الجمعة - 09 محرّم 1447 هـ - 04 يوليو 2025 م

  تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (4)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

آثار الطُّرُق السَّيِّئة في المسلمين

خُذ ما تراهُ ودَع شيئًا سمعتَ به([1])

لِيعذُرنا الشاعرُ الميِّت أو أَنصاره مِنَ الأحياء إذا استَعمَلنا مصراعَ بيتِه في ضدِّ قَصدِه، فهو يريد أنَّ المشهودَ أكملُ منَ المفقودَ، ونحن نريدُ العكسَ.

فإِن أبَوا أن يعذرونا احتَججنا بأنَّ الشاعرَ المرحومَ هو الذي جنَى على مِصراعِه، فقد أَرسَله مثلًا وهو يعلَم أنَّ الأمثالَ كـ”الكُومِينال”([2])؛ إِرث مشاع، وقِصاع بين جِياع، تُتنَاهَب وتُتَواهب.

ولِمَ كلُّ هذا الصِّراع على مصراع وأمثال قومِي في البلاد كثير؟!

ومعَ ذلك فلم يحضُرني منها الآنَ إلا كلُّ قبيحِ اللفظِ، فأنا متمسِّك بحجَّتي في المصراع، برغم أنف الشاعِر، ورغم أنوف أنصاره:

خُذ ما تراه ودَع شيئًا سمعتَ به

والمقصودُ واضحٌ؛ فإنَّ قارئَ هذا العنوانِ ربما تحلَّب ريقُه طَمعًا في أن ننقُل له الغابِر من الأخبار والمدوَّنَ في الأسفار من هذه الآثار، فتقاضَانا الكسَل من جهةٍ والحرصُ على تعجيل النَّفع له من أخرى أن نحيلَه على ما يَراه مع مَطلع كلِّ شمس من هذه الآثار السيِّئة التي شتَّتت شملَ المسلمين، وفرَّقت كلمتهم، وفكَّكت روابطَهم، وتركَتهم أضحوكةَ الأمم وسخريَّة الأجيال، بعد أن أفسدَت فِطرَتهم، وأَقفرت([3]) نفوسُهم من معاني الخير والرجولة.

فإذا تأمَّل مليًّا وجَد في المشهودِ ما يُغنيه عن التطلُّع للماضي المسموعِ، واستفاد في آنٍ واحدٍ عبرةَ الحاضر وعِظَة المستقبل، وكفانا مؤونةَ الإفاضة والاستقصاءِ؛ لأنه يعلَم من الدراسة اليسيرة لهذا الحاضِر المشهود أنَّ كلَّ ما يراه في المسلِمين من جمودٍ وغفلة وتناكُر وقعودٍ عن الصالحات ومسارعَة في المهلكاتِ فمردُّه إلى الطرقِ، ومَأتاه مباشرةً أو بواسطةٍ منها، فلا كانَت هذه الطرُقُ، ولا كان مَن طرَّقها للنَّاس.

ومِن مَكرها الكُبَّار أن تَعمد إلى العلماءِ وهم ألسِنةُ الإسلامِ المنافحةُ عنه، فترميها بالشَّلَل والخرَس، وتصرفُها في غير ما خلِقَت له. فقدِ ابتلَت هذه الطرقُ علماءَ الأمَّة في القديم بوساوِسها وأوهامِها حتى سكتوا لها عَن باطِلِها، ثم لم تكتَفِ منهم بالسكوتِ، بل تقاضَتهم الإقرارَ لها والتنويهَ والتمجيدَ، وابتلَتهم في الحديثِ بدريهمَاتها ولقمِها حتى زادوا على السكوت والإقرارِ الاتباعَ والانتسابَ والوقوفَ بالأعتابِ؛ حتى أصبحنا نَرى العالِم المؤلِّفَ يعرِّف نفسَه للناس في صدرِ تأليفه بمثل قوله: “فلان المالكي مذهبًا الأشعريّ عقيدةً التيجاني طريقةً”.

وفي وقتِنا هذا بلَغ الحالُ بالطُّرق أنها أذلَّت العلماءَ إذلالًا، واستعبَدتهم استعبادًا، ولم ترض منهم بما رضيَه سلفُها مِن سلَفِهم مِن حفظِ الرَّسم واللَّقب وإبقاء السِّمة والمكانة بين العامَّة، بل أغرت العامَّة بتَحقيرهم وإِذلالهم.

* * *

وإذا كانَ الناظرُ في أحوال المسلمين ممَّن رُزق ملكةَ التعليل وأرادَ إرجاعَ كلِّ شيءٍ إلى أصله الأصيل ومنبَتِه الأول، فإنَّه لا يعسُر عليه أن يرجعَ أمَّهات علل المسلمين الدينيَّة والاجتماعية إلى هذهِ الطُّرُقية الكاذبة الخاطئةِ، التي أصبحَت من قرونٍ فكرةً تسود العالم الإسلاميَّ وتتحكَّم في دينه ودنياه، وتتدخَّل في حياته وسياستِه ثم تستحكم في طباعِه، فإذا هو في غَمرةٍ من الذهول مُطبِقة أضاع معها آخرتَه ودنياه.

إنَّ أعظمَ مصيبةٍ أصابت المسلمين -وهي جفاؤهم للقرآن وحرمانُهم من هديه وآدابه- منشَؤها من الطُّرُق، فهي التي غشَّت المسلمين لأوَّل ما طافَ بهم طائِفها، وغشِيَتهم بهذه الروحِ الخبيثةِ روحِ التزهيد في القرآن. وكيف لا يزهَد المسلمون في القرآن وكلُّ ما فيه من فوائدَ وخيراتٍ وبركات قد انتَزعتها منه الطُّرق، وجرَّدته منها، ووضعَته في أورادها المبتدَعَة ورسومها المختَرَعة، ونحلته شيوخها ومقدَّميها وصعاليكها؟!

ولماذا يُعنِّي الناسُ أنفسَهم في فهم القرآن وتدبُّره، وحمل النفس على التخلُّق بأخلاقه والوقوفِ عند حدوده، إذا كان كلُّ ما يناله منه -مع هذا التَّعَب- يجده في الطريق عَفوًا بلا تعَب وبلا سبَب أو بأيسَر سببٍ؟!

فإذا كان هذا القرآنُ يفيد معرفة الله -وهي أعلى مطلَب- فالقومُ عارفونَ بالله وإن لم يدخُلوا كُتَّابًا ولم يقرؤُوا كِتابًا، وكلُّ من ينتسِب إليهم فهو عارفٌ بالله بمجرَّد الانتساب أو بمجرَّد اللَّحظة من شيخِه. وقد كان قدماؤُهم يتَّخذون من مراحلِ التربية مدارجَ للوصول إلى معرفةِ الله فيما يزعُمون، وفي ذلك تطويلٌ للمسافة وإشعارٌ بأنَّ المطلوب شاقٌّ، حتى جاء الدَّجَّال ابنُ عْلِيوَهْ وأتباعُه بالخاطِئَة، فأدخَلوا تنقيحاتٍ على الطريقِ ورُسومًا أملاها عليهمُ الشيطان، وكان من تنقيحاتهم المضحِكة تحديدُ مراحل التربية (الخلوية) لمعرفة الله بثلاثة أيَّام (فقط لا غير)، تتبعها أشهرٌ أو أعوام في الانقطاع لخدمة الشَّيخ مِن سَقي الشَّجر، ورعيِ البقر، وحصادِ الزرع، وبناء الدّور، مع الاعتراف باسم الفقير، والاقتصار على أكلِ الشَّعير، ولئن سألتهم: لِمَ نزَّلتم مدَّةَ الخلوة إلى ثلاثةِ أيام؟ ليقولُنَّ: فعلنا ذلك مراعاةً لروح العصر الذي يتطلَّب السرعةَ في كلِّ شيءٍ، فقل لهم: قاتَلكم الله، ولِمَ نَقَصتم مدَّة الخلوةِ ولم تنقصُوا مدَّة الخِدمَة أيها الدجاجِلَة؟!

وقد قرأنا كثيرًا مِن رسائلهمُ التي يتراسلون بها، فإذا هم ملتزِمون لصفَة واحدةٍ يصف بها بعضُهم بعضًا، وهي صفة (العارف بالله)، وأكثرُ الطرقيِّين سخاءً في إعطاء هذا اللَّقب هم العلِيوِيَّة. ونحن.. فقد عرفنا كثيرًا من هؤلاء (العارفين بالله)، فلم نعرفهم إلّا حُمُرًا ناهِقَة.

فكيف تبقى للقرآن قيمةٌ في نفوسِ الناس مِن هذه الناحية بعد هذا التضليل؟! وكيف لا يستحكِم الجفاءُ بين الأمة وقرآنها مع هذا التَّدجيل والصدِّ عن سواء السبيل؟!

* * *

وإذا كان هذا القرآنُ متعبَّدًا بتلاوتِه اللَّفظيةِ وهو ستُّون حزبًا، فإنَّ تلاوة إنجيل التِّيجانيِّ القصير وهو (صلاة الفاتح) مرة واحدةً تعدل ستَّة آلاف ختمَة من القرآن! وإذا كان القرآنُ قد شرع الغزوَ وهو من أَحمَزِ الأعمال([4]) وأشقِّها، فإن تلاوة هذا الإنجيل التيجاني مرةً واحدة تعدِل آلافَ الغزوات! وهي لا تقوم إلا على حركةِ اللسان، مِن غير اقتحامٍ للميدان، ولا تعرُّضٍ للرمح والسِّنان. وإذا كان القرآن يفرض الحجَّ وفيه ما فيه من مصاعبَ ومتاعبَ، فإنَّ إنجيل التيجانيِّ تعدل تلاوتُه آلافَ المرات من الحجِّ ومئاتَ الآلاف من الصلاة، كما هو منصوصٌ في كتب التيجانيِّ وكتب أصحابه.

فأيُّ تعطيلٍ للقرآن أعظمُ من هذا؟! وأيُّ تهوين لشعائر الإسلام ونقضٍ لحكمها أكبر من هذا؟! وأي تزيينٍ للتَّفلُّت من تلك الشعائرِ يبلُغ ما يبلغُه هذا الكلام من مثل هذا الدجال؟!

اللهم إننا نعلَم بما علَّمتنا أنَّ دين التيجانيِّ غير دين محمَّد بن عبد الله، وأنت تعلَم أيَّ دين هو، فضَعه حيث تعلَم، وعامِله بما يستحقُّ.

أما والله، ما بلَغ الوضاعون للحديث، ولا بلغَت الجمعيات السِّرِّية ولا العَلَنية الكائدة للإسلامِ مِن هذا الدِّين عُشر مِعشار ما بلغَته منه هذه الطُّرقُ المشؤومة.

فإذا خرجتَ من هذا البابِ -باب التزهيدِ في القرآن- مقتنعًا بما بيَّنَّا لك منَ الأمثلة فقد خرجتَ بنتيجةٍ، وهي أنَّ هذه الهُوَّة العميقةَ التي أصبحت حاجزةً بين الأمة وقرآنها هي من صُنع أيدي الطُّرقيِّين.

* * *

وانظرِ الآنَ إلى الطرقِ وإلى أهل الطرقِ بعد أن باعَدوا بين الأمَّة الإسلاميَّة وبين قرآنها، وخلا لهم وجهُها، وخلَت جنَبات النفوسِ مِن الحارس اليقِظ، ومكَّنوا فيها خُلُق الخوفِ منهم والرَّجاء فيهِم والطاعَة والخضوع لهم، وأصبَحت مقاليدُ العامَّة والدهماء -وهم معظَم الأمَّة المحمدية- في أيديهم، انظر في أي سبيلٍ صرفوها.

إنَّهم بعد أن أفسَدوا فِطرتها، وأماتوا ما غرسَه الإسلام فيها من فضيلةٍ، وفكَّكوا كلَّ ما أحكم بينها من روابط أخوَّةٍ، وراضوها على الذُّلِّ والمهانة والخضوع، وسدُّوا عليها منافذَ النور، فاستقامَت لهم على ذلك؛ فرَّقوها فِرقًا، وقسَّموها إلى مناطقِ نفوذٍ يتزاحمون على استغلالها واستعمارها، وأغروا بينَها العداوةَ والتَّضريب([5]) والبغضاء، وإنَّك لتسمَعهم يقولون: الأخوة والإخوان، فاعلم أنهم لا يريدونَ أخوَّة الإسلام العامَّة، ولا يرعَون من حقوقها حقًّا، وإنما يريدون أخوَّة الشيخ وأخوَّة الطريق. وكلُّ ما يجب عليكَ مِن حقٍّ فهو لأخيك في الطريق -أعاذك الله منها-. وإن هذه الأخوةَ القاطعةَ تفرض عليهم أن يُبغضوا كلَّ من لم يتَّصل معَهم بحبل الشَّيخ، ويُنابذوه، ولا يجتمِعوا معه ولو في العبادات الشرعيَّة كالصلاة وقراءة القرآن، أو البدعيَّة كحِلَقِهم الخصوصيَّة، بل يبلغ الغلوُّ ببعضهم (كالتيجانية) أن لا يصلُّوا خلفه ولا يصاهِروه. وتسمعهم يقولون: الإحسان، وهم لا يريدون الإحسان الذي دعَا إليه القرآنُ. وعندهم أنَّ حقَّ الشيخ قبل حقِّ الزوجة والأولاد والآباء والأجداد، وحقّ الشيخ في المال قبل حقِّ الفقير والمسكين، بل إنهم يصرفون لهم الزكاةَ كاملةً، وينقلونها لأجلِهم من بلدٍ إلى بلد. فأين حكمة الله في الزكاة؟! وأين مصارفها التي بيَّنها القرآن؟!

لعمرك إنَّ الطرقيةَ في صميم حقيقتِها احتكارٌ لاستغلال المواهبِ والقِوى، واستعمارٌ بمعناه العصريِّ الواسع، واستعبادٌ بأفظعِ صوره ومظاهره.

* * *

يجري كلُّ هذا والأشياخُ أشياخٌ يقدَّس ميِّتهم، وتشادُ عليه القباب، وتساق إليه النذور، ويُتمرَّغ بأعتابه، ويُكتَحَل بترابه، وتُلتمس منه الحاجاتُ، وتفيض عند قبره التوسُّلات والتضرُّعات، ويكون قبره فتنةً بعد الممات، كما كان شخصُه فتنة في الحياة. ثم تتوالدُ الفتن، فيكون اسمه فِتنةً، وأولادُه فتنة، ودارُه فتنة، وإذا هو مجموع فُتون، تربو عدًّا على ما في مجموع المتون.

وما ضرَّ هؤلاء الأشياخَ -وقد دانت لهم الأمَّةُ وألقت إليهم يدَ الطاعة ومكَّنتهم من أعراضها وأموالها- أن يأخذوا أموالها سارقين، ثم يورثونها أولادًا لهم فاسقِين، يبدِّدونها في الخمور والفُجور، والسيارات والملابس والقصور. ما ضرَّهم أن تهزلَ الأمَّةُ إذا سمِنوا، ما ضرَّهم إذا فسدت أخلاقُها ما دامَ خُلُق البَذل والطاعة لهم صحيحًا، ما ضرَّهم أن تتفرَّق كلمةُ الأمة ما دامت مجمِعةً على تعظيمِهم واحترامهم، ومغضِيَةً على شرِّهم وإجرامهم؟

ولكن الذي يضيرهم ويقضُّ مضاجعَهم هو أن ترتفع كلمةُ حقٍّ بكشف مخازيهم وحيَلهم الشيطانية، وتنفير الناس منهم، وتحذيرهم من إفكهم وباطِلهم؛ فهنالك تقوم قيامتهم، وينادون بالويل والثبور، ويقاوِمون بما لا يخرج عن طريقتهم في التضليل ودسِّ الدَّسائس، ويبلغ بهم الحال أن يتناسَوُا الفوارقَ الطرقيَّة بينهم والمنافسات الاستعماريَّة والأحقاد القديمة، ويتصافحوا على (الزردة)([6]) ويتقاسموا، ولكن لا بأسماء أشياخِهم، خشيةَ أن تثور الثوائر الكامِنة، فيحبط ما صنَعوا؛ لأنَّ هذه النقطةَ ليست محلَّ تسليم. فهلا اجتمَعتم بالأمس أيها الكاذبون؟! وهلا خيرًا من هذا وذاك وهو الرجوع إلى الحق؟!

* * *

ـــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) صدر بيت للمتنبي من قصيدة يمدح بها سيف الدولة ويعتذر إليه، وعجُزه: في طلعةِ الشمس ما يُغنيك عن  زحل.

([2]) كلمة فرنسية (communal) ومعناها: بلدي، نسبة إلى البلدية.

([3]) أي: خلَت.

([4]) أحمز الأعمال: أشدُّها وأمتنها.

([5]) التضريب بين القوم هو: إغراء بعضهم ببعض.

([6]) الزَّردة هي: الحفل والاجتماع الذي يقيمه الطرقيُّون، ويحصل فيه الرقص والجذب والأكل. وأصل اشتقاقها من الزَّرد، وهو: بلع اللقمة بسرعةٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017