الجمعة - 09 محرّم 1447 هـ - 04 يوليو 2025 م

تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين (1) للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله([1])

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عدوان إلَّا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد أشرف المرسلين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53].

آمنت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبالكعبة قبلةً، وبالقرآن إمامًا، وبسيِّدنا محمَّد نبيًّا ورسولًا.

أُقسمُ ما كنتُ أدري لِمَ فاضَت نفسي بهذه الآيةِ عندما أخذتُ القلمَ لأكتبَ هذا التصديرَ لنشرةِ جمعية العلماء! ولِمَ جاشت بهذا الاعتراف الشامل لكلِّيَّات الإيمان في هذا الوقت! ولكنَّني بعد أن كتبتُ الآيةَ وسجَّلتُ الاعترافَ وضعتُ القلمَ ورجعت إلى نفسي أُسائلُها فيما بيني وبينها: بأيِّ شعورٍ كانت مغمورةً؟ أو أيّ انفعال كان يساوِرها حين أملَت على القلَم هذه الآيةَ، وحين فاضت بهذا الإقرار الذي لا داعيَ إليه من مثلِها في مثل هذا الوقت؟ فخفَقت خفقةً هي أشبهُ شيءٍ بلفتةِ المذعور، كأنها تبحَث عن هذا الشعورِ في الماضي المتَّصل بالحال، وتبيَّن لي أنها كانت سابحةً في جوٍّ من التفكير في حالِ المسلمين، واستعراض ماضيهم السَّعيد وحاضرهم الشَّقيِّ، وتلمُّس الأسباب والعلَل لهذا الانحطاط المريع بعد ذلك الارتفاع السَّريع، وكأنها وقفت بعد ذلك الاستعراض موقفَ الحيران المدهوش تسأل: كيف يشقَى المسلمون وعندهم القرآن الذي أسعَد سلفهم؟! أم كيف يتفرَّقون ويضلُّون وعندهم الكتابُ الذي جمع أوَّلهم على التقوى؟! فلو أنهم اتَّبعوا القرآنَ وأقاموا القرآنَ لما سخِر منهم الزمانُ وأنزلهم منزلة الضَّعَة والهوان، ولكنَّ الأوَّلين آمنوا فأمِنوا، واتَّبعوا فارتفعوا، ونحن فقد آمنَّا إيمانًا معلولًا، واتَّبعنا اتِّباعًا مدخولًا، وكلٌّ يجني عواقبَ ما زرَع. ثمَّ أدركَتْها الرهبةُ فلجأت إلى الابتهالِ، فالتقى اللسان والقلمُ على هذه الآية: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53].

* * *

أمَّا أنَّ المسلمين الأوَّلين سعِدوا بالقرآن واتِّباع الرسول فهذا ما لا مِراء فيه، وهو الحقيقةُ العارية التي جلَّاها التاريخُ على الناس من جميع الأجناس، وزكَّاها بشاهدين من آثار العِلم ونتائج العقل. فإنِ احتمل أن يجهَل هذه الحقيقةَ جاهلٌ فهم سواد المسلمين قبل غيرهم، وإن وقَف باحثٌ عند الظواهر السَّطحية وقال: “سعِدوا بالاتِّحاد” مثلًا، قلنا له: وما الذي وحَّدهم بعد ذلك التفرُّق الشنيع غير القرآن؟! أو قال قوم: “استيقظَت فيهم عواطفُ الخير ونوازعُ الشَّرف حين ماتَت في الأمم، فسادوها وقادوها”، قلنا له: نعم، ولكن ما الذي أيقَظ فيهم تلك العواطفَ وتلك النوازع وما هم إلّا ناس من الناس؟ بل قد كانوا قبل القرآن أضلَّ الناس، وليسوا من جِذمٍ([2]) واحد حتى تتقاربَ فيهم النوازع الجنسيَّة التي يتوارثُها أبناء الجِذم الواحد ويترابطون بها، ويسهلَ استيقاظُها فيهم فجأةً؛ لأننا لسنا نعني بالمسلمين الأوَّلين العربَ وحدَهم، وإنما نعني بهم الأممَ التي دانَت بالإسلام في قرونِه الأولى، تربَّت في كنَف القرآن وتحت رعايته، وطُبعت على غِرار الهدي المحمَّديِّ، فحرَّر القرآنُ أرواحها منَ العبوديَّة للأوثان الحجَريَّة والبشريَّة، وحرَّر أبدانها من الطاعةِ والخضوع لجبروت الكسرويَّة والقيصريَّة، وجلَّا عقولها على النور الإلهيِّ، فأصبحت تلك العقولُ كشَّافةً عن الحقائق العليا، وطهَّر نفوسها من أدرانِ السقوط والإسفاف إلى الدَّنايا، فأصبحت تلك النفوسُ نزَّاعة إلى المعالي، مُقدِمةً على العظائم، وحدَّد لها لأوَّل مرةٍ في التاريخ صلَةَ الروح بالجسم، ومدى تعاونهما في التدبير، وكيفية الجمع بين مطالبهما المتباينة، وعلَّمها لأوَّل مرةٍ في التاريخ كيف يستغلُّ الإنسان استعدادَه وفكره، ففتح أمامَه ميادين التفكُّر والاعتبار، وأمَره أن يسير في الأرض ويمشي في جوانبها ويتفكَّر في ملكوت السماوات والأرض.

وقد كان الناسُ قبل القرآنِ على جهلٍ مطبِق بهذا (الاستعمار الفكري) حتى بيَّنه القرآنُ الكريم ووضع قواعِدَه، وأرشدها لأوَّل مرةٍ في التاريخ أنَّ الإنسان أخو الإنسان، لا سيِّده ولا عبده، وأنّ فضله في المواهب، وأنَّ تساويَ الناس في استعمار الأرض تابعٌ لتساويهم في النشأة، وهذا تقرير لمبدأ المساواة، وهو المبدأ الذي لم يَسبق الإسلامَ إليه سابقٌ، ولم يلحَقه فيه لاحقٌ، وإن زعم المتبجِّحون.

بهذه الروح القرآنيةِ اندفعَت تلك النفوسُ بأصحابها تفتَح الآذانَ قبل البُلدان، وتمتلك بالعدل والإحسانِ الأرواحَ قبل الأشباح، وتُعلن في صراحة القرآنِ وبيانِه حقوقَ الله على الإنسانِ، وحقوقَ الإنسان في مُلك الله، وحقوق الإنسان على أخيه الإنسان. إنّ الذي صنَع هذا كلَّه -وأبيك- لَلْقرآنُ.

* * *

ولكن ما هو هذا القرآن الذي نكرِّره في كل سطر؟

أهُوَ هذه (الأحزاب السِّتّون) أو (الأجزاء الثَّلاثون) التي نحفظها وننفِق على حِفظها سنواتِ الطفولة العَذبة، وسنوات الشَّباب الزّهر، ثم لا يكون حظُّنا منه عند هجومِ الكِبَر إلا قراءتَه على الأموات بدُريهمات، واتخاذَه جُنَّة من الجِنَّة وغير ذلك من الهنات الهينات؟!

إن كان هو هذا فَلِمَ لم يفعل في الآخرين فِعلَه في الأولين؟! ولِمَ نرى حُفَّاظه اليوم -على كثرتهم- أنقى الناسِ من هذه المعاني التي كان القرآنُ يفيضها على نفوس حفَّاظه بالأمس، ونجدُهم دائمًا في أخرَيات الناس أخلاقًا وأعمالًا، حتى لقد أصبَحوا هدفًا لسُخرية الساخر، يتكسَّبون بالقرآن فلا يُجديهم، ويقعون في المزالق فلا يَهديهم، مع أنهم يقرؤون فيه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]؟!

فنعم، إنَّ القرآنَ هو هذه الأحزابُ السِّتون التي نقرؤُها اليومَ بألفاظها وحروفها ونُقوشها، منقولًا بالتواتر القطعيِّ، محفوظًا بحفظِ الله من كلِّ ما أصاب الكتب السماويةَ من قبله من النسيان والتبديل وتحريف الكلم عن مواضعه. كبُر بتواتُره عن الإسناد والمسندين، وشهادةِ المعدِّلين والمجرِّحين، قد نيّف على ثلاثة عشر قرنًا ولم يشكَّ المسلمون في حرفٍ منه، فضلًا عن كلمة، وفي الأرضِ عدَد حَصَاها أعداءٌ له، يتمنَّونَ بقاصِمةِ الظهر أن لو ينطفي نورُه، ويستسِرّ ظهورُه، ويرضَخون في سبيل محوِه من الأرض بما كسَبت الأيدي واحتقَبت الخزائنُ منَ الأموال، وبما أخرجَت بطونُ النساء منَ الرجال، وبما أنتجت القرائحُ مِن مكرٍ واحتيال وكيد ومِحال، فلم ينالوا منه نيلًا إلا مَضضًا تنطوي عليه جوانحُهم، ووغرًا([3]) تنكسر عليه صدورهم، وشجًى تنثَني عليه لهواتهم، وحِقدًا تَغلي مراجِلُه في نفوسهم، وقد أبقاهم الله وأبقَى لهم منه المقيم المقعد، وهم بهذا الحالِ وهو بهذا الحال إلى يومنا هذا، فلينَم المسلمون ملءَ جفونهم، ولينعموا بالًا من هذه الناحيةِ، وليعلموا أنَّ القرآن أُتِيَ من قبلهم.

ولكن سرُّ القرآن ليس في هذا الحفظ الجافِّ الذي نحفَظه، ولا في هذه التلاوة الشَّلَّاء التي نتلوها، وليس من المقاصد التي أنزل لتحقيقها تلاوته على الأموات، ولا اتخاذه مكسبة، والاستشفاء به من الأمراض الجسمانيَّة.

وإنما السِّرُّ كّل السِّرِّ في تدبُّره وفهُّمه، وفي اتِّباعه والتخلُّق بأخلاقه. ومن آياته: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، ومن آياته: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 3]، {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155]، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 153]، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103].

هذهِ هي الطريقةُ الواحدةُ التي اتَّبعها المسلِمون الأوَّلون، فسعِدوا باتِّباعها والاستقامة عليها، وهذا هو الإسلامُ متجلِّيًا في آياتِ القرآن: دينٌ واحدٌ، جاء به نبيٌّ واحد، عن إلهٍ واحدٍ، وما ظنُّك بدينٍ تحفُّه الوحدة من جميع جهاته؟! أليسَ حقيقًا أن يسوقَ العالَمَ إلى عملٍ واحد وغايةٍ واحدة واتِّجَاه واحد على السبيل الجامعةِ من عقائِده وآدابِه؟! أليس حقيقًا أن يجمَعَ القلوبَ التي فرَّقت بينَها الأهواء، والنفوسَ التي باعَدت بينها النزغات، والعقولَ التي فرَّق بينها تفاوُت الاستعداد؟!

بلى والله، إنَّه لحقيقٌ بكلِّ ذلك.

* * *

إنَّ الإسلامَ في جوهَره لَإِصلاحٌ عامٌّ منَّ اللهُ به على العالم الإنسانيِّ بعد أن طغَت عليه غَمرةٌ حيوانية عارمة، اجتاحَت ما فيه من فطرةٍ صالحة ركَّبها ربُّ العالمين، وما فيه من أخلاقٍ قيِّمة وشرائعَ عادلةٍ قرَّرها الهداة من الأنبياءِ والمرسلينَ والحكماءِ المصلحينَ، وصحِبَتها غمرةٌ وثنيَّة وقَفت في طريق الفِكر فعاقَته عن التقدُّم وابتَلته بما يشبِه الشَّلَل، وقطَعت الصلةَ بين الإنسان وبين خالِقه، وعبَّدت بعضَه لبعضٍ، ثم عبَّدته للأصنام وعبَّدته للأوهام، ولكنَّ الله تداركَه برحمته فجاءَه بالإسلامُ بعد أن مدَّت هذه الغمراتُ مدَّها، وبلغت حدَّها، واستشرف لحالٍ خيرٍ من حالِه، ونورٍ يجلو ظلمتَه، وكان ذلك النورُ هو الإسلام.

وكان مستقرُّ الدين من نفوس البشر تتعاوَره نزعتان مختلفتان، وهما: التعطيلُ المحضُ والشِّرك، وكان العالَم كلُّه يضطربُ بين هاتين النَّزعتين، وقد ملكتَا عليه أمرَه، فلا تُسلِمهُ المهلكةُ منهما إلّا لِلموبقةِ، ولم يسلَم من شرِّهما حتى الْمِلِّيُّون الكتابيّون، فجاءه الإسلام بالدَّواء الشافي، وهو التوحيد الخالِص؛ مؤيَّدًا بالأدلة التي تبتَدئ منَ النفس، وإنَّ نظرةً في النفوس حين تتجلَّى بغرائبها، ونظرةً في الآفاق حين تتعرَّض بعجائبها لتُفضِيان بصاحِبهما إلى اليقين الذي لا شكَّ بعده، وهذا هو ما حُرِمَه البشرُ قبل نزول القرآنِ، فوقَفوا في الطَّرفين المتناقضَين من شركٍ وتعطيلٍ، وهذا هو ما دَعا إليه القرآنُ، فهداهم به إلى سواء السَّبيل.

* * *
ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) من كتاب: سجلّ مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قام بطبعه ونشره المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قسنطينة، المطبعة الجزائرية الإسلامية (ص: 5-72). وهو المؤتمر السنويّ الخامس للجمعية، انعقد بنادي التَّرَقِّي بالجزائر العاصمة، في يوم الأحد السادس عشر من جمادى الثانية عام 1354هـ وثلاثة الأيام الموالية له.

([2]) الجِذم: الأصل.

([3]) الوغر: الحقد والعداوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017