الثلاثاء - 18 ربيع الأول 1445 هـ - 03 أكتوبر 2023 م

خسارة العالم بانحسار السلفية

A A

بِسْم الله الرحمن الرحيم
كانت القرون الثلاثة الأول بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم هي عصر سيادة عقيدةِ السلف رضوان الله عليهم وفقهِهِم ، وفيما بعدها بدأت مذاهب البدعة ترتفع من هنا وهناك حتى جاء القرن الخامس الهجري حيث بدأت الدولة السلجوقية في عهد آخر ملوكها الأقوياء ألب أرسلان وابنه ملك شاه ووزيرهما نظام الملك [تـ٤٨٥] ففي ذلك العصر

كانت عناية الدولة عظيمة بالعلوم الشرعية فأُنشئت المدارس في جميع أنحاء الدولة المنتشرة من الصين شرقاً وحتى فلسطين غربا ، إلا أن هذه النهضة العلمية صاحَبَها انحسار لعقيدة السلف حيث ظهرت البدعة في عدد من القضايا المهمة كصفات الله تعالى والقضاء والقدر وتوحيد الله عز وجل في عبادته ، فقد كان الوزير نظام الملك رحمه الله على فضله وعلمه أشعرياً متعصباً ، فكان أن أدَّى فرْضَهُ المذهبَ الأشعري في المدارس وقصر وظيفة التدريس فيها على الأشاعرة إلى أمرين خطيرين : الأول : انحسار عقيدة السلف وانتشار عقيدة أهل الكلام من الأشاعرة والماتريدية واتخاذهم من أهل السنة لقباً لأنفسهم وتلقيب أتباع السلف بالحشوية ، الثاني : أنه ترتب على اعتناق العلماء للعقائد الأشعرية انفتاح الباب أمام الخرافات الصوفية وشركيات القبوريين لتصل إلى المساجد والخلوات حتى كثرت الأضرحة وأصحاب الطرق والمتدروشة ، وضعُفت الهيبة من الابتداع في الدين ، وتقلصت مكانة أهل العلم والعقل والاتباع وأصبح التقدم والتقدير للمنتسبين للخِرَق[جمع خِرْقَة] والأحوال والخوارق ، وكان ذلك خسارة عظيمة ليس من جهة ضعف الالتزام الصحيح بالعقائد والسلوك الإسلامي وحسب ، بل تقلصت أيضا علوم الفلك والصناعات والكيمياء والفيزياء والطب ، إذ لم يعد المشرق الإسلامي في مثل هذه العلوم كما كان في القرون الثلاثة وما أعقبها حتى انحسار السلفية ، أما مصر وبرقة وطرابلس والقيروان وما حولها فكان انحسارُ مذهب السلف فيها أسبق، وغلبَةُ البدعة فيها أعنف بسبب خضوعها لدولة بني ميمون القداح المعروفة بالفاطمية التي كانت أيضا العون لأوربا في إسقاط إمارة المسلمين في صقلية وجنوب إيطاليا وجزيرة كريت.
ولم يتأخر كثيراً بقاء قوة علوم الصناعات وما شابهها من المعارف في المغرب الإسلامي وأخص الأندلس فقد أُكْرِه العلماء على العقيدة الأشعرية وحاربت دولةُ الموحدين عقائدَ السلف وكانت أكثر توغلاً في مسالك الخرافة من دول المشرق.
ولم تمض سنوات بعد ارتفاع راية البدعة إلا وقد نجم الخلاف بين المسلمين في أسوأ صوره ، وتقطعت دولة السلاجقة قدداً، وانهار الناس وأصبحوا مضمحلين في عقيدة الجبر ما بين قانط من رَوْح الله وذاهب في خرافات أصحاب الطرق وذاهل في أمر دنياه ، وهو الوضع الذي مكَّن جحافل الصليبيين ان تَقْدُم من وسط فرنسا وأوربا وتصل مُنهَكَة في غاية ما يكون من الأعياء فلا تكاد تتجاوز أسوار أنطاكية حتى تتساقط تحت سنابك خيولهم مدنَ سواحل الشام مدينة بعد مدينة حتى استولوا على القدس في ٢٢ من شعبان عام ٤٩٢هـ أي بعد سبعة أعوام من وفاة الوزير نظام الملك رحمه الله والذي كانت الدولة في عهده قوية متماسكة من سواحل فلسطين وحتى ولاية كأشغار في الصين الحالية ، إلا أن التفريط بعقيدة الأمة من أجل مصالح سياسية وإن تبادر إلى الوهم أنها أنفع للدولة ، فإن حقيقة الأمر:أن سنة الله تعالى قد تستبقي المُتَاجر بمنافع الدنيا لكنها لا تستبقي المتاجرين بالعقائد مهما عظم فضلهم، وحسبنا بنظام الملك والسلطان ملك شاه وأبيه ألب أرسلان مثلا .
وبعد هذا الاستبعاد لعقيدة السلف وما حل بسببه من نكبات سياسية وعسكرية واجتماعية ودينية وأخلاقية ، ظل العلم الشرعي من فقه وحديث وأصول معها قوياً ، بل مشرفاً ، بسبب المدارس والأوقاف التي أُنشِئت له ، إلا أن الانحراف في العقائد والسلوك ظل يزداد يوما بعد يوم ، وللأسف فقد حصلت فرص قوية جداً للإصلاح لكنها لم تُستثمر ، ومن ذلك عهد السلطان عماد الدين زنكي [تـ٥٤١] وعهد السلطان صلاح الدين الأيوبي [ تـ٥٨٩] فقد ذهب عصر الرجلين ولم يُكملا فيه إصلاحهما العقدي ، فما حققاه من عودة بالأمة نحو الجهاد والانتصار على الصليبيين وإسقاط دولة الباطنيين في مصر كان حرياً أن يُستكمل ، وتتم العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومفارقة ماجنحت إليه الآمة من البدعة والخرافة إلا أن ذلك لم يكن ، وكان من عواقبه اضمحلال سلطنة السلاجقة والأيوبيين بأقل من مقدار عمر رجل واحد ، ليعقبه الشر العظيم والبلاء المبين وهو اجتياح المغول لبلاد المسلمين في سنوات معدودات ، ولم تتمكن هذه الأمة الغريبة من شعوب المسلمين بهذه السرعة العجيبة لولا انحسار عقيدة السلف وتشتت قلوب الناس في المشارب والآهواء والاعتقادات الباطلة في الأموات والتعلق بالصالحين من الأحياء بدعوى وِلايتهم وامتلاكهم قدرات خفية على الناس وغير ذلك من مزاعم التخلف والانحطاط ، ومن لم يكن معه شئ من هذه المزاعم والتخبصات في العقائد فهو إما عالم منزو مفارق لما عند الناس أو عامي سادر في دنياه لا يدخل مع أحد في صخب في مثل هذه الترهات ، أو متهتك لا ينظر إلى أهل التدين بعين رضا ، والقارئ حين يبحث في مدونات تاريخ مصر والشام عن تلك الفترة ويُفَتِّش فيما يمر به من أسماء القادة والآمراء وكتاب الدولة ويبحث فيهم عن أهل الشام ومصر مثلاً فلن يجد إلا النزر اليسير ، أما الأكثرون فهم من رجال الجندية من المماليك والأتراك والأكراد ، وأما سائر الناس فأهل الديانة منهم أقعدتهم البدع والفكر الصوفي بمختلِف درجاته عن بلوغ هذه الرتب ،وغير أهل الديانة كما ذكرتُ آنفا.
وحين نصر الله المماليك في عين جَالُوت[٦٥٨هـ] وحقق الله وعده بأن لا يُهْلِك أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم بسنة بعامة ، كانت تلك فرصة مناسبة ليقود العلماءُ الأمةَ إلى عقيدة السلف وتنطلق من هناك حركة الإصلاح الديني ، إلا أن الأمر تأخر قليلاً حتى بدأ ابن تيمية دعوته الإصلاحية ربما بعد عين جَالُوت بعشرين عاماً[تـ٧٢٨] حيث نجح في بعث عقيدة السلف من جديد وتعليمها للناس ، إلا أنه لم يستطع إقناع الدولة بتبنيها ، لذلك بقيت الخرافة والبدعة مهيمنة على عقول الناس ، وتسبب غرق المسلمين فيها الانفصام الخطير الذي ظلت تعيشه بين ما تتعلمه من قرآن وحديث وفقه وبين ما تمليه عليها انحرافاتها البدعية مما ليس في كتاب ولا سنة ولا فقه .
وقد نجحت الدولة العثمانية في بداياتها نجاحاً عسكرياً وسياسياً لكنها كانت هي أيضا غارقة في الانحراف العقدي ، وكان هذا هو أظهر العوامل لشيوع الجهل والتخلف العلمي في سائر ممالك الدولة الإسلامية العثمانية حتى وجدت نفسها مع جيرانها الأوربيين التي كانت سيدتهم وهي تشتري أسلحتها منهم لتقاتلهم بها .
وكان الضلال العقدي والإيمان بالجبر والانقياد إلى شيوخ الطرق والاستغاثة بالموتى شيئاً من القيود اليسيرة التي كبلت الأمة الإسلامية فيها نفسها ، فلم تشعر إلا والصليبيون يعودون من حديد،لكنهم هذه المرة لم يستولوا على سواحل الشام كما حدث في آواخر القرن الخامس ، بل استولوا على جميع بلاد الإسلام من الصين وحتى طنجة ، وكل ذلك في أسرع عمليات احتلال في التاريخ فقد كانت الأمة خانعة ممتلئة بسبب الغربة عن الدين بالقابلية للاستعباد ، ولم يبق أرض لم تطءها قدم المستعمر إلا تلك الأرض في كبد جزيرة العرب والتي جعلها الله منطلقاً للدعوة السلفية من جديد .

د. محمد بن إبراهيم السعيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

عرض وتعريف بكتاب (الأشاعرة والماتريدية في ميزان أهل السنة والجماعة) الصادر عن مؤسسة الدرر السنية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: وقع الخلاف في الأيام الماضية عن الأشاعرة والماتريدية وكان على أشدِّه، ونال مستوياتٍ كثيرةً بين الأفراد والمراكز والهيئات، بل وتطرَّق إلى الدول وتكتَّل بعضها عبر مؤتمرات تصنيفيّة، وكذلك خلاف كبير وقع بين المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة في الحديث عن بعض من نُسب إلى الأشعرية أو تقلَّد بعض […]

فضائل عمرو بن العاص رضي الله عنه .. والرد على الشبهات المثارة حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تطاول أقوام على الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، القائد العظيم المحنك، الذي حمل أعباء الجهاد في سبيل الله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي توِّجت فتوحاته العظيمة بالنصر على أعداء الإسلام، فنالوا من صدقه وأمانته، ووصفوه بالغدر والخبث زورًا وبهتانًا، ولكن هيهات […]

التكفير عند الفرق المخالفة لمنهج السَّلف

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: وقوع التناقض في الأقوال وفي التأصيل ناتج عن خلل في فهم النصوص، والبعد عن منهج السلف في التقعيد، وهذا التناقض يختلف بحسب طبيعة المسألة أهمية وقدرًا، وأشدها الوقوع في التكفير؛ لما ينتج عنه من آثار مدمرة على حياة الناس، وتكفير أي فرقة لفرقة أخرى لربما انتشر وذاع لدى […]

دعوى تلقي البردة بالقبول وانفراد علماء نجد بنقدها.. تحليل ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قصيدةُ البردة هي أحد أشهر القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري، وهي قصيدة عذبة رائقةُ البناء اللغوي والإيقاع الشعري، ولذلك استعذبها كثير من العلماء والأدباء والشعراء، إلا أنها تضمَّنت غلوًّا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها […]

قَولُ ابن عربي الاتّحاديّ بإيمان فِرْعون وموقفُ العلماء مِنه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن المسلم الموحِّد الذي قرأ القرآن العظيم، وآمن بصدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من أخبار الأمم السابقين، لا يخالجه أدنى تردّد في هلاك فرعون على الكفر بالله تعالى وبنبيه موسى عليه السلام. ولو قيل لأي مسلم: إن ثمّة من يدافع عن فرعون، ويحشد الأدلة لإثبات […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (2)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد ذكرنا في المقال السابق، أن المتكلمين يُوجبون النظر، ويُوجبون نظرا محددا، وليس مطلق النظر وفي مطلق الأوقات، كما هو الواقع في دعوة القرآن، الذي يدعو إلى النظر والتأمل والتفكر […]

عرض وتعريف بكتاب (دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي) دراسة نقدية تطبيقية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي، دراسة نقدية تطبيقية. اسم المؤلف: د. راشد صليهم فهد الصليهم الهاجري. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى، طباعة الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن والسنة النبوية وعلومها، لسنة (1444هــ- 2023م). حجم الكتاب: يقع في مجلدين، عدد صفحات المجلد […]

جهود علماء الحنابلة في الدفاع عن الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هذا تجريد لأقوال علماء الحنابلة في الثناء على الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله، والذبّ عنه، جمعته من مصنفات أعيانهم عبر القرون حتى وقتنا الحاضر. وستجد فيه الكثير من عبارات الثناء والمدح للإمام، وبيان إمامته وفضله ومنزلته، والاعتداد بخلافه في مسائل الفقه، والاستشهاد بكلامه في عدد من مسائل الاعتقاد، […]

الحقيقة المحمدية عند الصوفية عرض ونقد – الجزء الأول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة في خطر التصوف الفلسفي وأهم نظرياته: من المعروف أن التصوف مر بأدوار مختلفة، فبدأ بطبقة الزهاد والعباد الذين كانوا في الجملة على طريقة أهل السنة والجماعة، وكانوا مجانبين لطرائق الفلاسفة والمتكلمين، وإن كان وُجِد منهم شيءٌ من الغلو في مقامات الخوف والمحبة والزهد والعبادة. ثم وُجِدت طبقة أخرى […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد بيّنت في مقال سابق، أن مذهب الأشاعرة ليس ثابتا، بل مرَّ بمراحل وانقسم إلى طبقات. فالطبقة الأولى: وهي طبقة الشيخ أبي الحسن الأشعري، والقاضي أبي بكر الباقلاني، ونحوهما، […]

رفع الاشتباه عن موقف أئمة الدعوة النجدية من الحلف بغير الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وبعد: فإن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206) السلفية، هي امتدادٌ لأولئك الأئمة المحققين الذين حفظوا مفهوم التوحيد وذبوا عنه وبلغوه للناس، وبذل أئمة هذه الدعوة جهودهم في إحياء تراث أئمة السلف، ومحققي العلماء الذين اعتنوا بتحرير […]

هل الأشاعرة من أهل السنة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا مبحث مختصر في الجواب عن إشكالية الخلط بين المفاهيم. هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟ وهل التقاء بعض العلماء مع بعض […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وهي ظَنِّيَّة؟!

من الشُّبهات التي أثارها المنكِرون للسنةِ النبويةِ شبهةٌ حاصلُها: أنَّ السُّنةَ النبويَّة ظنيَّةٌ، فكيف نقبلُ بهَا ونعُدُّها مَصدرًا للتشريع؟! واستنَدُوا في ذلك إلى بعضِ الآيات القرآنية التي أساؤُوا فهمَهَا، أو عبَثُوا بدلالتها عمدًا، لكي يوهموا الناس بما يقولون، من تلك الآيات قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ […]

دعوى افتقار علماء السلفية لعلوم الآلة.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من العبارات الفاسدة التي يقول بها المناوؤون للدعوة السلفية، التي يُدرك فسادها بالضرورة قول بعض المناوئين: (لو تعلَّموا وفق المنظومة العلمية التراثية ودرسوا العلم الصناعي لتمشعروا، ولساروا في ركاب الأمة الإسلامية، ولتركوا ما هم عليه من توهبُن وتسلُّف، ولذهبوا إلى القبور يعفرون الخدود ويجأرون بطلب الحاجات). وهذه مقالة يؤسفني […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017