الاثنين - 28 جمادى الآخر 1446 هـ - 30 ديسمبر 2024 م

متى يقرأ طالب العلم لابن تيمية؟

A A

إن طلبَ العلم درجاتٌ ومناقلُ ورُتَب، لا ينبغي تعدِّيها، ومن تعدَّاها جملةً فقد تعدَّى سبيلَ السلف -رحمهم الله-، ومن تعدَّى سبيلهم عامدًا ضلَّ، ومن تعداه مجتهدًا زلَّ. فأوَّل العلم حفظ كتاب الله -عز وجل- وتفهُّمه، وكلّ ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه([1]).

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا التدرُّج في التربية بصغارِ العلم قبل كباره؛ فقال سبحانه: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران: 79]، قال ابن عباس: “كونوا حكماء فقهاء”([2])، ويقال: “الرَّبَّاني الذي يرَبّي الناس بصغار العلم قبل كباره”([3])، أي: بجزئيات العلم قبل كلياته، أو بفروعه قبل أصوله، أو بوسائله قبل مقاصده، أو ما وضح من مسائله قبل ما دقّ منها([4]).

ومن جملة العلماء السائرين على نهج السلف السالكين دربهم: شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، الذي قضى حياته متَّبعًا للسنة، مقتفيًا آثار السلف، عقيدةً وشريعة وسلوكًا، وقد شهد له بذلك الموافق والمخالف([5]).

فقد شهد له بغزارة العلم وقوة الفهم كبار العلماء في زمنه وبعده؛ وتأمل ما كتبه الشيخ تقي الدين السبكي -وكان من خصوم شيخ الإسلام- مخاطبًا به الحافظ الذهبي: “أما قول سيدي في الشيخ فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخارة بحره، وتوسُّعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول دائمًا: وقدرُه في نفسي أكبر من ذلك وأجلُّ، مع ما جمعه الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق، والقيام فيه لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان، بل من أزمان”([6]).

ولما اجتمع به الشيخُ تقي الدين ابن دقيق العيد أُعجب به جدًّا، وقال مزكِّيًا له ولعلمه: “لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلًا العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد”([7]).

ومع ظهور مكانة شيخ الإسلام، وشدَّة انتفاع طلبة العلم بآثاره العلمية -كتبه ومصنفاته- في زمنه، وحتى يوم الناس هذا، إذا ببعض من ينتسب إلى العلم -في زماننا- يدَّعي أن “القراءة لابن تيمية قبل أن تتمكَّن من العلم ضارَّة جدًّا”، وأن “ابن تيمية لا يقرأ لمبتدئ”([8]).

وفي هذه المقالة مناقشةٌ علميَّة هادئة لتلك الدعوى، بعيدًا عن الردِّ بالعاطفة أو الدفع بالصدر، مع بيان متى يقرأ طالب العلم لابن تيمية؛ ليستفيد من تلك القراءة، وهل لذلك مرحلة معينة؟ وذلك من ثلاثة وجوه صحيحة:

الوجه الأول: العلم لا يؤخَذ من الكتب:

أوَّل ما ينبغي الإقرار به: أن المبتدئ لا ينبغي له أن يستقلَّ بقراءة الكتب بمفردِه، وبمعزل عن شيخ فتَّاح، يشرح له ما يستغلِق عليه فهمه، وهذا ينطبق على كتب شيخ الإسلام وكتب غيره من أهل العلم.

وقد قالوا: “إن العلم كان في صدور الرجال، ثم انتقَل إلى الكتب، وصارت مفاتحه بأيدي الرجال”. وهذا الكلام يقضي بأنه لا بد في تحصيله من الرجال؛ إذ ليس وراء هاتين المرتبتين مرمى عندهم، وأصل هذا في الصحيح: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء» الحديث([9])، فإذا كان كذلك فالرجال هم مفاتحه بلا شك([10]).

لذا رأينا امتناع كثير من السلف من التحديث بما لا تبلغه العقول:

  • يقول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: “حدثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله؟!”([11]). ومن الفوائد الفقهية في هذا الحديث -كما يقول ابن هبيرة-: “أن العالم ينبغي أن يربّي الناس بالعلم تربية، ويغذيهم إياه تغذية، فيربيهم بصغار العلم قبل كباره، فيكون ربانيًّا”([12]).
  • ويقول عروة بن الزبير: “ما حدَّثتَ أحدًا بشيء من العلم قطّ لم يبلغه عقله، إلا كان ضلالًا عليه”([13]).

وكان الشاطبي يقول: “مِن أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به: أخذُه عن أهله المتحقِّقين به على الكمال والتمام”([14]).

إذا تقرر هذا فما المانع أن يُقرئ الشيخُ المتحقق بالعلم الطالبَ المبتدئ شيئًا من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية تتناسب مع قدراته، وتتماشى مع مرحلته في طلب العلم؟!

الوجه الثاني: انتفاع كبار العلماء بمصنَّفات شيخ الإسلام:

قد انتفع بمؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية جهابذة العلماء في زمنه والأزمان التي تليه؛ إذ إنَّ جميع مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية عظيمة النفع، مشحونةٌ بالدعوة إلى اتباع السنة ونبذ البدعة واقتفاء آثار السلف؛ ومن الأمثلة على هذا:

تلك الشهادة التي سطَّرها الشيخ تقي الدين السبكي في كتابه “السيف المسلول” عن كتاب شيخ الإسلام “الصارم المسلول”، حيث يقول فيها: “وقد وقفتُ على تصنيف لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية سماه: “الصارم المسلول على شاتم الرسول”، استدلَّ على تعيُّن قتله بسبع وعشرين طريقة أطال فيها، وأجاد، ووسع القول في الاستدلال والآثار وطرق النظر والاستنباط([15]).

وقول تقي الدين السبكي مادحًا كتاب شيخ الإسلام “منهاج السنة النبوية”:

وابنُ المطَهَّر لم تطْهُر خَلائِقُه         داعٍ إلى الرَّفض غالٍ في تَعصُبِه

ولابــــــن تيـميــــة ردٌّ علــيــــــه لـــــــه أجادَ في الرَّد واستيفاءِ أضرُبِه([16])

وبعد وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية بأكثر من ستة قرون رأينا الشيخ محمد رشيد رضا (ت 1354هـ) يشهد شهادة صدقٍ لكتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم بأنها أنفع ما كتبه أهل السنة قاطبة في الجمع بين النقل والعقل؛ وأن قلبه ما اطمئنَّ بمذهب السلف إلا بعد قراءته لكتبهما، يقول الشيخ محمد رشيد رضا: “ولا نعرف في كتب علماء السنة أنفع في الجمع بين النقل والعقل من كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله تعالى-، وإنني أقول عن نفسي: إنني لم يطمئنَّ قلبي بمذهب السلف تفصيلًا إلا بممارسة هذه الكتب([17]).

الوجه الثالث: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية النافعة للمبتدئين:

عرض المدَّعي القضيةَ بصورةٍ عامة فقال: “ابن تيمية لا يقرأ لمبتدئ”، وهذا حكم عامّ على جميع كتب ابن تيمية بأنها لا تصلُح للمتبدئين في طلب العلم، وهي دعوى مفرَّغة من الدليل؛ ولبيان ذلك سأقتصر على ذكر بعض مؤلفات شيخ الإسلام، والتي تصلح أن تكون درسًا للمبتدئين في طلب العلم:

من مؤلفات شيخ الإسلام التي تصلح للمبتدئين في طلب العلم:

لقد صنف شيخ الإسلام كتبًا ورسائل وقواعد وأجاب عن مسائل في أكثر فروع العلم وفنونه، وبعضها يصلح لأن يقوم العلماء بتدريسه وشرحه للمبتدئين في طلب العلم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر([18]):

أولًا: من الكتب والرسائل النافعة لمبتدئ طلبة العلم:

في علم العقيدة: “العقيدة الواسطية“:

وهو عبارة عن رسالة كتبها شيخ الإسلام ابن تيمية جوابًا لسؤال أحد قضاة واسط أن يكتب له عقيدة، تكون عمدة له وأهل بيته.

يقول عنها الشيخ ابن عثيمين: “العقيدة الواسطية: كتاب مختصر جامع لخلاصة عقيدة أهل السنة والجماعة، من أسماء الله وصفاته، وأمر الإيمان بالله واليوم الآخر، وما يتصل بذلك من طريقة أهل السنة العملية”([19]).

كما يصفه بأنه أحسن كتاب صنف في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة؛ فيقول: “أحسن كتاب في هذا الباب [يعني: باب العقيدة] هو كتاب العقيدة الواسطية، فإنه كتاب مختصر جامع لأصول مذهب أهل السنة والجماعة؛ لهذا أنصح كل طالب علم أن يحرص عليه، فيحفظه ويتدبر معانيه ويقرأه على شيخ يفسِّر له ما خفي من معانيه([20]).

ولا شكَّ أن من قرأ هذا الكتاب من أهل السنة والجماعة، فإنه لا يختلف مع الشيخ ابن عثيمين فيما قاله عنه.

وفي علم التفسير: يمكن الاستفادة من مقدمته في التفسير، وما كتبه في تفسير القرآن الكريم:

الأول: “مقدمة في التفسير”:

قد أبان شيخ الإسلام عمَّا تتضمَّنه هذه المقدمة بقوله: “مقدمة تتضمن قواعد كليه تعين على فهم القرآن، ومعرفة تفسيره ومعانيه، والتمييز في منقول ذلك ومعقوله بين الحق وأنواع الأباطيل، والتنبيه على الدليل الفاصل بين الأقاويل”([21]).

ولو قام بعض العلماء بتدريسه للطلبة المبتدئين -كمقدمة في علوم القرآن- لكان نافعًا جدًّا، ومعينًا لهم على فهم القرآن الكريم وتدبّره، ولقد شرحه الشيخ ابن عثيمين شرحًا ماتعًا، وهو مطبوع متداول، كما شرحها غيره.

والثاني: ما كتبه في تفسير القرآن الكريم:

لشيخ الإسلام كتابات رائعة في تفسير آي الذكر الحكيم، وهي مضمَّنة في مجموع الفتاوى، في الأجزاء التالية (14، 15، 16، 17)، وهو تفسير نفيس، يفتح على طالب العلم المبتدئ فتوحًا في فهم كتاب الله تعالى، ويقوِّي في نفسه الرغبةَ في العمل به، والتمسك بمنهج السلف.

وفي علم الفقه: له كتابان نافعان:

الأول: “شرح العمدة”:

وهو شرح على كتاب العمدة لابن قدامة المقدسي، جرى فيه شيخ الإسلام على مقتضى المذهب الحنبلي، وقد طبع منه قطعة، جاءت في خمسة أجزاء، تضمنت كتاب الطهارة والصلاة والصيام والحج([22]).

وكتاب “عمدة الفقه” للموفق ابن قدامة من الكتب المعتمدة في الفقه الحنبلي، يدرَّس لطالب الفقه الحنبلي في مراحله الأولى.

والثاني: “مناسك الحج”:

يقول شيخ الإسلام في أوله: “فقد تكرَّر السؤال من كثير من المسلمين أن أكتب في بيان مناسك الحج ما يحتاج إليه غالب الحجاج في غالب الأوقات، فإني كنت قد كتبت منسكًا في أوائل عمري، فذكرت فيه أدعيةً كثيرة، وقلَّدت في الأحكام من اتَّبعته قبلي من العلماء، وكتبت في هذا ما تبيَّن لي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مختصرًا مبينًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله”([23]).

فأبان أن له منسكين، وهذا هو الأخير منهما؛ وكان الداعي لتصنيفه هو ما تبين له من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي علم الحديث: ما كتبه في مصطلح الحديث:

وجِّه إلى شيخ الإسلام بعض المسائل المشكلة حول مصطلح الحديث، الأولى: عن حد الحديث النبوي؟ أهو ما قاله في عمره، أو بعد البعثة، أو تشريعًا؟

الثانية: ما حد الحديث الواحد؟ وهل هو كالسورة أو كالآية أو كالجملة؟

الثالثة: إذا صح الحديث هل يلزم أن يكون صدقًا أم لا؟

الرابعة: تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، تسمية صحيحة أو متداخلة؟

الخامسة: ما الحديث المكرر المعاد بغير لفظه ومعناه، من غير زيادة ولا نقص؟ وهل هو كالقصص المكررة في القرآن العظيم؟

السادسة: كم في صحيح البخاري حديث بالمكرر؟ وكم دونه؟ وكم في مسلم حديث به ودونه؟ وعلى كم حديث اتفقا؟ وبكم انفرد كل واحد منهما عن الآخر؟([24]).

ويمكن الاستفادة من تلك الكتابات في مصطلح الحديث؛ ليستفيد منها طالب العلم المبتدئ كمرحلة أولى، ثم يتدرج بعدها في مراحل العلم المختلفة: المختصرات، ثم المتوسطات، ثم المطولات.

وفي علم السلوك والتصوف: الصوفية والفقراء”:

وهي رسالة يشرح فيها شيخ الإسلام معنى الصوفية والفقراء وأقسامهما، وصفة كل قسم، وما يجب عليه، وما يستحب أن يسلكه.

ومن فوائد تلك الرسالة أنها تقدِّم للمبتدئين الطريق الصحيح في علم السلوك، وتعطي لهم تصورًا صحيحًا عن التصوف الخالي من البدع.

ثانيا: من القواعد والمسائل النافعة للمبتدئين:

  • قاعدة في الجماعة والفرقة وسبب ذلك ونتيجته([25]).
  • قاعدة جليلة في توحيد الله، وإخلاص الوجه والعمل له، عبادة واستعانة([26]).
  • العبادات مبناها على الشرع والاتباع لا على الهوى والابتداع([27]).
  • الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان([28]).
  • رسالة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر([29])، وأصلها فصل من كتاب “الاستقامة” لشيخ الإسلام.

هذا غيضٌ من فيضِ علم شيخ الإسلام -قدس الله سره- ونفعنا بعلومه، وبهذا يتضح جليًّا ضعف تلك الدعوى وهوانها، وأن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية تناسب جميع الفئات من طلبة العلم -المبتدئين والمتوسِّطين والمنتهين- كما أنها نافعة جدًّا للعلماء والمجتهدِين، ولا يضرُّ شيخَ الإسلام أن أكثرَ كتبه في الردّ على المخالفين والمنحرفين، بل تلك منقبةٌ له شاهدة بغزارة عِلمه وجودة قريحته، فرحمه الله تعالى رحمةً واسعة، وأبقَى علومَه للناس؛ لينتفعوا بها جميعًا.

ولله الحمد وحدَه، وصلى الله على نبيِّنا محمّد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) بعض كلام ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 1129).

([2]) ينظر: تفسير الطبري (6/ 452).

([3]) نقله الإمام البخاري في تراجم صحيحه (1/ 25).

([4]) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني (1/ 168).

([5]) ينظر ورقة علمية بعنوان: “أطروحات ابن تيمية.. ودعوى عدم الاستقرار!”، ودونك رابطها:

https://salafcenter.org/3600/

([6]) ينظر: ذيل طبقات الحنابلة (4/ 503).

([7]) ينظر: الرد الوافر (ص: 59).

([8]) هذا بعض كلام محمد عبد الواحد الحنبلي، ودونك رابطه:

https://www.youtube.com/watch?v=6rk-qZg8AG8

([9]) أخرجه البخاري (100)، ومسلم (2673)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-.

([10]) ينظر: الموافقات للشاطبي (1/ 140).

([11]) أخرجه البخاري (126).

([12]) ينظر: الإفصاح عن معاني الصحاح (1/ 268).

([13]) ينظر: جامع بيان العلم وفضله (1/ 539).

([14]) الموافقات (1/ 139).

([15]) السيف المسلول على من سب الرسول (ص: 387).

([16]) ينظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر (2/ 189).

([17]) تفسير المنار (1/ 211).

([18]) وقد اقتصرت على ما جاء في مجموع فتاويه دون غيره؛ طلبًا للاختصار.

([19]) مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (4/ 259-260).

([20]) من مقطع صوتي للشيخ ابن عثيمين:

https://www.youtube.com/watch?v=6yYBLdf03e8

([21]) مقدمة التفسير لابن تيمية مع شرحها لابن عثيمين (ص: 6).

([22]) طبعة دار عالم الفوائد.

([23]) مجموع الفتاوى (26/ 98).

([24]) المرجع نفسه (18/ 6).

([25]) المرجع نفسه (1/ 12).

([26]) المرجع نفسه (1/ 20).

([27]) المرجع نفسه (1/ 80).

([28]) المرجع نفسه (11/ 156).

([29]) المرجع نفسه (28/ 121).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017