الاثنين - 12 جمادى الأول 1447 هـ - 03 نوفمبر 2025 م

حديث «فيضع الرب فيها قدمه» ودفع إشكال

A A

لا يشُكُّ مسلمٌ أنَّ في الدين محكَمًا ومُتشابهًا؛ إلا أنَّ المحكم لن يهتدِيَ إلى تمييزه مَن اضطربَت عنده الأصول وتفرَّقت به السبل في فهمِ الحقِ؛ لأن ثمَّةَ خيطًا ناظمًا للشرع، لا يستقيم للشخص إيمانٌ ولا يستقِرُّ له إسلامٌ مَا لم يُدركه، ألا وهو مبدأُ التسليم المطلَق للوَحيِ، وحُسن الظنِّ بكلام الله تعالى وكلام رسولِه صلى الله عليه وسلم، واعتقادُ أن الهداية على سبيل اليقين لا تكونُ إلا عن طريقهما، وأنَّ معارضَتَهما بغيرهما تَعني الشَّكَّ والرَّيبَ والاضطراب والاختلافَ.

هذا، وقدِ ابتلي بَعضُ الأمَّة بالتأثُّر ببعض العلوم الفلسفية، فحاكَمَ إليها لسانَ الشرع، وأراد فَهمَ خِطابه مِن خلالها؛ فعَمِيت عليه الأنباء، وصار إلى أقوالٍ في محكمات الدين لا يتميَّز بها حقٌّ مِن باطل، ولا تقوم بها حجَّة، والتوقُّف الذي هو جَهل هو أَحسنُ مواقف أصحابها، بَدلَ التأويل الذي هو تحريفٌ للكَلِم عن مواضِعِه وتَبديلٌ للشرع، وقد كان لآيات الصفاتِ وأحاديثِها النصيبُ الأوفر مِن هذه الحيرةِ العامَّة التي لم يَسلَم منها إلا من هداه الله تعالى ورحمَه.

ومِن بَين الأحاديث التي أُوردت عليها الإشكالات حديثٌ ورد فيه ذِكر القَدَم ونِسبتُها إلى الله عز وجل، وقد ورد الإشكالُ على هذا الحديث من ناحيتين:

الناحية الأولى: أن ظاهره التشبيهُ.

والناحية الثانية: تأويلُه بناء على ذلك.

وللجواب على هذا الإشكال نبين الآتي:

أولا: كلُّ مَا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقِّ ربِّه تعالى فلا يمكن أن يحيلَ إلى معنًى باطلٍ، ولا يلزم منه الباطل كذلك؛ لأن لزومَ الباطل عن القول دليل على بطلانه، وقد جوَّدَ الإمام ابن القيِّم العبارةَ في هذا المعنى فقال: “وتقرير ذلك أن يُقال: إمّا أن يكون المتكلِّم بهذه النصوص عالِمًا أنَّ الحق في تأويلات النّفاة المعطِّلين أو لا يعلم ذلك، فإن لم يعلم ذلك كان ذلك قَدحًا في علمه، وإن كان عالما أنَّ الحقَّ فيها فلا يخلو إما أن يكون قادرًا على التعبير بعبارتهم التي هي تنزيهٌ لله -بزعمهم- عن التشبيه والتمثيل والتجسيم، وأنه لا يعرف الله من لم ينزه الله بها، أو لا يكون قادرا على تلك العبارة، فإن لم يكن قادرًا على التعبير بذلك لزم القدحُ في فصاحته، وكان ورثة الصابئة وأفراخُ الفلاسفة وأوقاح المعتزلة والجهميَّة وتلامذة الملاحدة أفصحَ منه وأحسنَ بيانًا وتعبيرًا عن الحق، وهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة أولياؤه وأعداؤه وموافقوه ومخالفوه، فإنَّ مخالفيه لم يشكُّوا أنه أفصح الخلق، وأقدرهم على حسن التعبير بما يطابق المعنى ويخلِّصه من اللبس والإشكال”([1]).

ثانيا: هذه الصفات التي يستنكرها أهل التأويل وتصطكُّ منها مسامعهم لم ترد في القرآن ولا في السنة إلا في معرض التعظيم والمدح والتنزيه، فسياقها لا يمكن أن يحيلَ أبدا إلى باطل، ولا أن يفهم منه.

ثالثا: الكلام على الحديث:

الحديث مخرج في الصحيحين بألفاظ مختلفة، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث أنس: «لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟! فَيُدْلِي فِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بعض، فَتَقول: قط بعزتك، وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ خَلْقًا فَيُسْكِنَهُمْ فِيهَا»([2]). وله روايات أخر بلفظ الرجل([3]).

وقد أشكل هذا الحديثُ على بعض الناس، فتعرضوا لمعناه، فمنهم من نفى ظاهِرَه وادَّعى تعارضَه مع القرآن؛ وذلك أنَّ القرآن ينصُّ على أن جهنَّمَ ستَمتَلِئ من البشر والجنِّ، قال الله سبحانه: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين} [هود: 119]، وقال سبحانه: {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين} [السجدة: 13].

وعليه فإما أن يُحمل لفظ الرِّجل في الحديث على الطائفةِ من الناس، وهو وجه في اللغة، وإما أن يُردَّ لتعارضه مع الآية.

وآخرون قالوا باستحالة الظاهر مطلقًا، وأجابوا عنه بالتأويل أو بالتفويض طِبقًا لقاعدتهم في تعارض الظواهر السمعية مع القواطع العقليَّة.

وجواب هذا الإشكال: أن الحديث لا يتعارض مع الآية، فالنار تمتلئ من الجن والإنس كما أخبر الله، لكن هذا لا يعني أنه لم يبق فيها متَّسع لغيرهم، فأنت تقول: امتلأ المسجد، وامتلأ الوادي ماءً، وامتلأ بطني شبعًا، وهذا لا ينفي وجودَ سعَة في المسجد وفي الوادي وفي البطن لغير المذكورات، وقال عليه الصلاة والسلام: «المهديُّ منِّي، أجْلَى الجَبهَةِ، أَقنَى الأنفِ، يملأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا كما مُلِئَت جَوْرًا وظُلمًا، يملِكُ سبعَ سنين»([4])، وفي الأرض سعة بعد لأكثر من ذلك الظلم، وأكثر من ذلك القسط، فتمتلئ جهنم بما يُلقَى فيها ممَّا وعَدَها من الجِنَّة والناس، فتقول: هل من مزيد؟! لفضلٍ فيها غضبًا لله على الكفار، حتى يُفعَل بها ما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شاء وكما عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحينئذ تقول: حسبي حسبي([5]).

وأما تأويل الرِّجل بالطائفة من الناس فهو لا يستقيم؛ لأن الناسَ لا تزال تُلقى فيها فوجًا بعد فوجٍ، فلا ميزةَ لهذه الطائفة عن غيرها، ثم الله عز وجل لا يضيف أهلَ الكفر إلى نفسه، ولا أهل النار، فتأويل الرِّجل بالطائفة من الناس بعيد، ولا يدلُّ السياق عليه.

وأمَّا تأويل القدَم بالمقدَّم لها من خَلقِه كما نقله ابن بطال عن ابن المهلَب، واستدلَّ له بقول الله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} [يونس: 2] أي: متقدِّم صِدقٍ([6]) فهو تأويل لا يدلُّ عليه السياق، وقول ابن عباس مقدَّم عليه، فقد ورد عنه أنه قال: “الْكُرْسِيّ مَوضِع الْقَدَمَيْن”([7]). والتمسُّكُ بالظاهر مع اعتقاد التنزيه أولى من التأويل مع اعتقاد إيهام التشبيه في الأحاديث، والجواب عن وضع القدم هو نفس الجواب عن قبض الأرض وطيِّها بيمينه، وهو التصديقُ بالأخبار الواردة عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وحملها على ظاهرها من غير تشبيه ولا تعطيل، فهذا هو مسلك الراسخين في العلم من أهل القرآن والسنة، فقد نقل الذهبي عن الطبري قوله: “القولُ فيما أدرك علمه من الصفات خبرًا، وذلك نحو إخباره تعالى أنه سميع بصير، وأن له يدين بقوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64]، وأن له وجهًا بقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27]، وأن له قَدَمًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «حتَّى يَضَع الربُّ فيها قدمه»“([8]).

وقد أجاب شيخ الإسلام رحمه الله عن الإيراد الوارد على الحديث، وبيَّن غلط القوم فقال: “وقد غَلط في هذا الحديث المعطِّلة الذين أوَّلوا قوله: «قدمه» بنوع من الخلق كما قالوا: الذين تقدم في علمه أنهم أهل النار، حتى قالوا في قوله: «رجله» يقال: رجل من جراد، وغلَّطَهم من وجوه:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حتى يضع»، ولم يقل: حتى يُلقى كما قال في قوله: «لا يزال يلقى فيها».

الثاني: أن قوله: «قدمه» لا يُفهم منه هذا لا حقيقةً ولا مجازًا، كما تدلّ عليه الإضافة.

الثالث: أنَّ أولئك المؤخَّرين إن كانوا من أصاغر المعذَّبين فلا وجهَ لانزوائها واكتفائها بهم، فإن ذلك إنما يكونُ بأمرٍ عظيم، وإن كان من أكابر المجرمين فهم في الدرك الأسفل وفي أوَّل المعذَّبين لا في أواخرهم.

الرابع: أنَّ قوله: «فينزوي بعضها إلى بعض» دليل على أنها تنضمّ على من فيها، فتضيق بهم من غير أن يُلقى فيها شيء.

الخامس: أن قوله: «لا يزال يُلقى فيها، وتقول: هل من مزيد؟! حتى يضع فيها قدمَه» جعل الوضعَ الغايةَ التي إليها ينتهي الإلقاء، ويكون عندها الانزواءُ، فيقتضي ذلك أن تكون الغايةُ أعظمَ مما قبلها.

وليس في قول المعطِّلة معنى للَفظ «قدمه» إلا وقد اشترك فيه الأول والآخر، والأوَّل أحقُّ به من الآخر.

وقد يغلط في الحديث قومٌ آخرون ممثلة أو غيرهم، فيتوهَّمون أنَّ قدم الربِّ تَدخُل جهنَّم، وقد توهَّم ذلك على أهل الإثبات قوم من المعطِّلة حتى قالوا: كيف يَدخُل بعض الربّ النارَ والله تعالى يقول: {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا} [الأنبياء: 99]؟! وهذا جهلٌ ممن توهَّمه أو نقله عن أهل السنة والحديث، فإن الحديثَ: «حتى يضع ربُّ العزة عليها»، وفي رواية: «فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط، وعزَّتِك»، فدل ذلك على أنها تضايَقت على من كان فيها، فامتلأت بهم، كما أقسم على نفسه أنه ليملأنَّها من الجنة والناس أجمعين، فكيف تمتلئُ بشيء غير ذلك مِن خالق أو مخلوق، وإنما المعنى أنه توضَع القدم المضاف إلى الرب تعالى، فتنزوي وتضيق بمن فيها، والواحد من الخلق قد يركض متحرِّكًا من الأجسام فيسكن، أو ساكنا فيتحرك، ويركض جبلا فينفجر منه ماء، كما قال تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42]، وقد يضع يده على المريض فيبرأ، وعلى الغضبان فيرضى”([9]).

فحاصل الأمر هو إثباتُ هذه الصفةِ لله سبحانه على الوجه اللائق به، من غير تشبيه ولا تحريفٍ، ولا تعطيل ولا تأويل؛ إذِ التأويلُ فرعُ اعتقادِ التشبيهِ، فمن لم يعتقدِ التشبيهَ أوَّلًا لم يحتج إلى التأويل أصلًا، وهذا حال السَّلَف، فقد كانوا يروُون هذه الآثارَ ويحدِّثون بها الناسَ دون أن يخطُرَ بقلوبهم شيءٌ مما يخطر بقلوبِ غيرهم، فأحسَنُوا الظَّنَّ بالله، فثَبَت لهم الإسلام على ظهر التسليم والاستسلام لله عز وجل.

والحمد لله ربّ العالمين.

ــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) الصواعق المرسلة (1/ 140).

([2]) أخرجه البخاري (6284)، ومسلم (2848).

([3]) أخرجها البخاري (4850)، ومسلم (2847).

([4]) أخرجه داود (4285)، وصححه ابن حبان (6823)، وقال الذهبي في تلخيص العلل المتناهية (319): “إسناده صالح”، وقال ابن القيم في المنار المنيف (109): “إسناده جيد”.

([5]) ينظر: نقض عثمان بن سعيد الدارمي على بشر المريسي (1/ 402).

([6]) شرح البخاري لابن بطال (6/ 120).

([7]) ينظر: التوحيد لابن خزيمة (1/ 248).

([8]) العرش (ص: 207).

([9]) مختصر الفتاوى المصرية (ص: 648).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: {وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ} [يوسف: 110] ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017