الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين (1) للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله([1])

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عدوان إلَّا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد أشرف المرسلين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53].

آمنت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبالكعبة قبلةً، وبالقرآن إمامًا، وبسيِّدنا محمَّد نبيًّا ورسولًا.

أُقسمُ ما كنتُ أدري لِمَ فاضَت نفسي بهذه الآيةِ عندما أخذتُ القلمَ لأكتبَ هذا التصديرَ لنشرةِ جمعية العلماء! ولِمَ جاشت بهذا الاعتراف الشامل لكلِّيَّات الإيمان في هذا الوقت! ولكنَّني بعد أن كتبتُ الآيةَ وسجَّلتُ الاعترافَ وضعتُ القلمَ ورجعت إلى نفسي أُسائلُها فيما بيني وبينها: بأيِّ شعورٍ كانت مغمورةً؟ أو أيّ انفعال كان يساوِرها حين أملَت على القلَم هذه الآيةَ، وحين فاضت بهذا الإقرار الذي لا داعيَ إليه من مثلِها في مثل هذا الوقت؟ فخفَقت خفقةً هي أشبهُ شيءٍ بلفتةِ المذعور، كأنها تبحَث عن هذا الشعورِ في الماضي المتَّصل بالحال، وتبيَّن لي أنها كانت سابحةً في جوٍّ من التفكير في حالِ المسلمين، واستعراض ماضيهم السَّعيد وحاضرهم الشَّقيِّ، وتلمُّس الأسباب والعلَل لهذا الانحطاط المريع بعد ذلك الارتفاع السَّريع، وكأنها وقفت بعد ذلك الاستعراض موقفَ الحيران المدهوش تسأل: كيف يشقَى المسلمون وعندهم القرآن الذي أسعَد سلفهم؟! أم كيف يتفرَّقون ويضلُّون وعندهم الكتابُ الذي جمع أوَّلهم على التقوى؟! فلو أنهم اتَّبعوا القرآنَ وأقاموا القرآنَ لما سخِر منهم الزمانُ وأنزلهم منزلة الضَّعَة والهوان، ولكنَّ الأوَّلين آمنوا فأمِنوا، واتَّبعوا فارتفعوا، ونحن فقد آمنَّا إيمانًا معلولًا، واتَّبعنا اتِّباعًا مدخولًا، وكلٌّ يجني عواقبَ ما زرَع. ثمَّ أدركَتْها الرهبةُ فلجأت إلى الابتهالِ، فالتقى اللسان والقلمُ على هذه الآية: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53].

* * *

أمَّا أنَّ المسلمين الأوَّلين سعِدوا بالقرآن واتِّباع الرسول فهذا ما لا مِراء فيه، وهو الحقيقةُ العارية التي جلَّاها التاريخُ على الناس من جميع الأجناس، وزكَّاها بشاهدين من آثار العِلم ونتائج العقل. فإنِ احتمل أن يجهَل هذه الحقيقةَ جاهلٌ فهم سواد المسلمين قبل غيرهم، وإن وقَف باحثٌ عند الظواهر السَّطحية وقال: “سعِدوا بالاتِّحاد” مثلًا، قلنا له: وما الذي وحَّدهم بعد ذلك التفرُّق الشنيع غير القرآن؟! أو قال قوم: “استيقظَت فيهم عواطفُ الخير ونوازعُ الشَّرف حين ماتَت في الأمم، فسادوها وقادوها”، قلنا له: نعم، ولكن ما الذي أيقَظ فيهم تلك العواطفَ وتلك النوازع وما هم إلّا ناس من الناس؟ بل قد كانوا قبل القرآن أضلَّ الناس، وليسوا من جِذمٍ([2]) واحد حتى تتقاربَ فيهم النوازع الجنسيَّة التي يتوارثُها أبناء الجِذم الواحد ويترابطون بها، ويسهلَ استيقاظُها فيهم فجأةً؛ لأننا لسنا نعني بالمسلمين الأوَّلين العربَ وحدَهم، وإنما نعني بهم الأممَ التي دانَت بالإسلام في قرونِه الأولى، تربَّت في كنَف القرآن وتحت رعايته، وطُبعت على غِرار الهدي المحمَّديِّ، فحرَّر القرآنُ أرواحها منَ العبوديَّة للأوثان الحجَريَّة والبشريَّة، وحرَّر أبدانها من الطاعةِ والخضوع لجبروت الكسرويَّة والقيصريَّة، وجلَّا عقولها على النور الإلهيِّ، فأصبحت تلك العقولُ كشَّافةً عن الحقائق العليا، وطهَّر نفوسها من أدرانِ السقوط والإسفاف إلى الدَّنايا، فأصبحت تلك النفوسُ نزَّاعة إلى المعالي، مُقدِمةً على العظائم، وحدَّد لها لأوَّل مرةٍ في التاريخ صلَةَ الروح بالجسم، ومدى تعاونهما في التدبير، وكيفية الجمع بين مطالبهما المتباينة، وعلَّمها لأوَّل مرةٍ في التاريخ كيف يستغلُّ الإنسان استعدادَه وفكره، ففتح أمامَه ميادين التفكُّر والاعتبار، وأمَره أن يسير في الأرض ويمشي في جوانبها ويتفكَّر في ملكوت السماوات والأرض.

وقد كان الناسُ قبل القرآنِ على جهلٍ مطبِق بهذا (الاستعمار الفكري) حتى بيَّنه القرآنُ الكريم ووضع قواعِدَه، وأرشدها لأوَّل مرةٍ في التاريخ أنَّ الإنسان أخو الإنسان، لا سيِّده ولا عبده، وأنّ فضله في المواهب، وأنَّ تساويَ الناس في استعمار الأرض تابعٌ لتساويهم في النشأة، وهذا تقرير لمبدأ المساواة، وهو المبدأ الذي لم يَسبق الإسلامَ إليه سابقٌ، ولم يلحَقه فيه لاحقٌ، وإن زعم المتبجِّحون.

بهذه الروح القرآنيةِ اندفعَت تلك النفوسُ بأصحابها تفتَح الآذانَ قبل البُلدان، وتمتلك بالعدل والإحسانِ الأرواحَ قبل الأشباح، وتُعلن في صراحة القرآنِ وبيانِه حقوقَ الله على الإنسانِ، وحقوقَ الإنسان في مُلك الله، وحقوق الإنسان على أخيه الإنسان. إنّ الذي صنَع هذا كلَّه -وأبيك- لَلْقرآنُ.

* * *

ولكن ما هو هذا القرآن الذي نكرِّره في كل سطر؟

أهُوَ هذه (الأحزاب السِّتّون) أو (الأجزاء الثَّلاثون) التي نحفظها وننفِق على حِفظها سنواتِ الطفولة العَذبة، وسنوات الشَّباب الزّهر، ثم لا يكون حظُّنا منه عند هجومِ الكِبَر إلا قراءتَه على الأموات بدُريهمات، واتخاذَه جُنَّة من الجِنَّة وغير ذلك من الهنات الهينات؟!

إن كان هو هذا فَلِمَ لم يفعل في الآخرين فِعلَه في الأولين؟! ولِمَ نرى حُفَّاظه اليوم -على كثرتهم- أنقى الناسِ من هذه المعاني التي كان القرآنُ يفيضها على نفوس حفَّاظه بالأمس، ونجدُهم دائمًا في أخرَيات الناس أخلاقًا وأعمالًا، حتى لقد أصبَحوا هدفًا لسُخرية الساخر، يتكسَّبون بالقرآن فلا يُجديهم، ويقعون في المزالق فلا يَهديهم، مع أنهم يقرؤون فيه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]؟!

فنعم، إنَّ القرآنَ هو هذه الأحزابُ السِّتون التي نقرؤُها اليومَ بألفاظها وحروفها ونُقوشها، منقولًا بالتواتر القطعيِّ، محفوظًا بحفظِ الله من كلِّ ما أصاب الكتب السماويةَ من قبله من النسيان والتبديل وتحريف الكلم عن مواضعه. كبُر بتواتُره عن الإسناد والمسندين، وشهادةِ المعدِّلين والمجرِّحين، قد نيّف على ثلاثة عشر قرنًا ولم يشكَّ المسلمون في حرفٍ منه، فضلًا عن كلمة، وفي الأرضِ عدَد حَصَاها أعداءٌ له، يتمنَّونَ بقاصِمةِ الظهر أن لو ينطفي نورُه، ويستسِرّ ظهورُه، ويرضَخون في سبيل محوِه من الأرض بما كسَبت الأيدي واحتقَبت الخزائنُ منَ الأموال، وبما أخرجَت بطونُ النساء منَ الرجال، وبما أنتجت القرائحُ مِن مكرٍ واحتيال وكيد ومِحال، فلم ينالوا منه نيلًا إلا مَضضًا تنطوي عليه جوانحُهم، ووغرًا([3]) تنكسر عليه صدورهم، وشجًى تنثَني عليه لهواتهم، وحِقدًا تَغلي مراجِلُه في نفوسهم، وقد أبقاهم الله وأبقَى لهم منه المقيم المقعد، وهم بهذا الحالِ وهو بهذا الحال إلى يومنا هذا، فلينَم المسلمون ملءَ جفونهم، ولينعموا بالًا من هذه الناحيةِ، وليعلموا أنَّ القرآن أُتِيَ من قبلهم.

ولكن سرُّ القرآن ليس في هذا الحفظ الجافِّ الذي نحفَظه، ولا في هذه التلاوة الشَّلَّاء التي نتلوها، وليس من المقاصد التي أنزل لتحقيقها تلاوته على الأموات، ولا اتخاذه مكسبة، والاستشفاء به من الأمراض الجسمانيَّة.

وإنما السِّرُّ كّل السِّرِّ في تدبُّره وفهُّمه، وفي اتِّباعه والتخلُّق بأخلاقه. ومن آياته: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، ومن آياته: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 3]، {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155]، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 153]، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103].

هذهِ هي الطريقةُ الواحدةُ التي اتَّبعها المسلِمون الأوَّلون، فسعِدوا باتِّباعها والاستقامة عليها، وهذا هو الإسلامُ متجلِّيًا في آياتِ القرآن: دينٌ واحدٌ، جاء به نبيٌّ واحد، عن إلهٍ واحدٍ، وما ظنُّك بدينٍ تحفُّه الوحدة من جميع جهاته؟! أليسَ حقيقًا أن يسوقَ العالَمَ إلى عملٍ واحد وغايةٍ واحدة واتِّجَاه واحد على السبيل الجامعةِ من عقائِده وآدابِه؟! أليس حقيقًا أن يجمَعَ القلوبَ التي فرَّقت بينَها الأهواء، والنفوسَ التي باعَدت بينها النزغات، والعقولَ التي فرَّق بينها تفاوُت الاستعداد؟!

بلى والله، إنَّه لحقيقٌ بكلِّ ذلك.

* * *

إنَّ الإسلامَ في جوهَره لَإِصلاحٌ عامٌّ منَّ اللهُ به على العالم الإنسانيِّ بعد أن طغَت عليه غَمرةٌ حيوانية عارمة، اجتاحَت ما فيه من فطرةٍ صالحة ركَّبها ربُّ العالمين، وما فيه من أخلاقٍ قيِّمة وشرائعَ عادلةٍ قرَّرها الهداة من الأنبياءِ والمرسلينَ والحكماءِ المصلحينَ، وصحِبَتها غمرةٌ وثنيَّة وقَفت في طريق الفِكر فعاقَته عن التقدُّم وابتَلته بما يشبِه الشَّلَل، وقطَعت الصلةَ بين الإنسان وبين خالِقه، وعبَّدت بعضَه لبعضٍ، ثم عبَّدته للأصنام وعبَّدته للأوهام، ولكنَّ الله تداركَه برحمته فجاءَه بالإسلامُ بعد أن مدَّت هذه الغمراتُ مدَّها، وبلغت حدَّها، واستشرف لحالٍ خيرٍ من حالِه، ونورٍ يجلو ظلمتَه، وكان ذلك النورُ هو الإسلام.

وكان مستقرُّ الدين من نفوس البشر تتعاوَره نزعتان مختلفتان، وهما: التعطيلُ المحضُ والشِّرك، وكان العالَم كلُّه يضطربُ بين هاتين النَّزعتين، وقد ملكتَا عليه أمرَه، فلا تُسلِمهُ المهلكةُ منهما إلّا لِلموبقةِ، ولم يسلَم من شرِّهما حتى الْمِلِّيُّون الكتابيّون، فجاءه الإسلام بالدَّواء الشافي، وهو التوحيد الخالِص؛ مؤيَّدًا بالأدلة التي تبتَدئ منَ النفس، وإنَّ نظرةً في النفوس حين تتجلَّى بغرائبها، ونظرةً في الآفاق حين تتعرَّض بعجائبها لتُفضِيان بصاحِبهما إلى اليقين الذي لا شكَّ بعده، وهذا هو ما حُرِمَه البشرُ قبل نزول القرآنِ، فوقَفوا في الطَّرفين المتناقضَين من شركٍ وتعطيلٍ، وهذا هو ما دَعا إليه القرآنُ، فهداهم به إلى سواء السَّبيل.

* * *
ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) من كتاب: سجلّ مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قام بطبعه ونشره المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قسنطينة، المطبعة الجزائرية الإسلامية (ص: 5-72). وهو المؤتمر السنويّ الخامس للجمعية، انعقد بنادي التَّرَقِّي بالجزائر العاصمة، في يوم الأحد السادس عشر من جمادى الثانية عام 1354هـ وثلاثة الأيام الموالية له.

([2]) الجِذم: الأصل.

([3]) الوغر: الحقد والعداوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017