السبت - 21 محرّم 1446 هـ - 27 يوليو 2024 م

الوهَّابيونَ والحِجاز – لأبي إسحاق إبراهيم بن محمَّد أَطفيَّش-

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

تقديم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على أشرفِ المرسلين، نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فإنَّ أيَّ دعوةٍ أو فكرٍ إنما المعتمَد في الحكم عليها ومعرفةِ مدى قربها من الحقِّ أو بُعدها عنه هو النظرُ فيما تدعو إليه من أصول وقواعد، وفيما ترنو إليه من أهدافٍ ومقاصد، وليس المعتمد في ذلك مدح المحالفين ولا قدح المخالفين، فكما قال الأوَّل:

وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ     وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي الْمَساوِيا

إلا أن المدح والثناء إذا صدر من مخالفٍ في المنهج والانتماء، فإنه يكون قرينةً قويَّة على سلوك سواء السبيل، ويرقى من مرتبة القرائن إلى مرتبة البيِّنات إذا كان مدعَّمًا بالبرهان والدليل.

وقد كان لدعوة التوحيد التي قادها وقام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حظ ٌّكبير ونصيب وافرٌ من ثناءات من لا ينتَمي إليها من العلماء، ممن لم يحرِّكهم لتدوين شهاداتهم طمعٌ ولا رغبة، ولم يحمِلهم على تخليد تزكياتهم فرَق ولا رهبة، وإنَّما الشهادة بالحقِّ والقيام بالقسط.

ومِن ذلك هذا المقال الذي نُقدِّمه للقرَّاء الكرام، للشيخ إبراهيم أطفيَّش رحمه الله، وهو من علماء الأباضية، ومن دعاة الإصلاح، كتبه بعد بسط الملك عبد العزيز رحمه الله نفوذَه على الحجاز، إذ أشاع المناوئون لدعوة التوحيد أن الملك الجديد سيمنع الحجَّ عن كلِّ مخالفٍ لدعوته، وأنه سيُكرِه الناسَ على مذهبه، فكتب الشيخ إبراهيم أطفيَّش مقالًا بعنوان: (الوهَّابيونَ والحِجاز)، ونشره في مجلَّة المنهاج([1]) في شهر شعبان سنة 1344هـ، فنَّد فيه تلك المزاعم، وأبطل تلك الشائعات، بموضوعيَّة علميَّة؛ بعيدًا عن التفريق والتّحزيب، ومجتنبًا الحجبَ والتَّعصيب.

وقبل سرد مقالِه يحسن ذكرُ شيء من سيرته وحاله، فهو إبراهيم بن محمد إبراهيم بن يوسف أطفيَّش أبو إسحاق، أديب من علماء الإباضية، ومن كبار العاملين في سبيل وحدة المسلمين. ولد في قرية بني يزقن بوادي ميزاب سنة 1305هـ/ 1888م، وقرأ الفقه والنحو والتفسير بعد حفظ القرآن الكريم على عمّ والده الشيخ محمد بن يوسف أطفيَّش، ولازمه حتى وفاته سنة 1332هـ/ 1914م، فانتقل إلى تونس وحضر دروسًا في جامع الزيتونة، وشارك في حركتها الوطنية بزعامة الشيخ عبد العزيز الثعالبي، ولا سيما مقاومة الاستعمار الفرنسي، فأبعده الفرنسيون، فلجأ إلى القاهرة سنة 1341هـ/ 1923م، وأنشأ فيها مجلة “المنهاج”، ونشر كتبا علميَّة لبعض أعلام الإباضية، وصنف كتاب (الدعاية إلى سبيل المؤمنين)، وشرع في كتابه (تاريخ الإباضية) وعاجلته المنية قبل إتمامه، وعمل في دار الكتب المصرية، فشارك في تحقيق بعض كتب التراث الكبيرة كتفسير القرطبي وأجزاء من (نهاية الأرب)، ورجع إلى السياسة فكان ممثلا لدولة إمامة عمان في جامعة الدول العربية، ورئيسا لوفدها الرسمي في هيئة الأمم المتحدة (دورة 1960م)، وكان قبل ذلك سنة 1375هـ/ 1956م أسَّس أول مكتب سياسي لدولة عمان في القاهرة، وشهد بعض المؤتمرات الإسلامية في القدس وبغداد، وكان مرجعًا للفتوى في المذهب الإباضي عند المشارقة والمغاربة، له مقالات سياسية واجتماعية كثيرة نشرت في المجلات والصحف المصرية، وتوفي بالقاهرة سنة 1385هـ/ 1965م([2]).

وهذا أوان عرض مقال الشيخ إبراهيم أطفيَّش رحمه الله تعالى.

الوهَّابيونَ والحِجاز

لأبي إسحاق إبراهيم بن محمَّد أَطفيَّش

استَخلَص الوهَّابيُّون الحجازَ من سلطة الشريف الملك حسين، وهذا الاستخلاصُ لا شكَّ أنه حصَل في ظروفٍ حرِجَة جدًّا بالنسبة إلى الملك حُسين، وغيرُ خَفيٍّ أنَّ حسينَ بن عليٍّ امتنع عن إمضاء المعاهدَة الحجازيَّة الإنكليزية، وعن إمضاء معاهدة فرساي([3])، وهذا الأمر لا يكابر منصفٌ في حقيقته، ولا نبحثُ اليومَ في الأسباب الداعية إلى امتناع الملك حسين من ذلك؛ إذ لمْ يكن الغرضَ، وإنما نقول: إنَّ إنكلترا ذات المطامع الواسعةِ في الجزيرة العربية تخلَّت -على أقلِّ تعبير- عن مساعدة حليفِها عند المحنةِ، وتركت حبلَ الذي شدَّ عضدها وكان الأسَّ الأكبر في ثورةِ الشرق على غارِبه، فعقب هذا هَجمَ ابن سعود على عدوِّه، وساعدته الأحوال الكثيرةُ، فاستحوذ أخيرًا على الحجاز، وهنا لا بدَّ أن لا نجهلَ أنَّ كلَّ شعبٍ يريد تكوينَ مملكة أو الاستيلاء على قطرٍ لا بد أنْ يعتوِرَه في سبيله أمور، ولا سيَّما إذا كانت هناك محرِّكات خارجةٌ عن الحال الطبعيَّة كيَدٍ خفيَّة.

ولقد اضطربتِ الأفكار والظنون وذهبت مذاهبَ شتى في تكوين هذه المملكة الفتيَّة بجزيرة العرب، وتحوَّلت الأنظارُ إلى ذلك القطر المقدَّس الذي جعله اللهُ بلدًا آمنًا تُجبى إليه ثمراتُ كلِّ شيء رزقًا من لدنه، وحرمًا قيامًا للناس، ولا نغرق في البحث عن مذاهب الأفكار والظنون ومبلغها من الصحَّة الآن، غير أننا نريد أنْ نلمَّ بحالٍ خاصَّة، وهي تضاربُ الأفكار في مضايقةِ الوهَّابيِّين لأصحاب المذاهب الأخرى، الأمر الذي أصبح ذائعًا في كلِّ الأندية، وليس ببعيدٍ أنْ تكونَ هنالك دعايةٌ ضدَّ هؤلاء، كما أنَّه ليس ببعيدٍ أنْ يصِحَّ ما يُذاع، ولا سيَّما وقد عُرف أولئك القوم بالتطرُّف والتعصُّب الجافِّ([4])، غير أننا لم نزل نستسفِر([5]) عن المسائل التي هي محطُّ النقد والشنآن؛ لعلّنا نقف على حقيقةٍ محدودةٍ يظهر فيها حكمُ الله، ولئنِ انحصر الخلافُ في منع الناس عن الاستغاثة بغير الله، وهدم مباني بُنيت على القبور، والمنع من زيارتها مع ارتكاب محرمات، فهذا موافقٌ لحكم الشريعة الغراءِ التي جاءت لتطهير النفوس من كل شائبة من شوائب الشرك واعتقاد التأثير في شيء من الخلق، ومخاطبته والتقرب إليه، كل ذلك وما يقرب منه منافٍ كلَّ المنافاة للشريعة، ولنَدَع أهواءَ الناس، ولنقرَّ الحقَّ بدون خوفِ لومة لائم.

ولكن إذا منعوا من مجرد الزيارة التي هي تَذكرةٌ للناس بسلَفِهم ومؤسِّس مجدِهم من كبار الصحابة، وآثار النبي r كمسجد الجنِّ -﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا﴾ الآيةَ [البقرة: 114]-، وزيارة غار حراء وأشباهها، فلا ريبَ أنَّ هذا منافٍ كذلك لحكم الشرعِ الشريف، فإنَّ مرتكبَ ما يحرم أثناء زيارته يجب منعه من كبيرته، ولا يحلُّ منعُه([6]) من سوى ذلك، ولا سيَّما أن زيارة بعضِ الأماكن تُعدُّ من نوافل المناسك، ولا نظنّ أن المنعَ مِن متمِّمات الحجّ -كما يذكُر بعضٌ- واقعٌ؛ لأنَّ المناسك بين سائر المذاهب الإسلامية واحدةٌ للحج إلا جزئياتٍ يسيرة إذا طرحنا الحشوَ الذي يتَّخذه الرعاع من عامة الأمة، وما أدخله في أفكارهم أولئك المطوِّفون ليستدرُّوا به أموالهم.

وإذا صحَّ أنَّ الوهابيين يمنعون الناس عن أداء مناسكهم مضايقَةً لهم لحملهم على مذهبهم -وهذا مُستَبعَدٌ صحَّتُه- فإنهم قد ارتكبوا شيئًا إدًّا، وصرفوا الأمةَ الإسلامية عن حجّ بيت ربِّها، وعطَّلوا بذلك ركنًا من أركان الدين، وبلَّغوا غلاةَ الاستعمار أمنيةً طالما حلموا بها، وهي قطع ذلك الاجتماع الإسلاميِّ الأعظم، أو المؤتمر الدينيّ الذي تتجلَّى فيه السكينة والابتهال إلى الله والانقطاع إليه سبحانه في بكاءٍ وخشوع.

ولقد كثر التساؤل عن أشياء يُذاع وقوعُها هنالك، ولا نتصدَّى لها ما لمْ نتبيَّن الحقيقةَ الثابتة التي يتأتَّى لنا معها الحكم. أما منعُهم الطوافَ بالقبور ولمسَها والنداء فيها ولثمَها، ومنعُ تعاطي الدخان والمكيّفات، فهذا حقٌّ لا مريةَ فيه، ومن كمال النفوس أن تكون منصفةً لكلّ أحد مهما كانت نزعَته.

إنَّ من البدع المحرَّمة التي ليست من الدين في شيء الطوافَ بالقبور، ليت شعري مِن أين جاء الجوازُ لمستبيحِيه ولم يجز إلا بالكَعبة، وبسواها خروج عن الحقِّ إلى الهيئة الجاهلية؟! ورُوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عند طوافه بالكعبة مخاطبًا الحجر الأسود: «إنكَ حجرٌ لا تضرُّ ولا تنفع، لولا أني رأيتُ رسول الله r يُقبّلكَ ما قبّلتكَ»([7]).

إنَّ الحرمين الشريفين ملكٌ لله تعالى وحقٌّ مشاعٌ([8]) بين سائر الأمة الإسلامية، لا محَلَّ لأي ذي سلطان أنْ يمنعَ الناسَ عن إقامة شعائرهم على ما تلقَّوه على قاعدة مذهبهم ما لمْ يخالفوا نصَّ الكتاب وصحيح السُّنة، كما يجب منع مرتكب كلِّ مخالفة لهما، والحقُّ أحقُّ أنْ يُتَّبَع، والحيلولة بين الناس والحج للمخالفة المذهبية إلحادٌ في الحرم بظلمٍ، وإنَّا لنرجو أن لا يقفَ في هذا الموقف البعيدِ عن الحق الملكُ ابن سعود؛ لِما نتوسَّم فيه من العقل والرغبة في تأسيس الملك على سنَن جمع الكلمة العربيَّة، وتكوين وحدةٍ لها، وعمارة الحجاز حتى يكون ملجأً للمسلمين ومأرِزًا يأمنون إليه من غوائل الدهر، أما الغلوُّ والتطرُّف فلا يولدان غير ما لا يرجوه كلُّ مسلمٍ غيور.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مجلَّة المنهاج (1/ 417-419). وهي مجلة علمية سياسية اجتماعية نصف شهريّة، لصاحبها أبي إسحاق إبراهيم أطفيَّش الجزائري، تصدر بالقاهرة غرَّةَ كلّ شهر عربي، بالمطبعة السلفية.

([2]) ينظر لترجمته: الأعلام للزركلي (1/ 73)، ومعجم أعلام الجزائر لعادل نويهض (ص: 19).

([3]) في الأصل: (فرسابل).

([4]) وهذا أيضًا من الدعاية التي تأثَّر بها الشيخ صاحبُ المقال، أو هو من تعميم الأحكام.

([5]) كذا، ولعلَّه يقصد طلبَ الكشف.

([6]) في الأصل: (منه)، ولعلَّه خطأ مطبعيّ.

([7]) رواه البخاري (1597).

([8]) في الأصل: (ملكًا… وحقًّا مشاعًا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التداخل العقدي بين الطوائف المنحرفة – الشيعة والصوفية أنموذجًا –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أولًا: المد الشيعي في بلاد أهل السنة: من أخطر الفتن التي ابتُليت بها هذه الأمة: فتنةُ الشيعة الرافضة، الذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر، الذين يشهد التاريخ قديمًا وحديثًا بفسادهم وزيغهم وضلالهم، الذين ما سنحت لهم فرصة إلا وكانت أسلحتهم موجَّهة إلى أجساد أهل السنة، يستحلّون […]

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

  الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية. فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو […]

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

ما الديوان الصوفي؟ يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر […]

المنهج النبوي في معالجة المواقف الانفعالية عند الأزمات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إنَّ الأزمات والفتن النازلة بالمسلمين تدفع بعض الغيورين إلى اتخاذ مواقف انفعالية وردود أفعال غير منضبطة بالشرع، ومن ذلك إصدار الأحكام والاتهامات تحت وطأة الغضب والحمية الدينية. ومعلوم أن لهذه المواقف آثارا سلبية منها: أنها تؤثر على تماسك المجتمع المسلم ووحدته، لا سيما في أوقات الشدة والفتنة واختلاف الآراء […]

المحرم وعاشوراء.. شبهات ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: هذا الدين العظيم يجعل الإنسان دائمًا مرتبطًا بالله سبحانه وتعالى، فلا يخرج الإنسان من عبادة إلَّا ويتعلَّق بعبادة أخرى؛ لتكون حياته كلُّها كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163]، فلا يكاد […]

فتاوى الدكتور علي جمعة المثيرة للجدل – في ميزان الشرع-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في الآونة الأخيرة اشتهرت بعض الفتاوى للدكتور علي جمعة، التي يظهر مخالفتُها للكتاب والسنة ولعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين، كما أنها مخالفة لما أجمع عليه علماء الأمة في كل عصر. ولا يخفى ما للدكتور من مكانة رسمية، وما قد ينجرّ عنها من تأثير في كثير من المسلمين، […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017