الاثنين - 07 ذو القعدة 1446 هـ - 05 مايو 2025 م

  تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (4)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

آثار الطُّرُق السَّيِّئة في المسلمين

خُذ ما تراهُ ودَع شيئًا سمعتَ به([1])

لِيعذُرنا الشاعرُ الميِّت أو أَنصاره مِنَ الأحياء إذا استَعمَلنا مصراعَ بيتِه في ضدِّ قَصدِه، فهو يريد أنَّ المشهودَ أكملُ منَ المفقودَ، ونحن نريدُ العكسَ.

فإِن أبَوا أن يعذرونا احتَججنا بأنَّ الشاعرَ المرحومَ هو الذي جنَى على مِصراعِه، فقد أَرسَله مثلًا وهو يعلَم أنَّ الأمثالَ كـ”الكُومِينال”([2])؛ إِرث مشاع، وقِصاع بين جِياع، تُتنَاهَب وتُتَواهب.

ولِمَ كلُّ هذا الصِّراع على مصراع وأمثال قومِي في البلاد كثير؟!

ومعَ ذلك فلم يحضُرني منها الآنَ إلا كلُّ قبيحِ اللفظِ، فأنا متمسِّك بحجَّتي في المصراع، برغم أنف الشاعِر، ورغم أنوف أنصاره:

خُذ ما تراه ودَع شيئًا سمعتَ به

والمقصودُ واضحٌ؛ فإنَّ قارئَ هذا العنوانِ ربما تحلَّب ريقُه طَمعًا في أن ننقُل له الغابِر من الأخبار والمدوَّنَ في الأسفار من هذه الآثار، فتقاضَانا الكسَل من جهةٍ والحرصُ على تعجيل النَّفع له من أخرى أن نحيلَه على ما يَراه مع مَطلع كلِّ شمس من هذه الآثار السيِّئة التي شتَّتت شملَ المسلمين، وفرَّقت كلمتهم، وفكَّكت روابطَهم، وتركَتهم أضحوكةَ الأمم وسخريَّة الأجيال، بعد أن أفسدَت فِطرَتهم، وأَقفرت([3]) نفوسُهم من معاني الخير والرجولة.

فإذا تأمَّل مليًّا وجَد في المشهودِ ما يُغنيه عن التطلُّع للماضي المسموعِ، واستفاد في آنٍ واحدٍ عبرةَ الحاضر وعِظَة المستقبل، وكفانا مؤونةَ الإفاضة والاستقصاءِ؛ لأنه يعلَم من الدراسة اليسيرة لهذا الحاضِر المشهود أنَّ كلَّ ما يراه في المسلِمين من جمودٍ وغفلة وتناكُر وقعودٍ عن الصالحات ومسارعَة في المهلكاتِ فمردُّه إلى الطرقِ، ومَأتاه مباشرةً أو بواسطةٍ منها، فلا كانَت هذه الطرُقُ، ولا كان مَن طرَّقها للنَّاس.

ومِن مَكرها الكُبَّار أن تَعمد إلى العلماءِ وهم ألسِنةُ الإسلامِ المنافحةُ عنه، فترميها بالشَّلَل والخرَس، وتصرفُها في غير ما خلِقَت له. فقدِ ابتلَت هذه الطرقُ علماءَ الأمَّة في القديم بوساوِسها وأوهامِها حتى سكتوا لها عَن باطِلِها، ثم لم تكتَفِ منهم بالسكوتِ، بل تقاضَتهم الإقرارَ لها والتنويهَ والتمجيدَ، وابتلَتهم في الحديثِ بدريهمَاتها ولقمِها حتى زادوا على السكوت والإقرارِ الاتباعَ والانتسابَ والوقوفَ بالأعتابِ؛ حتى أصبحنا نَرى العالِم المؤلِّفَ يعرِّف نفسَه للناس في صدرِ تأليفه بمثل قوله: “فلان المالكي مذهبًا الأشعريّ عقيدةً التيجاني طريقةً”.

وفي وقتِنا هذا بلَغ الحالُ بالطُّرق أنها أذلَّت العلماءَ إذلالًا، واستعبَدتهم استعبادًا، ولم ترض منهم بما رضيَه سلفُها مِن سلَفِهم مِن حفظِ الرَّسم واللَّقب وإبقاء السِّمة والمكانة بين العامَّة، بل أغرت العامَّة بتَحقيرهم وإِذلالهم.

* * *

وإذا كانَ الناظرُ في أحوال المسلمين ممَّن رُزق ملكةَ التعليل وأرادَ إرجاعَ كلِّ شيءٍ إلى أصله الأصيل ومنبَتِه الأول، فإنَّه لا يعسُر عليه أن يرجعَ أمَّهات علل المسلمين الدينيَّة والاجتماعية إلى هذهِ الطُّرُقية الكاذبة الخاطئةِ، التي أصبحَت من قرونٍ فكرةً تسود العالم الإسلاميَّ وتتحكَّم في دينه ودنياه، وتتدخَّل في حياته وسياستِه ثم تستحكم في طباعِه، فإذا هو في غَمرةٍ من الذهول مُطبِقة أضاع معها آخرتَه ودنياه.

إنَّ أعظمَ مصيبةٍ أصابت المسلمين -وهي جفاؤهم للقرآن وحرمانُهم من هديه وآدابه- منشَؤها من الطُّرُق، فهي التي غشَّت المسلمين لأوَّل ما طافَ بهم طائِفها، وغشِيَتهم بهذه الروحِ الخبيثةِ روحِ التزهيد في القرآن. وكيف لا يزهَد المسلمون في القرآن وكلُّ ما فيه من فوائدَ وخيراتٍ وبركات قد انتَزعتها منه الطُّرق، وجرَّدته منها، ووضعَته في أورادها المبتدَعَة ورسومها المختَرَعة، ونحلته شيوخها ومقدَّميها وصعاليكها؟!

ولماذا يُعنِّي الناسُ أنفسَهم في فهم القرآن وتدبُّره، وحمل النفس على التخلُّق بأخلاقه والوقوفِ عند حدوده، إذا كان كلُّ ما يناله منه -مع هذا التَّعَب- يجده في الطريق عَفوًا بلا تعَب وبلا سبَب أو بأيسَر سببٍ؟!

فإذا كان هذا القرآنُ يفيد معرفة الله -وهي أعلى مطلَب- فالقومُ عارفونَ بالله وإن لم يدخُلوا كُتَّابًا ولم يقرؤُوا كِتابًا، وكلُّ من ينتسِب إليهم فهو عارفٌ بالله بمجرَّد الانتساب أو بمجرَّد اللَّحظة من شيخِه. وقد كان قدماؤُهم يتَّخذون من مراحلِ التربية مدارجَ للوصول إلى معرفةِ الله فيما يزعُمون، وفي ذلك تطويلٌ للمسافة وإشعارٌ بأنَّ المطلوب شاقٌّ، حتى جاء الدَّجَّال ابنُ عْلِيوَهْ وأتباعُه بالخاطِئَة، فأدخَلوا تنقيحاتٍ على الطريقِ ورُسومًا أملاها عليهمُ الشيطان، وكان من تنقيحاتهم المضحِكة تحديدُ مراحل التربية (الخلوية) لمعرفة الله بثلاثة أيَّام (فقط لا غير)، تتبعها أشهرٌ أو أعوام في الانقطاع لخدمة الشَّيخ مِن سَقي الشَّجر، ورعيِ البقر، وحصادِ الزرع، وبناء الدّور، مع الاعتراف باسم الفقير، والاقتصار على أكلِ الشَّعير، ولئن سألتهم: لِمَ نزَّلتم مدَّةَ الخلوة إلى ثلاثةِ أيام؟ ليقولُنَّ: فعلنا ذلك مراعاةً لروح العصر الذي يتطلَّب السرعةَ في كلِّ شيءٍ، فقل لهم: قاتَلكم الله، ولِمَ نَقَصتم مدَّة الخلوةِ ولم تنقصُوا مدَّة الخِدمَة أيها الدجاجِلَة؟!

وقد قرأنا كثيرًا مِن رسائلهمُ التي يتراسلون بها، فإذا هم ملتزِمون لصفَة واحدةٍ يصف بها بعضُهم بعضًا، وهي صفة (العارف بالله)، وأكثرُ الطرقيِّين سخاءً في إعطاء هذا اللَّقب هم العلِيوِيَّة. ونحن.. فقد عرفنا كثيرًا من هؤلاء (العارفين بالله)، فلم نعرفهم إلّا حُمُرًا ناهِقَة.

فكيف تبقى للقرآن قيمةٌ في نفوسِ الناس مِن هذه الناحية بعد هذا التضليل؟! وكيف لا يستحكِم الجفاءُ بين الأمة وقرآنها مع هذا التَّدجيل والصدِّ عن سواء السبيل؟!

* * *

وإذا كان هذا القرآنُ متعبَّدًا بتلاوتِه اللَّفظيةِ وهو ستُّون حزبًا، فإنَّ تلاوة إنجيل التِّيجانيِّ القصير وهو (صلاة الفاتح) مرة واحدةً تعدل ستَّة آلاف ختمَة من القرآن! وإذا كان القرآنُ قد شرع الغزوَ وهو من أَحمَزِ الأعمال([4]) وأشقِّها، فإن تلاوة هذا الإنجيل التيجاني مرةً واحدة تعدِل آلافَ الغزوات! وهي لا تقوم إلا على حركةِ اللسان، مِن غير اقتحامٍ للميدان، ولا تعرُّضٍ للرمح والسِّنان. وإذا كان القرآن يفرض الحجَّ وفيه ما فيه من مصاعبَ ومتاعبَ، فإنَّ إنجيل التيجانيِّ تعدل تلاوتُه آلافَ المرات من الحجِّ ومئاتَ الآلاف من الصلاة، كما هو منصوصٌ في كتب التيجانيِّ وكتب أصحابه.

فأيُّ تعطيلٍ للقرآن أعظمُ من هذا؟! وأيُّ تهوين لشعائر الإسلام ونقضٍ لحكمها أكبر من هذا؟! وأي تزيينٍ للتَّفلُّت من تلك الشعائرِ يبلُغ ما يبلغُه هذا الكلام من مثل هذا الدجال؟!

اللهم إننا نعلَم بما علَّمتنا أنَّ دين التيجانيِّ غير دين محمَّد بن عبد الله، وأنت تعلَم أيَّ دين هو، فضَعه حيث تعلَم، وعامِله بما يستحقُّ.

أما والله، ما بلَغ الوضاعون للحديث، ولا بلغَت الجمعيات السِّرِّية ولا العَلَنية الكائدة للإسلامِ مِن هذا الدِّين عُشر مِعشار ما بلغَته منه هذه الطُّرقُ المشؤومة.

فإذا خرجتَ من هذا البابِ -باب التزهيدِ في القرآن- مقتنعًا بما بيَّنَّا لك منَ الأمثلة فقد خرجتَ بنتيجةٍ، وهي أنَّ هذه الهُوَّة العميقةَ التي أصبحت حاجزةً بين الأمة وقرآنها هي من صُنع أيدي الطُّرقيِّين.

* * *

وانظرِ الآنَ إلى الطرقِ وإلى أهل الطرقِ بعد أن باعَدوا بين الأمَّة الإسلاميَّة وبين قرآنها، وخلا لهم وجهُها، وخلَت جنَبات النفوسِ مِن الحارس اليقِظ، ومكَّنوا فيها خُلُق الخوفِ منهم والرَّجاء فيهِم والطاعَة والخضوع لهم، وأصبَحت مقاليدُ العامَّة والدهماء -وهم معظَم الأمَّة المحمدية- في أيديهم، انظر في أي سبيلٍ صرفوها.

إنَّهم بعد أن أفسَدوا فِطرتها، وأماتوا ما غرسَه الإسلام فيها من فضيلةٍ، وفكَّكوا كلَّ ما أحكم بينها من روابط أخوَّةٍ، وراضوها على الذُّلِّ والمهانة والخضوع، وسدُّوا عليها منافذَ النور، فاستقامَت لهم على ذلك؛ فرَّقوها فِرقًا، وقسَّموها إلى مناطقِ نفوذٍ يتزاحمون على استغلالها واستعمارها، وأغروا بينَها العداوةَ والتَّضريب([5]) والبغضاء، وإنَّك لتسمَعهم يقولون: الأخوة والإخوان، فاعلم أنهم لا يريدونَ أخوَّة الإسلام العامَّة، ولا يرعَون من حقوقها حقًّا، وإنما يريدون أخوَّة الشيخ وأخوَّة الطريق. وكلُّ ما يجب عليكَ مِن حقٍّ فهو لأخيك في الطريق -أعاذك الله منها-. وإن هذه الأخوةَ القاطعةَ تفرض عليهم أن يُبغضوا كلَّ من لم يتَّصل معَهم بحبل الشَّيخ، ويُنابذوه، ولا يجتمِعوا معه ولو في العبادات الشرعيَّة كالصلاة وقراءة القرآن، أو البدعيَّة كحِلَقِهم الخصوصيَّة، بل يبلغ الغلوُّ ببعضهم (كالتيجانية) أن لا يصلُّوا خلفه ولا يصاهِروه. وتسمعهم يقولون: الإحسان، وهم لا يريدون الإحسان الذي دعَا إليه القرآنُ. وعندهم أنَّ حقَّ الشيخ قبل حقِّ الزوجة والأولاد والآباء والأجداد، وحقّ الشيخ في المال قبل حقِّ الفقير والمسكين، بل إنهم يصرفون لهم الزكاةَ كاملةً، وينقلونها لأجلِهم من بلدٍ إلى بلد. فأين حكمة الله في الزكاة؟! وأين مصارفها التي بيَّنها القرآن؟!

لعمرك إنَّ الطرقيةَ في صميم حقيقتِها احتكارٌ لاستغلال المواهبِ والقِوى، واستعمارٌ بمعناه العصريِّ الواسع، واستعبادٌ بأفظعِ صوره ومظاهره.

* * *

يجري كلُّ هذا والأشياخُ أشياخٌ يقدَّس ميِّتهم، وتشادُ عليه القباب، وتساق إليه النذور، ويُتمرَّغ بأعتابه، ويُكتَحَل بترابه، وتُلتمس منه الحاجاتُ، وتفيض عند قبره التوسُّلات والتضرُّعات، ويكون قبره فتنةً بعد الممات، كما كان شخصُه فتنة في الحياة. ثم تتوالدُ الفتن، فيكون اسمه فِتنةً، وأولادُه فتنة، ودارُه فتنة، وإذا هو مجموع فُتون، تربو عدًّا على ما في مجموع المتون.

وما ضرَّ هؤلاء الأشياخَ -وقد دانت لهم الأمَّةُ وألقت إليهم يدَ الطاعة ومكَّنتهم من أعراضها وأموالها- أن يأخذوا أموالها سارقين، ثم يورثونها أولادًا لهم فاسقِين، يبدِّدونها في الخمور والفُجور، والسيارات والملابس والقصور. ما ضرَّهم أن تهزلَ الأمَّةُ إذا سمِنوا، ما ضرَّهم إذا فسدت أخلاقُها ما دامَ خُلُق البَذل والطاعة لهم صحيحًا، ما ضرَّهم أن تتفرَّق كلمةُ الأمة ما دامت مجمِعةً على تعظيمِهم واحترامهم، ومغضِيَةً على شرِّهم وإجرامهم؟

ولكن الذي يضيرهم ويقضُّ مضاجعَهم هو أن ترتفع كلمةُ حقٍّ بكشف مخازيهم وحيَلهم الشيطانية، وتنفير الناس منهم، وتحذيرهم من إفكهم وباطِلهم؛ فهنالك تقوم قيامتهم، وينادون بالويل والثبور، ويقاوِمون بما لا يخرج عن طريقتهم في التضليل ودسِّ الدَّسائس، ويبلغ بهم الحال أن يتناسَوُا الفوارقَ الطرقيَّة بينهم والمنافسات الاستعماريَّة والأحقاد القديمة، ويتصافحوا على (الزردة)([6]) ويتقاسموا، ولكن لا بأسماء أشياخِهم، خشيةَ أن تثور الثوائر الكامِنة، فيحبط ما صنَعوا؛ لأنَّ هذه النقطةَ ليست محلَّ تسليم. فهلا اجتمَعتم بالأمس أيها الكاذبون؟! وهلا خيرًا من هذا وذاك وهو الرجوع إلى الحق؟!

* * *

ـــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) صدر بيت للمتنبي من قصيدة يمدح بها سيف الدولة ويعتذر إليه، وعجُزه: في طلعةِ الشمس ما يُغنيك عن  زحل.

([2]) كلمة فرنسية (communal) ومعناها: بلدي، نسبة إلى البلدية.

([3]) أي: خلَت.

([4]) أحمز الأعمال: أشدُّها وأمتنها.

([5]) التضريب بين القوم هو: إغراء بعضهم ببعض.

([6]) الزَّردة هي: الحفل والاجتماع الذي يقيمه الطرقيُّون، ويحصل فيه الرقص والجذب والأكل. وأصل اشتقاقها من الزَّرد، وهو: بلع اللقمة بسرعةٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017