الأربعاء - 19 ربيع الأول 1445 هـ - 04 أكتوبر 2023 م

تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (5)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا


دَفع شبهةٍ ونَقض فريةٍ في هذا المقام

سيقول بعض الناس: إنَّ ما ذكرتموه من آثار الطرق السيِّئة كلّه صحيحٌ، وهو قليلٌ من كثير، ولكن هذه الطرق لم يعترِها الفسادُ والإفساد إلّا في القرون الأخيرة، وأنتم -معشر المصلحين- تذهبون في إنكاركم إلى ما قبل هذه القرونِ، وتتناولون فيما تكتُبون وما تخطبون وما تدرِّسون المحْدَثين والقدماء والأصولَ البعيدة والفروعَ القريبة، حتى بسطتُم ألسنتكم بالسّوء إلى مقاماتٍ وأسماء كانت قبل اليومِ كحمام الحرَم، ولعلَّ خصومَكم يكونون أدنى للرجوع إلى الحقِّ لو سكتُّم لهم عن هذه الأسماء.

لهذا القائل نقول -بعد شُكره على الاعتراف ببعض الحقِّ-: إنَّ الجزء الأخير مِن كلامكَ مقتبسٌ مما يشنِّع به علينا خصومُ الإصلاح، وهو أننا ننبش القبورَ، ولا نحترم الأمواتَ، وننكر كراماتِ الأولياء ومراتبَهم (من غَوثيَّة وقطبانيَّة)، إلى أكاذيبَ يلفِّقونها وأراجيفَ يتناقلونها عنَّا. فاسمع يا هذا:

إنَّ حجَّة الإسلام قائمةٌ، وميزانه منصوبٌ، وآدابه متمثِّلة في سيرة الصحابة والتابعين، وإنَّنا لا نعرف في الإسلام بعد قرونِه الثلاثةِ الفاضلَة ميزةً لقديم على محدَث، ولا لميِّت على حيٍّ، وإنما هو الهدَى أو الضلال، والاتِّباع أو الابتداع، وليستِ التركة التي ورَّثَناها الإسلام عبارةً عن أسماء تطفُو بالشُّهرة، وترسب بالخمول، ويقتتل الناس حولها كالأعلام، أو يُفتنون بها كالأصنام. وإنما ورَّثَنا الحكمةَ الأبديَّة، والأعمال الناشئةَ عن الإرادة، والعلم المبنيَّ على الدليل.

وإنَّ المسلمين غَلَوا في تعظيم بعضِ الأسماء غلوًّا منكرًا، فأدَّاهم ذلك الغلوُّ إلى نوعٍ غريبٍ من عبادةِ الأسماء نَعاه القرآنُ على من قبلَنا؛ ليَعِظَنا ويحذِّرنا ما صنَعوا. وقد عزَل عمرُ خالدَ بن الوليد، وقال: (خَشيتُ أن يَفتَتِن به النَّاس)([1]).

ونحن حين نحكُم على الأشياء نحكُم عليها بآثارها، وآثار هذا الغلوِّ في المسلمين كانتِ الشرَّ المستطير والتفرّقَ الماحق.

ونحن إذ ننكِر إنما ننكِر الفاسدَ منَ الأعمال، والباطلَ منَ العقائد، سواء علينا أصَدرت مِن سابقٍ أم من لاحق، ومن حيٍّ أم من ميِّت؛ لأنَّ الحكم على الأعمال لا على العامِلين، وليس صدورُ العمل الفاسدِ من سابقٍ بالذي يُحدِث له حرمةً أو يصيِّره حجَّة على اللاحقين، بل الحجَّةُ لكتاب الله ولسنّة رسولِه، فلا حقَّ في الإسلام إلا ما قام دليلُه منهما، واتَّضح سبيلُه من عمل الصحابة والتابعين بهما، أو إجماع العلماء بشرطه على ما يستند عليهما. وبهذا الميزانِ فأعمالُ الناس إما حقٌّ فيُقبل، أو باطل فيُرَدّ.

وقد روى الثِّقات عن الإمام مالِك أنَّه من ابتدعَ في الإسلامِ بدعةً يراها حسنةً فقد زعَم أن محمدًا خانَ الرسالةَ؛ لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية [المائدة: 3]، فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا([2])، وإنكارُه على الإمام عبد الرحمنِ بن مهدي وضعَ الرداء أمامَه في الصّلاة وعدُّه ذلك من الحدَث معروفٌ([3])، وحكايتُه مع الرجل الذي سألَه عن الإحرام من مسجِد المدينة وقال له: إنما هي بِضعة أميالٍ أزيدُها، واستشهاد الإمام بقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]([4])، كل ذلك معروفٌ مشهورٌ.

* * *

ومع أنَّنا نَعلم أنَّ الطرقَ منتشرةٌ في العالَم الإسلاميِّ، وأنَّ آثارها فيه متشابهةٌ، وأنها هي السبَب الأقوى في كثيرٍ مما حلَّ به من الأرزاءِ والنكبات، وكثيرًا ما كانت مِفتاحًا لاستعمار ممالِكه؛ فإنَّ حربَنا موجَّهة أولًا وبالذَّات إلى طُرُقيَّة الشمال الإفريقيِّ، وبينها منَ الوشائج ما يجعَلها كالشَّيء الواحد. فعلى مِقدار هؤلاء الذين نعرف جِنسهم وفَصلهم وفَرعَهم وأصلَهم نفصِّل القول، وإلى هذا الهدَف نسدِّد السِّهام.

والأمرُ بيننا وبينهم مِن يوم شنَّت الغارة دائرٌ على أحوالٍ، وسائرٌ على مراحلَ، ينتقلِون بنا من إِحداها إلى الأخرَى، ولا نزال نطاردُهم وهم يلتجِئون من ضيِّقٍ إلى أضيَق إلى الآن.

وذلك أنَّنا لما أنكَرنا عليهم باطِلَهم الذي يرتكبونه باسمِ الدين زعَموا أنَّ الطريقَ هي الدّين، ولما نقَضنا لهم هذه الدَّعوى تنزَّلوا فزعَموا أنَّ لها حبلًا واصلًا بالدِّين وسَندًا متَّصلًا بالسَّلف، ولما بيَّنَّا لهم أنَّ الحبل مقطوعٌ وأنَّ السند منقَطع قالوا: إن هذه الطرقيَّةَ مرَّت عليها قرونٌ ولم يُنكرها العلماءُ، فبيَّنَّا لهم أنَّ عدم إنكار العلماءِ الباطلَ لا يُصَيِّره حقًّا، ومرور الزمَن عليه لا يُصيِّره حقًّا، وقُلنا لهم: إذا كان سَلفُكم في الطرقيَّةِ يَعمَلون مثلَ أعمالكم فهم مُبطِلون مِثلَكم، وإذا كانوا على المنهاج الشرعيِّ فليسوا بطرقِيِّين، ونحن نعلَم مِن طريق التاريخ -لا من طريق الشُّهرة العامَّة- أنَّ بعض أصحاب هذه الأسماء الدائرةِ في عالم التصوُّف والطرُق كانوا على استقامَةٍ شرعيَّة وعَمَل بالسنَّة ووقوفٍ عند حدود الله، فهم صالحون بالمعنى الشَّرعي، ولكن الصَّلاح لم يأتهم من التصوُّف أو الطُّرُق، وإنما هو نتيجةُ التديُّن، وفي مثل هؤلاء الصالحين الشرعيِّين إنما نختلِف في الأسماء، فنحن نسمِّيهم صالحي المؤمنين، وهم يسمُّونهم صوفيَّة وأصحاب طُرُق، فيا وَيلهم! إن طريقةَ الإسلام واحِدة، فما حاجة المسلمين إلى طرُق كثيرةٍ؟!

ثم ما هذا التصوُّف الذي لا عهد للإسلام الفطريِّ النقيّ به؟! إنَّنا لا نُقرُّه مَظهرًا من مظاهر الدين أو مرتبةً عليَا من مراتبه، ولا نعترف من أسماء هذه المراتِب إلّا بما في القاموس الدينيِّ: النبوة، والصديقية، والصّحبة، والاتباع، ثم التَّقوى التي يتفاضَل بها المؤمنون، ثم الولاية التي هي أثر التَّقوى. وإن كنَّا نقرُّه فلسَفَةً روحانيَّة جاءَتنا من غَير طريق الدّين، ونُرغمها على الخضوع للتحليل الدِّينيِّ.

وهل ضاقَت بنا الألفاظُ الدينيَّة ذاتُ المفهوم الواضِح والدِّقَّة العجيبة في تحديد المعاني حتى نستعيرَ من جرامِقَة([5]) اليونان أو جرامِقَة الفرس هذه اللَّفظة المبهَمَة الغامِضة التي يتَّسع معناها لكلِّ خيرٍ ولكلِّ شرٍّ؟!

ويمينًا، لو كانَ للمسلمين يومَ اتَّسعت الفتوحات وتكوَّنَت (المعامل) الفكريَّة ببغداد ديوانُ تفتيشٍ في العواصم ودروبِ الروم ومنافذ العراق العجمي؛ لكانت هذه الكلِمَة من (المواد الأولية) المحرمة الدخول… فقد أصبَحَت هذه الكلمةُ التي غفلوا عنها أُمًّا ولودًا تلِدُ البرَّ والفاجر. ثمَّ تمادى بها الزمن فأصبَحَت قلعةً محصَّنة تُؤوي كلَّ فاسقٍ، وكلَّ زنديق، وكلَّ مُمَخْرِق([6])، وكلَّ داعرٍ، وكلَّ ساحرٍ، وكلَّ لصٍّ، وكلَّ أفَّاك أثيم. وانظر “طبقات الشعراني الكبرى” وما طُبِع على غِرارها من الكُتب تجدْ أصنافَ المحتَمين بهذه القلعة -وهم ببركة حمايَتِها- طلقاءَ مِن قيودِ الشَّريعة.

وإنَّ هذه القلعةَ لهي المعقِل الأسمى والملاذ الأحمَى لأصحابِنا اليومَ، فكلُّ راقصٍ صوفيٌّ، وكلُّ ضارب بالطبل صوفيٌّ، وكلُّ عابثٍ بأحكام الله صوفيٌّ، وكل ماجنٍ خليعٍ صوفيّ، وكلُّ مسلوبِ العقل صوفيّ، وكل آكلٍ للدنيا بالدّين صوفيّ، وكلُّ ملحدٍ في آيات الله صوفيٌّ، وهلمَّ سحبًا.

أفيَجمُل بجنود الإصلاح أن يَدَعوا هذه القلعةَ تحمي الضلالّ وتُؤوِيه، أم يجب عليهم أن يحمِلوا عليها حملةً صادقة، شعارُهم: “لا صوفيَّة في الإسلام”؛ حتى يدكُّوها دكًّا، وينسفوها نَسفًا، ويذروها خاوِيةً على عروشها؟!

إنَّ احترامَ الصوامع والأديرةِ -لأنَّ فيها قومًا فحصوا رؤوسَهم وحبسوا نفوسهم- مشروطٌ بما إذا لم تكن مأوى للمقاتِلَة، وإلا زال احترامها.

* * *

والحقيقةُ أنَّ الطرقيِّين أرادوا أن يصبغوا طرقَهم بالقُدسية الدينيَّة، فانتحَلوا لها هذه الأباطيلَ، وأعطَوها خصائص الدّين كلّها. ألم تر أنهم يعدُون الخروجَ من طريقةٍ -ولو إلى طريقةٍ أخَرى- كالارتِداد عن الدّين، يموت فاعلُه على سوء الخاتمة؟! قبَّحهم الله، فما هو إلّا خروجٌ من ضلالةٍ، إما إلى هدًى، وإما إلى ضلالة أشنَع.

ولما فَضحناهم من هذه النواحي كلِّها لجؤوا إلى العامَّة يستصرخونها باسم الغَيرة على الأوائِل… وإنَّ كثيرًا منهم ليَعني بالأوائل أباه القريبَ وجدَّه. وقد كانَ في هؤلاء الأوائل الذين يعنُونهم من ينتَحِل ظواهرَ منَ التديُّن، وفيهم من يَفعل فِعل الأبالِسَة. ونحن أدركنا كثيرًا منهم وبَلَونا أخبارَهم، فوجدنا ظواهِرَ مموَّهة على بواطِن مشوَّهة، وأكبرُ جَرحةٍ دينيَّة فيهم عِندي إقرارُهم لتلك الأماديحِ الشعريَّة الملحونة التي كان يقولها فيهم الشعراءُ المتزلِّفون، وينشدونها بين أيدِيهم في محافلهم العامَّة، وفيها ما هو الكفرُ أو دونَ الكفرِ من وصفهِم بالتَّصرُّف في السماوات والأرضين، وقُدرتهم على الإغناء والإفقار وإدخالِ الجنَّة والإنقاذ من النار، دع عنكَ المبالغاتِ التي قد تُغتَفر، كلُّ ذلك وهم ساكِتون، بل يَعجبون لذلك ويطرَبون، ويُثيبون المادِح، عِلمًا منهم أنَّ ذلك المديح دِعايةٌ مُثمرة تجلب الأتباع وتدرُّ المال، ولو كانوا على شيءٍ منَ الدّين لما رَضُوا أن يسمَعوا تلك الأماديحَ وهم يعلمون كذِبها مِن أنفسهم، ويعلمون أنَّ فيها تضليلًا للعامَّة وتغريرًا بعقائدها، وأنَّ تلك الأماديحَ المنشورة بين الناس في وطنِنا هذا هي سرُّ انتشار الطرُقية وتغوُّلها فيه، وقد سمِعنا الكثيرَ منها، ولنا فيها وفيمن قيلَت فيه فَلسفةٌ خاصَّة، سنُفردها بالكتابة في فُرصةٍ أخرى إن شاءَ الله.

وبِالجملة، فهذا الطِّراز الطُّرُقيّ الذي أدركناه مِن آباء وأبناء يجمَعهم قولك: طُلّاب دنيا وعُبّاد شهوات، ولو أكلوا أموالَ الناس بالباطل مِن غير أن يتَّخذوا الدِّين شِباكًا لهان أمرُهم على الناس، ولاتَّقوهم بما يتَّقون به اللّصوص، ولوَكَلَناهم نحن إلى القَوانين والوَزَعَة([7]). فأما أن يَعبَثوا بالدين كلَّ هذا العبث، وبما حرَّم الله من أعراض المسلمين وأموالهم، ثم يريدون أن نسكتَ عنهم كما سَكت العلماءُ مِن قبلنا، فلا والله ولا كرامَةَ.

ولعلَّ أسخفَ طورٍ مرَّ على الطرقية في تاريخها هو هذا الطورُ الأخير؛ فقد أصبح مِن أحكامها أنَّ شيخَ الطريقة لا يلِد إلّا شيخَ طريقة، وهم -قطع الله دابرَهم- لا يعرفون من السنَّة إلّا (تناكحوا تناسلوا)([8]) إلخ، فكثر نسلُهم، وكثرت بكثرته (مشائخ الطرق)، وأصبح أمرُ هذه المشيخَة لا يتوقَّف على تربيةٍ ولا تسليكٍ ولا إجازةٍ، وإنما يتوقَّف على قاعدة: (خُبز الأب للابن)، أو على شيءٍ آخر وهو التولية الحكوميَّة مثل ما نعلَم عن مصر وتونس والجزائر من صدور الإرادات السَّنيَّة والأوامر العليَّة والمراسيم الحكومية بولاية المشيخة الطرقية. فيا لَلسُّخرية!

وأغربُ مِن هذا أنَّنا رأينَا لأوَّل مرّة في تاريخ الطرقية شيخَ الطريقة بالانتِخاب عند الطائفة العلِيوِيَّة المجدّدة العصريَّة (الْمُودِرْن).

* * *

إنَّنا لا نحمِل لهؤلاء المشائخ ولا لأولادهم ولا لأحفادِهم حِقدًا، ولا نَضطَغن عليهم شيئًا، ولا ننفَس عليهم مالًا من الأمَّة ابتزّوه، ولا جاهًا على حسابها أَحرزوه، وليس بينَنا وبينهم تِرات([9]) قديمة، ولا ذحولٌ([10]) متوارثة، ولا طوائلُ([11]) مَغرومة، وإنما هو الغضَب لله ولدينِه وحرماتِه أَنطَقَنا فقُلنا، وشَنَنَّاها غارَةً شَعواء على الآباء والأبناء، ما دام هذا الغُصن مِن تلك الشجرة، ولو كنَّا من الشّعريات بسبيل لقلنا مع القائل:

لَا أَذُودُ الطَّيْرَ عَنْ شَجَرٍ     قَدْ بَلَوْتُ الْمُرَّ مِنْ ثَمَرِهْ([12])

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) كتابُ عمرَ بن الخطاب لأبي عبيدةَ بتوليته وعزل خالد بن الوليد -رضي الله عنهم- رواه الطبري في تاريخه (4/ 355)، وليس فيه التعليل المذكور.

([2]) روى هذا القولَ عن الإمام مالك ابنُ حزم في الإحكام (6/ 58). وينظر: الاعتصام للشاطبي (1/ 49، 2/ 18، 53).

([3]) ينظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (2/ 40)، والاعتصام (1/ 116، 2/ 68).

([4]) رواه ابن العربي في أحكام القرآن (3/ 432). وينظر: الاعتصام (1/ 131، 2/ 52، 62، 64).

([5]) الجرامِقَة: قوم من العجم.

([6]) أي: مُمَوِّه.

([7]) الوَزَعَة: جمع وازع، وهو الزاجر والمانع، والمقصود بهم: الولاةُ المانعون مِن محارم الله تعالى.

([8]) جاء بمعناه من حديثِ معقل بن يسار رضي الله عنه مرفوعًا: (تزوَّجوا الولود الودود؛ فإني مكاثر بكم الأمم). أخرجه أبو داود (2050)، والنسائي (3227)، وغيرهما.

([9]) أي: عداوات.

([10]) الذّحول: الثارات والأحقاد.

([11]) يقال: بينهما طائلة، أي: عداوة وثأر.

([12]) البيت لأبي نواس، من قصيدةٍ يمدح فيها العباس بن عبيد الله بن أبي جعفر المنصور. ينظر: ديوانه (ص: 66).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

عرض وتعريف بكتاب (الأشاعرة والماتريدية في ميزان أهل السنة والجماعة) الصادر عن مؤسسة الدرر السنية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: وقع الخلاف في الأيام الماضية عن الأشاعرة والماتريدية وكان على أشدِّه، ونال مستوياتٍ كثيرةً بين الأفراد والمراكز والهيئات، بل وتطرَّق إلى الدول وتكتَّل بعضها عبر مؤتمرات تصنيفيّة، وكذلك خلاف كبير وقع بين المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة في الحديث عن بعض من نُسب إلى الأشعرية أو تقلَّد بعض […]

فضائل عمرو بن العاص رضي الله عنه .. والرد على الشبهات المثارة حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تطاول أقوام على الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، القائد العظيم المحنك، الذي حمل أعباء الجهاد في سبيل الله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي توِّجت فتوحاته العظيمة بالنصر على أعداء الإسلام، فنالوا من صدقه وأمانته، ووصفوه بالغدر والخبث زورًا وبهتانًا، ولكن هيهات […]

التكفير عند الفرق المخالفة لمنهج السَّلف

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: وقوع التناقض في الأقوال وفي التأصيل ناتج عن خلل في فهم النصوص، والبعد عن منهج السلف في التقعيد، وهذا التناقض يختلف بحسب طبيعة المسألة أهمية وقدرًا، وأشدها الوقوع في التكفير؛ لما ينتج عنه من آثار مدمرة على حياة الناس، وتكفير أي فرقة لفرقة أخرى لربما انتشر وذاع لدى […]

دعوى تلقي البردة بالقبول وانفراد علماء نجد بنقدها.. تحليل ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قصيدةُ البردة هي أحد أشهر القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري، وهي قصيدة عذبة رائقةُ البناء اللغوي والإيقاع الشعري، ولذلك استعذبها كثير من العلماء والأدباء والشعراء، إلا أنها تضمَّنت غلوًّا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها […]

قَولُ ابن عربي الاتّحاديّ بإيمان فِرْعون وموقفُ العلماء مِنه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن المسلم الموحِّد الذي قرأ القرآن العظيم، وآمن بصدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من أخبار الأمم السابقين، لا يخالجه أدنى تردّد في هلاك فرعون على الكفر بالله تعالى وبنبيه موسى عليه السلام. ولو قيل لأي مسلم: إن ثمّة من يدافع عن فرعون، ويحشد الأدلة لإثبات […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (2)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد ذكرنا في المقال السابق، أن المتكلمين يُوجبون النظر، ويُوجبون نظرا محددا، وليس مطلق النظر وفي مطلق الأوقات، كما هو الواقع في دعوة القرآن، الذي يدعو إلى النظر والتأمل والتفكر […]

عرض وتعريف بكتاب (دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي) دراسة نقدية تطبيقية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي، دراسة نقدية تطبيقية. اسم المؤلف: د. راشد صليهم فهد الصليهم الهاجري. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى، طباعة الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن والسنة النبوية وعلومها، لسنة (1444هــ- 2023م). حجم الكتاب: يقع في مجلدين، عدد صفحات المجلد […]

جهود علماء الحنابلة في الدفاع عن الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هذا تجريد لأقوال علماء الحنابلة في الثناء على الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله، والذبّ عنه، جمعته من مصنفات أعيانهم عبر القرون حتى وقتنا الحاضر. وستجد فيه الكثير من عبارات الثناء والمدح للإمام، وبيان إمامته وفضله ومنزلته، والاعتداد بخلافه في مسائل الفقه، والاستشهاد بكلامه في عدد من مسائل الاعتقاد، […]

الحقيقة المحمدية عند الصوفية عرض ونقد – الجزء الأول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة في خطر التصوف الفلسفي وأهم نظرياته: من المعروف أن التصوف مر بأدوار مختلفة، فبدأ بطبقة الزهاد والعباد الذين كانوا في الجملة على طريقة أهل السنة والجماعة، وكانوا مجانبين لطرائق الفلاسفة والمتكلمين، وإن كان وُجِد منهم شيءٌ من الغلو في مقامات الخوف والمحبة والزهد والعبادة. ثم وُجِدت طبقة أخرى […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد بيّنت في مقال سابق، أن مذهب الأشاعرة ليس ثابتا، بل مرَّ بمراحل وانقسم إلى طبقات. فالطبقة الأولى: وهي طبقة الشيخ أبي الحسن الأشعري، والقاضي أبي بكر الباقلاني، ونحوهما، […]

رفع الاشتباه عن موقف أئمة الدعوة النجدية من الحلف بغير الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وبعد: فإن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206) السلفية، هي امتدادٌ لأولئك الأئمة المحققين الذين حفظوا مفهوم التوحيد وذبوا عنه وبلغوه للناس، وبذل أئمة هذه الدعوة جهودهم في إحياء تراث أئمة السلف، ومحققي العلماء الذين اعتنوا بتحرير […]

هل الأشاعرة من أهل السنة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا مبحث مختصر في الجواب عن إشكالية الخلط بين المفاهيم. هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟ وهل التقاء بعض العلماء مع بعض […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وهي ظَنِّيَّة؟!

من الشُّبهات التي أثارها المنكِرون للسنةِ النبويةِ شبهةٌ حاصلُها: أنَّ السُّنةَ النبويَّة ظنيَّةٌ، فكيف نقبلُ بهَا ونعُدُّها مَصدرًا للتشريع؟! واستنَدُوا في ذلك إلى بعضِ الآيات القرآنية التي أساؤُوا فهمَهَا، أو عبَثُوا بدلالتها عمدًا، لكي يوهموا الناس بما يقولون، من تلك الآيات قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ […]

دعوى افتقار علماء السلفية لعلوم الآلة.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من العبارات الفاسدة التي يقول بها المناوؤون للدعوة السلفية، التي يُدرك فسادها بالضرورة قول بعض المناوئين: (لو تعلَّموا وفق المنظومة العلمية التراثية ودرسوا العلم الصناعي لتمشعروا، ولساروا في ركاب الأمة الإسلامية، ولتركوا ما هم عليه من توهبُن وتسلُّف، ولذهبوا إلى القبور يعفرون الخدود ويجأرون بطلب الحاجات). وهذه مقالة يؤسفني […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017