الخميس - 09 شوّال 1445 هـ - 18 ابريل 2024 م

حديث «فيضع الرب فيها قدمه» ودفع إشكال

A A

لا يشُكُّ مسلمٌ أنَّ في الدين محكَمًا ومُتشابهًا؛ إلا أنَّ المحكم لن يهتدِيَ إلى تمييزه مَن اضطربَت عنده الأصول وتفرَّقت به السبل في فهمِ الحقِ؛ لأن ثمَّةَ خيطًا ناظمًا للشرع، لا يستقيم للشخص إيمانٌ ولا يستقِرُّ له إسلامٌ مَا لم يُدركه، ألا وهو مبدأُ التسليم المطلَق للوَحيِ، وحُسن الظنِّ بكلام الله تعالى وكلام رسولِه صلى الله عليه وسلم، واعتقادُ أن الهداية على سبيل اليقين لا تكونُ إلا عن طريقهما، وأنَّ معارضَتَهما بغيرهما تَعني الشَّكَّ والرَّيبَ والاضطراب والاختلافَ.

هذا، وقدِ ابتلي بَعضُ الأمَّة بالتأثُّر ببعض العلوم الفلسفية، فحاكَمَ إليها لسانَ الشرع، وأراد فَهمَ خِطابه مِن خلالها؛ فعَمِيت عليه الأنباء، وصار إلى أقوالٍ في محكمات الدين لا يتميَّز بها حقٌّ مِن باطل، ولا تقوم بها حجَّة، والتوقُّف الذي هو جَهل هو أَحسنُ مواقف أصحابها، بَدلَ التأويل الذي هو تحريفٌ للكَلِم عن مواضِعِه وتَبديلٌ للشرع، وقد كان لآيات الصفاتِ وأحاديثِها النصيبُ الأوفر مِن هذه الحيرةِ العامَّة التي لم يَسلَم منها إلا من هداه الله تعالى ورحمَه.

ومِن بَين الأحاديث التي أُوردت عليها الإشكالات حديثٌ ورد فيه ذِكر القَدَم ونِسبتُها إلى الله عز وجل، وقد ورد الإشكالُ على هذا الحديث من ناحيتين:

الناحية الأولى: أن ظاهره التشبيهُ.

والناحية الثانية: تأويلُه بناء على ذلك.

وللجواب على هذا الإشكال نبين الآتي:

أولا: كلُّ مَا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقِّ ربِّه تعالى فلا يمكن أن يحيلَ إلى معنًى باطلٍ، ولا يلزم منه الباطل كذلك؛ لأن لزومَ الباطل عن القول دليل على بطلانه، وقد جوَّدَ الإمام ابن القيِّم العبارةَ في هذا المعنى فقال: “وتقرير ذلك أن يُقال: إمّا أن يكون المتكلِّم بهذه النصوص عالِمًا أنَّ الحق في تأويلات النّفاة المعطِّلين أو لا يعلم ذلك، فإن لم يعلم ذلك كان ذلك قَدحًا في علمه، وإن كان عالما أنَّ الحقَّ فيها فلا يخلو إما أن يكون قادرًا على التعبير بعبارتهم التي هي تنزيهٌ لله -بزعمهم- عن التشبيه والتمثيل والتجسيم، وأنه لا يعرف الله من لم ينزه الله بها، أو لا يكون قادرا على تلك العبارة، فإن لم يكن قادرًا على التعبير بذلك لزم القدحُ في فصاحته، وكان ورثة الصابئة وأفراخُ الفلاسفة وأوقاح المعتزلة والجهميَّة وتلامذة الملاحدة أفصحَ منه وأحسنَ بيانًا وتعبيرًا عن الحق، وهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة أولياؤه وأعداؤه وموافقوه ومخالفوه، فإنَّ مخالفيه لم يشكُّوا أنه أفصح الخلق، وأقدرهم على حسن التعبير بما يطابق المعنى ويخلِّصه من اللبس والإشكال”([1]).

ثانيا: هذه الصفات التي يستنكرها أهل التأويل وتصطكُّ منها مسامعهم لم ترد في القرآن ولا في السنة إلا في معرض التعظيم والمدح والتنزيه، فسياقها لا يمكن أن يحيلَ أبدا إلى باطل، ولا أن يفهم منه.

ثالثا: الكلام على الحديث:

الحديث مخرج في الصحيحين بألفاظ مختلفة، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث أنس: «لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟! فَيُدْلِي فِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بعض، فَتَقول: قط بعزتك، وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ خَلْقًا فَيُسْكِنَهُمْ فِيهَا»([2]). وله روايات أخر بلفظ الرجل([3]).

وقد أشكل هذا الحديثُ على بعض الناس، فتعرضوا لمعناه، فمنهم من نفى ظاهِرَه وادَّعى تعارضَه مع القرآن؛ وذلك أنَّ القرآن ينصُّ على أن جهنَّمَ ستَمتَلِئ من البشر والجنِّ، قال الله سبحانه: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين} [هود: 119]، وقال سبحانه: {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين} [السجدة: 13].

وعليه فإما أن يُحمل لفظ الرِّجل في الحديث على الطائفةِ من الناس، وهو وجه في اللغة، وإما أن يُردَّ لتعارضه مع الآية.

وآخرون قالوا باستحالة الظاهر مطلقًا، وأجابوا عنه بالتأويل أو بالتفويض طِبقًا لقاعدتهم في تعارض الظواهر السمعية مع القواطع العقليَّة.

وجواب هذا الإشكال: أن الحديث لا يتعارض مع الآية، فالنار تمتلئ من الجن والإنس كما أخبر الله، لكن هذا لا يعني أنه لم يبق فيها متَّسع لغيرهم، فأنت تقول: امتلأ المسجد، وامتلأ الوادي ماءً، وامتلأ بطني شبعًا، وهذا لا ينفي وجودَ سعَة في المسجد وفي الوادي وفي البطن لغير المذكورات، وقال عليه الصلاة والسلام: «المهديُّ منِّي، أجْلَى الجَبهَةِ، أَقنَى الأنفِ، يملأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا كما مُلِئَت جَوْرًا وظُلمًا، يملِكُ سبعَ سنين»([4])، وفي الأرض سعة بعد لأكثر من ذلك الظلم، وأكثر من ذلك القسط، فتمتلئ جهنم بما يُلقَى فيها ممَّا وعَدَها من الجِنَّة والناس، فتقول: هل من مزيد؟! لفضلٍ فيها غضبًا لله على الكفار، حتى يُفعَل بها ما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شاء وكما عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحينئذ تقول: حسبي حسبي([5]).

وأما تأويل الرِّجل بالطائفة من الناس فهو لا يستقيم؛ لأن الناسَ لا تزال تُلقى فيها فوجًا بعد فوجٍ، فلا ميزةَ لهذه الطائفة عن غيرها، ثم الله عز وجل لا يضيف أهلَ الكفر إلى نفسه، ولا أهل النار، فتأويل الرِّجل بالطائفة من الناس بعيد، ولا يدلُّ السياق عليه.

وأمَّا تأويل القدَم بالمقدَّم لها من خَلقِه كما نقله ابن بطال عن ابن المهلَب، واستدلَّ له بقول الله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} [يونس: 2] أي: متقدِّم صِدقٍ([6]) فهو تأويل لا يدلُّ عليه السياق، وقول ابن عباس مقدَّم عليه، فقد ورد عنه أنه قال: “الْكُرْسِيّ مَوضِع الْقَدَمَيْن”([7]). والتمسُّكُ بالظاهر مع اعتقاد التنزيه أولى من التأويل مع اعتقاد إيهام التشبيه في الأحاديث، والجواب عن وضع القدم هو نفس الجواب عن قبض الأرض وطيِّها بيمينه، وهو التصديقُ بالأخبار الواردة عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وحملها على ظاهرها من غير تشبيه ولا تعطيل، فهذا هو مسلك الراسخين في العلم من أهل القرآن والسنة، فقد نقل الذهبي عن الطبري قوله: “القولُ فيما أدرك علمه من الصفات خبرًا، وذلك نحو إخباره تعالى أنه سميع بصير، وأن له يدين بقوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64]، وأن له وجهًا بقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27]، وأن له قَدَمًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «حتَّى يَضَع الربُّ فيها قدمه»“([8]).

وقد أجاب شيخ الإسلام رحمه الله عن الإيراد الوارد على الحديث، وبيَّن غلط القوم فقال: “وقد غَلط في هذا الحديث المعطِّلة الذين أوَّلوا قوله: «قدمه» بنوع من الخلق كما قالوا: الذين تقدم في علمه أنهم أهل النار، حتى قالوا في قوله: «رجله» يقال: رجل من جراد، وغلَّطَهم من وجوه:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حتى يضع»، ولم يقل: حتى يُلقى كما قال في قوله: «لا يزال يلقى فيها».

الثاني: أن قوله: «قدمه» لا يُفهم منه هذا لا حقيقةً ولا مجازًا، كما تدلّ عليه الإضافة.

الثالث: أنَّ أولئك المؤخَّرين إن كانوا من أصاغر المعذَّبين فلا وجهَ لانزوائها واكتفائها بهم، فإن ذلك إنما يكونُ بأمرٍ عظيم، وإن كان من أكابر المجرمين فهم في الدرك الأسفل وفي أوَّل المعذَّبين لا في أواخرهم.

الرابع: أنَّ قوله: «فينزوي بعضها إلى بعض» دليل على أنها تنضمّ على من فيها، فتضيق بهم من غير أن يُلقى فيها شيء.

الخامس: أن قوله: «لا يزال يُلقى فيها، وتقول: هل من مزيد؟! حتى يضع فيها قدمَه» جعل الوضعَ الغايةَ التي إليها ينتهي الإلقاء، ويكون عندها الانزواءُ، فيقتضي ذلك أن تكون الغايةُ أعظمَ مما قبلها.

وليس في قول المعطِّلة معنى للَفظ «قدمه» إلا وقد اشترك فيه الأول والآخر، والأوَّل أحقُّ به من الآخر.

وقد يغلط في الحديث قومٌ آخرون ممثلة أو غيرهم، فيتوهَّمون أنَّ قدم الربِّ تَدخُل جهنَّم، وقد توهَّم ذلك على أهل الإثبات قوم من المعطِّلة حتى قالوا: كيف يَدخُل بعض الربّ النارَ والله تعالى يقول: {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا} [الأنبياء: 99]؟! وهذا جهلٌ ممن توهَّمه أو نقله عن أهل السنة والحديث، فإن الحديثَ: «حتى يضع ربُّ العزة عليها»، وفي رواية: «فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط، وعزَّتِك»، فدل ذلك على أنها تضايَقت على من كان فيها، فامتلأت بهم، كما أقسم على نفسه أنه ليملأنَّها من الجنة والناس أجمعين، فكيف تمتلئُ بشيء غير ذلك مِن خالق أو مخلوق، وإنما المعنى أنه توضَع القدم المضاف إلى الرب تعالى، فتنزوي وتضيق بمن فيها، والواحد من الخلق قد يركض متحرِّكًا من الأجسام فيسكن، أو ساكنا فيتحرك، ويركض جبلا فينفجر منه ماء، كما قال تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42]، وقد يضع يده على المريض فيبرأ، وعلى الغضبان فيرضى”([9]).

فحاصل الأمر هو إثباتُ هذه الصفةِ لله سبحانه على الوجه اللائق به، من غير تشبيه ولا تحريفٍ، ولا تعطيل ولا تأويل؛ إذِ التأويلُ فرعُ اعتقادِ التشبيهِ، فمن لم يعتقدِ التشبيهَ أوَّلًا لم يحتج إلى التأويل أصلًا، وهذا حال السَّلَف، فقد كانوا يروُون هذه الآثارَ ويحدِّثون بها الناسَ دون أن يخطُرَ بقلوبهم شيءٌ مما يخطر بقلوبِ غيرهم، فأحسَنُوا الظَّنَّ بالله، فثَبَت لهم الإسلام على ظهر التسليم والاستسلام لله عز وجل.

والحمد لله ربّ العالمين.

ــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) الصواعق المرسلة (1/ 140).

([2]) أخرجه البخاري (6284)، ومسلم (2848).

([3]) أخرجها البخاري (4850)، ومسلم (2847).

([4]) أخرجه داود (4285)، وصححه ابن حبان (6823)، وقال الذهبي في تلخيص العلل المتناهية (319): “إسناده صالح”، وقال ابن القيم في المنار المنيف (109): “إسناده جيد”.

([5]) ينظر: نقض عثمان بن سعيد الدارمي على بشر المريسي (1/ 402).

([6]) شرح البخاري لابن بطال (6/ 120).

([7]) ينظر: التوحيد لابن خزيمة (1/ 248).

([8]) العرش (ص: 207).

([9]) مختصر الفتاوى المصرية (ص: 648).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

(وقالوا نحن ابناء الله ) الأصول والعوامل المكوّنة للأخلاق اليهودية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا يكاد يخفى أثر العقيدة على الأخلاق وأثر الفكر على السلوك إلا على من أغمض عينيه دون وهج الشمس منكرًا ضوءه، فهل ثمّة أصول انطلقت منها الأخلاق اليهودية التي يستشنعها البشر أجمع ويستغرب منها ذوو الفطر السليمة؟! كان هذا هو السؤال المتبادر إلى الذهن عند عرض الأخلاق اليهودية […]

مخالفات من واقع الرقى المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الرقية مشروعة بالكتاب والسنة الصحيحة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وإقراره، وفعلها السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. وهي من الأمور المستحبّة التي شرعها الشارع الكريم؛ لدفع شرور جميع المخلوقات كالجن والإنس والسباع والهوام وغيرها. والرقية الشرعية تكون بالقرآن والأدعية والتعويذات الثابتة في السنة […]

هل الإيمان بالمُعجِزات يُؤَدي إلى تحطيم العَقْل والمنطق؟

  هذه الشُّبْهةُ مما استنَد إليه مُنكِرو المُعجِزات منذ القديم، وقد أَرَّخ مَقالَتهم تلك ابنُ خطيب الريّ في كتابه (المطالب العالية من العلم الإلهي)، فعقد فصلًا في (حكاية شبهات من يقول: القول بخرق العادات محال)، وذكر أن الفلاسفة أطبقوا على إنكار خوارق العادات، وأما المعتزلة فكلامهم في هذا الباب مضطرب، فتارة يجوّزون خوارق العادات، وأخرى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017