب.

  • التمهيد:

قسم المؤلف التمهيد إلى أربعة مباحث

فذكر في المبحث الأول ترجمة اللقاني فهو إبراهيم بن حسن بن على اللقاني المصري المالكي (ت: 1041ه) وهي ترجمة مختصرة وبين فيها أن عقيدته هي عقيدة الأشاعرة المتأخرين من أبي المعالي الجويني والغزالي ومن جاء بعدهم.

وفي المبحث الثاني عرف بكتاب الجوهرة وقد بين أنه يقع في (144) بيتًا ألفها في ليلة واحدة، وقد اشتهرت على أنها عقيدة أهل السنة، وقد ذكر أن لها شروحا كثيرة ذكر منها (34) شرحًا.

وفي المبحث الثالث عرف بأهل السنة وبين أنهم هم الذين اتبعوا النبي ﷺ وأصحابه واجتمعوا عليها قولًا وعملًا من غير ابتداع ولا تقصير. وذكر أن من خصائصهم في الاستدلال اعتماد الكتاب والسنة مصدر التلقي، والتسليم لنصوصهما، والاتفاق على مسائل الاعتقاد، والأدلة التي اتفقوا عليها كالإجماع والقياس مرجع حجيتها هي الكتاب والسنة.

وفي المبحث الرابع عرف بالأشاعرة وبين أنهم ينقسمون إلى متقدمين ومتأخرين وذكر أن أبا الحسن الأشعري مرَّ في عقيدته بأكثر من طور، ثم ذكر أن منهجهم في الاستدلال يعتمد على العقل والـتأويل.

  • الفصل الأول:

هذا الفصل تناول فيه مقدمة الجوهرة، وقد جعله في ستة مباحث.

تناول المؤلف في هذا الفصل: التقليد في التوحيد وبيّن صحة إيمان المقلد خلافًا للأشاعرة.

وتناول مسألة أول واجب على المكلف وبيّن أنه شهادة التوحيد خلافًا للأشاعرة.

وتناول مسألة الأدلة على وجود الله وبيّن بدعية الدليل الذي استدلوا به ودلل على ذلك.

وتناول مسألة حقيقة الإيمان وبيّن أن الإيمان قول وعمل خلافًا للأشاعرة.

وتناول مسألة زيادة الإيمان ونقصه وبيّن أن مذهب الأشاعرة موافق لأهل السنة من كونه يزيد وينقص.

 

  • الفصل الثاني:

وهو أطول فصول الكتاب وفيما يلي المسائل التي تناولها:

– تناول تقسيم الأشاعرة للصفات وقد نقده وبيّن بطلانه.

– تناول حديث اللقاني عن الصفة النفسية وعن الصفات السلبية وبيّن بطلان منهج تقريره لها، ثم تناول حديثه عن صفات المعاني ونقده إجمالًا ثم تناول كلامه على كل صفة بمفردها.

– تناول حديثه عن الصفات المعنوية ولم يطل في النقد نظرًا لأن اللقاني لا يقول بها.

– تناول مسألة الصفات هل هي عين الذات أم لا، وبيّن أن الصفة للموصوف، ومسألة هل أسماء الله وصفاته قديمة توقيفية وبيّن مذهب أهل السنة من كونها قديمة توقيفية.

ثم تأتي مسألة التأويل والتفويض وهي من أكبر وأشهر مسائل النزاع بين الأشاعرة والسلف، وهي تشمل مسائل صفات الأفعال وصفة الاستواء والصفات الذاتية الخبرية ومذهب الأشاعرة في القرآن فرعًا على القول بالكلام النفسي، وقد بيّن مذهب اللقاني وأطال في الرد وبيّن مذهب أهل السنة إجمالاً وتفصيلًا، وهي أطول مباحث الكتاب.

-بذلك ينتهي المبحث الأول في هذا الفصل وهو: الواجبات لله ويليه المبحث الثاني وهو المستحيلات على الله وقد تناول فيه الكلام على طريقة أهل الكلام في الإثبات المجمل والنفي المفصل وبيّن بطلان هذا الطريق ورد على ما ذكره اللقاني وبذلك ينتهي هذا المبحث.

– أما المبحث الثالث: فقد تناول فيه الجائزات في حق الله تعالى فتناول المسائل التالية:

الإيجاد والعدم، وهما من صفات الربوبية، ومسألة خلق أفعال العباد وقد بيّن أنها في المرتبة الرابعة من مراتب القدر، ومسألة التوفيق والخذلان وقد بيّن مذهب أهل السنة من كون التوفيق من مراتب الهداية وبيّن معنى القدرة عند أهل السنة.

مسألة الوعد والوعيد وقد وافق اللقاني مذهب أهل السنة في أن ثواب الله تعالى لا يتخلف لعبده المؤمن ثم تناول مسألة السعادة والشقاوة ومسألة الكسب وبيّن بطلان مذهب الأشاعرة في هذه المسألة ثم ناقش اللقاني في ثلاثة مسائل مبنية على مسألة الكسب وهي: مسألة التولد، وهل الاستطاعة مقارنة للفعل أم تسبقه ومسألة السببية.

تناول مسألة الحكمة والتعليل في أفعال الله وبيّن أن مذهب أهل السنة أن الله تعالى لا يفعل شيئًا إلا لحكمة، ونقد مذهب الأشاعرة في ذلك ورد عليه.

مسألة الوجوب على الله وقد بيّن أن مذهب أهل السنة أن الله لا يجب عليه شيء إلا ما أوجبه هو سبحانه على نفسه، وبيّن في سياق التدليل على ذلك أن الإرادة تنقسم إلى إرادة شرعية وهي ما يلزم منها المحبة وإرادة كونية وهي ما يلزم منها الوقوع، وبيّن الخلل في مذهب الأشاعرة.

مسألة القضاء والقدر، ثم مسألة رؤية الله تعالى وقد بيّن ما أجمع عليه أهل السنة من كون المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم ورد على قول الأشاعرة من كونهم يثبتون الرؤية لا على جهة.

  • الفصل الثالث:

هذا الفصل بعنوان: المسائل المتعلقة بالأنبياء والملائكة والصحابة ومن تبعهم.

وقد ذكر فيه المسائل الآتية:

مسألة وجوب الإيمان بالرسل، وما يجب في حقهم وما يستحيل عليهم، وقد بيّن موافقة اللقاني في هذه المسائل عدا قوله: إنهم يتألمون في الظاهر دون الباطن فبيّن أن هذا القول مخالف للإجماع.

مسألة معنى الشهادتين، وقد بيّن مذهب أهل السنة في كون الشهادتين يستلزمان الإقرار بالعبودية وهو توحيد الألوهية بخلاف تعريف الأشاعرة لها بتوحيد الربوبية فقط.

مسألة الرد على الفلاسفة في كون النبوة مكتسبة، وبيّن موافقته لمذهب السلف.

مسألة التفضيل بين الأنبياء والملائكة، وقد تناول فيها عدة مسائل بعضها موافق لمذهب أهل السنة وبعضها مخالف مثل: اشتراطه المعجزة في ادعاء النبوة وأنها أمر خارق للعادة، وبيّن عدم اشتراط هذا الأمر.

مسألة خصائص النبي ﷺ ومعجزاته، ومسألة فضل الصحابة وترتيبهم في الفضل، ومسألة فضل التابعين والأئمة، ومجمل ما ذكره هنا موافق لمذهب أهل السنة.

مسألة التقليد في المذاهب، فذكر اللقاني أن التقليد في الفروع واجب لمن لم يبلغ درجة الاجتهاد المطلق، وقد ذكر المؤلف أن الواجب هو الاتباع لكنه لم يفصل القول في هذا الموضع.

مسألة كرامات الأولياء، ومسألة أن الدعاء ينفع الأحياء والأموات، ومسألة كتابة الملائكة للحسنات والسيئات، ومجمل ما ذكره موافق لأهل السنة.

 

  • الفصل الرابع:

هذا الفصل متعلق بمسائل السمعيات، وأغلب ما فيها موافق لمذهب السلف، وقد تناول في هذا الفصل ثلاثًا وثلاثين مسألة، وفيما يلي هذه المسائل التي ذكرها:

مسألة حقيقة الموت، وقد بين المؤلف أنها متعلقة بمسألة الكسب.

مسألة حقيقة الروح وهل هي النفس أم غيرها، وأن عجب الذنب لا يفنى، والإمساك عن الخوض في حقيقة الروح وما هو العقل، ومجمل ما ذكره اللقاني موافق للسلف.

مسألة سؤال منكر ونكير في القبر وما يتعلق بذلك، وقد بيّن أن ما ذكره اللقاني موافق لعقيدة السلف.

مسألة عذاب القبر ونعيمه، ومسألة الإيمان بالبعث والرد على منكريه، وبيّن أن ما ذكره اللقاني موافق لعقيدة السلف.

مسألة بعث الأجساد وماهية الفناء الذي قد حصل لها، وقد بيّن أن هذه المسألة مما حار فيه أهل الكلام وأن الفناء والهلاك معروف لا يحتاج لهذه اللوازم التي ذكرها.

مسألة إعادة الزمن، وقد قرر اللقاني أنه لا يلزم من إعادته اجتماع الماضي والمستقبل وقد صوبه المؤلف.

مسألة كيفية الحساب في الآخرة، وقد بيّن أن اللقاني لم يخالف مذهب السلف إلا في جزئية متعلقة بصفة الكلام.

مسألة مكفرات الذنوب ومسألة أهوال اليوم الآخر وبيّن أن ما قرره اللقاني موافق لمذهب السلف.

مسألة صحف الأعمال وقد بيّن صواب ما قاله اللقاني عدا أن بعض المكلفين لا يأخذون صحائف أعمالهم فبيّن أن هذا لا دليل عليه.

مسألة الميزان وما يتعلق به، وبيّن صواب قول اللقاني فيما عدا كون الميزان واحد فبيّن أن ظاهر القرآن أن الموازين متعددة.

مسألة الصراط وما يتعلق به من مسائل

مسألة إثبات العرش وقد بيّن أن اللقاني قد خالف في هذه المسألة قول متأخري الأشاعرة وقال بقول السلف من إثبات العرش وعدم تأويله لكن قوله إن العرش مخلوق نوراني لا دليل عليه.

مسألة الكرسي وقد بيّن أن قوله بأنه مخلوق نوراني لا دليل عليه.

مسألة القلم وقد بيّن أن قوله هو قول السلف.

مسألة اللوح المحفوظ وقد بيّن أنه ما ذكره هو مذهب السلف سوى وصفه بأنه مخلوق نوراني.

الجنة والنار وما يتعلق بهما من مسائل وكذلك الحوض والشفاعة وما يتعلق بهما وعلق على تفاصيل ما ذكره اللقاني.

مسألة حكم مرتكب الكبيرة والتحذير من التكفير وقد أطال في التعليق في هذا الموضع بسبب اختصار اللقاني الكلام فيه.

مسألة حياة الشهيد، وما ذكره موافق لاعتقاد السلف وأتبعها بمسألة التوكل في الرزق وهي مسألة متعلقة بالتصوف وقد خالف فيها اعتقاد السلف وقد بيّن المصنف ذلك.

مسألة الجوهر الفرد وقد علق عليها المصنف وبيّن معناها ونشأة القول بها وما فيها من مخالفة لمذهب السلف.

مسألة تقسيم الذنوب إلى كبائر وصغائر وكيفية التوبة منها، ومسألة الكليات الست وهي حفظ الدين والنفس والمال والنسب والعقل والعرض، ومسألة حكم إنكار ما علم من الدين بالضرورة وكذلك حكم نفي المجمع عليه، ومسألة حكم تنصيب الإمام والخليفة، ومسألة حكم الخروج على الحاكم وعزله، ومسألة حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذه المسائل كلها موافق فيها لمذهب السلف.

مسألة الأمر باتباع السلف الصالح، وقد ذكر فيها تقسيم العز ابن عبدالسلام للبدعة إلى الأحكام الخمسة وتعقبه المصنف بأن هذا التقسيم غير صحيح، وبأن البدعة الشرعية لا تكون إلا ضلالة.

` المؤاخذات على الكتاب:

– تعريف المؤلف بأهل السنة ومنهجهم في الاستدلال لم ينل حظه المناسب من الذكر فقد اختصره المؤلف إلى حدٍ ربما يكون مخلاً، ولم يذكر على من أُطلق مصطلح أهل السنة في العصور المختلفة وهو أمر مهم.

– كذلك تعريف المؤلف بمنهج أهل السنة في الاستدلال، لم يتعرض للعديد من القضايا الهامة في منهج الاستدلال مثل رفض المنهج السلفي لقضية التأويل الكلامي، وموقفه من الاستدلال بالعقل.

– منهج الأشاعرة في الاستدلال عرضه باقتضاب، ولم يتعرض لقضية تطور المذهب واختلافه بين المتقدمين والمتأخرين وهي قضية مهمة لكل من يتناول فرقة الأشاعرة بالدراسة.

– القصور في تتبع المسألة من كتب الأشاعرة، وبيان مدى موافقة اللقاني لأقوال الأشاعرة أنفسهم قبل بيان مخالفتهم لأهل السنة.

– القصور الشديد في الرجوع إلى كتب الأشاعرة أنفسهم، فمع كون الكتاب في بيان عقيدتهم إلا أن المراجع التي رجع إليها المؤلف في بيان معتقد الأشاعرة من خلال كتبهم قليلة جدا!

– ذكر أقوال أهل السنة من الكتب المتأخرة والشروح المعاصرة مع وفرة كتب أهل السنة القديمة والمصادر الأصلية..

– لم ينتبه المؤلف على كون قضية الإلزام بالتقليد لمن لم يبلغ درجة الاجتهاد المطلق مسألة هامة في المنهج السلفي وكان ينبغي أن يفصل القول في أحوال المكلف ومنزلته مع الدليل فهذا أحد المواطن الرئيسية في النزاع.

– اعتبر المؤلف أن الخلاف بين تعريف العز ابن عبد السلام للبدعة وتعريف الشاطبي لها خلافا حقيقيا ومن ثم رد تعريف العز، وكان الأولى أن يبين أن هذا الخلاف لا أثر له في الفروع في الحقيقة، إذ معنى البدعة الشرعية عنده كل محدث، وليس ما يفعل على سبيل التقرب، وعليه فلا يلزم من تعريف العز تسويغ البدع، وهذا رغم مخالفتنا لهذا التعريف، لأن تعريف البدعة الشرعية بأنها ما تفعل على سبيل التقرب هو التعريف الأضبط الموافق للقواعد.

– عناوين المسائل التي وضعها المؤلف تحتاج إلى صياغة أفضل، فقد جاء الكثير منها مبهمًا يحتاج إلى توضيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017