تغريدات لمقالة (أين العرب عن تدوين الحديث؟)
1.لاتتوقف الشبهات المثارة ضد الإسلام، في أصله ومصدر تشريعه، وتشريعاته، وطريقة تنظيمه للحياة، وحدوده، وغير ذلك من مسائل الدين، وقد فشى في الأيام الأخير الطعن في السنة النبوية بطعون شتى، ومنها هذه الشبهة التي تناقلها بعض الكتاب
2. تقول الشبهة إن أصحاب الصحاح الستة ( وهم البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه) كلهم أعاجم، وقد عاشوا في فترة زمنية قريبة، فهل تأليفهم كتب الحديث كان صدفة؟! أم أنَّ وراء الأكمة ما وراءها؟
3. قبل أن نناقش الشبهة نود أن نبين أن طرح السؤال حقٌّ لكل أحد، وبالسؤال تُبنى المعارف، وتتحرك عجلة العلوم؛ لكن يستحسن بالإنسان قبل أن يورد سؤالا يمس ثوابت الدين أن يعرف ولو أدنى جواب عن سؤاله، فبعض الشبهات لا يحتاج إلى إفسادها أكثر مكن تصورها على حقيقتها.
4. قبل كل شيء ليست عندنا صحاحٌ ستة وإنما هي كتب ستة، وكتب تسعة، وصحيحان، وغيرها من المسميات، وكلمة الصحاح الستة لها دلالاتها التي لن نناقشها لعدم صحتها أصلًا.
5. الشك في الكتب الستة لأعجمية كتابها وكونهم من إيران وتركمانستان وأوزبكستان شكٌّ في غير محله، فإن هذه الدول لم تقم إلا في وقت قريب، وكانت الدولة الإسلامية دولة واحدة، ولم يعتبر العلماء لأن يكون الإنسان عالمًا أن يكون من منطقة محددة، فالجميع تحت دين واحد وسلطة واحدة ودولة واحدة.
6. وقوله إن الرسول عربي والرسالة عربية والكتاب عربي، هو مبني على أصل غير صحيح، فإن الرسالة عالمية ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) والرسول عالمي (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) والكتاب عالمي (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا).
7. لو اشترطنا في كل عالم أن يكون عربيا لضاعت العربية نفسها! فباسط علم النحو سيبويه وهو من أسرة فارسية، وابن جني كان عبدا روميا، وصاحب أشهر المعاجم “مقاييس اللغة” هو أحمد بن فارس من أصل فارسي، والفيروز آبادي من فيروز آباد، وأبو منصور الثعالبي الأديب الأشهر في القرن الخامس من نيسابور.
8. هناك كتب حديثية كثيرة غير هذه الكتب الستة، وكلها وجدت في عصر هؤلاء مثل سنن الدارمي، وصحيح ابن حبان، وصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن السَّكن، والمعجم الصغير والوسط والكبير للطبراني، والمستدرك للحاكم، ومسند أبي يعلى،وغيرها، فلم يصور الكاتب وكأن كتب الحديث لم تكت إلا من أعاجم؟
9. لو كانت هذه الكتب موضوعة أساسا من هؤلاء الستة لكان لهذا الكلام وجهة نزر معتبرة، ولكن هذا الكلام ناشئ عن عدم تصور صحيح لطبيعة كتب الأحاديث، فإنها ليست كتب مبتدعة، وليس لأصحابها فيها إلا الجمع والتدقيق والترتيب ليس إلا!
10. أصحاب هذه الكتب يحدثون فيها عمن سبقهم وهم عرب، فأتباع التابعين كثير منهم عرب، والتابعون جلهم عرب، والصحابة كلهم إلا نزر يسير، وهي أحاديث وصلت إليهم عن طريق هؤلاء العرب، فكيف ينتقد جمعهم للأحاديث بسبب أعجميتهم وليس لهم فيها إلا الجمع؟
11. هذه الكتب الستة سبقتها كتب حديثية عديدة، منها صحف الصحابة كسعد بن عبادة، وعبدالله بن أبي أوفى، وأبي هريرة، وجابر بن عبدالله، وعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم، ومن كتب التابعين صحيفة أبي الزبير الأسدي، وأبي عدي الكوفي وأبي العشراء الدارمي
12. ومن أتباعهم ككتب مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وعبدالملك ابن جريج، ومَعمر بن راشد الأزدي، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وحمَّاد بن سلمة بن دينار، والليث بن سعد، ومسند الإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله أجمعين
13. فانظر إلى هذِهِ الكُتُب والمُصنَّفات قبل الإمام البُخاري ومن جاءَ بعده وهي كثيرةٌ متعدِّدة، وكتَّابها ومؤلِّفوها جُلُّهم عرب، فأمرر بَصَرَك على هذه القائمة وانظر كم عدد غير العرب منهم؟ كم عدد الأعاجم الذين وضعوا كتبًا في الحديث؟ وما تركنا أكثر مما ذكرنا
14. أصحاب الكتب الستة لم تكن حياتهم كلها في بلاد أعجمية، بل كان جلُّ حياتهم في بلاد عربية، فطلبهم للعلم كان في ديارٍ عربية، ورحلاتهم كانت إلى بلادٍ عربية، وتحديثهم وبثهم للعلم كانت في بلادٍ عربية، فحياتهم جلُّها في بلادٍ عربية!
15. البخاري طلب العلم في بغداد والبصرة والكوفة ومكة ومصر والشام، ومسلم في مكة والكوفة والعراق ومصر، وأبو داود بمكة والبصرة والكوفة وحران وحمص ودمشق ومصر، والترمذي في العراق ومكة والمدينة ، أما النسائي ففي الحجاز ومصر والشام والعراق واستوطن مصر، وابن ماجه في العراق والشام ومكة ومصر.
16.أصول هؤلاء الستة ليست كلها أعجمية، وقد تتبع ناجي معروف في كتابه “عروبة العلماء المنسوبين إلى البلدان الأعجمية في المشرق الإسلامي” العلماء الذين ولدوا في بلاد أعجمية وهم عرب، وذكر منهم: الإمام مسلم، فهو عربي من قُشير، وأبو داود فهو عربي من الأزد، والترمذي فهو عربي من قبيلة سُليم.