الاثنين - 02 شوّال 1446 هـ - 31 مارس 2025 م

تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (7)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

 

نُشوء الحركة الإصلاحيَّة في الجزائر

لا يُطلَق -في هَذا المقام- لفظُ “حركة” في العُرف العَصريّ العامّ إلّا على كلّ مبدَأ تعتنِقه جماعةٌ، وتتسانَد لنصرتِه ونشرِه والدِّعاية والعمل له عن عقيدةٍ، وتهيِّئ له نِظامًا محدَّدًا وخطَّة مرسومة وغايةً مقصودة، وبهذا الاعتبار فإنَّ الحركةَ الإصلاحيَّة لم تنشَأ في الجزائر إلّا بعد الحربِ العالمية.

والتأثيرُ الأكبر في تكوينِها على هذه الصورةِ يَرجِع في الحقيقة إلى سنَة الإدالَة الكونية التي اقتضاها تدبير الاجتماع، ويرجع في الظاهر-فيما نرى- إلى العوامل الآتية:

الأول: نوازع جزئيَّة محدودة أحدَثتها في النفوسِ المستعِدَّةِ الأحاديثُ المتناقَلَة في الأوساط العلمية عن الإمام عبدُه، ولو من خصومِه الممعِنين في التشنيع عليه وسبِّه ولعنه -وما أكثرهم بهذا الوطن!-، فكانت تلك الأحاديثُ تفعَل فعلَها في النفوس المتبرِّمة من الحاضِر والمستشرِفة إلى تبدُّله بما هو خير، وتكيّفها تكييفًا جديدًا وتغريها أولًا بالبحث عن منشأ هذه الخصومة العنيفة لهذا الرجل. فإذا علِمت أن منشأ ذلك دعوتُه إلى القرآن، (أو ادعاؤها الاجتهاد)، كما كانوا يقولون قرب هذا الاسم منها، فأحبّته ولجت في الانتصار له، وإن لم تتبيَّن مشربَه كلَّ التبيُّن.

ويضاف إلى هذا العامل قراءة “المنار” على قلَّة قرَّائه في ذلك العَهد، واطِّلاع بعض الناس على كتب المصلحين القيِّمة، ككتب ابن تيمية وابن القيم والشوكاني.

فهذا عامل له أثرُه في التَّمهيد للدعوة الإصلاحية.

* * *

الثاني: الثورة التعليميَّة التي أحدثَها الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس بدروسِه الحيَّة، والتربية الصحيحَة التي كان يأخُذ بها تلاميذه، والتعاليم الحقَّة التي كان يبثُّها في نفوسهم الطاهِرة النقيَّة، والإعداد البعيد المدَى الذي كان يغذِّي به أرواحَهم الوثَّابة الفتيَّة. فما كادت تنقضي مدَّةٌ حتى كان الفَوج الأول من تلاميذ ابن باديس مستكملَ الأدوات من فِكَر صَحيحة، وعقولٍ نيِّرة، ونفوس طامحة، وعزائمَ صادقة، وألسُن صقيلة، وأقلام كاتبة. وتلك الكتائِب الأولى من تلاميذ ابن باديس هي طلائعُ العهد الجديد الزَّاهر، وقد سمع الناس لأوَّل مرة في الجزائر مِن بعض تلك البلابِل شعرًا يؤدِّي معنى الشِّعر كاملًا، وقرؤوا كتابةً تؤدِّي معنى الكتابة.

ثم زحَفت من أولئك التلاميذ في ذلك العهد أيضًا كتيبةٌ جرَّارة، سلاحُها الفِكرة الحيَّة الصحيحة، إلى جامع الزيتونة لتكمِل معلوماتها، ولتبنيَ على تلك الفكرة الحيَّة وعلى ذلك الأساس العلميِّ الصحيح بناء علميًّا محكمًا. ورجَعت تلك الطائفةُ إلى الجزائر، فكان من مجموعها وممَّن تخرج بعدَها من تلاميذ الأستاذ ومن تلاميذ جامِع الزيتونة جنودُ الإصلاح اليومَ وقادته وألويته المرفرفة وأسلحته النافذة.

* * *

الثالث: التطوُّر الفكريُّ الفجائيّ الذي خرج به الجمهورُ من ثمرات الحرب العظمى. ومن آثار ذلك التطوّر انحطاطُ قيمة المقدَّسات الوهميَّة في نظر كثيرٍ منَ الناس. وممَّا أعان على نموِّ هذا الأثر في النفوس تطوُّر زعماءِ التخريف وأساطين التدجيل بالانكِباب على المال، والتكالُب في جمعِه، والانهماك في الملذات، ومزاحمة العامَّة في الوظائف والنياشين([1])، بعد أن كانوا وكان سلفُهم القريب يتظاهرون بالبُعد عن هذه المواقِف، ويتنصَّلون من النياشين إذا عَرَضت لهم، ويُكثرون في مجالسهم من مثل هذه الجملة: (لا شيعة إلّا شيعة ربي)([2])؛ إغراقًا منهم في التلبيس على العامَّة، واستبقاءً لطاعتها وتجنُّبًا لنفورها. ولكن الحرب العظمَى فضحتهم بآثارها وأطوارِها.

* * *

الرابع: عودَة فئةٍ من أبناء الجزائر البرَرة المخلِصين من الحجاز مهدِ الإسلام الأوَّل ومنبت الدعوة إلى الحقِّ ومبعث الإصلاح الإنسانيّ العامّ، بعد أن تلقَّوا العلم هناك بفكرةٍ إصلاحية ناضِجة مختمِّرة.

وإنَّ هذه الفِئةَ التي رجعت من الحجاز بالهديِ المحمَّديِّ الكامل قد تأثَّرت بالإصلاح تأثّرًا خاصًّا؛ مستمِدًّا قوَّته وحرارته من كلام الله وسنة رسوله مباشرةً، ولم تكن قطُّ متأثِّرة بحالٍ غالبة في الحجاز؛ إذ لم يكن للإصلاح في ذلك الوقت شأنٌ يذكر في الحجاز إلّا في مجالس محدودَة، وعند علماء محدودين.

ولو شاء ربُّك لرمى الجزائر بقافِلةٍ من الحجازِ مضلِّلة، تتَّخِذ من حُرمة الجوار شركًا جديدًا، وتجعَل منه غلًّا في الأعناق شديدًا، كما رماها بطائفةٍ من الأزهريِّين الجامِدين، فزادوها قرحًا على قَرح، وكانوا ضِغثًا على إبالة([3])، ولكن ربّك أرحَم من أن يكثر عداد أولادِها العاقّين، فيزيدها بذلك وَيلًا على وَيل وتُرابًا على سَيل.

* * *

بهذا العاملِ الرابعِ تلاحَق المددُ، وتكامل العدَد، وانفسحَ للإصلاح الأمد، واتَّضح منه الصَّدَد([4])، والنهجُ اللاحب الجَدَدُ([5]).

وهناك رجالٌ ظهروا بفكرةٍ إصلاحية محدودة، ولكنَّها على كلِّ حال محمودة… وذلك قبل أن يَظهر الإصلاح (التعاوُني) ويزخر عبابُه وتتَّسق أسبابه، فقاوموا البِدَع في دوائر ضيقة وكان لهم في القَضاء على بعضِها مساعٍ موفَّقةٌ، ولهم في ذلك نِيَّتهم وقصدُهم، ولو كنَّا في مقام المؤرِّخ المتقصِّي لقمنا بما يوجِبه الإنصاف في حقِّهم، فخير ما طُبِع عليه امرؤٌ الإنصاف، ولكنَّها نظراتٌ عجلَى نريد من ورائها ارتباطَ الكلِّيَّات فحَسب.

* * *

الخطوة الأولى:

كان معقولًا جدًّا أنَّ الإصلاح الدينيَّ لا يطمئنُّ به المضجع في هذه الدِّيار ولا ترسخ جذوره إلّا إذا مُهِّدت له الأرض ونُقِّيَت، ولا بدَّ بعد وجود المقتضيات من إزالةِ الموانع، وموانعُ الإصلاح بهذه الديار وعوائقُه هي طائفةٌ أو طوائفُ تختلف اسمًا وصِفة، وتتَّحد رسمًا وغاية، والمصلحون إذ ذاك يلتقون على فكرةٍ ولا يلتقون على نظامٍ ولا في جمعية؛ لأن جمعية العلماء لم تؤسَّس بعد.

فكانت الأوساطُ الإصلاحيَّة في ذلك العهد يتجاذَبها رأيان يلتقِيان في المقصد، ويختلفان في المظهر العمليِّ للإصلاح وكيف يكون:

أحدهما: صَرَف القوَّة كلَّها وتوجيه الجهود متضَافِرة إلى التعليم المثمِر، وتكوين طائفةٍ جديدة منسجِمة التّعليم، مطبوعة بالطابع الإصلاحيِّ علمًا وعملًا، مسلَّحة بالأدلَّة، مدربة على أساليب الدعوة الإسلامية والخطابة العربية، حتى إذا كثُر سواد هذه الطائفة، وكان منها الخطيب ومنها الكاتب ومنها الشاعرُ ومنها الواعظ ومنها الداعي المتجوِّل؛ استُخدِمت في الحَملة على الباطِل والبدع على ثقةٍ بالفوز.

وهذا رأيٌ له قيمتُه وخطَره، وكان كَاتِبُ هذه الأسطُر من أصحابِ هذه الفكرةِ في ذلك الوقت.

والرأي الثاني: أَخذُ المبطِلين مُغافَصةً([6]) والهجومُ عليهم وهُم غارّون، وإسماع العامَّة المغرورةِ صوتَ الحقِّ فَصيحًا غيرَ مجمجم([7]). ويرتكز هذا الرأيُ على أنَّ هذه البدعَ والمنكراتِ التي يريد الإصلاحُ أن يكون حربًا عليها هي أمورٌ قد طال عليها الأمَد، وشاب عليها الوالِد وشبَّ عليها الولَد، وهي بعدُ شديدةُ الاتصال بمصالحَ ألِفَها الرؤساء حتى اعتبروها حقوقًا لهم، وأنِس بها العامَّة حتى اعتقدوها فروضًا عَليهم، فلا مطمَع في زوالها إلّا بصيحَة مخيفَةٍ تزلزل أركانَها، ورجَّة عنيفة تصدَع بنيانها، وإعصار شديدٍ يكشف السِّتر عن هذا الشيء الملفَّف، والسِّرَّ الذي يأبى أن يتكشَّف؛ ليتبيَّنَه الناسُ على حقيقته، وأقلُّ ما يكون من التأثير لهذا العملِ أن تَضعف هيبتُه في نفوسهم، وتَضؤُل رهبته في صدورهم، وهنالك يسهُل العمل في نقضِه، وتخفُّ المؤونة في هدمِه.

وهذا رأيٌ له خطَرُه وقيمتُه كذلك؛ فإن هذه الأسماءَ (مرابط، وشيخ طريق، وما شاكلهما) التي أصبح الناسُ الآن يتقزَّزونها ويندِّدون بها جهارًا قد كانَت مُحاطةً في ذلك الوقت بسُور من الإجلال والقُدسيَّة، وهذه الأباطيل التي صارت بَغيضةً إلى كلِّ نفس ملعونَةً بكلِّ لسان قد كانت في ذلك العَهد ترتكب بين قلوب من العامَّة واجفة([8]) وألسنة راجِفة؛ خوفًا من أن يخطُر الانكار بالبال، فيحلّ الوبال.

وعليه فالشِّدَّة أحزَم.

وقد رجَحَ الرأيُ الثاني لمقتضياتٍ لله من ورائها حِكمة، فأُنشِئت جريدة “المنتَقِد” بقسنطينة([9]) لهذا الغرض، وكان اسمها نذيرًا بالشَّرِّ لأهل الضَّلال؛ فإنه مُتَحَدٍّ لما نَهوا عنه، وهاتِكٌ لحرمة ما شرعوه في كلمتهم التي حذَّروا بها العامَّة وهي قولهم: “اعتَقِد ولا تَنتَقِد”. وانبرَت للكتابة في “المنتقد” أقلامٌ كانت تُرسل شواظًا من نارٍ على الباطل والمبطلين، ثمَّ عطل “المنتقد” فخَلفه “الشهاب” (الجريدة)، ثم أُسِّست جريدة “الإصلاح” ببسكرة([10])، فكان اسمُها أخفَّ وقعًا، وإن كانت مقالاتها أسدَّ مرمى وأشدَّ لذعًا، وأسماءُ الجرائد كأسماء الأناسِي… يظنُّ الناسُ أنها وليدةَ الاختيار المقتَضب والشعور الطَّافر، وغلطوا… إنما هي وليدة شعورٍ متمكِّن وتأثُّر نفسانيٍّ عميق، تُزجيه مؤثِّرات قارَّة، وليس هذا محلَّ التفصيل لهذا المبحث الطويل.

ثم تطوَّر “الشهاب” الأسبوعيُّ فأصبح مجلَّة شهرية، استلَمت قيادةَ الحركة من أول يومٍ، وورثت الأقلام التي كانت تكتب في الجرائد قبلَها، ولم تهُن لمجلَّة “الشهاب” في حرب الباطل وأهله عزيمةٌ، ولم تفلّ لها شباة([11]). وكم لها من مواقفَ شريفةٍ في خدمة الحركة الإصلاحيَّة! وكم لها على النهضة العلميَّة والأدبية من أيادٍ! وها هي ذي لم تزَل ثابتةَ القدم واضحةَ النَّهج مرفوعةَ الرأس، ولو اتَّسع وقتُ الأستاذ مؤسِّسها لكِتابة مباحثِ التفسير بصورَة منظمة ومع توسُّعٍ في طريقته البديعة لكانت خيرَ خلف لـ”المنار”. ولو أعطاها حملةُ الأقلام العالية ما يجِب لها من حقٍّ لاتَّسع نِطاقها، وكثرت أوراقُها، ولو قام أغنياؤُنا بما لها عليهم من واجبٍ لشبَّت عن الطوقِ([12]) الذي هي فيه.

ولكنَّ داءَنا هو التقصيرُ في الواجب.

فآهٍ منَ التَّقصير في الواجب!

وإلى جنب هذه الحركةِ القلميَّة كانت حركةٌ أخرى تسايِرها وتؤازرها وتغذِّيها، وهي حركةُ التعليم التي انتشَرت بالمراكز المهمَّة من عمالةِ قسنطينة، فدروس العلم كانت تجتذِب أفواجًا من الشباب، ودروس الوعظِ والإرشاد كانت تجتذِب الجماهيرَ إلى حظيرةِ الإصلاح، وتحدث كلَّ يوم ثغرةً في صفوفِ الضّلال، وقد تلاقَت الحركتانِ على أمرٍ قد قُدر، فكان هذا الأمرُ هو: تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

* * *

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أي: الأوْسِمة، مفردها: نِيشَان.

([2]) الشِّيعَة هي: الوِسام. والمعنى: لا وِسَام إلا وسام الله.

([3]) الإبَّالة‏:‏ الحُزمَة من الحَطب، والضِّغْث‏:‏ قَبضَةٌ من حشيش مختلطة الرطب باليابس. وهو مثل يضرب للبليَّة على البليَّة.

([4]) أي‏:‏ القصد.

([5]) أي‏:‏ الطريق الواضح المستوي.

([6]) أي‏:‏ فجأةً على غِرّة.

([7]) غير مجمجم أي‏: واضح غير مخفيّ.

([8]) أي‏:‏ خائفة مرتعشةٌ.

([9]) قسنطينة: مدينةٌ تقع شرق الجزائر العاصمة، وتبعد عنها بحوالي 400 كلم.

([10]) بسكرة: مدينةٌ تقَع جنوبَ شرق الجزائر العاصمة، على بُعد 400 كلم منها.

([11]) لم تُفَلّ أي: لم تُكسَر ولم تُثلَم، وشباة الشيء: حدُّ طرفِه. والمقصود: لم يُثلَم لها حجَّة ولم تسقط.

([12]) يقال: شبَّ عن الطَّوْق أي: كبرَ واعتمَد على نفسه بلغ مبلغ الرجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017