الثلاثاء - 18 ربيع الأول 1445 هـ - 03 أكتوبر 2023 م

  تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (6)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

أولّ صيحةٍ ارتفَعت بالإصلاح في العهد الأخير

لا نزاعَ في أنَّ أولَ صيحةٍ ارتفَعت في العالم الإسلاميّ بلزوم الإصلاح الدّيني والعلميّ في الجيل السابق لجيلنا هي صيحةُ إمام المصلحين الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده رضي الله عنه([1])، وأنه أندَى الأئمَّة المصلحين صوتًا وأبعدُهم صيتًا في عالم الإصلاح. فلقد جاهر بالحقيقة المرَّة، وجهَر بدعوة المسلمين في مشارق الأرضِ ومغاربها إلى الرجوع إلى الدّين الصحيح والتِماس هديِه من كتاب الله ومن سنَّة نبيِّه، وإلى تمزيق الحُجُب التي حجَبت عنَّا نورَهما وحالت بيننا وبين هديهما؛ مبيِّنًا بصوتٍ يُسمِع الصُّمَّ وبلاغةٍ تستنزل العُصم([2]) أنَّ علَّة العِلل في سقوط المسلمين وتأخُّرهم وراءَ الأمم وانحطاطِهم عن تلك المكانَة التي كانت لهم في سالف الزَّمن هي بُعدهم عن ذلك الهدي الروحاني الأعلى، وأنَّه لا يُرجى لهم فلاحٌ في الدنيا ولا في الآخرة، ولا صلاح حالٍ يستتبع صلاحَ المآل، ولا عزَّة جانبٍ تردُّ عنهم عادِية الغاصبين من الأجانب، إلّا إذا راجَعوا بصائرهم، واسترجعوا ذلك الهديَ الذي لم يغصبه منهم غاصِب، وإنما هَجروه عن طوعٍ أشبه بالكُره، واختيار أشبَه بالاضطرار، فباؤُوا بالمهانَة والصَّغار والضَّعَة والخسار.

كانت تلك الصيَّحة الداويةُ من فمِ ذلك المصلح العظيم صاخَّةً لآذان المتربِّصين بالإسلام، ولآذان المبطلين من تجّار الولاية والكرامات وعبَدَة الأجداث والأنصاب، ولآذان الجامِدين من العلماء، وَجموا لها([3])، وملَكتهم غَشية الذهول؛ عِلمًا منهم أنَّ أولَ آثارها إذا تغَلغَلت في النفوس هو قطعُ الطريق على المتربِّصين، وهدمُ سلطان المبطلين الزائف ومكانتهم الكاذبة وجاههم الخادع، وجفافُ المراعي الخصبة التي كانوا يُسيمون([4]) فيها شَهواتهم ولذّاتهم، ونُضوب المنابع الرويَّة من المال التي كانوا يُعلّون([5]) منها ويَنهَلون.

ولقَد وقفُوا بعدَ زوال تلكَ الغَشية صفًّا واحدًا في وجهِ ذلك المصلح، يجادِلونه بالبهت، ويكايدونه بالإفك، وألَّبوا عليه الألسنة والأقلام، ووقَفوا له بكلِّ مَرصد، ورموه بكل نقيصةٍ. فلم ينالوا منه نيلًا إلّا قولهم: إنه كافر، وهَنَةً وَهِنَةً، وهذه هي النّغمة المردَّدة التي كان فقهاء الجيل البائد في وطننا هذا وفي غيره يردِّدونها مقرونةً بالسّبّ واللّعن، وقد ورثها عنهم أهلُ هذا الجيل، واشتقُّوا منها اشتقاقات غريبة، وهي أسلحتهم التي يقذفون بها في وجوه المصلحين كلَّما أعيتهم الحجة وأعوزَهم الدليل.

وكان الأستاذُ الإمام أعجوبةَ الأعاجيب في الألمعيَّة وبُعد النظر وعُمق التفكير وحِدَّة الخاطر واستنارة البصيرة وسُرعة الاستنتاج واستشفاف المخبَّآت، حكيمٌ بكلِّ ما تؤدِّيه هذه الكلمةُ من معنى، منقطع النظير في صدقِ الإلهام وسَداد الفهم وصدق العزيمة وخصب القريحة واستقلال الفكر ونصاعة الاستدلال وتمكُّن الحجة، موفور الحظِّ من طَهارة الدّخلة والانطباع على الفضيلة، مُستكمل الأدوات من فصاحةِ المنطقِ وذَلاقة اللسان([6]) وقرطَسة الفراسة([7]) ودقَّة الملاحظة وسلاسة العبارة ومطاوعة البديهة ورباطة الجأش وكبر الهمَّة ووفرة الملكة الخطابية وقوة العارضة في البيان واتساع الصدر لمكاره الزمان وأهله، حجَّة من حجَج الله في فهم أسرار الشريعة ودقائقها وتطبيقها، وفي البصر بسنن الله في الأنفس والآفاق، وفي العلم بطبائع الاجتماع البشريّ وعوارضه ونقائصه.

وبالجملة، فالرجل فذٌّ من الأفذاذ الذين لا تكوِّنهم الدراسات وإن دقَّت، ولا تخرِّجهم المدارس وإن ترقَّت، وإنما تقذف بهم قدرة الله إلى هذا الوجود، وتبرزهم حكمته في فترات متطاوِلة من الزمن على حين انتكاس الفِطرة واندراس الفضيلة وانطماس الحقيقة، فيكون وجودُهم مظهرًا من مظاهر رحمة الله بعباده، وحجَّةً للكمال على النَّقص، وإصلاحًا شاملًا وخيرًا عميمًا.

ولو أنَّ قول الشاعر:

هَيْهَاتَ لَا يَأْتِي الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ          إنَّ الزَّمَانَ بِمِثْلِهِ لَبَخِيلُ([8])

لم يبتذِله المترجمون للرّجال بوضعه في غير موضعِه حتى صاروا ينشدونه في حقِّ أشخاص يتكرَّم الزمان علينا بمآتٍ من مثلهم في كل جيل، لولا هذا الابتذالُ السّخيف لهذا البيت لقلنا: إن أحقَّ رجل بانطباقه وصحَّة إطلاقه عليه هو الأستاذ الإمام، فرضي الله عن الأستاذ الإمام.

* * *

حمَل لواءَ الإصلاح بعد موتِ الإمام تلميذُه الأكبر ووارث علومِه السيّد محمَّد رشيد رضا، وقد كان في حياة الإمام ترجمانَ أفكاره باعترافِ الإمام، والمنافحَ عنه والمدافعَ دونَه. واضطَلع بعد موته بحملِ أعباء الإصلاح حين نكَل عن حملها أقوامٌ، وضعف عن حملها أقوامٌ، واستقلَّ بتسيير سفينتِه فكان الرُّبّان الماهر، وأقام على مبادئ أستاذه وفيًّا لها وله، فتمادَى على إصدار التفسير على منهاج الإمام من حيث وقَف الإمام، وجمع تاريخَ حياة الإمام، فكان أضخمَ عمل استقلَّ به فردٌ، وليس تاريخ الأستاذ الإمام بالأمر الهيِّن الذي يقوم به فردٌ لو لم يكن ذلك الفرد (رشيدًا).

كان أكملُ آثارِ الشَّيخ رشيد في حياة الإمام إنشاءَ مجلة المنار، وأنفس ذخر علميٍّ اشتملت عليه هو دروس الإمام في التفسير التي هي النواة الأولى لتفسير المنار، وتلك الفتاوى الجليلة التي كان ينشرها في أمَّهات العقائد والأحكام على ذلك النحو العجيب من الاستقلال في الاستدلال.

ولعمري، لو أنَّ رشيدًا قصَّر كما قصَّر غيره ولم يجمع خلاصات دروس الإمام، لأضاع على العالم الإسلامي كنزًا علميًّا لا يُقوَّم بمال الدنيا.

باركَ الله في أوقاتِ الأستاذِ رشيد، فاستمرَّ بعد موتِ الإمام على إِصدار المنار، واتَّسق أفُق انتشاره في الأقطار الإسلاميَّة وكثُر قرَّاؤه أو تلامذته كما كان يقول رحمه الله، وأحدَث -حتى في أصلبها عودًا وأشدِّها جمودًا- انقلابًا فكريًّا في فهم الديّن وصلته بالدنيا، وألَّف المؤلفات الكثيرة، ونشَر من مؤلَّفاتِ المصلِحين من القدَماء ما زادَ به الإصلاح الحاضر تمكينًا ورسوخًا، فكانت تلك المؤلفاتُ غذاءً صالحًا للنهضة العلمية، وساهم في الإصلاح العلميِّ والإصلاح السياسيِّ لقومه وبني وطنه، وإن كانت بعضُ آرائه في هذا الأخير لا تخلو من الشذوذ.

وكان طول حياته بلاءً مسلَّطًا على طائفتين: دعاة التدجيل من المسلمين، ودعاة النصرانية من المسيحيِّين. فلم نعرف في التاريخ من فَضح الطائفتَين شرَّ فضيحةٍ غير الأستاذ السيِّد رشيد.

وإنَّ أزهر الصحائف في سِجِلِّ حياته هي تلك المواقف العاتية التي كان يقفها في الدفاع عن الإسلام ونَصره، وردّ عوادي الكفر والضلال عنه.

وعاش ما عاش مرهوب شباة([9]) اللسان مَرهوب شباة القَلم، إلى أن لحق بربِّه راضيًا مرضيًّا في هذا العام، فشعر العالم الإسلاميُّ بأنَّ خسارته فيه لا تعَوَّض.

وإنَّ مِن واجب الوفاء والاعتراف بالفضل لأهلهِ أن نُجريَ ذِكرَه بما يتَّسع له المقامُ في هذه النَّشرة الإصلاحيَّة التي تَمُتّ إلى أعماله ومبادئه بالنَّسَب العريق، وتتَّصِل إلى علومه ومعارفه الواسعَة بالسَّبب الوثيق. وقد فعلنا، ولكن أين تقَع هذه الجمَل مما يوجبه الوفاءُ لرجلٍ هو في بناء الإصلاح الركنُ والدّعامة، وفي هيكل الإصلاح الرأس والهامَة؟! وعسى أن تساعدَ الأقدار فنوفِّيه بعضَ حقِّه.

* * *

لقيته -رحمه الله- ببلدَة دمشق على إثر انتهاءِ الحربِ العظمى، وقد جاءَها ليتَّصل بالهيئات العامِلة لخير العرَب، وليزورَ أهلَه في القَلَمون من لبنان الشّماليّة.

ونزل ضيفًا على صديقِنا العالم السَّلفيِّ الشيخ بهجَت البيطار، وبيتُ آل البيطار في دِمشق هو مَبعَث الإصلاح ومَطلعُه، ولعميدهم الشيخ عبد الرزاق البَيطار ورفيقِه الشيخ جمال الدين القاسميّ صداقةٌ باذِخة الذُّرى([10])، وصلةٌ وثيقة العُرى بالأستاذ الإمام، تجمع الثلاثةَ وحدةُ الفكرة والرأي والسَّلفيَّة الحَقَّة والاستقلال في العلم. والبيطار والقاسمي عالمان جليلان لم أدركهما حين دخلتُ دمشق، ولكنّي قرأتُ من آثارهما في الكتُب التي كتباها، ورأيتُ من آثارهما في النفوس التي ربَّياها ما شهد لي أنهما ليسا من ذلك الطِّراز المتعمِّم الذي أدركناه بدِمشق، ولثانيهما آثارٌ مطبوعة هي دون قَدرِه، وفوقَ قدرِ علماء مِصرِه.

كنا نذهب ليلًا إلى دار صديقنا البيطار للسَّمَر مع الشيخ رشيد، ورفيقي إذ ذاك الأستاذ الشيخ الخضر بن الحسين المدرس الآن في الأزهر. وأشهد أنها كانت لياليَ ممتِعةً، يغمرنا فيها الأستاذ رشيد بفَيضٍ من كلامِه العذب في شؤونٍ مختلِفة، وإن أَنسَ فلا أَنسَ إحسانَه في التنقُّل ولُطف تحيُّله في الخروج بنا من مَعنى آيةٍ إلى شأن من شؤون المسلِمين العامَّة.

وكان في اللَّيالي التي اجتَمعنا به فيها يستولي على المجلِس ويملكُ عنان القَول، فلا يدَع لِغيره فُرصةً للكَلام، إلّا أن يكونَ سُؤال سائلٍ، مع اشتمال المجلس على طائفةٍ عظيمةٍ من أهل الأفكار المستقلَّة والألسنة المستدلَّة. وأخبرني عارفوه أنَّ تلك عادَتُه، فإن كان ما قالوه حقًّا فهي غَميزَة في فضله وأدَبِه.

وبمناسبة لقائِي للشيخ رشيد فأنا ذاكرٌ قصَّة لها تعلُّق به، وهي تنطوي على ضروبٍ منَ العبر، وتكشف عمَّا يضمره العلماءُ الجامدون للعلماء المصلحين من كيدٍ وسوءِ نيَّة، وما يصِمونهم به من عظائم، مما لا يصدُر من مسلم عامِّيٍّ فضلًا عن العالم. وإنني أذكر القصةَ بدون تعليق:

صادَف قدومَ الشيخ رشيد إلى الشام عزمِي على الرجوع إلى الجزائر، وخرج الشّيخ رشيد إلى القلَمون فخرجت بعدَه إلى بيروت في وجهتي إلى المغرب، وكان من رفاقي في هذه الوِجهة الأستاذُ محمد المكي بن الحسين شقيق الشيخ الخضر المتقدم، فاجتمعنا ذاتَ صباح بالشيخ يوسف النبهاني -الخرافي المشهور- في دكَّان أحد التّجّار، وكان النبهانيُّ سمع بي فجاء مسلِّمًا قاضيًا لحقِّ الجوار بالمدينة المنوَّرة، إذ كنَّا قد تعارفنا فيها، فإنّا لَكذَلك إذ مر بنا الشيخ رشيد ولم يرَنا ولم نره، وما راعني إلّا النبهانيّ يلفت رفيقي ويسأله: أتعرِف هذا؟ فأجابه: وكيف لا؟! هذا الشيخ رضا، فما كان من النبهاني إلّا أن قال: هذا أضرُّ على الإسلام من ألفِ كافر، فكان امتعاضٌ قطَعَت نتائجه سرعَة الانفضاض.

* * *

ــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أثنى الشيخ البشيرُ الإبراهيمي على الشيخ محمد عبده -رحمهما الله- فيما يلي ثناءً عظيمًا، ولعلّه قصَد الثناءَ عليه فيما دعا إليه من نبذ التعصّب والتقليد والجمود والخرافة، وإصلاح التعليم، وإحياء العناية بالقرآن الكريم، وردِّ الأمّة إلى منبعها الصافي، وإلّا فإن للشيخ محمد عبده آراءً اعتزاليّة وتوجّهاتٍ عقلانيةً مشهورة عنه، رحمه الله وغفر له.

([2]) العُصم: جمع أعصم، وهو الوَعل الذي في ذِراعيه بياضٌ، والمعنى: بلاغة تذلِّل الصّعاب.

([3]) أي: سَكتوا وعجزوا عن الكلام.

([4]) أي: يرعَون.

([5]) أي: يشربون.

([6]) ذلاقة اللسان: طلاقته وحدَّته.

([7]) قرطسة الفراسة: إصابتها.

([8]) هذا البيت لأبي تمام من قصيدة يمدح بها محمد بن حميد، ينظر: ديوانه (ص: 226).

([9]) شباة الشيء: حدُّ طرفِه.

([10]) الذُّرى: جمع ذروة، وهي القمّة، والمقصود أنّ الصداقة بينهم كانت عظيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

عرض وتعريف بكتاب (الأشاعرة والماتريدية في ميزان أهل السنة والجماعة) الصادر عن مؤسسة الدرر السنية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: وقع الخلاف في الأيام الماضية عن الأشاعرة والماتريدية وكان على أشدِّه، ونال مستوياتٍ كثيرةً بين الأفراد والمراكز والهيئات، بل وتطرَّق إلى الدول وتكتَّل بعضها عبر مؤتمرات تصنيفيّة، وكذلك خلاف كبير وقع بين المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة في الحديث عن بعض من نُسب إلى الأشعرية أو تقلَّد بعض […]

فضائل عمرو بن العاص رضي الله عنه .. والرد على الشبهات المثارة حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تطاول أقوام على الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، القائد العظيم المحنك، الذي حمل أعباء الجهاد في سبيل الله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي توِّجت فتوحاته العظيمة بالنصر على أعداء الإسلام، فنالوا من صدقه وأمانته، ووصفوه بالغدر والخبث زورًا وبهتانًا، ولكن هيهات […]

التكفير عند الفرق المخالفة لمنهج السَّلف

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: وقوع التناقض في الأقوال وفي التأصيل ناتج عن خلل في فهم النصوص، والبعد عن منهج السلف في التقعيد، وهذا التناقض يختلف بحسب طبيعة المسألة أهمية وقدرًا، وأشدها الوقوع في التكفير؛ لما ينتج عنه من آثار مدمرة على حياة الناس، وتكفير أي فرقة لفرقة أخرى لربما انتشر وذاع لدى […]

دعوى تلقي البردة بالقبول وانفراد علماء نجد بنقدها.. تحليل ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قصيدةُ البردة هي أحد أشهر القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري، وهي قصيدة عذبة رائقةُ البناء اللغوي والإيقاع الشعري، ولذلك استعذبها كثير من العلماء والأدباء والشعراء، إلا أنها تضمَّنت غلوًّا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها […]

قَولُ ابن عربي الاتّحاديّ بإيمان فِرْعون وموقفُ العلماء مِنه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن المسلم الموحِّد الذي قرأ القرآن العظيم، وآمن بصدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من أخبار الأمم السابقين، لا يخالجه أدنى تردّد في هلاك فرعون على الكفر بالله تعالى وبنبيه موسى عليه السلام. ولو قيل لأي مسلم: إن ثمّة من يدافع عن فرعون، ويحشد الأدلة لإثبات […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (2)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد ذكرنا في المقال السابق، أن المتكلمين يُوجبون النظر، ويُوجبون نظرا محددا، وليس مطلق النظر وفي مطلق الأوقات، كما هو الواقع في دعوة القرآن، الذي يدعو إلى النظر والتأمل والتفكر […]

عرض وتعريف بكتاب (دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي) دراسة نقدية تطبيقية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي، دراسة نقدية تطبيقية. اسم المؤلف: د. راشد صليهم فهد الصليهم الهاجري. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى، طباعة الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن والسنة النبوية وعلومها، لسنة (1444هــ- 2023م). حجم الكتاب: يقع في مجلدين، عدد صفحات المجلد […]

جهود علماء الحنابلة في الدفاع عن الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هذا تجريد لأقوال علماء الحنابلة في الثناء على الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله، والذبّ عنه، جمعته من مصنفات أعيانهم عبر القرون حتى وقتنا الحاضر. وستجد فيه الكثير من عبارات الثناء والمدح للإمام، وبيان إمامته وفضله ومنزلته، والاعتداد بخلافه في مسائل الفقه، والاستشهاد بكلامه في عدد من مسائل الاعتقاد، […]

الحقيقة المحمدية عند الصوفية عرض ونقد – الجزء الأول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة في خطر التصوف الفلسفي وأهم نظرياته: من المعروف أن التصوف مر بأدوار مختلفة، فبدأ بطبقة الزهاد والعباد الذين كانوا في الجملة على طريقة أهل السنة والجماعة، وكانوا مجانبين لطرائق الفلاسفة والمتكلمين، وإن كان وُجِد منهم شيءٌ من الغلو في مقامات الخوف والمحبة والزهد والعبادة. ثم وُجِدت طبقة أخرى […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد بيّنت في مقال سابق، أن مذهب الأشاعرة ليس ثابتا، بل مرَّ بمراحل وانقسم إلى طبقات. فالطبقة الأولى: وهي طبقة الشيخ أبي الحسن الأشعري، والقاضي أبي بكر الباقلاني، ونحوهما، […]

رفع الاشتباه عن موقف أئمة الدعوة النجدية من الحلف بغير الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وبعد: فإن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206) السلفية، هي امتدادٌ لأولئك الأئمة المحققين الذين حفظوا مفهوم التوحيد وذبوا عنه وبلغوه للناس، وبذل أئمة هذه الدعوة جهودهم في إحياء تراث أئمة السلف، ومحققي العلماء الذين اعتنوا بتحرير […]

هل الأشاعرة من أهل السنة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا مبحث مختصر في الجواب عن إشكالية الخلط بين المفاهيم. هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟ وهل التقاء بعض العلماء مع بعض […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وهي ظَنِّيَّة؟!

من الشُّبهات التي أثارها المنكِرون للسنةِ النبويةِ شبهةٌ حاصلُها: أنَّ السُّنةَ النبويَّة ظنيَّةٌ، فكيف نقبلُ بهَا ونعُدُّها مَصدرًا للتشريع؟! واستنَدُوا في ذلك إلى بعضِ الآيات القرآنية التي أساؤُوا فهمَهَا، أو عبَثُوا بدلالتها عمدًا، لكي يوهموا الناس بما يقولون، من تلك الآيات قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ […]

دعوى افتقار علماء السلفية لعلوم الآلة.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من العبارات الفاسدة التي يقول بها المناوؤون للدعوة السلفية، التي يُدرك فسادها بالضرورة قول بعض المناوئين: (لو تعلَّموا وفق المنظومة العلمية التراثية ودرسوا العلم الصناعي لتمشعروا، ولساروا في ركاب الأمة الإسلامية، ولتركوا ما هم عليه من توهبُن وتسلُّف، ولذهبوا إلى القبور يعفرون الخدود ويجأرون بطلب الحاجات). وهذه مقالة يؤسفني […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017