الجمعة - 24 رجب 1446 هـ - 24 يناير 2025 م

تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين (1) للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله([1])

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عدوان إلَّا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد أشرف المرسلين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53].

آمنت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبالكعبة قبلةً، وبالقرآن إمامًا، وبسيِّدنا محمَّد نبيًّا ورسولًا.

أُقسمُ ما كنتُ أدري لِمَ فاضَت نفسي بهذه الآيةِ عندما أخذتُ القلمَ لأكتبَ هذا التصديرَ لنشرةِ جمعية العلماء! ولِمَ جاشت بهذا الاعتراف الشامل لكلِّيَّات الإيمان في هذا الوقت! ولكنَّني بعد أن كتبتُ الآيةَ وسجَّلتُ الاعترافَ وضعتُ القلمَ ورجعت إلى نفسي أُسائلُها فيما بيني وبينها: بأيِّ شعورٍ كانت مغمورةً؟ أو أيّ انفعال كان يساوِرها حين أملَت على القلَم هذه الآيةَ، وحين فاضت بهذا الإقرار الذي لا داعيَ إليه من مثلِها في مثل هذا الوقت؟ فخفَقت خفقةً هي أشبهُ شيءٍ بلفتةِ المذعور، كأنها تبحَث عن هذا الشعورِ في الماضي المتَّصل بالحال، وتبيَّن لي أنها كانت سابحةً في جوٍّ من التفكير في حالِ المسلمين، واستعراض ماضيهم السَّعيد وحاضرهم الشَّقيِّ، وتلمُّس الأسباب والعلَل لهذا الانحطاط المريع بعد ذلك الارتفاع السَّريع، وكأنها وقفت بعد ذلك الاستعراض موقفَ الحيران المدهوش تسأل: كيف يشقَى المسلمون وعندهم القرآن الذي أسعَد سلفهم؟! أم كيف يتفرَّقون ويضلُّون وعندهم الكتابُ الذي جمع أوَّلهم على التقوى؟! فلو أنهم اتَّبعوا القرآنَ وأقاموا القرآنَ لما سخِر منهم الزمانُ وأنزلهم منزلة الضَّعَة والهوان، ولكنَّ الأوَّلين آمنوا فأمِنوا، واتَّبعوا فارتفعوا، ونحن فقد آمنَّا إيمانًا معلولًا، واتَّبعنا اتِّباعًا مدخولًا، وكلٌّ يجني عواقبَ ما زرَع. ثمَّ أدركَتْها الرهبةُ فلجأت إلى الابتهالِ، فالتقى اللسان والقلمُ على هذه الآية: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53].

* * *

أمَّا أنَّ المسلمين الأوَّلين سعِدوا بالقرآن واتِّباع الرسول فهذا ما لا مِراء فيه، وهو الحقيقةُ العارية التي جلَّاها التاريخُ على الناس من جميع الأجناس، وزكَّاها بشاهدين من آثار العِلم ونتائج العقل. فإنِ احتمل أن يجهَل هذه الحقيقةَ جاهلٌ فهم سواد المسلمين قبل غيرهم، وإن وقَف باحثٌ عند الظواهر السَّطحية وقال: “سعِدوا بالاتِّحاد” مثلًا، قلنا له: وما الذي وحَّدهم بعد ذلك التفرُّق الشنيع غير القرآن؟! أو قال قوم: “استيقظَت فيهم عواطفُ الخير ونوازعُ الشَّرف حين ماتَت في الأمم، فسادوها وقادوها”، قلنا له: نعم، ولكن ما الذي أيقَظ فيهم تلك العواطفَ وتلك النوازع وما هم إلّا ناس من الناس؟ بل قد كانوا قبل القرآن أضلَّ الناس، وليسوا من جِذمٍ([2]) واحد حتى تتقاربَ فيهم النوازع الجنسيَّة التي يتوارثُها أبناء الجِذم الواحد ويترابطون بها، ويسهلَ استيقاظُها فيهم فجأةً؛ لأننا لسنا نعني بالمسلمين الأوَّلين العربَ وحدَهم، وإنما نعني بهم الأممَ التي دانَت بالإسلام في قرونِه الأولى، تربَّت في كنَف القرآن وتحت رعايته، وطُبعت على غِرار الهدي المحمَّديِّ، فحرَّر القرآنُ أرواحها منَ العبوديَّة للأوثان الحجَريَّة والبشريَّة، وحرَّر أبدانها من الطاعةِ والخضوع لجبروت الكسرويَّة والقيصريَّة، وجلَّا عقولها على النور الإلهيِّ، فأصبحت تلك العقولُ كشَّافةً عن الحقائق العليا، وطهَّر نفوسها من أدرانِ السقوط والإسفاف إلى الدَّنايا، فأصبحت تلك النفوسُ نزَّاعة إلى المعالي، مُقدِمةً على العظائم، وحدَّد لها لأوَّل مرةٍ في التاريخ صلَةَ الروح بالجسم، ومدى تعاونهما في التدبير، وكيفية الجمع بين مطالبهما المتباينة، وعلَّمها لأوَّل مرةٍ في التاريخ كيف يستغلُّ الإنسان استعدادَه وفكره، ففتح أمامَه ميادين التفكُّر والاعتبار، وأمَره أن يسير في الأرض ويمشي في جوانبها ويتفكَّر في ملكوت السماوات والأرض.

وقد كان الناسُ قبل القرآنِ على جهلٍ مطبِق بهذا (الاستعمار الفكري) حتى بيَّنه القرآنُ الكريم ووضع قواعِدَه، وأرشدها لأوَّل مرةٍ في التاريخ أنَّ الإنسان أخو الإنسان، لا سيِّده ولا عبده، وأنّ فضله في المواهب، وأنَّ تساويَ الناس في استعمار الأرض تابعٌ لتساويهم في النشأة، وهذا تقرير لمبدأ المساواة، وهو المبدأ الذي لم يَسبق الإسلامَ إليه سابقٌ، ولم يلحَقه فيه لاحقٌ، وإن زعم المتبجِّحون.

بهذه الروح القرآنيةِ اندفعَت تلك النفوسُ بأصحابها تفتَح الآذانَ قبل البُلدان، وتمتلك بالعدل والإحسانِ الأرواحَ قبل الأشباح، وتُعلن في صراحة القرآنِ وبيانِه حقوقَ الله على الإنسانِ، وحقوقَ الإنسان في مُلك الله، وحقوق الإنسان على أخيه الإنسان. إنّ الذي صنَع هذا كلَّه -وأبيك- لَلْقرآنُ.

* * *

ولكن ما هو هذا القرآن الذي نكرِّره في كل سطر؟

أهُوَ هذه (الأحزاب السِّتّون) أو (الأجزاء الثَّلاثون) التي نحفظها وننفِق على حِفظها سنواتِ الطفولة العَذبة، وسنوات الشَّباب الزّهر، ثم لا يكون حظُّنا منه عند هجومِ الكِبَر إلا قراءتَه على الأموات بدُريهمات، واتخاذَه جُنَّة من الجِنَّة وغير ذلك من الهنات الهينات؟!

إن كان هو هذا فَلِمَ لم يفعل في الآخرين فِعلَه في الأولين؟! ولِمَ نرى حُفَّاظه اليوم -على كثرتهم- أنقى الناسِ من هذه المعاني التي كان القرآنُ يفيضها على نفوس حفَّاظه بالأمس، ونجدُهم دائمًا في أخرَيات الناس أخلاقًا وأعمالًا، حتى لقد أصبَحوا هدفًا لسُخرية الساخر، يتكسَّبون بالقرآن فلا يُجديهم، ويقعون في المزالق فلا يَهديهم، مع أنهم يقرؤون فيه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]؟!

فنعم، إنَّ القرآنَ هو هذه الأحزابُ السِّتون التي نقرؤُها اليومَ بألفاظها وحروفها ونُقوشها، منقولًا بالتواتر القطعيِّ، محفوظًا بحفظِ الله من كلِّ ما أصاب الكتب السماويةَ من قبله من النسيان والتبديل وتحريف الكلم عن مواضعه. كبُر بتواتُره عن الإسناد والمسندين، وشهادةِ المعدِّلين والمجرِّحين، قد نيّف على ثلاثة عشر قرنًا ولم يشكَّ المسلمون في حرفٍ منه، فضلًا عن كلمة، وفي الأرضِ عدَد حَصَاها أعداءٌ له، يتمنَّونَ بقاصِمةِ الظهر أن لو ينطفي نورُه، ويستسِرّ ظهورُه، ويرضَخون في سبيل محوِه من الأرض بما كسَبت الأيدي واحتقَبت الخزائنُ منَ الأموال، وبما أخرجَت بطونُ النساء منَ الرجال، وبما أنتجت القرائحُ مِن مكرٍ واحتيال وكيد ومِحال، فلم ينالوا منه نيلًا إلا مَضضًا تنطوي عليه جوانحُهم، ووغرًا([3]) تنكسر عليه صدورهم، وشجًى تنثَني عليه لهواتهم، وحِقدًا تَغلي مراجِلُه في نفوسهم، وقد أبقاهم الله وأبقَى لهم منه المقيم المقعد، وهم بهذا الحالِ وهو بهذا الحال إلى يومنا هذا، فلينَم المسلمون ملءَ جفونهم، ولينعموا بالًا من هذه الناحيةِ، وليعلموا أنَّ القرآن أُتِيَ من قبلهم.

ولكن سرُّ القرآن ليس في هذا الحفظ الجافِّ الذي نحفَظه، ولا في هذه التلاوة الشَّلَّاء التي نتلوها، وليس من المقاصد التي أنزل لتحقيقها تلاوته على الأموات، ولا اتخاذه مكسبة، والاستشفاء به من الأمراض الجسمانيَّة.

وإنما السِّرُّ كّل السِّرِّ في تدبُّره وفهُّمه، وفي اتِّباعه والتخلُّق بأخلاقه. ومن آياته: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، ومن آياته: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 3]، {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155]، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 153]، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103].

هذهِ هي الطريقةُ الواحدةُ التي اتَّبعها المسلِمون الأوَّلون، فسعِدوا باتِّباعها والاستقامة عليها، وهذا هو الإسلامُ متجلِّيًا في آياتِ القرآن: دينٌ واحدٌ، جاء به نبيٌّ واحد، عن إلهٍ واحدٍ، وما ظنُّك بدينٍ تحفُّه الوحدة من جميع جهاته؟! أليسَ حقيقًا أن يسوقَ العالَمَ إلى عملٍ واحد وغايةٍ واحدة واتِّجَاه واحد على السبيل الجامعةِ من عقائِده وآدابِه؟! أليس حقيقًا أن يجمَعَ القلوبَ التي فرَّقت بينَها الأهواء، والنفوسَ التي باعَدت بينها النزغات، والعقولَ التي فرَّق بينها تفاوُت الاستعداد؟!

بلى والله، إنَّه لحقيقٌ بكلِّ ذلك.

* * *

إنَّ الإسلامَ في جوهَره لَإِصلاحٌ عامٌّ منَّ اللهُ به على العالم الإنسانيِّ بعد أن طغَت عليه غَمرةٌ حيوانية عارمة، اجتاحَت ما فيه من فطرةٍ صالحة ركَّبها ربُّ العالمين، وما فيه من أخلاقٍ قيِّمة وشرائعَ عادلةٍ قرَّرها الهداة من الأنبياءِ والمرسلينَ والحكماءِ المصلحينَ، وصحِبَتها غمرةٌ وثنيَّة وقَفت في طريق الفِكر فعاقَته عن التقدُّم وابتَلته بما يشبِه الشَّلَل، وقطَعت الصلةَ بين الإنسان وبين خالِقه، وعبَّدت بعضَه لبعضٍ، ثم عبَّدته للأصنام وعبَّدته للأوهام، ولكنَّ الله تداركَه برحمته فجاءَه بالإسلامُ بعد أن مدَّت هذه الغمراتُ مدَّها، وبلغت حدَّها، واستشرف لحالٍ خيرٍ من حالِه، ونورٍ يجلو ظلمتَه، وكان ذلك النورُ هو الإسلام.

وكان مستقرُّ الدين من نفوس البشر تتعاوَره نزعتان مختلفتان، وهما: التعطيلُ المحضُ والشِّرك، وكان العالَم كلُّه يضطربُ بين هاتين النَّزعتين، وقد ملكتَا عليه أمرَه، فلا تُسلِمهُ المهلكةُ منهما إلّا لِلموبقةِ، ولم يسلَم من شرِّهما حتى الْمِلِّيُّون الكتابيّون، فجاءه الإسلام بالدَّواء الشافي، وهو التوحيد الخالِص؛ مؤيَّدًا بالأدلة التي تبتَدئ منَ النفس، وإنَّ نظرةً في النفوس حين تتجلَّى بغرائبها، ونظرةً في الآفاق حين تتعرَّض بعجائبها لتُفضِيان بصاحِبهما إلى اليقين الذي لا شكَّ بعده، وهذا هو ما حُرِمَه البشرُ قبل نزول القرآنِ، فوقَفوا في الطَّرفين المتناقضَين من شركٍ وتعطيلٍ، وهذا هو ما دَعا إليه القرآنُ، فهداهم به إلى سواء السَّبيل.

* * *
ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) من كتاب: سجلّ مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قام بطبعه ونشره المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قسنطينة، المطبعة الجزائرية الإسلامية (ص: 5-72). وهو المؤتمر السنويّ الخامس للجمعية، انعقد بنادي التَّرَقِّي بالجزائر العاصمة، في يوم الأحد السادس عشر من جمادى الثانية عام 1354هـ وثلاثة الأيام الموالية له.

([2]) الجِذم: الأصل.

([3]) الوغر: الحقد والعداوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017