السبت - 10 محرّم 1447 هـ - 05 يوليو 2025 م

تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (7)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

 

نُشوء الحركة الإصلاحيَّة في الجزائر

لا يُطلَق -في هَذا المقام- لفظُ “حركة” في العُرف العَصريّ العامّ إلّا على كلّ مبدَأ تعتنِقه جماعةٌ، وتتسانَد لنصرتِه ونشرِه والدِّعاية والعمل له عن عقيدةٍ، وتهيِّئ له نِظامًا محدَّدًا وخطَّة مرسومة وغايةً مقصودة، وبهذا الاعتبار فإنَّ الحركةَ الإصلاحيَّة لم تنشَأ في الجزائر إلّا بعد الحربِ العالمية.

والتأثيرُ الأكبر في تكوينِها على هذه الصورةِ يَرجِع في الحقيقة إلى سنَة الإدالَة الكونية التي اقتضاها تدبير الاجتماع، ويرجع في الظاهر-فيما نرى- إلى العوامل الآتية:

الأول: نوازع جزئيَّة محدودة أحدَثتها في النفوسِ المستعِدَّةِ الأحاديثُ المتناقَلَة في الأوساط العلمية عن الإمام عبدُه، ولو من خصومِه الممعِنين في التشنيع عليه وسبِّه ولعنه -وما أكثرهم بهذا الوطن!-، فكانت تلك الأحاديثُ تفعَل فعلَها في النفوس المتبرِّمة من الحاضِر والمستشرِفة إلى تبدُّله بما هو خير، وتكيّفها تكييفًا جديدًا وتغريها أولًا بالبحث عن منشأ هذه الخصومة العنيفة لهذا الرجل. فإذا علِمت أن منشأ ذلك دعوتُه إلى القرآن، (أو ادعاؤها الاجتهاد)، كما كانوا يقولون قرب هذا الاسم منها، فأحبّته ولجت في الانتصار له، وإن لم تتبيَّن مشربَه كلَّ التبيُّن.

ويضاف إلى هذا العامل قراءة “المنار” على قلَّة قرَّائه في ذلك العَهد، واطِّلاع بعض الناس على كتب المصلحين القيِّمة، ككتب ابن تيمية وابن القيم والشوكاني.

فهذا عامل له أثرُه في التَّمهيد للدعوة الإصلاحية.

* * *

الثاني: الثورة التعليميَّة التي أحدثَها الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس بدروسِه الحيَّة، والتربية الصحيحَة التي كان يأخُذ بها تلاميذه، والتعاليم الحقَّة التي كان يبثُّها في نفوسهم الطاهِرة النقيَّة، والإعداد البعيد المدَى الذي كان يغذِّي به أرواحَهم الوثَّابة الفتيَّة. فما كادت تنقضي مدَّةٌ حتى كان الفَوج الأول من تلاميذ ابن باديس مستكملَ الأدوات من فِكَر صَحيحة، وعقولٍ نيِّرة، ونفوس طامحة، وعزائمَ صادقة، وألسُن صقيلة، وأقلام كاتبة. وتلك الكتائِب الأولى من تلاميذ ابن باديس هي طلائعُ العهد الجديد الزَّاهر، وقد سمع الناس لأوَّل مرة في الجزائر مِن بعض تلك البلابِل شعرًا يؤدِّي معنى الشِّعر كاملًا، وقرؤوا كتابةً تؤدِّي معنى الكتابة.

ثم زحَفت من أولئك التلاميذ في ذلك العهد أيضًا كتيبةٌ جرَّارة، سلاحُها الفِكرة الحيَّة الصحيحة، إلى جامع الزيتونة لتكمِل معلوماتها، ولتبنيَ على تلك الفكرة الحيَّة وعلى ذلك الأساس العلميِّ الصحيح بناء علميًّا محكمًا. ورجَعت تلك الطائفةُ إلى الجزائر، فكان من مجموعها وممَّن تخرج بعدَها من تلاميذ الأستاذ ومن تلاميذ جامِع الزيتونة جنودُ الإصلاح اليومَ وقادته وألويته المرفرفة وأسلحته النافذة.

* * *

الثالث: التطوُّر الفكريُّ الفجائيّ الذي خرج به الجمهورُ من ثمرات الحرب العظمى. ومن آثار ذلك التطوّر انحطاطُ قيمة المقدَّسات الوهميَّة في نظر كثيرٍ منَ الناس. وممَّا أعان على نموِّ هذا الأثر في النفوس تطوُّر زعماءِ التخريف وأساطين التدجيل بالانكِباب على المال، والتكالُب في جمعِه، والانهماك في الملذات، ومزاحمة العامَّة في الوظائف والنياشين([1])، بعد أن كانوا وكان سلفُهم القريب يتظاهرون بالبُعد عن هذه المواقِف، ويتنصَّلون من النياشين إذا عَرَضت لهم، ويُكثرون في مجالسهم من مثل هذه الجملة: (لا شيعة إلّا شيعة ربي)([2])؛ إغراقًا منهم في التلبيس على العامَّة، واستبقاءً لطاعتها وتجنُّبًا لنفورها. ولكن الحرب العظمَى فضحتهم بآثارها وأطوارِها.

* * *

الرابع: عودَة فئةٍ من أبناء الجزائر البرَرة المخلِصين من الحجاز مهدِ الإسلام الأوَّل ومنبت الدعوة إلى الحقِّ ومبعث الإصلاح الإنسانيّ العامّ، بعد أن تلقَّوا العلم هناك بفكرةٍ إصلاحية ناضِجة مختمِّرة.

وإنَّ هذه الفِئةَ التي رجعت من الحجاز بالهديِ المحمَّديِّ الكامل قد تأثَّرت بالإصلاح تأثّرًا خاصًّا؛ مستمِدًّا قوَّته وحرارته من كلام الله وسنة رسوله مباشرةً، ولم تكن قطُّ متأثِّرة بحالٍ غالبة في الحجاز؛ إذ لم يكن للإصلاح في ذلك الوقت شأنٌ يذكر في الحجاز إلّا في مجالس محدودَة، وعند علماء محدودين.

ولو شاء ربُّك لرمى الجزائر بقافِلةٍ من الحجازِ مضلِّلة، تتَّخِذ من حُرمة الجوار شركًا جديدًا، وتجعَل منه غلًّا في الأعناق شديدًا، كما رماها بطائفةٍ من الأزهريِّين الجامِدين، فزادوها قرحًا على قَرح، وكانوا ضِغثًا على إبالة([3])، ولكن ربّك أرحَم من أن يكثر عداد أولادِها العاقّين، فيزيدها بذلك وَيلًا على وَيل وتُرابًا على سَيل.

* * *

بهذا العاملِ الرابعِ تلاحَق المددُ، وتكامل العدَد، وانفسحَ للإصلاح الأمد، واتَّضح منه الصَّدَد([4])، والنهجُ اللاحب الجَدَدُ([5]).

وهناك رجالٌ ظهروا بفكرةٍ إصلاحية محدودة، ولكنَّها على كلِّ حال محمودة… وذلك قبل أن يَظهر الإصلاح (التعاوُني) ويزخر عبابُه وتتَّسق أسبابه، فقاوموا البِدَع في دوائر ضيقة وكان لهم في القَضاء على بعضِها مساعٍ موفَّقةٌ، ولهم في ذلك نِيَّتهم وقصدُهم، ولو كنَّا في مقام المؤرِّخ المتقصِّي لقمنا بما يوجِبه الإنصاف في حقِّهم، فخير ما طُبِع عليه امرؤٌ الإنصاف، ولكنَّها نظراتٌ عجلَى نريد من ورائها ارتباطَ الكلِّيَّات فحَسب.

* * *

الخطوة الأولى:

كان معقولًا جدًّا أنَّ الإصلاح الدينيَّ لا يطمئنُّ به المضجع في هذه الدِّيار ولا ترسخ جذوره إلّا إذا مُهِّدت له الأرض ونُقِّيَت، ولا بدَّ بعد وجود المقتضيات من إزالةِ الموانع، وموانعُ الإصلاح بهذه الديار وعوائقُه هي طائفةٌ أو طوائفُ تختلف اسمًا وصِفة، وتتَّحد رسمًا وغاية، والمصلحون إذ ذاك يلتقون على فكرةٍ ولا يلتقون على نظامٍ ولا في جمعية؛ لأن جمعية العلماء لم تؤسَّس بعد.

فكانت الأوساطُ الإصلاحيَّة في ذلك العهد يتجاذَبها رأيان يلتقِيان في المقصد، ويختلفان في المظهر العمليِّ للإصلاح وكيف يكون:

أحدهما: صَرَف القوَّة كلَّها وتوجيه الجهود متضَافِرة إلى التعليم المثمِر، وتكوين طائفةٍ جديدة منسجِمة التّعليم، مطبوعة بالطابع الإصلاحيِّ علمًا وعملًا، مسلَّحة بالأدلَّة، مدربة على أساليب الدعوة الإسلامية والخطابة العربية، حتى إذا كثُر سواد هذه الطائفة، وكان منها الخطيب ومنها الكاتب ومنها الشاعرُ ومنها الواعظ ومنها الداعي المتجوِّل؛ استُخدِمت في الحَملة على الباطِل والبدع على ثقةٍ بالفوز.

وهذا رأيٌ له قيمتُه وخطَره، وكان كَاتِبُ هذه الأسطُر من أصحابِ هذه الفكرةِ في ذلك الوقت.

والرأي الثاني: أَخذُ المبطِلين مُغافَصةً([6]) والهجومُ عليهم وهُم غارّون، وإسماع العامَّة المغرورةِ صوتَ الحقِّ فَصيحًا غيرَ مجمجم([7]). ويرتكز هذا الرأيُ على أنَّ هذه البدعَ والمنكراتِ التي يريد الإصلاحُ أن يكون حربًا عليها هي أمورٌ قد طال عليها الأمَد، وشاب عليها الوالِد وشبَّ عليها الولَد، وهي بعدُ شديدةُ الاتصال بمصالحَ ألِفَها الرؤساء حتى اعتبروها حقوقًا لهم، وأنِس بها العامَّة حتى اعتقدوها فروضًا عَليهم، فلا مطمَع في زوالها إلّا بصيحَة مخيفَةٍ تزلزل أركانَها، ورجَّة عنيفة تصدَع بنيانها، وإعصار شديدٍ يكشف السِّتر عن هذا الشيء الملفَّف، والسِّرَّ الذي يأبى أن يتكشَّف؛ ليتبيَّنَه الناسُ على حقيقته، وأقلُّ ما يكون من التأثير لهذا العملِ أن تَضعف هيبتُه في نفوسهم، وتَضؤُل رهبته في صدورهم، وهنالك يسهُل العمل في نقضِه، وتخفُّ المؤونة في هدمِه.

وهذا رأيٌ له خطَرُه وقيمتُه كذلك؛ فإن هذه الأسماءَ (مرابط، وشيخ طريق، وما شاكلهما) التي أصبح الناسُ الآن يتقزَّزونها ويندِّدون بها جهارًا قد كانَت مُحاطةً في ذلك الوقت بسُور من الإجلال والقُدسيَّة، وهذه الأباطيل التي صارت بَغيضةً إلى كلِّ نفس ملعونَةً بكلِّ لسان قد كانت في ذلك العَهد ترتكب بين قلوب من العامَّة واجفة([8]) وألسنة راجِفة؛ خوفًا من أن يخطُر الانكار بالبال، فيحلّ الوبال.

وعليه فالشِّدَّة أحزَم.

وقد رجَحَ الرأيُ الثاني لمقتضياتٍ لله من ورائها حِكمة، فأُنشِئت جريدة “المنتَقِد” بقسنطينة([9]) لهذا الغرض، وكان اسمها نذيرًا بالشَّرِّ لأهل الضَّلال؛ فإنه مُتَحَدٍّ لما نَهوا عنه، وهاتِكٌ لحرمة ما شرعوه في كلمتهم التي حذَّروا بها العامَّة وهي قولهم: “اعتَقِد ولا تَنتَقِد”. وانبرَت للكتابة في “المنتقد” أقلامٌ كانت تُرسل شواظًا من نارٍ على الباطل والمبطلين، ثمَّ عطل “المنتقد” فخَلفه “الشهاب” (الجريدة)، ثم أُسِّست جريدة “الإصلاح” ببسكرة([10])، فكان اسمُها أخفَّ وقعًا، وإن كانت مقالاتها أسدَّ مرمى وأشدَّ لذعًا، وأسماءُ الجرائد كأسماء الأناسِي… يظنُّ الناسُ أنها وليدةَ الاختيار المقتَضب والشعور الطَّافر، وغلطوا… إنما هي وليدة شعورٍ متمكِّن وتأثُّر نفسانيٍّ عميق، تُزجيه مؤثِّرات قارَّة، وليس هذا محلَّ التفصيل لهذا المبحث الطويل.

ثم تطوَّر “الشهاب” الأسبوعيُّ فأصبح مجلَّة شهرية، استلَمت قيادةَ الحركة من أول يومٍ، وورثت الأقلام التي كانت تكتب في الجرائد قبلَها، ولم تهُن لمجلَّة “الشهاب” في حرب الباطل وأهله عزيمةٌ، ولم تفلّ لها شباة([11]). وكم لها من مواقفَ شريفةٍ في خدمة الحركة الإصلاحيَّة! وكم لها على النهضة العلميَّة والأدبية من أيادٍ! وها هي ذي لم تزَل ثابتةَ القدم واضحةَ النَّهج مرفوعةَ الرأس، ولو اتَّسع وقتُ الأستاذ مؤسِّسها لكِتابة مباحثِ التفسير بصورَة منظمة ومع توسُّعٍ في طريقته البديعة لكانت خيرَ خلف لـ”المنار”. ولو أعطاها حملةُ الأقلام العالية ما يجِب لها من حقٍّ لاتَّسع نِطاقها، وكثرت أوراقُها، ولو قام أغنياؤُنا بما لها عليهم من واجبٍ لشبَّت عن الطوقِ([12]) الذي هي فيه.

ولكنَّ داءَنا هو التقصيرُ في الواجب.

فآهٍ منَ التَّقصير في الواجب!

وإلى جنب هذه الحركةِ القلميَّة كانت حركةٌ أخرى تسايِرها وتؤازرها وتغذِّيها، وهي حركةُ التعليم التي انتشَرت بالمراكز المهمَّة من عمالةِ قسنطينة، فدروس العلم كانت تجتذِب أفواجًا من الشباب، ودروس الوعظِ والإرشاد كانت تجتذِب الجماهيرَ إلى حظيرةِ الإصلاح، وتحدث كلَّ يوم ثغرةً في صفوفِ الضّلال، وقد تلاقَت الحركتانِ على أمرٍ قد قُدر، فكان هذا الأمرُ هو: تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

* * *

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أي: الأوْسِمة، مفردها: نِيشَان.

([2]) الشِّيعَة هي: الوِسام. والمعنى: لا وِسَام إلا وسام الله.

([3]) الإبَّالة‏:‏ الحُزمَة من الحَطب، والضِّغْث‏:‏ قَبضَةٌ من حشيش مختلطة الرطب باليابس. وهو مثل يضرب للبليَّة على البليَّة.

([4]) أي‏:‏ القصد.

([5]) أي‏:‏ الطريق الواضح المستوي.

([6]) أي‏:‏ فجأةً على غِرّة.

([7]) غير مجمجم أي‏: واضح غير مخفيّ.

([8]) أي‏:‏ خائفة مرتعشةٌ.

([9]) قسنطينة: مدينةٌ تقع شرق الجزائر العاصمة، وتبعد عنها بحوالي 400 كلم.

([10]) بسكرة: مدينةٌ تقَع جنوبَ شرق الجزائر العاصمة، على بُعد 400 كلم منها.

([11]) لم تُفَلّ أي: لم تُكسَر ولم تُثلَم، وشباة الشيء: حدُّ طرفِه. والمقصود: لم يُثلَم لها حجَّة ولم تسقط.

([12]) يقال: شبَّ عن الطَّوْق أي: كبرَ واعتمَد على نفسه بلغ مبلغ الرجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017