السبت - 23 شعبان 1446 هـ - 22 فبراير 2025 م

حديث: «المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض» ودعوى إخراج غيرهم من الصحبة

A A

تمهيد:

حاول بعضهم إخراجَ الطلقاء والعُتقاء من دائرة الصحابة رضي الله عنهم، وقصرَ الصحبة فقط على المهاجرين والأنصار؛ مستدلًا بما لا يؤيد دعواه([1]).

وفيما يلي الردّ على تلك الشبهة؛ بإيراد الحديث الذي استدلُّوا به، مع بيان وجوه الفهم الصحيح له، بما يتناسب مع لغة العرب، وما قرره أهل العلم.

نص الحديث:

عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهاجرون والأنصار أولياء بعضُهم لبعض، والطلقاءُ من قريش والعتقاء من ثقيف بعضُهم أولياءُ بعض إلى يوم القيامة»([2]).

درجة الحديث:

هذا الحديث صحَّحه ابن حبان([3])، والحاكم([4]) وقال: “هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يخرجاه”، وقال الهيثمي: “أحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح”([5]).

وصحَّحه الشيخ الألباني فقال: “وهذا سند صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري، غير علي بن عبد العزيز، وهو ثقة”([6]).

شرح الحديث:

معنى هذا الحديث: أن كلًّا من المهاجرين والأنصار أحقُّ بالآخر من كلّ أحد؛ ولهذا آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، كل اثنين أخوان، فكانوا يتوارثون بذلك إرثًا مقدَّمًا على القرابة، حتى نسخ الله تعالى ذلك بآيات المواريث.

والطلقاء من قريش: هم الذين خلَّى عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وأطلقهم، فلم يسترقَّهم، واحدهم طليق -فعيل بمعنى مفعول-، وهو الأسير إذا أطلق سبيله([7])، وقد أطلق عليهم هذا الاسم إشارةً إلى قوله صلى الله عليه وسلم لهم يوم فتح مكة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»([8]).

والعتقاء من ثقيف: هم من خلّى عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة من أهل الطائف، وكأنه ميز قريشًا باسم الطلقاء، حيث هو أحسن من العتقاء([9]).

فهؤلاء -يعني: الطلقاء والعتقاء- في منزلة واحدة، بعضُهم أولياء بعض، وكلّ واحد منهم أحقُّ بالآخر، فهم لم يحصِّلوا منزلة المهاجرين والأنصار في الفضل، بل جاءوا بعدَهم، وشتان ما بين هؤلاء وهؤلاء في الفضل والمكانة والإيمان، وقد جاء التصريح في القرآن الكريم بإثبات ولاية المهاجرين والأنصار خاصّة، كما جاء بإثبات ولاية المؤمنين عامة، ولا تنافي بين المعنيين.

التصريح بولاية المهاجرين والأنصار في كتاب الله تعالى:

جاءت ولاية المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم مصرَّحًا بها في كتاب الله؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا} [الأنفال: 72].

والمعنى الإجمالي للآية الكريمة: أن الذين آمنوا بالله ورسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وصدَّقوا بما جاءهم به، {وَهَاجَرُوا} يعني: وهجروا ديارهم وقومهم في ذات الله عز وجل، وهم المهاجرون الأولون، {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} يعني: آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه من المهاجرين، وأسكنوهم منازلهم، ونصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الأنصار، {أُولَئِكَ} يعني: المهاجرين والأنصار {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} يعني: في العون والنصر دون أقربائهم من الكفار، وقال ابن عباس: أي: يتولى بعضهم بعضًا في الميراث، وكانوا يتوارثون بالهجرة، وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون دون أقربائهم وذوي أرحامهم، وكان من آمن ولم يهاجر لا يرث من قريبه المهاجر، حتى كان فتح مكة وانقطعت الهجرة، فتوارثوا بالأرحام حيثما كانوا، فصار ذلك منسوخًا بقوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ} [الأنفال: 75]([10]) .

وقد ثبت هذا المعنى في الصحيح: فعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قال: “ورثةً”، {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ([11]) أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 33] قال: “كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه؛ للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نسخت”، ثم قال: {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ}: “إلا النصر، والرِّفادة، والنصيحة، وقد ذهب الميراث، ويُوصِي له”([12]).

شبهة إخراج الطلقاء والعتقاء من الصحابة:

استدلَّ بعضهم بهذا الحديث على إخراج الطلقاء والعتقاء من دائرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فقال: “والحديثُ فيه إخراجٌ للطلقاء من المهاجرين والأنصار الذين هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقط، كما في حديث الآخر: «أنا وأصحابي حيِّزٌ، والناس حيِّز»([13])([14]).

الجواب عن الشبهة:

يجاب عن هذه الشبهة من وجوه عديدة؛ واحدها كاف في ردِّها:

الوجه الأول: أنه لا دلالة في الحديث على هذا المدَّعى؛ وغاية ما يدلّ عليه الحديث: تفاوت درجات الصُّحبة؛ فبعضها أعلَى وأرفع قدرًا من بعض، مع اشتراك الجميع في فضيلة الصحبة التي لا يعدلها فضل؛ فمنزلة المهاجرين والأنصار أرفع المنازل وأعلى الرتَب، وبعضهم أولياء بعض؛ نظرًا للتشابه بينهم فيما قدَّموه وبذلوه في سبيل نصرة دين الله تعالى وإعلاء كلمته؛ فالمهاجرون خرجوا من ديارهم وتركوا أموالهم، وبذلوا أموالهم وأنفسهم رخيصة في سبيل الله تعالى، والأنصار آووا إخوانهم من المهاجرين في منازلهم، وواسوهم في أموالهم، وتشاركَا -أعني المهاجرين والأنصار- في نصرة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما، فكانوا يتوارثون بذلك إرثًا مقدَّمًا على القرابة، حتى نسخ الله تعالى ذلك بالمواريث([15]).

الوجه الثاني: أن فضيلة الصحبة ثابتةٌ لكلِّ من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ولو مرة واحدة ومات على الإسلام، وهذا المعنى هو المقرَّر عند جماهير أهل العلم، وهو المؤيَّد بالأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يأتي زمان يغزو فِئام من الناس، فيقال: فيكم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقال: نعم، فيفتح عليه، ثم يأتي زمان، فيقال: فيكم من صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقال: نعم، فيفتح، ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقال: نعم، فيفتح»([16])، هذا لفظ البخاري، وفي لفظ مسلم: «فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟»([17]).

وفي الحديث دلالة ظاهرةٌ على أنَّ من صاحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم هو من رآه مؤمنًا به وإن قلَّت مدَّةُ صحبته، وقد نصَّ على ذلك الأئمة: مالك وأحمد وغيرهما([18])؛ وفي هذا إبطال صريحٌ لدعوى إخراج الطلقاءِ والعتقاء من دائرة الصحابة رضي الله عنهم.

الوجه الثالث: أنَّ إثباتَ نوعٍ من الولاية الخاصة -سواء بين المهاجرين والأنصار، أو بين الطلقاء والعتقاء- لا يتنافى مع اشتراك الجميع في فضيلةِ الصحبة، كما لا يتنافى مع الولاية العامَّة بين المؤمنين؛ كما قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71]؛ فالجميع أولياء في الدين واتفاقِ الكلمة والعون والنصرة([19])، ومع أنَّ المهاجرين والأنصارَ بعضهم أولياء بعض في خصوصيّات ما بذلوه وقدَّموه لهذا الدين؛ إلا أنَّ هذا لا يدلُّ على نفي ولايتهم لغيرهم ممن تبعهم بإحسان، وقد رضي الله تعالى عن الجميع.

الوجه الرابع: مع إثبات الفضل للمهاجرين والأنصار على من جاء بعدهم، إلا أن الجميع يشتركون في رضا الله عنهم؛ قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]، فالطلقاء والعتقاء من الذين اتَّبعوا المهاجرين والأنصارَ بإحسانٍ، مع إثبات التفاضل بينهم في السابقة والإيمان.

كما أنَّ الجميع يشتركون في تحقيق وعد الله تعالى لهم بالجنة؛ قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [الحديد: 10]، فكلّ واحدة من الطائفتين الذين أنفقوا وقاتلوا قبل الفتح وبعده وعدهم الله الجنة([20]).

فاللهم طهر قلوبنا تجاه صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10]، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) هذه بعض دعاوى حسن المالكي في كتابه: “الصحابة بين الصحبة اللغوية والصحبة الشرعية” (ص: 50).

([2]) أخرجه أحمد (19215، 19218)، والطيالسي (671)، وغيرهما.

([3]) صحيح ابن حبان (7260).

([4]) المستدرك على الصحيحين (6978).

([5]) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 15).

([6]) سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 31).

([7]) ينظر: إمتاع الأسماع للمقريزي (8/ 388).

([8]) ينظر: سيرة ابن هشام (2/ 412)، والسيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان (1/ 337).

([9]) ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (3/ 136).

([10]) ينظر: عون المعبود لشمس الحق آبادي (8/ 99-100).

([11]) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: {عَاقَدَتْ} بألف، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: {عَقَدَتْ} بغير ألف. ينظر: السبعة في القراءات لابن مجاهد (ص: 233).

([12]) أخرجه البخاري (2292).

([13]) أخرجه أحمد (11167)، وابن أبي شيبة (7/ 407)، والطبراني في الكبير (4/ 286)، من طريق أبي البختري الطائي، عن أبي سعيد الخدري به، قال الألباني: “إسناده صحيح على شرط الشيخين”. وأعله الوادعي بالانقطاع فقال: “هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا البختري -وهو سعيد بن فيروز- لم يسمع من أبي سعيد، حكاه في جامع التحصيل عن أبي حاتم”. ينظر: إرواء الغليل (5/ 11)، وأحاديث معلة ظاهرها الصحة (ص: 150).

وفي موقع “مركز سلف للبحوث والدراسات” مناقشة للاستدلال بهذا الحديث على قَصر معنى الصحبة على من أسلم قبل الفتح.

([14]) ينظر: الصحابة بين الصحبة اللغوية والصحبة الشرعية لحسن المالكي (ص: 50).

([15]) ينظر: تفسير ابن كثير (4/ 95).

([16]) أخرجه البخاري (2897).

([17]) صحيح مسلم (2532).

([18]) ينظر: مجموع الفتاوى (20/ 298).

([19]) ينظر: تفسير البغوي (4/ 72).

([20]) ينظر: التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي (2/ 345).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017