الأربعاء - 22 رجب 1446 هـ - 22 يناير 2025 م

الحداثيُّون… حديث في التناقضات

A A

 

 

المقدمة

كانت امرأة بمكة المكرمة قد اتخذت الغزْل شغلًا لها، فعملت مغزلًا تغزل الصوفَ والشعر والوبر، فاتخذت لذلك ما شاء الله لها من الجواري، فكنَّ يجمعن الصوفَ والشعَر والوبر، وتغزل هي وجواريها من بداية اليوم حتى نهايته، ويبذلون جهدَهم وطاقتهم في فتل الصوفِ خيوطًا.

ولكن هذه المرأة كان في عقلِها شيءٌ، وكانت كثيرةَ الوسوسة، ومن ذلك أنها كانت بعد استنفادها طاقتَها وجهدها في العمل الشاقّ تحلّ كلَّ ذلك الغزل وتنقضه وتفسِده وتردُّه خيطًا كما كان أوَّلَ الصباح.

لا شكَّ أن كلَّ من منحه الله شيئًا من العقل ينفر من هذا التناقض، ويتَّعظ بهذه القصة التي ضرب الله بها المثل في كتابه الكريم حيث قال منفِّرًا من حالها: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92]([1]).

وهذا التناقض يرفضه كلُّ ذي عقل، ولكننا نجده سمةً من سمات الحداثيِّين، ومنهجًا لهم وطريقة، فمن تناقضاتهم -وهو ما يحصل غالبًا مع من يتَّبع هواه- أنهم يأخذون بالنصوص التي توافق أهواءَهم وأغراضهم، ويخلعون عليها أوصافَ الثبوت والحجِّيَّة، بينما هم ينقضون نصوصًا شرعية أخرى بدَعوى عدم ثبوتها أو نسبيَّتها أو عدم حجيتها!

وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضِّح ذلك:

من تناقضات محمد سعيد العشماوي:

نجد مثلًا العشماوي وهو يتحدَّث عن عظمةِ الأحكام الإسلامية يخلَع عليها أوصاف السموِّ والقِيَميَّة التي تعطي للقارئ انطباعًا بعموميَّتها وإطلاقها، وأنها هي التي صنعت الأمة وارتَقت بها إلى أعالي مراتب الهدى ودرجات الرقيّ والازدهار، واستعرض بعضَ الأحكام والقيم الإسلاميَّة، يقول العشماوي: “إنَّ عظمة الأحكام الإسلامية أنها قدَّمت أرقى المبادئ وأسمى القِيَم، فارتقت بمجتمعات العصور الوسطى ارتقاءً مذهلًا… فكانت فتحًا للإنسان وهدى للإنسانية”، ثم يقول ممثِّلًا على ذلك: “مبدأ احترام المرأة: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]”([2]).

بيد أنَّ العشماوي هو صاحب الدعوة المعروفة بإنكار العموم ودعوى أنَّ كلَّ آية في القرآن لها سببُ نزول، يقول: “فأحكام التشريع في القرآن ليسَت مطلقةً، ولم تكن مجرَّد تشريع مطلَق”([3])، “يعني أنَّ كل آية تتعلَّق بحادثةٍ بذاتها، فهي مخصَّصة بسبب التنزيل، وليست مطلقةً”([4]).

فكيف تكون الأحكام الإسلاميَّة قدَّمت أرقى المبادئ وأسمَى القيم، ثم هذه الأحكام ليست مطلقةً، وليست عامَّة لكل المسلمين، وإنما هي خاصةٌ بمن نزلت فيهم؟! هذا تناقض بيِّن.

وفي موضعٍ آخرَ تناقضٌ آخر مع هذا الذي طرَحه من أنَّ الأحكام الإسلامية هي منِ ارتقت بالمجتمعات ارتقاء مذهلًا، وهو أنه يرى أن الواقع هو الأصل، وهو الذي دارت الشريعة فيه، وتناسجت معه، وأخذَت منه عوائدَه وأعرافَه، يقول العشماوي: “الشريعةُ إنما ارتبَطت بالواقع، ودارت فيه، وتناسجت به، تأخذ منه عوائده وأعرافه، وتُحكم قواعدَها على أسبابٍ منه، وتلاحِق أحكامُها تطوُّرَه”([5]).

فكيف يتَّفق هذا وقولَه أولًا بأن الشرع هو الذي ارتقى بالمجتمع؟! وكيف يتفق هذا وقوله: “لقد استهدفتِ الشريعة تغيير ظروفِ المجتمع وتبديل روابطه وتجديد علاقاته… وأدَّت إلى تغيير شاملٍ في الروابط الاجتماعية، وإلى تبديل كامل في علاقات الناس بعضهم ببعض وبالكون”([6])؟!

ونجد العشماويَّ في موضع آخر يؤكِّد على عموم الآيات التي نزلت في أهل الكتاب، ونهت عن الغلوِّ في الدين؛ كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} [المائدة: 77]؛ لأنها تفيده في محاربة من يصفهم بالتطرُّف والغلوِّ، فيقول: “وفي خطابِ أهل الكتاب بالقرآن ما قد يعتبر مثلًا للمؤمنين: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ}”([7]).

وبعد صفحات من نفس الكتاب الذي تكلَّم فيه عن هذا العموم في النصِّ الشرعي حين يحذِّر من عدم الحكم بما أنزل الله فيقول: “ومؤدَّى الرأي الصحيح -الصادر عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن المفسِّرين العمد الثقات- أن آيات القرآن: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] إنما نزلت في أهل الكتاب… وليس لأمَّة الإسلام منها شيء”([8]).

بيد أنه ينفي هذا العموم عن النصوص التي نزلت في وصف من يحكم بغير ما أنزل الله بالكفر أو الفسق أو الظلم، ويزعم أنها خاصَّة بأهل الكتاب وحدَهم، ولا يصحُّ تعميمها في حقِّ سائر المسلمين، كقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، فهذه الآية على حسب زعمه تخاطب أهلَ الكتاب ولا علاقةَ لها بالمسلمين.

وفي ذات الكتاب نجد العشماويَّ يقبل بتعميم الأحكام الأخلاقيَّة التي نزلت في أهل الكتاب، فهذه الأخلاقُ وإن نزلت في أهل الكتاب فهي عامَّة تشمل غيرهم من المسلمين، ومن لا يفهم ذلك فليس لعقله مكان في رأسه، يقول: “إن الأحكام الأخلاقية في القرآن ولو كانت لغير المسلمين يمكن أن تكون مثلًا يتَّبعه المسلمون… ولا بأس بجعلها مثلًا يحتذى… وخاصة أن الناس عمومًا تتبع القواعد الأخلاقية والمثل الإنسانية مهما كان مصدرها، ومهما يكن شخص قائلها، ولا يمكن أن يقول عاقل: إنه يتعيَّن علينا أن نخالف أخلاقيات رفيعة أو مثاليات سامية؛ لأن غيرنا يتبعها، أو لأن غيرنا قائل بها سائر عليها”([9]).

بيد أننا نجد العشماوي نفسه ينكر ويشنِّع على من يقول بتعميم الأحكام التي نزلت لأسباب معيَّنة أو لها أسباب نزول، وسواء كان ذلك حكمًا أو قاعدة أو حتى نظامًا أخلاقيًّا، فيقول: “كل آيات القرآن نزلت على الأسباب -أي: لأسباب تقتضيها- سواء تضمَّنت حكمًا شرعيًّا أم قاعدة أصولية أم نظمًا أخلاقية”([10]).

وهذا التناقض في الموقف الواحد والقضية الواحدة -بل وأحيانا في نفس الكتاب- غير معقول، وغير مقبول أن يتبنى الرجل شيئًا في موضع ثم هو ينقضه ويهاجمه كما كانت تفعل المرأة الخرقاء الحمقاء التي نزل فيها قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92].

والعشماوي ليس متفرِّدًا بهذا الأمر، بل هو سمة من سمات الحداثيين كما أسلفنا، ومنهم حسن حنفي.

من تناقضات حسن حنفي:

يكفينا في بيان تناقضاته أنه قد شهد بذلك شاهد من أهلها، فقد تذمَّر هاشم صالح من هول ما في أطروحات حسن حنفي من التناقضات حيث يرى أنه: “قال الشيء وضده عن كل شيء تقريبًا: عن الدين، والتاريخ، والإسلام، والاستشراق، والوحي، والفقه، والشريعة، والحضارة الأوروبية… فبإمكانك أن تجد عند حسن حنفي الأطروحة ونقيضها في كل موضوع من الموضوعات المطروقة، فهناك حسن حنفي الحداثيّ جدًّا، وهناك حسن حنفي التراثيّ جدًّا، ولك الخيار، وإن كانت الغلبة للثاني بالطبع، فالمفكر المصري المعروف يدافع أحيانًا عن الانفتاح، ويدافع أحيانًا أخرى عن السلفية والانغلاق، من دون أن يشعر بأنه ارتكب خطيئة أو ذنبًا، ويدافع أحيانًا عن نظرية فويرباخ الخاصة بالدين، ثم سرعان ما ينقضها، ويدافع عن الفقهاء ثم سرعان ما يهجوهم، ويدافع عن العقيدة الغربية في بعض النصوص ثم يُسخِّفها ويقلِّل من أهميتها في نصوص أخرى عديدة، ويدافع عن المنهج التاريخي للمستشرقين، ثم يرتد عليه لاحقًا، وهكذا دواليك”([11]).

وهذا ما أدهش جورج طرابيشي، ودفع بقلمه إلى إفراد كتاب مستقل بعنوان: “ازدواجية العقل”، رصد فيه تناقضات حسن حنفي، وأباح له أن يقول في مقدمته كلامًا يخرج حسن حنفي من قائمة العقلاء، يقول: “أول ما يلفت النظر وأكثر ما يلفت النظر في كتابات حسن حنفي قدرة كاتبها شبه اللامحدودة على مناقضة نفسه، فهو لا يضع قضيَّة إلا لينفيها، ولا يبدي رأيًا إلا ليقول بعكسه، وهذا ما أباح لأحد نقاده أن يتطرف في القول إلى حد التجريح، فيتساءل عما إذا كان في قدرة قارئ حسن حنفي أن يظل محتفظًا بقواه العقلية سليمة بعد أن يتراقص مع كاتبنا في حلقة المتناقضات الجنونية، التي تدور فيها معالجته للموضوع”([12]).

ثم يقول طرابيشي: “فما من كاتب مفكر أتقن رقصة المتناقضات كما أتقنها حسن حنفي، وهذا ليس فقط بين مؤلف وآخر، أو بين طور سابق وطور لاحق من أطوار التطور الفكري، التي يكاد يكون من المحتم أن يمر بها كل كاتب في عصر التقدم والتقلب السريعين للأيديولوجيات وللأنظمة المعرفية هذا، بل كذلك بين فصول الكتاب الواحد، وأحيانا بين صفحات الفصل الواحد، دونما أي اعتبار للفاصل الزمني، ولعله لا يكفي أن نقول: إن وحدة الأضداد هي المناخ العام الذي تسبح فيه كل كتابات حسن حنفي، بل ربما كان من الضروري أن نضيف أن وحدة الأضداد تلك هي التي تصنع وحدة شخصيته ككاتب ومفكر، فكما يفكر كتاب آخرون بواسطة الاستدلال أو الحدس أو الشطح أو المفارقة، يفكر حسن حنفي بواسطة التناقض… فإن كتابات حسن حنفي تنفرد بميزة لا مماراة فيها، فهي لن تحيجنا([13]) إلى الدخول في أي نقاش أو حجاج مع كاتبها؛ لأن حسن حنفي هو الذي يتولى الرد في كل مرة على حسن حنفي!… لو شئنا حصر كل تناقضات حسن حنفي في كتاباته، لكان علينا أن نعيد كتابة جميع مؤلفاته تحليلًا وتلخيصًا ومقابلة، وهو أمر ننوء به فضلًا عن أنه سيكون مبعث سأم شديد للقارئ”([14]).

ونحن لو شئنا سرد أمثلة تلك التناقضات لطال بنا المقام، ولكن قد كفانا طرابيشي مؤونة ذلك في كتابه.

والمقصود: بيان تناقضات أهل الباطل من الحداثيّين وغيرهم، فكل من ابتعد عن كتاب الله تعالى والتمس الهدى في غيره فلن يزداد إلا تيهًا وحيرةً، كما قال تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: 50].

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: جامع البيان (17/ 283)، تفسير البغوي (5/ 40).

([2]) أصول الشريعة (ص: 152).

([3]) معالم الإسلام (ص: 120).

([4]) الإسلام السياسي (ص: 15).

([5]) أصول الشريعة (ص: 89).

([6]) أصول الشريعة (ص: 89).

([7]) معالم الإسلام (ص: 56).

([8]) معالم الإسلام (ص: 60).

([9]) معالم الإسلام (ص: 189).

([10]) جوهر الإسلام (ص: 148).

([11]) الانسداد التاريخي (ص: 268-269).

([12]) ازدواجية العقل.. دراسة تحليلية نفسية لكتابات الدكتور حسن حنفي (ص: 9)، نقلا عن: مستقبل الأصولية الإسلامية، مجلة فكر، العدد الرابع، 1984م.

([13]) هكذا في المطبوع.

([14]) ازدواجية العقل.. دراسة تحليلية نفسية لكتابات حسن حنفي (ص: 10).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017