الأربعاء - 15 رجب 1446 هـ - 15 يناير 2025 م

تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (7)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

 

نُشوء الحركة الإصلاحيَّة في الجزائر

لا يُطلَق -في هَذا المقام- لفظُ “حركة” في العُرف العَصريّ العامّ إلّا على كلّ مبدَأ تعتنِقه جماعةٌ، وتتسانَد لنصرتِه ونشرِه والدِّعاية والعمل له عن عقيدةٍ، وتهيِّئ له نِظامًا محدَّدًا وخطَّة مرسومة وغايةً مقصودة، وبهذا الاعتبار فإنَّ الحركةَ الإصلاحيَّة لم تنشَأ في الجزائر إلّا بعد الحربِ العالمية.

والتأثيرُ الأكبر في تكوينِها على هذه الصورةِ يَرجِع في الحقيقة إلى سنَة الإدالَة الكونية التي اقتضاها تدبير الاجتماع، ويرجع في الظاهر-فيما نرى- إلى العوامل الآتية:

الأول: نوازع جزئيَّة محدودة أحدَثتها في النفوسِ المستعِدَّةِ الأحاديثُ المتناقَلَة في الأوساط العلمية عن الإمام عبدُه، ولو من خصومِه الممعِنين في التشنيع عليه وسبِّه ولعنه -وما أكثرهم بهذا الوطن!-، فكانت تلك الأحاديثُ تفعَل فعلَها في النفوس المتبرِّمة من الحاضِر والمستشرِفة إلى تبدُّله بما هو خير، وتكيّفها تكييفًا جديدًا وتغريها أولًا بالبحث عن منشأ هذه الخصومة العنيفة لهذا الرجل. فإذا علِمت أن منشأ ذلك دعوتُه إلى القرآن، (أو ادعاؤها الاجتهاد)، كما كانوا يقولون قرب هذا الاسم منها، فأحبّته ولجت في الانتصار له، وإن لم تتبيَّن مشربَه كلَّ التبيُّن.

ويضاف إلى هذا العامل قراءة “المنار” على قلَّة قرَّائه في ذلك العَهد، واطِّلاع بعض الناس على كتب المصلحين القيِّمة، ككتب ابن تيمية وابن القيم والشوكاني.

فهذا عامل له أثرُه في التَّمهيد للدعوة الإصلاحية.

* * *

الثاني: الثورة التعليميَّة التي أحدثَها الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس بدروسِه الحيَّة، والتربية الصحيحَة التي كان يأخُذ بها تلاميذه، والتعاليم الحقَّة التي كان يبثُّها في نفوسهم الطاهِرة النقيَّة، والإعداد البعيد المدَى الذي كان يغذِّي به أرواحَهم الوثَّابة الفتيَّة. فما كادت تنقضي مدَّةٌ حتى كان الفَوج الأول من تلاميذ ابن باديس مستكملَ الأدوات من فِكَر صَحيحة، وعقولٍ نيِّرة، ونفوس طامحة، وعزائمَ صادقة، وألسُن صقيلة، وأقلام كاتبة. وتلك الكتائِب الأولى من تلاميذ ابن باديس هي طلائعُ العهد الجديد الزَّاهر، وقد سمع الناس لأوَّل مرة في الجزائر مِن بعض تلك البلابِل شعرًا يؤدِّي معنى الشِّعر كاملًا، وقرؤوا كتابةً تؤدِّي معنى الكتابة.

ثم زحَفت من أولئك التلاميذ في ذلك العهد أيضًا كتيبةٌ جرَّارة، سلاحُها الفِكرة الحيَّة الصحيحة، إلى جامع الزيتونة لتكمِل معلوماتها، ولتبنيَ على تلك الفكرة الحيَّة وعلى ذلك الأساس العلميِّ الصحيح بناء علميًّا محكمًا. ورجَعت تلك الطائفةُ إلى الجزائر، فكان من مجموعها وممَّن تخرج بعدَها من تلاميذ الأستاذ ومن تلاميذ جامِع الزيتونة جنودُ الإصلاح اليومَ وقادته وألويته المرفرفة وأسلحته النافذة.

* * *

الثالث: التطوُّر الفكريُّ الفجائيّ الذي خرج به الجمهورُ من ثمرات الحرب العظمى. ومن آثار ذلك التطوّر انحطاطُ قيمة المقدَّسات الوهميَّة في نظر كثيرٍ منَ الناس. وممَّا أعان على نموِّ هذا الأثر في النفوس تطوُّر زعماءِ التخريف وأساطين التدجيل بالانكِباب على المال، والتكالُب في جمعِه، والانهماك في الملذات، ومزاحمة العامَّة في الوظائف والنياشين([1])، بعد أن كانوا وكان سلفُهم القريب يتظاهرون بالبُعد عن هذه المواقِف، ويتنصَّلون من النياشين إذا عَرَضت لهم، ويُكثرون في مجالسهم من مثل هذه الجملة: (لا شيعة إلّا شيعة ربي)([2])؛ إغراقًا منهم في التلبيس على العامَّة، واستبقاءً لطاعتها وتجنُّبًا لنفورها. ولكن الحرب العظمَى فضحتهم بآثارها وأطوارِها.

* * *

الرابع: عودَة فئةٍ من أبناء الجزائر البرَرة المخلِصين من الحجاز مهدِ الإسلام الأوَّل ومنبت الدعوة إلى الحقِّ ومبعث الإصلاح الإنسانيّ العامّ، بعد أن تلقَّوا العلم هناك بفكرةٍ إصلاحية ناضِجة مختمِّرة.

وإنَّ هذه الفِئةَ التي رجعت من الحجاز بالهديِ المحمَّديِّ الكامل قد تأثَّرت بالإصلاح تأثّرًا خاصًّا؛ مستمِدًّا قوَّته وحرارته من كلام الله وسنة رسوله مباشرةً، ولم تكن قطُّ متأثِّرة بحالٍ غالبة في الحجاز؛ إذ لم يكن للإصلاح في ذلك الوقت شأنٌ يذكر في الحجاز إلّا في مجالس محدودَة، وعند علماء محدودين.

ولو شاء ربُّك لرمى الجزائر بقافِلةٍ من الحجازِ مضلِّلة، تتَّخِذ من حُرمة الجوار شركًا جديدًا، وتجعَل منه غلًّا في الأعناق شديدًا، كما رماها بطائفةٍ من الأزهريِّين الجامِدين، فزادوها قرحًا على قَرح، وكانوا ضِغثًا على إبالة([3])، ولكن ربّك أرحَم من أن يكثر عداد أولادِها العاقّين، فيزيدها بذلك وَيلًا على وَيل وتُرابًا على سَيل.

* * *

بهذا العاملِ الرابعِ تلاحَق المددُ، وتكامل العدَد، وانفسحَ للإصلاح الأمد، واتَّضح منه الصَّدَد([4])، والنهجُ اللاحب الجَدَدُ([5]).

وهناك رجالٌ ظهروا بفكرةٍ إصلاحية محدودة، ولكنَّها على كلِّ حال محمودة… وذلك قبل أن يَظهر الإصلاح (التعاوُني) ويزخر عبابُه وتتَّسق أسبابه، فقاوموا البِدَع في دوائر ضيقة وكان لهم في القَضاء على بعضِها مساعٍ موفَّقةٌ، ولهم في ذلك نِيَّتهم وقصدُهم، ولو كنَّا في مقام المؤرِّخ المتقصِّي لقمنا بما يوجِبه الإنصاف في حقِّهم، فخير ما طُبِع عليه امرؤٌ الإنصاف، ولكنَّها نظراتٌ عجلَى نريد من ورائها ارتباطَ الكلِّيَّات فحَسب.

* * *

الخطوة الأولى:

كان معقولًا جدًّا أنَّ الإصلاح الدينيَّ لا يطمئنُّ به المضجع في هذه الدِّيار ولا ترسخ جذوره إلّا إذا مُهِّدت له الأرض ونُقِّيَت، ولا بدَّ بعد وجود المقتضيات من إزالةِ الموانع، وموانعُ الإصلاح بهذه الديار وعوائقُه هي طائفةٌ أو طوائفُ تختلف اسمًا وصِفة، وتتَّحد رسمًا وغاية، والمصلحون إذ ذاك يلتقون على فكرةٍ ولا يلتقون على نظامٍ ولا في جمعية؛ لأن جمعية العلماء لم تؤسَّس بعد.

فكانت الأوساطُ الإصلاحيَّة في ذلك العهد يتجاذَبها رأيان يلتقِيان في المقصد، ويختلفان في المظهر العمليِّ للإصلاح وكيف يكون:

أحدهما: صَرَف القوَّة كلَّها وتوجيه الجهود متضَافِرة إلى التعليم المثمِر، وتكوين طائفةٍ جديدة منسجِمة التّعليم، مطبوعة بالطابع الإصلاحيِّ علمًا وعملًا، مسلَّحة بالأدلَّة، مدربة على أساليب الدعوة الإسلامية والخطابة العربية، حتى إذا كثُر سواد هذه الطائفة، وكان منها الخطيب ومنها الكاتب ومنها الشاعرُ ومنها الواعظ ومنها الداعي المتجوِّل؛ استُخدِمت في الحَملة على الباطِل والبدع على ثقةٍ بالفوز.

وهذا رأيٌ له قيمتُه وخطَره، وكان كَاتِبُ هذه الأسطُر من أصحابِ هذه الفكرةِ في ذلك الوقت.

والرأي الثاني: أَخذُ المبطِلين مُغافَصةً([6]) والهجومُ عليهم وهُم غارّون، وإسماع العامَّة المغرورةِ صوتَ الحقِّ فَصيحًا غيرَ مجمجم([7]). ويرتكز هذا الرأيُ على أنَّ هذه البدعَ والمنكراتِ التي يريد الإصلاحُ أن يكون حربًا عليها هي أمورٌ قد طال عليها الأمَد، وشاب عليها الوالِد وشبَّ عليها الولَد، وهي بعدُ شديدةُ الاتصال بمصالحَ ألِفَها الرؤساء حتى اعتبروها حقوقًا لهم، وأنِس بها العامَّة حتى اعتقدوها فروضًا عَليهم، فلا مطمَع في زوالها إلّا بصيحَة مخيفَةٍ تزلزل أركانَها، ورجَّة عنيفة تصدَع بنيانها، وإعصار شديدٍ يكشف السِّتر عن هذا الشيء الملفَّف، والسِّرَّ الذي يأبى أن يتكشَّف؛ ليتبيَّنَه الناسُ على حقيقته، وأقلُّ ما يكون من التأثير لهذا العملِ أن تَضعف هيبتُه في نفوسهم، وتَضؤُل رهبته في صدورهم، وهنالك يسهُل العمل في نقضِه، وتخفُّ المؤونة في هدمِه.

وهذا رأيٌ له خطَرُه وقيمتُه كذلك؛ فإن هذه الأسماءَ (مرابط، وشيخ طريق، وما شاكلهما) التي أصبح الناسُ الآن يتقزَّزونها ويندِّدون بها جهارًا قد كانَت مُحاطةً في ذلك الوقت بسُور من الإجلال والقُدسيَّة، وهذه الأباطيل التي صارت بَغيضةً إلى كلِّ نفس ملعونَةً بكلِّ لسان قد كانت في ذلك العَهد ترتكب بين قلوب من العامَّة واجفة([8]) وألسنة راجِفة؛ خوفًا من أن يخطُر الانكار بالبال، فيحلّ الوبال.

وعليه فالشِّدَّة أحزَم.

وقد رجَحَ الرأيُ الثاني لمقتضياتٍ لله من ورائها حِكمة، فأُنشِئت جريدة “المنتَقِد” بقسنطينة([9]) لهذا الغرض، وكان اسمها نذيرًا بالشَّرِّ لأهل الضَّلال؛ فإنه مُتَحَدٍّ لما نَهوا عنه، وهاتِكٌ لحرمة ما شرعوه في كلمتهم التي حذَّروا بها العامَّة وهي قولهم: “اعتَقِد ولا تَنتَقِد”. وانبرَت للكتابة في “المنتقد” أقلامٌ كانت تُرسل شواظًا من نارٍ على الباطل والمبطلين، ثمَّ عطل “المنتقد” فخَلفه “الشهاب” (الجريدة)، ثم أُسِّست جريدة “الإصلاح” ببسكرة([10])، فكان اسمُها أخفَّ وقعًا، وإن كانت مقالاتها أسدَّ مرمى وأشدَّ لذعًا، وأسماءُ الجرائد كأسماء الأناسِي… يظنُّ الناسُ أنها وليدةَ الاختيار المقتَضب والشعور الطَّافر، وغلطوا… إنما هي وليدة شعورٍ متمكِّن وتأثُّر نفسانيٍّ عميق، تُزجيه مؤثِّرات قارَّة، وليس هذا محلَّ التفصيل لهذا المبحث الطويل.

ثم تطوَّر “الشهاب” الأسبوعيُّ فأصبح مجلَّة شهرية، استلَمت قيادةَ الحركة من أول يومٍ، وورثت الأقلام التي كانت تكتب في الجرائد قبلَها، ولم تهُن لمجلَّة “الشهاب” في حرب الباطل وأهله عزيمةٌ، ولم تفلّ لها شباة([11]). وكم لها من مواقفَ شريفةٍ في خدمة الحركة الإصلاحيَّة! وكم لها على النهضة العلميَّة والأدبية من أيادٍ! وها هي ذي لم تزَل ثابتةَ القدم واضحةَ النَّهج مرفوعةَ الرأس، ولو اتَّسع وقتُ الأستاذ مؤسِّسها لكِتابة مباحثِ التفسير بصورَة منظمة ومع توسُّعٍ في طريقته البديعة لكانت خيرَ خلف لـ”المنار”. ولو أعطاها حملةُ الأقلام العالية ما يجِب لها من حقٍّ لاتَّسع نِطاقها، وكثرت أوراقُها، ولو قام أغنياؤُنا بما لها عليهم من واجبٍ لشبَّت عن الطوقِ([12]) الذي هي فيه.

ولكنَّ داءَنا هو التقصيرُ في الواجب.

فآهٍ منَ التَّقصير في الواجب!

وإلى جنب هذه الحركةِ القلميَّة كانت حركةٌ أخرى تسايِرها وتؤازرها وتغذِّيها، وهي حركةُ التعليم التي انتشَرت بالمراكز المهمَّة من عمالةِ قسنطينة، فدروس العلم كانت تجتذِب أفواجًا من الشباب، ودروس الوعظِ والإرشاد كانت تجتذِب الجماهيرَ إلى حظيرةِ الإصلاح، وتحدث كلَّ يوم ثغرةً في صفوفِ الضّلال، وقد تلاقَت الحركتانِ على أمرٍ قد قُدر، فكان هذا الأمرُ هو: تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

* * *

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أي: الأوْسِمة، مفردها: نِيشَان.

([2]) الشِّيعَة هي: الوِسام. والمعنى: لا وِسَام إلا وسام الله.

([3]) الإبَّالة‏:‏ الحُزمَة من الحَطب، والضِّغْث‏:‏ قَبضَةٌ من حشيش مختلطة الرطب باليابس. وهو مثل يضرب للبليَّة على البليَّة.

([4]) أي‏:‏ القصد.

([5]) أي‏:‏ الطريق الواضح المستوي.

([6]) أي‏:‏ فجأةً على غِرّة.

([7]) غير مجمجم أي‏: واضح غير مخفيّ.

([8]) أي‏:‏ خائفة مرتعشةٌ.

([9]) قسنطينة: مدينةٌ تقع شرق الجزائر العاصمة، وتبعد عنها بحوالي 400 كلم.

([10]) بسكرة: مدينةٌ تقَع جنوبَ شرق الجزائر العاصمة، على بُعد 400 كلم منها.

([11]) لم تُفَلّ أي: لم تُكسَر ولم تُثلَم، وشباة الشيء: حدُّ طرفِه. والمقصود: لم يُثلَم لها حجَّة ولم تسقط.

([12]) يقال: شبَّ عن الطَّوْق أي: كبرَ واعتمَد على نفسه بلغ مبلغ الرجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017