الاثنين - 23 ربيع الأول 1447 هـ - 15 سبتمبر 2025 م

مناقشة شبهة حول حديث: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان رجلًا مِسقامًا وكان أطبّاء العرب يأتونه فأتعلَّم منهم

A A

بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم:

منَ المعلومِ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ يجرِي عليه ما يجرِي على البشر من الأفراح والأحزان، وهذا المعنى قد أكَّد عليه القرآنُ وبيَّنه، وهو في ذلك مثلُ سائر إخوانِه من الأنبياءِ، قال سبحانه: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون} [إبراهيم: 11]، وقال سبحانه: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون} [الأعراف: 188].

الشبهة المطروحة:

أثار بعضُهم شبهةً حولَ مرضِ النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان مِسقامًا، فعن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عمَّن أخذت الطبَّ فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رجلًا مِسقامًا، وكان أطباءُ العرب يأتونه فأتعلَّم منهم([1]).

فعلَّق بعضُهم عليه قائلًا: فيه دليلٌ على أن القرآنَ لا يشفي من الأمراض العضوية، وإلا لما احتاجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم للأطباء.

وهذا التعليقُ جهلٌ مركَّب حيث إن صاحبه جهل حقيقةَ العلاج بالقرآن، كما جهل حقيقةَ العلاج بغيره من الأمور التجريبيَّة، وها هنا يحسن التنبيهُ على أمورٍ مهمَّة منها:

أولا: أنَ العلاج بالقرآن من الأسبابِ التي شرعها القرآن ونصَّ عليها، كما في قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82]، وقوله سبحانه: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيد} [فصلت: 44].

وهذا أمرٌ مجمع عليه لا خلافَ فيه بين المسلمين: أن القرآن شفاءٌ من كل داء، والشفاء في الآيات شامل لجميع معاني الشفاءِ، والتي هي البركة والهداية وبيان الفرائض([2])، ومن ذلك الشفاء من  الأمراض بالتبرك به، قال ابن عطية: “الشفاء نفعه من الأمراض بالرقى والتعويذ ونحوه، وكونه رحمته ظاهر”([3]).

وهو من الأسباب التي شرع الله لعباده الأخذَ بها في التداوي من الأمراض الظاهرة والباطنة.

ثانيًا: المحتجُّ بهذا الحديث أغفل أحاديث كثيرة تدلُّ على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشفي بالقرآن من الأمراض العضوية ويداوي به غيره، وهذه الأحاديث منها ما روته عائشة راوية الحديث، ودونك -أيها القارئ الكريم- بعضها:

ففي الصحيحين من حديث عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتدَّ وجعه كنت أقرأُ عليه وأمسَح بيده رجاء بركتها([4]).

وكان يفعل هذا مع أهله، فقد ورد عن عائشة أيضًا قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحدٌ من أهله نفَث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه؛ لأنها كانت أعظم بركة من يدي([5]).

فالنبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر حاله الاكتفاء بالقرآن والاقتصار عليه وعلى الأذكار المشروعة، ويجد من نفع ذلك ما لا يجد من غيره.

وقد ثبت بخبر العدول أن القرآن والأذكار النبوية يشفيان من الأمراض العضوية، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرةٍ سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيِّفوهم، فلُدِغ سيد ذلك الحيّ، فسعَوا له بكلِّ شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا؛ لعله أن يكون عند بعضهم شيءٌ، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدَنا لُدغ، وسعَينا له بكل شيء لا ينفَعه، فهل عند أحدٍ منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيِّفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ}، فكأنما نُشِط من عِقال، فانطلق يمشِي وما به قَلبة، قال: فأَوفَوهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: «وما يدريك أنها رقية؟»، ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما»([6]).

وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: باسم الله، ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر»([7])، وفي رواية الترمذي: قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ بِي([8]).

فهذه تجارب الصحابة مع القرآن ومع الأذكار، ولولا خشيةُ الإطالة لذكَرنا تجاربَ غيرهم معَه مما يقطَع لسان المدَّعي.

ثالثًا: ليسَ في حديثِ عائشةَ ما يحيل إلى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتداوى بأدوية هؤلاء ويأخذها، بل هي ذكرت تردُّدهم عليه وعرض تجاربهم، ولم تذكر استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لأدوِيتهم، وهذا مرضُه الأخير الذي مات فيه ما استعمَل فيه دواءً، بل اكتفى بالقرآن والتبرُّك به، ولو استَقرأنا الأحاديثَ الأخرى فلن نجد فيها كثرةَ التداوي بغير القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم بما في ذلك سحره الذي سحر به.

رابعًا: لا تعارضَ بين القرآن وبين الأدوية المجرَّبة، فالقرآن شفاءٌ وليس علاجًا، فهو دواء مطلَق ينفع ولا يضرُّ، بينما غيره من الأدوية الأخرى إنما تعالج بشرطِ تَوافق الجسم معها وقبوله لها، وقد تضرُّ وتقتل، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ووجَد أمامَه علومًا كثيرة عند العرب، فأبطل بعضَها وأقرَّ بعضًا، فأبطل العِيافة والكِهانة والعرافة والسِّحر، وأقرَّ من الطب ما ثبت نفعُه للناس، فليس الطبُّ بجميع أنواعه معارضًا للقرآن حتى يكونَ الجمع بينه وبين القرآن تركًا للقرآن أو استغناءً بغيره عنه، وهذا جهلٌ بالشرع وجهلٌ بالطب معًا، فالقرآن سبب خفيٌّ شرعه الله للدّواء من الأمراض الظاهرة والباطنة، وهو يشفِي بعد إذن الله، كما ان الطب سبب ظاهر للشفاء من الأمراض بإذن الله، وقد لا يشفي كذلك إذا لم يأذن الله، فهل يستلزم هذا إنكار الطبّ وإنكار دوائه للبدن، فكم من مريضٍ يمرض في يومِنا هذا، ويذهب إلى المستشفيات المختصّة، وتشخِّص له الداء وتعطيه الدواء ولا ينفعه؛ لأن القدَر سبق، فهل زعم أحدٌ من الخليقة وادَّعى أنَّ الأدوية لا تنفَع وطالب الناس بالكفر بالطبّ ورد أقوال الأطباء؟!

وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم هدي في التداوي يعرفه كل من درس سيرته واطلع على أثره، من ذلك أنه متى ما أمكنه دفع المرض بغير الدواء المركب لجأ إلى غيره مما يدفع به، فكل داء أمكنه دفعه بالحمية والغذاء أو الشراب لجأ إليهما ولم يلجأ إلى أدوية الأطباء، وكذلك فإنه عادة ما يكتفي بقراءة القرآن والأذكار المشروعة عن غيرها من الأدوية([9])، ولم يكن يرى فرقا بينهما أو تضادًّا، وقد بيَّن ابن القيم -رحمه الله- طريقته في معالجة المرض فقال: “وكان علاجه صلى الله عليه وسلم للمرض ثلاثة أنواع: أحدها: بالأدوية الطبيعية، والثاني: بالأدوية الإلهية، والثالث: بالمركب من الأمرين… -إلى أن قال:- وأما طب الأبدان فجاء من تكميل شريعته، ومقصودًا لغيره، بحيث إنما يستعمل عند الحاجة إليه، فإذا قدر على الاستغناء عنه كان صرف الهمم والقوى إلى علاج القلوب والأرواح وحفظ صحتها ودفع أسقامها وحميتها مما يفسدها هو المقصود بالقصد الأول، وإصلاح البدن بدون إصلاح القلب لا ينفع، وفساد البدن مع إصلاح القلب مضرته يسيرة جدًّا، وهي مضرَّة زائلة تعقبُها المنفعة الدائمة التامة”([10]).

والحقيقة أن المقابلة بين الطب والقرآن مقابلة غير علمية، فلا تعارض بينهما أصلًا حتى يكون أحدهما مغنيًا عن الآخر، فلو كان من استعمل دواء أرشده إليه طبيب ثم قرئ عليه القرآن يزداد مرضه أو يموت لكان ثمة وجه للمقابلة؛ بحجة التخليط بين الأدوية المتضادة، أما والأمر على خلاف ذلك؛ فإن قراءة القرآن والأذكار المشروعة مما يشفي الله به عباده، ويزيد في مفعول الأدوية، ويدفع عن الإنسان من الشرور ما لا يستطيع الطب دفعه من عين حاسد وسحر ساحر وموت قلب بالمعاصي والغفلة.

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه البزار (2662)، والطبراني في الأوسط (6064)، والحاكم (7426).

([2]) ينظر: تفسير الماوردي (3/ 268).

([3]) المحرر الوجيز (2/ 280).

([4]) أخرجه البخاري (5016)، ومسلم (2192).

([5]) أخرجه مسلم (2192).

([6]) أخرجه البخاري (2276).

([7]) أخرجه مسلم (2202).

([8]) سنن الترمذي (2080).

([9]) ينظر: زاد المعاد في هدي خير العباد (4/ 26).

([10]) المرجع السابق (4/ 24).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

مركزية السنة النبوية في دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الدعوةَ الإصلاحية السلفيَّة الحديثة ترتكِز على عدّة أسُس بُنيت عليها، ومن أبرز هذه الأسُس السنةُ النبوية التي كانت هدفًا ووسيلة في آنٍ واحد، حيث إن دعوةَ الإصلاح تهدف إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف من التزام الهدي النبوي من جهة، وإلى تقرير أن السنة النبوية الصحيحة […]

الحكم على عقيدة الأشاعرة بالفساد هل يلزم منه التكفير؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا شك أن الحكم على الناس فيما اختلفوا فيه يُعَدّ من الأمور العظيمة التي يتهيَّبها أهل الديانة ويحذرها أهل المروءة؛ لما في ذلك من تتبع الزلات، والخوض أحيانا في أمور لا تعني الإنسانَ، وويل ثم ويل لمن خاض في ذلك وهو لا يقصد صيانة دين، ولا تعليم شرع، […]

ترجمة الشيخ شرف الشريف (1361-1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشيخ شرف الشريف([1]) اسمه ونسبه:    هو شرف بن علي بن سلطان بن جعفر بن سلطان العبدلي الشريف. يتَّصل نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. نشأته ودراسته وشيوخه: ولد رحمه الله عام 1361هـ في محافظة تربة في العلاوة، وقد بدأ تعليمه الأوّلي في مدرسة […]

وهم التعارض بين آيات القرآن وعلم الكَونِيّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يمتاز التصوُّرُ الإسلامي بقدرته الفريدة على الجمع بين مصادر المعرفة المختلفة: الحسّ، العقل، والخبر الصادق، دون أن يجعل أحدها في تعارض مع الآخر. فالوحي مصدر هداية، والعقل أداة فهم، والحسّ مدخل المعرفة، والتجربة طريق التحقُّق. وكل هذه المسالك تتكامل في المنهج الإسلامي، دون تصادم أو تعارض؛ لأنها جميعًا […]

لا يفتي أهلُ الدثور لأهل الثغور -تحليل ودراسة-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في خِضَم الأحداث المتتالية والمؤلمة التي تمرُّ بها أمة الإسلام، وكان لها أثر ظاهر على استقرارها، ومسَّت جوانبَ أساسيّة من أمنها وأمانها في حياتها، برزت حقيقةٌ شرعيّة بحاجة لدراسة وتمييز، ورغم قيام العلماء من فجر الإسلام بواجبهم الشرعيّ في البيان وعدم الكتمان، إلا أنَّ ارتباطَ هذه الحقيقة بأحداث […]

مؤلفات مطبوعة في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (عرض ووصف)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: “السيد الحليم“، هكذا وُصف الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وقد كان سيِّدًا في المسلمين، حليمًا ذكيًّا ثقِفًا، يحسن إيراد الأمور وتصديرها، جعله النبي صلى الله عليه وسلم كاتبًا من كتاب الوحي القرآني؛ لأمانته وفقهه، وقد صح في فضله أحاديث، ومهما وقع منه ومن معه […]

جواب الاعتراضات على القدر المشترك (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: كنا كتبنا ورقةً علمية بمركز سلف للبحوث والدراسات حول مفهوم القدر المشترك، ووضّحناه وقربناه للعامة، وبقِيَت اعتراضات يوردها بعضهم عليه، وقد تُلبس على العامة دينَهم، وهذه الاعتراضات مثاراتُ الغلط فيها أكثرُ من أن تحصى، وأوسعُ من أن تحصَر، وبعضها ناتج عن عُجمة في اللسان، وبعضها أنشأه أصحابه على […]

ترجمة الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس (1349-1447هـ / 1931-2025م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها *** متى يمت عالمٌ منها يمُت طرَف كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلّ بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلَف قال العلامةُ ابن القيم رحمه الله: “إن الإحـاطـة بـتراجم أعـيـان الأمـة مطلوبـة، ولـذوي الـمعـارف مـحبوبـة، فـفـي مـدارسـة أخـبـارهم شـفـاء للعليل، وفي مطالعة […]

‏‏ترجمة الشَّيخ محمد بن سليمان العُلَيِّط (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ أبو عمر محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن حمد العُلَيِّط. ويبدو أن اشتقاق اسم الأسرة (العُلَيِّط) من أعلاط الإبل، وهي من أعرق الأسر القصيمية الثريَّة وتحديدا في مدينة بريدة، والتي خرج من رَحِمها الشيخ العابد الزاهد الوَرِع التقيّ محمد العُلَيِّط([2]). مولده: كان مسقط رأسه […]

الأوراد الصوفية المشتهرة في الميزان

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الذكرَ من أعظم العبادات القلبية واللفظية التي شرعها الله لعباده، ورتَّب عليها الأجور العظيمة، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، وقال سبحانه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على الأذكار الشرعية، وعلَّمها أصحابَه، وكان يرشِدهم إلى أذكار الصباح […]

مناقشة دعوى الرازي: “عدم هداية القرآن إلى العلم بالله وأنبيائه”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا جرم أن الله أنزل علينا قرآنا بدأه بوصفه: {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} من إنس وجان، وتولَّى بنفسه حفظه لفظًا ومعنًى، وبَيَّنَه أتم بيان، وجعله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وحرَّر وفنَّد الشبهات التي ترِد على الفؤاد قبل أن ينطق بها لسان، فجلُّ ما استطاعه من […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017