الخميس - 15 جمادى الأول 1447 هـ - 06 نوفمبر 2025 م

تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (7)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

 

نُشوء الحركة الإصلاحيَّة في الجزائر

لا يُطلَق -في هَذا المقام- لفظُ “حركة” في العُرف العَصريّ العامّ إلّا على كلّ مبدَأ تعتنِقه جماعةٌ، وتتسانَد لنصرتِه ونشرِه والدِّعاية والعمل له عن عقيدةٍ، وتهيِّئ له نِظامًا محدَّدًا وخطَّة مرسومة وغايةً مقصودة، وبهذا الاعتبار فإنَّ الحركةَ الإصلاحيَّة لم تنشَأ في الجزائر إلّا بعد الحربِ العالمية.

والتأثيرُ الأكبر في تكوينِها على هذه الصورةِ يَرجِع في الحقيقة إلى سنَة الإدالَة الكونية التي اقتضاها تدبير الاجتماع، ويرجع في الظاهر-فيما نرى- إلى العوامل الآتية:

الأول: نوازع جزئيَّة محدودة أحدَثتها في النفوسِ المستعِدَّةِ الأحاديثُ المتناقَلَة في الأوساط العلمية عن الإمام عبدُه، ولو من خصومِه الممعِنين في التشنيع عليه وسبِّه ولعنه -وما أكثرهم بهذا الوطن!-، فكانت تلك الأحاديثُ تفعَل فعلَها في النفوس المتبرِّمة من الحاضِر والمستشرِفة إلى تبدُّله بما هو خير، وتكيّفها تكييفًا جديدًا وتغريها أولًا بالبحث عن منشأ هذه الخصومة العنيفة لهذا الرجل. فإذا علِمت أن منشأ ذلك دعوتُه إلى القرآن، (أو ادعاؤها الاجتهاد)، كما كانوا يقولون قرب هذا الاسم منها، فأحبّته ولجت في الانتصار له، وإن لم تتبيَّن مشربَه كلَّ التبيُّن.

ويضاف إلى هذا العامل قراءة “المنار” على قلَّة قرَّائه في ذلك العَهد، واطِّلاع بعض الناس على كتب المصلحين القيِّمة، ككتب ابن تيمية وابن القيم والشوكاني.

فهذا عامل له أثرُه في التَّمهيد للدعوة الإصلاحية.

* * *

الثاني: الثورة التعليميَّة التي أحدثَها الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس بدروسِه الحيَّة، والتربية الصحيحَة التي كان يأخُذ بها تلاميذه، والتعاليم الحقَّة التي كان يبثُّها في نفوسهم الطاهِرة النقيَّة، والإعداد البعيد المدَى الذي كان يغذِّي به أرواحَهم الوثَّابة الفتيَّة. فما كادت تنقضي مدَّةٌ حتى كان الفَوج الأول من تلاميذ ابن باديس مستكملَ الأدوات من فِكَر صَحيحة، وعقولٍ نيِّرة، ونفوس طامحة، وعزائمَ صادقة، وألسُن صقيلة، وأقلام كاتبة. وتلك الكتائِب الأولى من تلاميذ ابن باديس هي طلائعُ العهد الجديد الزَّاهر، وقد سمع الناس لأوَّل مرة في الجزائر مِن بعض تلك البلابِل شعرًا يؤدِّي معنى الشِّعر كاملًا، وقرؤوا كتابةً تؤدِّي معنى الكتابة.

ثم زحَفت من أولئك التلاميذ في ذلك العهد أيضًا كتيبةٌ جرَّارة، سلاحُها الفِكرة الحيَّة الصحيحة، إلى جامع الزيتونة لتكمِل معلوماتها، ولتبنيَ على تلك الفكرة الحيَّة وعلى ذلك الأساس العلميِّ الصحيح بناء علميًّا محكمًا. ورجَعت تلك الطائفةُ إلى الجزائر، فكان من مجموعها وممَّن تخرج بعدَها من تلاميذ الأستاذ ومن تلاميذ جامِع الزيتونة جنودُ الإصلاح اليومَ وقادته وألويته المرفرفة وأسلحته النافذة.

* * *

الثالث: التطوُّر الفكريُّ الفجائيّ الذي خرج به الجمهورُ من ثمرات الحرب العظمى. ومن آثار ذلك التطوّر انحطاطُ قيمة المقدَّسات الوهميَّة في نظر كثيرٍ منَ الناس. وممَّا أعان على نموِّ هذا الأثر في النفوس تطوُّر زعماءِ التخريف وأساطين التدجيل بالانكِباب على المال، والتكالُب في جمعِه، والانهماك في الملذات، ومزاحمة العامَّة في الوظائف والنياشين([1])، بعد أن كانوا وكان سلفُهم القريب يتظاهرون بالبُعد عن هذه المواقِف، ويتنصَّلون من النياشين إذا عَرَضت لهم، ويُكثرون في مجالسهم من مثل هذه الجملة: (لا شيعة إلّا شيعة ربي)([2])؛ إغراقًا منهم في التلبيس على العامَّة، واستبقاءً لطاعتها وتجنُّبًا لنفورها. ولكن الحرب العظمَى فضحتهم بآثارها وأطوارِها.

* * *

الرابع: عودَة فئةٍ من أبناء الجزائر البرَرة المخلِصين من الحجاز مهدِ الإسلام الأوَّل ومنبت الدعوة إلى الحقِّ ومبعث الإصلاح الإنسانيّ العامّ، بعد أن تلقَّوا العلم هناك بفكرةٍ إصلاحية ناضِجة مختمِّرة.

وإنَّ هذه الفِئةَ التي رجعت من الحجاز بالهديِ المحمَّديِّ الكامل قد تأثَّرت بالإصلاح تأثّرًا خاصًّا؛ مستمِدًّا قوَّته وحرارته من كلام الله وسنة رسوله مباشرةً، ولم تكن قطُّ متأثِّرة بحالٍ غالبة في الحجاز؛ إذ لم يكن للإصلاح في ذلك الوقت شأنٌ يذكر في الحجاز إلّا في مجالس محدودَة، وعند علماء محدودين.

ولو شاء ربُّك لرمى الجزائر بقافِلةٍ من الحجازِ مضلِّلة، تتَّخِذ من حُرمة الجوار شركًا جديدًا، وتجعَل منه غلًّا في الأعناق شديدًا، كما رماها بطائفةٍ من الأزهريِّين الجامِدين، فزادوها قرحًا على قَرح، وكانوا ضِغثًا على إبالة([3])، ولكن ربّك أرحَم من أن يكثر عداد أولادِها العاقّين، فيزيدها بذلك وَيلًا على وَيل وتُرابًا على سَيل.

* * *

بهذا العاملِ الرابعِ تلاحَق المددُ، وتكامل العدَد، وانفسحَ للإصلاح الأمد، واتَّضح منه الصَّدَد([4])، والنهجُ اللاحب الجَدَدُ([5]).

وهناك رجالٌ ظهروا بفكرةٍ إصلاحية محدودة، ولكنَّها على كلِّ حال محمودة… وذلك قبل أن يَظهر الإصلاح (التعاوُني) ويزخر عبابُه وتتَّسق أسبابه، فقاوموا البِدَع في دوائر ضيقة وكان لهم في القَضاء على بعضِها مساعٍ موفَّقةٌ، ولهم في ذلك نِيَّتهم وقصدُهم، ولو كنَّا في مقام المؤرِّخ المتقصِّي لقمنا بما يوجِبه الإنصاف في حقِّهم، فخير ما طُبِع عليه امرؤٌ الإنصاف، ولكنَّها نظراتٌ عجلَى نريد من ورائها ارتباطَ الكلِّيَّات فحَسب.

* * *

الخطوة الأولى:

كان معقولًا جدًّا أنَّ الإصلاح الدينيَّ لا يطمئنُّ به المضجع في هذه الدِّيار ولا ترسخ جذوره إلّا إذا مُهِّدت له الأرض ونُقِّيَت، ولا بدَّ بعد وجود المقتضيات من إزالةِ الموانع، وموانعُ الإصلاح بهذه الديار وعوائقُه هي طائفةٌ أو طوائفُ تختلف اسمًا وصِفة، وتتَّحد رسمًا وغاية، والمصلحون إذ ذاك يلتقون على فكرةٍ ولا يلتقون على نظامٍ ولا في جمعية؛ لأن جمعية العلماء لم تؤسَّس بعد.

فكانت الأوساطُ الإصلاحيَّة في ذلك العهد يتجاذَبها رأيان يلتقِيان في المقصد، ويختلفان في المظهر العمليِّ للإصلاح وكيف يكون:

أحدهما: صَرَف القوَّة كلَّها وتوجيه الجهود متضَافِرة إلى التعليم المثمِر، وتكوين طائفةٍ جديدة منسجِمة التّعليم، مطبوعة بالطابع الإصلاحيِّ علمًا وعملًا، مسلَّحة بالأدلَّة، مدربة على أساليب الدعوة الإسلامية والخطابة العربية، حتى إذا كثُر سواد هذه الطائفة، وكان منها الخطيب ومنها الكاتب ومنها الشاعرُ ومنها الواعظ ومنها الداعي المتجوِّل؛ استُخدِمت في الحَملة على الباطِل والبدع على ثقةٍ بالفوز.

وهذا رأيٌ له قيمتُه وخطَره، وكان كَاتِبُ هذه الأسطُر من أصحابِ هذه الفكرةِ في ذلك الوقت.

والرأي الثاني: أَخذُ المبطِلين مُغافَصةً([6]) والهجومُ عليهم وهُم غارّون، وإسماع العامَّة المغرورةِ صوتَ الحقِّ فَصيحًا غيرَ مجمجم([7]). ويرتكز هذا الرأيُ على أنَّ هذه البدعَ والمنكراتِ التي يريد الإصلاحُ أن يكون حربًا عليها هي أمورٌ قد طال عليها الأمَد، وشاب عليها الوالِد وشبَّ عليها الولَد، وهي بعدُ شديدةُ الاتصال بمصالحَ ألِفَها الرؤساء حتى اعتبروها حقوقًا لهم، وأنِس بها العامَّة حتى اعتقدوها فروضًا عَليهم، فلا مطمَع في زوالها إلّا بصيحَة مخيفَةٍ تزلزل أركانَها، ورجَّة عنيفة تصدَع بنيانها، وإعصار شديدٍ يكشف السِّتر عن هذا الشيء الملفَّف، والسِّرَّ الذي يأبى أن يتكشَّف؛ ليتبيَّنَه الناسُ على حقيقته، وأقلُّ ما يكون من التأثير لهذا العملِ أن تَضعف هيبتُه في نفوسهم، وتَضؤُل رهبته في صدورهم، وهنالك يسهُل العمل في نقضِه، وتخفُّ المؤونة في هدمِه.

وهذا رأيٌ له خطَرُه وقيمتُه كذلك؛ فإن هذه الأسماءَ (مرابط، وشيخ طريق، وما شاكلهما) التي أصبح الناسُ الآن يتقزَّزونها ويندِّدون بها جهارًا قد كانَت مُحاطةً في ذلك الوقت بسُور من الإجلال والقُدسيَّة، وهذه الأباطيل التي صارت بَغيضةً إلى كلِّ نفس ملعونَةً بكلِّ لسان قد كانت في ذلك العَهد ترتكب بين قلوب من العامَّة واجفة([8]) وألسنة راجِفة؛ خوفًا من أن يخطُر الانكار بالبال، فيحلّ الوبال.

وعليه فالشِّدَّة أحزَم.

وقد رجَحَ الرأيُ الثاني لمقتضياتٍ لله من ورائها حِكمة، فأُنشِئت جريدة “المنتَقِد” بقسنطينة([9]) لهذا الغرض، وكان اسمها نذيرًا بالشَّرِّ لأهل الضَّلال؛ فإنه مُتَحَدٍّ لما نَهوا عنه، وهاتِكٌ لحرمة ما شرعوه في كلمتهم التي حذَّروا بها العامَّة وهي قولهم: “اعتَقِد ولا تَنتَقِد”. وانبرَت للكتابة في “المنتقد” أقلامٌ كانت تُرسل شواظًا من نارٍ على الباطل والمبطلين، ثمَّ عطل “المنتقد” فخَلفه “الشهاب” (الجريدة)، ثم أُسِّست جريدة “الإصلاح” ببسكرة([10])، فكان اسمُها أخفَّ وقعًا، وإن كانت مقالاتها أسدَّ مرمى وأشدَّ لذعًا، وأسماءُ الجرائد كأسماء الأناسِي… يظنُّ الناسُ أنها وليدةَ الاختيار المقتَضب والشعور الطَّافر، وغلطوا… إنما هي وليدة شعورٍ متمكِّن وتأثُّر نفسانيٍّ عميق، تُزجيه مؤثِّرات قارَّة، وليس هذا محلَّ التفصيل لهذا المبحث الطويل.

ثم تطوَّر “الشهاب” الأسبوعيُّ فأصبح مجلَّة شهرية، استلَمت قيادةَ الحركة من أول يومٍ، وورثت الأقلام التي كانت تكتب في الجرائد قبلَها، ولم تهُن لمجلَّة “الشهاب” في حرب الباطل وأهله عزيمةٌ، ولم تفلّ لها شباة([11]). وكم لها من مواقفَ شريفةٍ في خدمة الحركة الإصلاحيَّة! وكم لها على النهضة العلميَّة والأدبية من أيادٍ! وها هي ذي لم تزَل ثابتةَ القدم واضحةَ النَّهج مرفوعةَ الرأس، ولو اتَّسع وقتُ الأستاذ مؤسِّسها لكِتابة مباحثِ التفسير بصورَة منظمة ومع توسُّعٍ في طريقته البديعة لكانت خيرَ خلف لـ”المنار”. ولو أعطاها حملةُ الأقلام العالية ما يجِب لها من حقٍّ لاتَّسع نِطاقها، وكثرت أوراقُها، ولو قام أغنياؤُنا بما لها عليهم من واجبٍ لشبَّت عن الطوقِ([12]) الذي هي فيه.

ولكنَّ داءَنا هو التقصيرُ في الواجب.

فآهٍ منَ التَّقصير في الواجب!

وإلى جنب هذه الحركةِ القلميَّة كانت حركةٌ أخرى تسايِرها وتؤازرها وتغذِّيها، وهي حركةُ التعليم التي انتشَرت بالمراكز المهمَّة من عمالةِ قسنطينة، فدروس العلم كانت تجتذِب أفواجًا من الشباب، ودروس الوعظِ والإرشاد كانت تجتذِب الجماهيرَ إلى حظيرةِ الإصلاح، وتحدث كلَّ يوم ثغرةً في صفوفِ الضّلال، وقد تلاقَت الحركتانِ على أمرٍ قد قُدر، فكان هذا الأمرُ هو: تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

* * *

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أي: الأوْسِمة، مفردها: نِيشَان.

([2]) الشِّيعَة هي: الوِسام. والمعنى: لا وِسَام إلا وسام الله.

([3]) الإبَّالة‏:‏ الحُزمَة من الحَطب، والضِّغْث‏:‏ قَبضَةٌ من حشيش مختلطة الرطب باليابس. وهو مثل يضرب للبليَّة على البليَّة.

([4]) أي‏:‏ القصد.

([5]) أي‏:‏ الطريق الواضح المستوي.

([6]) أي‏:‏ فجأةً على غِرّة.

([7]) غير مجمجم أي‏: واضح غير مخفيّ.

([8]) أي‏:‏ خائفة مرتعشةٌ.

([9]) قسنطينة: مدينةٌ تقع شرق الجزائر العاصمة، وتبعد عنها بحوالي 400 كلم.

([10]) بسكرة: مدينةٌ تقَع جنوبَ شرق الجزائر العاصمة، على بُعد 400 كلم منها.

([11]) لم تُفَلّ أي: لم تُكسَر ولم تُثلَم، وشباة الشيء: حدُّ طرفِه. والمقصود: لم يُثلَم لها حجَّة ولم تسقط.

([12]) يقال: شبَّ عن الطَّوْق أي: كبرَ واعتمَد على نفسه بلغ مبلغ الرجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017