الجمعة - 20 جمادى الأول 1446 هـ - 22 نوفمبر 2024 م

الحداثيُّون… حديث في التناقضات

A A

 

 

المقدمة

كانت امرأة بمكة المكرمة قد اتخذت الغزْل شغلًا لها، فعملت مغزلًا تغزل الصوفَ والشعر والوبر، فاتخذت لذلك ما شاء الله لها من الجواري، فكنَّ يجمعن الصوفَ والشعَر والوبر، وتغزل هي وجواريها من بداية اليوم حتى نهايته، ويبذلون جهدَهم وطاقتهم في فتل الصوفِ خيوطًا.

ولكن هذه المرأة كان في عقلِها شيءٌ، وكانت كثيرةَ الوسوسة، ومن ذلك أنها كانت بعد استنفادها طاقتَها وجهدها في العمل الشاقّ تحلّ كلَّ ذلك الغزل وتنقضه وتفسِده وتردُّه خيطًا كما كان أوَّلَ الصباح.

لا شكَّ أن كلَّ من منحه الله شيئًا من العقل ينفر من هذا التناقض، ويتَّعظ بهذه القصة التي ضرب الله بها المثل في كتابه الكريم حيث قال منفِّرًا من حالها: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92]([1]).

وهذا التناقض يرفضه كلُّ ذي عقل، ولكننا نجده سمةً من سمات الحداثيِّين، ومنهجًا لهم وطريقة، فمن تناقضاتهم -وهو ما يحصل غالبًا مع من يتَّبع هواه- أنهم يأخذون بالنصوص التي توافق أهواءَهم وأغراضهم، ويخلعون عليها أوصافَ الثبوت والحجِّيَّة، بينما هم ينقضون نصوصًا شرعية أخرى بدَعوى عدم ثبوتها أو نسبيَّتها أو عدم حجيتها!

وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضِّح ذلك:

من تناقضات محمد سعيد العشماوي:

نجد مثلًا العشماوي وهو يتحدَّث عن عظمةِ الأحكام الإسلامية يخلَع عليها أوصاف السموِّ والقِيَميَّة التي تعطي للقارئ انطباعًا بعموميَّتها وإطلاقها، وأنها هي التي صنعت الأمة وارتَقت بها إلى أعالي مراتب الهدى ودرجات الرقيّ والازدهار، واستعرض بعضَ الأحكام والقيم الإسلاميَّة، يقول العشماوي: “إنَّ عظمة الأحكام الإسلامية أنها قدَّمت أرقى المبادئ وأسمى القِيَم، فارتقت بمجتمعات العصور الوسطى ارتقاءً مذهلًا… فكانت فتحًا للإنسان وهدى للإنسانية”، ثم يقول ممثِّلًا على ذلك: “مبدأ احترام المرأة: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]”([2]).

بيد أنَّ العشماوي هو صاحب الدعوة المعروفة بإنكار العموم ودعوى أنَّ كلَّ آية في القرآن لها سببُ نزول، يقول: “فأحكام التشريع في القرآن ليسَت مطلقةً، ولم تكن مجرَّد تشريع مطلَق”([3])، “يعني أنَّ كل آية تتعلَّق بحادثةٍ بذاتها، فهي مخصَّصة بسبب التنزيل، وليست مطلقةً”([4]).

فكيف تكون الأحكام الإسلاميَّة قدَّمت أرقى المبادئ وأسمَى القيم، ثم هذه الأحكام ليست مطلقةً، وليست عامَّة لكل المسلمين، وإنما هي خاصةٌ بمن نزلت فيهم؟! هذا تناقض بيِّن.

وفي موضعٍ آخرَ تناقضٌ آخر مع هذا الذي طرَحه من أنَّ الأحكام الإسلامية هي منِ ارتقت بالمجتمعات ارتقاء مذهلًا، وهو أنه يرى أن الواقع هو الأصل، وهو الذي دارت الشريعة فيه، وتناسجت معه، وأخذَت منه عوائدَه وأعرافَه، يقول العشماوي: “الشريعةُ إنما ارتبَطت بالواقع، ودارت فيه، وتناسجت به، تأخذ منه عوائده وأعرافه، وتُحكم قواعدَها على أسبابٍ منه، وتلاحِق أحكامُها تطوُّرَه”([5]).

فكيف يتَّفق هذا وقولَه أولًا بأن الشرع هو الذي ارتقى بالمجتمع؟! وكيف يتفق هذا وقوله: “لقد استهدفتِ الشريعة تغيير ظروفِ المجتمع وتبديل روابطه وتجديد علاقاته… وأدَّت إلى تغيير شاملٍ في الروابط الاجتماعية، وإلى تبديل كامل في علاقات الناس بعضهم ببعض وبالكون”([6])؟!

ونجد العشماويَّ في موضع آخر يؤكِّد على عموم الآيات التي نزلت في أهل الكتاب، ونهت عن الغلوِّ في الدين؛ كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} [المائدة: 77]؛ لأنها تفيده في محاربة من يصفهم بالتطرُّف والغلوِّ، فيقول: “وفي خطابِ أهل الكتاب بالقرآن ما قد يعتبر مثلًا للمؤمنين: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ}”([7]).

وبعد صفحات من نفس الكتاب الذي تكلَّم فيه عن هذا العموم في النصِّ الشرعي حين يحذِّر من عدم الحكم بما أنزل الله فيقول: “ومؤدَّى الرأي الصحيح -الصادر عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن المفسِّرين العمد الثقات- أن آيات القرآن: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] إنما نزلت في أهل الكتاب… وليس لأمَّة الإسلام منها شيء”([8]).

بيد أنه ينفي هذا العموم عن النصوص التي نزلت في وصف من يحكم بغير ما أنزل الله بالكفر أو الفسق أو الظلم، ويزعم أنها خاصَّة بأهل الكتاب وحدَهم، ولا يصحُّ تعميمها في حقِّ سائر المسلمين، كقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، فهذه الآية على حسب زعمه تخاطب أهلَ الكتاب ولا علاقةَ لها بالمسلمين.

وفي ذات الكتاب نجد العشماويَّ يقبل بتعميم الأحكام الأخلاقيَّة التي نزلت في أهل الكتاب، فهذه الأخلاقُ وإن نزلت في أهل الكتاب فهي عامَّة تشمل غيرهم من المسلمين، ومن لا يفهم ذلك فليس لعقله مكان في رأسه، يقول: “إن الأحكام الأخلاقية في القرآن ولو كانت لغير المسلمين يمكن أن تكون مثلًا يتَّبعه المسلمون… ولا بأس بجعلها مثلًا يحتذى… وخاصة أن الناس عمومًا تتبع القواعد الأخلاقية والمثل الإنسانية مهما كان مصدرها، ومهما يكن شخص قائلها، ولا يمكن أن يقول عاقل: إنه يتعيَّن علينا أن نخالف أخلاقيات رفيعة أو مثاليات سامية؛ لأن غيرنا يتبعها، أو لأن غيرنا قائل بها سائر عليها”([9]).

بيد أننا نجد العشماوي نفسه ينكر ويشنِّع على من يقول بتعميم الأحكام التي نزلت لأسباب معيَّنة أو لها أسباب نزول، وسواء كان ذلك حكمًا أو قاعدة أو حتى نظامًا أخلاقيًّا، فيقول: “كل آيات القرآن نزلت على الأسباب -أي: لأسباب تقتضيها- سواء تضمَّنت حكمًا شرعيًّا أم قاعدة أصولية أم نظمًا أخلاقية”([10]).

وهذا التناقض في الموقف الواحد والقضية الواحدة -بل وأحيانا في نفس الكتاب- غير معقول، وغير مقبول أن يتبنى الرجل شيئًا في موضع ثم هو ينقضه ويهاجمه كما كانت تفعل المرأة الخرقاء الحمقاء التي نزل فيها قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92].

والعشماوي ليس متفرِّدًا بهذا الأمر، بل هو سمة من سمات الحداثيين كما أسلفنا، ومنهم حسن حنفي.

من تناقضات حسن حنفي:

يكفينا في بيان تناقضاته أنه قد شهد بذلك شاهد من أهلها، فقد تذمَّر هاشم صالح من هول ما في أطروحات حسن حنفي من التناقضات حيث يرى أنه: “قال الشيء وضده عن كل شيء تقريبًا: عن الدين، والتاريخ، والإسلام، والاستشراق، والوحي، والفقه، والشريعة، والحضارة الأوروبية… فبإمكانك أن تجد عند حسن حنفي الأطروحة ونقيضها في كل موضوع من الموضوعات المطروقة، فهناك حسن حنفي الحداثيّ جدًّا، وهناك حسن حنفي التراثيّ جدًّا، ولك الخيار، وإن كانت الغلبة للثاني بالطبع، فالمفكر المصري المعروف يدافع أحيانًا عن الانفتاح، ويدافع أحيانًا أخرى عن السلفية والانغلاق، من دون أن يشعر بأنه ارتكب خطيئة أو ذنبًا، ويدافع أحيانًا عن نظرية فويرباخ الخاصة بالدين، ثم سرعان ما ينقضها، ويدافع عن الفقهاء ثم سرعان ما يهجوهم، ويدافع عن العقيدة الغربية في بعض النصوص ثم يُسخِّفها ويقلِّل من أهميتها في نصوص أخرى عديدة، ويدافع عن المنهج التاريخي للمستشرقين، ثم يرتد عليه لاحقًا، وهكذا دواليك”([11]).

وهذا ما أدهش جورج طرابيشي، ودفع بقلمه إلى إفراد كتاب مستقل بعنوان: “ازدواجية العقل”، رصد فيه تناقضات حسن حنفي، وأباح له أن يقول في مقدمته كلامًا يخرج حسن حنفي من قائمة العقلاء، يقول: “أول ما يلفت النظر وأكثر ما يلفت النظر في كتابات حسن حنفي قدرة كاتبها شبه اللامحدودة على مناقضة نفسه، فهو لا يضع قضيَّة إلا لينفيها، ولا يبدي رأيًا إلا ليقول بعكسه، وهذا ما أباح لأحد نقاده أن يتطرف في القول إلى حد التجريح، فيتساءل عما إذا كان في قدرة قارئ حسن حنفي أن يظل محتفظًا بقواه العقلية سليمة بعد أن يتراقص مع كاتبنا في حلقة المتناقضات الجنونية، التي تدور فيها معالجته للموضوع”([12]).

ثم يقول طرابيشي: “فما من كاتب مفكر أتقن رقصة المتناقضات كما أتقنها حسن حنفي، وهذا ليس فقط بين مؤلف وآخر، أو بين طور سابق وطور لاحق من أطوار التطور الفكري، التي يكاد يكون من المحتم أن يمر بها كل كاتب في عصر التقدم والتقلب السريعين للأيديولوجيات وللأنظمة المعرفية هذا، بل كذلك بين فصول الكتاب الواحد، وأحيانا بين صفحات الفصل الواحد، دونما أي اعتبار للفاصل الزمني، ولعله لا يكفي أن نقول: إن وحدة الأضداد هي المناخ العام الذي تسبح فيه كل كتابات حسن حنفي، بل ربما كان من الضروري أن نضيف أن وحدة الأضداد تلك هي التي تصنع وحدة شخصيته ككاتب ومفكر، فكما يفكر كتاب آخرون بواسطة الاستدلال أو الحدس أو الشطح أو المفارقة، يفكر حسن حنفي بواسطة التناقض… فإن كتابات حسن حنفي تنفرد بميزة لا مماراة فيها، فهي لن تحيجنا([13]) إلى الدخول في أي نقاش أو حجاج مع كاتبها؛ لأن حسن حنفي هو الذي يتولى الرد في كل مرة على حسن حنفي!… لو شئنا حصر كل تناقضات حسن حنفي في كتاباته، لكان علينا أن نعيد كتابة جميع مؤلفاته تحليلًا وتلخيصًا ومقابلة، وهو أمر ننوء به فضلًا عن أنه سيكون مبعث سأم شديد للقارئ”([14]).

ونحن لو شئنا سرد أمثلة تلك التناقضات لطال بنا المقام، ولكن قد كفانا طرابيشي مؤونة ذلك في كتابه.

والمقصود: بيان تناقضات أهل الباطل من الحداثيّين وغيرهم، فكل من ابتعد عن كتاب الله تعالى والتمس الهدى في غيره فلن يزداد إلا تيهًا وحيرةً، كما قال تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: 50].

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: جامع البيان (17/ 283)، تفسير البغوي (5/ 40).

([2]) أصول الشريعة (ص: 152).

([3]) معالم الإسلام (ص: 120).

([4]) الإسلام السياسي (ص: 15).

([5]) أصول الشريعة (ص: 89).

([6]) أصول الشريعة (ص: 89).

([7]) معالم الإسلام (ص: 56).

([8]) معالم الإسلام (ص: 60).

([9]) معالم الإسلام (ص: 189).

([10]) جوهر الإسلام (ص: 148).

([11]) الانسداد التاريخي (ص: 268-269).

([12]) ازدواجية العقل.. دراسة تحليلية نفسية لكتابات الدكتور حسن حنفي (ص: 9)، نقلا عن: مستقبل الأصولية الإسلامية، مجلة فكر، العدد الرابع، 1984م.

([13]) هكذا في المطبوع.

([14]) ازدواجية العقل.. دراسة تحليلية نفسية لكتابات حسن حنفي (ص: 10).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017