السبت - 03 جمادى الأول 1447 هـ - 25 أكتوبر 2025 م

الانغلاق المعرفي لدى التيار الحداثي

A A

يغلِب على الخطابِ الحداثيِّ الخفةُ والكِبر العلميّ، وتغيبُ عنه التُّؤدة والأناة والتثبُّت والموضوعيَّة؛ وذلك أنه غلب على كثير من منتسبي الفكر الحداثي النَّفَسُ الشبابيّ الثائر؛ مما أدى بهم إلى ممارسة نوعٍ من المرح في البحث والتلقائية في النقاش والبساطة في النقد ومخرجاته، وكلُّ هذا يرجِع إلى تحكُّم عقلية المصادرة للآراء في مكوِّن الفكر الحداثي؛ لأن نشأته الأولى كانت وليدَةَ ثورةٍ على الدين والقيَم، ومحاولة صنعٍ لحياة جديدةٍ تحكمها المادّة والعلم التجريبي، وتبتَعِد عن كلّ ما هو غيبيّ وأسطوريّ وتستبعدُه، وتجعل من فكرتها نقيضًا للماضي وعداءً للواقع المزري، وتستشرف لمستقبل أكثر نُضجًا.

القلق من المستقبل وازدراء التراث عرضان من أعراض الانغلاق:

ساد القلقُ من المستقبل في الخطاب الحداثيِّ، كما حكَّم الإحباط هواه في تقييم التاريخ والتراث، وقد تكرَّرت دعوةُ الحداثيين للحوار والتعقُّل في وزن الأمور وترتيبها، ومحاولة التعامل معها تعاملًا حذرًا ومسؤولًا؛ لكن ومع كل اختبارٍ علميّ للفكرة ومدَى انسجامها مع طموحات أصحابها نُفاجَأ دومًا بتناقضٍ بين الأحداث والأهداف، بل نجد الفكرةَ تحمل في مضمونها ما يناقض ما تسعى إليه، وعند تسليط الضوءِ على جانبٍ مهمٍّ من الفكرة الحداثيّة -ألا وهو المصادرة للآراء وتتفيهِهَا- نجد هذه العبارة -وإن كانت لا تروق للحداثيين- تمثِّل حقيقةً واقعيَّة لموقفهم من كلّ ما يرونه مخالفًا لقيمهم ودعوتهم، ويعكس ذلك موقفُهم من التراث بجميع مكونّاته، سواء كانت دينية أو اجتماعية أو سياسية، يقول إسماعيل مظهر: “نخطئ إذا اعتقَدنا أن تراثَ الماضي يجب أن يكونَ نبراسَنا الذي ينير لنا مفاوزَ الحاضر، فإنَّ الحاضرَ هو في الواقع قائدنا وهادينا، وما الماضي إلا صفحة بائدة… على هذا يجب أن نقتلَ في عقولنا فكرةَ التأثُّر بالماضي”([1]).

وهذه الفكرة الرافضة للماضي لا تنتهي عندَ هذا الحدِّ، بل تجعل قِيَمها الغربية هي التي تمثِّل عوامل البقاء، وعليه يجب فرضها، أمَّا قيم المجتمعات الأخرى فهي سِرُّ الفناء، فيجب نبذها، يقول العروي: “إن أوروبا الغربية انتهجت منذ أربعة قرون منطقًا في الفكر والسلوك، ثم فرضته منذ القرن الماضي على العالم كلِّه، ولم يبقَ للشعوب الأخرى إلا أن تنهجَه فتحيا، أو ترفضه فتفنى”([2]).

الإعراض عن علوم المخالف:

هذا الانغلاقُ المعرفيّ القائم على المصادَرة واعتقاد أن الفناء هو حظُّ المخالف لم يقف عند هذا الحدِّ، بل صاحبه تعمُّد الإعراضِ عن كلِّ ما عند المخالف من علمٍ، وجعله مجرَّدَ كذبٍ واختلاق، وليس هذا التكذيب ناتجًا عن بحثٍ علميٍّ، بل هو مجرَّد ادِّعاء ألجأت إليه الأدلجة والعداء للقيم، فهذا كاتبٌ عربيٌّ يجعل من القرآن مجرَّدَ حديثٍ مهيّج للجماع وفاتح للشهية([3])، ومع كون هذه الفكرةِ تعدُّ جهلا بالدين والوحي، بل وخروجًا عن النسق الطبيعي للنقد الأخلاقيّ، فإن أصحابها لم يقِفوا عند هذا الجهل، ففي كلّ نقد يبينون عن خفَّة عقلٍ زائدة، وعن تصوّر سطحيٍّ للمواضيع الدينية، ففي إطارِ نقدِهم للحِجاب يَربطون فكرةَ كون المرأة محجَّبة وكونها ناقِصة، ويرون أن حاجتَها إلى رحمة الله دليلُ ضعفِها ومرضِها، وأن فكرةَ الحجاب فظيعة لهذا الحدّ([4])، وهذا التسطيحُ لقضيَّةٍ شعائرية يُغَيِّبُ الدَّوافع الحقيقيَّة لها، وهذا التغييبُ ليس لَه من تفسير إلا الجهل بطبيعة الدين، ثم بالحجاب الذي يدفع إلى كبح جماح الشَّهوة عند الناظرين، ويحجب عنهم ما تحته حتى لا يقعوا في المحظور، وهو صيانةٌ للمرأة وتكريم، فيأتي الحداثيُّ ليلغي هذه المقاصدَ بكلِّ جرأةٍ، ويصادرها، ويأتي من كيسِه بتَفسيرٍ هو أقربُ في نظر المتديِّنين إلى تفسير الأحلام والرُّؤى منه إلى التفاسير العلمية تحت أيِّ اعتبار، وهذا الرفضُ المطلَق للتراث الإسلاميِّ بنصوصِه الدينيَّة والتهكّم عليها والمطالبة بإلغائها يدعو إليه أناسٌ يَدَّعون الانفتاحَ على قيَم مجتمعاتٍ أخرى؛ بحجَّة المشترك الإنسانيِّ. ولنا أن نتساءل: هل الجنسُ غائبٌ في القيَم الغربيَّة أو ليس له قيمة؟ أين فلسفة اللذة عند الفلاسفة الأوربيين؟ وأين الجنس وما قاله ماركيوز – هربرت (1898-1970م) الذي دعا إلى التركيز وتأكيد انعتاق الغرائز الجنسية، وإطلاق الحرية الجنسية بلا حدود، سواء من ناحية الكم أم الكيف، أي: حتى الشذوذ؟! بل وتمجيد الشذوذ باعتباره ثورة وتمردًا ضدَّ القمع الجنسيّ، وضد مؤسسات القمع الجنسيّ؛ معتبرًا التحرُّر الجنسيَّ عنصرًا مكمِّلا ومتمِّما لعمليَّة التحرُّر الاجتماعيّ، ورافضًا ربط الجنس بالتناسل والإنجاب.

تضليل الأمة:

ومن مظاهر المصادرة الخطيرة التعبير عن ضلال المسلمين في جميع أزمنتهم؛ لأنهم فهموا القرآن كما فسَّره المفسِّرون، وهذا ازدراء لجهودِ عشرات القرون من العلم والتفسير، وتتفيهٌ لجهد أمَّة بكاملها، وحكم عليها بالجهل، ومع ذلك لا يستنكف الحداثيون أن يقولوا وبأصوات عالية: “إن المسلمين فهموا القرآن عبر التفاسير فضلُّوا؛ لأنهم لم يفهموا القرآن كما أُنزل، إذن المسلمون لم يستفيدوا ولم يهدِهم القرآن في هذه الأجيال، كما هدى جيل الرسول أو على الأقل الأجيال الأُولى؛ لأنهم فهموا القرآن عبر التفاسير فضلُّوا”([5]).

ونفس القول في تدوين السنة حيث يرون أن الأمَّة قد تواضعت على أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان، بل هي من وضع الفرس والروم والثقافات الأخرى، وأكَّدوا على توفيد العلوم الإسلامية، وأن الوحي بشقيه مجرد تجربة بشرية قابلة للأخذ والرد، والنبوءة ليست ذات طابع ديني مقدَّس، فلكلِّ فنٍّ نبوءَته، فللشعر نبوءته، فمحمد نبيّ كما أدونيس نبي على حدِّ قول حسن حنفي([6]).

ميزة التيار الحداثي الحقيقية:

لقد امتاز التيار الحداثيُّ منذ نشأته في عالمنا العربي بمحاولة فرض قيَم الغرب وما يدعو إليه، والإعلاء من شأن هذه القيَم، ورفض التراث الإسلامي واعتباره تراثا لا يُرفع به الرأس، والتعامل مع النصوص الشرعية على أنها مجرَّد نصوص أدبية خاضعة للفحص، وتأويلات المختصين من العلماء لا عبرة بها، بل يُتَعَامَل معها كأفكارٍ أجنبية على الشرع، وتزاح وتطبق مكانها الأنماط الأدبية التي تنزع القداسة عن النصِّ، وإذا انْتُقِدَ أحدهم بأن ميوله النفسيّ الذي يريد أن يجعله تفسيرا للوحي لا يساعد عليه السياق اللغوي، ولا كلام المختصين من أهل الفن؛ لم يجد لقوله من مخرج إلا أن هذه الفهوم التي تصوِّبها الأمة هي فهوم لبشر مثل الطبري والقرطبي وابن كثير، وهو يريد أن يمارسَ حقَّه في التفسير، وينسى الحداثيّ أن القرطبيَّ فسَّر القرآن، لا لأنه بشر أو لأنه تَسمَّى بالقرطبي، بل لكونه حَصَّل علومًا كثيرة خوَّلته أن يفسِّر القرآن ويتلكم فيه، ثم التزم بمنهجية علمية تواضَع عليها أهل الفنِّ قبله وبعده، وأما أنت -أيها الحداثي- فلست مختصًّا في أي علم مكتوب بالعربية، فضلا عن اللغة العربية، فضلا عن السنة، فضلا عن القرآن، ولا تؤمن بهذه العلوم ولا تدرسها، بل ترى في تجاوزك لها قبل دراستها نوعًا من التجديد والانفتاح، في حين لا تسمح لغيرك -بل تتهكَّم عليه- حين يتكلَّم في علومك المادية والتجريبية والأدبية، مع أنه في الغالب يكون حاله أحسنَ من حالك في الشرع، لقد طغت فكرة رفض الدّين وجعله أسطورة وخرافة على الطرح الحداثي، ومن ثم كانت الضرورة عندهم تدعو إلى استبعاده من الحياة، وتجاوزه لصالح العلم والمادة([7]).

فتطويع الواقع للنصوص التي سبقته بأربعة عشر قرنًا يعدُّ -في نظرهم- مصادرة للعلم وإهانة للحياة، والفقهاء ما هم إلا مجرد أدواة صنع الاستبداد القيمي وتكريسه عبر السلطة، هكذا يتعامل الحداثيون مع التراث وينظرون إليه بازدراء، ولا ينبغي أن تُحكَم الحياة بقوانينه، وهذا الحد من المصادرة يتفق عليه الحداثيون على اختلاف ألسنتهم وألوانهم؛ لأن الحداثة باختصار تيار ذو استبداد سلطوي سياسي، يحاول المزج بين اللبرالية التحديثية الأوروبية، ويرفض القيم الدينية، ويرفض التعايش معها أو تفهمها، كما أنه يستنكف الاعتراف بأي إنجاز قيميٍّ لغير أفكاره، فلا مجال للتعامل بعدالة مع المخالف، فلا يستحق من الأوصاف والألقاب إلا ما يسمح به القلم من الاستهتار اللفظي من نحو: التراثي، والرجعي، والخرافي، والأسطوري.

وقد صرفوا العبارة في كتبهم لتأكيد هذا المعنى، وتبيين أن الحياة إذا لم تحكم بقوانين الحداثة الغربية وأحكامها فإنها تظلّ حياة ضعيفة متخلِّفة، محكومًا عليها بالفشل والتخلَّف؛ لأن الحداثة لم تجد إليها سبيلًا.

والله غالب على أمره، ومظهر دينه، ولو كره المشركون.

([1]) العصور، العدد (11)، يوليو (1928م)، (ص: 1172).

([2]) الأيدولوجيا العربية المعاصرة (ص: 16).

([3]) ينظر: مجلة الناقد، مقال لعبود سليمان بعنوان: التراث الجنسي، العدد الثامن، شباط فبراير 1979م، (ص: 69).

([4]) المرجع السابق، العدد (13)، تموز 1979م، (ص: 6-7).

([5]) نحو قراءة جديدة للقرآن في ظل التحديات المعاصرة، حوار مع جمال البنا، أجرته معه صباح البغدادي عدد (23)، (ص: 108).

([6]) التراث والتجديد.. موقف من التراث القديم (ص: 96)، وينظر: نقد النص، لعلي حرب (ص: 208).

([7]) ينظر: الوحي والإنسان.. قراءة معرفية (ص: 166).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017