التعريف بكتاب (رسالة موجزة في بيان براءة الإمام مالك وأصحابه وكبار التابعين من مذهب الأشاعرة) للشيخ/ أحمد محمد عبدالحفيظ رئيس الجنة العليا للإفتاء بليبيا
التعريف بكتاب (رسالة موجزة في بيان براءة الإمام مالك وأصحابه وكبار التابعين من مذهب الأشاعرة)
للشيخ/ أحمد محمد عبدالحفيظ رئيس الجنة العليا للإفتاء بليبيا
1/ هذه سلسلة تغريدات في التعريف بكتاب (رسالة موجزة في بيان براءة الإمام مالك وأصحابه وكبار التابعين من مذهب الأشاعرة) للشيخ/ أحمد محمد عبدالحفيظ. رئيس اللجنة العليا للإفتاء بليبيا.
2/ هذا الكتاب كتابٌ صغير موجزٌ كما سمَّاه، يقع في (47) صفحة، وهو من إصدارات الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بليبيا، الطبعة الأولى 1438ه، وهو مختصر من كتاب آخر للمؤلف بعنوان: “الردود الأثرية على شبه أدعياء المالكية”.
3/ موضوع الكتاب: وضع الكتاب لبيان مذهب المالكية بدءًا من الإمام مالك، وللرد على من يقول: إن المالكية كلهم أشاعرة، وهو قول شائعٌ يردِّده الأشاعرة المعاصرون كثيرًا في سبيل محاججة السلفية، وبيان أكثرية الأشعرية فيقولون المالكية كلهم أشاعرة.
4/ يقول المؤلف إنَّه ركز في هذا الكتاب على ثلاثة أشياء هي:
أولا/ لمحةٌ تاريخية موجزةٌ عن مذهبِ الأشاعرة الكلامي وكيف ابتلي به أهل المغرب، ومن أتى به إلى تلك البلاد. فهو يقدم لمحة عن المذهب الأشعري في ليبيا ومن أدخل المذهب؟
5/ ثانيا/ بيان أن مؤسس هذا المذهب وهو أبو الحسن الأشعري قد تاب ورجع إلى مذهب السلف الصالح وذلك بذكر شيء من تراجعاته التي أعلنها، وكذلك ذكر تراجعات وتوبة أكابر المذهب الأشعري.
6/ ثالثًا/ ذِكْرُ نقولات عن كبار أئمة المالكية يذمون فيها طريقة أهل الكلام والفلسفة من أشاعرة وغيرهم، ويؤكدون على اتباع سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين.
7/ هذا الكتاب مقسم إلى مقدمة وثلاثة عناصر هي بمثابة الفصول ثم خاتمة، وسنبين بشكل مختصر العناصر التي ذكرها المؤلف:
8/ “العنصر الأول: لمحة تاريخية تبيِّن لنا أنه لا قيمة للأشاعرة وغيرهم من أهل الأهواء الكلاميين، لا قيمة لهم ولا لكتبهم عند المالكية علماء وأمراء وعامة”. وفي هذا العنصر يريد المؤلف أن يبيِّن مذهب أهل المغرب الإسلامي قبل دخول الأشعرية، ومتى دخلت.
9/ بدأ هذا العنصر ببيان من أدخل الأشعرية في بلاد المغرب، وذكر أنَّه ابن تومرت، وقال ناقلًا عن ابن خلدون: “إن أهل المغرب كانوا بعيدين كل البعد عن مذهب الأشاعرة واستمر ذلك إلى أن ظهر محمد بن تومرت الشيعي الزائغ فأنكر عليهم اتباعهم لطريقة السلف وألزمهم باتباع مذهب الاشاعرة”
10/ كما أكَّد على ذلك أيضا شهاب الدين السَّلاوي المالكي في (تاريخ السلاوي) فذكر أن أهل المغرب كانوا بمعزل عن اتباع الأشاعرة حتى ظهر محمد بن تومرت وأسس فرقة أسماها “الموحدين” وقد كفر من اتبع مذهب السلف في الصفات، وذكر ذلك أيضا أبو محمد المراكشي المالكي في تاريخه.
11/ وخلاصة ما ذكره المؤرخون: أن المذهب الأشعري لم يدخل المغرب الإسلامي إلا بعد خمسة قرون من الزمن، فابن تومرت توفي عام (524)، ومعروف أن أبا الحسن الأشعري توفي (324) والإمام مالك توفي (179) فكيف يقال إن مالكا وكبار أصحابه أشاعرة؟
12/ بدأ المؤلف ينقل عدة نقول في بيان موقف مالك وأصحابه من البدع وعلم الكلام، منها نقل الإمام ابن خويزمنداد المالكي عن مالك في أنه (لا تجوز الإجارات في شيء من كتب الأهواء والبدع). ثم علق ابن خويزمنداد قائلا: “وكتب أهل الأهواء والبدع هي كتب أصحاب الكلام”.
13/ وقال ابن خويزمنداد نقلًا عن مالك “لا تجوزُ شهادة أهل البدع وأهل الأهواء” ثم علق عليه فقال: “أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري”.
14/ العنصر الثاني وفيه ذكر توبة الأشعري وكبار أصحابه. وهنا نقل المؤلف نقولات عديدة عن أبي الحسن الأشعري يذكر فيها رجوعه إلى مذهب أهل السنة والجماعة جملة، وذلك في كتاب “مقالات الإسلاميين” ثم كتاب “الإبانة” والذي هو من آخر كتبه، وكذلك في “الموجز” و”المسائل” و”رسالته إلى أهل الثغر”.
15/ ثم ذكر تراجعات كبار الأشاعرة عن هذا المذهب، وذكر منهم (الفخر الرازي، وأبا المعالي، والشهرستاني، وأبا حامد الغزالي) ونقل عنهم نقولات عديدة تبين رجوعهم عن الأشعرية.
16/ بدأ بعد ذلك في العنصر الثالث وهو ما وُضِعت الرسالة من أجله وهو بيان براءة المالكية من المذهب الأشعري، وما مضى من العناصر استغرق فيه أقل من نصف الكتاب وجعل الباقي كله في بيان هذه البراءة.
17/ بدأ المؤلف ينقل نقولاتٍ عديدة عن أئمَّة المالكية في ذم علم الكلام والأشاعرة، فنقل عن الإمام مالك رأيه في علم الكلام وذمه له وبيان بطلانه، وكراهيته للجدل، ونقل ما يبين مذهبه في التسليم لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
18/ حين نقل المؤلف عن الإمام مالك، نقل نصوصَه من كتبه، ثم نقل نقولَ الأئمة عنه كالإمام أبي طالب المكي، والمزني، ومطرف بن عبدالله، وأشهب بن عبدالعزيز، وإسحاق بن عيسى.
19/ ذكر المؤلف بعد ذلك نقولًا عن كبار المالكية تبين براءتهم من الأشعرية، فنقل عن ابن القاسم، وعبدالملك بن الماجشون، وأصبغ بن الفرج، والقاضي عبدالسلام بن سعيد التنوخي، وابن أبي زيد القيرواني، ومحمد بن عبدالله الملقب بابن أبي زمنين، وأبي بكر محمد بن وهب القرطبي المعروف بالقبري.
20/ وعبدالوهاب بن نصر البغدادي، وأبي عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، وأبي عمرو الداني، وابن بطال البكري، وابن عبدالبر، وابن رشد القرطبي، وأبي عبدالله محمد بن أحمد القرطبي المفسر، وأحمد بن مشرف التميمي.
21/ ولا ننقل نقولاته هنا؛ ولكن يمكن القول بأن مجمل كلامهم لم يخرج عن ثلاث مسارات:
المسار الأول/ الانتساب للسلف عمومًا والتَّسليم للنصِّ الشرعي، والتمسك بماورد عن الصحابة.
22/ المسار الثاني/ كلام العلماء المالكية في المسائل التي فيها جدال بين الأشاعرة وأهل السنة، وبيان أن كلامهم يوافق مذهب السلف لا مذهب الأشاعرة.
المسار الثالث/ ذم البدع عموما، وذم علم الكلام خصوصا، وكذلك ذم الجدال في الدين.
23/ في خاتمة الكتاب وجه رسالة إلى المالكية بأن يتبعوا السنة، فإن اتباعها هو مذهب الإمام مالك، وأن مذهبه هو مذهب السلف الصالح مابدل ولا غير وكان أشد الناس مجانبة للبدع، فمن أراد أن يتبعه حقا فليلزم مذهب السلف .