السبت - 18 شوّال 1445 هـ - 27 ابريل 2024 م

قراءة لكتاب: (تمييز المحظوظين عن المحرومين في تجريد الدين وتوحيد المرسلين)

A A

المعلومات الفنية للكتاب:

اسم الكتاب: تمييز المحظوظين عن المحرومين في تجريد الدين وتوحيد المرسلين.

اسم المؤلف: الشيخ محمد سلطان المعصومي الخُجَنْدي المكّي (١٢٩٧-١٣٨١هـ).

طبعات الكتاب: طبع الكتاب طبعتين:

الأولى: طبعة مصطفى الحلبي بمصر عام (١٣٦٨هـ).

والثانية: بتحقيق الشيخ علي الحلبي، في دار ابن الجوزي بالدمام عام (١٤١٢هـ)، وطبعة بعدها عام (١٤٢١هـ)، وهي التي نقدم لها.

عدد صفحات الكتاب: يقع الكتاب في (٣٨٩) صفحة.

التعريف العام بالكتاب:

أورد المصنف -رحمه الله تعالى- في كتابه جميع الآيات التي خاطب الله تعالى بها عموم البشر بصيغة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} أو: {يَا بني آدَمَ} ونحوها مما يفهم منه الخطاب العام، فبلغت أربعين آية، وقد قال -رحمه الله- (ص: ٨٩) بعد إيرادها جميعا: “فاعلم أن هذه الأربعين آية كل واحدة منها موجَّهَةٌ من الله رب العالمين إلى كل فرد من أفراد بني آدم، لا يخرج من هذه الخطابات الصريحة أحد منهم، سواءٌ كانوا عربًا أو عجمًا أو من أي جنس كان… فكلهم مخاطَبون بهذه الخطابات، ومأمورون بهذه الأوامر، وهم أهل لذلك، ولو لم يكونوا أهلًا لما خاطبهم الله تعالى، وحيث إنه تعالى خاطبهم وناداهم وأمرهم ونهاهم؛ فقد ثبت أنهم أهل لفهم ذلك والعمل به”.

ثم أورد الآيات التي فيها مخاطبة المؤمنين بلفظ: {يَا أَيُّهَا الذِين آمَنُوا}، فبلغت مائة آية، ثم قال بعد إيرادها جميعًا (ص: ٣١٨): “فهذه مائة آيةٍ… قد خاطب الله تعالى بها عباده المؤمنين كلَّهم، وناداهم، وأمرهم، ونهاهم، وبشرهم، وأنذرهم، وزجرهم، وخوفهم، فقال: {يَا أَيُّهَا الذِين آمَنُوا}، ولم يقل: يا أيها العلماء، أو: يا أيها العرب، أو: يا أيها السادات والأشراف، ولكن قد خاطب كل المؤمنين بـ: (أنتم)، و(كم)، و(كنتم)، فإذًا كل المؤمنين سواءٌ في التكليف، وكلهم مخاطَبون بهذه الخطابات الإلهية، كما أن كل البشر مخاطَبون بخطابات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} و{يَا بَنِي آدَمَ}، فبهذا قد توجه الخطاب إليهم، وكل واحد منهم أهل لفهم ذلك ما دام عاقلًا بالغًا…”.

فهذه هي الخطة العامة للكتاب.

ولكن المصنف -رحمه الله- لم يجر في هذا الكتاب على ما اعتاده المفسرون في كتبهم، حيث يضمِّنون تفاسيرهم أنواعًا من العلوم اللغوية والبيانية، والقصص، والاستطرادات الفقهية ونحو ذلك، وإنما اهتم المصنف بتوضيح هداية الآيات، وتقرير أصول التوحيد، ونفي الشرك والبدع والضلالات، رابطًا ذلك بالواقع الذي تعيشه الأمة، من ضعف المسلمين، وتسلط الكفار والمنافقين عليهم.

وقد بدا تأثر المصنف -رحمه الله- جدًا بالواقع الذي تعيشه الأمة، وما تعرض له شخصيًّا، فالمصنف نشأ في بلدة (خوجندة) وهي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر (تقع حاليا في دولة طاجكستان)، وقد تسلط الروس البلاشفة على هذه البلاد في مطلع القرن الفائت، واغتر بهم كثيرٌ من المسلمين، وأسسوا مجالس شورى للمسلمين، وانتُخِب المصنف -رحمه الله- رئيسًا لمجلس شورى المسلمين، وسافر إلى موسكو عدة مرات، ثم انقلب الروس على المسلمين، وأظهروا وجهتهم الإلحادية المعادية للدين، وللإسلام خصوصًا، ونكلوا بالمسلمين نكايةً عظيمةً، وقتلوا العلماء، وسجنوهم، ونفوهم إلى القطب المتجمّد، وحاولوا قتل المصنّف، وحكموا عليه بالإعدام، ولكن أنجاه الله تبارك وتعالى، وفرّ هاربًا إلى بلاد الحرمين التي كانت تحت حكم الدولة السعودية وملكها المؤسس رحمه الله، وهنا تعرف المصنف على دعوة التوحيد، وأعجب بها، وصار من أعظم مناصريها، ورجع إلى بلاده بعد فترة داعيًا إلى التوحيد ومنهج السلف([1]).

هذا هو الواقع السياسي الذي عاصره المصنف، وتأثر به جدًّا، كنفس تأثره بالواقع الثقافي والعلمي الذي كان منتشرًا في هذه البلاد، حيث كانت الحالة الدينية تقوم على ثلاثة ركائز: الماتريدية في العقيدة، والتعصب للمذهب الحنفي، والطرقية الصوفية الخرافية، ويصور المصنف -رحمه الله- في ترجمته التي كتبها بنفسه الحالة السائدة في هذه البلاد حينها، فيقول: “كنا نعتقد أن المسلم هو الذي تمذهب بمذهب الحنفية، وأما أهل سائر المذاهب فمخطئون خارجون عن الحق… كنا نظن أن غير الحنفي ليس بمسلم، ولا يجوز العمل بغير مذهب أبي حنيفة”([2]).

وواقعة أخرى تكشف عن بلوغ التعصب المذهبي السائد ذروته، حيث أسلم مجموعة من رجال اليابان، وكان عندهم طائفة من شافعية إندونيسيا، فألزموهم بضرورة التمذهب بالمذهب الشافعي، وطائفة أخرى ألزمتهم بضرورة التمذهب بالمذهب الحنفي، وهو ما مثل فتنة لهؤلاء المسلمين الجدد، فكتب بعض الحاضرين إلى المصنف يسأله في ذلك؛ فكتب رسالته: (هدية السلطان إلى مسلمي بلاد اليابان)، والتي بين فيها عدم لزوم التّمذهب بمذهب معين.

هكذا كانت الحالة الدينية في بلاد ما وراء النهر؛ هجر تام للكتاب والسنة، مع انتشار كتب الفلسفة والمنطق، ورواج للخرافة وعبادة القبور، والتعلق بأرواح الأموات، وعبادتها من دون الله.

وقد ربط المصنف في كتابه بين هذا الواقع الديني العلمي والواقع السياسي؛ فاعتبر أن الثاني هو ثمرة الأول، وأن علاج هذا الواقع المؤلم يكون عبر الإصلاح الديني، الذي يقوم على تأسيس مرجعية الكتاب والسنة في الاعتقاد والعمل والسلوك، وهو ما يستلزم تعلم الكتاب والسنة، وتعلم اللغة العربية.

والمصنف -رحمه الله- يبين كثيرًا أن هذا العلم المبني على الكتاب والسنة أيسر بكثير من علوم الفلسفة والمنطق والدواوين الشعرية والألغاز الفقهية التي يشتغل بها الكثير، وينصرفون بسببها عن الكتاب والسنة؛ بحجة أن هذا خاص بالمجتهدين الذين انقرضوا من القرن الرابع الهجري.

سبب تأليف الكتاب وقضيته الرئيسة:

يقول المصنف -رحمه الله- (ص: ١٩): “إني حينما كنت في الطائف متصيّفًا عام ١٣٦٥هـ كنت أتلو كتاب الله القرآن متدبرًا معانيه، إذ تبين لي قصور بني آدم بسبب جهلهم بمعاني كلام ربهم، فلهذا ضلّوا وأضلوا كثيرًا. ولا شك أن سبب الضلال عدم فهم كلام رب العالمين الذي أنزله الله تعالى لهداية جميع العالمين، والحال أنهم مخاطبون ومكلفون بفهمه وتدبره والعمل والاتعاظ به…

فيجب على كل إنسان عاقل بالغ تعلُّمُ القرآن وفهم معناه والعمل بمقتضاه، ولا يعذر أحد في ترك ذلك، سواءٌ كان عربيًّا أو عجميًّا… لأنه يلزم حينئذ إهمال خطاب الله رب العالمين وأمره، أو نسبة الجهل إلى الله الرب الحكيم؛ حيث خاطب ونادى وأمر من لا يستأهل الخطاب ولا يفهم، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

وعلى هذا أوجب الشرع طلب العلم على كل مكلف كما هو مقرر في عامة الكتب الإسلامية الدينية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”.

ثم يتحدث (ص: ٢١) عن العوائق التي وضعت وحالت بين الناس والكتاب والسنة، كدعوى أن فهم القرآن والعمل به مختصّ بأهل الاجتهاد الذين انقرضوا منذ عهد بعيد، وأن الواجب على المسلم في زمننا لزوم مذهب بعينه لا يخرج عن أقواله بحال!

هذه هي قضية الكتاب الرئيسة، التي يدندن حولها في عامة الآيات، فالمحظوظون هم الذين فهموا معاني القرآن، وتدبّروا معانيه، وانتفعوا به، والمحرومون هم الذين أعرضوا عن فهم كلام ربهم، فحرموا من كلام ربهم وأحاديث نبيهم؛ بحجة أنهم ليسوا أهلًا للنظر في كتاب الله تعالى؛ فوقعوا في الشرك والبدع والضلالات.

قضايا الكتاب التفصيلية:

تضمّن الكتاب تفسيرًا لمئة وأربعين آيةً، متضمّنة لأنواع من العلوم الشرعية والأحكام الفقهية والتنبيهات الوعظية، ولكن هناك جملة من القضايا الرئيسة التي يدور حولها الكتاب، ومنها:

١- قضية التوحيد، والتحذير من الشرك وعبادة الأموات والقبور، فيقول في النداء الأول {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم} (ص: ٢٩): ” فيا أيها الناس، لا تجعلوا لله أندادًا تحبونهم كحب الله، أو تعتقدون أنهم ينفعونكم أو يضرونكم، فتنذرون لهم ولمشاهدهم ومراقدهم، وتستغيثون بهم”. وفي مواطن كثيرة جدًّا ينبه على مثل هذا الشرك.

٢- قضية الاتباع، ونبذ التقليد المذموم والتعصب المذهبي، وهو يربط بين التقليد المذموم وانتشار الشرك وعبادة القبور والخرافات (ص: ٦٦، ٧٢)، ويراه سببًا في تفرق كلمة المسلمين ومنع الوحدة الإسلامية (ص: ١٠٤).

وفي (ص: ١٣٩) يربط بين التقليد المذموم والجمود على الكتب التي ألفها المقلدون في القرون الوسطى وما بعدها، وما ترتب على ذلك من جمود في تطور الأمة؛ حتى صار الناس ينسبون ضعف الأمة ووهنها وفقرها إلى الإسلام، وسرى هذا الاعتقاد إلى الذين يتعلمون علوم أوروبا وقوانينها، فمنهم من مرق من الإسلام وفضل تلك القوانين على الشريعة، ويضرب مثالًا لذلك بالأتراك الكماليين والتتار الروسيين. وهو بهذا يبين أثر انحراف الفهم الديني، أو غياب المنهج السلفي في انتشار الإلحاد والعلمانية في العالم الإسلامي.

٣- الدعوة لقضية الولاء والبراء، والتحذير من موالاة الكافرين والاستنصار بهم على المسلمين، ويضرب مثالا على ذلك بما فعله شريف مكة من الاستنصار بالإنجليز على حكومة الترك الإسلامية (ص: ١٥٠)، وأن اعتماد المسلمين على الدول غير الإسلامية هو سبب اضمحلال دولتهم وسلطانهم، وأن هذا هو سبب خراب الدولة التركية الإسلامية، “فإن كثيرًا من وزرائها منذ قرن أو قرنين في سياسته ما بين روسي وإنكليزي وألماني وأمريكاني، حتى تغلغل نفوذ هذه الدول في أحشاء هذه الدولة” (ص: ١٦٨).

ويؤكد على الرابطة الدينية، ونبذ العصبية القومية الجاهلية التي تسربت إلى المسلمين تقليدًا لأوروبا، كما فعل الكماليون الأتراك (ص: ١٢٠).

٤- التحذير من تحكيم القوانين الوضعية المخالفة للشريعة (ص: ٢٦٧).

٥- التحذير من البدع والخرافات والعقائد الباطلة التي شوهت معالم الدين، وكانت سببًا في تخلفهم وضعفهم، وتسببت في تركهم الواجبات الكفائية والصنائع الدنيوية التي هي من عوامل نهضة الأمم وتقدمهم (ص: ١٤١).

٦- الاهتمام بواقع المسلمين، من حيث بيان سبب ما هم فيه، والسبيل لخلاصهم من ذلك، والمتمثل في فهم الكتاب والسنة، والاهتداء بهديهما في العقيدة والعمل والسلوك، والاستغناء بهما عن كل ما عداهما، من غير غلو ولا تعصب ولا تكلف، والتفرغ بعد ذلك للقيام بفروض الكفايات، والعمل على دفع الظلم والأذى والاستعباد عن أهله، وإعزاز الأمة بالقوة والثروة بالطرق المشروعة المبنية على الفنون الصحيحة والنظام، فهذا أفضل من إهدار الأوقات في الأذكار المبتدعة والعلوم غير النافعة([3]).

وأبدى المؤلف في مواضع اعتزازه بالدولة السعودية، باعتبارها أنموذجًا لأثر الإصلاح الديني في الإصلاح الدنيوي (ص: ٢٢٢).

٧- الحث على تعلم اللغة العربية؛ لأنها السبيل إلى فهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم (ص: ٨٤).

وفي الكتاب تنبيهات كثيرة، وفوائد متنوعة، ومواعظ مؤثرة، وإنما أشرنا لجمل من قضاياه الرئيسة التي يدور حولها، ويكثر من التنبيه عليها.

مآخذ على الكتاب:

قد يؤخذ على الكتاب أن فيه بعض الإطلاقات التي قد يساء فهمها، كنفي العذر بالجهل دون تفصيل كما في (ص: ٩٠)، وتكرار كلمة “المسلمين الجغرافيين” كما في (ص: ٢٢٩)، وعدم التفصيل في طاعة الكفار بين ما هو مباح ومحرم وكفر (ص: ١١٨)، وكذلك القول في من يقلد من يظنه إمامًا أو يعتقده عالِمًا من غير معرفة دليله؛ بأنه اتخذه ربًّا من دون الله، كما هو شأن كثير من مقلدة المذاهب وأصحاب الطرق (ص: ٣٣٦).

فهذه الإطلاقات كانت تحتاج لتفصيل يبعد الشبهة وسوء الفهم والوقوع في التكفير بالعموم، والذي نجزم -ويجزم كل من طالع جميع مصنفاته- أنه لا يقصده.

ويُعْتَذَرُ عن المصنِف -رحمه الله- بأنه ليس في مقام التفصيل العلمي الدقيق لهذه القضايا بقدر ما هو مهتم بالتحذير من الانحرافات الكبرى التي ألمت بقطاعات واسعة من عموم المسلمين، خاصة في السياق السياسي والديني الذي أشرنا إليه في مقدمة الكلام.

ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر: مختصر ترجمة حال محمد سلطان (ص: ٦٤-٧٣).

([2]) انظر: ترجمة حال محمد سلطان (ص: ٤٩).

([3]) هذه الرؤية الإصلاحية مبثوثة في أثناء كتابه، وقد لخصناها بحروفها من رسالته إلى مسلمي اليابان، (ص: ٣٥) طبعة جمعية إحياء التراث الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017